منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث ومعنى

اذهب الى الأسفل 
+2
metwally.mustafa
gawhara
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالسبت 8 أغسطس 2009 - 3:47


عن عثمان؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم.



كلمة التوحيد هي الكلمة التي قامت بها الأرض والسموات, وفطر الله عليها جميع المخلوقات, وعليها أسست الملة ونصبت القبلة, وجردت سيوف الجهاد, وهي الكلمة العاصمة للدم والمال والذرية في هذه الدار, والمنجية من عذاب القبر وعذاب النار, وهي المنشور الذي لا يدخل أحد الجنة إلا به, والحبل الذي لا يصل إلى الله من لم يتعلق بسببه, وهي كلمة الإسلام, ومفتاح الإسلام, وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد, ومقبول وطريد, وبها انفصلت دار الكفر من دار الإيمان, وغيرت دار النعيم من دار الشقاء والهوان, وهي العمود الحامل للفرض والسنة, ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة .

وروح هذه الكلمة وسرها: إفراد الرب جل ثناؤه, وتقدست أسماؤه وتبارك اسمه, وتعالى جده, ولا إله غيره: بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء وتوابع ذلك: من التوكل والإمامة والرغبة والرهبة, فلا يحب سواه, ولا يرجى سواه, ولا يتوكل إلا عليه, ولا يرغب إلا إليه, ولا يرهب إلا منه, ولا يحلف إلا باسمه, ولا ينظر إلا له, ولا يتاب إلا إليه, ولا يطاع إلا أمره, ولا يتحسب إلا به, ولا يستغاث في الشدائد إلا به , ولا يلتجأ إلا إليه, ولا يسجد إلا له, ولا يذبح إلا له وباسمه, ويجتمع ذلك في حرف واحد, وهو: أن لا يعبد إلا إياه بجميع أنواع العبادة, فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله, ولهذا حرم على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة, ويحال أن يدخل النار من تحقق بحقيقة هذه الشهادة وقام بها, كما قال تعالى: {والذين هم بشهاداتهم قائمون} [سورة المعارج: 33] فيكون قائماً بشهادته في ظاهره وباطنه في قلبه وقالبه, فإن من الناس من تكون شهادته ميتة, ومنهم من تكون نائمة إذا نبهت انتبهت, ومنهم من تكون مضطجعة, ومنهم من تكون إلى القيام أقرب, وهي في القلب بمنزلة الروح في البدن, فروح ميتة, وروح مريضة إلى الموت أقرب, وروح إلى الحياة أقرب, وروح صحيحة قائمة بمصالح البدن.

فحياة الروح بحياة هذه الكلمة فيها, كما أن حياة البدن بوجود الروح فيه, وكما أن من مات على هذه الكلمة فهو في الجنة ينقلب فيها, فمن عاش على تحقيقها والقيام بها فروحه تنقلب في جنة المأوى وعيشه أطيب عيش قال { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى* فإن الجنة هي المأوى } [النازعات: 40, 41] فالجنة مأواه يوم اللقاء.

وجنة المعرفة والمحبة والأنس بالله والشوق إلى لقائه والفرح به والرضى به وعنه مأوى روحه في هذه الدار. فمن كانت هذه الجنة مأواه ههنا كانت جنة الخلد مأواه يوم المعاد, ومن حرمه الله هذه الجنة فهو لتلك الجنة أشد حرماناً, والأبرار في النعيم وإن اشتد بهم العيش وضاقت عليهم الدنيا, والفجار في جحيم وإن اتسعت عليهم الدنيا, قال تعالى من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [سورة النحل: 97] فالمؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشاً, وأنعمهم بالاً, وأشرحهم صدراً, وأسرهم قلباً, وهذه جنة عاجلة قبل الجنة الآجلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالأحد 9 أغسطس 2009 - 0:15


عن عائشة قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: (هو اختلاس، يختلسه الشيطان من صلاة العبد) رواه البخاري.


الالتفات المنهي عنه في الصلاة قسمان: أحدهما: التفات القلب عن الله عز وجل إلى غير الله تعالى.

الثاني: التفات البصر، وكلاهما منهي عنه .

ولا يزال الله مقبلاً على عبده ما دام العبد مقبلاً على صلاته ، فإذا التفت بقلبه أو بصره أعرض الله تعالى عنه .

وفي أثر يقول الله تعالى : ( إلى خير مني ، إلى خير مني؟) ومثل من يلتفت في صلاته ببصره أو بقلبه مثل رجل قد استدعاه السلطان فأوقفه بين يديه وأقبل يناديه ويخاطبه ، وهو في خلال ذلك يلتفت عن السلطان يميناً وشمالاً وقد انصرف قلبه عن السلطان فلا يفهم ما يخاطبه به؛ لأن قلبه ليس حاضراً معه ، فما ظن هذا الرجل أن يفعل به السلطان ؟

أفليس أقل المراتب في حقه أن ينصرف من بين يديه ممقوتاً مبعداً قد سقط من عينيه ؟

فهذا المصلي لا يستوي والحاضر القلب المقبل على الله تعالى في صلاته الذي قد أشعر قلبه عظمة من هو واقف بين يديه فامتلأ قلبه من هيبته ، وذلت عنقه له ، واستحى من ربه تعالى أن يقبل على غيره أو يلتفت عنه .

فإذا أقبل العبد على مخلوق مثله وبينه حجاب لم يكن إقبالاً ولا تقريباً ، فما الظن بالخالق عز وجل ؟

وإذا أقبل على الخالق عز وجل وبينه وبينه حجاب الشهوات والوساوس والنفس مشغوفة بها ملأى منها فكيف يكون ذلك إقبالاً وقد ألهته الوساوس والأفكار وذهبت به كل مذهب؟

والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه ، فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان وأشده عليه ، فهو يحرص ويجتهد أن لا يقيمه فيه ، بل لا يزال به يعده ويمنيه وينسيه ويجلب عليه بِخَيْلِهِ ورَجله حتى يهون عليه شأن الصلاة فيتهاون بها فيتركها .

فإن عجز عن ذلك منه وعصاه العبد وقام في ذلك المقام أقبل عدو الله تعالى حتى يخطر بينه وبين نفسه، ويحول بينه وبين قلبه، فيذكره في الصلاة ما لم يذكر قبل دخوله فيها ، حتى ربما كان قد نسي الشيء والحاجة وأيس منها فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها ويأخذه عن الله عز وجل ، فيقوم فيها بلا قلب ، فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجل الحاضر بقلبه في صلاته ، فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله لم تخف عنه بالصلاة ، فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها ، وأكمل خشوعها ، ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقابله .

فهذا إذا انصرف منها وجد خفة من نفسه ، وأحس بأثقال قد وضعت عنه .

فوجد نشاطاً وراحة وروحاً ، حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها ، لأنها قرة عينيه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا ، فلا يزال كأنه في سجن وضيق حتى يدخل فيها فيستريح بها لا منها .

فالمحبون يقولون : نصلي فنستريح بصلاتنا كما قال إمامهم وقدوتهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم يا بلال أرحنا بالصلاة ولم يقل أرحنا منها ، وقال صلى الله عليه وسلم: (جعلت قرة عيني في الصلاة) فمن جعلت قرة عينه في الصلاة كيف تقر عينه صلى الله عليه وسلم بدونها ، وكيف يطيق الصبر عنها ؟

فصلاة هذا الحاضر بقلبه الذي قرة عينه في الصلاة هي التي تصعد ولها نور وبرهان ، حتى يستقبل بها الرحمن عز وجل فتقول: حفظك الله تعالى كما حفظتني.

وأما صلاة المفرط المضيع لحقوقها وحدودها وخشوعها، فإنها تُلَفّ كما يُلف الثوب البالي ويضرب بها وجه صاحبها وتقول ضيعك الله كما ضيعتني.

فالصلاة المقبولة والعمل المقبول أن يصلي العبد صلاة تليق بربه عز وجل .

فإذا كانت صلاة تصلح لربه تبارك وتعالى وتليق به كانت مقبولة إن شاء الله رب العالمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالأحد 9 أغسطس 2009 - 23:17


عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه فقال له : "زر القبور تذكر بها الآخرة، واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة ، وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير " رواه الحاكم وقال رواته ثقات، والحديث صحيح.



اشتمل هذا الحديث على علاج ناجع لمن أراد أن يرق قلبه وتزهد نفسه عن الدنيا فقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أولاً على زيارة القبور ، فالقبر أول منزل من منازل الآخرة وزيارتها تحدث خشية في القلب وتذكراً للموت وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن زيارة القبول في أول الأمر لقرب العهد بالجاهلية، حيث كان الناس في الجاهلية يقومون ببعض الأفعال المخالفة لشريعة الإسلام كلطم الخدود وشق الجيوب والتلفظ باألفاظ مخالفة، فلما استقر الإسلام في النفوس قال النبي صلى الله عليه وسلم" كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزروها فإنها تذكركم الآخرة" ثم حثنا النبي صلى الله عليه وسلم ثانياً على تغسيل الموتى، وهل هناك عظة للإنسان الحي أكثر من رؤيته لهذا الميت الذي كانت تدب فيه الروح منذ وقت يسير وقد أصبح الآن لا يستطيع أن يدفع عن نفسه شيئاً ، وهو بين يدي مغسله يقلبه يمنة ويسرة كيفما شاء ثم هو لم يأخذ معه مما كابد في جمعه شيئاً، بل ترك كل شيء ولم يبق له إلا عمله، عندها يتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أيسر منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا الناء ولو بشق تمرة" . أما اتباع الجنائز والصلاة عليها فهي أيضاً من الأشياء التي تذكر بالآخرة وتذكر أن الدنيا دار ممرّ والآخرة دار مقر، حين يرى أن عظامه تصير بالية وأعضاءه ممزقة يهون عليها ما فاته من اللذات العاجلة ويندم على كل لحظة عصى فيها ربه أو كل لحظة ضيعها بما لا طائل من ورائه فهذه الأمور الثلاثة هي نعم الدواء لمن قسا قلبه ولزمه ذنبه، فإن انتفع بالإكثار منها فذاك، وليكثر من مشاهدة المحتضرين فليس الخبر كالمعانية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالإثنين 10 أغسطس 2009 - 23:47


عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الصدقة تطفئ غضب الرب ، وتدفع ميتة السوء. رواه الترمذي.



(إن الصدقة تطفئ غضب الرب) أي سخطه على من عصاه وإعراضه عنه ومعاقبته له (وتدفع مِيتة السوء) بأن يموت مصرًّا على ذنب أو قانطاً من رحمة اللّه أو مختوماً له بسيء عمل أو نحو لديغ أو غريق أو حريق أو نحوهما مما استعاذ منه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم.

فللصدقة تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر ، فإن الله تعالى يدفع بها عنه أنواعاً من البلاء.

وكما أنها تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى فهي تطفئ الذنوب والخطايا كما تطفئ الماء النار .

وفي الترمذي عن معاذ بن جبل قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فأصبحت يوماً قريباً منه ونحن نسير فقال ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين ، ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون} .

والصدقة تفدي العبد من عذاب الله تعالى ، فإن ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما خطب النساء يوم العيد (يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار) وكأنه حثهن ورغبهن على ما يفدين به أنفسهن من النار .

وفي الصحيحين عن عدي بن حاتم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجه ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة) .

والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح بها صدره، وقوي فرحه وعظم سروره ، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها .

وقد قال تعالى: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.

والفرق بين الشح والبخل أن الشح هو شدة الحرص على الشيء والإحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه ، والبخل منع إنفاقه بعد حصوله وحبه وإمساكه ، فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله ، فالبخل ثمرة الشح والشح يدعو إلى البخل والشح كامن في النفس ، فمن بخل فقد أطاع شحه ومن لم يبخل فقد عصي شحه ووقي شره ، وذلك هو المفلح: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالأربعاء 12 أغسطس 2009 - 0:10


عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار ، والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ، ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل. رواه الترمذي.



السخي قريب من الله تعالى ومن خلقه ومن أهله ، وقريب من الجنة وبعيد من النار ، والبخيل بعيد من خلقه بعيد من الجنة قريب من النار ، فجود الرجل يحببه إلى أضداده ، وبخله يبغضه إلى أولاده.

وحد السخاء بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة ، وأن يوصل ذلك إلى مستحقه بقدر الطاقة ، وليس كما قال البعض: حد الجود بذل الموجود .

ولو كان كما قال هذا القائل لارتفع اسم السرف والتبذير ، وقد ورد الكتاب بذمهما ، وجاءت السنة بالنهي عنهما .

وإذا كان السخاء محموداً فمن وقف على حده سمي كريماً وكان للحمد مستوجباً ، ومن قصر عنه كان بخيلاً وكان للذم مستوجباً.

والسخاء نوعان: فأشرفهما سخاؤك عما بيد غيرك ، والثاني سخاؤك ببذل ما في يدك.

فقد يكون الرجل من أسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئاً ، لأنه سخا عما في أيديهم .

وهذا معنى قول بعضهم: السخاء أن تكون بمالك متبرعاً ، وعن مال غيرك متورعاً .

وقوله صلى الله عليه وسلم: (‏السخي قريب من اللّه)‏ أي من رحمته وثوابه (‏قريب من الناس)‏ أي من محبتهم فالمراد قرب المودة ‏(قريب من الجنة‏)‏ لسعيه فيما يدنيه منها وسلوكه طريقها فالمراد هنا قرب المسافة وذلك جائز عليها لأنها مخلوقة وقربه منها برفع الحجاب بينه وبينها وبعده عنها كثرة الحجب فإذا قلَّت الحجب بينك وبين الشيء قلَّت مسافته، والجنة والنار محجوبتان عن الخلق بما حفتا به من المكاره والشهوات.

(والبخيل بعيد من اللّه)‏ أي من رحمته ‏(بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار‏) قال الغزالي‏:‏ والبخل ثمرة الرغبة في الدنيا والسخاء ثمرة الزهد، والثناء على الثمرة ثناء على المثمر لا محالة، والسخاء ينشأ من حقيقة التوحيد والتوكل والثقة بوعد اللّه وضمانه للرزق، وهذه أغصان شجرة التوحيد التي أشار إليها الحديث.

والبخل ينشأ من الشرك وهو الوقوف مع الأسباب والشك في الوعد .

ولشدة حب الله عز وجل للسخاء فاز السخي بحب الله حتى ولو كان جاهلا، بل إنه يصير _ بسبب سخائه _ أحب إلى الله من العابد البخيل، فالجاهل السخي سريع الانقياد إلى ما يؤمر به من نحو تعلم وإلى ما ينهى عنه بخلاف العالم البخيل‏.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالخميس 13 أغسطس 2009 - 6:13


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ نَفّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدّنْيَا، نَفّسَ اللّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ. وَمَنْ يَسّرَ عَلَىَ مُعْسِرٍ، يَسّرَ اللّهُ عَلَيْهِ فِي الدّنْيَا وَالآخِرَةِ. وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً، سَتَرَهُ اللّهُ فِي الدّنْيَا وَالآخِرَةِ. وَاللّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً، سَهّلَ اللّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَىَ الْجَنّةِ. وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللّهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللّهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرّحْمَةُ وَحَفّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ". رواه مسلم.


من عامل خلق الله بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة .

فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أوحى الله إلى إبراهيم صلى الله عليه وسلم أتدري لم اتخذتك خليلاً ؟ قال : لا . قال لأني رأيت العطاء أحب إليك من الأخذ.

وهذه صفة من صفات الرب جل جلاله فإنه يعطي ولا يأخذ ويطعِم ولا يطعَم ، وهو أجود الأجودين وأكرم الأكرمين ، وأحب الخلق إليه من اتصف بمقتضيات صفاته ، فإنه كريم يحب الكريم من عباده ، وعالم يحب العلماء ، وقادر يحب الشجعان ، وجميل يحب الجمال .

وهو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء ، وإنما يرحم من عباده الرحماء ، وهو سِتِّير يحب من يستر على عباده ، وعفوّ يحب من يعفو عنهم ، وغفور يحب من يغفر لهم ، ولطيف يحب اللطيف من عباده ، ويبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ ، ورفيق يحب الرفق ، وحليم يحب الحلم ، وبر يحب البر وأهله ، وعدل يحب العدل ، وقابل المعاذير يحب من يقبل معاذير عباده ، ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجوداً وعدماً ، فمن عفا عفا عنه ومن غفر غفر له ومن سامح سامحه ومن حاقق حاققه ، ومن رفق بعباده رفق به ، ومن رحم خلقه رحمه ، ومن أحسن إليهم أحسن إليه ، ومن جاد عليهم جاد عليه ، ومن نفعهم نفعه ، ومن سترهم ستره ، ومن صفح عنهم صفح عنه ، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته ، ومن هتكهم هتكه وفضحه ، ومن منعهم خيره منعه خيره ، ومن شاق شاق الله تعالى به ، ومن مكر مكر به ، ومن خادع خادعه. وقد جمع هذا الحديث عددا من أنواع العلوم والقواعد والآداب، ففيه الحث عن تنفيس الكربات عن المسلمين ، ومعنى نفس الكربة: أزالها.

وفيه كذلك فضل قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة أو نصيحة وغير ذلك. وفيه فضل الستر على المسلمين، وفضل إنظار المعسر، وفضل المشي في طلب العلم ويلزم من ذلك الاشتغال بالعلم الشرعي بشرط أن يقصد به وجه الله تعالى وإن كان هذا شرطا في كل عبادة، لكن عادة العلماء يقيدون هذه المسألة به لكونه قد يتساهل فيه بعض الناس ويغفل عنه بعض المبتدئين ونحوهم. وقوله صلى الله عليه وسلم: "وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة" المراد بالسكينة هنا الطمأنية والوقار، وفي هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد، ويلحق بالمسجد في تحصيل هذه الفضيلة الاجتماع في مدرسة ورباط ونحوهما إن شاء الله تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالخميس 13 أغسطس 2009 - 18:42


عن الْبَرَاء بْن عَازِبٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضّأْ وُضُوءَكَ لِلصّلاَة. ثُمّ اضْطَجِع علَى شِقّكَ الأَيْمَنِ. ثُمّ قُلِ: اللّهُمّ إِنّي أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ. وَفَوّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ. وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ. رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ. لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ. آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الّذِي أَنْزَلْتَ. وَبِنَبِيّكَ الّذِي أَرْسَلْتَ. وَاجْعَلْهُنّ مِنْ آخِرِ كَلاَمِكَ. فَإِنْ مُتّ مِنْ لَيْلَتِكَ، مُتّ وَأَنْتَ عَلَىَ الْفِطْرَةِ" رواه مسلم.



في هذا الحديث ثلاث سنن مهمة مستحبة ليست بواجبة: إحداهما الوضوء عند إرادة النوم فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته وليكون أصدق لرؤياه وأبعد من تلعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه.

الثانية: النوم على الشق الأيمن لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ولأنه أسرع إلى الانتباه.

الثالثة: ذكر الله تعالى ليكون خاتمة عمله. قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسلمت وجهي إليك" وفي الرواية الأخرى: (أسلمت نفسي إليك) أي استسلمت وجعلت نفسي منقادة لك طائعة لحكمك.

قال العلماء: الوجه والنفس هنا بمعنى الذات كلها، يقال: سلم وأسلم واستسلم بمعنى.

ومعنى (ألجأت ظهري إليك) أي توكلت عليك واعتمدتك في أمري كله كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده.

وقوله: (رغبة ورهبة) أي طمعا في ثوابك وخوفا من عذابك.

وقوله صلى الله عليه وسلم: "مت على الفطرة" أي على الإسلام بسبب متابعتك أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وقوله: (لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ) يعني الفرار منه إليه، فهو متضمن لتوحيد الربوبية وإثبات القدر ، وأن كل ما في الكون من المكروه والمحذور الذي يفر منه العبد ، فإنما أوجبته مشيئة الله وحده ، فإنه ما شاء كان ووجب وجوده بمشيئته ، وما لم يشأ لم يكن ، وامتنع وجوده لعدم مشيئته .

فإذا فر العبد إلى الله فإنما يفر من شيء إلى شيء وجد بمشيئة الله وقدره ، فهو في الحقيقة فارّ من الله إليه .

ومن تصور هذا حق تصوره فهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك) فإنه ليس في الوجود شيء يفر منه ويستعاذ منه ، ويلتجأ منه، إلا هو من الله خلقاً وإبداعاً .

فالفارّ والمستعيذ فارّ مما أوجده قدر الله ومشيئته وخلقه إلى ما تقتضيه رحمته وبره ولطفه وإحسانه ، ففي الحقيقة هو هارب من الله إليه ، ومستعيذ بالله منه .

وتصور هذين الأمرين يوجب للعبد انقطاع تعلق قلبه عن غيره بالكلية خوفاً ورجاءً ومحبة ، فإنه إذا علم أن الذي يفر منه ويستعيذ منه إنما هو بمشيئة الله وقدرته وخلقه لم يبق في قلبه خوف من غير خالقه وموجده ، فتضمن ذلك إفراد الله وحده بالخوف والحب والرجاء ، ولو كان فراره مما لم يكن بمشيئة الله ولا قدرته ، لكان ذلك موجباً لخوفه منه ، مثل من يفر من مخلوق إلى مخلوق آخر أقدر منه ، فإنه في حال فراره من الأول خائف منه حذراً أن لا يكون الثاني يفيده منه ، بخلاف ما إذا كان الذي يفر إليه هو الذي قضى وقدر وشاء ما يفر منه ، فإنه لا يبقى في القلب التفات إلى غيره .

فتفطن إلى هذا السر العجيب في قوله : (لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك) فإن الناس قد ذكروا في هذا أقوالاً وقل من تعرض منهم لهذه النكتة التي هي لب الكلام ومقصوده .

وبالله التوفيق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالسبت 15 أغسطس 2009 - 5:40


عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فايعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فايعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من اللّه فليحمد اللّه، ومن وجد الأخرى فليتعوذ باللّه من الشيطان ثم قرأ: {الشيطان يعدكم الفقر، ويأمركم بالفحشاء}" الآية. أخرجه الترمذي.



ّقال الغزالي: والملك عبارة عن خلق خلقه اللّه شأنه إفاضة الخير وإفادة العلم وكشف الحق والوعد بالمعروف والشيطان عبارة عن خلق شأنه الوعيد بالشر والأمر بالفحشاء فالوسوسة في مقابلة الإلهام والشيطان في مقابلة الملك والتوفيق في مقابلة الخذلان وإليه يشير بآية {ومن كل شيء خلقنا زوجين} والقلب متجاذب بين الشيطان والملك فرحم اللّه عبداً وقف عند همه فما كان للّه أمضاه وما كان من عدوه جاهده.

والقلب بأصل الفطرة صالح لقبول آثار الملائكة وآثار الشياطين صلاحاً متساوياً لكن يترجح أحدهما باتباع الهوى والإكباب على الشهوات والإعراض عنها ومخالفتها.

واعلم أن الخواطر تنقسم إلى: ما يعلم قطعاً أنه داعي إلى الشر فلا يخفى كونه وسوسة، وإلى ما يعلم أنه داعي إلى الخير فلا يشك كونه إلهاماً، وإلى ما يتردد فيه فلا يدري أنه من لمة الملك أو لمة الشيطان فإن من مكايد الشيطان أن يعرض الشر في معرض الخير والتمييز بينهما غامض فحق العبد أن يقف عند كل هم يخطر له ليعلم أنه لمة الملك أو لمة الشيطان وأن يمعن النظر فيه بنور البصيرة لا بهوى الطبع ولا يطلع عليه إلا بنور اليقين وغزارة العلم: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا}.

وقوله (إن للشيطان لمة) أي قرب وإصابة، من الإلمام وهو القرب (بابن آدم وللملك لمة) المراد بها فيهما ما يقع في القلب بواسطة الشيطان أو الملك (فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق) فإن الملك والشيطان يتعاقبان تعاقب الليل والنهار فمن الناس من يكون ليله أطول من نهاره وآخر بضده ومنهم من يكون زمنه نهاراً كله وآخر بضده.

(فمن وجد ذلك) أي إلمام الملك (فليعلم أنه من اللّه) يعني مما يحبه ويرضاه (فليحمد اللّه) على ذلك (ومن وجد الأخرى) أي لمة الشيطان (فليتعوذ باللّه من الشيطان) تمامه ثم قرأ {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} ونسب لمة الملك إلى اللّه تعالى تنويهاً بشأن الخير وإشادة بذكره في التمييز بين اللمتين لا يهتدي إليه أكثر الناس والخواطر بمنزلة البذر فمنها ما هو بذر السعادة ومنها ما هو بذر الشقاوة.

وسبب اشتباه الخواطر أربعة أشياء لا خامس لها كما قاله العارف السهروردي: "ضعف اليقين، أو قلة العلم بمعرفة صفات النفس وأخلاقها، أو متابعة الهوى بخرم قواعد التقوى، أو محبة الدنيا ومالها وجاهها وطلب المنزلة والرفعة عند الناس".

فمن عصم من هذه الأربعة فرق بين لمة الملك ولمة الشيطان ومن ابتلي بها لم يفرق.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالأحد 16 أغسطس 2009 - 12:29


عن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنه نادى مناد: يا أهل الجنة، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب ، فينظرون إليه ، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه. رواه مسلم.



إن أفضل نعيم الآخرة وأجله وأعلاه على الإطلاق هو النظر إلى وجه الرب عز وجل ، وسماع خطابه.

وفي هذا الحديث يبين عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين مع كمال تنعيمهم بما أعطاهم ربهم في الجنة ، لم يعطهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه ، وإنما كان ذلك أحب إليهم لأن ما يحصل لهم به من اللذة والنعيم والفرح والسرور وقرة العين ، فوق ما يحصل لهم من التمتع بالأكل والشرب والحور العين، ولا نسبة بين اللذتين والنعيمين البتة.

ولهذا قال سبحانه وتعالى في حق الكفار: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون * ثم إنهم لصالوا الجحيم} فجمع عليهم نوعي العذاب : عذاب النار ، وعذاب الحجاب عنه سبحانه ، كما جمع لأوليائه نوعي النعيم : نعيم التمتع بما في الجنة ، ونعيم التمتع برؤيته ، وذكر سبحانه هذا الأنواع الأربعة فقال في حق الأبرار : {إن الأبرار لفي نعيم * على الأرائك ينظرون} ولقد هضم معنى الآية من قال : ينظرون إلى أعدائهم يعذبون ، أو ينظرون إلى قصورهم وبساتينهم ، أو ينظر بعضهم إلى بعض ، وكل هذا عدول عن المقصود إلى غيره ، وإنما المعنى ينظرون إلى وجه ربهم ، ضد حال الكفار الذين هم عن ربهم لمحجوبون {ثم إنهم لصالوا الجحيم}.

فاللهم متعنا بالنظر إلى وجهك الكريم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالإثنين 17 أغسطس 2009 - 1:55


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة‏:‏ فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها‏"‏‏.‏ ‏رواه مسلم.



اعلم أن يوم الجمعة عيد المؤمنين وهو يوم شريف خص الله عز وجل به هذه الأمة وفيه ساعة مبهمة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى فيها حاجة إلا أعطاه إياها.

فاستعد لها من يوم الخميس بتنظيف الثياب وبكثرة التسبيح والاستغفار عشية الخميس فإنها ساعة توازي في الفضل ساعة يوم الجمعة.

وَانْوِ صوم يوم الجمعة لكن مع الخميس أو السبت إذ جاء في أفراده نهى.

فإذا طلع عليك الصبح فاغتسل فقد جاء في الحديث: (غسل الجمعة واجب على كل محتلم) أي ثابت مؤكد.

ثم تزين بالثياب البيض فإنها أحب الثياب إلى الله تعالى واستعمل من الطيب أطيب ما عندك وبالغ في تنظيف بدنك بالحلق والقص والسواك وسائر أنواع النظافة وتطييب الرائحة.

ثم بكر إلى الجامع واسع إليها على الهينة والسكينة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من راح إلى الجمعة في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة.

فإذا خرج الإمام طويت الصحف ورفعت الأقلام واجتمعت الملائكة عند المنبر يستمعون الذكر).

ويقال إن الناس في قربهم عند النظر إلى وجه الله تعالى على قدر بكورهم إلى الجمعة.

ثم إذا دخلت الجامع فاطلب الصف الأول فإذا اجتمع الناس فلا تتخط رقابهم ولا تمر بين أيديهم وهم يصلون واجلس بقرب حائط أو أسطوانة حتى لا يمروا بين يديك ولا تقعد حتى تصلي التحية والأحسن أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بعد الفاتحة الإخلاص خمسين مرة ففي الخبر: (أن من فعل ذلك لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له).

ولا تترك التحية وإن كان الإمام يخطب.

ويستحب في هذا اليوم أو في ليلته أن يصلي أربع ركعات بأربع سور: سورة الأنعام والكهف وطه ويس فإن لم تقدر فسورة يس والدخان و (الم) السجدة وسورة الملك.

ولا تدع قراءة هذه السورة ليلة الجمعة ففيها فضل كثير.

ومن لم يحسن ذلك فليكثر من قراءة سورة الإخلاص.

وأكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم خاصة.

ومتى خرج الإمام فاقطع الصلاة والكلام واشتغل بجواب المؤذن ثم استماع الخطبة والاتعاظ بها ودع الكلام رأسا في الخطبة ففي الخبر أن: (من قال لصاحبه - والإمام يخطب - أنصت أو صه فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له) أي لأن قوله أنصت: كلام فينبغي أن ينهى غيره بالإشارة لا باللفظ.

ثم اقتد بالإمام كما سبق.

فإذا فرغت وسلمت فاقرأ الفاتحة قبل أن تتكلم سبع مرات والإخلاص سبعا والمعوذتين سبعا سبعا فذلك يعصمك من الجمعة الأخرى ويكون حرزا لك من الشيطان وقل بعد ذلك: يا غني يا حميد يا مبدئ يا معيد يا رحيم يا ودود أغنني بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سواك.

ثم صل بعد الجمعة ركعتين أو أربعا أو ستا مثنى مثنى فكل ذلك مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحوال مختلفة.

ثم لازم المسجد إلى المغرب أو إلى العصر وكن حسن المراقبة للساعة الشريفة فإنها مبهمة، واحضر في الجامع مجالس العلم النافع وهو الذي يزيد في خوفك من الله تعالى وينقص من رغبتك في الدنيا فكل علم لا يدعوك من الدنيا إلى الآخرة فالجهل أعود عليك منه فاستعذ بالله من علم لا ينفع.

وأكثر من الدعاء عند طلوع الشمس وعند الزوال وعند الغروب وعند الإقامة وعند صعود الخطيب المنبر وعند قيام الناس إلى الصلاة فيوشك أن يكون الساعة الشريفة في بعض هذه الأوقات.

واجتهد أن تتصدق في هذا اليوم بما تقدر عليه وإن قل فتجمع بين الصلاة والصوم والصدقة والقراءة والذكر والاعتكاف والرباط.

واجعل هذا اليوم من الأسبوع خاصة لآخرتك فعساه أن يكون كفارة لبقية الأسبوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 9:42


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رب قائم حظه من قيامه السهر ورب صائم من صيامه الجوع والعطش) رواه الطبراني.



إن الصوم ليس هو ترك الطعام والشراب والجماع فقط فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش) بل تمام الصوم بكف الجوارح كلها عما يكرهه الله تعالى بل ينبغي أن تحفظ العين عن النظر إلى المكاره واللسان عن النطق بما لا يعنيك والأذن عن الاستماع إلى ما حرمه الله فإن المستمع شريك القائل وهو أحد المغتابين وكذلك تكف جميع الجوارح كما تكف البطن والفرج ففي الخبر: (خمس يفطرن الصائم: الكذب والغيبة والنميمة واليمين الكاذبة والنظر بشهوة) وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الصوم جنة فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم).

ثم اجتهد أن تفطر على طعام حلال ولا تستكثر فتزيد على ما تأكله كل ليلة فلا فرق إذا استوفيت ما تعتاد أن تأكله دفعتين في دفعة واحدة وإنما المقصود بالصيام كسر شهوتك وتضعيف قوتك لتقوى بها على التقوى.

فإذا أكلت عشية ما تداركت به ما فاتك ضحوة فلا فائدة في صومك وقد ثقلت عليك معدتك وما وعاء يُملأ أبغض إلى الله تعالى من حلال فكيف إذا ملئ من حرام فإذا عرفت معنى الصوم فاستكثر منه ما استطعت فإنه أساس العبادات ومفتاح القربات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله تعالى: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به) وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يقول الله تعالى عز وجل: إنما يذر شهوته وطعامه وشرابه من أجلي فالصوم لي وأنا أجزى به) وقال صلى الله عليه وسلم: (للجنة باب يقال له الريان لا يدخله إلا الصائمون).

واعلم أنه لا ينبغي لك أن تقتصر على صوم رمضان فتترك التجارة بالنوافل وكسب الدرجات العالية في الجنة فتتحسر إذ نظرت إلى منازل الصائمين كما تنظر إلى الكواكب الدرية وهم في أعلى عليين.

والأيام الفاضلة التي شهدت الأخبار بشرفها وفضلها وبجزالة الثواب في صيامها: يوم عرفة لغير الحاج ويوم عاشوراء والعشر الأول من ذي الحجة والعشر الأول من المحرم ورجب وشعبان وصوم الأشهر الحرم من الفضائل؛ وهي: "ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب" واحد فرد وثلاثة سرد وهذه في السَّنة.

وأما في الشهر: فأول الشهر وأوسطه وآخره والأيام البيض؛ وهي: الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.

وأما في الأسبوع فيوم الاثنين والخميس والجمعة. فتكفر ذنوب الأسبوع بصوم الاثنين والخميس والجمعة وتكفر ذنوب الشهر باليوم الأول واليوم الأوسط واليوم الآخر والأيام البيض وتكفر ذنوب السنة بصيام هذه الأيام والأشهر المذكورة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالأربعاء 19 أغسطس 2009 - 0:16


عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيةِ رأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ على كُلّ عُقْدَةٍ مَكانَها: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويلٌ فارْقُدْ، فإنِ اسْتَيْقَظَ وَذَكَرَ اللّه تعالى انْحَلَّت عُقْدَةٌ، فإن تَوْضأ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّها فأصْبَحَ نَشِيطاً طيب النَّفْسِ، وإلاَّ أَصْبحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ‏"‏ هذا لفظ رواية البخاري، ورواية مسلم بمعناه، وقافية الرأس‏:‏ آخره‏.



إذا استيقظت من النوم فاجتهد أن تستيقظ قبل طلوع الفجر وليكن أول ما يجري على قلبك ولسانك ذكر الله تعالى، فإنك إن فعلت ذلك ثم أتبعته بالوضوء ثم بالصلاة انبسطت نفسك ونشط جسمك؛ بنص الحديث.

وإن لم تفعل ما ذكر في الحديث من ذكر الله عز وجل والوضوء والصلاة شعرت بالضيق وقمت من نومك كسولا خاملا.

وقد اختلف العلماء في العقد التي يعقدها الشيطان على قافية الرأس فقيل هي عقد حقيقية بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من القيام، قال الله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} فعلى هذا هو قول يقوله ويؤثر في تثبيط النائم كتأثير السحر، وقيل يحتمل أن يكون فعلاً يفعله كفعل النفاثات في العقد، وقيل هو من عقد القلب وتصميمه فكأنه يوسوس في نفسه ويحدثه بأن عليك ليلاً طويلاً فتأخر عن القيام، وقيل هو مجاز كني به عن تثبيط الشيطان عن قيام الليل.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (فإذا استيقظ فذكر الله عز وجل انحلت عقدة، وإذا توضأ انحلت عنه عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) فيه فوائد: منها الحث على ذكر الله تعالى عند الاستيقاظ، وجاءت فيه أذكار مخصوصة مشهورة مثل: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور أصبحنا وأصبح الملك لله والعظمة والسلطان لله والعزة والقدرة لله رب العالمين أصبحنا على فطرة الاسلام وعلى كلمة الإخلاص وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلما وما كان من المشركين اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور اللهم إنا نسألك أن تبعثنا في هذا اليوم إلى كل خير ونعوذ بك أن نجترح فيه سوءا أو نجره إلى مسلم أو يجره أحد إلينا نسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه ونعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما فيه.

ومنها التحريض على الوضوء حينئذ وعلى الصلاة وقوله صلى الله عليه وسلم: (فأصبح نشيطاً طيب النفس) معناه لسروره بما وفقه الله الكريم له من الطاعة ووعده به من ثوابه مع ما يبارك له في نفسه وتصرفه في كل أموره مع ما زال عنه من عقد الشيطان وتثبيطه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) معناه لما عليه من عقد الشيطان وآثار تثبيطه واستيلائه مع أنه لم يزل ذلك عنه، وظاهر الحديث أن من لم يجمع بين الأمور الثلاثة وهي الذكر والوضوء والصلاة فهو داخل فيمن يصبح خبيث النفس كسلان، وليس في هذا الحديث مخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يقل أحدكم خبثت نفسي" فإن ذلك نهي للإنسان أن يقول هذا اللفظ عن نفسه، وهذا إخبار عن صفة غيره.

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالخميس 20 أغسطس 2009 - 2:25


عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قِيلَ لَهُ: قَدْ عَلّمَكُمْ نَبِيّكُمْ صلى الله عليه وسلم كُلّ شَيْءٍ، حَتّى الْخِرَاءَةَ. قَالَ، فَقَالَ: أَجَلْ. لَقَدْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ، أوَ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِاليَمِينَ، أَوْ أَنْ نسْتَنْجِيَ بِأَقَلّ مِنْ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ. أَوْ أَنْ نَسْتَنْجِيَ بِرَجِيعٍ أَوْ بِعَظْمٍ) رواه مسلم.



لقد جاء الإسلام لينظم حياة الإنسان تنظيما لو أخذ به الإنسان لسعد في دنياه وفاز في أخراه.

لقد نظم له كل شيء؛ نظم له علاقاته المتعددة: علاقته بخالقه وعلاقته بالكون وعلاقاته الاجتماعية المتنوعة وعلاقته مع كل شيء، وأرشده إلى عدة آداب سامية لم يسبق إليها.

ومن هذه الآداب آداب دخول الخلاء، فإن الأمر ليس مجرد أن يذهب الإنسان إلى الخلاء ثم يفرغ ما بداخله، بل إن لذلك آدابا يجب أن تراعى، وسننا يجب أن تتبع. فإذا قصدت الخلاء (أو ما يقوم مقامه كدورات المياه) لقضاء الحاجة فقدم في الدخول رجلك اليسرى وفي الخروج رجلك اليمنى ولا تستصحب شيئا عليه اسم الله تعالى ورسوله.

وقل عند الدخول: : "اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ" وعند الخروج: "غفرانك الحمد لله الذي أَذْهَبَ عني الأذى وعافاني".

وينبغي أن تستبرئ من البول بالتنحنح والنتر ثلاثا وبإمرار اليد اليسرى على أسفل القضيب.

وإن كنت في الصحراء فابعد عن عيون الناظرين واستتر بشيء إن وجدته ولا تكشف عورتك قبل الانتهاء إلى موضع الجلوس.

ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ولا تجلس في متحدَّث الناس ولا تبل في الماء الراكد وتحت الشجرة المثمرة ولا في الجحر واحذر الأرض الصلبة ومهب الريح احترازا من الرشاش لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن عامة الوسواس منه).

واتكئ في جلوسك على الرجل اليسرى ولا تبل قائما إلا عن ضرورة واجمع في الاستنجاء بين استعمال الحجر والماء فإذا أردت الاقتصار على أحدهما فالماء أفضل وإذا اقتصرت على الحجر فعليك أن تستعمل ثلاثة أحجار طاهرة منشفة تمسح القضيب في ثلاثة مواضع من حجر فإن لم يحصل الإنقاء بثلاثة فتمم خمسة أو سبعة إلى أن ينقى بالإيتار فالإيتار مستحب والإنقاء واجب.

ولا تستنج إلا باليد اليسرى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالجمعة 21 أغسطس 2009 - 2:10


عن ثوبان، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال‏:‏ ‏"‏إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتي يرجع‏"‏ قيل‏:‏ يا رسول الله وما خرفة الجنة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏جناها" رواه مسلم.



يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على زيارة المريض، ويخبرنا عن هذا الجزاء العظيم الذي ينتظر من يعود مريضا. كما ورد في حديث قدسي النكير على من لم يقم بزيارة المريض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏عن الله عزو جل يقول يوم القيامة‏:‏ ‏"‏يا بن آدم مرضت فلم تعدني‏!‏ قال‏:‏ يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين‏؟‏‏!‏ قال‏:‏ أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده‏؟‏ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ الحديث، رواه مسلم.

ولقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم في عيادة المريض هدي طيب، ينبغي لكل من أراد متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في شئونه كلها أن يلزمه.

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدنو من المريض ، ويجلس عند رأسه ، ويسأله عن حاله ، فيقول : كيف تجدك ؟ وذكر أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه ، فيقول : هل تشتهي شيئا ؟ فإن اشتهى شيئاً وعلم أنه لا يضره ، أمر له به .

وكان يمسح بيده اليمنى على المريض ، ويقول : اللهم رب الناس ، أذهب الباس ، واشفه أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً .

وكان يقول : امسح الباس رب الناس ، بيدك الشفاء ، لا كاشف له إلا أنت .

وكان يدعو للمريض ثلاثاً كما قاله لسعد : اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً ، اللهم اشف سعداً .

وكان إذا دخل على المريض يقول له : لا بأس طهور إن شاء الله .

وربما كان يقول : كفارة وطهور .

وكان يرقي من به قرحة ، أو جرح ، أو شكوى ، فيضع سبابته بالأرض ، ثم يرفعها ويقول : بسم الله ، تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا ، بإذن ربنا .

ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام أن يخص يوماً من الأيام بعيادة المريض ، ولا وقتاً من الأوقات ، بل شرع لأمته عيادة المرضى ليلاً ونهاراً ، وفي سائر الأوقات، ففي المسند عنه : إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرفة الجنة حتى يجلس ، فإذا جلس ، غمرته الرحمة ، فإن كان غدوة ، صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن كان مساء ، صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح .

وكان يعود من الرمد وغيره ، وكان أحياناً يضع يده على جبهة المريض ، ثم يمسح صدره وبطنه ويقول : اللهم اشفه وكان يمسح وجهه أيضاً .

وكان إذا يئس من المريض قال : إنا لله وإنا إليه راجعون .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالسبت 22 أغسطس 2009 - 2:36


عن أبي سعيد الخدري قال: قَامَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ النّاسَ فَقَالَ: "لاَ وَاللّهِ مَا أَخْشَى عَليْكُمْ، أَيّهَا النّاسُ إِلاّ مَا يُخْرِجُ اللّهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدّنْيَا". فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشّرّ؟. فَصَمَتَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً. ثُمّ قَالَ "كَيْفَ قُلْتَ؟" قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَيَأَتِي الْخَيْرُ بِالشّرّ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنّ الْخَيْرَ لاَ يَأْتِي إِلاّ بِخَيْرٍ. أَوخَيْرٌ هُوَ. إِنّ كُلّ مَا يُنْبِتُ الرّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطاً أَوْ يُلِمّ. إِلاّ آكِلَةَ الْخَضِرِ. أَكَلَتْ، حَتّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشّمْسَ. ثَلَطَتْ أَوْ بَالَتْ. ثُمّ اجْتَرّتْ. فَعَادَتْ. فَأَكَلَتْ. فَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِحَقّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ. وَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِغَيْرِ حَقّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ". رواه مسلم.



يعد هذا الحديث من الكلام المفرد الوجيز الذي لم يسبق صلى الله عليه وسلم إلى معناه.

فقد عرض الحديث لصنفين من الناس؛ الأول: المستكثر في جمع الدنيا المانع من إخراجها في وجهها وهو الذي شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالبهيمة التي تأكل ما أنبت الربيع _أي جدول الماء_ وهو مرعى طيب تستلذ الماشية من أكله فتستكثر منه حتى تنتفخ فتموت، وهذا هو الحَبَط الوارد في الحديث؛ فالحبط انتفاخ البطن من كثرة الأكل.

أو تقارب من الهلاك وهو قوله (يُلمّ). الصنف الثاني: المقتصد في جمع المال وفي الانتفاع به وهو ما شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بآكلة الخضر التي شبعت فثقل عليها ما أكلت فتحيلت في دفعه بأن اجترّت أي أخرجت ما أدخلته في كرشها من العلف فأعادت مضغه فيزداد نعومة ، ثم تستقبل الشمس فتحمى بها فيسهل خروجه، فإذا خرج زال الانتفاخ فسلمت ، وهذا بخلاف من لم تتمكن من ذلك فإن الانتفاخ يقتلها سريعاً.

فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلاً لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها ولا منعها من مستحقها ، فهو من ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضر ، وأكثر ما تحبط الماشية إذا انحبس رجيعها في بطنها .

ثم يختم النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بما يصحح ما يكون قد فهمه البعض خطأ أنه صلى الله عليه وسلم يشجع الفقر ويحث عليه، ويزهد في الغنى، فقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن المال يكون نعم المعونة للعبد بشرط أن يجمعه من حلال وينفقه في سبيل الله ولا يبخل به، أما إن أخذه بغير حقه وبخل به كان وبالا عليه يوم القيامة، فاللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالسبت 22 أغسطس 2009 - 19:42


عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر أترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت : نعم . قال : وترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت : نعم يا رسول الله قال : إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب) رواه ابن حبان.



ليس حقيقة الغنى كثرة المال لأن كثيراً ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أوتي فهو يجتهد في الازدياد ولا يبالي من أين يأتيه ، فكأنه فقير لشدة حرصه ، وإنما حقيقة الغني غني النفس ، وهو من استغنى بما أوتي وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب ، فكأنه غني. قال القرطبي :معنى الحديث أن الغنى النافع أو العظيم أو الممدوح هو غنى النفس، وبيانه أنه إذا استغنت نفسه كفت عن المطامع فعزت وعظمت وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح أكثر من الغنى الذي يناله من يكون فقير النفس لحرصه في رذائل الأمور وخسائس الأفعال لدناءة همته وبخله ، ويكثر من يذمه من الناس ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل .

والحاصل أن المتصف بغنى النفس يكون قانعاً بما رزقه الله ، لا يحرص على الازدياد لغير حاجة ولا يلح في الطلب ولا يلحف في السؤال ، بل يرضى بما قسم الله له ، فكأنه واجد أبداً ، والمتصف بفقر النفس على الضد منه لكونه لا يقنع بما أعطي بل هو أبداً في طلب الازدياد من أي وجه أمكنه ، ثم إذا فاته المطلوب حزن وأسف ، فكأنه فقير من المال لأنه لم يستغن بما أعطي ، فكأنه ليس بغني .

ثم غنى النفس إنما ينشأ عن الرضا بقضاء الله تعالى والتسليم لأمره علماً بأن الذي عند الله خير وأبقى ، فهو معرض عن الحرص والطلب.

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالإثنين 24 أغسطس 2009 - 3:26


عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "حُفّتِ الْجَنّةُ بِالْمَكَارِهِ. وَحُفّتِ النّارُ بِالشّهَوَاتِ". رواه مسلم.



هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته في ذم الشهوات وإن مالت إليها النفوس ، والحض على الطاعات وإن كرهتها النفوس وشق عليها. والمراد بالمكاره هنا ما أمر المكلف بمجاهدة نفسه فيه فعلاً وتركاً كالإتيان بالعبادات على وجهها والمحافظة عليها واجتناب المنهيات قولاً وفعلاً ، وأطلق عليها المكاره لمشقتها على العامل وصعوبتها عليه ومن جملتها الصبر على المعصية والتسليم لأمر الله فيها .

والمراد بالشهوات ما يستلذ من أمر الدنيا مما منع الشرع من تعاطيه إما بالأصالة وإما لكون فعله يستلزم ترك شيء من المأمورات، ويلتحق بذلك الشبهات والإكثار مما أبيح خشية أن يوقع في المحرم ، فكأنه قال: لا يوصل إلى الجنة إلا بارتكاب المشقات المعبر عنها بالمكروهات ، ولا إلى النار إلا بتعاطي الشهوات ، وهما محجوبتان فمن هتك الحجاب اقتحم ، ويحمل أن يكون هذا الخبر وإن كان بلفظ الخبر فالمراد به النهي. وقوله ((حفت)) من الحفاف وهو ما يحيط بالشيء حتى لا يتوصل إليه إلا بتخطيه فالجنة لا يتوصل إليها إلا بقطع مفاوز المكاره ، والنار لا ينجي منها إلا بترك الشهوات .

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 4:43


عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ (من رأى منكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فليواقعها فإن معها مثل الذي معها). رواه ابن أبي شيبة.



يقدم لنا هذا الحديث الشريف علاجا ناجعا لمن أصابه سهم مسموم من سهام إبليس اللعين فوقع بصره على محرم.

فعليه أولا أن يأتي أهله _أي زوجته _ فإن لديها من المحاسن المشتهاة مثلما للمرأة التي نظر إليها، أما إذا لم يكن متزوجا فعليه بالصوم، كما ورد في الحديث الآخر: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) أي وقاية وصيانة.

ثم عليه ثانيا ألا يكتفي بإتيان أهله إن كان متزوجا، وبالصوم إن كان عزبا أو بعيدا عن زوجته لسفر أو غيره، بل إن عليه أن يداوم على الصلوات الخمس والدعاء والتضرع وقت السحر وأن تكون صلاته بحضور قلب وخشوع وليكثر من الدعاء بقوله ‏:‏ يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ‏.‏ يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك وطاعة رسولك ‏,‏ فإنه متى أدمن الدعاء والتضرع لله صرف قلبه عن ذلك كما قال تعالى ‏:‏ ‏{‏ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ‏}‏ ‏.‏ ‏ ‏
ثم عليه ثالثا ‏أن يبعد عن المواضع التي يظن أنه سيجد فيها ما يفتنه، فإن كان يعرف أن هناك شارعا أو طريقا يظن أنه مكان لسير النساء المتبرجات مثلا فليجتهد أن يسلك طريقا غيره‏,‏ فيفعل هذه الأمور وليطالع بما تجدد له من الأحوال.

والله الموفق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالأربعاء 26 أغسطس 2009 - 2:24


عن أبي هريرة أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه؟ قال نعم . رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه .


يدل هذا الحديث على أن الصدقة من الولد تلحق الوالدين بعد موتهما بدون وصية منهما ويصل إليهما ثوابها.

وقد اختلف في غير الصدقة من أعمال البر هل يصل إلى الميت أم لا يصل؟ والمختار أنه يصل كالصلاة من الولد لما روى الدارقطني أن رجلاً قال يا رسول الله إنه كان لي أبوان أبرهما في حال حياتهما فكيف لي ببرهما بعد موتهما فقال صلى الله عليه وسلم: (إن من البر بعد البر أن تصلي لهما مع صلاتك، وأن تصوم لهما مع صيامك) .

وبالصيام من الولد لهذا الحديث ولحديث ابن عباس عند البخاري ومسلم أن امرأة قالت يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر فقال أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدي ذلك عنها ، قالت نعم قال فصومي عن أمك .

والصيام من غير الولد أيضاً لحديث: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) متفق عليه من حديث عائشة .

وبقراءة "يس" من الولد وغيره لحديث (اقرؤوا على موتاكم يس) .

وبالدعاء من الولد لحديث (أو ولد صالح يدعو له) ومن غير الولد لحديث (استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل ) ولحديث: (فضل الدعاء للأخ بظهر الغيب) ولقوله تعالى : "والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان" ولما ثبت من الدعاء للميت عند الزيارة كحديث بريدة عند مسلم وأحمد وابن ماجه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.

وبجميع ما يفعله الولد لوالديه من أعمال البر لحديث (ولد الإنسان من سعيه).

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالخميس 27 أغسطس 2009 - 9:53


عن عبدالله بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة . رواه ابن ماجه .



الحديث فيه دليل على أنه تستحب التعزية لأهل الميت ودليل على أن تعزية المصاب لها أجر عظيم عند الله عز وجل وأن هذه التعزية من موجبات الكسوة من الله تعالى من حلل كرامته.

وأصل العزاء في اللغة: الصبر الحسن، والتعزية: التصبر، وعزّاه: صبّره.

فكل ما يجلب للمصاب صبراً يقال له تعزية بأي لفظ كان ويحصل به للمعزي الأجر المذكور في الحديث.

وأحسن ما يعزى به ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبياً لها أو ابناً لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها وأخبرها: أن لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب. الحديث.

وهذا لا يختص بالصغير لأن كل شخص يصلح أن يقال له وفيه ذلك .

وثمرة التعزية الحث على الصبر الرجوع إلى الله تعالى ليحصل الأجر، فقد ورد في الحديث: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى) والمعنى: إذا وقع الثبات عند أول شيء يهجم على القلب ويكون من مقتضيات الجزع فذلك هو الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر.

والصدمة مأخوذة من الصدم وهو ضرب الشيء الصلب بمثله فاستعير للمصيبة الواردة على القلب.

كما يسن لأهل الميت أيضا الاسترجاع؛ وهو قول القائل (إن لله وإنا إليه راجعون).

فعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني من مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أجره الله في مصيبته وأخلف له خيراً منها، قالت فلما توفي أبو سلمة قالت: مَنْ خير من أبي سلمة صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت ثم عزم الله لي فقلتها: اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها، قالت فتزوجت رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه أحمد ومسلم وابن ماجه .

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالجمعة 28 أغسطس 2009 - 5:30


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، إذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِيناً وَشِمَالاً. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لاَ ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَىَ مَنْ لاَ زَادَ لَهُ". قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ، حَتّى رَأَيْنَا أَنّهُ لاَ حَقّ لأَحَدٍ مِنّا فِي فَضْلٍ. رواه مسلم .



يحمل هذا الحديث صورة مشرقة حية من صور التكافل والتعاون في الإسلام، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم في سفر من الأسفار فجاء رجل على راحلة له، وكان هذا الرجل يحتاج إلى المساعدة والعون؛ إلا أنه لم يصرح بحاجته بل منعه حياؤه أو عزة نفسه من التصريح بالسؤال فجعل يصرف بصره أي متعرضاً لشيء يدفع به حاجته.

وهنا تتجلى شفقة النبي صلى الله عليه وسلم، كما تتجلى فطنته أيضا، فإنه عندما رأى هذا الرجل ورأى ما فعل فطن إلى ما يريد، فأمر أصحابه بأن يتصدقوا على المحتاجين بما زاد عن حاجاتهم، هكذا عمم ولم يقل تصدقوا على أخيكم أو تصدقوا على هذا الرجل، وذلك مراعاة لشعور الرجل، فأمر أصحابه بالتصدق بما زاد عن حاجتهم سواء أكان ذلك زادا يؤكل، أم كان دابة تركب ، أو ثوبا يلبس ، أو غطاء يتدثر به ، أو آنية تستعمل ... وذكر أصنافا كثيرة من الأموال والأمتعة حتى ظن أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ أنه لا حق لأحد منهم فى الاحتفاظ بشيء يزيد على حاجته ، والإمساك به .

ففي هذا الحديث الكثير من الدروس والعبر، فيه كما يقول النووي في شرح مسلم: في هذا الحديث الحث على الصدقة والجود والمواساة والإحسان إلى الرفقة والأصحاب والاعتناء بمصالح الأصحاب، وأمر كبير القوم أصحابه بمواساة المحتاج، وأنه يكتفى في حاجة المحتاج بتعرضه للعطاء وتعريضه من غير سؤال، وهذا معنى قوله: فجعل يصرف بصره أي متعرضاً لشيء يدفع به حاجته، وفيه مواساة ابن السبيل والصدقة عليه إذا كان محتاجاً وإن كان له راحلة وعليه ثياب أو كان موسراً في وطنه، ولهذا يعطى من الزكاة في هذه الحال، والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالسبت 29 أغسطس 2009 - 0:38


عَنْ أَبِي ذَر أَنّ نَاساً مِنْ أَصْحَابِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنّبِيّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدّثُورِ بِالأُجُورِ. يُصَلّونَ كَمَا نُصَلّي. وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ. وَيَتَصَدّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: "أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللّهِ لَكُمْ مَا تَصّدّقُونَ؟ إِنّ بِكُلّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً. وَكُلّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ. وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ. وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلاَلِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ". رواه مسلم.



يوضح هذا الحديث مدى ما كان عليه الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ من إخلاص ومدى حرصهم الشديد على ألا يفوتهم خير ورغبتهم الأكيدة في صنع كل معروف والسبق إلى كل صدقة.

ومجتمع الصحابة كبقية المجتمعات فيهم الغني وفيهم الفقير، ولقد فكر الفقراء منهم فوجدوا أن الأغنياء يفعلون مثل أفعالهم فهم يصلون كما يصلون هم، ويصومون كما يصومون هم، ويفعلون من أفعال الخير مثلما يفعلون هم إلا أنهم يزيدون عليهم بأموالهم التي يتصدقون منها، والصدقة باب عظيم من أعمال البر التي تنال بها الدرجات وتمحى بها السيئات، فماذا يفعلون لكي يلحقوا بهم؟! إنهم لم يفكروا عما يفعلونه ليدركوهم في غناهم، فلم ينافسوهم في الدنيا بل نافسوهم في الآخرة فقد قرروا أن يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عما يفعلونه كي يدروا إخوانهم الأغنياء.

ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم تأسف أصحابه الفقراء وحزنهم على ما فاتهم من إنفاق إخوانهم الأغنياء أموالهم في سبيل الله تقرباً إليه وابتغاء لمرضاته ، طيب قلوبهم، ودلهم على عمل يسير يدركون به من سبقهم ولا يلحقهم معه أحد بعدهم ، ويكونون به خيراً ممن هم معه إلا من عمل مثل عملهم، فدلهم الرسول على أبواب الخير الواسعة من تسبيح وتكبير وتحميد ، وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وفي مباشرة الرجل منهم لزوجته.

إذن جوانب الخير كثيرة وأبواب الصدقة لا تقتصر على بذل المال ، فإسداء النصيحة للمسلمين، وقول المعروف وذكر الله وتسبيحه كل ذلك من الصدقات، وحتى تشيع الألفة بين البيئة الإسلامية ، ويتلاقى الناس أحبة متعاونين دعا الإسلام إلى حسن مقابلة المسلم لأخيه ، وجعل تبسمه فى وجهه صدقة ، وإرشاده إلى ما فيه صلاحه فى الدنيا والآخرة صدقة ، ومساعدته بأى ضرب من ضروب المساعدات كذلك ، روى الترمذي من حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال : " تبسمك فى وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر وإرشادك الرحل فى أرض الضلال لك صدقة وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك فى دلو أخيك لك صدقة".

بل إنه دلهم على باب من أبواب الصدقة أثار دهشتهم فقال: " وفي بُضع أحدكم صدقة " فمعاشرة الزوجة والجماع يكون عبادة إذا نوى به الزوج قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف كما أمر الله وطلب الولد الصالح وإعفاف نفسه وزوجته ومنعهما من النظر الحرام أو الفكر الحرام أو الهم بالحرام.

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالأحد 30 أغسطس 2009 - 12:40


عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرق صلاته قال : لا يتم ركوعها وسجودها" أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.



يوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم نوعا من أكبر أنواع السرقة، وهو من يسرق من صلاته وقد أثار هذا النوع الجديد من أنواع السرقة دهشة الصحابة رضوان الله عليهم فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأخبرهم بأنه الذي لا يتم ركوعها ولا سجودها. فترك الطمأنينة وعدم استقرار الظهر في الركوع والسجود وعدم إقامته بعد الرفع من الركوع واستوائه في الجلسة بين السجدتين ، كل ذلك مشهور ومشاهد في جماهير المصلين ، ولا يكاد يخلو من مسجد من نماذج من الذين لا يطمئنون في صلاتهم والطمأنينة ركن والصلاة لا تصح بدونها، روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ. فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلّى. ثُمّ جَاءَ فَسَلّمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. فَرَدّ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم السّلاَمَ. قَالَ: "ارْجِعْ فَصَلّ. فَإِنّكَ لَمْ تُصَلّ" فَرَجَعَ الرّجُلُ فَصَلّى كَمَا كَانَ صَلّى. ثُمّ جَاءَ إِلَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَسَلّمَ عَلَيْهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكَ السّلاَمُ" ثُمّ قَالَ: "ارْجِعْ فَصَلّ. فَإِنّكَ لَمْ تُصَلّ" حَتّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرّاتٍ. فَقَالَ الرّجُلُ: وَالّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقّ لاَ أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا. عَلّمْنِي. قَالَ: "إِذَا قُمْتَ إِلَى الصّلاَةِ فَكَبّرْ. ثُمّ اقْرَأْ مَا تَيَسّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ. ثُمّ ارْكَعْ حَتّى تَطْمَئِنّ رَاكِعاً. ثُمّ ارْفَعْ حَتّى تَعْتَدِلَ قَائِماً. ثُمّ اسْجُدْ حَتّى تَطْمَئِنّ سَاجِداً. ثُمّ ارْفَعْ حَتّى تَطْمَئِنّ جَالِساً. ثُمّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي كُلّ صَلاَتِكَ كُلّهَا".

وينبغي على من ترك الطمأنينة في الصلاة إذا علم بالحكم أن يعيد فرض الوقت الذي هو فيه ويتوب إلى الله عما مضى ، ولا تلزمه إعادة الصلوات السابقة كما دل عليه حديث: ( ارجع فصل فإنك لم تصل )، والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالإثنين 31 أغسطس 2009 - 5:10


عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْلِ الْبَصَلِ وَالْكُرّاثِ. فَغَلَبَتْنَا الْحَاجَةُ فَأَكَلْنَا مِنْهَا. فَقَالَ: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشّجَرَةِ الْخبيثة فَلاَ يَقْرَبَنّ مَسْجِدَنَا. فَإِنّ الْمَلاَئِكَةَ تتَأَذّى مِمّا يَتَأَذّى به الإنسان". رواه مسلم.



يحرص الإسلام على أن يكون المسلم نظيفا في مظهره ومخبره، لا يصدر منه ما يؤذي الآخرين ويجعلهم يتأذون منه.

ومن جملة الآداب التي حثنا عليها الإسلام أن يكون المسلم طيب الرائحة نظيف الفم، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أمته باستعمال السواك، وذلك قبل أربعة عشر قرنا، وقبل استحداث معاجين الأسنان والفرشاة_ فيقول: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".

كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل الثوم والبصل لما لهما من رائحة كريهة تؤذي المسلمين وتؤذي الملائكة أيضا فقال: "مَنْ أَكَلَ ثُوماً أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا. وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ".

قال العلماء: ويلحق بالثوم والبصل والكراث كل ما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها.

كما قاس العلماء على هذا مجامع الصلاة غير المسجد كمصلى العيد والجنائز ونحوها من مجامع العبادات، وكذا مجامع العلم والذكر والولائم ونحوها، ولا يلتحق بها الأسواق ونحوها.

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 3 Emptyالثلاثاء 1 سبتمبر 2009 - 11:29


عن جرير رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ، ثُمّ تَوَضّأَ ومَسَحَ عَلَى خُفّيْهِ. أخرجه مسلم.



يعد هذا الحديث هو الأصل في جواز المسح على الخفين، وكان إسلام جرير كان بعد نزول المائدة؛ فلا تكون آية المائدة الدالة على غسل الرجلين ناسخة للمسح، قال النووي وغيره : وأجمع من يعتد به في الإجماع على جواز المسح على الخفين في الحضر والسفر سواء كان لحاجة أو لغيرها حتى يجوز للمرأة الملازمة بيتها والزَّمِن _وهو المريض مرضا مزمنا لا يرجى شفاؤه_ الذي لا يمشي والله أعلم.

وقد روى المسح من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلائق لا يحصون، قال الحسن البصري: حدثني سبعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عليه الصلاة والسلام كان يمسح على الخفين .

ولكن هل الغسل أفضل لأنه الأصل ، وبه قالت الشافعية وجماعة من الصحابة منهم عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبو أيوب الأنصاري رضي الله عنهم أم المسح أفضل ؟ وبه قال جمع من التابعين : منهم الشعبي وحماد والحكم فيه من خلاف.

إذا عرفت هذا فلجواز المسح على الخفين شرطان : أحدهما : أن يلبس الخفين جميعاً على طهارة كاملة فلو غسل رجلاً ثم لبس خفها ثم غسل الأخرى ولبس خفها لم يجز المسح لأنه لم يدخلهما بعد طهارة كاملة ولو ابتدأ اللبس وهو متطهر ثم أحدث قبل أن تصل الرجل إلى قدم الخف لم يجز المسح، نص عليه الشافعي في الأم، لأن الاعتبار بقرار الخف لا بالساق ، واحتج لذلك بأحاديث : منها ما ورد عن المغيرة قال : قلت : يارسول الله أمسح على الخفين ؟ قال: (نعم؛ إذا أدخلتهما طاهرتين) .

ولفظة إذا شرط وإن كانت ظرفاً والله أعلم .

الشرط الثاني : أن يكون الخف صالحاً للمسح ، ولصلاحيته أمور: الأول : أن يستر الخف جميع محل الغسل من الرجلين فلو قصر عن المحل الفرض لم يجز المسح عليه بلا خلاف لأن ما ظهر واجبه الغسل وفرض المستتر المسح ، ولا قائل بالجمع بينهما فيغلب الغسل لأنه الأصل.

الأمر الثاني : أن يكون الخف قوياً بحيث يمكن متابعة المشي عليه بقدر ما يحتاج إليه المسافر في حوائجه عند الحط والترحال لأن المسح رخص لما تدعو إليه الحاجة في لبسه مما يمكن متابعة المشي عليه وهو كذلك وما لا فلا .

ولا فرق فيما يمكن متابعة المشي عليه بين أن يكون من جلد ومن شعر أو قطن أو لبد ، أما ما لا يمكن متابعة المشي عليه إما لضعفه كالمتخذ من الخرق الحفيفة ونحوها ، وكذا جوارب الصوفية التي لا تمنع نفوذ الماء فلا يجوز المسح عليها ، وإما لقوته كالمتخذ من الحديد ونحوه فلا يجوز المسح عليه.

الأمر الثالث : أن يمنع نفوذ الماء ، فإن لم يمنع فلا يجوز المسح عليه على الراجح لأن الغالب في الخفاف كونها تمنع نفوذ الماء فتنصرف النصوص إليه .

الأمر الرابع : أن يكون الخف طاهراً .

ويمسح المقيم يوماً وليلةً والمسافر ثلاثة أيام ولياليهن .

والأصل في ذلك حديث أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن ، وللمقيم يوماً وليلةً إذا تطهر ولبس خفيه أن يمسح عليهما وعن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا سفراً أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة .

ولكن من بول أو غائط أو نوم فلا.

ويبطل المسح بثلاثة أشياء : بخلعهما ، وانقضاء المدة ، وما يوجب الغسل .

لجواز المسح غايات فإذا وجد أحدها بطل المسح: منها إذا خلع خفيه أو أحدهما أو انخلع الخف بنفسه أو خرج الخف عن صلاحية المسح عليه لتخرقه أو ضعفه أو غير ذلك فإنه لا يمسح والحالة هذه إذا كان على طهارة المسح لأنه بوجود ذلك وجب الأصل وهو الغسل.

وهل يلزمه استئناف الوضوء أو غسل الرجلين فقط قولان الراجح غسل القدمين فقط.

ومنها انقضاء مدة المسح فإذا مضى يوم وليلة للمقيم أو ثلاثة أيام للمسافر بطل مسحه فقط.

ومنها انقضاء مدة المسح فإذا مضى يوم وليلة للمقيم أو ثلاثة أيام للمسافر بطل مسحه واستأنف لبساً جديداً.

ومنها أن يلزم الماسح الغسل لحديث صفوان : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا ننزع خفافنا إلا من جنابة ولو تنجست رجل في الخف ولم يمكن غسلها فيه وجب النزع لغسلها فإن أمكن غسلها في الخف فغسلها لم يبطل المسح.

والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث ومعنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» حديث الثلاثة من بني إسرائيل ..
» شرح حديث : لا حسد إلا في اثنتين
» حديث شريف
» فى رحاب حديث(اين المتحابون)
» فوائد فى حديث النجاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى علوم الحديث-
انتقل الى: