منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث ومعنى

اذهب الى الأسفل 
+2
metwally.mustafa
gawhara
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأربعاء 15 يوليو 2009 - 16:17


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنّ الرّجُلَ لَيَعْمَلُ الزّمَنَ الطّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنّةِ، ثُمّ يُخْتَمُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النّارِ. وَإِنّ الرّجُلَ لَيَعْمَلُ الزّمَنَ الطّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النّارِ، ثُمّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنّةِ". رواه مسلم.



يدل هذا الحديث على أن الأعمال بالخواتيم فقد يبتدئ الرجل بالصلاة وغيرها بنية خالصة ثم تعرض له آفة تمنع صحة عمله أو تبطل أجره من نحو عُجب أو رياء أو عزم على تركه، فإن لم تعرض له آفة قبل تمامه أو عَرَضت له وَرَدَّها بالعلم وختم بما بدأ استحكم عمله باستدراكه ما فرط في أثناء العمل بإخلاص خاتمته.

قال ابن بطال: في تغييب خاتمة العمل عن العبد حكمة بالغة وتدبير لطيف لأنه لو علم وكان ناجياً أعجب وكسل وإن كان هالكاً زاد عتواً فحجب عنه ذلك ليكون بين خوف ورجاء.

ولقد اشتد خوف السلف من النفاق‏، قال بعضهم‏:‏ لو أعلم أنى بريء من النفاق، كان أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس.

ولم يريدوا بذلك نفاق العقائد، إنما أرادوا نفاق الأعمال، كما ورد فى الحديث الصحيح‏: "آية المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"‏.‏

ولما حضرت سفيان الثوري الوفاة، جعل يبكي، فقال له رجل‏:‏ يا أبا عبد الله‏:‏ أراك كثير الذنوب، فرفع شيئاً من الأرض وقال‏:‏ والله لذنوبي أهون عندي من هذا، ولكن أخاف أن أُسلب الإيمان قبل الموت‏.‏

وكان سهل رحمه الله تعالى يقول‏:‏ المريد يخاف أن يبتلى بالمعاصي، والعارف يخاف أن يبتلى بالكفر‏.‏

فإذا كان هذا خوف العارفين من سوء الخاتمة مع رسوخ أقدامهم، فكيف لا يخاف ذلك الضعفاء‏؟‏‏! ولسوء الخاتمة أسباب تتقدم على الموت، مثل: البدعة، والنفاق، والكبر، ونحو ذلك من الصفات المذمومة التي لا يمكن انحصارها على التفصيل، لكن يمكن الإشارة إلى مجامع ذلك‏.‏

أما الختم على الشك والجحود، فسببه البدعة، ومعناها أن يعتقد في ذات الله تعالى، أو صفاته، أو أفعاله خلاف الحق، إما تقليداً، أو برأيه الفاسد، فإذا انكشف الغطاء عند الموت، بان له بطلان ما اعتقده، فيظن أن جميع ما اعتقده هكذا لا أصل له‏.‏

ومن اعتقد في الله سبحانه وصفاته اعتقاداً مجملاً على طريق السلف من غير بحث ولا تنقر، فهو بمعزل عن هذا الخطر إن شاء الله تعالى‏.‏

وأما الختم على المعاصي، فسببه ضعف الإيمان في الأصل، وذلك يورث الانهماك في المعاصي، والمعاصي مطفئة لنور الإيمان، وإذا ضعف الإيمان ضعف حب الله تعالى، فإذا جاءت سكرات الموت، ازداد ذلك ضعفا، لاستشعاره فراق الدنيا، فإن السبب الذي يفضي إلى مثل هذا الخاتمة، وهو حب الدنيا، والركون إليها، مع ضعف الإيمان الموجب لضعف حب الله، فمن وجد في قلبه حب الله تعالى أغلب من حب الدنيا، فهو أبعد من هذا الخطر، وكل من مات على محبة الله تعالى قدم به قدوم العبد المحسن المشتاق إلى مولاه، فلا يخفى ما يلقاه من الفرح والسرور بمجرد القدوم، فضلاً عما يستحقه من الإكرام‏.‏

وسوء الخاتمة على رتبتين‏:‏ إحداهما أعظم، وهو أن يغلب على القلب والعياذ بالله شك، أو جحود عند سكرات الموت وأهواله، فيقتضي ذلك العذاب الدائم‏.‏

والثانية دونها، وهى أن يسخط الأقدار، ويتكلم بالاعتراض، أو يجور في وصيته، أو يموت مصرًّا على ذنب من الذنوب‏.‏

وقد روي أن الشيطان لا يكون في حال أشد على ابن آدم من حال الموت، يقول لأعوانه‏:‏ دونكم هذا، فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه‏.‏

وقد روي عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم، أنه كان يدعو‏:‏ "اللهم إنى أعوذ بك أن يتخبطنى الشيطان عند الموت".‏

فمن أراد طريق السلامة، فليبعد نفسه عن أسباب الهلاك.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالجمعة 17 يوليو 2009 - 23:31


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبّهِ عَزّ وَجَلّ قَالَ: "أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْباً. فَقَالَ: اللّهُمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْباً، فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذَ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ. فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْباً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. ثُمّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبَاً. فَعَلِمَ أَنّ لَهُ رَبّا يَغْفِرُ الذّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذّنْبِ. اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ" رواه مسلم.



كثير من الناس يظن أنه لو فعل ما فعل من الذنوب ثم قال: أستغفر الله ، أو قال سبحان الله وبحمده مائة مرة، زال الذنب، وراح هذا بهذا.

ويجعل حجته بعض الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الحديث المتقدم ، ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال في يوم: سبحان الله وبحمده، مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر).

وهذا الضرب من الناس قد تعلق بنصوص من الرجاء، واتكل عليها، وإذا عوتب على الخطايا والانهماك فيها سرد لك ما يحفظه من سعه رحمة الله ومغفرته ونصوص الرجاء.

ومن هؤلاء المغرورين من يتعلق بمسألة الجبر، وأن العبد لا فعل له ألبتة ولا اختيار، وإنما هو مجبور على فعل المعاصي.

ومن هؤلاء من يغتر بمسألة الإرجاء، وأن الإيمان هو مجرد التصديق، والأعمال ليست من الإيمان، وأن إيمان أفسق الناس كإيمان جبريل وميكائيل.

ومن هؤلاء من يغتر بمحبة الفقراء والمشايخ والصالحين، وكثرة التردد إلى قبورهم والتضرع إليهم، والاستشفاع بهم، والتوسل إلى الله بهم، وسؤاله بحقهم عليه، وحرمتهم عنده.

ومنهم من يغتر بآبائه وأسلافه، وأن لهم عند الله مكاناً وصلاحاً، فلا يدعوه أن يخلصوه كما يشاهد في حضرة الملوك، فإن الملوك تهب لخواصهم ذنوب أبنائهم وأقاربهم، وإذا وقع أحد منهم في أمر مفظع خلصه أبوه وجده بجاهه ومنزلته.

ومنهم من يغتر بأن الله عز وجل غني عن عذابه، وعذابه لا يزيد في ملكه شيئاً، ورحمته لا تنقص من ملكه شيئاً، فيقول: أنا مضطر إلى رحمته وهو أغنى الأغنياء.

ولو أن فقيراً مسكيناً مضطراً إلى شربة ماء عند من في داره شط يجري لما منعه منها.

فالله أكرم وأوسع، والمغفرة لا تنقصه شيئاً، والعقوبة لا تزيد في ملكه شيئاً.

ومنهم من يغتر بفهم فاسد فهمه هو وأضرابه من نصوص القرآن والسنة، فاتكلوا عليه، كاتكال بعضهم على قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربك فترضى} .

وهو لا يرضى أن يكون في النار.

وهذا من أقبح الجهل، وأبين الكذب عليه، فإنه يرضى بما يرضى به ربه عز وجل، والله تعالى يرضيه تعذيب الظلمة والفسقة والخونة والمصِرِّين على الكبائر، فحاشا رسوله أن لا يرضى بما يرضى به ربه تبارك وتعالى.

وكاتكال بعضهم على قوله تعالى: {إن الله يغفر الذنوب جميعا} وهذا أيضاً من أقبح الجهل، فإن الشرك داخل في هذه الآية، فإنه رأس الذنوب وأساسها.

ولا خلاف أن هذه الآية في حق التائبين، فإنه يغفر ذنب كل تائب من أي ذنب كان، ولو كانت الآية في حق غير التائبين لبطلت نصوص الوعيد كلها.

ومنهم من يغتر بالاعتماد على صوم يوم عاشوراء، أو يوم عرفة، حتى يقول بعضهم: صوم يوم عاشوراء يكفر ذنوب العام كلها، ويبقى صوم عرفة زيادة في الأجر، ولم يدر هذا المغتر أن صوم رمضان والصلوات الخمس أعظم وأجل من صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، وهي إنما تكفر ما بينهما إذا اجتنب الكبائر.

فرمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة لا يقويان في تكفير الصغائر إلا مع انضمام ترك الكبائر إليها، فيقوى مجموع الأمرين على تكفير الصغائر.

فكيف يكفر صوم يوم تطوع كل كبيرة عملها العبد وهو مصِرّ عليها، غير تائب منها؟! هذا محال، على أنه لا يمتنع أن يكون صوم يوم عرفة ويوم عاشوراء مكفراً لجميع ذنوب العام على عمومه، وتكون من نصوص الوعد التي لها شروط وموانع، ويكون إصراره على الكبائر مانعاً من التكفير ، فإذا لم يصر على الكبائر لتساعد الصوم وعدم الإصرار، وتعاونها على عموم التكفير، كما كان رمضان والصلوات الخمس مع اجتناب الكبائر متساعدين متعاونين على تكفير الصغائر مع أنه سبحانه قد قال: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 19 يوليو 2009 - 7:48


عن عائشة قالت: -كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيامن، يأخذ بيمينه ويعطي بيمينه ويحب التيمن في جميع أموره. رواه النسائي.



هذه قاعدة مستمرة في الشرع، وهي إن الذي كان من باب التكريم والتشريف، كلبس الثوب والسراويل والخف ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الأظفار وقص الشارب وترجيل الشعر _ وهو مشطه _ ونتف الإبْط وحلق الرأس والسلام من الصلاة وغسل أعضاء الطهارة والخروج من الخلاء والأكل والشرب والمصافحة واستلام الحجر الأسود، وغير ذلك مما هو في معناه يستحب التيامن فيه.

وأما ما كان بضده كدخول الخلاء والخروج من المسجد والامتخاط والاستنجاء وخلع الثوب والسراويل والخف وما أشبه ذلك فيستحب التياسر فيه، وذلك كله بكرامة اليمين وشرفها والله أعلم.

وأجمع العلماء على أن تقديم اليمين على اليسار من اليدين والرجلين في الوضوء سنة لو خالفها فاته الفضل وصح وضوءه.

واعلم أن الابتداء باليسار وإن كان مجزئا فهو مكروه نص عليه الشافعي وهو ظاهر، وقد ثبت في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما بأسانيد حميدة عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا لبستم أو توضأتم فابدءوا بأيامنكم) فهذا نص في الأمر بتقديم اليمين ومخالفته مكروهة أو محرمة، وقد انعقد إجماع العلماء على أنها ليست محرمة فوجب أن تكون مكروهة.

ثم اعلم أن من أعضاء الوضوء ما لا يستحب فيه التيامن وهو الأذنان والكفان والخدان بل يطهران دفعة واحدة، فإن تعذر ذلك كما في حق الأقطع ونحوه قدم اليمين والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 19 يوليو 2009 - 12:58

الأخ العزيز / جوهرة
انت حقا اغلي من الماس شكرا علي موضوعاتك ..................



[URL=http://img190.imageshack.us/my.php?image=15851583159316041610160.gif]حديث ومعنى - صفحة 2 15851583159316041610160[/URL
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 19 يوليو 2009 - 13:02


جزاكم الله خيرا أخي العزيز

يمكنك أن تدعوني (( أبو جوهرة ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 19 يوليو 2009 - 22:29


عن المستورد بن شداد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَاللّهِ مَا الدّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاّ مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ فِي الْيَمّ. فَلْيَنْظُرْ أَحدُكُم بِمَ يَرْجِعُ؟". رواه مسلم.



أعظم الخلق غروراً من اغتر بالدنيا وعاجلها، فآثرها على الآخرة.

ورضي بها من الآخرة، حتى يقول بعض هؤلاء: لذّات الدنيا متيقنة، ولذات الآخرة مشكوك فيها، ولا أدع اليقين بالشك.

وهذا من أعظم تلبيس الشيطان وتسويله.

والبهائم العجم أعقل من هؤلاء، فإن البهيمة إذا خافت مضرة شيء لم تقدم عليه ولو ضربت، وهؤلاء يقدَم أحدهم على ما فيه ضرره، وهو بين مصدق ومكذب.

فهذا الضرب إن آمن أحدهم بالله ورسوله ولقائه والجزاء، فهو من أعظم الناس حسرة، لأنه أقدم على علم، وإن لم يؤمن بالله ورسوله فأبعد له.

إن الدنيا كلها من أولها إلى آخرها كنفس واحد من أنفاس الآخرة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع؟ .

وإذا كان هذا نسبة الدنيا بمجموعها إلى الآخرة، فما مقدار عمر الإنسان بالنسبة إلى الآخرة؟ فأيما أولى بالعاقل؟ إيثار العاجل في هذه المدة اليسيرة، وحرمان الخير الدائم في الآخرة، أم ترك شيء صغير حقير منقطع عن قرب، ليأخذ ما لا قيمة له ولا خطر له، ولا نهاية لعدده، ولا غاية لأمده؟ فأما قول القائل: لا أترك متيقناً لمشكوك فيه.

فيقال له: إما أن تكون على شك من وعد الله ووعيده وصدق رسله، أو تكون على يقين من ذلك، فإن كنت على يقين من ذلك فما تركت إلا ذرة عاجلة منقطعة فانية عن قرب، لأمر متيقن لا شك فيه ولا انقطاع له.

وإن كنت على شك فراجع آيات الرب تعالى الدالة على وجوده وقدرته ومشيئته، ووحدانيته، وصدق رسله فيما أخبروا به عن الله، وتجرد، وقم لله ناظراً أو مناظراً، حتى يتبين لك أن ما جاءت به الرسل عن الله فهو الحق الذي لا شك فيه، وأن خالق هذا العالم ورب السموات والأرض يتعالى ويتقدس ويتنزه على خلاف ما أخبرت به رسله عنه.

ومن نسبه إلى غير ذلك فقد شتمه وكذبه، وأنكر ربوبيته وملكه، إذ من المحال الممتنع عند كل ذي فطرة سليمة، أن يكون الملك الحق عاجزاً أو جاهلاً، لا يعلم شيئاً، ولا يسمع، ولا يبصر، ولا يتكلم، ولا يأمر، ولا ينهى، ولا يثيب، ولا يعاقب، ولا يعز من يشاء، ولا يذل من يشاء، ولا يرسل رسله إلى أطراف مملكته ونواحيها، ولا يعتني بأحوال رعيته بل يتركهم سدى ويخليهم هملاً.

وهذا يقدح في ملك آحاد ملوك البشر ولا يليق به، فكيف يجوز نسبة الملك الحق المبين إليه؟ وإذا تأمل الإنسان حاله من مبدأ كونه نطفة إلى كماله واستوائه تبين له أن من عني به هذه العناية، ونقله في هذه الأحوال، وصرفه في هذه الأطوار، ولا يليق به أن يهمله ويتركه سدى، لا يأمره ولا ينهاه ولا يعرفه حقوقه عليه، ولا يثيبه ولا يعاقبه.

ولو تأمل العبد حق التأمل لكان كل ما يبصره وما لا يبصره دليلاً له على التوحيد والنبوة والمعاد، وأن القرآن كلامه.

وأن الإنسان دليل على وجود خالقه وتوحيده، وصدق رسله، وإثبات صفات كماله.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 73
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 19 يوليو 2009 - 23:43

بورك فيك / ابا جوهرة
وبورك لك في جواهرك وأنبتهم نباتا حسنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالإثنين 20 يوليو 2009 - 22:49


عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري.



لهذا الحديث تفسيران: أحدهما: أنه على التهديد والوعيد، والمعنى: من لم يستح فإنه يصنع ما شاء من القبائح فإنه يواقعها.

وهذا تفسير أبي عبيدة.

والثاني : أن الفعل إذا لم تستح منه من الله فافعله، وإنما الذي ينبغي تركه هو ما يستحي منه من الله.

وهذا تفسير الإمام أحمد في رواية ابن هانئ .

فعلى الأول يكون تهديداً، كقوله اعملوا ما شئتم .

وعلى الثاني يكون إذناً وإباحة.

والذنوب تضعف الحياء من العبد، حتى ربما انسلخ منه بالكلية، حتى إنه ربما لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعل، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحال لم يبق في صلاحه مطمع.

والحياء مشتق من الحياة، والغيث يسمى حيا- بالقصر- لأن به حياة الأرض والنبات والدواب، وكذلك سميت بالحياء حياة الدنيا والآخرة، فمن لا حياء فيه فهو ميت في الدنيا شقي في الآخرة، وبين الذنوب وبين قلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين، وكل منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثاً، ومن استحى من الله عند معصيته، استحى الله من عقوبته يوم يلقاه، ومن لم يستح من معصيته لم يستح من عقوبته.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2009 - 15:38


عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ أَحَدٌ أَحَبّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللّهِ عَزّ وَجَلّ - مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ - وَلَيْسَ أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللّهِ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَرّمَ الْفَواحِشَ - وَلَيْسَ أَحَدٌ أَحَبّ إِلَيهِ الْعُذْرُ مِنَ اللّهِ - مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَنْزَلَ الْكِتَابَ وَأَرْسَلَ الرّسُلَ" . رواه مسلم.



جمع في هذا الحديث بين الغيرة التي أصلها كراهة القبائح وبغضها، وبين محبة العذر الذي يوجب كمال العدل والرحمة والإحسان، والله سبحانه-مع شدة غيرته- يحب أن يعتذر إليه عبده، ويقبل عذر من اعتذر إليه، وأنه لا يؤاخذ عبيده بارتكاب ما يغار من ارتكابه حتى يعذر إليهم، ولأجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه إعذاراً وإنذاراً، وهذا غاية المجد والإحسان ونهاية الكمال.

فإن كثيراً ممن تشتد غيرته من المخلوقين تحمله شدة الغيرة على سرعة الإيقاع والعقوبة من غير إعذار منه، ومن غير قبول لعذر من اعتذر إليه، بل يكون له في نفس الأمر عذر ولا تدعه شدة الغيرة أن يقبل عذره، وكثير ممن يقبل المعاذير يحمله على قبولها قلة الغيرة حتى يتوسع في طرق المعاذير، ويرى عذراً ما ليس بعذر، حتى يعتذر كثير منهم بالقدر، وكل منهما غير ممدوح على الإطلاق.

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن من الغيرة ما يحبها الله، ومنها ما يبغضها الله، فالتي يبغضها الله الغيرة في غير ريبة) الحديث.

وإنما الممدوح اقتران الغيرة بالعذر، فيغار في محل الغيرة، ويعذر في موضع العذر، ومن كان هكذا فهو الممدوح حقا.

ولما جمع الله سبحانه صفات الكمال كلها كان أحق بالمدح من كل أحد، ولا يبلغ أحد أن يمدحه كما ينبغي له، بل هو كما مدح نفسه وأثنى على نفسه، فالغيور قد وافق ربه سبحانه في صفة من صفاته، ومن وافق الله في صفة من صفاته قادته تلك الصفة إليه بزمامها، وأدخلته على ربه، وأدنته منه وقربته من رحمته، وصيرته محبوباً، فإنه سبحانه رحيم يحب الرحماء، كريم يحب الكرماء، عليم يحب العلماء، قوي يحب المؤمن القوي، وهو أحب إليه من المؤمن الضعيف، حي يحب أهل الحياء، جميل يحب أهل الجمال، وتر يحب أهل الوتر.

ومن عقوبات الذنوب: أنها تطفئ من القلب نار الغيرة التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية لحياة جميع البدن، فالغيرة حرارته وناره التي تخرج ما فيه من الخبث والصفات المذمومة، كما يخرج الكير خبث الذهب والفضة والحديد، وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة على نفسه وخاصته وعموم الناس. ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة، والله سبحانه أشد غيرة منه، كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه. والله أغير مني .

وفي الصحيح أيضاً أنه قال في خطبة الكسوف: يا أمة محمد ما أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته .

وكلما اشتدت ملابسة العبد للذنوب خرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس.

وقد تضعف في القلب جدًّا حتى لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره، وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك.

وكثير من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح، بل يحسن الفواحش والظلم لغيره، ويزينه له، ويدعوه إليه، ويحثه عليه، ويسعى له في تحصيله.

ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله والجنة حرام عليه، وكذلك محلل الظلم والبغي لغيره ومزينه له، فانظر ما الذي حملت عليه قلة الغيرة.

وهذا يدلك على أن أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له، فالغيرة تحمي القلب فتحمي له الجوارح، فتدفع السوء والفواحش.

وعدم الغيرة تميت القلب فتموت له الجوارح، فلا يبقي عندها دفع ألبته.

ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفع المرض وتقاومه، فإذا ذهبت القوة وجد الداء المحل قابلاً، ولم يجد دافعاً، فتمكن فكان الهلاك، نسأل الله السلامة والعافية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالخميس 23 يوليو 2009 - 11:55


عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ، يَبْدَأُ فَغَسِلَ يَدَيْهِ، ثُمّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ، فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمّ تَوَضّأَ وُضوءاً لِلصّلاَةِ، ثُمّ فَيَأْخُذُ الْمَاءَ، فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي شَعْرِ رَأْسِهِ، حَتّى إِذَا رَأَى أَن قد اسْتَبْرَأَ، حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ، ثُمّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. رواه مسلم.



كمال غسل الجنابة أن يبدأ بغسل كفيه ثلاثاً قبل إدخالهما في الإناء، ثم يغسل ما على فرجه وسائر بدنه من الأذى، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة بكماله، ثم يدخل أصابعه كلها في الماء فيغرف غرفة يخلل بها أصول شعره في رأسه ولحيته، ثم يحثي على رأسه ثلاث حثيات ويتعاهد معاطف بدنه كالإبطين وداخل الأذنين والسرة وما بين الأليتين وأصابع الرجلين وعكن البطن وغير ذلك فيوصل الماء إلى جميع ذلك، ثم يفيض على رأسه ثلاث حثيات، ثم يفيض الماء على سائر جسده ثلاث مرات يدلك في كل مرة ما تصل إليه يداه من بدنه، وإن كان يغتسل في نهر أو بركة انغمس فيها ثلاث مرات ويوصل الماء إلى جميع بشرته والشعور الكثيفة والخفيفة، ويعم بالغسل ظاهر الشعر وباطنه وأصول منابته، والمستحب أن يبدأ بميامنه وأعالي بدنه وأن يكون مستقبل القبلة، وأن يقول بعد الفراغ: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وينوي الغسل من أول شروعه فيما ذكرناه، ويستصحب النية إلى أن يفرغ من غسله، فهذا كمال الغسل.

والواجب من هذا كله النية في أول ملاقاة أول جزء من البدن للماء وتعميم البدن شعره وبشر بالماء.

ومن شرطه أن يكون البدن طاهراً من النجاسة وما زاد على هذا مما ذكرناه سنة، وينبغي لمن اغتسل من إناء كالإبريق ونحوه أن يتفطن لدقيقة قد يغفل عنها وهي أنه إذا استنجى وطهر محل الاستنجاء بالماء فينبغي أن يغسل محل الاستنجاء بعد ذلك بنية غسل الجنابة، لأنه إذا لم يغسله الآن ربما غفل عنه بعد ذلك فلا يصح غسله لترك ذلك، وإن ذكره احتاج إلى مس فرجه فينتقص وضوءه أو يحتاج إلى كلفة في لف خرقة على يده والله أعلم.

ولم يوجب أحد من العلماء الدلك في الغسل ولا في الوضوء إلا مالك والمزني، ومن سواهما يقول: هو سنة لو تركه صحت طهارته في الوضوء والغسل، ولم يوجب أيضاً الوضوء في غسل الجنابة إلا داود الظاهري، ومن سواه يقولون: هو سنة، فلو أفاض الماء على جميع بدنه من غير وضوء صح غسله واستباح به الصلاة وغيرها، ولكن الأفضل أن يتوضأ كما ذكرنا وتحصل الفضيلة بالوضوء قبل الغسل أو بعده، وإذا توضأ أولاً لا يأتي به ثانياً، فقد اتفق العلماء على أنه لا يستحب وضوءان والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالجمعة 24 يوليو 2009 - 5:03


عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ قال: "دَخَلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ المَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِساً فِي المَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصّلاَةِ؟ قالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رسولَ الله، قالَ أَفَلاَ أُعَلّمُكَ كَلاَماً إِذَا قُلْتَهُ أذْهَبَ الله هَمّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قال قُلْتُ بَلَى يَا رسولَ الله. قال قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللّهُمّ إِنّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمّ وَالْحَزَنِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدّيْنِ وَقَهْرِ الرّجَالِ قالَ فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ الله هَمّي وَقَضَى عَنّي دَيْنِي". رواه أبو داود.



من عقوبات المعاصي: أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة، أو تعوقه أو توقفه وتقطعه عن السير، فلا تدعه يخطو إلى الله خطوة، هذا إن لم ترده عن وجهته إلى ورائه، فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر، وينكس الطالب، والقلب إنما يسير إلى الله بقوته، فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي تسيره، فإن زالت بالكلية انقطع عن الله انقطاعاً يبعد تداركه، والله المستعان.

فالذنب إما أن يميت القلب، أو يمرضه مرضاً مخوفاً، أو يضعف قوته ولا بد حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم وهي: الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والجبن، والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال وكل اثنين منها قرينان.

فالهم والحزن قرينان: فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقع أحدث الهم، وإن كان من أمر ماض، قد وقع أحدث الحزن.

والعجز، والكسل قرينان: فإن تخلف العبد عن أسباب الخير والفلاح، إن كان لعدم قدرته فهو العجز، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل.

والجبن والبخل قرينان، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن، وإن كان بماله فهو البخل.

وضلع الدين وقهر الرجال قرينان.

فإن استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلع الدين، وإن كان بباطل فهو قهر الرجال.

والمقصود أن الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية، كما أنها من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.

ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله، وتحول عاقبته إلى نقمته، وتجلب جميع سخطه، نسأل الله العفو والعافية، والنجاة والسلامة في الدنيا والآخرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالسبت 25 يوليو 2009 - 0:45


قال أنس بن مالك : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ما من مسلم يسأل الله الجنة ثلاثاً إلا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة. ومن استجار من النار بالله ثلاثاً قالت النار: اللهم أجره من النار رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة.



إن أحب خلق الله عز وجل إليه أكثرهم وأفضلهم له سؤالاً، وهو يحب الملحين في الدعاء وكلما ألح العبد عليه في السؤال أحبه وأعطاه وقربه وأدناه.

وفي الحديث : (من لم يسأل الله يغضب عليه) فالجنة تطلب أهلها بالذات، وتجذبهم إليها جذباً.

والنار كذلك، وقد أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن لا نزال نذكرهما ولا ننساهما.

والجنة تسأل ربها أهلها، وأهلها يسألونه إياها، والملائكة تسألها لهم، والرسل يسألونه إياها لهم ولأتباعهم، ويوم القيامة يقيمهم سبحانه بين يديه يشفعون فيها لعباده المؤمنين، وفي هذا من تمام ملكه وإظهار رحمته وإحسانه وجوده وكرمه وإعطائه ما سئل، ما هو من لوازم أسمائه وصفاته واقتضائها لآثارها ومتعلقاتها، فلا يجوز تعطيلها عن آثارها وأحكامها، فالرب تعالى جواد له الجود كله، يجب أن يسأل ويطلب منه ويرغب إليه، فخلق من يسأله وألهمه سؤاله وخلق له ما يسأله إياه، فهو خالق السائل وسؤاله، وذلك لمحبته سؤال عباده له ورغبتهم إليه وطلبهم منه وهو يغضب إذا لم يسأل:

الله يغضب إن تركت سؤالـــه ******* وبُنَيّ آدم حين يُسأل يغضــــب

فاللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 26 يوليو 2009 - 3:27


عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله) رواه الإمام أحمد في مسنده.



هذا باب عظيم من أنفع أبواب العلم وهو معرفة مفاتيح الخير والشر لا يوفق لمعرفته ومراعاته إلا من عظم حظه وتوفيقه، فإن الله سبحانه وتعالى جعل لكل خير وشر مفتاحاً وباباً يدخل منه إليه.

فلقد جعل الله لكل مطلوب مفتاحاً يفتح به، فجعل مفتاح الصلاة الطهور، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مفتاح الصلاة الطهور)، ومفتاح الحج الإحرام، ومفتاح البر الصدق، ومفتاح الجنة التوحيد، ومفتاح العلم حسن السؤال وحسن الإصغاء، ومفتاح النصر والظَّفر الصبر، ومفتاح المزيد الشكر، ومفتاح الولاية المحبة والذكر، ومفتاح الفلاح التقوى، ومفتاح التوفيق الرغبة والرهبة، ومفتاح الإجابة الدعاء، ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا، ومفتاح الإيمان التفكير فيما دعا الله عباده إلى التفكر فيه، ومفتاح الدخول على الله إسلام القلب وسلامته له والإخلاص له في الحب والبغض والفعل والترك، ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والتضرع بالأسحار وترك الذنوب، ومفتاح حصول الرحمة والإحسان في عبادة الخالق السعي في نفع عبيده، ومفتاح الرزق السعي مع الاستغفار والتقوى، ومفتاح العز طاعة الله ورسوله، ومفتاح الاستعداد للآخرة قصر الأمل، ومفتاح كل خير الرغبة في الله والدار الآخرة، ومفتاح كل شر حب الدنيا وطول الأمل. ولقد جعل الله عز وجل الشرك والكبر والإعراض عما بعث الله به رسوله والغفلة عن ذكره والقيام بحقه مفتاحاً للنار، كما جعل الخمر مفتاح كل إثم، وجعل الغي مفتاح الزنا، وجعل إطلاق النظر في الصور مفتاح الطلب والعشق، وجعل الكسل والراحة مفتاح الخيبة والحرمان، وجعل المعاصي مفتاح الكفر، وجعل الكذب مفتاح النفاق، وجعل الشح والحرص مفتاح البخل وقطيعة الرحم وأخذ المال من غير حِلّه، وجعل الإعراض عما جاء به الرسول مفتاح كل بدعة وضلالة.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 26 يوليو 2009 - 15:22


عن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطًّا ثم قال: هذا سبيل الله، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، ثم قرأ : وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ...الآية. رواه أحمد.



أمر الله عز وجل باتباع طريقه الذي ارتضاه للناس على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأخبرنا أن هذا الطريق نهايته الجنة‏.‏ ونهانا عن سلوك غيره من الطرق، وأخبرنا أنها تفضي إلى النار، فمن سلك الجادَّة نجا، ومن خرج إلى تلك الطرق أفضت به إلى النار‏ قال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر أهل الملل وأهل البدع والضلالات من أهل الأهواء والشذوذ في الفروع، فهذه كلها عرضة للزلل، ومظنة لسوء المعتقد.

فإن قيل : فقد قال الله تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين * يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام } [المائدة: 15_16].

قيل: هي سبل تجمع في سبيل واحد وهي بمنزلة الطرق في الطريق الأعظم ، فهذه هي سبل شعب الإيمان يجمعها الإيمان وهو شعبه، كما يجمع ساق الشجرة أغصانها وشعبها.

فالهربَ الهربَ، والنجاةَ النجاةَ‏!‏ والتمسك بالطريق المستقيم والسنن القويم، الذي سلكه السلف الصالح، فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ (‏ما أمرتكم به فخذوه وما نهيتكم عنه فانتهوا‏)‏.

وقال سهل بن عبدالله التستري‏:‏ عليكم بالاقتداء بالأثر والسنة، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان إذا ذكر إنسان النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في جميع أحوال ذموه ونفروا عنه وتبرءوا منه وأذلوه وأهانوه‏.‏

فاللهم أعنا على سلوك طرقك المستقيم، آمين آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالإثنين 27 يوليو 2009 - 15:31


عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الوسيلة درجة عند الله عز وجل ليس فوقها درجة، فسلو الله لي الوسيلة . رواه أحمد.



سميت درجة النبي -صلى الله عليه وسلم- الوسيلة، لأنها أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن، وهي أقرب الدرجات إلى الله، وأصل اشتقاق لفظ الوسيلة من القرب: وهي فعيلة من وسل إليه أي تقرب إليه.

ومعنى الوسيلة: من الوصلة، ولهذا كانت أفضل الجنة وأشرفها، وأعظمها نوراً.

وقال فضيل بن عياض : أتدرون لم حسنت الجنة ؟ لأن عرش رب العالمين سقفها.

وقال الكلبي : اطلبوا إليه القربة بالأعمال الصالحة ، وقد كشف سبحانه عن هذا المعنى كل الكشف، بقوله : أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب -سورة الإسراء:57- فقوله: أيهم أقرب هو تفسير للوسيلة التي يبتغيها هؤلاء الذين يدعوهم المشركون من دون الله فيتنافسون في القرب منه.

ولما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخلق عبودية لربه وأعلمهم به.

وأشدهم له خشية، وأعظمهم له محبة كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله، وهي أعلى درجة في الجنة، وأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته أن يسألوها له لينالوا بهذا الدعاء زلفى من الله وزيادة الإيمان.

وأيضاً فإن الله سبحانه قدرها له بأسباب، منها : دعاء أمته له بها بما نالوه على يده من الإيمان والهدى، صلوات الله وسلامه عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 28 يوليو 2009 - 15:15


عَنْ عَبْدِ اللّهِ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيّ الذنبِ أَعْظَمُ عِنْدَ الله؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لله نِدّا وَهُوَ خَلَقَكَ" قَالَ قُلْتُ لَهُ: إِنّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ. قَالَ قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ" قَالَ قُلْتُ: ثُمّ أَيّ؟ قَالَ: "ثُمّ أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكِ". رواه مسلم.



عقوبات الذنوب نوعان : شرعية وقدرية، فإذا أقيمت الشرعية رفعت العقوبة القدرية وخففتها ، ولا يكاد الرب تعالى يجمع على العبد بين العقوبتين إلا إذا لم يف أحدها برفع موجب الذنب ، ولم يكف في زوال دائه، وإذا عطلت العقوبات الشرعية استحالت قدرية وربما كانت أشد من الشرعية، وربما كانت دونها ، ولكنها تعم ، والشرعية تخص ، فإن الرب تبارك وتعالى لا يعاقب شرعاً إلا من باشر الجناية أو تسبب إليها.

وأما العقوبة القدرية فإنها تقع عامة وخاصة ، فإن المعصية إذا خفيت لم تضر إلا صاحبها ، وإذا أعلنت ضرت الخاصة والعامة .

وإذ رأى الناس المنكر فتركوا في إنكاره أوشك أن يعمهم الله بعقابه .

والعقوبة الشرعية شرعها الله سبحانه على قدر مفسدة الذنب وتقاضي الطبع لها ، وجعلها الله سبحانه ثلاثة أنواع : القتل ، والقطع ، والجلد ، وجعل القطع بإزاء الكفر وما يليه ويقرب منه، وهو الزنى واللواط ، فإن هذا يفسد الأديان ، وهذا يفسد الأنساب ، ونوع الإنسان .

قال الإمام أحمد: (لا أعلم بعد القتل ذنباً أعظم من الزنى) ، واحتج بالحديث المتقدم عن عبدالله بن مسعود أنه قال: يا رسول الله : أي الذنب أعظم ؟ قال: أن تجعل لله ندًّا وهو خلقك... الحديث. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم من كل نوع أعلاه ليطابق جوابه سؤال السائل : فإنه سأل عن أعظم الذنب ، فأجابه بما تضمن ذكر أعظم أنواعها ، وما هو أعظم كل نوع .

فأعظم أنواع الشرك: أن يجعل العبد لله نداً .

وأعظم أنواع القتل: أن يقتل ولده خشية أن يشاركه في طعامه وشرابه .

وأعظم أنواع الزنى: أن يزني بحليلة جاره ، فإن مفسدة الزنى تتضاعف بتضاعف ما انتهكه من الحق .

فالزنى بالمرأة التي لها زوج أعظم إثماً وعقوبة من التي لا زوج لها .

إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه وتعليق نسب عليه لم يكن منه ، وغير ذلك من أنواع أذاه، فهو أعظم إثماً وجرماً من الزنى بغير ذات البعل.

فالزنى بمائة امرأة لا زوج لها أيسر عند الله من الزنى بامرأة الجار ، فإن زوجها إذا كان جاراً له انضاف إلى ذلك سوء الجوار ، وأذى جاره بأعلى أنواع الأذى وذلك أعظم البوائق .

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) ولا بائقة أعظم من الزنى بامرأة الجار .

فإن كان الجار أخاً أو قريباً من أقاربه انضم إلى ذلك قطيعة الرحم، فيتضاعف الإثم له ، فإن كان الجار غالباً في طاعة الله كالصلاة وطلب العلم والجهاد تضاعف له الإثم ، حتى إن الزاني بامرأة الغازي في سبيل الله يوقف له يوم القيامة ، ويقال : خذ من حسناته ما شئت .

كذلك إن اتفق أن تكون المرأة رحماً منه انضاف إلى ذلك قطيعة رحمها، فإن اتفق أن يكون الزاني محصناً كان الإثم أعظم ، فإن كان شيخاً كان أعظم إثماً .

وهو أحد الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، فإن اقترن بذلك أن يكون في شهر حرام ، أو بلد حرام ، أو وقت معظم عند الله ، كأوقات الصلاة وأوقات الإجابة ، تضاعف الإثم .

وعلى هذا فاعتبر مفاسد الذنوب وتضاعف درجاتها في الإثم والعقوبة.

نسأل الله العفو والعافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأربعاء 29 يوليو 2009 - 21:07


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا فِي النّدَاءِ وَالصّفّ الأَوّل، ثُمّ لَمْ يَجِدُوا إِلاّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا. وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصّبْحِ، لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً". رواه مسلم.



النداء هو الأذان، والاستهام هو الاقتراع، ومعناه أنهم لو عدلوا فضيلة الأذان وقدرها وعظيم جزائه ثم لم يجدوا طريقاً يحصلونه به لضيق الوقت عن أذان بعد أذان، أو لكونه لا يؤذن للمسجد إلا واحد لاقترعوا في تحصيله، ولو يعلمون ما في الصف الأول من الفضيلة نحو ما سبق وجاؤوا إليه دفعة واحدة وضاق عنهم ثم لم يسمح بعضهم لبعض به لاقترعوا عليه، وفيه إثبات القرعة في الحقوق التي يزدحم عليها ويتنازع فيها.

وقوله: (ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه) التهجير: التبكير إلى الصلاة أيّ صلاة كانت.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً) فيه الحث العظيم على حضور جماعة هاتين الصلاتين، والفضل الكثير في ذلك، لما فيهما من المشقة على النفس من تنغيص أول نومها وآخره، ولهذا كانتا أثقل الصلاة على المنافقين.

وفي هذا الحديث تسمية العشاء عتمة وقد ثبت النهي عنه.

وجوابه من وجهين: أحدهما أن هذه التسمية بيان للجواز، وأن ذلك النهي ليس للتحريم.

والثاني وهو الأظهر أن استعمال العتمة هنا لمصلحة ونفي مفسدة؛ لأن العرب كانت تستعمل لفظة العشاء في المغرب، فلو قال: لو يعلمون ما في العشاء والصبح لحملوها على المغرب ففسد المعنى وفات المطلوب، فاستعمل العتمة التي يعرفونها ولا يشكون فيها، وقواعد الشرع متظاهرة على احتمال أخف المفسدتين لدفع أعظمهما.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالجمعة 31 يوليو 2009 - 1:28


عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال : أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلم ) رواه أحمد في مسنده.



قال ابن القيم: الشرك شركان: شرك متعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته في أفعاله، وشرك في عبادته ومعاملته لا في ذاته وصفاته.

والأول نوعان: شرك تعطيل وهو أقبح أنواع الشرك كتعطيل المصنوع عن صانعه وتعطيل معاملته عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد، والثاني شرك من جعل معه إلهاً آخر ولم يعطل.

والثاني وهو الشرك في عبادته أخف وأسهل فإنه يعتقد التوحيد لكنه لا يخلص في معاملته وعبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا والرفعة والجاه أخرى فللّه من عمله نصيب ولنفسه وهواه نصيب وللشيطان نصيب وهذا حال أكثر الناس وهو الذي أراده المصطفى صلى اللّه عليه وسلم هنا فالرياء كله شرك، قال تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} [الكهف: 110] أي كما أنه إله واحد ، ولا إله سواه ، فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده ، فكما تفرد بالإلهية يجب أن يفرد بالعبودية ، فالعمل الصالح هو الخالي من الرياء المقيد بالنسبة. وهذا الشرك في العبادة يبطل ثواب العمل ، وقد يعاقب عليه إذا كان العمل واجباً فإنه ينزل منزلة من لم يعمله ، فيعاقب على ترك الأمر ، فإن الله سبحانه إنما أمر بعبادته عبادة خالصة ، قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة : 5] .

فمن لم يخلص لله في عبادته لم يفعل ما أمر به ، بل الذي اتى به شيء غير المأمور به ، فلا يصح لا يقبل منه ، ويقول الله: أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، فمن عمل عملاً أشرك معي فيه غيري ، فهو للذي أشرك به ، وأنا منه بريء .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالسبت 1 أغسطس 2009 - 0:02


عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء المقتول يوم القيامة ، ناصيته ورأسه بيده ، وأوداجه تشخب دماً ، يقول : يا رب، سل هذا : فيم قتلني؟. رواه الترمذي.



يعد القتل من أكبر الكبائر عند الله، ولقد جعل الله سبحانه جزاء قتل النفس المؤمنة عمداً الخلود في النار ، وغضب الجبار ولعنته ، وإعداد العذاب العظيم له، ولما كانت جريمة القتل من أبشع الجرائم على الإطلاق قال الله تعالى: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} . (المائدة : 32)

كيف لا والله سبحانه جعل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .

فإذا أتلف القاتل من هذا الجسد عضواً فكأنما أتلف سائر الجسد ، وآلم جميع أعضائه ، فمن آذى مؤمناً واحداً فكأنما آذى جميع المؤمنين .

وفي أذى جميع المؤمنين أذى جميع الناس ، فإن الله يدافع عن الناس بالمؤمنين الذين بينهم.

وفي جامع الترمذي: عن نافع قال (نظر عبدالله بن عمر يوماً إلى الكعبة. فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمنون عند الله أعظم حرمة منك).

وفي الصحيحين عن أبي هريرة برفعه: سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر وفيهما أيضا عنه صلى الله عليه و سلم: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض).

فكل هذه الأحاديث تشدد النكير على قتل المسلم وقتاله، بل وعلى مجرد سبابه، لتجعل من المسلم محصنا أشد تحصين، ولتجعل من الدولة الإسلامية دولة أمن وأمان لمن يستظل بظلها، ليس للمسلمين فقط بل لغير المسلمين أيضا، ففي صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً).

هذه عقوبة قاتل عدو الله إذا كان في عهده وأمانه ، فكيف عقوبة قاتل عبده المؤمن؟ وإذا كانت امرأة قد دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً وعطشاً، فرآها النبي صلى الله عليه وسلم في النار والهرة تخدشها في وجهها وصدرها، فكيف عقوبة من حبس مؤمناً حتى مات بغير حرم؟ وفي بعض السنن عنه صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق).

فيا له من دين عظيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأحد 2 أغسطس 2009 - 1:45


عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل‏:‏ النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه. رواه الطبراني.


لما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد ، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب ، وحماية الفروج وصيانة الحرمات ، وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس ، من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وابنته وأخته وأمه ، وفي ذلك خراب العالم ، كانت تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سننه.

قال الإمام أحمد : ولا أعلم بعد قتل النفس شيئاً أعظم من الزنى.

وقد أكد سبحانه حرمته ، بقوله {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً *إلا من تاب...} الآيات (الفرقان : 68-70).

فقرن الزنى بالشرك وقتل النفس ، وجعل جزاء ذلك الخلود في العذاب المضاعف ، ما لم يرفع العبد بموجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح.

ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدماً على حفظ الفرج ، فإن الحوادث مبدؤها من البصر ، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر ، فتكون نظرة ، ثم خطرة ، ثم خطوة ، ثم خطيئة .

ولهذا قيل : من حفظ هذه الأربعة أحرز دينه : اللحظات والخطرات واللفظات والخطوات.

فينبغي للعبد أن يكون بواب نفسه على هذه الأبواب الأربعة ويلازم الرباط على ثغورها ، فمنها يدخل عليه العدو ، فيجوس خلال الديار ويتبر ما علا تتبيراً .

واللحظات (أي النظرات): هي رائد الشهوة ورسولها ، وحفظها أصل حفظ الفرج ، فمن أطلق بصره أورد نفسه موارد المهلكات .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى .

وقال : غضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم .

والنظرة أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فالنظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ، ما لم يمنع منه مانع ، وفي هذا قيل : (الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده) .

قال الشاعر :

كل الحوادث مبداها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشـرر

كم نظرة بلغت من قلب صاحبها ** كمبلغ السهم بين القوس والوتـر

والعبد ما دام ذا طرف يقلبه ** في أعين العين موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجــته ** لا مرحباً بسرور عاد بالضـرر



ومن آفات النظر : أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات ، فيرى العبد ما ليس قادراً عليه ولا صابراً عنه ، وهذا من أعظم العذاب ، أن ترى ما لا صبر لك عن بعضه ولا قدرة على بعضه .

فاللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالإثنين 3 أغسطس 2009 - 3:56


عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه ولا يدخل الجنة حتى يأمن جاره بوائقه". رواه أحمد.



يرشدنا هذا الحديث إلى ما فيه استقامة لإيمان العبد، فمن أراد لإيمانه أن يستقيم، فلا بد له من أن يجعل قلبه مستقيما، ومن أراد أن يتستقيم قلبه فلينظر إلى لسانه أولا فيحفظه من كل باطل ولغو عاطلاً وهذيان وكثير من المباح حتى يستقيم. فمدار الأمر إذن على اللسان إذا استقام وصل العبد إلى خالص الإيمان.

فينبغي للمرء ألا يتكلم إلا فيما يرجو فيه الربح والزيادة في دينه، فإذا أراد أن يتكلم بالكلمة نظر : هل فيها ربح وفائدة أم لا ؟ فإن لم يكن فيها ربح أمسك عنها .

وإن كان فيها ربح نظر : هل تفوت بها كلمة أربح منها ؟ فلا يضيعها بهذه ، وإذا أردت أن تستدل على ما في القلب فاستدل عليه بحركة اللسان ، فإنه يطلعك على ما في القلب ، شاء صاحبه أم أبى .

قال يحيى بن معاذ: (القلوب كالقدور تغلي بما فيها، وألسنتها مغارفها) فانظر إلى الرجل حين يتكلم فإن لسانه يغترف لك بما في قلبه ، حلو وحامض، عذب وأُجاج، وغير ذلك، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه أي كما تطعم لسانك طعم ما في القدور من الطعام فتدرك العلم بحقيقته ، كذلك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه ، فتذوق ما في قلبه من لسانه ، كما تذوق ما في القدور بلسانك .

وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس النار ؟ فقال الفم والفرج قال الترمذي : حديث صحيح .

وقد سأل معاذ النبي صلى الله عليه وسلم عن العمل الذي يدخله الجنة، ويباعده من النار، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قال: بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه ثم قال: كف عليك هذا: فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس على وجوههم-أو على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم قال الترمذي : حديث حسن صحيح.

ومن العجب : أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من الحرام والظلم والزنى والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالا ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول .

والكلمة التي يخرجها الإنسان من قلبه عن طريق لسانه قد ترفعه من الدرجات ما لا يعلمه إلا الله عز وجل وقد تهوي به في جهنم.

ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالاً يرفعه بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في نار جهنم .

وفي جامع الترمذي أيضاً من حديث أنس قال: توفي رجل من الصحابة، فقال رجل: أبشر بالجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك؟ فلعله تكلم فيما لا يعنيه ، أو بخل بما لا ينقصه قال: حديث حسن.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة يرفعه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت .

وفي اللسان آفتان عظيمتان، إن خلص من إحداهما لم يخلص من الأخرى: آفة الكلام ، وآفة السكوت ، وقد يكون كل منهما أعظم إثماً من الأخرى في وقتها ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس ، عاص لله ، مراء مداهن إذا لم يخف على نفسه .

والمتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله ، وأكثر الخلق منحرف في كلامه وسكوته فهم بين هذين النوعين، وأهل الوسط-وهم أهل الصراط- كفوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوا فيما يعود عليهم نفعه في الآخرة ، فلا ترى أحدهم يتكلم بكلمة تذهب عليه ضائعة بلا منفعة ، فضلاً أن تضره في آخرته ، وإن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال ، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها ، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به.

فاللهم إنا نسألك العفو والعافية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 4 أغسطس 2009 - 6:25


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة .متفق عليه.



يقرن هذا الحديث الزنى بالكفر وقتل النفس، وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأكثر وقوعاً، والذي يليه، فالزنى أكثر وقوعاً من قتل النفس ، وقتل النفس أكثر وقوعاً من الردة، وأيضاً فإنه تنقل من الأكبر إلى ما هو أكبر منه، ومفسدة الزنى مناقضة لصلاح العالم: فإن المرأة إذا زنت أدخلت العار على أهلها وزوجها وأقاربها، ونكست رؤوسهم بين الناس، وإن حملت من الزنى: فإن قتلت ولدها جمعت بين الزنى والقتل، وإن حملته على الزوج أدخلت على أهله وأهلها أجنبياً ليس منهم ، فورثهم وليس منهم، ورآهم وخلا بهم وانتسب إليهم وليس منهم، إلى غير من ذلك من مفاسد زناها.

وأما زنى الرجل فإنه يوجب اختلاط الأنساب أيضاً، وإفساد المرأة المصونة، وتعريضها للتلف والفساد ، وفي هذه الكبيرة خراب الدنيا والدين، وإن عمرت القبور في البرزخ والنار في الآخرة، فكم في الزنى من استحلال لحرمات، وفوات حقوق، ووقوع مظالم؟

ومن خاصيته: أنه يوجب الفقر، ويقصر العمر، ويكسو صاحبه سواد الوجه وثوب المقت بين الناس.

ومن خاصيته أيضاً: أنه يشتت القلب ويمرضه إن لم يمته، ويجلب الهم والحزن والخوف، ويباعد صاحبه من الملك ويقربه من الشيطان .

فليس بعد مفسدة القتل أعظم من مفسدته، ولهذا شرع في القتل على أشنع الوجوه وأفحشها وأصعبها .

ولو بلغ العبد أن امرأته أو حرمته قتلت ، كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت .

وقال سعد بن عبادة رضي الله عنه : لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه، والله أغير مني ، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن . متفق عليه.

وفي الصحيحين في خطبته صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف أنه قال يا أمة محمد والله إنه لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته ، يا أمة محمد ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ، ثم رفع يديه وقال : اللهم هل بلغت؟ .

وظهور الزنى من أمارات خراب العالم ، وهو من أشراط الساعة ، كما في الصحيحين عن أنس بن مالك أنه قال : لأحدثنكم حديثاً لا يحدثكموه أحد بعدي ، سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويشرب الخمر ويظهر الزنى ، ويقل الرجال ، وتكثر النساء ، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد .

وقد جرت سنة الله سبحانه في خلقه أنه عند ظهور الزنى يغضب الله سبحانه وتعالى ويشتد غضبه ، فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة .

قال عبدالله بن مسعود : ما ظهر الربا والزنى في قرية إلا أذن الله بإهلاكها.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "والتارك لدينه المفارق للجماعة" فهو عام في كل مرتد عن الإسلام بأي ردة كانت فيجب قتله إن لم يرجع إلى الإسلام.

والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالأربعاء 5 أغسطس 2009 - 3:46


عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط ، فاقتلوا الفاعل والمفعول به . رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره.


لما كانت مفسدة اللواط من أعظم المفاسد كانت عقوبته في الدنيا والآخرة من أعظم العقوبات . وقد اختلف الناس : هل هو أغلظ عقوبة من الزنى ، أو الزنى أغلظ عقوبة منه ، أو عقوبتهما سواء ؟ على ثلاثة أقوال : الأول: أن عقوبته أغلظ من عقوبة الزنى ، وعقوبة القتل على كل حال ، محصناً كان أو غير محصن . الثاني: أن عقوبته وعقوبة الزاني سواء . الثالث: أن عقوبته دون عقوبة الزاني ، وهي التعزير . قالوا: لأنه معصية من المعاصي لم يقدر الله ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حدا مقدراً ، فكان فيه التعزير ، كأكل الميتة والدم ولحم الخنزير . ولأنه وطء في محل لا تشتهيه الطباع ، بل ركَّبها الله تعالى على النفرة منه حتى الحيوان البهيم ، فلم يكن فيه حد كوطء الأتان وغيرها. قالوا: ولأنه لا يسمى زانيا لغة ولا شرعاً ولا عرفاً ، فلا يدخل في النصوص الدالة على حد الزانين . قالوا: وقد رأينا قواعد الشريعة أن المعصية إذا كان الوازع منها طبيعياً اكتفى بذلك الوازع من الحد ، وإذ كان في الطباع تقاضيها جعل في الحد بحسب اقتضاء الطباع لها. ولهذا جعل الحد في الزنى والسرقة وشرب المسكر دون أكل الميتة والدم ولحم الخنزير . قالوا: وطرد هذا ، أنه لا حد في وطء البهيمة ولا الميتة ، وقد جبل الله سبحانه الطباع على النفرة من وطء الرجل رجلاً مثله أشد نفرة ، كما جبلها على النفرة من استدعاء الرجل من يطؤه بخلاف الزنى ، فإن الداعي فيه من الجانبين . قالوا : ولأن أحد النوعين إذا استمتع بشكله لم يجب عليه الحد ، كما إذا تساحقت المرأتان واستمتعت كل واحدة منهما بالأخرى . وقال أصحاب القول الأول _وهم جمهور الأمة، وحكاه غير واحد إجماعاً للصحابة_: ليس في المعاصي أعظم مفسدة من هذه المفسدة ، وهي تلي مفسدة الكفر ، وربما كانت أعظم من مفسدة القتل. قالوا : ولم يبتل الله سبحانه بهذه الكبيرة قبل قوم لوط أحداً من العالمين ، وعاقبهم عقوبة لم يعاقب بها أحداً غيرهم ، وجمع عليهم من أنواع العقوبات بين الإهلاك ، وقلب ديارهم عليهم والخسف بهم ، ورجمهم بالحجارة من السماء ، فنكل بهم نكالاً لم ينكله أمة سواهم وذلك لعظم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عملت عليها ، وتهرب الملائكة إلى أقطار السماوات والأرض إذا شاهدوها ، خشية نزول العذاب على أهلها ، فيصيبهم معهم ، وتعج الأرض إلى ربها تبارك وتعالى ، وتكاد الجبال تزول عن أماكنها ، وقتل المفعول به خير له من وطئه ، فإنه إذا وطئه قتله قتلاً لا ترجى الحياة معه بخلاف قتله فإنه مظلوم شهيد أو ربما ينتفع به في آخرته . قالوا: والدليل على هذا: أن الله سبحانه جعل حد القاتل إلى خبرة الولي إن شاء قتل وإن شاء عفا. وحتم قتل اللوطي حدا . كما أجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة الصريحة التي لا معارض لها ، بل عليها عمل أصحابه وخلفائه الراشدين رضي الله عنهم أجمعين وقد ثبت عن خالد بن الوليد (أنه وجد في بعض ضواحي العرب رجلاً ينكح كما تنكح المرأة . فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه . فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم . فكان علي بن أبي طالب أشدهم قولاً فيه . فقال : ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة ، وقد علمتم ما فعل الله بها . أرى أن يحرق بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه) . وقال عبدالله بن عباس (ينظر أعلى بناء في القرية ، فيرمي اللوطي منها منكباً ، ثم يتبع بالحجارة). وأخذ عبدالله بن عباس هذا الحد من عقوبة قوم لوط. وقالوا : وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، لعن الله من عمل عمل قوم لوط ، ولم يجئ عنه صلى الله عليه وسلم لعنه الزاني ثلاث مرات في حديث واحد ، وقد لعن جماعة من أهل الكبائر ، فلم يتجاوز بهم في اللعن مرة واحدة ، وكرر لعن اللوطية ، وأكده ثلاث مرات ، وأطبق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتله ، لم يختلف فيه منهم رجلان، وإنما اختلفت أقوالهم في صفة قتله ، فظن الناس أن ذلك اختلاف منهم في قتله ، فحكاها مسألة نزاع بين الصحابة ، وهي بينهم مسألة إجماع لا مسألة نزاع . والله أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالخميس 6 أغسطس 2009 - 2:53


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مثل المجاهد في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيله – كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالماً مع أجر أو غنيمة".



يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على التضحية بالنفس والنفيس في سبيل الله ونشر دينة وإعلاء كلمته، حيث يجعل المجاهد المخلص لربه كالصائم نهاره القائم ليله، أي كمن يستديم على العبادة ليله ونهاره بهمة ونشاط، فالمجاهد لا تضيع ساعة من ساعاته بغير أجر ومثابة، وقد أخبر الله عز وجل بذلك في كتابه العزيز فقال: " ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين". ثم يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل تكفل وضمن لهذا المجاهد في سبيله إحدى الحسنيين: فإن مات فاز بالجنة دون حساب ولا عذاب، وإن رجع سالماً إلى أهله فله الأجر العظيم والثواب الجزيل إن فاتته الغنيمة، وإذا عاد بغنية فله بعض الأجر والثواب ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 2 Emptyالجمعة 7 أغسطس 2009 - 0:54


عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بهاً، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة).



قال شيخ الإسلام ابن تيمية: العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل .

وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: (سيد الاستغفار أن يقول العبد ...) الحديث.

فجمع في قوله صلي الله عليه وسلم: (أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي) مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل .

فمشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان ، ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت ، وأن لا يرى نفسه إلا مفلساً ، وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس فلا يرى لنفسه حالاً ولا مقاماً ولا سبباً يتعلق به ولا وسيلة منه يمن بها ، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصِّرف ، والإفلاس المحض ، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل ، وكمال فاقته وفقره إليه، وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة ، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى، وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر ، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته .

ولا طريق إلى الله أقرب من العبودية، ولا حجاب أغلظ من الدعوى.

والعبودية مدارها على قاعدتين هما أصلها : حب كامل ، وذل تام .

ومنشأ هذين الأصلين عن ذينك الأصلين المتقدمين وهما مشاهدة المنة التي تورث المحبة، ومطالعة عيب النفس والعمل التي تورث الذل التام، وإذا كان العبد قد بنى سلوكه إلى الله تعالى على هذين الأصلين لم يظفر عدوه به إلا على غره وغيلة، وما أسرع ما ينعشه الله عز وجل ويجبره ويتداركه برحمته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث ومعنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» حديث شريف
» فوائد فى حديث النجاة
» شرح حديث : لا حسد إلا في اثنتين
» حديث النفس د.الرنتيسى
» قصة فى حديث (الغلام والساحر )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى علوم الحديث-
انتقل الى: