منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث ومعنى

اذهب الى الأسفل 
+2
metwally.mustafa
gawhara
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأحد 13 ديسمبر 2009 - 13:36



عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أي العمل أفضل؟ قال: ” الإيمانُ باللّه والجِهادُ في سَبيلِ اللّه ” .(متفق عليه)


الجهاد في سبيل الله هو بذل الوسع في سبيل مرضاة الله تعالى ويشمل قتال الكفار والمشركين والمنافقين والبغاة والمحاربين الآخرين، كقطاع الطرق ودفع المعتدين سواء كان ذلك في ساح القتال أو بالحجج واللسان أو الأموال أو بالدعوة والعلم . ويشمل جهاد المعتدين من اعتدى على العقيدة والشريعة والوطن والعرض والمال. والمجاهد الحق هو الذي ينذر حياته في سبيل الله ويؤثر مرضاته عزوجل على السلامة والراحة وهو يدعو الله أن يبلغه منازل الشهداء ، ومثل هذا يستجيب الله تعالى له ويبلغه منازل الشهداء حتى وإن توفي على فراشه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في حديث آخر: ” من سألَ اللّهَ الشّهادةَ بِصِدق بَلّغَهُ منازلَ الشُهداءِ وإن ماتَ على فِراشِهِ ”. الجهاد بعضه أفضل من بعض ، فأفضل الأعمال ساعة حضور الأعداء هو الجهاد ، وعمل المرأة في بيتها هو جهاد ، وكسب الرجل من الحلال ابتغاء التكفف عن سؤال الناس جهاد ، وإتقان العامل واجبه جهاد ومجاهدة النفس وردعها عن الوقوع في الآثام جهاد في سبيل الله. وشرط صدق النية الخالصة في سبيل الله أمر أساس في كل ذلك . وليس القتال حمية أو عصبية أو ابتغاء كسب دنيوي جهاد في سبيل الله ، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” مَن قاتل لتكونَ كَلِمَةُ اللّهِ هي العُليا فهُو في سَبيلِ اللّه ”. والمؤمن الحق حين يقرأ في كل صلاة : ” قُل إن صلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلّهِ رَبّ العالَمينَ ” يتذكر أن ذلك عهد مع الله ببذل الجهد في الحياة كلها حتى الممات في سبيل الله. وليس معنى ذلك أن يتمنى المؤمن دخول المعارك والحروب بدون هدف واضح بل هو يكره سفك الدماء ، لكن إذا قدّر الله تعالى ذلك صبر وثبت كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا تَتَمَنّوا لقاء العَدو فإذا لَقيتموهُم فاصبِروا ”. والمجاهد في سبيل الله لا يبالي بنتيجة جهاده لأن النتيجة هي الخير دائما: ” قُل هَل تَرَبّصونَ بِنا إلاّ إحدى الحُسنيينِ ” ، كما أن تحقيق النصر مقترن بنصرة المؤمنين لله عز وجل: ” إن تَنصُروا اللّه يَنصُركُم ويُثَبّت أقدامَكُم ” . وما على المجاهد سوى إعداد ما استطاع من قوة وعدم التهاون في ذلك: ” وأعِدّوا لَهُم ما استطَعتُم مِن قُوَة ” أما بعد ذلك فإن النتيجة موكولة إلى الله عزوجل وما يختاره هو الخير سواء كان نصرا أو شهادة. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأربعاء 16 ديسمبر 2009 - 10:29



عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” الدعاءُ هُوَ العِبادة ” ثم قرأ قوله تعالى: ” وقال ربّكُم ادعوني أستجِب لَكُم إن الّذينَ يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتي سيَدخُلونَ جَهَنّمَ داخرينَ ” . (رواه أصحاب السنن والحاكم وقال الترمذي صحيح الإسناد).


قال بعض العلماء: لقد ذم الله تعالى قوما تركوا الدعاء في قوله تعالى: ”ويَقبِضونَ أيديَهُم نَسوا اللّهَ فَنَسِيَهُم ” ولذلك فإن على المؤمن أن يدعو ربه ويكثر من ذلك سواء استجيب دعاؤه أم لا . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنني أهتم لكي ألهم الدعاء (أي الدعاء المناسب لكل حالة) فإذا ألهمت الدعاء لم أهتم هل أجيب دعائي أم لا . ولئن يدعو المرء فلا يستجاب له خير من أن لا يدعو ، لأن دعاءه هذا هو عبادة يثاب عليها سواء استجيب له أم لا. إن من الصالحين من جعله الله مستجاب الدعوة كما أثر عن بعض الصحابة كسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وغيره ، لكن عدم إجابة الدعاء قد تعني سوء حال الداعي فلا يعبأ الله بدعائه وقد تعني أن الله قد أخر إجابته إلى يوم القيامة لكي يرفع من مكانته ، خاصة إذا كان الدعاء متعلقا بأمر دنيوي عاجل ، ففي الخبر المروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ” إن العَبدَ يدعو اللّهَ تعالى وهو يُحِبُّهُ فيقول يا جبريل أخِّر حاجَةَ عَبدي فإني أحِبّ أن أسمَعَ صوتَهُ ، وإنّ العَبد ليدعو اللّهَ وهُو يُبغِضُهُ فيَقولُ يا جِبريل اقضِ لِعَبدي حاجَتَهُ فإنّي أكرَهُ أن أسمَعَ صوتَهُ ” . من الدعاء دعاء مستجاب كدعاء النبي لأمته ، والوالد لولده ، والمظلوم على من ظلمه ، والأخ لأخيه في الله بظهر الغيب ، والدعاء مستجاب في جوف الليل ، وعند السجود فإن العبد يكون أقرب ما يكون من الله وهو ساجد. وكذلك الدعاء عند شرب ماء زمزم . وأفضل الدعاء ما كان عامّا للمسلمين في مصالح آخرتهم أو دنياهم. إن الدعاء العام يشبه الشفاعة ، فإذا لم يكن الداعي صاحب تقوى وصلاح بحيث يستحق أن يستجيب الله لما دعى لغيره ، فإن الله لا يأبه بدعائه. قال أنس بن مالك رضي الله عنه (ورفع ذلك الى النبي في بعض الروايات): ” يأتي على الناس زمان يدعو المؤمن للجماعة فلا يستجاب له ، يقول الله: ادعني لنفسك ولما يحزبك من خاصة أمرك فأجيبك ، وأما الجماعة فلا ، إنهم أغضبوني ” . ونعوذ بالله من غضبه. فهذا المؤمن الذي يدعو لقوم لا يستحقون أن يبدّل الله أحوالهم ، لا يستجيب الله لدعائه لهم بل يستجيب دعاءه لخاصة نفسه فقط. إن على المسلم أن يحفظ بعض الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعاء أصحابه والسلف الصالح ، وأن يتخير من دعائه أفضله ولا يدعو على الناس بالشر إنتقاما لنفسه ، بل يكثر من صالح الدعاء لنفسه ولغيره بالهداية والاستقامة. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالخميس 17 ديسمبر 2009 - 12:03



عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إنّ أولى النّاس بي أكثرُهُم عَليّ صلاة ” (رواه ابن حبان والترمذي وقال حسن غريب).


قال الله تعالى: ” إن الله وملائِكَتَهُ يُصَلّونَ على النبيّ يا أيُّها الّذينَ آمَنوا صَلّوا عَليهِ وسَلِّموا تَسليما ” . والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعاء له بل من أفضل الدعاء وذلك تعظيما لقدره واعترافا بفضله على البشرية أجمع. والصلاة على النبي من الدعاء المستجاب لا محالة لأن مكانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند الله عظيمة والله تعالى هو الذي أمرنا بتلك الصلاة فكيف لا يحقق أمرا هو الذي أمر بأن نطلبه منه. قال الشاعر: أدِمِ الصلاة على النبي محمــّد ** فـقـبـولـها حتـم بغـيـر تـردد أعـمــالنـا بين القبول وردها ** إلاّ الصلاة على النبي محـــــمد لذلك قال بعض العلماء إن الصلاة على النبي لا يدخلها الرياء ولا بأس أن يسِرّ المرء بها أو أن يعلنها . فهي تأدية حق له واجب علينا وليس تكرما منا عليه ، لذلك كان مَن ترك الصلاة عليه حين يُذكر اسمه صلى الله عليه وآله وسلم بخيلا: ” البَخيلُ مَن ذُكِرتُ عِندهُ فَلَم يُصَلّ عَليّ ” . ويستحب أن يتضمن كل دعاء الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أول الدعاء وفي آخره ، لأن الله إذا استجاب الصلاة في أول الدعاء وآخره فهو أكرم من أن يرد الدعاء الذي بينهما. وتمام الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن تتضمن الصلاة على آله فذلك ثابت بنص الأحاديث الشريفة . ويستحب إضافة الصلاة على صحبه أيضا لما ثبت من إجماع المسلمين على استحباب ذلك . نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالسبت 19 ديسمبر 2009 - 15:19



عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ” لِيَتَّخِذ أحدُكُم قلبا شاكرا ولسانا ذاكرا وزوجة مؤمِنة تُعينُهُ على أمر الآخرة” (رواه أحمد والطبراني وابن ماجه).



الشكر حقيقة هو الاعتراف بنعمة الله تعالى على وجه الخضوع مع الاعتقاد أن الشكر نفسه هو نعمة من الله تستحق الشكر مرة أخرى . قال داود عليه السلام: إلَهي كيف أشكرك وشكري لك نعمة من عندك؟ فأوحى الله إليه الآن قد شكرتني. ويقال إن الشكر على الشكر أتم من الشكر على النعم الأخرى وذلك بأن ترى أن الشكر بتوفيقه يستحق الشكر ، وهذا الشكر يستحق الشكر مرة أخرى... إلى ما لا نهاية . قال الجنيد: الشكر أن لا يستعان بشيء من نعم الله تعالى على معاصيه. ومن أسماء الله الحسنى الشكور ، ومعناه أنه يجازي عباده على الشكر ويعطي الكثير من الثواب على القليل من العمل. الشكر عبادة ، وهو من عبادات القلوب قبل الألسنة ، لكن له دلائل تخبرك بصدق الباطن . من هذه الدلائل كثرة العبادة ، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم بالليل حتى تورمت قدماه وهو يعلم أن الله قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولما سئل عن ذلك قال: ” أفلا أكونُ عَبدا شَكورا ” ومن دلائل الشكر لله تعالى على نعمه الكثيرة عدم ازدراء حتى النعم القليلة ، ومنها أيضا شكر الناس على إحسانهم مهما قلّ فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله. وقد تعهد الله سبحانه وتعالى بالزيادة للشاكرين فقال: ” لَئِن شَكَرتُم لأزيدنَّكُم ” ومن دلائل الشكر أيضا إظهار نعم الله على العبد ، فالله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده شرط أن لا يكون ذلك مباهاة أو رياء أو سمعة . والشكر بالأفعال هو أبلغ من الشكر باللسان . فشكر نعمة المال الصدقة ، وشكر الصحة إتعاب البدن في مرضاة الله وشكر نعمة الجاه قضاء حوائج الناس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أنعم الله على عبد نعمة فأسبغها عليه ، ثم جعل إليه حوائج الناس فتبرم بها إلاّ وقد عرض تلك النعمة للمهالك ”.ـ والزوجة المؤمنة الصالحة هنا خير ما يعين المرء على أمور دينه في الدنيا من حفظ لنفسها وطمأنة لزوجها وحسن تربية لولدها ، وهي نعمة عظيمة تستحق الشكر الكثير لمن أوتيها . ويحث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث على تخير الزوجة المؤمنة لأن ذلك مفتاح لنعم وأعمال صالحة كثيرة أخرى. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأربعاء 23 ديسمبر 2009 - 9:08



عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” ما من والٍ يلي رعية من المسلمين ، فيموت وهو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة ” (أخرجه البخاري).


قال الله تعالى: ” ولا تحسَبَنّ اللّهَ غافِلا عَمّا يَعمَلُ الظالِمون . إنَّما يؤخِّرُهُم لِيوم تشخَصُ فيه الأبصارُ ” الظلم ظلمات يوم القيامة . وكلما عمّ الظلم ناسا أكثر كلما كان عقابه يوم القيامة أشد. فمن استُرعِي على نفر فظلمهم ببخسهم حقوقهم أو بأخذ أموالهم بغير حق أو بتكليفهم ما لا يطيقونه أو باستئثاره بحقوقهم لمصالحه فهو في النار ، فكيف بمن استرعى أمانة أكثر من ذلك . وقد هدد الله الظالمين بقوله تعالى: ” وسيعلم الذينَ ظَلَموا أيّ مُنقَلَب يَنقَلِبونَ ”. إن من الظلم ، الرضا بالظلم والإعانة عليه. و ” من أعان ظالما على ظلمه سلّطه الله عليه ” . وإن أحد أسباب تمادي الظلمة في ظلمهم هو بطانة السوء وإعانة بعض الرعية الظالم على ظلمه. قال تعالى عن قوم فرعون: ” فاستَخَفّ قومَهُ فأطاعوهُ إنهم كانوا قوما فاسقين ” ، وأنذر الله تعالى بأن عقوبة من أعانه ستكون يوم القيامة أشد العذاب: ” ويومَ تَقومُ الساعَةُ أدخِلوا آلَ فِرعونَ أشَدَّ العَذابَ ” لاحظ بأنه ذكر أشد العذاب على آل فرعون وليس على فرعون نفسه وهم الذين قال عنهم صلى الله عليه وآله وسلم: ” أشَدُّ النّاسِ عَذابا يومَ القيامَة مَن باعَ دينَهُ بدُنيا غيرِهِ ”. فالظالم بعيد عن مغفرة الله تعالى له حتى وإن تاب ، إلاّ إذا استحله الذين ظلمهم . وغش الرعية وظلمها له أشكال عديدة ، منها الخفي كالإعلام الكاذب والتعليم الذي لا يخدم مصلحة الأمة ونشر وسائل اللهو المحرمة ، ومنها الغش الواضح كالظلم في الأموال والأنفس والحقوق. لذلك فإن المؤمن إن كان راعيا لا يظلم رعيته بل يبتغي مصالحهم ويسهر عليها ، وإن كان من الرعية فهو لا يساعد ظالما على ظلمه ويتبرأ من غشه ويبينه للناس ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، فالأمانة موكلة بكل المسلمين حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ”. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالخميس 24 ديسمبر 2009 - 13:09



عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه وسلم: ” ثلاثة لا يَنظُرُ اللّهُ إليهِم يومَ القِيامَةِ: العاقّ لِوالِديه ، والمَرأةُ المُتَرَجِّلَةُ المُتَشَبِّهَةُ بالرجالِ ، والديّوثُ. وَثلاثَة لا يَدخُلونَ الجَنَّةُ: العاقّ لِوالِديهِ ، والمُدمِنُ الخَمرِ ، والمنَّانُ بِما أعطى ” (رواه الطبراني والنسائي والحاكم).


خلق الله الرجل والمرأة من نفس واحدة: ” هُو الّذي خلقَكُم مِن نَفس واحدة وَجَعَلَ مِنها زوجَها لِيَسكُنَ إليها ” وبذلك تساوى الرجل والمرأة في إنسانيتهما وما يترتب على ذلك من تكاليف ، لكنهما مختلفان في التركيب الجسدي بحيث كان أحدهما مكملا للآخر وليس بديلا عنه ، قال تعالى ” هُنّ لِباس لَكُم وأنتُم لِباس لَهُنّ ”. لذلك كان تشبُّه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء أمر مخالف لفطرة الله التي فطر الناس عليها . وإن ترجّل المرأة أو تخنث الرجل هو تعبير عن السخط على مشيئة الله تعالى: ـ" ولا تَتَمَنّوا ما فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بعضَكُم على بَعض ، للرجال نَصيب مما اكتَسَبوا ولِلنساءِ نَصيب مِما اكتَسَبنَ" إن ترجل النساء يعني ذهاب الحياء وابتذال المرأة وتعريض كرامتها للمهانة وتكليفها فوق ما تطيق. أما تخنث الرجال فيتبعه الميوعة واضمحلال الأخلاق. لذلك حرم الله تعالى التبرج للنساء وتقليدهن للرجال في اللباس والتصرفات ، وسنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سننا خاصة لهن في اللباس والخطاب والتعامل فيما بينهن أو مع الرجال ، مثلما سنّ سننا للرجال ، ” تِلكَ حُدودُ اللّهِ فَلا تَعتَدوها ومَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللّه فأؤلئِكَ هُمُ الظالِمون ”. إن الحياء للمرأة هو أفضل ما يزينها . فإذا سقط حياؤها أصبح المجتمع أشبه بغابة تنتشر فيها الهوام . ولقد فرض الله الحجاب صيانة للمجتمع من الوصول إلى درك البهائم . لذلك فاستقامة المرأة تستوجب تمسكها بما فرض الله عليها من حجاب وعدم تبرج وغض للبصر وطاعة لزوجها أو الوليها وحفظ للأمانة الملقاة على عاتقها في بيتها وولدها ، وإن اضطرتها الحياة للعمل عرفت حدود الشرع مما أحل الله وحرم ولم تتعد ذلك أبدا . أما تصرف الرجل مع النساء الأجنبيات فهو الآخر محدود بحدود الله مما فرض كغض البصر واجتناب الخلوة المحرمة والابتعاد عن مواطن الشبهات وعدم الميوعة في خطابه للنساء وغيرها. أما المنّان فهو الذي يؤذي الناس بتخجيلهم وجرح شعورهم بما أسدى إليهم من شيء يظنه فضلا . قال تعالى: ” يا أيُّها الّذينَ آمَنوا لا تُبطِلوا صَدَقاتِكُم بالمَنّ والأذى” ، فالمنّ خلق ذميم لا يليق بالإنسان السوي فكيف وهو محبط للعمل وممحق لأجور الآخرة؟ ولو فكر المنّان بما يمنّ به لعلم أن النعمة التي يمنّ بها هي من عند الله والله قدير على أن يسلبها منه ويعطيها لمن يمنّ بها عليه. والمؤمن الصادق يشعر بأنه إذا أعطى صدقة لفقير محتاج فإنه أصبح لهذا الفقير منّة عليه لأنه كان مساعدا له في اكتسابه الثواب من عند الله تعالى . فإن كان الأمر كذلك فكيف يشعر بمنّة على غيره مهما أسدى لغيره من معروف أو بذل من مال. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالجمعة 25 ديسمبر 2009 - 13:12



عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” مَن لَعِبَ بالنَّردِ فقَد عَصى اللّهَ وَرَسولَهُ ” ( رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه)


لعب القمار محرم بالقرآن: ” ياأيُّها الّذينَ آمَنوا إنَّما الخَمرُ والميسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رِجس مِن عَمَلِ الشيطانِ فاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحون . إنَّما يُريدُ الشيطانَ أن يوقِعَ بينَكُم العَداوةَ والبَغضاءَ في الخَمرِ والميسِرِ ويَصُدَّكُم عَن ذكر اللّهِ وعَنِ الصَلاةِ فَهَل أنتُم مُنتَهونَ ” والميسر بأنواعه من دور قمار ورهان سباق الخيل واليانصيب والرهان على أي نوع من الألعاب المسلية سواء ما ذكره الحديث من نرد أو غيره ، كل ذلك مشمول بالتحريم . ولقد بين الله بعض الأغراض الشيطانية من التسويل للناس في لعب القمار من إيقاع البغضاء بين الناس ومن الصد عن الصلاة ، إضافة إلى أكل أموال الناس بالباطل: ” ولا تأكُلوا أموالَكُم بينَكُم بالباطلِ ”. أما اللعب الذي لا يعتمد على الرهان ولا النرد ويمكن أن ينمي القابليات البدنية والذهنية كالمبارزة أو بعض الألعاب التلفزيونية التي شاعت مؤخرا والشطرنج ، فهي مباحة شرط عدم تسببها في تأخير فريضة أو قيام بواجب . بل ويمكن أن يكون بعضها مندوبا إذا كان مفيدا لتنمية القابليات البدنية والذهنية. والترويح عن النفس ينقلب إلى عبادة عند حضور النية . ونضيف هنا شرطا آخر وهو أن تكون الوسيلة للترويح مباحة كشرط لكي ينقلب الترويح عن النفس إلى عبادة . فالله سبحانه وتعالى لم يأمر باتباع الصراط المستقيم دون أن يوضح السبل المشروعة المؤدية إلى ذلك وحث على الأخذ بها ، وحذر من الوسائل غير المشروعة حتى وإن كان فيها فوائد قليلة أحيانا . فالوسيلة المحرمة هنا هي الربح دون بذل جهد بدني أو فكري أو باستغلال المصادر الطبيعية التي سخرها الله سبحانه وتعالى لبني آدم ، بل استخدام لظواهر ليس للإنسان فيها فضل كالحظ أو استغلال سذاجة بعض الناس وغشهم بوسائل ما أنزل الله بها من سلطان. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأحد 27 ديسمبر 2009 - 0:34



عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” يُطبَعُ المُؤمِنُ على كُلّ خُلُق ليس الخيانةُ والكذبُ ” (رواه البيهقي وأحمد)



الكذب إذا جبل عليه المرء قاده لا محالة إلى النار. فالكذب يقود إلى النفاق وهو أساس كل الأعمال الخبيثة . فمرتكب الخطايا الكبيرة إن لم يكن كذابا فإنه يخشى إن صدق القول مع الناس أن يفتضح أمره فيكون كذبه حافزا له على الاستمرار في ارتكاب الذنوب . وإخلاف الوعد ما هو إلاّ كذب فعلي وقولي معا . والغش والخيانة كذب بالأفعال وقول الزور وشهادة الزور ماهي إلاّ كذب في أبشع صورة وهكذا كان الكذب لمن إعتاد عليه أساسا للخبائث بل هو أكبر من أم الخبائث –الخمر. أما الأمانة فقد قال الله تعالى فيها: ” إنّ اللّه يأمُرُكُم أن تُؤدوا الأماناتِ إلى أهلِها” فخيانة الأمانة لا يُجبَلُ عليها مؤمن ولن يوفق الله خائنا في مسعاه: ” وأنّ اللّهَ لا يَهدي كيدَ الخائنينَ ” وأكبر الخيانة هي خيانة الله ورسوله التي هي النفاق الخالص. والرياء بالأعمال من الخيانة ، وعدم حفظ ما اؤتُمن عليه المرء من مال أو عمل يتكسب به أو يوثق منه عليه ، كل ذلك من الخيانة . بل إن من أعظم الخيانة أن تحدث جليسك بحديث تكذب عليه فيه وهو مصدِّق لك . والدعاية الكاذبة لسلعة أو رأي هو خيانة . ولا تجوز الخيانة حتى مع من خانك . ” أدّ الأمانةَ إلى مَن ائتَمَنَكَ ولا تَخُن مَن خانَكَ ” ـ. فالمؤمن قد امتزج الصدق وحفظ الأمانة بدمه ولحمه وأخذ عليه لبّه ، فلا يعرف الكذب والخيانة. ومن أنواع الخيانة القبيحة: التجسس. فالتجسس هو خيانة لمن أمن جانب المرء بينما هو يتلصص على الخفايا سواء كان ذلك لنفسه أو لغيره. قال تعالى: ” ولا تَجَسسوا ولا يَغتَب بَعضُكُم بَعضا ” ، والتجسس على المسلمين من أقبح الأخلاق وأرذلها ولا يقوم بها إلا من باع دينه ابتغاء متاع قليل من متاع الدنيا. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالإثنين 28 ديسمبر 2009 - 10:13



عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:” ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء ” (رواه البخاري في الأدب وأحمد وابن حبان والحاكم)


إن اللعن والسب والشتم والفحش في الكلام والطعن في الأنساب ، كل ذلك ليس من شيم المتقين . وسباب المسلم فسوق يعني أن السابّ نفسه فاسق لأن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. أما لعن من فعل فعلا معينا دون تخصيص لأحد فهو جائز ، فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه لعن آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه ، ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ، ولعن من لعن والديه ، ومن عمِل عمَل قوم لوط ، والراشي والمرتشي ، والمحتكر ، والخمر وشاربها وساقيها وآكل ثمنها وبائعها ومستقيها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ، ولعن المرأة إذا خرجت من دارها بغير إذن زوجها ، ولعن النامصة والمتنمصة ، ولعن المرأة إذا باتت وزوجها عليها ساخط ، ولعن من خبب امرأة على زوجها ، وقد لعن الله تعالى في القرآن الظالمين والكاذبين: ” ألا لَعنةُ اللّهِ على الظالِمين ” ، ” ثُمّ نَبتَهِل فَنَجعَلْ لَعنةَ اللّهِ على الكاذِبينَ ” . إن من أشنع أنواع السباب رمي المسلم بالكفر. ومثل هذا شائع بين مدّعِي العلم وهم أبعد ما يكون عن العلم حيث يتهمون من يخالفهم في الرأي به. وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تكفير المسلمين ، لأن من قال لأخيه يا كافر ، باء بها أحدهما ، أي إما أن يكون صادقا أو أن تعود كلمة الكفر عليه هو والعياذ بالله. والمؤمن بعيد عن السب والشتم ولا يستخدم الألفاظ البذيئة في جد ولا هزل ولا في رضا أو غضب . ومن الضروري تنشئة الأطفال بعيدا عن استخدام تلك الألفاظ لأن محوها بعد ما يكبر الشخص إن تعوّد عليها وهو طفل صغير صعب ، وحتى إن تركها فربما تفوه بها دون شعور في حالات الغضب. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأربعاء 30 ديسمبر 2009 - 14:09



عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إن اللّهَ أوحى إليّ أن تواضَعوا حَتى لا يَفخَرَ أحَد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد ” (رواه مسلم)



التواضع من سيد الأخلاق والتكبر من سيئها . حكي عن الحسن البصري أنه ذكر قوله تعالى: ” وَعِبادُ الرَحمَنِ الّذينَ يَمشونَ عَلى الأرض هونا ” (26) ، فقال:المؤمنون قوم ذلل ، ذلت لله الأسماع والأبصار والجوارح حتى يحسبهم الجاهل مرضى ، والله ما بالقوم من مرض وإنهم لأصحاء القلوب ولكن دخلهم من الخوف ما لم يدخل غيرهم ومنعهم من الدنيا علمهم بالآخرة . وقال بعض العلماء(27): من أعطي مالا أو جمالا أو ثيابا أو علما ثم لم يتواضع فيه كان عليه وبالا يوم القيامة . وقال موسى بن القاسم كانت عندنا زلزلة وريح حمراء فذهبت الى محمد بن مقاتل(28)،فقلت يا أبا عبد الله أنت إمامنا فادع الله عز وجل لنا ، فبكى ثم قال ليتني لم أكن سبب هلاككم . قال فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النوم فقال إن الله عز وجل رفع عنكم بدعاء محمد بن مقاتل . وهذا دأب الصالحين لا يرون لعبادة أنفسهم وتقواها أية قيمة تجعلهم يعجبون بأنفسهم ولا يرون أن لهم فضلا على غيرهم . هذا في العبادة والتقوى فما بالك بالمال والجاه أو متاع الحياة الدنيا؟ إن التكبر أحد الأسباب الرئيسة للكفر. قال تعالى: ” سأصرِفُ عَن آياتيَ الّذينَ يتَكَبَّرون في الأرضِ بِغيرِ الحَقّ ” (29). ولم يكن سبب عناد فرعون هذه الأمة ، أبوجهل(30) إلا تكبره ، فحينما سئل عن سبب عدم إسلامه مع معرفته أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس بكاذب ، قال: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف ، أطعموا فأطعمنا ، وحملوا فحملنا ، وأعطوا فأعطينا ، حتى إذا تجاثينا الركب وكنا كفرسي رهان ، قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء! فمتى ندرك هذا؟ والله لا نسمع له أبدا ولا نصدقه. فالتكبر هذا بسبب الجاه والشرف وعزة القوم والعشيرة أو في حالات أخرى بسببب المال أو المنصب أو العلم أوالذكاء والمقدرة أو كثرة الأتباع ، إنما هو من تسويل الشيطان. إن العلاج الناجع للتكبر هو بمخالفة سببه عمليا ، فإذا وجد المرء داعيا للتكبر بسبب المال ، عليه أن يعالجه بمخالطة الفقراء والتواضع لهم ومنحهم الصدقات دون منّ أو شعور بأن له فضلا عليهم . وإن كان تكبره بسبب العلم والذكاء والعقل فعليه التواضع لمن يمكن أن يتعلم منه شيئا جديدا . ركب زيد بن ثابت فدنا منه ابن عباس ليأخذ بركاب فرسه ، فقال مهٍ! يا بن عم رسول الله فقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا . فأخذ زيد بن ثابت يد ابن عباس فقبَّلها وقال هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . وقال عروة بن الزبير رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء ، فقلت يا أمير المؤمنين لا ينبغي هذا ، فقال لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت في نفسي نخوة فأحببت أن أكسرها ، ومضى بالقربة إلى حجرة إمرأة من الأنصار فأفرغها في إنائها . ورؤي أبو هريرة رضي الله عنه وهو أمير المدينة وعلى ظهره حزمة حطب وهو يقول طَرِّقوا (اي إفسحوا الطريق) للأمير. وقال ابن عباس من التواضع أن يشرب الرجل من سؤر أخيه. سئل الفضيل بن عياض عن التواضع فقال أن تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله. وكان يقول قراء الرحمن أصحاب خشوع وتواضع وقراء الدنيا أصحاب عجب وتكبر. تشاجر أبو ذر وبلال رضي الله عنهما فقال أبو ذر لبلال يا ابن السوداء ، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له: ” أعيَّرتَهُ بأمهِ إنَّكَ امرؤ فيكَ جاهلية” ، فألقى أبو ذر نفسه على الأرض وحلف أن لا يرفع رأسه حتى يطأ بلال خده بقدمه فلم يرفع رأسه حتى فعل بلال ذلك(31).ـ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالسبت 2 يناير 2010 - 8:38



" عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان. "


رواه البخاري ومسلم

لكل بناء لكي يعلو ويرتفع قواعد وأسس يقوم عليها، وكذلك الإسلام له قواعد يقوم عليها وأعمدة يعتمد عليها. ويحدد هذا الحديث خمس قواعد يقوم عليها الإسلام، وهي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان. فالركن الأول (الشهادتان): أمر لازم لمن أراد الدخول في هذا الدين، ولا يعد مسلما أصلا من لا يقر بهما بقلبه وينطقهما بلسانه ويعمل بموجبهما. والركن الثاني (إقام الصلاة): فالصلاة صلة بين العبد وخالقه، فلا ريب أن كانت الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين، ولا عجب أن يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (العهد الذي بيننا وبينهم _أي بيننا وبين الكفار_ الصلاة فمن تركها فقد كفر). ثم يأتي الركن الثالث (إيتاء الزكاة): حيث تمثل الزكاة صورة راقية من صور التكافل الاجتماعي بين أفراد الأمة المسلمة، فهي تؤخذ من أغنيائهم لترد على فقرائهم، وقد جاء النهي عن منع الزكاة واكتناز المال دون إنفاقه في وجوهه التي حددها الله تعالى لتجعل المسلمين جميعا يبادرون إلى تأدية الزكاة، وتجعل الحاكم يقاتل من منعها، كما فعل سيدنا أبو بكر الصديق حين قاتل قوما منعوا زكاة أموالهم مع أنهم كانوا يشهدون الشهادتين ويؤدون فرائض الإسلام الأخرى، وقال قولته المشهورة: "والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) لقاتلتهم عليه". والركن الرابع (الحج): ويشترط في العمر مرة للمستطيع ماليا وجسديا، حيث يرجع الحاج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، والحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة. أما الركن الرابع (الصوم): فهو مدرسة أخلاقية متكاملة، حيث تربي المسلم على التقوى وتعوده الصبر وتشعره بإخوانه المحتاجين. وهكذا تتكامل جميع أركان الإسلام لتصلح سلوك الفرد وتزكيه وترقي المجتمع وتعليه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالثلاثاء 5 يناير 2010 - 6:36



عن أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال الدين النصيحة؛ قلنا: لمن؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم
رواه مسلم.

إن عماد هذا الدين وقوامه النصيحة، وقد حدد الحديث ثلاثة أنواع للنصيحة: فالنصيحة لله تعالى معناها منصرف إلى الإيمان به ونفي الشرك عنه، وترك الإلحاد وصفاته، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها، وتنزيهه عن جميع النقائص، والقيام بطاعته واجتناب معصيته، والحب فيه والبغض فيه، وجهاد من كفر به، والاعتراف بنعمته والشكر عليها، والإخلاص في جميع الأمور، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة، والحث عليها، والتلطف بالناس؛ قال الخطابي: وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه، فإن الله سبحانه غني عن نصح الناصح. وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى فبالإيمان أن كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيء من كلام الناس ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته، وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرفين والتصديق بما فيه، والوقوف مع أحكامه؛ وتفهم علومه وأمثاله؛ والاعتبار بمواضعه، والتفكر في عجائبه؛ والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه، والبحث عن عمومه، والدعاء إليه وإلى ما ذكرنا من نصيحته. وأما النصيحة لرسوله (صلى الله عليه وسلم): فتصديقه على الرسالة، والإيمان بجميع ما جاء به، وطاعته في أمره ونهيه، ونصرته حيًّا وميتاً، ومعاداة من عاداه، وموالاة من والاه، وإعظام حقه، وتوقيره، وإحياء طريقته وسنته، وإجابة دعوته، ونشر سنته ونفي التهمة عنها، واستئثار علومها والتفقه في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعليمها، وإعظامها وإجلالها والتأدب عند قراءتها، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته، وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك. وأما النصيحة لأئمة المسلمين: فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه، وتبليغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم بالسيف، وتأليف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأن يدعو لهم بالصلاح. وأما نصيحة عامة المسلمين - وهم من عدا ولاة الأمر - فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم، وإعانتهم عليها، وستر عوراتهم وسد خلاتهم، ودفع المضار عنهم، وجلب المنافع لهم، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم، وتخولهم بالموعظة الحسنة، وترك غشهم وحسدهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم؛ وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل، وحثهم على التخلق بجميع ما ذكرناه من أنواع النصيحة، والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالإثنين 11 يناير 2010 - 2:01



عن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فقال يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.


قوله( احفظ الله تجده تجاهك) أي اعمل له بالطاعة ولا يراك في مخالفته، فإنك تجده تجاهك في الشدائد كما جرى للثلاثة الذين أصابهم المطر فأووا إلى غار فانحدرت صخرة فانطبقت عليهم، فقالوا: انظروا ما عملتم من الأعمال الصالحة فاسألوا الله تعالى بها؛ فإنه ينجيكم؛ فذكر كل واحد منهم سابقة سبقت له مع ربه، فانحدرت عنهم الصخرة فخرجوا يمشون وقصتهم مشهورة في الصحيح. وقوله (صلى الله عليه وسلم) (إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله ) أرشده إلى التوكل على مولاه، وأن لا يتخذ إليها سواه، ولا يتعلق بغيره في جميع أموره ما قل منها وما كثر، وقال الله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فبقدر ما يركن الشخص إلى غير الله تعالى بطلبه أو بقلبه أو بأمله فقد أعرض عن ربه بمن لا يضره ولا ينفعه، وكذلك الخوف من غير الله؛ وقد أكد النبي (صلى الله عليه وسلم) ذلك فقال (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعونك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك) وكذلك في الضر، وهذا هو الإيمان بالقدر، والإيمان به واجب خيره وشره، وإذا تيقن المؤمن هذا، فما فائدة سؤال غير الله والاستعانة به؟ وقوله (رفعت الأقلام وجفت الصحف) هذا تأكيد أيضاً لما تقدم: أي لا يكون خلاف ما ذكرت لك بنسخ ولا تبديل، فإنما الأمور تجري بالمقادير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالسبت 16 يناير 2010 - 5:20



[عن أبي ذر (رضي الله عنه) أن ناساً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا للنبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجور: يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال: أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون: إن بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر]


رواه مسلم


[أهل الدثور] المراد بهم أصحاب المال الكثير، وقوله: [أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون] الرواية فيها بتشديد الصاد والدال جميعاً، ويجوز في اللغة تخفيف الصاد، وفي هذا الحديث فضيلة التسبيح وسائر الأذكار، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واستحضار النية في المباحات، وإنما تصير طاعات بالنيات الصادقات، وفيه دليل على جواز سؤال المستفتي عن بعض ما يخفى علمه من الدليل إذا علم من حال المسؤول أنه لا يكره ذلك ولم يكن فيه سوء أدب، وذكر العالم الدليل على بعض ما يخفى على السائل، وقوله [وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة] إشارة إلى ثبوت حكم الصدقة في كل فرد من أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آكد منه في التسبيح وما ذكر بعده: لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، وقد يتعين، بخلاف الأذكار التي تقع نوافل، وأجر الفرائض أكثر من أجر النفل، كما دل عليه قوله عز وجل [وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه] رواه البخاري، وأما قوله (صلى الله عليه وسلم) [في بُضع أحدكم صدقة] هو بضم الباء ويطلق على الجماع، وعلى الفرج نفسه، وكلاهما يصح إرادته ههنا، والمباحات تصير بالنيات طاعات، فالجماع يكون عبادة إذا نوى به الإنسان قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف، أو طلب ولد صالح، أو إعفاف نفسه أو زوجته، أو غير ذلك من المقاصد الصالحة، وقولهم: [يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه وزر؟] إلى آخره: فيه جواز القياس، وهو مذهب العلماء، ولم يخالف فيه إلا أهل الظاهر، وأما المنقول عن التابعين ونحوهم من ذم القياس فليس المراد به القياس الذي يعهده الفقهاء المجتهدون، وهذا القياس هو قياس العكس، واختلف الأصوليون في العمل به، والحديث دليل لمن عمل به.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالخميس 21 يناير 2010 - 8:24



[عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار]
حديث حسن، رواه ابن ماجة والدارقطني ومالك في الموطأ.


اعلم أن من أضر بأخيه فقد ظلمه، والظلم حرام كما تقدم في حديث أبي ذر [يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا] وقال النبي (صلى الله عليه وسلم) [إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام] وأما قوله [لا ضرر ولا ضرار] فقال بعضهم: هما لفظان بمعنى واحد، تكلم بهما جميعاً على وجه التأكيد، وقال ابن حبيب: الضرر عند أهل العربية الاسم، والضرار الفعل: فمعنى [لا ضرر] أي لا يدخل أحد على أحد ضرراً لم يدخله على نفسه، ومعنى [لا ضرار] لا يضار أحد بأحد، قال المحاسني: الضرر هو الذي لك فيه منفعة وعلى جارك فيه مضرة، وهذا وجه حسن، وقال بعضهم: الضرر والضرار مثل القتل والقتال، فالضرر أن تضر من لا يضرك، والضرار: أن تضر من أضر بك، من غير جهة الاعتداء بالمثل والانتصار بالحق، وهذا نحو قوله (صلى الله عليه وسلم) [أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك] وهذا معناه عند بعض العلماء: لا تخن من خانك بعد أن انتصرت منه في خيانته لك، كأن النهي إنما وقع على الابتداء، وأما من عاقب بمثل ما عوقب به وأخذ حقه فليس بخائن وإنما الخائن من أخذ ما ليس له أو أكثر مما له، واختلف الفقهاء في الذي يجحد حقًّا عليه، ثم يظفر المجحود بمال للجاحد قد ائتمنه عليه، أو نحو ذلك، فقال بعضهم: ليس له أن يأخذ حقه في ذلك لظاهر قوله [أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك] وقال آخرون: له أن ينتصر منه ويأخذ حقه من تحت يده، واحتجوا بحديث عائشة في قصة هند مع أبي سفيان، وللفقهاء في هذه المسألة وجوه واعتلالات ليس هذا موضوع ذكرها، والذي يصح في النظر: أنه ليس لأحد يضر بأخيه، سواء ضره أم لا، إلا أن له أن ينتصر ويعاقب إن قدر بما أبيح له بالحق، وليس ذلك ظلماً ولا ضراراً إذا كان على الوجه الذي أباحته السنة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالجمعة 22 يناير 2010 - 11:24




[عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر]
حديث حسن، رواه البيهقي، وبعضه في الصحيحين.


هذا الحديث أصل من أصول الأحكام وأعظم مرجع عند التنازع والخصام، ويقتضي أن لا يحكم لأحد بدعواه قوله [لادعى رجال دماء رجال وأموالهم] استدل به بعض الناس على إبطال قول مالك في سماع قول القتيل (فلان قتلني) أو (دمي عند فلان) لأنه إذا لم يسمع قول المريض: له عند فلان دينار أو درهم، فلئلا يسمع: دمي عند فلان، بطريق الأولى، ولا حجة لهم على مالك في ذلك، لأنه لم يسند القصاص أو الدية إلى قول المدعي، بل إلى القسامة على القتل، ولكنه يجعل قول القتيل (دمي عند فلان) اتهاما يقوي بينة المدعين، حتى يبرءوا بالأيمان، كسائر أنواع الاتهام، قوله:[ولكن اليمين على المدعى عليه] أجمع العلماء على استحلاف المدعى عليه في الأموال، واختلفوا في غير ذلك: فذهب بعضهم إلى وجوبها على كل مدعى عليه في حق أو طلاق أو نكاح أو عتق، أخذاً بظاهر عموم الحديث، فإن نكل حلف المدعى وثبتت دعواه، وقال أبو حنيفة رحمه الله: يحلف على الطلاق والنكاح والعتق، وإن نكل لزمه ذلك كله، قال ولا يستحلف في الحدود.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالإثنين 25 يناير 2010 - 2:46



[عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ]
رواه مسلم.


هذا الحديث حديث عظيم جامع لأنواع من العلوم والقواعد والآداب فيه فضل قضاء حوائج المسلمين، ونفعهم بما يتيسر من علم أو مال أو معاونة أو إشارة بمصلحة، أو نصيحة أو غير ذلك، ومعنى تنفيس الكربة إزالتها، قوله [من ستر مسلماً] الستر عليه أن يستر زلاته والمراد به الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفاً بالفساد، وهذا في ستر معصية وقعت وانقضت، أما إذا علم معصيته وهو متلبس بها فيجب المبادرة بالإنكار عليه ومنعه منها، فإن عجز لزمه رفعها إلى ولي الأمر، إن لم يترتب على ذلك مفسدة، فالمعروف بذلك لا يستر عليه، لأن الستر على هذا يطمعه في الفساد والإيذاء، وانتهاك المحرمات، وجسارة غيره على مثل ذلك، بل يستحب أن يرفعه إلى الإمام إن لم يخف من ذلك مفسدة، وكذلك القول في جرح الرواة والشهود والأمناء على الصدقات والأوقاف والأيتام ونحوهم، فيجب تجريحهم عند الحاجة، ولا يحل الستر عليهم إذا رأى منهم ما يقدح في أهليتهم، وليس هذا من الغيبة المحرمة، بل من النصيحة الواجبة، قوله: [والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه] ومنه أن العبد إذا عزم على معاونة أخيه ينبغي أن لا يجبن عن إنفاذ قول أو صدع بحق، إيماناً بأن الله تعالى في عونه، وفي الحديث فضل التيسير على المعسر وفضل السعي في طلب العلم، ويلزم من ذلك فضل الاشتغال بالعلم، والمراد العلم الشرعي، ويشترط أن يقصد به وجه الله تعالى. قوله (صلى الله عليه وسلم): [وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم] هذا دليل على فضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المساجد، و [السكينة] ههنا قيل: المراد بها الرحمة، وهو ضعيف، لعطف الرحمة عليها، وقال بعضهم: السكينة الطمأنينة والوقار، وهذا أحسن، وفي قوله [وما اجتمع قوم] هذا نكرة شائعة في جنسها، كأنه يقول: أي قوم اجتمعوا على ذلك كان لهم ما ذكره من الفضل، فإنه لم يشترط (صلى الله عليه وسلم) هنا فيهم أن يكونوا علماء ولا زهاداً ولا ذوي مقامات، ومعنى [حفتهم الملائكة] أي حافتهم من قوله عز وجل {حافين من حول العرش} أي محدقين محيطين به مطيفين بجوانبه، فكأن الملائكة قريب منهم قرباً حفتهم حتى لم تدع فرجة تتسع لشيطان، قوله [وغشيتهم الرحمة] لا يستعمل (غشي) إلا في شيء شمل المغشي من جميع أجزائه، قال الشيخ شهاب الدين بن فرج: والمعنى في هذا فيما أرى أن غشيان الرحمة يكون بحيث يستوعب كل ذنب تقدم إن شاء الله تعالى، قوله [وذكرهم الله فيمن عنده] يقتضي أن يكون ذكر الله تعالى لهم في الأنبياء وكرام الملائكة، والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأربعاء 27 يناير 2010 - 23:43



[عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما اسكترهوا عليه]
حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي.


جاء في تفسير قوله عز وجل: {إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} أن هذه الآية لما نزلت شق ذلك على الصحابة (رضي الله عنهم)، فجاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل، في أناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقالوا: كلفنا من العمل ما لا نطيق، إن أحدنا ليحدث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه وأن له الدنيا، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): لعلكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا، واشتد ذلك عليهم ومكثوا حولاً، فأنزل الله تعالى الفرج والرحمة بقوله: [لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا] فنزل التخفيف ولما وضع الله إثم الكفر سقطت أحكام الإكراه عن الأفعال كلها لأن الأعظم إذا سقط سقط ما هو أصغر منه، ثم أسند عن ابن عباس (رضي الله عنهما) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): [إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه] وأسند عن عائشة (رضي الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: [لا طلاق ولا عتاق في إغلاق] وهو مذهب عمر وابن عمر وابن الزبير، وتزوج ثابت بن الأحنف أم ولد لعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فأكره بالسياط والتخويف على طلاقها في خلافة ابن الزبير، فقال له ابن عمر: لم تطلق عليك، ارجع إلى أهلك، وكان ابن الزبير بمكة، فلحق به وكتب له إلى عامله على المدينة: أن يرد إليه زوجته وأن يعاقب عبد الرحمن بن زيد، فجهزتها له صفية بنت أبي عبيد زوجة عبدالله بن عمر، وحضر عبد الله بن عمر عرسه، والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالثلاثاء 2 فبراير 2010 - 2:45



قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم "عَلَيْكُمْ بِالصّدْقِ. فَإِنّ الصّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرّ. وَإِنّ الْبِرّ يَهْدِي إِلَى الْجَنّةِ. وَمَا يَزَالُ الرّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرّى الصّدْقَ حَتّىَ يُكْتَبَ عِنْدَ اللّهِ صِدّيقاً. وَإِيّاكُمْ وَالْكَذِبَ. فَإِنّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ. وَإِنّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ. وَمَا يَزَالُ الرّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الْكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللّهِ كَذّاباً"‏‏.‏ رواه مسلم.


يحضنا هذا الحديث الشريف على التزام الصدق في الأقوال والأفعال، فالتزام الصدق يرقى بالمسلم إلى درجة عالية رفيعة هي درجة الصديقين؛ الذين يكونون إلى جوار النبيين في الجنة. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث من إذا حدثهم صدقهم ‏,‏ وإذا ائتمنوه لم يخنهم ‏,‏ وإذا وعدهم وفى لهم وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم ‏,‏ وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم ‏,‏ وتظهر له معونتهم ‏.‏ ‏‏وقال الحسن البصري ‏:‏ لا تستقيم أمانة رجل حتى يستقيم لسانه ‏,‏ ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه ‏.‏ ‏ كذلك ينهانا الحديث الشريف عن الكذب؛ فالكذب مفتاح كل شر، وهو من صفات المنافقين، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ "آية المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب‏.‏ وإذا وعد أخلف‏.‏ وإذا اؤتمن خان‏"‏‏.‏ وقال لقمان لابنه ‏:‏ يا بني احذر الكذب فإنه شهي كلحم العصفور من أكل منه شيئا لم يصبر عنه ‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالجمعة 5 فبراير 2010 - 1:01



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِيّاكُمْ وَالظّنّ. فَإِنّ الظّنّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. وَلاَ تَحَسّسُوا، وَلاَ تَجَسّسُوا، وَلاَ تَنَافَسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخْوَاناً".


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين باجتناب الظن، فلا يتركوا نفوسهم نهبا لكل ما يهجس فيها حول الآخرين من ظنون وشبهات وشكوك. وتعليل هذا الأمر : ( فإن الظن أكذب الحديث). فبهذا يطهر النبي صلى الله عليه وسلم الضمير من داخله أن يتلوث بالظن السيء، فيقع في الإثم ؛ ويدعه نقيا بريئا من الهواجس والشكوك، أبيض يكِنّ لإخوانه المودة التي لا يخدشها ظن السوء ؛ والبراءة التي لا تلوثها الريب والشكوك .. ولكن الأمر لا يقف في الإسلام عند هذا الأفق الكريم الوضيء في تربية الضمائر والقلوب . بل إن هذا النص يستطرد في ضمانات المجتمع إلى مبدأ آخر يتصل باجتناب الظنون : (ولا تحسسوا ولا تجسسوا ) والتحسس _بالحاء_ الاستماع لحديث القوم، وبالجيم البحث عن العورات، وقيل بالجيم التفتيش عن بواطن الأمور، وأكثر ما يقال في الشر، وقيل بالجيم أن تطلبه لغيرك وبالحاء أن تطلبه لنفسك. وأيما كان الأمر فقد نهانا النبي الكريم عن التحسس والتجسس سواء كان للنفس أو للغير، وسواء كان للاستماع إلى الكلام أو لتتبع العورات، فالإسلام يقيم سياجا من الأمن حول المسلمين لحماية أسرارهم وعوراتهم فضلا عن أموالهم وأنفسهم. وقوله صلى الله عليه وسلم: "ولا تنافسوا ولا تحاسدوا" الحسد: تمني زوال النعمة، وأما المنافسة والتنافس فمعناهما الرغبة في الشيء وفي الانفراد به ونافسته منافسة إذا رغبت فيما رغب فيه، وقيل معنى الحديث: التباري في الرغبة في الدنيا وأسبابها وحظوظها، أما التنافس في أمر الآخرة فمطلوب ويحث عليه القرآن : "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون". وقوله صلى الله عليه وسلم: " وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا، عِبَادَ اللّهِ إِخْوَاناً " التدابر: المعاداة، وقيل: المقاطعة؛ لأن كل واحد يولي صاحبه دبره، والحسد تمني زوال النعمة وهو حرام، ومعنى كونوا عباد الله إخواناً أي تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير ونحو ذلك مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال. والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالسبت 6 فبراير 2010 - 4:10



عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم صَلّى حَتّىَ انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ. فَقِيلَ لَهُ: أَتَكَلّفُ هَذَا؟ وَقَدْ غَفَرَ اللّهُ لَكَ مَا تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخّرَ. فَقَالَ: "أَفَلاَ أَكُونُ عَبْداً شَكُوراً".



الشكر معرفة إحسان المحسن والتحدث به، وسميت المجازاة على فعل الجميل شكرا لأنها تتضمن الثناء عليه، وشكر العبد الله تعالى اعترافه بنعمه وثناؤه عليه وتمام مواظبته على طاعته. وأما شكر الله تعالى أفعال عباده فمجازاته إياهم عليها وتضعيف ثوابها وثناؤه بما أنعم به عليهم، فهو المعطي والمثني سبحانه والشكور من أسمائه سبحانه وتعالى بهذا المعنى والله أعلم.‏ وقد ظن من سأل عن سبب تحمله المشقة في العبادة أن سببها إما خوف الذنب أو رجاء المغفرة، فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن لها سبباً آخر أتم وأكمل وهو الشكر على التأهل لها مع المغفرة وإجزال النعمة، فقال للسائل: (أفلا أكون عبداً شكوراً) أي بنعمة الله علي بغفران ذنوبي وسائر ما أنعم الله علي. قال ابن حجر المكي في شرح الشمائل: أي أترك تلك الكلفة نظرا إلى المغفرة فلا أكون عبداً شكوراً، لا بل ألزمها وإن غفر لي لأكون عبداً شكوراً. قال ابن بطال: في هذا الحديث أخذ الإنسان على نفسه بالشدة في العبادة وإن أضر ذلك ببدنه، لأنه صلى الله عليه وسلم إذا فعل ذلك مع علمه بما سبق له فكيف بمن لم يعلم بذلك، فضلاً عمن لم يأمن من أنه استحق النار انتهى. وقال الحافظ: ومحل ذلك ما إذا لم يفْضِ إلى الملال، لأن حال النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكمل الأحوال فكان لا يمل من عبادة ربه وإن أضر ذلك ببدنه، بل صح أنه قال: وجعلت قرة عيني في الصلاة. فأما غيره صلى الله عليه وسلم فإذا خشي الملال لا ينبغي له أن يكره نفسه، وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا انتهى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالجمعة 12 فبراير 2010 - 2:57



عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل‏"‏‏.‏ رواه أبو داود والترمذي وحسنه والبيهقي والقضاعي عن أبي هريرة .



يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المسلم لا بد له أن يتخير صاحبه فإنه لا يصلح للصحبة كل أحد، ولا بد أن يتميز الصديق بصفات وخصال يرغب بسببها فى صحبته، وتشترط تلك الخصال بحسب الفوائد المطلوبة من الصحبة، وهي إما دنيوية كالانتفاع بالمال والجاه، أو بمجرد الاستئناس بالمشاهدة والمحاورة، وليس ذلك غرضنا. وإما دينية، وتجتمع فيها أغراض مختلفة، منها الاستفادة بالعلم والعمل، ومنها الاستفادة من المال للاكتفاء به عن تضييع الأوقات فى طلب القوت، ومنها الاستعانة فى المهمات، فتكون عدة فى المصائب وقوة فى الأحوال، ومنها انتظار الشفاعة فى الآخرة، كما قال بعض السلف‏:‏ استكثروا من الإخوان، فإن لكل مؤمن شفاعة‏.‏ فهذه فوائد تستدعي كل فائدة شروطاً لا تحصل إلا بها.‏ وبالجملة، فينبغى أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال‏:‏ أن يكون عاقلاً حسن الخلق غير فاسق ولا مبتدع ولا حريص على الدنيا‏.‏ أما العقل، فهو رأس المال، ولا خير فى صحبة الأحمق، لأنه يريد أن ينفعك فيضرك، ونعني بالعاقل الذى يفهم الأمور على ما هى عليه، إما بنفسه، وإما أن يكون بحيث إذا أفهم فهم‏.‏ وأما حسن الخلق، فلا بد منه، إذ رُبَّ عاقل يغلبه غضب أو شهوة فيطيع هواه فلا خير فى صحبته‏. وأما الفاسق، فإنه لا يخاف الله، ومن لا يخاف الله تعالى لا يؤمن شره ولا يوثق به‏.‏ وأما المبتدع فيخاف من صحبته بانتشار بدعته‏.‏ قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه‏:‏ عليك بإخوان الصدق تعش فى أكنافهم، فإنهم زينة فى الرخاء وعدة فى البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يقليك منه، واحذر صديقك إلا الأمين، ولا أمين إلا من يخشى الله، ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر فى أمرك الذين يخشون الله تعالى‏.‏ وقال يحيى بن معاذ‏:‏ بئس الصديق تحتاج أن تقول له‏:‏ اذكرني فى دعائك، وأن تعيش معه بالمداراة، أو تحتاج أن تعتذر إليه‏.‏ ودخل جماعة على الحسن وهو نائم، فجعل بعضهم يأكل من فاكهة فى البيت، فقال‏:‏ رحمك الله، هذا والله فعل الإخوان‏.‏ وقال أبو جعفر لأصحابه‏:‏ أيدخل أحدكم يده فى كُمّ أخيه فيأخذ منه ما يريد‏؟‏ قالوا‏:‏ لا، قال‏:‏ فلستم بإخوان كما تزعمون‏.‏ فهذه هي الأخوة الحقة، والصداقة الوفية التي أمرنا بها الله عز وجل وأوصانا بها النبي عليه الصلاة والسلام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأحد 14 فبراير 2010 - 11:23



عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك" (رواه الحاكم والبيهقي).


مسكين هذا الإنسان؛ يتعلق قلبه بالدنيا مع علمه أنه لن يخلد فيها، والناس متفاوتون فى طول أملهم تفاوتاً كبيراً، منهم من يأمل البقاء إلى زمان الهرم والشيخوخة، ومنهم من لا ينقطع أمله وينسى أو يتناسى أنه سيغادر هذه الدنيا، ومنهم من هو قصير الأمل، وكلما قصر الأمل، جاد العمل، لأنه يقدِّر أن يموت اليوم، فيستعد استعداد ميت، فإذا أمسى شكر الله تعالى على السلامة، وقدر أنه يموت تلك الليلة فيبادر إلى العمل‏.‏ والنبي صلى الله عليه وسلم يرشدنا في هذا الحديث أن نبادر إلى العمل. والأوقات التي ذكرت في الحديث هي أكثر الأوقات التي يكون المرء فيها أقدر على العمل وأنشط له، فزمن الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة هي أكثر الأزمان التي يسهل على المرء فيها العمل أكثر من غيرها. وكان الحسن يقول‏:‏ عجباً لقوم أمروا بالزاد، ونودي فيهم بالرحيل، وحبس أولهم على آخرهم، وهم قعود يلعبون‏.‏ ‏ وكان ابن عمر يقوم فى الليل فيتوضأ ويصلي، ثم يغفي إغفاء الطير، ثم يقوم يصلي، يفعل ذلك مراراً‏.‏ وكان عمير بن هانئ يسبح كل يوم مائه ألف تسبيحة، وقال أبو بكر بن عياش‏:‏ ختمت القرآن فى هذه الزاوية ثمانية عشر ألف ختمة‏.‏ فبادر يا أخي إلى العمل الصالح قبل أن يفجؤك الموت؛ فإن من مات قامت قيامته.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالأربعاء 24 فبراير 2010 - 13:54



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "‏لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء‏" رواه الترمذى وصححه.


الأحاديث في ذم الدنيا وتحقيرها كثيرة ففي الصحيحين‏ من رواية المستورد بن شداد، قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ ‏"‏ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم ترجع‏؟‏‏"‏وفى حديث آخر‏:‏ الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر‏"‏ رواه مسلم‏.‏ وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله منها‏"‏‏ . ولقد عرضت على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مفاتيحها وخزائنها، فأبى أن يقبلها، وكره أن يحب ما أبغض خالقه، أو يرفع ما وضع مليكه، زواها الله عن الصالحين اختياراً، وبسطها لأعدائه اغتراراً، أفيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أكرم بها‏؟‏ ونسي ما صنع الله بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم حين شد على بطنه الحجر، والله ما أحد من الناس بسط له في الدنيا، فلم يخف أن يكون قد مكر به، إلا كان قد نقص عقله، وعجز رأيه وما أمسك عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها، إلا كان قد نقص عقله وعجز رأيه‏.‏ واعلم أن أحوالك في هذه الدنيا ثلاث‏:‏ حال لم تكن فيها شيئاً، وهى قبل أن توجد‏.‏ وحال أخرى، وهى من ساعة موتك إلى ما لا نهاية له في البقاء السرمدي، فإن لنفسك وجوداً بعد خروجها من بدنك، إما في الجنة أو النار، وهو الخلود الدائم‏.‏ وبين هاتين الحالتين حالة متوسطة، وهى أيام حياتك في الدنيا، فانظر إلى مقدار ذلك، وأنسبه إلى الحالتين، تعلم أنه أقل من طرفه عين في مقدار عمر الدنيا‏.‏ ومن رأى الدنيا بهذه العين لم يركن لها، ولم يبال كيف انقضت أيامه في ضرر وضيق، أو سعة ورفاهية، ولهذا لم يضع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبنة على لبنة ، ولا قصبة على قصبة وقال‏:‏ ‏"‏ما لي وللدنيا‏؟‏ إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال _‏من القيلولة، وهي النوم في الظهيرة_ ‏تحت الشجرة، ثم راح وتركها‏"‏‏.‏ فاحذر أن تفتنك الدنيا, وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 7 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 7 Emptyالخميس 25 فبراير 2010 - 12:14



عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم، بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه‏" أخرجه الترمذي‏.



مقصود الحديث أن الحرص على المال والشرف أكثر إفساداً للدين من إفساد الذئبين للغنم لأن ذلك الأشر والبطر يستفز صاحبه ويأخذ به إلى ما يضره وذلك مذموم لاستدعائه العلو في الأرض والفساد المذمومين شرعاً. واعلم‏:‏ أن المال لا يذم لذاته بل يقع الذم لمعنى من الآدمي، وذلك المعنى إما شدة حرصه أو تناوله من غير حِلِّه، أو حبسه عن حقه، أو إخراجه في غير وجهه، أو المفاخرة به. ‏وقد كان السلف يخافون من فتنة المال‏.‏ وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى الفتوح يبكي ويقول‏:‏ ما حبس الله هذا عن نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وعن أبي بكر لشر أراده الله بهما، وأعطاه عمر إرادة الخير له‏.‏ وقال يحيى بن معاذ‏:‏ مصيبتان للعبد في ماله عند موته لا تسمع الخلائق بمثلهما، قيل‏:‏ ما هما‏؟‏ قال‏:‏ يؤخذ منه كله، ويسأل عنه كله‏.‏ والمال لا يذم لذاته _ كما قدمنا_ بل ينبغي أن يمدح، لأنه سبب للتوصل إلى مصالح الدين والدنيا، قال سعيد بن المسيب رحمه الله‏:‏ لا خير فيمن لا يريد جمع المال من حِلِّه، يكف به وجهه عن الناس، ويصل به رحمه، ويعطي منه حقه‏.‏ وقال أبو إسحاق السبيعي‏:‏ كانوا يرون السعة عوناً على الدين‏.‏ وقال سفيان‏:‏ المال في زماننا هذا سلاح المؤمنين‏. وحاصل الأمر؛ أن المال مثل حية فيها سم وترياق، فترياقه فوائده، وغوائله سمه، فمن عرف فوائده وغوائله، أمكنه أن يحترز من شره، ويستدر من خيره‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث ومعنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 7 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» حديث شريف
» فوائد فى حديث النجاة
» شرح حديث : لا حسد إلا في اثنتين
» حديث النفس د.الرنتيسى
» قصة فى حديث (الغلام والساحر )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى علوم الحديث-
انتقل الى: