منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في رحاب آية

اذهب الى الأسفل 
+3
محمد مليطان
metwally.mustafa
gawhara
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالسبت 5 سبتمبر 2009 - 10:12


{ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ }



((إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ)) يا رسول الله ((بِالْحَقِّ)) تأكيداً للإرسال، إذ كل إرسال الله تعالى بالحق ((بَشِيرًا)) تبشر المؤمنين المطيعين ((وَنَذِيرًا)) تنذر الكافرين والعاصين، فأنت رسولنا وإن كانوا يشكُّون في رسالتك، ويسألونك عن أشياء تافهة، ((وَلاَ تُسْأَلُ)) أنت ((عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ))، فلست أنت مكلفاً عنهم، وإنما عليك التذكير فقط.

هكذا، يؤكد الله أنه أرسل نبيه بالدين الحق؛ مبشرا المؤمنين بالجنة، ومنذرا الكافرين بالنار، وليس مسئولا صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمن مات كافرا، ولم يؤمن برسالته.

قال الإمام السيوطي : والذي يُقطع به أن الآية في كفار أهل الكتاب كالآيات السابقة عليها والتالية لها، لا في أبويه صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى: (إنا أرسلناك بالحق) .. كلمة فيها من التثبيت ما يقضي على شبهات المضللين، ومحاولات الكائدين، وتلبيس الملفقين.

وفي جرسها صرامة توحي بالجزم واليقين.

(بشيرا ونذيرا)
.. وظيفتك البلاغ والأداء، تبشر الطائعين وتنذر العصاة، فينتهي دورك.

(ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) .. الذين يدخلون الجحيم بمعصيتهم، وتبعتهم على أنفسهم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأحد 6 سبتمبر 2009 - 15:03


{ اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ }



يخبر تعالى عن تمام علمه الذي لا يخفى عليه شيء، وأنه محيط بما تحمله الحوامل من كل الإناث، أي ما حملت من ذكر أو أنثى، أو حسن أو قبيح، أو شقي أو سعيد، أو طويل العمر أو قصيره .

ومعرفة البشر نوع الجنين ذكرا كان أو أنثى بالتحليل الكيميائي أو بالأشعة مثلا، لا يخل باختصاص الله تعالى بمعرفة شئون أخرى للحمل، فأنى لعلم البشر المحدود أن يصل إلى علم الله تعالى، فإن الله عز وجل يعلم كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الجنين ، والتي لا يمكن للعلم الحديث _مهما بلغ من رقي وتقدم_ أن يعلمها، كأجل الجنين الذي كتبه له الله ورزقه وشقي هو أم سعيد، وهل سيتزوج أم لا ومن هي زوجه... إلخ ، فكل هذه التفاصيل لا يمكن للعلم الحديث أن يصل إليها أبدا.

إن الله يعلم ما تحمل كل أنثى في رحمها من أنواع الأجنة وصفاتها وأحوالها وأعمارها، وغير ذلك، وما تنقص الأرحام بخروج الأولاد ومدة الحمل ونقص الأعضاء وظهور الحيض، وما تمر به الأجنة من أطوار النمو يوما بعد يوم، وكل شيء عنده بمقدار محدد ونسبة ثابتة معلومة.

قال البخاري عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، لا يعلم ما في غد إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله.

فسبحان من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالإثنين 7 سبتمبر 2009 - 16:00


{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }



هذا من لطف الله تعالى: أنه يرسل إليهم رسلا منهم بلغاتهم، ليفهموا عنهم ما يريدون وما أرسلوا به إليهم، وبعد البيان وإقامة الحجة عليهم يضل الله من يشاء عن وجه الهدى، ويهدي من يشاء إلى الحق، وهو العزيز الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، الحكيم في أفعاله فيضل من يستحق الإضلال، ويهدي من هو أهل لذلك.

ولا حجة للعجم وغيرهم في هذه الآية؛ لأن كل من تُرْجِمَ له ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ترجمة يفهمها لزمته الحجة.

ما يفعل الله _ سبحانه_ بعذاب خلقه، وهم صنعته؟! إنه يبين لهم مراداته عن طريق رسله بيانا مبينا، بيان هداية وإرشاد.

ثم يعين بفضله من استسلم له وانقاد، ويُهين من أعرض عن جانبه وكفر.

وهذه سنة الله في خلقه، لم يرسل رسولا من الأمم السابقة إلا متكلما بلغة قومه الذين بعث فيهم، ليفهموا عنه شرع الله تعالى، ويبين لهم ما أتى به من الشريعة، ويكون المضل والهادي بعد هذا البيان هو الله عز وجل، وهو سبحانه هو القوي في ملكه، الحكيم في صنعه، فلا يهدي ولا يضل إلا لحكمة.

وليس الإضلال والهداية أمرا جبريا، وإنما الإضلال يكون بسبب التمادي في الكفر والعناد، والهداية بالتوفيق والرعاية تكون بسبب الاستسلام والإيمان.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأربعاء 9 سبتمبر 2009 - 13:49


{ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }



لما تقدم الثناء على المسئول تبارك وتعالى ناسب أن يعقب بالسؤال، وهذا أكمل أحوال السائل؛ أن يمدح مسئوله ثم يسأل حاجته، لأنه أنجح للحاجة، وأنجع للإجابة.

والهداية هنا: الإرشاد والتوفيق، و"اهدنا": دعاء ورغبة من المربوب إلى الرب؛ والمعنى: أرنا طريق هدايتك الموصلة إلى أنسك وقربك. وأدم هدايتنا، فإن الإنسان قد يُهدى إلى الطريق ثم ينقطع به لهوى نفسه، أو لجمود عقله، أو لفتنة مزلة، أو لشبهة مضلة.

والصراط المستقيم: الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وقد فُسر الصراط بالإسلام، وقد اختلفت عبارات السلف والخلف في تفسير معنى الصراط، وإن كان يرجع حاصلها لشيء واحد وهو المتابعة لله وللرسول.

وقال مجاهد: الصراط المستقيم: الحق.

قال ابن جرير رحمه الله: والذي هو أولى بتأويل هذه الآية عندي أن يكون معنيا به: وَفِّقْنا للثبات على ما ارتضيته، ووفقت له من أنعمت عليه من عبادك، من قول وعمل، وذلك هو الصراط المستقيم؛ لأن من وُفق لما وُفق له من أنعم عليهم: من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فقد وفق للإسلام.

ولكن كيف يسأل المؤمن الهداية في كل وقت من صلاة وهو متصف بذلك ؟ والجواب: أن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى: في تثبيته على الهداية، ورسوخه فيها، واستمراره عليها، فأرشده تعالى إلى أن يسأله في كل وقت أن يمده بالمعونة والثبات والتوفيق، فقد أمر تعالى الذين آمنوا بالإيمان فقال: (يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله) والمراد: الثبات والمداومة على الأعمال المعينة على ذلك، والله أعلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالخميس 10 سبتمبر 2009 - 11:33


{ مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }



أي ما نبدل أو نغير حكم آية، أو نمحها من الذاكرة فنُنسيها حتى لا تُقرأ، إلا أتينا بما هو أنفع للناس منها عاجلا أو آجلا، أو بمثيل لها في النفع، سواء أكان الناسخ أخف أم أثقل وهو ذو ثواب أكثر، ألم تعلم أيها النبي أن الله قادر على كل شيء، ومنه نسخ الأحكام تحقيقا لمصلحة العباد.

لما طعن الكفار في النسخ وقالوا: إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا نزلت هذه الآية.

والمراد: ما من آية نمحها من قلبك إلا ونأتي بأفضل منها، وأنفع للعباد: في السهولة أو كثرة الأجر، أو ما يماثلها في التكليف والثواب؛ لأن الله على كل شيء قدير، ومنه النسخ.

إن الله يرشد عباده إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء، فله الخلق والأمر، فكما خلقهم كما يشاء، ويسعد من يشاء ويشقي من يشاء، ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء، كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء، ويبيح ما يشاء ويحظر ما يشاء، وهو الذي يحكم ما يريد، لا معقب لحكمه، ويختبر عباده بالنسخ، فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى، ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى, فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أخبروا، وامتثال ما أمروا، وترك ما عنه زجروا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالجمعة 11 سبتمبر 2009 - 19:47


{ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }



((بَلَى)) جواب سؤال تقديره أفليس يدخل الجنة أحد، ومن هو؟ فقيل: "بَلَى" ((مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ))، وخص الوجه لأنه أشرف الأعضاء، فإذا أسلمه الشخص فقد أسلم جميع جوارحه ((وَهُوَ مُحْسِنٌ)) في عمله ((فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))، فهو يدخل الجنة سواء كان يهوديًّا في زمان موسى أو نصرانيًّا في زمان عيسى أو مسلماً في زمان محمد أو من سائر الأمم في زمان أنبيائها (عليهم الصلاة والسلام)، وهكذا كلام معه دليله، إذ معيار الدخول في الجنة الإيمان والعمل الصالح، فلا يقال لمن يقول ذلك: "هات برهانك." فليس الأمر كما تقولون، بل يدخل الجنة من أسلم ذاته لله، وأخلص دينه وعبادته لربه، وهو محسن عمله، فله ثواب إيمانه وعمله عند ربه يوم القيامة، ولا خوف عليهم من العذاب، ولا يحزنون على ما فاتهم في الدنيا، بل هم في طمأنينة ونعيم.

وهنا تبرز سمة الإسلام الأولى: إسلام الوجه _ والوجه رمز على الكل _ ولفظ أسلم يعني الاستسلام والتسليم، الاستسلام المعنوي والاستسلام العملي .

ومع هذا فلا بد من الدليل الظاهر على هذا الاستسلام: (وهو محسن) .. فسمة الإسلام هي الوحدة بين الشعور والسلوك، بين العقيدة والعمل، بين الإيمان القلبي والإحسان العملي .. بذلك يستحق المؤمن هذا العطاء كله: الأجر المضمون لا يضيع عند ربهم .. والأمن الموفور لا يساوره الخوف، والسرور الفائض لا يمسه حزن ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأحد 13 سبتمبر 2009 - 0:38


{ وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا. أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا }



تعرض لنا هذه الآيات صورة من صور النفس البشرية حين تريد الضلال وتعمى عن الهداية فتفتح للجدل كل باب فهذه هي أسئلتهم: ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق؟ ما له بشر يتصرف تصرفات البشر؟ كيف يمكن أن يكون رسولا من عند الله يوحى إليه؟ وهم يرونه واحدا منهم من لحم ودم.

وهم لا يوحى إليهم.

لقد نفخ الله من روحه في هذا الإنسان، وبهذه النفخة الإلهية تميز وصار إنسانا، واستخلف في الأرض، وما كان الله ليدعه في هذه الخلافة دون عون منه، ودون هدي ينير له طريقه.

فلا عجب أن يختار الله واحدا من هذا الجنس ؛ صاحب استعداد روحي للتلقي ؛ فيوحي إليه ما يهدي به إخوانه إلى الطريق كلما غام عليهم الطريق..

ولكن الذين لا يدركون قيمة هذا المخلوق، ولا حقيقة التكريم الذي أراده الله له، ينكرون أن يتصل بشر بالله عن طريق الوحي..

يرون الملائكة أولى بهذا وأقرب: {لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا}، وكان من اعتراضاتهم الساذجة الجاهلة: أن هذا الرسول يمشي في الأسواق ليكسب رزقه.

فهلا كفاه الله ذلك، وحباه بالمال الكثير عن غير كد ولا عمل والله لم يرد لرسوله أن يكون له كنز ولا أن تكون له جنة.

لأنه أراد أن يكون قدوة كاملة لأمته ؛ ينهض بتكاليف رسالته الضخمة الهائلة، وهو في الوقت ذاته يسعى لرزقه كما يسعى رجل من أمته.

{وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} وهي كلمة ظالمة فاحشة، وقولتهم تلك يقصدون بها الإساءة إلى شخص رسول الله والتنقص منه.

إذ يمثلونه برجل سحر عقله، فهو يقول كلاما غريبا لا يقوله الطبيعيون من الناس.

والرد عليهم يوحي بالتعجيب من أمرهم: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال} وشبهوك بالمسحورين مرة، واتهموك بالتزوير مرة، ومثلوك برواة الأساطير مرة..

وهذا كله ضلال، وبعد عن إدراك الحق.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالإثنين 14 سبتمبر 2009 - 13:04


{ بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا. إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا. وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا. لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرا }



تلك هي حقيقة المجادلين يكشفهم ربهم أمام أنفسهم قيل الناس فما يدعونه من حجج إنما هي ستار لهذا الكفر الذي استقر في قلوبهم كذبوا بالساعة، وبلغوا هذا المدى من الكفر والضلال.

ثم يخبرنا الله عن الهول الذي ينتظر أصحاب هذه الفعلة الشنيعة.

إنها السعير التي إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا، وكأنها قد دبت فيها الحياة! فإذا هي تنظر فترى أولئك المكذبين بالساعة.

تراهم من بعيد! فإذا هي تتغيظ وتزفر فيسمعون زفيرها وتغيظها وهي تتحرق عليهم، وتصعد الزفرات غيظا منهم؛ وهي تتميز من النقمة، وهم إليها في الطريق! ثم هاهم أولاء قد وصلوا.

ألقوا مقرنين، قد قرنت أيديهم إلى أرجلهم في السلاسل.

وألقوا في مكان منها ضيق، يزيدهم كربة وضيقا، ويعجزهم عن التفلت والتململ.. ثم ها هم أولاء يائسون من الخلاص، مكروبون في السعير.

فراحوا يدعون الهلاك أن ينقذهم من هذا البلاء: {وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}.. فالهلاك اليوم أمنية المتمني، والمنفذ الوحيد للخلاص من هذا الكرب الذي لا يطاق ولكن الجواب يأتي ليقطع هذ الأمل الأخير{لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا}.

فهلاك واحد لا يكفي بل مهالك تتلوها مهالك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 15 سبتمبر 2009 - 12:15


{ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا. يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا }



هذه هي صداقات الدنيا حين تبنى فقط على مصالح الحياة ورغباتها ومتعها لا على الأهداف السامية والمبادئ العليا والآية تعرض مشهدا من مشاهد يوم القيامة يصور ندم الظالمين الضالين.

الذين أعان بعضهم بعضا على الضلال والظلم مشهد الظالم يعض علي يديه من الندم والأسف والأسى: يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا.

لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا فهو يعض علي يديه، فلا تكفيه يد واحدة يعض عليها.

إنما هو يداول بين هذه وتلك، أو يجمع بينهما لشدة ما يعانيه من الندم اللاذع يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا فسلكت طريقه ولم أفارقه وهو الذي دعاه الرسول كثيرا فكان ينكر رسالته ويستبعد أن يبعثه الله رسولا! فهل اتعظ الناس وجعلوا من صداقات الدنيا معوانا على الفوز في الآخرة قبل ألا ينفع الندم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأربعاء 16 سبتمبر 2009 - 0:38


{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا }



جاء هذا القرآن ليربي أمة، وينشئ مجتمعا، ويقيم نظاما.

والتربية تحتاج إلى زمن وإلى تأثر وانفعال بالكلمة، وإلى حركة تترجم التأثر والانفعال إلي واقع.

والنفس البشرية لا تتحول تحولا كاملا شاملا بين يوم وليلة بقراءة كتاب كامل شامل للمنهج الجديد.

إنما تتأثر يوما بعد يوم بطرف من هذا المنهج، وتعتاد علي حمل تكاليفه شيئا فشيئا..ولقد جاء القرآن بمنهاج كامل شامل للحياة كلها.

وجاء في الوقت ذاته بمنهاج للتربية يوافق الفطرة البشرية عن علم بها من خالقها.

فجاء لذلك منجما وفق الحاجات الحية للجماعة المسلمة، وهي في طريق نشأتها ونموها، جاء لينفذ حرفا حرفا وكلمة كلمة، وتكليفا تكليفا.

جاء لتكون آياته هي "الأوامر اليومية" التي يتلقاها المسلمون في حينها ليعملوا بها فور تلقيها، كما يتلقي الجندي في ثكنته أو في الميدان؛ الأمر اليومي مع التأثر والفهم والرغبة في التنفيذ؛ ومع الانطباع والتكيف وفق ما يتلقاه من أجل هذا كله نزل القرآن مفصلا.

يبين أول ما يبين عن منهجه لقلب الرسول ويثبته علي طريقه؛ ويتتابع علي مراحل الطريق آية بعد آية وجزءا بعد جزء: {كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}.. والترتيل هنا هو التتابع والتوالي وفق حكمة الله وعلمه بحاجات تلك القلوب واستعدادها للتقلي.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالخميس 17 سبتمبر 2009 - 7:20


{ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا }



هذا حديث عن فئة استحقت عن جدارة أن تنال هذا اللقب السامي "عباد الرحمن" وها هي ذي السمة الأولى من سماتهم: أنهم يمشون علي الأرض مشية سهلة هينة، ليس فيها تكلف ولا تصنع، فيها وقار وسكينة، وفيها جد وقوة وليس معنى: {يمشون على الأرض هونا} أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس، كما يفهم بعض الناس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح وإنما فيهم عزة الإسلام ورحمته {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاما} لا عن ضعف ولكن عن ترفع؛ لا عن عجز إنما عن استعلاء، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع. كما أنهم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ، بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم بين يدي الله قائمون ساجدون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالجمعة 18 سبتمبر 2009 - 9:34


{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا. إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }



سمة ثانية من سمات عباد الرحمن أنهم في قيامهم وسجودهم وتطلعهم وتعلقهم تمتلئ قلوبهم بالتقوى، والخوف من عذاب جهنم.

يقولون: {ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما. إنها ساءت مستقرا ومقاما}.. وهم يتوجهون إلى ربهم في ضراعة وخشوع ليصرف عنهم عذاب جهنم. ل

ا يطمئنهم أنهم يبيتون لربهم سجدا وقياما، ويتضرعون إلي ربهم أن يصرف عنهم عذابها، وأن ينجيهم من تعرضها وتصديها! {إن عذابها كان غراما}: أي ملازما لا يتحول عن صاحبه ولا يفارقه ولا يقيله ؛ فهذا ما يجعله مروعا مخيفا شنيعا، {إنها ساءت مستقرا ومقاما} وهل أسوأ من جهنم مكانا يستقر فيه الإنسان ويقيم. وأين الاستقرار وهي النار؟ وأين المقام وهو التقلب على اللظى ليل نهار!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالسبت 19 سبتمبر 2009 - 13:51


{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا }



وهذه سمة الإسلام التي يحققها في حياة الأفراد والجماعات؛ ويتجه إليها في التربية والتشريع، يقيم بناءه كله على التوازن والاعتدال. فيربي أفراده على أن تكون حياتهم نموذجا للقصد والاعتدال والتوازن: فالإسراف مفسدة للنفس والمال والمجتمع ؛ والتقتير مثله حبس للمال عن انتفاع صاحبه به، وانتفاع الجماعة من حوله {وكان بين ذلك قواما} فكما أن أمتهم هي أمة وسط بين الأمم وكما أن دينهم دين الوسطية بين الأديان وجب أن تكون أخلاق أتباعه أيضا أخلاق الوسطية بين المغالاة والتفريط

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 22 سبتمبر 2009 - 6:33


{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا. خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا }



هذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق: شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى الله.

وفي أولهم الذرية والأزواج، فهم أقرب الناس تبعة وهم أول أمانة يسأل عنها الرجال.

والرغبة كذلك في أن يحس المؤمن أنه قدوة للخير، يأتم به الراغبون في الله.

والغرفة ربما كان المقصود بها الجنة، أو المكان الخاص في الجنة، وأولئك الكرام الذين سبقت صفاتهم وسماتهم، يستقبلون في الغرفة بالتحية والسلام جزاء ما صبروا على تلك الصفات والسمات.

والاستقامة جهد لا يقدر عليه إلا بالصبر.

الصبر الذي يستحق أن يذكره الله في هذا الفرقان.

في مقابل جهنم التي يتضرعون إلى ربهم أن يصرفها عنهم لأنها ساءت مستقرا ومقاما، يجزيهم الله الجنة {خالدين فيها. حسنت مستقرا ومقاما} فلا مخرج لهم إلا أن يشاء الله.

وهم فيها على خير حال من الاستقرار والمقام.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأربعاء 23 سبتمبر 2009 - 6:49


{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }



كان الرجل في الجاهلية يغضب لأمر من امرأته فيقول: أنت علي كظهر أمي. فتحرم عليه، ولا تطلق منه.

وتبقى هكذا، لا هي حل له فتقوم بينهما الصلات الزوجية؛ ولا هي مطلقة منه فتجد لها طريقا آخر.

وكان هذا طرفا من العنت الذي تلاقيه المرأة في الجاهلية. فلما كان الإسلام وقعت هذه الحادثة التي تشير إليها هذه الآيات، ولم يكن قد شرع حكم للظهار.

فعن خولة بنت ثعلبة. قالت: في والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة.

قالت: كنت عنده، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه، قالت: فدخل علي يوما فراجعته بشيء فغضب، فقال: أنت علي كظهر أمي.

قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل علي، فإذا هو يريدني عن نفسي، قالت: قلت: كلا والذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه.

قالت: فواثبني، فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني.

قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا، ثم خرجت حتى جئت رسول الله فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه.

قالت: فجعل رسول الله يقول: يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه قالت: فوالله ما برحت حتى نزل في قرآن؛ فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي: يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنا.

ثم قرأ علي: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}.

إلى قوله تعالى: {وللكافرين عذاب أليم}.

فهذا هو الشأن الذي سمع الله ما دار فيه من حوار بين رسول الله والمرأة التي جاءت تجادله فيه.

وهذا هو الشأن الذي أنزل الله فيه حكمه من فوق سبع سماوات.

وهذا هو الشأن الذي تفتتح به سورة من سور القرآن: كتاب الله الخالد. تفتتح بمثل هذا الإعلان: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها }.

فإذا الله حاضر هذا الشأن الفردي لامرأة من عامة المسلمين، لا يشغله عن سماعه تدبيره لملكوت السماوات والأرض؛ ولا يشغله عن الحكم فيه شأن من شؤون السماوات والأرض! {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركما، إن الله سميع بصير}.

إنكما لم تكونا وحدكما.

لقد كان الله معكما.

وكان يسمع لكما.

لقد سمع قول المرأة.

سمعها تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله.

وعلم القصة كلها.

وهو يعلم تحاوركما وما كان فيه.

إن الله سميع بصير يسمع ويرى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالخميس 24 سبتمبر 2009 - 8:46


{ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ. يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }



صورة من صور الحرب والنكاية لفريق الذين يحادون الله ورسوله، أي الذين يأخذون لهم موقفا عند الحد الآخر في مواجهة الله ورسوله.

هؤلاء المحادون المشاقون المتبجحون: {كبتوا كما كبت الذين من قبلهم}.

والكبت القهر والذل.

والذين من قبلهم إما أن يكونوا هم الغابرين من الأقوام الذين أخذهم الله بنكاله وإما أن يكونوا الذين قهرهم المسلمون في بعض المواقع التي تقدمت نزول هذه الآية، كما حدث في غزوة بدر مثلا.

{وقد أنزلنا آيات بينات}.

تفصل هذه العبارة بين مصير الذين يحادون الله ورسوله في الدنيا ومصيرهم في الآخرة.

لتقرير أن هذا المصير وذاك تكفلت ببيانه هذه الآيات.

وكذلك لتقرير أنهم يلاقون هذه المصائر لا عن جهل ولا عن غموض في الحقيقة، فقد وضحت لهم وعلموها بهذه الآيات البينات.

ثم يعرض مصيرهم في الآخرة مع التعقيب الموحي الموقظ المربي للنفوس: {وللكافرين عذاب مهين. يوم يبعثهم الله جميعا، فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه. والله على كل شيء شهيد}.

والمهانة جزاء التبجح.

وهي مهانة يوم يبعثهم الله جميعا.

مهانة على رؤوس الجموع.

وهو عذاب يقوم على حق وبيان لما عملوا.

إن كانوا هم قد نسوه فإن الله أحصاه بعلمه الذي لا يند عنه شيء، ولا يغيب عنه خاف: {والله على كل شيء شهيد}.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالجمعة 25 سبتمبر 2009 - 5:42


{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}



تبدأ الآية بتقرير علم الله الشامل لما في السماوات والأرض على إطلاقه ثم تتدرج حتى تلمس ذوات المخاطبين وتمس قلوبهم بصورة من ذلك العلم الإلهي تهز القلوب: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا}.

وهي حقيقة في ذاتها، ولكنها تخرج في صورة لفظية عميقة التأثير.

صورة تترك القلوب وجلة ترتعش.

وحيث ما اختلى ثلاثة تلفتوا ليشعروا بالله رابعهم.

وحيث ما اجتمع خمسة تلفتوا ليشعروا بالله سادسهم.

وحيثما كان اثنان يتناجيان فالله هناك! وحيث ما كانوا أكثر فالله هناك.

إنها حالة لا يثبت لها قلب؛ ولا يقوى على مواجهتها إلا وهو يرتعش ويهتز.

{هو معهم أينما كانوا}.

{ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة}.

إن مجرد حضور الله وسماعه أمر هائل.

فكيف إذا كان لهذا الحضور والسماع ما بعده من حساب وعقاب؟ وكيف إذا ما كان يسره المتناجون وينعزلون به ليخفوه، سيعرض على الأشهاد يوم القيامة وينبئهم الله به في الملأ الأعلى في ذلك اليوم المشهود؟ وتنتهي الآية بصورة عامة كما بدأت: {إن الله بكل شيء عليم}.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالسبت 26 سبتمبر 2009 - 8:55


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}



ينادي الله عز وجل الذين آمنوا لينهاهم عن التناجي بما يتناجى به المنافقون من الإثم والعدوان ومعصية الرسول، ويذكرهم تقوى الله، ويبين لهم أن النجوى على هذا النحو هي من إيحاء الشيطان ليحزن الذين آمنوا، فليست تليق بالمؤمنين: ويبدو أن بعض المسلمين ممن لم تنطبع نفوسهم بعد بحاسة التنظيم الإسلامي، كانوا يجتمعون عندما تحزب الأمور، ليتناجوا فيما بينهم ويتشاوروا بعيدا عن قيادتهم.

الأمر الذي لا تقره طبيعة الجماعة الإسلامية، وروح التنظيم الإسلامي التي تقتضي عرض كل رأي وكل فكرة وكل اقتراح على القيادة ابتداء، وعدم التجمعات الجانبية في الجماعة.

وهنا يناديهم الله بصفتهم التي تربطهم به، وتجعل للنداء وقعه وتأثيره: {يا أيها الذين آمنوا}.

لينهاهم عن التناجي - إذا تناجوا - بالإثم والعدوان ومعصية الرسول.

ويبين لهم ما يليق بهم من الموضوعات التي يتناجى بها المؤمنون: {وتناجوا بالبر والتقوى}.

لتدبير وسائلهما وتحقيق مدلولهما.

والبر: الخير عامة. والتقوى: اليقظة والرقابة لله سبحانه، وهي لا توحي إلا بالخير. ويذكرهم بمخافة الله الذي يحشرون إليه، فيحاسبهم بما كسبوا.

وهو شاهده ومحصيه.

مهما ستروه وأخفوه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأحد 27 سبتمبر 2009 - 0:45


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}



يُعلِّم الله تبارك وتعالى الذين آمنوا أدبا آخر من آداب الجماعة: قال قتادة: نزلت هذه الآية في مجالس الذكر، وذلك أنهم كانوا إذا رأوا أحدهم مقبلا ضنوا بمجالسهم عند رسول الله فأمرهم الله تعالى أن يفسح بعضهم لبعض.

فالآية تحض على الإفساح للقادم ليجلس، كما تحض على إطاعة الأمر إذا قيل لجالس أن يرفع فيرفع.

وهذا الأمر يجيء من القائد المسئول عن تنظيم الجماعة. لا من القادم.

وعلى طريقة القرآن في استجاشة الشعور عند كل تكليف، فإنه يعد المفسحين في المجالس بفسحة من الله لهم وسعة: {فافسحوا يفسح الله لكم}.

ويعد الناشزين الذين يرفعون من المكان ويخلونه عن طاعة لأمر الرسول برفعة في المقام: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.

وذلك جزاء تواضعهم وقيامهم عند تلقي الأمر بالقيام.

{والله بما تعملون خبير}.

فهو يجزيهم عن علم ومعرفة بحقيقة ما يعملون، وبما وراءه من شعور مكنون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالإثنين 28 سبتمبر 2009 - 6:56


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}


يعلم القرآن الكريم الجماعة المسلمة أدبا آخر في علاقتهم برسول الله فيبدو أنه كان هناك تزاحم على الخلوة برسول الله ليحدثه كل فرد في شأن يخصه؛ ويأخذ فيه توجيهه ورأيه؛ أو ليستمتع بالانفراد به مع عدم التقدير لمهام رسول الله الجماعية؛ وعدم الشعور بقيمة وقته، وبجدية الخلوة به، وأنها لا تكون إلا لأمر ذي بال. فشاء الله أن يشعرهم بهذه المعاني بتقرير ضريبة للجماعة من مال الذي يريد أن يخلو برسول الله ويقتطع من وقته الذي هو من حق الجماعة. في صورة صدقة يقدمها قبل أن يطلب المناجاة والخلوة: وقد عمل بهذه الآية الإمام علي - كرم الله وجهه فكان معه كما روي عنه دينار فصرفه دراهم. وكان كلما أراد خلوة برسول الله لأمر تصدق بدرهم! ولكن الأمر شق على المسلمين. وعلم الله ذلك منهم. وكان الأمر قد أدى غايته، وأشعرهم بقيمة الخلوة التي يطلبونها. فخفف الله عنهم ونزلت الآية التالية برفع هذا التكليف؛ وتوجيههم إلى العبادات والطاعات المصلحة للقلوب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
metwally.mustafa
فريق أول
فريق أول
metwally.mustafa


عدد الرسائل : 4226
العمر : 38
الموقع : Egypt
العمل/الترفيه : automation engineer
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالإثنين 28 سبتمبر 2009 - 15:05

جزاك الله كل خير

_________________
I am so far behind, I think i am first
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالثلاثاء 29 سبتمبر 2009 - 11:43


{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}



تأتي هذه الآية لتقرر قاعدة ثابتة لا بد أن يقف عليها المؤمنون وهي المفاصلة الكاملة بين حزب الله وحزب الشيطان، والانحياز النهائي للصف المتميز، والتجرد من كل عائق وكل جاذب، والارتباط في العروة الواحدة بالحبل الواحد {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} فما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، وما يجمع إنسان في قلب واحد حبين حب الله ورسوله وحب أعداء الله ورسوله! فإما إيمان أو لا إيمان. أما هما معا فلا يجتمعان.

{ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} فروابط الدم والقرابة هذه تنقطع عند حد الإيمان. إنها يمكن أن تراعى إذا لم تكن هناك محادة وخصومة بين اللوائين: لواء الله ولواء الشيطان.

والصحبة بالمعروف للوالدين المشركين مأمور بها حين لا تكون هناك حرب بين حزب الله وحزب الشيطان. فأما إذا كانت المحادة والمشاقة والحرب والخصومة فقد تقطعت تلك الأواصر التي لا ترتبط بالعروة الواحدة وبالحبل الواحد. ولقد قتل أبو عبيدة أباه في يوم بدر. وهم الصديق أبو بكر بقتل ولده عبد الرحمن. وقتل مصعب بن عمير أخاه عبيد بن عمير. وقتل عمر وحمزة وعلي وعبيدة والحارث أقرباءهم وعشيرتهم. متجردين من علائق الدم والقرابة إلى آصرة الدين والعقيدة. وكان هذا أبلغ ما ارتقى إليه تصور الروابط والقيم في ميزان الله.

{أولئك كتب في قلوبهم الإيمان}. فهو مثبت في قلوبهم بيد الله مكتوب في صدورهم بيمين الرحمن. فلا زوال له ولا اندثار، ولا انطماس فيه ولا غموض !

{وأيدهم بروح منه}. وما يمكن أن يعزموا هذه العزمة إلا بروح من الله. وما يمكن أن تشرق قلوبهم بهذا النور إلا بهذا الروح.

{ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} جزاء ما تجردوا في الأرض من كل رابطة وآصرة؛ ونفضوا عن قلوبهم كل عرض من أعراضها الفانية.

{رضي الله عنهم ورضوا عنه}. وهذه صورة وضيئة راضية مطمئنة، ترسم حالة المؤمنين هؤلاء، في مقام عال رفيع. وفي جو راض وديع. ربهم راض عنهم. وأفسح لهم في جنابه، وأشعرهم برضاه. فرضوا. رضيت نفوسهم هذا القرب وأنست به واطمأنت إليه.

{أولئك حزب الله}. فهم جماعته المتجمعة تحت لوائه. المتحركة بقيادته. المهتدية بهديه. المحققة لمنهجه.

{ألا إن حزب الله هم المفلحون}. ومن يفلح إذن إذا لم يفلح أنصار الله المختارون ؟

وهكذا تنقسم البشرية إلى حزبين اثنين: حزب الله وحزب الشيطان. وإلى رايتين اثنتين: راية الحق وراية الباطل. فإما أن يكون الفرد من حزب الله فهو واقف تحت راية الحق، وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل. وهما صفان متميزان لا يختلطان ولا يتميعان !!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأربعاء 30 سبتمبر 2009 - 3:46


{هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}



من هذه الآيات نعلم أن الله هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب وساق المخرجين للأرض التي منها يحشرون، فلم تعد لهم عودة إلى الأرض التي أخرجوا منها.

{ما ظننتم أن يخرجوا، وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله} فلا أنتم كنتم تتوقعون خروجهم ولا هم كانوا يسلمون في تصور وقوعه! فقد كانوا من القوة والمنعة في حصونهم بحيث لا تتوقعون أنتم أن تخرجوهم منها كما أخرجوا. وبحيث غرتهم المنعة حتى نسوا قوة الله التي لا تردها الحصون!

{فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. وقذف في قلوبهم الرعب}. أتاهم من داخل أنفسهم! لا من داخل حصونهم! أتاهم من قلوبهم فقذف فيها الرعب، ففتحوا حصونهم بأيديهم. وقد كانوا يحسبون حساب كل شيء إلا أن يأتيهم الهجوم من داخل كيانهم. فهم لم يحتسبوا هذه الجهة التي أتاهم الله منها. وهكذا حين يشاء الله أمرا.

ولقد امتنعوا بدورهم وبيوتهم فسلطهم الله على هذه الدور والبيوت يخربونها بأيديهم، ويمكنون المؤمنين من إخرابها: {يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين}. هنا يجيء أول تعقيب: {فاعتبروا يا أولي الأبصار}. وهو هتاف يجيء في مكانه وفي أوانه والقلوب متهيئة للعظة متفتحة للاعتبار.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالسبت 3 أكتوبر 2009 - 0:41


{لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}


تقرر الآية حالة قائمة في نفوس المنافقين والذين كفروا من أهل الكتاب، تنشأ من حقيقتهم السابقة، ورهبتهم للمؤمنين أشد من رهبتهم لله.

وما تزال الأيام تكشف حقيقة الإعجاز في "تشخيص" حالة المنافقين وأهل الكتاب حيثما التقى المؤمنون بهم في أي زمان وفي أي مكان. بشكل واضح للعيان.

وتبقى الملامح النفسية الأخرى {بأسهم بينهم شديد}. {تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى} {ذلك بأنهم قوم لا يعقلون}.

والمظاهر قد تخدع فنرى تضامن الذين كفروا من أهل الكتاب فيما بينهم، ونرى عصبيتهم بعضهم لبعض، كما نرى تجمع المنافقين أحيانا في معسكر واحد.

ولكن الخبر الصادق من السماء يأتينا بأنهم ليسوا كذلك في حقيقتهم؛ إنما هو مظهر خارجي خادع. وبين الحين والحين ينكشف هذا الستار الخداع. وينكشف الحال عن نزاع في داخل المعسكر الواحد، قائم على اختلاف المصالح وتفرق الأهواء، وتصادم الاتجاهات.

إنما ينال المنافقون والذين كفروا من أهل الكتاب. من المسلمين. عندما تتفرق قلوب المسلمين، فلا يعودون يمثلون حقيقة المؤمنين التي عرضتها الآية في المقطع السابق في هذه السورة.

والقرآن يقر هذه الحقيقة في قلوب المؤمنين، ليهون فيها من شأن أعدائهم؛ ويرفع منها هيبة هؤلاء الأعداء ورهبتهم. ومتى أخذ المسلمون قرآنهم مأخذ الجد هان عليهم أمر عدوهم وعدو الله، وتجمعت قلوبهم في الصف الواحد، فلم تقف لهم قوة في الحياة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 4 Emptyالأحد 4 أكتوبر 2009 - 15:48


{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}




وتأتي تلك التسبيحة المديدة بأسماء الله الحسنى؛ وكأنما هي أثر من آثار القرآن في كيان الوجود كله، ينطلق بها لسانه وتتجاوب بها أرجاؤه؛ وهذه الأسماء واضحة الآثار في صميم هذا الوجود وفي حركته وظواهره، فهو إذ يسبح بها يشهد كذلك بآثارها: {هو الله الذي لا إله إلا هو}.

فتتقرر في الضمير وحدانية الاعتقاد، ووحدانية العبادة، ووحدانية الاتجاه، ووحدانية الفاعلية من مبدأ الخلق إلى منتهاه.

ويقوم على هذه الوحدانية منهج كامل في التفكير والشعور والسلوك، وارتباطات الناس بالكون وبسائر الأحياء. وارتباطات الناس بعضهم ببعض على أساس وحدانية الإله.

{عالم الغيب والشهادة}. فيستقر في الضمير الشعور بعلم الله للظاهر والمستور. ومن ثم تستيقظ مراقبة هذا الضمير لله في السر والعلانية؛ ويعمل الإنسان كل ما يعمل بشعور المراقب من الله المراقب لله، الذي لا يعيش وحده، ولو كان في خلوة أو مناجاة! ويتكيف سلوكه بهذا الشعور الذي لا يغفل بعده قلب ولا ينام !

{هو الرحمن الرحيم} فيستقر في الضمير شعور الطمأنينة لرحمة الله والاسترواح. ويتعادل الخوف والرجاء، والفزع والطمأنينة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رحاب آية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» فى رحاب حديث(اين المتحابون)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى التلاوة وعلوم القرءان-
انتقل الى: