منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حديث ومعنى

اذهب الى الأسفل 
+2
metwally.mustafa
gawhara
6 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالأربعاء 4 نوفمبر 2009 - 10:52



عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علقوا السوط حيث يراه أهل البيت" أخرجه الطبراني.



التلويح بالعقوبة من وسائل التأديب الراقية ، ولذلك جاء بيان السبب من تعليق السوط أو العصا في البيت ، في رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم". ورؤية أداة العقاب معلقة يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفا أن ينالهم من نائل ، ويكون باعثا لهم على التأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة ، قال ابن الأنباري : لم يرد به الضرب به لأنه لم يأمر بذلك أحدا ، وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم . والضرب ليس هو الأصل أبدا ، ولا يلجأ إليه إلا عند استنفاذ الوسائل الأخرى للتأديب ، أو الحمل على الطاعات الواجبة ، كمثل قوله تعالى : ( واللائى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ) [النساء/34] على الترتيب ، ومثل حديث : " مروا أولادك بالصلاة وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ". أما استعمال الضرب دون حاجة فإنه اعتداء ورسول الله صلى الله عليه وسلم نصح امرأة أن لا تتزوج من رجل لا يضع العصا عن عاتقه أي : ضراب للنساء ، أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقا تقليدا لبعض نظريات الكفار في التربية ، فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالخميس 5 نوفمبر 2009 - 10:18



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته" صحيح أخرجه ابن حبان.


ماذا يمثل البيت لأحدنا؟ أليس هو مكان أكله ونكاحه ونومه وراحته ؟ أليس هو مكان خلوته واجتماعه بأهله وأولاده؟. أليس هو مكان ستر المرأة وصيانتها ؟ ! قال تعالى: ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) [الأحزاب/33]. وإذا تأملت أحوال الناس الذين لا بيوت لهم ممن يعيشون في الملاجئ ، أو على أرصفة الشوارع ، واللاجئين المشردين في المخيمات المؤقتة ، عرفت نعمة البيت ، وإذا سمعت مضطربا يقول : ليس لي مستقر ، ولا مكان ثابت ، أنام أحيانا في بيت فلان ، وأحيانا في المقهى ، أو الحديقة ، أو على شاطئ البحر، إذن لعرفت معنى التشتت الناجم عن الحرمان من نعمة البيت. ولما انتقم الله من يهود بني النضير سلبهم هذه النعمة وشردهم من ديارهم فقال تعالى ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ). ثم قال: (يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار) سورة الحشر /2. والدافع عند المسلم للاهتمام بإصلاح بيته عدة أمور منها : أولا: وقاية النفس والأهل نار جهنم ، والسلامة من عذاب الحريق، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم/6]. ثانيا: عظم المسؤولية الملقاة على راعي البيت أمام الله يوم الحساب، فهو راعي هذا البيت، كما في الحديث الذي تقدم: "إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه..." . ثالثا: هو المكان لحفظ النفس ، والسلامة من الشرور وكفها عن الناس، وهو الملجأ الشرعي عند الفتنة :قال صلى الله عليه وسلم :" طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته". وقال صلى الله عليه وسلم :"خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله، من عاد مريضا ، أو خرج غازيا، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس". وقال صلى الله عليه وسلم : " سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته ". ويستطيع المسلم أن يلمس فائدة هذا الأمر في حال الغربة عندما لا يستطيع لكثير من المنكرات تغييرا فيكون لديه ملجأ إذا دخل فيه يحمي نفسه من العمل المحرم والنظر المحرم ، ويحمي أهله من التبرج والسفور ، ويحمي أولاده من قرناء السوء. رابعا: الناس يقضون أكثر أوقاتهم في الغالب داخل بيوتهم ، وخصوصا في الحر الشديد والبرد الشديد والأمطار وأول النهار وآخره، وعند الفراغ من العمل أو الدراسة ، ولا بد من صرف هذه الأوقات في الطاعات ، وإلا ستضيع في المحرمات. خامسا: وهو من أهمها: إن الاهتمام بالبيت هو الوسيلة الكبيرة لبناء المجتمع المسلم فإن المجتمع يتكون من بيوت هي لبانته، والبيوت أحياء ، والأحياء مجتمع ، فلو صلحت اللبنة لكان مجتمعا قويا بأحكام الله، صامدا في وجه أعداء الله ، يشع الخير ولا ينفذ إليه الشر. فيخرج من البيت المسلم إلى المجتمع أركان الإصلاح فيه ؛ من الداعية القدوة ، وطالب العلم ، والمجاهد الصادق ، والزوجة الصالحة ؛ والأم المربية ، وبقية المصلحين .والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالجمعة 6 نوفمبر 2009 - 8:46



عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه) رواه البخاري.


معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا فمنهم من يكون زناه حقيقياً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرِّجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب، فكل هذه أنواع من الزنا المجازي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه، معناه أنه قد يحقق الزنا بالفرج، وقد لا يحققه بأن لا يولج الفرج في الفرج وإن قارب ذلك. والإسلام عندما يتحدث عن جريمة الزنا لا يأمر فقط بمجرد عدم ارتكابها بل إنه يأمر بالاجتناب والابتعاد عن الأسباب التي يمكن أن تؤدي بالإنسان إلى ارتكاب هذه الجريمة، فحرم مثلا النظر إلى المرأة الأجنبية، لأن النظر هو الخطوة الأولى في الطريق إلى الزنا. قال الله تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون) [النور /30]. ويستثنى من ذلك ما كان لحاجة شرعية كنظر الخاطب والطبيب، ويحرم كذلك على المرأة أن تنظر إلى الرجل الأجنبي نظر فتنة قال تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) [النور /31] ويحرم كذلك النظر إلى الأمرد والحسن بشهوة ، ويحرم نظر الرجل إلى عورة الرجل والمرأة إلى عورة المرأة ، وكل عورة لا يجوز النظر إليها لا يجوز مسها ولو من وراء حائل ، ومن تلاعب الشيطان ببعضهم ما يفعلون من النظر إلى الصور في المجلات ومشاهدة الأفلام بحجة أنها ليست حقيقة، وجانب المفسدة وإثارة الشهوات في هذا واضح كل الوضوح. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالسبت 7 نوفمبر 2009 - 11:54




عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال (من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم، فقد حل لهم أن يفقئوا عينه). رواه مسلم.



اليوم مع تقارب المباني وتلاصق العمارات وتقابل النوافذ والأبواب ، صار احتمال كشف الجيران بعضهم بعضا كبيرا ، وكثيرون لا يغضون أبصارهم ، وربما تعمد بعض من في الأعلى الاطلاع من نوافذهم وأسطحتهم على البيوت المجاورة أسفل منهم ، وهذه خيانة وانتهاك لحرمة الجيران ووسيلة إلى الحرام ، قال تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير ما يصنعون. وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن....) الآيتين [النور /30_ 31]. وحصل بسبب ذلك الكثير من البلاء والفتنة ويكفي دليلا على خطورة الأمر إهدار الشريعة لعين المتجسس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه " وفي رواية : " فقئوا عينه فلا دية له ولا قصاص ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم موضحا أن العلة في الاستئذان عند دخول البيوت إنما هي مخافة الاطلاع على عورات أصحاب البيوت : " إنما جعل الاستئذان من أجل البصر " . ألا فليتق الله كل من يطلع على بيوت الناس ويكشف عوراتهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالإثنين 9 نوفمبر 2009 - 12:08




عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : تلا رسول الله صلى الله عليه و سلم : "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن النور إذا دخل الصدر انفسح فقيل : يا رسول الله هل لذلك من علم يعرف؟ قال : نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله. رواه الحاكم في المستدرك.


إن من أعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه . قال الله تعالى : أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه [ الزمر: 22 ] . وقال تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [الأنعام : 25 ]. فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه. وكذلك النور الذي يقذفه الله في قلب العبد ، وهو نور الإيمان ، فإنه يشرح الصدر ويوسعه ، ويفرح القلب . فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ، ضاق وحرج ، وصار في أضيق سجن وأصعبه . ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم لدخول نور الإيمان في صدر العبد علامات يعرف بها، فتجد من استضاء قلبه بنور الإيمان زاهدا عن الدنيا وهي دار الغرور، وإنما جل همه الآخرة، لها يعمل ومن أجلها ينصب. فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالثلاثاء 10 نوفمبر 2009 - 15:07



عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ علَىَ الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَىَ الْعُمُرِ" رواه مسلم.


(يهرم ابن آدم) أي يكبر (ويبقى معه) خصلتان (اثنتان) يعني تستحكم الخصلتان في قلب الشيخ كاستحكام قوة الشاب في شبابه (الحرص) على المال والجاه والعمر (وطول الأمل) فالحرص فقره ولو ملك الدنيا والأمل تعبه. وإنما لم تذهب هاتان الخصلتان لأن المرء جبل على حب الشهوات كما قال تعالى {زين للناس} الآية وإنما تنال الدنيا بالمال والعمر والنفس معدن الشهوات، وأمانيها لا تنقطع، فهي أبداً فقيرة لتراكم الشهوات عليها قد برح بها خوف الفوت وضيق عليها، فهي مفتونة بذلك وخلصت فتنتها إلى القلب فأصمته عن اللّه وأعمته لأن الشهوة ظلمات ذات رياح هفافة والريح إذا وقع في الأذن أصمت والظلمة إذا حلت بالعين أعمت فلما وصلت هذه الشهوة إلى القلب حجبت النور فإذا أراد اللّه بعبد خيراً قذف في قلبه النور فتمزق الحجاب فذلك تقواه به يتقي مساخط اللّه ويحفظ حدوده ويؤدي فرائضه، فإذا أشرق الصدر بذلك النور وصل إلى النفس فأضاء ووجدت له النفس حلاوة وطلاوة ولذة تلهيه عن شهوات الدنيا وزخرفها فيحيى قلبه ويصير غنياً باللّه الكريم في فعاله، الحي في ديموميته، القيوم في ملكه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالخميس 19 نوفمبر 2009 - 12:29



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الْجَنّةَ" فَقِيلَ: وَلاَ أَنْتَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: "وَلاَ أَنَا. إِلاّ أَنْ يَتَغَمّدَنِي رَبّي بِرَحْمَةٍ". رواه مسلم.


اعلم أن مذهب أهل السنة أنه لا يثبت بالعقل ثواب ولا عقاب ولا إيجاب ولا تحريم ولا غيرهما من أنواع التكليف، ولا تثبت هذه كلها ولا غيرها إلا بالشرع، ومذهب أهل السنة أيضاً أن الله تعالى لا يجب عليه شيء بل العالم ملكه والدنيا والآخرة في سلطانه يفعل فيهما ما يشاء، فلو عذب المطيعين والصالحين أجمعين وأدخلهم النار كان عدلاً منه، وإذا أكرمهم ونعمهم وأدخلهم الجنة فهو فضل منه، ولو نعم الكافرين وأدخلهم الجنة كان له ذلك، ولكنه أخبر وخبره صدق أنه لا يفعل هذا بل يغفر للمؤمنين ويدخلهم الجنة برحمته ويعذب المنافقين ويخلدهم في النار عدلا منه. وأما قوله تعالى: {ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون} و{تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون} ونحوهما من الآيات الدالة على أن الأعمال يدخل بها الجنة فلا يعارض هذه الأحاديث، بل معنى الآيات أن دخول الجنة بسبب الأعمال ثم التوفيق للأعمال والهداية للإخلاص فيها وقبولها برحمة الله وفضله فيصح أنه لم يدخل بمجرد العمل وهو مراد الأحاديث، ويصح أنه دخل بالأعمال أي بسببها وهي من الرحمة، والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالخميس 19 نوفمبر 2009 - 23:13


عَنْ عَبْدِ اللّهِ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "هَلَكَ الْمُتَنَطّعُونَ" قَالَهَا ثَلاَثاً. رواه مسلم.



(هلك المتنطعون) أي المتعمقون المتقعرون في الكلام الذين يرومون بجودة سبكه سبي قلوب الناس. قال النووي: فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم اهـ. وقال غيره: المراد بالحديث الغالون في خوضهم فيما لا يعنيهم وقيل: المتعنتون في السؤال عن عويص المسائل الذي يندر وقوعها، وقيل: الغالون في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة ويسترسل مع الشيطان في الوسوسة. فائدة: قال ابن حجر: قال بعض أئمة التحقيق: إن البحث عما لا يوجد فيه نص قسمان: أحدهما: أن يبحث عن دخوله في دلالة النص على اختلاف وجوهها فهذا مطلوب لا مكروه بل ربما كان فرضاً على من تعين عليه. الثاني: أن يدقق النظر في وجوه الفروق فيفرق بين متماثلين بفرق لا أثر له في الشرع مع وجود وصف الجمع، أو بالعكس بأن يجمع بين مفترقين بوصف طردي مثلاً بهذا الذي ذمه السلف وعليه ينطبق خبر هلك المتنطعون فرأوا أن فيه تضييع الزمان بما لا طائل تحته ومثله الإكثار من التفريع على مسألة لا أصل لها في كتاب ولا سنة ولا إجماع وهي نادرة الوقوع فيصرف فيها زمناً كان يصرفه في غيرها أولى سيما إن لزم منه إغفال التوسع في بيان ما يكثر وقوعه، وأشد منه البحث عن أمور معينة ورد الشرع بالإيمان بها مع ترك كيفيتها ومنها ما لا يكون له شاهد في عالم الحس كالسؤال عن الساعة والروح ومدة هذه الأمة إلى أمثال ذلك مما لا يعرف إلا بالنقل الصِّرف وأكثر ذلك لم يثبت فيه شيء فيجب الإيمان به بغير بحث.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالسبت 21 نوفمبر 2009 - 12:15



عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) رواه البخاري.



قال العلماء: العاهر الزاني، وعهر زنى، وعهرت زنت، والعهر الزنا، ومعنى له الحجر أي له الخيبة ولا حق له في الولد، وعادة العرب أن تقول له الحجر وبفيه الأثلب وهو التراب ونحو ذلك يريدون ليس له إلا الخيبة، وقيل: المراد بالحجر هنا أنه يرجم بالحجارة وهذا ضعيف لأنه ليس كل زان يرجم وإنما يرجم المحصن خاصة ولأنه لا يلزم من رجمه نفي الولد عنه، والحديث إنما ورد في نفي الولد عنه. وأما قوله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش فمعناه أنه إذا كان للرجل زوجة أو مملوكة صارت فراشاً له فأتت بولد لمدة الإمكان منه لحقه الولد وصار ولداً يجري بينهما التوارث وغيره من أحكام الولادة، سواء كان موافقاً له في الشبه أم مخالفاً، ومدة إمكان كونه منه ستة أشهر من حين اجتماعهما. والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالأحد 22 نوفمبر 2009 - 7:04



عن أبي ذرٍّ قال: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: (تَبَسُّمكَ في وجهِ أخيكَ لكَ صدقةٌ وأمركَ بالمعروفِ ونهيُكَ عن المنكَرِ صدقةٌ وإرشادُكَ الرَّجُلَ في أرضِ الضَّلالِ لكَ صدقةٌ وبصركَ للرَّجلِ الرَّديءِ البَصرِ لكَ صدقةٌ، وإماطتُكَ الحجَرَ والشَّوكَ والعظمَ عن الطَّريقِ لكَ صدقةٌ وإفراغُكَ من دلوكَ في دلوِ أخيكَ لكَ صدقةٌ) . رواه الترمذي.



بعض مدعي التدين يظنون أن الزهد والخشوع في عبوس الوجه وتقطيبه، أو انحناء الظهر، أو التماوت أو غير ذلك مما لم يرد في كتاب ولا سنة، وفي هذا الحديث يحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التبسم؛ فيجعل تبسم المؤمن في وجه أخيه وإظهار البشاشة والبشر له إذا لقيه صدقة يأخذ عليها أجرا من الله عز وجل. قال بعض العارفين: التبسم والبشر من آثار أنوار القلب {وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة} قال ابن عيينة: والبشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين، وفيه رد على العالم الذي يصعر خده للناس كأنه معرض عنهم وعلى العابد الذي يعبس وجهه ويقطب جبينه كأنه منزه عن الناس مستقذر لهم أو غضبان عليهم. قال الغزالي: ولا يعلم المسكين أن الورع ليس في الجبهة حتى يقطب ولا في الوجه حتى يعفر ولا في الخد حتى يصعر ولا في الظهر حتى ينحني ولا في الذيل حتى يضم إنما الورع في القلب. ولو تأملنا الأشياء المذكورة في الحديث لوجدناها تؤدي إلى أن يكون المسلم متفاعلا مع المجتمع وتشير إلى أن العزلة وإن كانت فضيلة محبوبة لكن لا ينبغي قطع المسلمين بالكلية فإن لهم عليك حقاً فاعتزلهم لتسلم من شرهم لكن لا تصير وحشياً نافراً بل قم بحق الحق والخلق من البشاشة للمسلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند القدرة وإكرام الضيف وبذل السلام وصلة الرحم وإغاثة الملهوف وإرشاد الضال وإزالة الأذى ونحو ذلك، لكن لا تكثر من عشرتهم وراقب اللّه وأعط كل ذي حق حقه كذا قرره البعض. والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2009 - 12:53




عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، دَفَعَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ إِلَىَ كُلّ مُسْلِمٍ، يَهُودِيّا أَوْ نَصْرَانِيّا. فَيَقُولُ: هَذَا فِكَاكُكَ مِنَ النّارِ". رواه مسلم.


رحمة الله عز وجل للمؤمنين ولطفه بهم ومنته عليهم لا تنتهي، فكما منَّ عليهم بدين الحق في الدنيا وهداهم إلى الإسلام، فإنه يوم القيامة أيضا يواصل منَّه وعطاءه فينجيهم من دخول النار، فإن الله تعالى قدر للنار _ وكذلك للجنة_ عددا يملؤها، ولكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار لاستحقاقه ذلك بكفره. وإذا دخل الكفار النار بكفرهم وذنوبهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين. والفكاك _بفتح الفاء وكسرها والفتح أفصح وأشهر _: هو الخلاص والفداء. ومعنى فكاكك من النار أنك كنت معرّضا لدخول النار وهذا فكاكك. فما أعظم منن الله على العباد، ولعلهم يشكرون!!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالثلاثاء 24 نوفمبر 2009 - 10:21



عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذَرَّة من كِبْر. فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً، ونعله حسناً؟ فقال: إن الله جميل يحب الجمال. الكبْر: بَطْر الحق، وغَمْط الناس" رواه مسلم.


قد أخبر الله تعالى: أن النار مثوى المتكبرين. وفي هذا الحديث أنه "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فدلّ على أن الكبر موجب لدخول النار، ومانع من دخول الجنة. وبهذا التفسير الجامع الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم يتضح هذا المعنى غاية الاتضاح؛ فإنه جعل الكبر نوعين: كبر النوع الأول على الحق، وهو رده وعدم قبوله. فكل من رد الحق فإنه مستكبر عنه بحسب ما رد من الحق. وذلك أنه فرض على العباد أن يخضعوا للحق الذي أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه. فالمتكبرون عن الانقياد للرسل بالكلية كفارٌ مخلدون في النار؛ فإنه جاءهم الحق على أيدي الرسل مؤيداً بالآيات والبراهين. فقام الكبر في قلوبهم مانعاً، فردوه. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ}. النوع الثاني غمط الناس أي احتقارهم والتهاون بحقوقهم والمتكبر منازع للّه في صفته الذاتية التي لا يستحقها غيره فمن نازعه إياه فالنار مثواه فعقوبة المتكبر في الدنيا المقت من أولياء اللّه والذلة بين عباد اللّه‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالأربعاء 25 نوفمبر 2009 - 9:18



عن أبي موسى الغافقي قال إن آخر ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "عَليكُم بِكِتابِ اللّه ، وسَتَرجِعونَ إلى قوم يُحِبّون الحديثَ عنّي ، فمَن قال ما لَم أقُل فليتَبَوّأ مَقعَدَهُ مِنَ النارِ، وَمَن حَفِظَ عَنّي شيئا فليُحَدّثهُ"ـ (رواه أحمد).


كان من آخر ما أوصى به رسول الله أصحابه التمسك بكتاب الله تعالى ففيه خبر الأمم السالفة وفيه التحذير من غوائل ما سيقع وفيه حكم ما بيننا وفيه الترغيب والترهيب وفيه الدعوة إلى مكارم الأخلاق وفيه الأحكام لكل الأزمنة والأمكنة فهو كلام رب العالمين الذي يعلم ما يصلح للناس في دنياهم وأخراهم . فالقرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي وإليه يرجع المسلمون كلما أشكل عليهم أمر من أمور دنياهم أو أخراهم . والمؤمن ينظر إلى القرآن صاحبا ومؤنسا ، يقرأه على الدوام ويتفكر في عبره وأمثاله ويتعلم فقهه وأحكامه ويطبق أوامره ويجتنب نواهيه وهو باق كما أنزله الله على نبيه لأن الله تعالى تعهد بحفظه: ” إنّا نحنُ نَزَّلنا الذِكرَ وإنّا لَهُ لَحافِظونَ ” . إن من القرآن ما هو واضح المعنى لكل من يفهم اللغة العربية من عامة الناس وعلمائهم . فالمؤمن الذي يتكلم العربية مهما كان مستوى علمه يستطيع أن يفهم من آيات القرآن بعض أحكامها فيطيع الأوامر وينتهي عن النواهي . ومن الآيات ما يجب الرجوع فيه إلى التفاسير المعتمدة وإلى أولي العلم لفهم المعنى أو الأحكام المبنية على تلك الآيات . والمؤمن بالإضافة إلى ذلك يعتني بالقرآن ظاهريا كتطبيق قواعد التجويد عند تلاوته. ويزداد علما فيما يخدم فهم القرآن من علوم اللغة العربية وعلم القراآت . فالقرآن حبل الله الممدود بين الله وعباده ومن أحب الله بصدق ، أحب كتابه واحترمه احتراما عميقا يفوق بكثير احترام أي كتاب آخر ، ثم تظهر آثار هذا الاحترام بشكل عملي واضح على أعماله وتصرفاته وأخلاقه ومعاملته ، وذلك ركن عظيم من أركان الاستقامة في المنهج الذي على المؤمن أن يتخذه ويسير عليه. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالخميس 26 نوفمبر 2009 - 2:07



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” كُل أمتي يَدخُلونَ الجَنّة إلاّ مَن أبى ” ، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: ” من أطاعَني دَخَل الجنّة ، ومن عصاني فَقَد أبى ” ـ (رواه البخاري)



اتباع السنة الذي يشير إليه هذا الحديث ، ثابت بالقرآن: ” قُل إن كُنتُم تُحِبّون الله فاتّبعوني يُحببكُم اللّهُ ويغفِر لكُم ذُنوبَكُم ” ، "ومَن يُشاقِق الرَسولَ من بعد ما تبيّن لهُ الهُدى ويَتّبِع غيرَ سبيلِ المؤمِنينَ نوَلّهِ ما تولّى ونُصلِهِ جَهَنّمَ وساءَت مصيرا ” فالسنة مفسرة لأحكام القرآن ، وتتضمن فروضا غير مبينة بالقرآن لا يمكن الاستغناء عنها ، ولا يجادل لتقليل أهميتها إلاّ منافق أو كافر. وعلى المسلم أن يتعلم السنة المطهرة لأنها تفصِّل ما ورد مجملا في القرآن وتبين التطبيق العملي للأحكام والأخلاق. فهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. والمسلم يهرع إلى رسول الله مستفتيا سنته كلما طرأ له أمر ذي بال إذ أن حياته المعنوية قائمة بين المسلمين متمثلة بكتب السنة. وعليه أن يرضى بعد ذلك بحكم رسول الله الوارد في سنته. وهو إن لم يفعل ذلك فهو بحاجة إلى تجديد إيمانه ، قال الله تعالى: ” فلا وربّكَ لا يُؤمِنون حتّى يُحَكِّموك فيما شَجَرَ بينَهُم ثُمّ لا يجدوا في أنفُسِهِم حَرَجا مِمّا قَضيتَ ويُسَلِّموا تَسليما ” . ويتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحكم سنة خلفائه من بعده ، حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” عَليكُم بِسُنَّتي وَسُنَّةِ الخُلَفاءِ الراشِدينَ المَهديينَ مِن بَعدي عَضّوا عَليها بالنواجِذِ ” فما ورد من تفسير أو حكم أو قضاء عن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ، هو مفسر للسنة ومقدم على اجتهاد من جاء بعدهم ، إلاّ إذا تغيرت الظروف واحتاج المسلمون إلى اجتهاد جديد. وعلى المسلم أن يتعلم الحديث ويحفظ ما تيسر منه ويعمل بما تعلَّم ويعلِّمه غيره ويعتبره دليل عمل تفصيلي بعد القرآن . وإذا سمع أو قرأ الأمر والنهي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فليس له أن يقَدِّم على ذلك رأيا لنفسه أو لأحد من البشر كائنا من كان ، إلاّ أن يعلم حديثا آخر يخصص الأمر أو أكثر انطباقا على تلك الواقعة. وعلى هذا النهج سار الأئمة المجتهدون رضوان الله عليهم كافة ، فكلهم ورد عنهم أنه إن صح الحديث أخذوا به ولم يقدموا عليه رأيا لهم أو اجتهادا لبشر يخطئ ويصيب . لكن هناك حالات دقيقة من علل في بعض الأحاديث أو انقطاع سند أو ضعف أو معنى خفي لا يدركه إلاّ المختصون من العلماء ، وهذا هو صلب الفقه. فإن أوتي المرء قسطا من هذا العلم توصل بنفسه إلى المنهل الصافي وإلاّ أخذ عن الفقهاء ما قرروه من فهم. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
metwally.mustafa
فريق أول
فريق أول
metwally.mustafa


عدد الرسائل : 4226
العمر : 38
الموقع : Egypt
العمل/الترفيه : automation engineer
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالخميس 26 نوفمبر 2009 - 9:32

جزاك الله كل خير

_________________
I am so far behind, I think i am first
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالجمعة 27 نوفمبر 2009 - 10:58



عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما بعثه إلى اليمن قال له: ” كيفَ تَقضي؟ ” قال أقضي بكتاب الله ، قال ” فإن لم يكُن في كِتابِ اللّه؟ ” قال فبسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: ” فإن لَم يَكُن في سُنّة رسول اللّه ” قال أجتهد رأيي ولا آلو، قال: ” الحَمدُ للّه الذي وَفّقَ رسولَ رسولِ اللّهِ لما يُرضي رسولَهُ ” (رواه الإمام أحمد)



المؤمن قد سَلّم أموره كُلّها بيد الله فما هو إلا عبد ضعيف أمام عظمة الله الواحد الأحد، فهو يتلقى التشريع من الله ورسوله ، ولا يفضل عليهما لا رأيا استحسنه عقله ولا فكرة لاقت هوى في نفسه ابتغاء مصلحة دنيوية زائلة ما دامت لا تتفق مع أوامر الله عز وجل أو أوامر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم . أما إذا كان الأمر غير وارد في الكتاب وفي السنة المطهرة بعد البحث والاستقصاء ممن استكمل متطلبات الاجتهاد من علم وتقوى ، فباب الاجتهاد واسع. والفهم من الكتاب والسنة متفاوت بين العلماء ” وفوقَ كُلّ ذي عِلم عَليم ” فالفهم الاجتهادي يحتاج إلى تقوى وصدق مع الله تعالى . ولا يظنن ظان أن هذا الحديث مقتصر على القضاء بين الناس أو المسائل العويصة في الفقه ، فكل مسلم يمارس في حياته اليومية أمورا تفاصيلها غير وارد في الكتاب أو السنة وهو يقرر فيها حسب رأيه ، وهو نوع من الاجتهاد وهو اجتهاد شرعي إن كان مستندا إلى الكتاب والسنة وهو مثاب عليه إن كانت نيته صادقة . فحينما تمر بالمسلم واقعة يحتاج فيها إلى قرار سواء كان ذلك في أمر من أمور الدين أو الدنيا فإنه يبحث سريعا بنفسه أو بسؤال العلماء الأتقياء هل في ذلك الأمر حكم في القرآن فإن لم يجد ففي السنة ، فإن لم يجد إجتهد رأيه بما آتاه الله تعالى من عقل واستنباط بأفضل ما يستطيع قياسا على ما يعلم مما ورد في الكتاب والسنة ثم يتكل بعد ذلك على الله تعالى وينفذ ذلك. لقد فصّل الفقهاء المجتهدون في أصول الفقه ووضعوا لهذه الأمة تراثا فقهيا تباهي به الأمم بحق. ولهذه الأصول الثلاثة (الكتاب والسنة والاجتهاد) ترجع الأصول الأخرى ، رغم كونها تعتبر أحيانا أصولا مستقلة . فالقياس ما هو إلا نوع من الاجتهاد وعمل أهل المدينة (عند الإمام مالك) ما هو إلا سُنة (لقرب عهده من زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم)ـ ، والإجماع هو أعلى درجات الاجتهاد لأنه اجتهاد مجتهدي الأمة مجتمعين . وهكذا تجد أصول هذا الدين راسخة وواضحة في الوقت عينه ، وما على المسلمين سوى الأخذ من هذا المعين الصافي ، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” تركتُكُم على المِحَجّة البيضاء ليلُها كنهارِها ، لا يضل عنا إلاّ زائغ ”. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالسبت 28 نوفمبر 2009 - 12:27



عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني ، فقلت يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: ” نَعَم ” ، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ، قال: ” نَعَم وفيه دَخَن ” ، قلتُ: وما دخنه؟ قال: ” قوم يَهدونَ بِغيرِ هَديي ، تعرِفُ وَتُنكِرُ ” ، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: ” نَعَم ، دُعاة على أبواب جهنم ، مَن أجابَهُم إليها قذفوهُ فيها ” ، قل يا رسول الله صِفهُم لنا ، قال: ” هُم مِن جِلدَتِنا ويَتَكَلَّمون بألسِنَتِنا ” ، قلت: فما تأمُرني إن أدركني ذلك ، قال: ” تلزم جماعة المُسلِمين وإمامَهم ” ، قلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ، قال: ” فاعتزل تلك الفِرَق كُلّها ، ولو أن تَعَضّ بأصلِ شَجَرة حتى يُدرِكَكَ الموتُ وأنتَ على ذلك ” (رواه الثلاثة).


قال الله تعالى: ” وتَعاوَنوا عَلى البِرِّ والتَقوى ولا تعاوَنوا على الإثمِ والعُدوانِ ” ولا بد للمسلم أن يتعاون مع غيره من المسلمين في أعمال الخير. أما المنفرد عن جماعة المسلمين حتى ولو كان على علم وتقوى ، فلا يستطيع أن يقوم لا بأمور دينه ولا بأمور دنياه كما يجب . فمثلا الصلاة جماعة أفضل بمرات كثيرة من صلاة المنفرد، ومن الصلاة ما لا يؤدى إلاّ جماعة ، كصلاة الجمعة . وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” يَدُ اللّه على الجَماعةِ وَإنّما تأكُلُ الذئبُ من الغَنَمِ القاصية ” ، فمن ابتعد عن جماعة المسلمين كان فريسة للأفكار الشاذة أو الغلوّ في الدين أو الضلال. هذا الحديث الشريف لا يكتفي بوصف الداء الذي تنبأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بوقوعه بين المسلمين ووقع فعلا بعد وفاته بأزمنة طويلة ، بل يصف الدواء وما على المؤمن أن يفعله في تلك الظروف. فاعتزال الفرق المخالفة لما أنزل الله فريضة حتى ولو إتبع تلك الفرق أكثر الناس ، فليس الحقّ دائما مع الكثرة ، قال الله تعالى: ” وما أكثر الناس ولو حَرَصتَ بِمُؤمنينَ ” . والعلاج في حالة عدم وجود جماعة للمسلمين ، وهي حالة من الحالات الشاذة ، هو ليس متابعة الأكثرية الخاطئة ، بل الاعتزال لتلك الفرق الضالّة جميعها . وقد يقول قائل وكيف للإنسان أن يعيش منفردا ومن أين سيكتسب قوته؟ والجواب هو أن المسلم لم يؤمر بمقاطعة الناس ولا المعيشة في الصحاري والقفار ، ولكنه اعتزال الناس في كل ما يسخط الله تعالى ومصاحبتهم في أمور معيشته ودنياه مصاحبة لا تؤثر على أمور دينه. فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضوان الله عليهم عاشوا أكثر من عشر سنين في مكة قبل الهجرة وهم معتزلون للكفر وأهله رغم أن بعضهم كان يأكل ويشرب في بيتٍ كل من حولهم فيه من الكافرين بل والمغالين في كفرهم وإيذائهم للمسلمين. وثمة أمر آخر ، هو إجماع الأمة ، فالأمة الإسلامية لا تجتمع إلاّ على الخير والصلاح ، ولذلك فكلما وجد المسلم الأمة قد إجتمعت على أمر من أمور الدين أو الدنيا فعليه التمسكَ به ، ويتمثل إجماع الأمة بصفوة علمائها أو الصالحين من رؤسائها وأمرائها . قال الله تعالى : ” يا أيّها الذين آمَنوا أطيعوا اللّهَ وأطيعوا الرَسولَ وأولي الأمر منكُم ” وأولي الأمر هم العلماء والأمراء وإجماع العلماء قد حصل في أمور فقهية واجتهادية عديدة في السابق فكيف بهم اليوم وقد تقدمت وسائل الاتصال كثيرا . وقد توعد الله من يخالف جماعة المسلمين بقوله تعالى: ” ومَن يشاقِق الرَّسولَ مِن بَعدِ ما تَبيَّنَ لَهُ الهُدى ويَتّبِع غيرَ سَبيلِ المُؤمِنين نُوَلِّهِ ما توَلّى ونُصلِهِ جَهَنَّمَ وساءَت مَصيرا ”. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالأحد 29 نوفمبر 2009 - 13:02



عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إن اللّهَ تَجاوَزَ عَن أمّتي الخَطأ والنِسيان وما استُكرِهوا عليه ” . (رواه ابن ماجه والطبراني عن ابن عباس وثوبان).



المسلم يدعو ربه: ” ربّنا لا تؤاخِذنا إن نَسينا أو أخطأنا ” فيستجيب الله تعالى للصادقين في دعائهم . فقد جبل ابن آدم على النسيان: ” ولَقد عَهِدنا إلى آدمَ مِن قَبلُ فنَسيَ ولَم نَجِد لهُ عَزما ” . أما الإصرار على الخطإ فهو ذنب مستقل لا علاقة له بالخطأ . قال الله تعالى في مدح المؤمنين: ” إنّ الّذينَ اتَّقوا إذا مسَّهُم طائِف من الشيطانِ تَذَكّروا فإذا هُم مبصِرون ”. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ” كُلّ ابن آدمَ خطّاء ، وَخيرُ الخَطّائين التوابونَ”. أما الإكراه ، فيقدر بحسب الظروف. قال الله تعالى: ” إلاّ مَن أُكرِهَ وقَلبُهُ مُطمَئِن بالإيمانِ ” . وقد يتوسّع بعض المسلمين في تعدّي حدود ما يدخل تحت حكم الإكراه، فتراهم يقولون عند ارتكاب بعض الآثام أنهم مجبرون في حين أنه ليس هناك من أجبرهم حقيقة . إن من الإكراه ما هو بدني وما هو معنوي ، فحد الإكراه البدني يعتمد على قابلية المرء البدنية لتحمل ذلك . قيل إن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان نحيف البنية قصير القامة جدا ، فكان يقول لو أكرهني شخص بضربي سوطين أو أقول ما يريد مني قوله ، لقلت مثل ما أراد. أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد كان قوي البنية يخافه الشجعان ، لذلك وبخلاف معظم الصحابة الذين هاجروا من مكة إلى المدينة سرا ، وقف عمر بعد أن طاف حول الكعبة سبعا وعلى ملأ من سادة قريش قال: إنني مهاجر عند الصباح ، فمن أراد أن تثكله أمه فليلحق بي ببطن وادي كذا . فالإكراه الذي اضطر المهاجرين إلى التخفي والهجرة سرا لم يكن إكراها كافيا لعمر بحيث يتبع الأسلوب نفسه. وأساس التقية هو هذا . قال الله تعالى: ” إلاّ أن تتّقوا منهُم تُقاة ” فاتقاء أذى المتجبرين والطاغين خوفا من بطشهم جائز لضعفاء المسلمين كرخصة ، لكن التوسع في التقية بحيث يعيش المرء بوجهين ، وجه مع من يأمنهم ، ووجه مع من يخافهم ولو خوفا بسيطا هو استخدام للرخصة الخاصة في غير موضعها وقد يؤدي ذلك إلى اقتراب المسلم من تصرف المنافقين والعياذ بالله. ومثال الإكراه المعنوي التعذيب النفسي والإهانات على ملأ من الناس ، وهي مختلفة الوطأة بين الناس بحسب أحوالهم أيضا . أما الأخذ بالعزيمة وعدم الخضوع للإكراه مهما كانت النتائج من أذى دنيوي فهو دأب المجاهدين الصادقين السابقين بالخيرات . قال صلى الله عليه وآله وسلم: ” سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله ”. ولقد أجمل الإمام الشافعي النتائج المترتبة على الإكراه بقاعدة فقهية في غاية الإيجاز وتنطبق في حالات الإكراه والمشقة والمرض والضعف وغيرها ، وهي: -كلما ضاق الأمر اتسع- ، فكلما استجدت ظروف صعبة طارئة أو جديدة تستدعي معالجة على غير العادة ، كلما كانت الشريعة سمحة بحيث تزداد الحدود التي بإمكان المسلم أن يتحرك فيها ويكون معذورا على ذلك ، وينطبق هذا الأمر على الإكراه وعلى المشاق والظروف الطارئة الأخرى . ويستطيع إدراك ذلك من أوتي نصيبا من فهم كتاب الله وسنة رسوله وحظا من الفقه وعند ذلك يمكن أن يفتي لغيره من الناس. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالإثنين 30 نوفمبر 2009 - 8:58



عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” يَسِّروا ولا تُعَسِّروا وبَشِّروا ولا تنَفّروا ” (رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي)


الدين يسر ، قال تعالى : ” وما جَعَلَ عَليكُم في الدّين من حَرَج ” ولذلك شرع الله بجانب الأحكام الأصلية ، أحكاما مخففة للتيسير في الظروف الطارئة ، كقصر الصلاة في السفر والإفطار في رمضان للمريض والمسافر والتيمم لمن لم يجد الماء ، وغير ذلك. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحب التيسير ، (وما خُيِّر بين أمرين إلاّ اختار أيسَرَهُما ما لم يكن إثما). و كان سهلا إذا باع ، سهلا إذا اشترى ، سهلا إذا قضى ، سهلا إذا اقتضى . وأمرهُ صلى الله عليه أمته بالتيسير في هذا الحديث ، وسيلة تربوية فائقة في هذا الدين اختطّت في القرآن الكريم في منهج يقضي بتدرج الأحكام . وهذا الأسلوب هو ما يجب على المسلم اتباعه في تربية الأطفال ، حيث يجب التيسير ، كلما كان ذلك ممكنا . والأسلوب نفسه يجب اتباعه مع قريبي العهد بالإسلام أو أصحاب الأعذار والحرف الشاقة . فالرخصة ما شُرِعت إلا رأفة من الله بعباده ، فليس لله حاجة في تحمل المرء مشقة لا يطيقها فليس هناك عبادة مقصودها المشقة والحرج . إلاّ أن ذلك لا يعني اتباع الرخص في محلِّها وغير محلها . فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم بالليل حتى تورمت قدماه ، ولو اعتمد على إخبار الله له بغفران ما تقدم من ذنبه وما تأخر كعذر لترك قيام الليل لما قامه. وهنا يخطئ بعض الناس في الاستفسار عن مسألة معينة في المذاهب الفقهية المختلفة لكي يأخذوا بأيسرها على الدوام معتبرين أن ذلك هو المقصود من الأمر بالتيسير ، متناسين الظروف المحيطة بتلك الرخصة والحدود المسموح بها وعلاقتها مع غيرها من الأحكام . لذلك فالتيسير ليس معناه التحايل على الأحكام باتباع البدائل السهلة على الدوام ، وإنما اعتبار الحكم المرخص به حكما يجوز الأخذ به إن كان هناك عسر أو مشقة أو ضيق في الوقت أو إكراه أو ما شابه ذلك. من الأمثلة الواضحة على التيسير أن لا يطيل الإمام القراءة إن كان بين المصلين شيوخ أو مرضى أو أصحاب حاجات . ولكن له أن يطيل صلاته في جوف الليل . فالصلاة بقدر تحمل أضعف الناس بين الجماعة هي الصلاة الأفضل . وكذلك تتحدد سرعة مشي الركب بسرعة أضعف القوم ، لذلك قيل قائد الركب أضعفهم. إن خير الأمور أوسطها . فالأخذ بالعزيمة لمن لا يستطيعها يولد نفورا وكرها للدين! والأخذ بالرخص لمن أوتي قوة وقابلية يولد فتورا وضعفا في الإيمان . وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتفرس في وجه السائل فيجيبه أو ينصحه بحسب طاقته ، فيجيب الضعيف غير ما يجيب القوي ، ويجيب حديث العهد بالإسلام غير ما يجيب السابقين الأولين . إن للشطط والغلو مظاهر عديدة ، منها التناوب بين فترات الفتور في العبادة والغلو فيها فترى المرء تاركا للصلاة مسرفا على نفسه حتى إذا جاء رمضان لزم المسجد وهجر الناس أو عبد الله بغير ما فرض الله تعالى أو سن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كصيام زكريا أو صلاة مائة ركعة في يوم مخصوص ، فإذا ما خرج رمضان أو ملّ من العبادة التي فرضها على نفسه عاد لسابق عهده ، فترك فرائض الله وسنن رسوله وتلك هي الغواية. إن في العبّاد المتعصبين عن غير علم من أفراد الأمة شبه بالنصارى الذين ابتدعوا الرهبانية التى لم يكتبها الله عليهم ، أما ذوي العلم غير المتقين من هذه الأمة ففيهم شبه باليهود ألذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم وضرب الله مثلهم: ” كمثل الحمار يحمل أسفارا ” . والمؤمن يدعو الله تعالى أن لا يكون من هؤلاء ولا من هؤلاء: ” اهدِنا الصِراطَ المُستَقيمَ صراطَ الّذينَ أنعَمتَ عَليهِم غيرِ المَغضوبِ عَليهِم ولا الضّالينَ ” وفي السنة العديد من الأمثلة على الحث على تخير أوسط الأمور والنهي عن التعصب والغلو. فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ” هلَكَ المُتَنَطِّعونَ ” قالها ثلاثا ، والمتنطعون هم المتشددون في غير موضع التشديد. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالثلاثاء 1 ديسمبر 2009 - 13:52



عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” لا تَكونوا إمَّعَة تَقولوا إن أحسَنَ النَّاسُ أحسَنّا وإن ظَلَموا ظَلَمنا ولكن وَطِّنوا أنفُسَكُم إن أحسَنَ النّاسُ أن تُحسِنوا وإن أساؤوا أن لا تَظلِموا ” (رواه الترمذي وقال حديث حسن)



الإمعّة هو الذي لا رأي له فهو يتابع الأكثرية أو كل أحد سواه والمؤمن قوي في إيمانه ، فهو يستحي من الله لكن ليس من الحياء متابعة الناس في الشر. ويعتمد ذلك على عمق الإيمان ، فالمؤمن القوي الإيمان لا يتابع على الباطل أحدا ولو خالف الناس كلهم وحده ، أما من كان أضعف من ذلك فربما جامل الناس ، وعليه عند ذلك أن يتهم إيمانه ، ويستغفر ربه ويتوب إليه. إن المؤمن قائد في طريق الحق وهو متبوع بالحق غير تابع للباطل . وطريق الاستقامة يحتم عليه أن يميز بين الحق والباطل ، ويفرض شخصيته التي قوامها العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويخالف من خالفهما ولا يخاف في الله لومة لائم . فكم من سنة أميتت أحياها الله على يد فرد مسلم واحد بإصراره على مخالفة كل من كان حوله. وكم من عمل صالح مستمر الفائدة كان أساسه ثبات رجل واحد. لا شك بأن مخالفة الغالبية قد تسبب للمرء صعوبات قد لا يلقاها غيره ، لكن ذلك من الجهاد إن كانت النية خالصة لله ، لا لحب الظهور جريا على قاعدة -خالف تُعرف-. فمن خالف لكي يعرف فهو مرائي كما سيمر بنا . وعلى المؤمن أن يتحمل ما يحصل له من أذى في سبيل الله ، إلاّ أن عليه أن يعرف قدر نفسه فلا يغالي فيشتَط في المخالفة في أمور ليست ذات بال بحيث يرتكب آثاما أكبر من الطاعة التي قام بها ، فكل ما زاد عن حدّه إنقلب إلى ضده . أما في الأمور ذات العلاقة بالمبادئ الأساسية فعلى المؤمن أن يكون على أشد الصلابة ، ولتكن له في رسول الله أسوة حسنة حين ساومه الكفار على التخلي عن دعوته فقال قولته المشهورة لعمه أبي طالب: ” واللّه يا عَمّ ، لو وضعوا الشَمسَ في يَميني والقَمرَ في يَساري على أن أترُك هذا الأمرَ ما تَرَكتُهُ حتى يُظهِرَهُ اللّهُ أو أهلِكَ دونَهُ ”. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالأحد 6 ديسمبر 2009 - 3:51



عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم الأحزاب: ” لا يُصَلّيَنّ أحَد إلاّ في بَني قُريظة ” فأدرك بعضهم العصر في الطريق فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها ، وقال بعضهم: بل نصلي لم يُرد منا ذلك . فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يعَنّف واحدا منهم . (رواه الشيخان).



الاختلاف متوقع بين بني آدم طالما اختلف الناس في قابلياتهم على الفهم . قال الله تعالى: ” ولا يَزالونَ مُختَلِفينَ إلاّ من رَحِمَ رَبّك ولذلك خَلَقَهُم ” . لكن الله تعالى دعى المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله وعدم التفرق في الدين : ” ولا تكونوا كالّذينَ تَفَرّقوا واختَلَفوا من بعد ما جاءَهُم البيّنات ” . فالله سبحانه وتعالى يريد أن يكون المسلمون يدا واحدة غير مختلفين يسامح بعضهم بعضا غير متعصبين لرأي شخصي أو اجتهاد ولا تبني آرائهم على تعصب لجنس أو نزعة قبلية أو عنصرية أو طائفية . وهكذا فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما عرف باختلاف صحابته في فهمهم لأمر أمرهم به هو ، رضي عن اجتهاد كلا الفريقين لأن كليهما استند في فعله على أمر رسول الله ولم يستند لا إلى رأي رجل يخطئ ويصيب ولا إلى هوى نفسه أو مصلحة شخصية . كما أن كُلا من الفريقين رضي من الفريق الآخر بفعله فلم يخاصم أحدهما الآخر أو يجبره على إتباع رأيه فيحدث الشقاق وتباعد القلوب . وهكذا فإن الاختلاف في الاجتهاد مقبول . كما يشير الحديث إلى حرص الصحابة رضوان الله عليهم على معرفة الحق باحتكامهم إلى أولي العلم منهم (وكان في حالتهم هذه هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نفسه) الذي علمهم بأن هذا القدر من الاختلاف أمر متوقع ولا بد منه وهو مقبول وعليهم أن يقبلوه. يعود اختلاف الفقهاء إلى عدد من الأسباب: أحدها هو اختلاف أفهام الناس من نص معين (آية من كتاب الله أو حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) كما كانت الحالة في اختلاف الصحابة في هذا الحديث ، وقد يكون سبب الاختلاف هو عدم ثبوت نص عند بعض بينما ثبت عند آخرين . وقد يكون الاختلاف سببه اختلاف الأقاليم والمواقع وأعراف الناس والتي على الفقيه أن يراعيها . كما أن الاختلاف يكون أحيانا نتيجة أخذ الأول بالرخصة والثاني بالعزيمة . وكل هذه الأسباب مقبولة وليست مدعاة للتناحر والتعصب والفرقة . وما ظهرت الطائفية بين المسلمين إلا حينما تعصب أتباع المذاهب إلى فتاوى وتفاصيل وتركوا اتفاقهم على أصول الدين الرئيسة . وهكذا فالمؤمنون الصادقون يتعاونون فيما اتفقوا عليه ويعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه. إن اختلاف الصحابة المذكور في الحديث كان بالحقيقة نتيجة أخذ الفريق الأول بالنص الحرفي لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والفريق الثاني بالمفهوم العام حيث فهموا من النص أن المقصود الأصلي هو الإسراع في السير للوصول قبل نهاية وقت العصر وليس المقصود هو تأخير وقت الصلاة . ومثل هذا الاختلاف كثير الوقوع في فهم أحكام تفصيلية من آيات أو أحاديث صحيحة . وقد تكون أحيانا حجة التمسك بالنص أقوى أو التمسك بالمفهوم في حالات أخرى أقوى ، إلاّ أنه يجب على الدوام عدم الشذوذ والخروج في التأويل عن حد ما تحتمله اللغة العربية عند الاستنباط من النص وفي الوقت نفسه عدم التمسك بحرفية جامدة بعيدة عن روح الدين وأصوله السمحة. لقد اختلف الفقهاء بعد جيل الصحابة فتكونت المدارس الفقهية ، ونشأت المذاهب المختلفة ، وكان أئمة تلك المذاهب على درجة عالية من التقوى والتسامح ، لكن بعض المتأخرين تعصبوا لأحد المذاهب وغالوا في إثبات صحة كل ما ورد في ذلك المذهب وخطأ كل ما ورد فيما سواه وتقديس كلام أئمة المذاهب كتقديس حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فظهرت الفرقة والتناحرات المذهبية التي تزدهر دائما في أوقات التدهور والانحطاط. لقد كانت الفتن والخلافات المذهبية تعج بالعالم الإسلامي أيام الغزو الصليبي واحتلالهم القدس ، حتى أن الدماء سالت في بغداد في خلاف أتباع المذهبين الشافعي والحنبلي بسبب قنوت بعضهم في صلاة الفجر وعدم قنوت الآخرين . وما طرد الصليبيون إلاّ بعد يقظة المسلمين ونبذهم الخلاف والتعصب. إن على المؤمن أن لا يتعصب لمذهب معين ، وله أن يتبع أحدها ، فذلك من اليسر في الدين ، لكن عليه أن لا يعتقد أن المذهب الآخر هو ضلال وخروج عن الدين ، وله أن يأخذ برأي المذهب الآخر إن عرف دليل الطرفين واقتنع بدليل أحدهما . كما أن للمؤمن أن يأخذ الحكم مباشرة من نصوص أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دون تقيد بمذهب معين شرط أن يكون على علم بدرجات صحة الحديث وعلله مع علم بأصول الفقه والناسخ والمنسوخ وأساليب اللغة العربية . ولقد ورد عن أئمة المذاهب الفقهية أنهم قالوا إن صح الحديث لديهم أخذوا به. وعلى من يأخذ الأحكام من الحديث مباشرة أن لا يتعصب لاستنباطه لأن من خالفه من أئمة المذاهب ربما كانت حجتهم قوية وراجحة ، فكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر أو رشفا من الديم. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
metwally.mustafa
فريق أول
فريق أول
metwally.mustafa


عدد الرسائل : 4226
العمر : 38
الموقع : Egypt
العمل/الترفيه : automation engineer
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالأحد 6 ديسمبر 2009 - 9:54

جزاك الله كل خير اخى الكريم

_________________
I am so far behind, I think i am first
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالإثنين 7 ديسمبر 2009 - 15:02



عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” قال اللّه عز وجَلّ: من أذَلّ لي وليّا استَحَلّ محارَبتي وما تَقَرّبَ إليّ عَبدي بِمِثلِ أداء الفرائض وما يَزالُ العَبدُ يَتَقَرّبُ إليّ بالنوافِلِ حتّى أحبّه ، إن سألني أعطيتُهُ وإن دعاني أجبتُهُ ، ما تَرَدَدتُ عن شيء أنا فاعِلُهُ تَرَددي عن وفاتِهِ لأنّهُ يكرَهُ الموتَ وأنا أكرَه مساءتَهُ ” (رواه البخاري في الرقائق وأحمد واللفظ له).



المحافظة على الفرائض رأس مال المؤمن ، ومن ضيع رأس ماله بارت تجارته ، قال محمد بن منازل: لم يضيع أحد فريضة إلا ابتلاه الله تعالى بتضييع السنن ، ولم يبل أحد بتضييع السنن إلا أوشك أن يبتلى بالبدع. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ثلاث صاحبهن جواد مقتصد: فرائض الله يقيمها ويتقي السوء ويُقِلّ الغفلة ، وثلاث لا تحقرن خيرا تبتغيه ولا شرا تتقيه ولا يكبرن عليك ذنب أن تستغفره وإياك واللعب فإنك لن تصيب به دنيا ولن تدرك به آخرة ولن ترضي به المليك وإنما خلقت النار لسخطه وإني أحذرك سخط الله عزوجل. أداء الفرائض أساس القربات عند الله. فالصلوات الخمس في أوقاتها وصيام رمضان وأداء الزكاة وحج البيت لمن إستطاع إليه سبيلا ، هذه الفرائض ، إذا خلصت فيها النية لله تعالى لا يعدلها عمل آخر يقرب من الله تعالى . أما النوافل فترفع من مكانة العبد عند ربه حتى يصطفيه الله ويجعله من خاصة عباده الصالحين الذين يحبهم ويحبونه. فإن بين الناس من أحب امرأ أحب أن يفعل ما يدخل السرور إلى نفسه. والله سبحانه إذا أحب عبدا ودعاه ذلك العبد بدعوة يحب أن يستجيبها الله له ، فإن الله يجيب دعاءه. ولكن الله تعالى قد كتب أمورا لا ينفع فيها دعاء داع. فلو طلب شخص من الله أن يخلده في هذه الحياة فلن يستجيب الله لمثل هذا الدعاء لأن مشيئته عز وجل قد سبقت ذلك الدعاء بحدود أجل ذلك الشخص ، فإذا جاء الأجل فلا يتأخر ساعة ولا يتقدم ، والله يكره أن يفعل ما يكرهه حبيبه المؤمن بقبض روحه ، لكنه لا بد فاعل. إن لكل فريضة من الفرائض ما يشابهها من النوافل لسد النقص فيها ولزيادة التقرب إلى الله تعالى بعبادة تماثل ما فرض. فهناك نوافل من الصلوات وهناك صدقة التطوع فوق الزكاة وهناك العمرة وحج التطوع بعد الفريضة ، فإذا أدّى العبد الفرائض وازداد من النوافل تقرب من الله فيحبه الله ويكون من جملة أولياء الله الصالحين الذين لهم مكانتهم عند الله تعالى من إجابة الدعاء وقبول الشفاعة وحسن الثواب يوم القيامة والدفاع عنهم في الحياة الدنيا . ففي بداية هذا الحديث تهديد من الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم لمن يعادي أولياء الله الصالحين . نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالأربعاء 9 ديسمبر 2009 - 6:14



عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد... أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:” الإسلامُ أن تَشهَد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأن محمدا رسولُ اللّه ، وتقيمَ الصلاةَ ، وتؤتي الزّكاة ، وتَصومَ رَمضانَ ، وتَحج البيتَ إن استطعتَ إليهِ سَبيلا ” ، قال صدقت ، فعجبنا له ، يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان ، قال: ” أن تؤمِنَ باللّه ، وَملائكتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليومِ الآخِرِ ، وتؤمِنَ بالقَدَرِ خيرِهِ وشَرّه ” ، قال: صدقت . قال فأخبرني عن الإحسان ، قال: ” أن تَعبُدَ اللّهَ كأنّكَ تَراهُ ، فإن لَم تَكُن تَراهُ فإنّهُ يَراكَ ” ، قال فأخبرني عن الساعة ، قال: ” ما المَسؤولُ عنها بأعلمَ من السائلِ ” قال فأخبرني عن أماراتها ، قال: ” أن تَلِدَ الأمَةُ رَبَّتَها ، وأن تَرى الحُفاة العُراةَ العالَةَ رعاء الشاءِ يَتَطاوَلونَ في البُنيان ” ، ثم انطلق فلبث مليا ثم قال: ” يا عمر... أتَدري مَن السائلُ؟ ” قلت الله ورسوله أعلم ، قال: ” فإنّهُ جبريلُ أتاكُم يُعَلّمَكُم دينَكُم ” (رواه مسلم).


في هذا الحديث علم كثير يستحق أن تكتب فيه الكتب، لكن ما نود ذكره هنا هو أن أساس العبادات هو مراقبة الله تعالى فإنه يَرى ولا يُرى ، ومن عبد الله وكأنه يرى الله تعالى فقد بلغ مرتبة الإحسان . وهذه المراقبة لا تكون بالدعوى والكلام بل هي في قلب المرء ، ومن راقب الله في سره هداه الله إلى الأعمال الصالحة ويسرها له، فمراقبة النفس ما هي إلاّ مجاهدتها أن ترتكب ما لا يرضاه الله تعالى. قال الله تعالى: ”والذينَ جاهَدوا فينا لنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا، وإنّ اللّهَ لَمَعَ المُحسِنينَ ”وقد كان أشد الناس مراقبة لله تعالى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أصحابه الكرام فقد ورد عن أنس رضي الله عنه أنه قال: إنَّكُم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الموبقات. وقال ذو النون المصري: علامة المراقبة إيثار ما آثر الله تعالى وتعظيم ما عظَّم الله تعالى وتصغير ما صغّر الله تعالى . ذلكم هو الفرق بين جيل الصحابة وتابعيهم وبين ما أعقبهم من أجيال: فلقد عبدوا الله تعالى بإخلاصهم ومراقبتهم لأنفسهم قبل أن تتحرك جوارحهم بالعبادة فأكرمهم الله تعالى بالهداية والتسديد في هذه الحياة الدنيا ولأجر الآخرة أكبر. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

حديث ومعنى - صفحة 6 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حديث ومعنى   حديث ومعنى - صفحة 6 Emptyالجمعة 11 ديسمبر 2009 - 5:02



عن أبي هريرة رضي الله عنه أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة... قال: ” تعبُد اللّهَ لا تُشرِك بهِ شيئا ، وتُقيم الصلاةَ ، وتؤتي الزكاة المَفروضَةَ ، وتَصوم رَمضانَ ” ، قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا . فلما ولّى ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ” مَن سَرّهُ أن يَنظُرَ إلى رَجُل من أهل الجَنّةِ ، فليَنظُر إلى هَذا ” (متفق عليه).


الزكاة المفروضة قرنت بالصلاة في القرآن الكريم في عشرات الآيات ، وقال أبو بكر الصديق حين امتنع الأعراب عن دفع الزكاة: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، وَسُمُّوا بالمرتدين لقولهم عن الزكاة أنها كالجزية ، أو أنهم دفعوها لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنبي فلا تدفع لأحد من بعده. والزكاة عبادة ذات أثر اجتماعي واضح من تكافل وتعاون ومساعدة للفقراء والمحتاجين . وهي لها أثرها على المرء الذي يدفعها نفسه في مقاومة البخل والحرص والشح وحب الدنيا وتعلق القلب بها ، وفي كل ذلك فائدة للمرء نفسه حيث يزداد تقوى وتسمو روحه ويتقرب بذلك إلى الله عز وجل . فالمؤمن الصادق يعتبر المال مال الله قد وكله الله تعالى عليه مدة محدودة (أثناء حياته) ، فهو يستعمله لخير نفسه وذوي قرباه ويبتغي بذلك وجه الله تعالى ، ويؤدي حق الله فيه من زكاة مفروضة ويزداد ما استطاع في الصدقات فوق الفريضة ، فكل ذلك ذخر له في الآخرة . فقد أنفق أبوبكر الصديق رضي الله عنه كل ماله في سبيل الله وأنفق عمر نصف ماله وأنفق غيرهما الكثير. وفي وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرجل بأنه من أهل الجنة ملاحظة تستحق الوقوف عندها . فصدق الأعرابي ومعاهدته الله سبحانه وتعالى أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يلتزم بهذه الأركان ، هو الذي جعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخبر أصحابه بمكانته عند الله تعالى ، وهي كذلك لكل من صدق مع الله والتزم بما يأمره الله به من فرائض أساسية . وتلك هي البيعة الصادقة. نقلا عن كتاب الاستقامة في مائة حديث نبوي للدكتور محمد زكي محمد خضر موقع الاستقامة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حديث ومعنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 6 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» حديث الثلاثة من بني إسرائيل ..
» شرح حديث : لا حسد إلا في اثنتين
» حديث شريف
» فى رحاب حديث(اين المتحابون)
» فوائد فى حديث النجاة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى علوم الحديث-
انتقل الى: