| في رحاب آية | |
|
+3محمد مليطان metwally.mustafa gawhara 7 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الأربعاء 12 أغسطس 2009 - 0:06 | |
| { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
في هذه الآية يصور ربنا تبارك وتعالى حال الدنيا أبلغ تصوير، في أدق تعبير وأقربه إلى الأذهان حيث يوضح ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية حال الدنيا في تغيرها وتزينها وافتتان الناس بها كمثل ماء نزل من السماء، هذا الماء اختلط بالأرض فنتج عن هذا الاختلاط الزرع الذي يأكله الناس والأنعام، هذا الزرع بعدما كان أخضر جميلا يانعا سرعان ما تحول إلى هشيم تذروه الرياح.
وكأن هذه الأرض لم تكن عامرة بالأمس؛ هذه الحال التي تصير إليها الأرض مثل حال الدنيا التي يفرح الناس بها وبزخرفها وبتزينها ثم سرعان ما تزول بهم بلا رجعة !! وكل يخرج منها بما قدم من عمل كذلك يوضح الله عز وجل الآيات للناس رجاء أن يتفكروا ويعلموا ما ينفعهم وما يضرهم .
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الخميس 13 أغسطس 2009 - 5:57 | |
| { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }
يقول تعالى مذكرًا الناس قيام الساعة، وحشرهم من قبورهم إلى للحساب والجزاء: {ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا} في الدنيا أو القبور {إلا ساعة من النهار} لهول ما رأوا {يتعارفون بينهم} يعرف بعضهم بعضا إذا بعثوا.
ثم ينقطع التعارف لشدة الأهوال وهذا التعارف هو تعارف التوبيخ والافتضاح !! يقول بعضهم لبعض: أنت أضللتني وأغويتني وحملتني على الكفر؛ وليس هذا التعارف من قبيل الشفقة والرأفة والعطف.
{قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين } خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة، ولا خسارة أعظم من خسارة من فُرق بينه وبين أحبته يوم الحسرة والندامة.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الخميس 13 أغسطس 2009 - 18:37 | |
| { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }
في هذه الآية يوضح ربنا عز وجل الغرض الذي نزل القرآن لأجله، ألا وهو الموعظة البليغة باللغة التي عرفوها وألفوها {بلسان عربي مبين} هذه الموعظة اكتسبت أهميتها ومكانتها لأنها {من ربكم} من الله خالق هذه النفس ومدبر شئونها، وهو وحده العالم بما تخفي وما تعلن.
ثم بعد ذلك يبين ربنا تبارك وتعالى الحكمة الثانية التي نزل القرآن بها ألا وهي {وشفاء لما في الصدور} فالقرآن الكريم حقا شفاء حقيقي لما في الصدور، سواء كان هذا الذي في الصدور مرضا معنويا كالحقد والحسد والبغضاء وغيرها، أو كان هذا المرض حسيا ملموسا.
وبهذا وردت الأحديث التي توضح أن القرآن شفاء حقيقي للأمراض ومن هذه الأحاديث: ما أخرجه الطبراني عن أبي الأحوص قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن أخي يشتكي بطنه.
فوصف له الخمر فقال: سبحان الله...! ما جعل الله في رجس شفاء، إنما الشفاء في شيئين: القرآن والعسل، فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس.
وفي هذا دليل واضح على أن القرآن شفاء لما في الصدور؛ وهو كذلك مرشد ونعمة للمؤمنين قال تعالى {وهدى ورحمة للمؤمنين} والعلة في تخصيص المؤمنين بالذكر هنا لأنهم المنتفعون به دون ما سواهم.
فعلى الناس أن يتمسكوا بكتاب ربهم وأن يقتدوا به وأن يجعلوه نبراسا يضيء حياتهم.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية السبت 15 أغسطس 2009 - 5:37 | |
| { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }
في هذه الآية يبين ربنا تبارك وتعالى حال من يخافه ويرجو مغفرته ولقاءه وأن هذا حال من أحبه الله واختصه بولايته ومحبته، وهذه الولاية لا تأتي لأحد من الناس هكذا دون عمل أو بذل جهد بل لا بد لها من شروط، هذه الشروط فسرتها الآية التي بعدها {الذين آمنوا وكانوا يتقون} فهذا هو شرط الولاية التي يمنحها الله عز وجل لمن أحبه، ويعطيها لمن خافه واتقاه، لا كما يدعي بعض الحمقى والمغفلين أنهم أولياء لله، ولا كما يدعيه أهل الكتاب من أنهم أولياء لله من دون الناس فيرد القرآن عليهم بقوله تعالى: {قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين}.
وهذه الولاية شرف من الله عز وجل يمنحها لمن أحب من عباده، هذا الشرف يُغبط الأولياء عليه من الأنبياء والشهداء والملائكة كما ورد في الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن من عباد الله ناسا يغبطهم الأنبياء والشهداء، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب، لا يفزعون إذا فزع الناس ولا يحزنون إذا حزنوا، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
وهؤلاء أعد الله لهم البشرى في الحياة الدنيا والجزاء الأوفى يوم القيامة .
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الأحد 16 أغسطس 2009 - 12:27 | |
| { قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }
في هذه الآية يوضح ربنا تبارك وتعالى أنه غني عن الولد لأن الذي يحتاج إلى الولد هو الضعيف الذي يحتاج إلى عون من ذلك الولد، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا؛ لأنه سبحانه وتعالى له ما في السماوات وما في الأرض، والذي يملك هذا ويدبر أمره لا يحتاج إلى إعانة الولد، ولا إلى مناصرة أحد .
{إن عندكم من سلطان بهذا} إن من يدعي هذا الدعاء ليس لديه أي دليل يستدل به على ما يزعمه من الكذب والبهتان.
ثم تختم الآية بهذا الإنكار والوعيد لمن قال هذا القول، ومن اعتقد هذا الاعتقاد: {أتقولون على اللّه ما لا تعلمون}؟
فالعقيدة الإسلامية عقيدة سهلة ميسرة لا غموض فيها ولا التباس ولا جدال، الله وحده هو الخالق وهو الرازق وهو المحيي وهو المميت وهو المنزه عن الصاحبة والولد، سبحانه .
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الإثنين 17 أغسطس 2009 - 1:52 | |
| { وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
يبين ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية أن الخير والشر والنفع والضر إنما هو راجع إلى اللّه تعالى وحده، روى الحافظ ابن عساكر، عن أنَس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات ربكم، فإن للّه نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، واسألوه أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم}.
هذه هي العقيدة الصحيحة التي ينبغي أن يعتقدها الناس.
وفي هذا المعنى جاء حديث النبي صلى الله عليه وسلم (( واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك)) .
وفي هذه الآية أكبر دليل على عظمة هذا الدين وكماله، وأنه لا سيطرة فيه لكهنوت، أو خوف من أحد، ولا سلطان لأحد على أحد إلا سلطان الله عز وجل.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الثلاثاء 18 أغسطس 2009 - 9:39 | |
| { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }
يبين ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنه لم يقصر معهم في تبليغهم هذا الهدى، ولم يترك طريقا من طرق الخير إلا ودلهم عليه، ولم يترك بابا من أبواب الشر إلا ونهاهم عنه، لكنهم عاندوا وتكبروا فبين لهم القرآن أن من اهتدى به واتبعه فإنما يعود نفعه على نفسه، ومن ضل عنه فإنما يرجع وبال ذلك عليه، {وما أنا عليكم بوكيل}، أي وما أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين وإنما أنا نذير لكم، والهداية على اللّه تعالى.
وهذه الآية من أعظم الآيات في إقامة الحجة على أهل مكة ومن حولهم، من الذين جحدوا هذا الدين في كل زمان وفي كل مكان، أن الهداية بالاختيار، وليس بالإجبار { فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الأربعاء 19 أغسطس 2009 - 0:13 | |
| { وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }
أمر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما سيلاقيه من أذى ومشقة من جراء استقامته على منهج الله عز وجل ودعوة الناس إلى هذا المنهج فالآية تشتمل على أمره صلى الله عليه وسلم بالاستقامة في الدعوة وتسليته فيما يصيبه، ووعده بأن العاقبة الحسنى له ولمن سلك طريقه وسار على دربه.
وفي هذه الآية دليل على أن أصحاب الدعوات لا بد أن يُمتحنوا، ويُبتلوا، ولا بد أن يصبروا على الأذى والإعراض الذي يتعرضون له من أقوامهم وذلك { حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ } والله عز وجل حينما يحكم_ يحكم بما فيه قرة للعين وتسلية للصدر لأنه سبحانه خير الحاكمين. فإلى كل من يسير في طريق الدعوة إلى عز وجل كانت هذه الآية.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الخميس 20 أغسطس 2009 - 2:22 | |
| {وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}
يبين ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآية جزاء الاستغفار، والرجوع إليه سبحانه وهذا الجزاء هو {يمتعكم متاعا حسنا} فهذه ثمرة الاستغفار والتوبة، أي يمتعكم بالمنافع ثم سعة الرزق ورغد العيش، ولا يستأصلكم بالعذاب كما فعل بمن أهلك قبلكم.وقال سهل بن عبدالله: المتاع الحسن ترك الخَلْق والإقبال على الحَقّ.
وقيل: هو القناعة بالموجود، وترك الحزن على المفقود.
{إلى أجل مسمى} المتاع في الدنيا إلى الأجل الذي حدده الله تعالى، ثم يوم القيامة يؤت كل ذي فضل فضله، دون ظلم لأحد، أو نقص لحق.
ونلحظ في الآية تقديم الاستغفار على التوبة فما علة ذلك؟ قيل : إنما قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب، والتوبة هي السبب إليها؛ فالمغفرة أول في المطلوب وآخر في السبب.
ويحتمل أن يكون المعنى استغفروه من الصغائر، وتوبوا إليه من الكبائر، والله أعلم.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الجمعة 21 أغسطس 2009 - 2:04 | |
| {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}
أخبر تعالى أنه متكفل بأرزاق المخلوقات من سائر دواب الأرض، صغيرها وكبيرها وأنه يعلم مستقرها، أي يعلم أين منتهى سيرها في الأرض وأين تأوي إليه ، عن ابن عباس: {ويعلم مستقرها} أي حيث تأوي {ومستودعها} حيث تموت، وعن مجاهد: {مستقرها} في الرحم {ومستودعها} في الصلب، فجميع ذلك مكتوب في كتاب عند اللّه.
وفي هذه الآية دليل على مدى عظمة الله عز وجل، وعلى مدى لطفه بخلقه، فهو سبحانه وتعالى يرزقهم من طيبات ما خلق، وهو سبحانه يعلم مكانهم الذي يعيشون فيه، ويعلم سبحانه ما يسرون وما يعلنون، كل ذلك عند الله في كتاب مبين.
وفي هذه الآية أيضا تأصيل لجانب مهم في حياة المؤمن ألا وهو جانب الإيمان بأن الله هو الرزاق، وأن أحدا من خلقه لا يستطيع أن يرزق نفسه فضلا عن أن يرزق غيره.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية السبت 22 أغسطس 2009 - 2:34 | |
| { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ. وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ. إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ }
ذكر سبحانه وتعالى في هذه الآيات ما الإنسان مطبوع عليه عند الشدة والبلاء من اليأس والكفر وعند الرخاء والنعماء من الفرح والفخر، ومغزى الكلام أنه مخلوق كليل البصر قصير النظر إنما يرى ما يجده في حاله الحاضرة، ويذهل عما دون ذلك فإن زالت عنه نعمة لم ير لها عودة وأنها كانت من عند الله سبحانه، وله تعالى أن يعيدها إليه إن شاء حتى يصبر على بلائه ويتعلق قلبه به بالرجاء والمسألة، وإن عادت إليه نعمة بعد زوالها رأى أنه يملكها ففرح وفخر ولم ير لله تعالى صنعا في ذلك حتى يشكره عليها ويكف عن الفرح وعن التطاول على غيره بالفخر.
{إلا الذين صبروا} أي على الشدائد والمكاره، {وعملوا الصالحات} أي في الرخاء والعافية، {أولئك لهم مغفرة} أي بما يصيبهم من الضراء {وأجر كبير} بما أسلفوه في زمن الرخاء كما جاء في الحديث: (والذي نفسي بيده لا يصيب المؤمن هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا غفر اللّه عنه بها من خطاياه).
وفي الصحيحين: (والذي نفسي بيده لا يقضي اللّه للمؤمن قضاء إلا كان خيراً له إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك لأحد غير المؤمن).
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية السبت 22 أغسطس 2009 - 19:40 | |
| { أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }
يبين ربنا تبارك وتعالى في هذه الآية الكريمة مدى إعجاز القرآن الكريم، وأنه من عند الله؛ ويبين ربنا في هذه الآية حجج المبطلين الذين قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قال هذا القرآن وألفه من عند نفسه، أو أن أحد الأعاجم قد علمه القرآن، أو غير ذلك، فتحداهم الله عز وجل في صُلب لغتهم بداية بأن يأتوا بعشر سور من مثل هذا القرآن فعجزوا، ونهاية بأن يأتوا بآية واحدة فعجزوا؛ فبان من هذا التحدي أن هذا الكلام من عند الله وأنه لا يستطيع أحد أن يأتي بمثله، ولا بما يشابهه في الفصاحة والبلاغة والجزالة.
وإنك لتلحظ مدى إعجاز هذا الكتاب الخالد، إذا علمت على أي قوم نزل، فهم من هم في البلاغة واللغة ومع ذلك عجزت قرائحهم عن الإتيان ولو ببعض آية؛ فسبحان من هذا كلامه.
ولم تتوقف يد العابثين في القرآن إلى اليوم فنجد بعضهم يحاول أن يقلد آيات القرآن، ويحاول أن يغير بعض كلامه، لكنهم لن يستطيعوا فعل ذلك لأن الذي تكفل بحفظه هو منزِّله سبحانه وتعالى القائل في محكم كتابه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الإثنين 24 أغسطس 2009 - 3:24 | |
| { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
إن معنى الجاهلية في ضوء هذه الآية ليس فترة من الزمان ولكنها وضع من الأوضاع، هذا الوضع يوجد بالأمس ويوجد اليوم ويوجد غدا فيأخذ صفة الجاهلية المقابلة للإسلام والمناقضة للإسلام .
والناس في أي زمان وفي أي مكان إما أنهم يحكمون بشريعة الله دون فتنة عن بعض منها ويقبلونها ويسلمون بها تسليما فهم إذن في دين الله وإما أنهم يحكمون بشريعة من صنع البشر في أي صورة من الصور ويقبلونها، فهم إذن في جاهلية وهم في دين من يحكمون بشريعته وليسوا بحال في دين الله والذي لا يبتغي حكم الله يبتغي حكم الجاهلية والذي يرفض شريعة الله يقبل شريعة الجاهلية ويعيش في الجاهلية.
ثم يسألهم سؤال استنكار لابتغائهم حكم الجاهلية وسؤال تقرير لأفضلية حكم الله: "ومن أحسن من الله حكما لقوم يؤمنون" والجواب _بالطبع_: لا أحد أحسن حكما من الله عز وجل، خالق البشر، العالم بما يصلحهم وينفعهم، فينبغي لمن أيقن أن حكم الله أحسن من حكم البشر أن يلتزم بأمره ، وينفذ حكمه في واقع حياته ، ولا يكتفي بمجرد الإيمان دون التطبيق الفعلي وإلا كان زعمه كاذبا وادعاؤه غير صحيح.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 4:41 | |
|
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
يخبر الله تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر وتركوا ما عنه زجر؛ أنهم {إذا مسهم} أي أصابهم {طائف من الشيطان} تذكروا عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب "فإذا هم مبصرون"، وسواء كان الطائف الذي مسهم هو الهم بالذنب أو هو الذنب نفسه فإنهم سرعان ما يرجعون إلى خالقهم، ويستيقظون مما كانوا فيه من غفلة، ويفيقوا من تلك الركضة.
ذكر الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة عمرو بن جامع: أن شابا كان يتعبد في المسجد فهوته امرأة فدعته إلى نفسها فما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل فذكر هذه الآية "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون" فخر مغشيا عليه ثم أفاق فأعادها فمات فجاء عمر فعزى فيه أباه وكان قد دفن ليلا فذهب فصلى على قبره بمن معه ثم ناداه عمر فقال يا فتى "ولمن خاف مقام ربه جنتان" فأجابه الفتى من داخل القبر: يا عمر قد أعطانيهما ربي عز وجل في الجنة مرتين.
وهذا هو جزاء المتقين.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الأربعاء 26 أغسطس 2009 - 2:20 | |
| { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبَّ الْعَالَمِينَ }
إنه التجرد الكامل لله ، بكل خالجة في القلب وبكل حركة في الحياة؛ بالصلاة والاعتكاف وبالمحيا والممات، بالشعائر التعبدية وبالحياة الواقعية وبالممات وما وراءه .
إنها تسبيحة التوحيد المطلق، والعبودية الكاملة، تجمع الصلاة والاعتكاف, والمحيا والممات، وتخلصها لله وحده لله رب العالمين، القوام المهيمن المتصرف المربي الحاكم للعالمين، وبذلك أمرت فسمعت وأطعت وأنا من المسلمين.
فلا بد من التجرد لله تعالى في جميع التصرفات والأفعال فلا تُصْرف لحظة إلا وهي خالصة لله، فعبادتي لله وذبحي وقرباتي لله وحياتي لله ومماتي لله، فهو المقصود لذاته في جميع الأفعال، فلا يجوز صرف عبادة ولا جزء منها لغيره وإلا فقد جَعلت لله شريكا حاشاه ذلك فهو رب العالمين .
فمن عاش لله ولتوحيد الله سرى هذا التوحيد في دمائه، حتى ينبض قلبه بحب الله فلا يرى إلا ما يرضيه، ولا يقترف إلا ما يُقربه من حبيبه، شوقا إليه وإجلالا له، حتى يرتقي إلى منزلة الولاية فيكون وليا لله حقا، فيعيش وقلبه بذكر الله عامر، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ما يفعل أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أنا سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة ، فكان حاله كما قال تعالى في الحديث القدسي: (كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه).
فاللهم اجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهك الكريم، آمين.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الخميس 27 أغسطس 2009 - 9:50 | |
| { وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }
إن الدنيا إلى زوال والآخرة هي دار القرار، فكيف يتعلق بالدنيا من هو راحل عنها؟! فقد كان سلفنا رضي الله عنهم يغتنمون هذه الأوقات، ويتقربون إلى الله فيها بالطاعات، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون أن لا يقبلها رب الأرض والسماوات، وحالهم كما قال ربهم: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) .
ورحم الله ابن القيم حين قال : ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن .
أُخيّ إنما الحياة زينة، سرعان ما تتبدل وهي حلوة فما أسرع ما تتكدر ثم تأتي بعدها مضراتها وحسراتها ! فهل رأيت فيها شيئا يبقى على حاله؟ فالثمرة بعد ينوعها تسقط، والزهرة بعد تفتحها وبدو جمالها تذبل، والإنسان بعد فتوته وقوته يضعف ! فهذه حقيقتها وحقارتها.
والدار الآخرة هي دار القرار هي الحيوان أي الحياة الحقيقية_ لا انقطاع فيها ولا فناء، فهي خير لمن اغتنم الأوقات وعمل فيها بطاعة الله، أما من اتخذ الدنيا لعبا ولهوا فالنار مثواه، فالبدار البدار قبل أن يجهز علينا ملك الموت فليس من الموت نجاة، وحاسب نفسك على ما قصرت، فالصدق مع النفس منجاة، وابكِ على ما فرطت، وسل الله العفو والمعافاة، علّه يصفح عما فات ويبدل السيئات إلى حسنات، (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الجمعة 28 أغسطس 2009 - 5:28 | |
| { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }
هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة، حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه.
ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه ولا دين إلا ما شرعه.
وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه، كما قال تعالى: "وتمت كلمة ربك صدقا وعدل" أي صدقا في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين تمت عليهم النعمة ولهذا قال تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام وأنزل به أشرف كتبه.
وعندما يقف المؤمن أمام ارتضاء الله الإسلام دينا للذين آمنوا يقف أمام رعاية الله سبحانه وعنايته بهذه الأمة حتى ليختار لها دينها ويرتضيه .. وهو تعبير يشي بحب الله لهذه الأمة ورضاه عنها ، حتى ليختار لها منهج حياتها .
وإن ارتضاء الله الإسلام دينا لهذة الأمة، ليقتضي منها ابتداء أن تدرك قيمة هذا الاختيار ثم تحرص على الاستقامة على هذا الدين جهد ما في الطاقة من وسع وقدرة.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية السبت 29 أغسطس 2009 - 0:36 | |
| { بل يداه مبسوطتان وَقَالَتِ الْيهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلّت أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسوطتَانِ يُنفِقُ كَيْف يَشاءُ }
هذه هي طبيعة اليهود المريضة : التطاول والتعدي على غيرهم .
لا يفرقون في ذلك بين خالق ومخلوق فلقد امتد هذا التطاول إلى رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه !!! فوصفوا الله تعالى بالفقر فقالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء) ، وافتروا على الله الكذب وحرفوا في كتبه فقال تعالى عنهم: (يحرفون الكلم عن مواضعه).
وكذبوا وقاتلوا رسله فقال تعالى موبخًا لهم: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) ؟ .
فكانت عاقبتهم قسوة القلب والطبع عليها (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية) ، (بل طبع الله عليها بكفرهم) .
وفي هذه الآية يصفون الله تعالى بالبخل والشح وعدم البذل...!!! فكيف ذلك ولم يضيق عليهم إلا بعد كفرهم وعنادهم وردهم لما بُعث به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فعاقبهم الله بما يستحقون، والجزاء من جنس العمل (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) أي أمسكت أيديهم عن الخيرات ، وقيل هو دعاء عليهم بالفقر والحاجة (ولعنوا بما قالوا) فمِنْ لَعْنِهِمْ: أنْ مسخوا قردة وخنازير، ومن لعنهم: أن جعلت قلوبهم قاسية ، ومن لعنهم: أن لهم في الآخرة عذاب النار خالدين مخلدين فيها وبئس المصير .
ثم عقب بقوله : (بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء) فعبر سبحانه بالتثنية مع أنهم عبروا بالإفراد في قوله (يداه) ليكون رد قولهم أبلغ وأدل على إثبات غاية السخاء لله تعالى ونفي البخل عنه ، بل هو ينفق ما يشاء كيف يشاء ، فيضيق على الكافر ، ويوسع على المؤمن بأن يبارك له فيما يعطيه له ويرضيه به ، وذلك من كمال حكمته وقدرته سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الأحد 30 أغسطس 2009 - 12:38 | |
| { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ }
فمن يرد الله أن يهديه للإيمان به وبرسوله وما جاء به من عند ربه يوفقه لذلك, ويُفسح له صدره وييسره له، بلطفه ومعونته, حتى يستنير الإيمان في قلبه, فيضيء له ويتسع له صدره بالقبول ، فهذه علامات على الخير كقوله تعالى: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه" الآية وقال تعالى: "ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون".
روى ابن أبي حاتم بإسناده عن أبي جعفر قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم "فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام" قال: إذا دخل الإيمان القلب انفسح له القلب وانشرح قالوا: يا رسول الله هل لذلك من أمارة؟ قال: نعم؛ الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل الموت.
ويقول تعالى ذكره: ومن أراد الله إضلاله عن سبيل الهدى يشغله بكفره، وصده عن سبيله, ويجعل صدره _ بخذلانه وغلبة الكفر عليه _ حرجا أي شديد الضيق لا يستطيع معه التنفس فهو في ضيق شديد.
وهذه الآية من الإعجاز القرآني في مجال العلوم الحديثة حيث قُدم بحث في المؤتمر العلمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في إسلام آباد عن حالة الصدر في طبقات الجو العليا وقد جاء فيه : إن لنا حويصلات هوائية.
والأوكسجين إذا دخل في الهواء ينفخ هذه الحويصلات الهوائية فنراها منتفخة, لكن إذا صعدنا إلى طبقات الجو العليا ينقص الهواء, وينقص الأكسجين فيقل ضغطه فتنكمش هذه الحويصلات ويقل الأكسجين فإذا انكمشت هذه الحويصلات ضاق الصدر، ويتحرج التنفس، ويصبح صعبا ويصاب صاحبه بالإغماء , ويميل إلى أن يقذف وتأخذه دوخة, ويكون التنفس حادا جدا.
وكلما صعد الإنسان إلى أعلى نقص الأكسجين فيتعذر التنفس وتتحرج العمليات الحيوية , ويضيق الصدر لعدم وجود هواء يضغط على هذه الحويصلات الهوائية بل على بعد 000,25 قدم تتمدد الغازات في المعدة فتضغط على الحجاب الحاجز فيضغط على الرئتين ويضيق الصدر , كل هذا تشير إليه آيتنا التي نتناولها.
فمن أدرى محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا ؟ أكان يملك من الأجهزة ما يمكنّه من معرفة مثل هذه الأمور ؟!! أم هو الوحي الذي يأتيه ممن لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء ؟
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الإثنين 31 أغسطس 2009 - 5:07 | |
| { أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشاءُ وَاللّهُ عَلى كلِّ شيْءٍ قَدِيرٌ }
اعلم أيها العبد أن الله له السلطان القاهر والاستيلاء الشامل، المستلزمان للقدرة التامة على التصرف في ملكوت السماوات والأرض، وفيما اشتملا عليه من الخلائق إيجادا وإعداما إحياء وإماتة وتدبيرا ورزقا .
وذكر الله السماوات بصيغة الجمع ولم يفردها لبيان سعة ملكه ، فالسماء الأولى بالنسبة إلى الثانية كحلقة في فلاة (صحراء) والثانية إلى الثالثة كذلك والثالثة إلى الرابعة كذلك إلى السابعة، والسابعة في الكرسي كحلقة في فلاة والكرسي في العرش كحلقة في فلاة.
ومن فوقه رب العزة جل جلاله وتقدست أسماؤه.
إن السماوات بأفلاكها ومجراتها وشموسها وكواكبها كل ذلك معترف بربوبيته، خاضع لمشيئته وسلطانه.
لا يخرج أي من منها عن تسخيره لهم ولسان حالهم يقول: (أتينا طائعين) .
وذكْر الأرض مفردة إشارة إلى أن الأرضين طبقات متقاربة وهن سبع أرضين كما قال تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن) أي سبع مثلهن، ولم تشر الآية إلى ملكية الله لما عليها؛ لأنه معلوم أن من ملك شيئا خضع له متعلقاته.
أو لأنهم هم المخاطبون بذلك ولم يشر لهم للتحقير من شأنهم لأن ذكره لما هو أكبر منهم وأعظم خلقا فيه إشارة إلى سفاهة عقول من حادوا عن طريق هذا النبي العظيم.
واختتمت الآية بأن الأمر راجع إليه سبحانه، يعذب من صد عن دينه ومن حادّ رسوله وحاربه، ولكن رحمته ومغفرته محيطة بمن آمن به، والعاقبة لهم وذلك كله لكمال قدرته فهو على كل شيء قدير .
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الثلاثاء 1 سبتمبر 2009 - 11:24 | |
| { اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }
أي هذا أمر لك يا محمد ولمن معك من المؤمنين باتباع ما أوحي إليك من ربك من أمر التوحيد وأصول شرائع الدين من غير أن يصدك ما تشاهده من استكبار المشركين عن الخضوع لكلمة الحق والإعراض عن دعوة الدين.
ولا تشغل قلبك وخاطرك بهم, بل اشتغل بعبادة الله والدعوة لهذا الدين فإن ما أوحي إليك من ربك هو الحق الذي لا مرية فيه لأنه منزل من ربك بالحق.
اتبع ما أوحي إليك من ربك الذي له العناية البالغة بك والرحمة المشتملة عليك إذ خصك بوحيه وأيدك بروح الاتباع، وأعرض عن هؤلاء المشركين لا بأن تدعهم وما يعبدون وتسكت راضيا بما يشركون فيكون ذلك إمضاء للوثنية فإنما الإله واحد؛ وهو ربك الذي يوحي إليك، لا إله إلا هو، بل إن تعرض عنهم فلا تجهد نفسك في حملهم على التوحيد ولا تتحمل ما يفوق طاقتك فإنما عليك البلاغ ولست عليهم بحفيظ ولا وكيل، وإنما الحفيظ الوكيل هو الله؛ ولم يشأ لهم التوحيد، ولو شاء ما أشركوا لكنه تركهم وضلالهم لأنهم أعرضوا عن الحق واستنكفوا عن الخضوع له.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الأربعاء 2 سبتمبر 2009 - 11:22 | |
| { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }
الله مبدع السماوات والأرض، فهو خالقهما على غير مثال سبق، وإذا أراد شيئا أو خلقا أو تدبيرا، قال للشيء الذي يريده: كن فيكون، أي فيوجد فورا؛ لكمال قدرته.
وتوجه الإرادة يتم بكيفية غير معلومة للإدراك البشري، لأنها فوق طاقة الإدراك البشري .
فمن العبث إنفاق الطاقة في اكتناه هذا السر، والخبط في التيه بلا دليل ! وتلخيص المعتقد في هذه الآية: أن الله عز وجل لم يزل آمرا للمعدومات بشرط وجودها، قادرا مع تأخر المقدورات، عالما مع تأخر المعلومات.
فكل ما في الآية يقتضي الاستقبال فهو بحسب المأمورات؛ إذ المحدثات تجيء بعد أن لم تكن.
وكل ما يسند إلى الله من قدرة وعلم، فهو قديم ولم يزل .
والمعنى الذي تقتضيه عبارة (كن) : هو قديم قائم بالذات.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الخميس 3 سبتمبر 2009 - 0:22 | |
| { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
لا أحد أظلم ممن منع عبادة الله في المساجد، وسعى في هدمها، أولئك الآثمون ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا المساجد إلا خائفين من عقاب الله، ولهم في الدنيا ذل وهوان، وفي الآخرة عذاب شديد في النار.
قال ابن عباس: نزلت في مشركي أهل مكة، الذين منعوا المسلمين من ذكر الله تعالى في المسجد الحرام، ومنعوا النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام.
إن إطلاق النص يوحي بأنه حكم عام في منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، والسعي في خرابها.
كذلك الحكم الذي يرتبه على هذه الفعلة، ويقرر أنه هو وحده الذي يليق أن يكون جزاء لفاعليها، وهو قوله تعالى: (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) .. أي أنهم يستحقون الدفع والمطاردة والحرمان من الأمن، إلا أن يلجئوا إلى بيوت الله مستجيرين محتمين بحرمتها مستأمنين.
أو ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله إلا في خوف من الله، وخشوع لجلالته في بيوته.
فهذا هو الأدب اللائق ببيوت الله، المناسب لمهابته وجلاله العظيم.
| |
|
| |
gawhara لواء
عدد الرسائل : 1601 العمر : 51 تاريخ التسجيل : 04/12/2008
| موضوع: رد: في رحاب آية الجمعة 4 سبتمبر 2009 - 9:02 | |
| { وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
لله ملك المشرق والمغرب وما بينهما، فأي جهة تتجهون فيها في صلاتكم، فهناك الجهة أو القبلة التي يرضى بها الله، إن الله واسع الرحمة بعباده، عليم بما يصلحهم .
نزلت هذه الآية _كما ذكر الطبري_ قبل الأمر بالتوجه إلى استقبال الكعبة في الصلاة، وفيها إبطال ما كان يعتقده أرباب الملل السابقة من أن العبادة لا تصح إلا في الهياكل والمعابد.
هذه الآية توحي بأنها جاءت ردا على تضليل اليهود في ادعائهم : أن صلاة المسلمين كانت باطلة وضائعة ولا حساب لها عند الله ! والآية ترد عليهم هذا الزعم، وهي تقرر أن كل اتجاه قبلة، فثَمَّ وجه الله حيثما توجه إليه عابد.
وإنما تخصيص قبلة معينة هو توجيه من عند الله فيه طاعة، لا أن وجه الله – سبحانه- في جهة دون جهة .
والله لا يضيق على عباده.
ولا ينقصهم ثوابهم، وهو عليم بقلوبهم ونياتهم ودوافع اتجاهاتهم .
وفي الأمر سعة .
والنية لله (إن الله واسع عليم) ..
| |
|
| |
metwally.mustafa فريق أول
عدد الرسائل : 4226 العمر : 38 الموقع : Egypt العمل/الترفيه : automation engineer تاريخ التسجيل : 12/01/2009
| موضوع: رد: في رحاب آية الجمعة 4 سبتمبر 2009 - 13:21 | |
| شكرا لك اخى الكريم وجزاك الله كل خير _________________ I am so far behind, I think i am first
| |
|
| |
| في رحاب آية | |
|