منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في رحاب آية

اذهب الى الأسفل 
+3
محمد مليطان
metwally.mustafa
gawhara
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالإثنين 5 أكتوبر 2009 - 16:10


{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}



{هو الله الذي لا إله إلا هو} يعيدها في أول التسبيحة التالية، لأنها القاعدة التي تقوم عليها سائر الصفات.

{الملك}. فيستقر في الضمير أن لا ملك إلا الله الذي لا إله إله إلا هو. وإذا توحدت الملكية لم يبق للمملوكين إلا سيد واحد يتوجهون إليه، ولا يخدمون غيره.

{القدوس} وهو اسم يشع القداسة المطلقة والطهارة المطلقة. ويلقي في ضمير المؤمن هذا الإشعاع الطهور، فينظف قلبه هو ويطهره، ليصبح صالحا لتلقي فيوض الملك القدوس، والتسبيح له والتقديس.

{السلام}. وهو اسم كذلك يشيع السلام والأمن والطمأنينة في جنبات الوجود، وفي قلب المؤمن تجاه ربه. فهو آمن في جواره، سالم في كنفه. وحيال هذا الوجود وأهله من الأحياء والأشياء.

{المؤمن} واهب الأمن وواهب الإيمان. ولفظ هذا الاسم يشعر القلب بقيمة الإيمان، حيث يلتقي فيه بالله، ويتصف منه بإحدى صفات الله. ويرتفع إذن إلى الملأ الأعلى بصفة الإيمان.

{المهيمن}. وهذا بدء صفحة أخرى في تصور صفة الله - سبحانه - إذ كانت الصفات السابقة:

{القدوس السلام المؤمن} صفات تتعلق مجردة بذات الله. فأما هذه فتتعلق بذات الله فاعلة في الكون والناس. توحي بالسلطان والرقابة.

وكذلك: {العزيز. الجبار. المتكبر}. فهي صفات توحي بالقهر والغلبة والجبروت والاستعلاء. فلا عزيز إلا هو. ولا جبار إلا هو. ولا متكبر إلا هو. وما يشاركه أحد في صفاته هذه. وما يتصف بها سواه. ومن ثم يجيء ختام الآية: {سبحان الله عما يشركون}



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالخميس 8 أكتوبر 2009 - 10:44


{لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}



هذه الآية تعالج مشاعر القرابة ووشائجها المتأصلة؛ والتي تتمكن من القلوب فتجرها جرا إلى المودة، وتنسيها تكاليف التميز بالعقيدة. فالمؤمن يعمل ويرجو الآخرة. ومن هنا وجب أن يتعلق قلبه بما يكون في الآخرة من تقطيع وشائج القربى كلها إذا تقطعت وشيجة العقيدة، وهذا من شأنه أن يهون عنده شأن هذه الوشائج في فترة الحياة الدنيا القصيرة؛ ويوجهه إلى طلب الوشيجة الدائمة التي لا تنقطع في دنيا ولا في آخرة.

ومن ثم يقول لهم: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم} التي تهفون إليها وتتعلق قلوبكم بها؛ وتضطركم إلى محبة أعداء الله وأعدائكم وقاية لها. ذلك أنه {يوم القيامة يفصل بينكم}. لأن العروة التي تربطكم مقطوعة. وهي العروة التي لا رباط بغيرها عند الله.

{والله بما تعملون بصير}. مطلع على العمل الظاهر والنية وراءه في الضمير.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالجمعة 9 أكتوبر 2009 - 12:51


{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}



تقدم هذه الآية نموذجا يصل المسلمين بأول هذه الأمة الواحدة أمة التوحيد.

إنها الأمة الممتدة منذ إبراهيم. أبيهم الأول وصاحب الحنيفية الأولى. وفيه أسوة لا في العقيدة وحدها، بل كذلك في السيرة، وفي التجارب التي عاناها مع عاطفة القرابة ووشائجها؛ ثم خلص منها هو ومن آمن معه، وتجرد لعقيدته وحدها. وينظر المسلم فإذا له نسب عريق. وأسوة ممتدة على آماد الزمان. وإذا هو راجع إلى إبراهيم، لا في عقيدته فحسب، بل في تجاربه التي عاناها كذلك.

إن هذه القافلة الممتدة في شعاب الزمان من المؤمنين بدين الله. قد مرت بمثل ما يمر به، وقد انتهت في تجربتها إلى قرار اتخذته. فليس الأمر جديدا ولا مبتدعا ولا تكليفا يشق على المؤمنين. مر إبراهيم والذين معه بالتجربة التي يعانيها المسلمون المهاجرون. وفيهم أسوة حسنة: {إذ قالوا لقومهم: إنا برءآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله، كفرنا بكم، وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده}. فهي البراءة من القوم ومعبوداتهم وعباداتهم. وهو الكفر بهم والإيمان بالله. وهي العداوة والبغضاء لا تنقطع حتى يؤمن القوم بالله وحده. وهي المفاصلة الحاسمة الجازمة التي لا تستبقي شيئا من الوشائج والأواصر بعد انقطاع وشيجة العقيدة وآصرة الإيمان. وفي هذا فصل الخطاب في مثل هذه التجربة التي يمر بها المؤمن في أي جيل. وفي قرار إبراهيم والذين معه أسوة لخلفائهم من المسلمين إلى يوم الدين.

ولقد كان بعض المسلمين يجد في استغفار إبراهيم لأبيه - وهو مشرك - ثغرة تنفذ منها عواطفهم الحبيسة ومشاعرهم الموصولة بذوي قرباهم من المشركين. فجاء القرآن ليشرح لهم حقيقة موقف إبراهيم في قوله لأبيه: {لأستغفرن لك}. فلقد قال هذا قبل أن يستيقن من إصرار أبيه على الشرك.

{فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه}. كما جاء في سورة أخرى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالسبت 10 أكتوبر 2009 - 15:01



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}



يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله أي في هذا الموضع الكريم الذي يرفعكم الله إليه. وهل أرفع من مكان يكون فيه العبد نصيرا للرب؟! إن هذه الصفة تحمل من التكريم ما هو أكبر من الجنة والنعيم. كونوا أنصار الله، {كما قال عيسى بن مريم للحواريين: من أنصاري إلى الله ؟ قال الحواريون: نحن أنصارالله}. الحواريون هم تلاميذ المسيح -عليه السلام- وهم الذين قاموا بعد رفعه بنشر تعاليمه وحفظ وصاياه. فانتدبوا لهذا الأمر ونالوا هذا التكريم. وعيسى جاء ليبشر بالنبي الجديد والدين الأخير. فما أجدر أتباع محمد أن ينتدبوا لهذا الأمر الدائم، كما انتدب الحواريون للأمر الموقوت. {فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة، فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين}. كانت هذه هي العاقبة؟ وتأويل هذا النص يمكن أن ينصرف إلى أحد معنيين: إما أن الذين آمنوا برسالة عيسى عليه السلام هم المسيحيون إطلاقا. وقد أيدهم الله على اليهود الذين لم يؤمنوا به أصلا كما حدث في التاريخ. وإما أن الذين آمنوا هم الذين أصروا على التوحيد في وجه المؤلهين لعيسى والمثلثين وسائر النحل التي انحرفت عن التوحيد. ومعنى أنهم أصبحوا ظاهرين أي بالحجة والبرهان. أو أن التوحيد الذي هم عليه هو الذي أظهره الله بهذا الدين الأخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالإثنين 12 أكتوبر 2009 - 11:55


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}



صلاة الجمعة هي الصلاة الجامعة، التي لا تصح إلا جماعة.

وهي صلاة أسبوعية يتحتم أن يتجمع فيها المسلمون ويلتقوا ويستمعوا إلى خطبة تذكرهم بالله، وقد وردت الأحاديث الكثيرة في فضل هذه الصلاة والحث عليها والاستعداد لها بالغسل والثياب والطيب.

والآية تأمر المسلمين أن يتركوا البيع - وسائر نشاط المعاش - بمجرد سماعهم للأذان وترغبهم في هذا الانخلاع من شؤون المعاش والدخول في الذكر في هذا الوقت {ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}.

مما يوحي بأن الانخلاع من شؤون التجارة والمعاش كان يقتضي هذا الترغيب والتحبيب. وهو في الوقت ذاته تعليم دائم للنفوس.

ثم يعود إلى مشاغل العيش مع ذكر الله: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض، وابتغوا من فضل الله، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.

وهذا هو التوازن الذي يتسم به المنهج الإسلامي. التوازن بين مقتضيات الحياة في الأرض، من عمل وكد ونشاط وكسب. وبين عزلة الروح فترة عن هذا الجو وانقطاع القلب وتجرده للذكر. وهي ضرورة لحياة القلب لايصلح بدونها للاتصال والتلقي والنهوض بتكاليف الأمانة الكبرى. وذكر الله لا بد منه في أثناء ابتغاء المعاش، والشعور بالله فيه هو الذي يحول نشاط المعاش إلى عبادة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 13 أكتوبر 2009 - 11:13


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}



يوجه الله تعالى الخطاب إلى المؤمنين يحذرهم فتنة الأزواج والأولاد والأموال، ويدعوهم إلى تقوى الله، والسمع والطاعة والإنفاق، كما يحذرهم شح الأنفس، ويعدهم على ذلك مضاعفة الرزق والمغفرة والفلاح. ويذكرهم في الختام بعلم الله للحاضر والغائب، وقدرته وغلبته، مع خبرته وحكمته.

إن هذا يشير إلى حقيقة عميقة في الحياة البشرية. ويمس وشائج متشابكة دقيقة في التركيب العاطفي وفي ملابسات الحياة. فالأزواج والأولاد قد يكونون مشغلة وملهاة عن ذكر الله.

كما أنهم قد يكونون دافعا للتقصير في تبعات الإيمان اتقاء للمتاعب التي تحيط بهم فمثلا لو قام المؤمن بواجبه فلقي ما يلقاه المجاهد في سبيل الله حيث يتعرض لخسارة الكثير، والتضحية بالكثير. كما يتعرض هو وأهله للعنت. وقد يحتمل العنت في نفسه ولا يحتمله في زوجه وولده. فيبخل ويجبن ليوفر لهم الأمن والقرار أو المتاع والمال! فيكونون عدوا له، لأنهم صدوه عن الخير، وعوقوه عن تحقيق غاية وجوده الإنساني العليا. كما أنهم قد يقفون له في الطريق يمنعونه من النهوض بواجبه، اتقاء لما يصيبهم من جرائه، أو لأنهم قد يكونون في طريق غير طريقه، ويعجز هو عن المفاصلة بينه وبينهم والتجرد لله. وهي كذلك صور من العداوة متفاوتة الدرجات. وهذه وتلك مما يقع في حياة المؤمن في كل آن، ومن ثم اقتضت هذه الحال المعقدة المتشابكة التحذير من الله لإثارة اليقظة في قلوب الذين آمنوا.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالخميس 15 أكتوبر 2009 - 16:10


{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا. فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا}



لما انتهت الآيات من هذا الجو المفعم بالتوتر الذي تحوطه مشكلات الحياة ساق الله عبرة من مصير الذين عتوا عن أمر ربهم ورسله، فلم يسمعوا ولم يستجيبوا. فلعل ذلك يردع الناس ويحثهم على طاعة أمر الله واتباع منهجه ومن ثم فهو يعلق هذه العبرة على الرؤوس، تذكر الناس بالمصير البائس الذي ينتظر من لا يتقي ولا يطيع. وهو إنذار وتحذير مفصل المشاهد.

فأخذ الله لمن يعتو عن أمره ولا يسلم لرسله هو سنة متكررة: وتفصيل أخذها وذكر الحساب العسير والعذاب النكير، ثم تصوير العاقبة وسوء المصير: {فذاقت وبال أمرها وكان عاقبة أمرها خسرا}.

ثم تأخير صورة هذه العاقبة الخاسرة في الآية التالية: {أعد الله لهم عذابا شديدا}.

ونقف لحظة أمام هذا التحذير فنرى أن الله أخذ القرى واحدة بعد واحدة كلما عتت عن أمر ربها ورسله. ونجد أن هذا التحذير يساق هنا بمناسبة الطلاق وأحكامه، فيرتبط الطلاق وحكمه بهذه السنة الكلية. فقد جاء هذا الدين ليطاع، ولينفذ كله، وليهيمن على الحياة كلها. فمن عتا عن أمر الله فيه فقد عرض نفسه لما تعرضت له القرى من سنة الله التي لا تتخلف أبدا. ولقد ذاقت هذا الوبال قرى وأمم وشعوب عتت عن منهج الله في الأرض. ذاقته فسادا وانحلالا، وفقرا وقحطا، وظلما وجورا، وحياة مفزعة لا أمن فيها ولا سلام، ولا طمأنينة فيها ولا استقرار. وفي كل يوم نرى مصداق هذا النذير! وذلك فوق العذاب الشديد الذي ينتظر العتاة عن أمر الله ونهجه في الحياة حيث يقول الله: {أعد الله لهم عذابا شديدا}. والله أصدق القائلين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالجمعة 16 أكتوبر 2009 - 16:43


{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}


هذه هي الآيات التي تلت آيات التشريع تأتي لتربط موضوع السورة وتشريعاتها وتوجيهاتها بقدر الله وقدرة الله، وعلم الله، في مجال الكون العريض. والسماوات السبع لا علم لنا بحقيقة مدلولها وأبعادها ومساحتها. وكذلك الأراضي السبع. والإشارة إلى هذا الكون الهائل: {سبع سماوات ومن الأرض مثلهن}. يهول الحس ويوقف القلب وجها لوجه أمام مشهد من مشاهد قدرة الخالق، وسعة ملكه، تصغر أمامه هذه الأرض كلها، فضلا على بعض ما فيها. فضلا على دريهمات ينفقها الزوج أو تتنازل عنها الزوجة! وبين هذه السماوات السبع والأرضين السبع يتنزل أمر الله - ومنه هذا الأمر الذي هم بصدده في هذا السياق. فهو أمر هائل إذن. والمخالفة عنه مخالفة عن أمر تتجاوب به أقطار السماوات والأرضين. فهي مخالفة بلقاء شنعاء. وهذا الأمر يتنزل بين السماوات والأرض، لينشئ في قلب المؤمن عقيدة أن الله على كل شيء قدير؛ فلا يعجزه شيء مما يريد. وأنه أحاط بكل شيء علما؛ فلا يند عن علمه شيء مما يكون في ملكه الواسع العريض، ولا مما يسرونه في حنايا القلوب.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالسبت 17 أكتوبر 2009 - 23:37


{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ}


تبدأ السورة بهذا العتاب من الله سبحانه لرسوله وهو عتاب مؤثر موح. فما جعله الله حلالا فلا يجوز حرمان النفس منه عمدا وقصدا إرضاء لأحد وقوله تعالى: {والله غفور رحيم}. يوحي بأن هذا الحرمان من شأنه أن يستوجب المؤاخذة، وأن مغفرة الله ورحمته تتداركه وهو إيحاء لطيف. وقد ورد في سبب نزول هذه الآيات روايات متعددة منها ما رواه البخاري. عن عائشة، قالت: كان النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها. فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير. إني أجد منك ريح مغافير. قال: لا. ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له. وقد حلفت. لا تخبري بذلك أحدا. فهذا هو ما حرمه على نفسه وهو حلال له. ويبدو أن التي حدثها رسول الله هذا الحديث وأمرها بستره قالت لزميلتها المتآمرة معها. فأطلع الله رسوله على الأمر. فعاد عليها في هذا وذكر لها بعض ما دار بينها وبين زميلتها دون استقصاء لجميعه. تمشيا مع أدبه الكريم. فقد لمس الموضوع لمسا مختصرا لتعرف أنه يعرف وكفى. فدهشت هي وسألته: {من أنبأك هذا}. ولعله دار في خلدها أن الأخرى هي التي نبأته! ولكنه أجابها: {نبأني العليم الخبير}. فالخبر من المصدر الذي يعلمه كله. ومضمون هذا أن الرسول يعلم كل ما دار، لا الطرف الذي حدثها به وحده! وقد كان من جراء هذا الحادث وما كشف عنه من تآمر ومكايدات في بيت الرسول أن غضب. فآلى من نسائه لا يقربهن شهرا، وهم بتطليقهن ثم نزلت هذه الآيات. وقد هدأ غضبه فعاد إلى نسائه. وفي رواية لابن جرير ولابن اسحاق أن النبي وطئ مارية أم ولده إبراهيم في بيت حفصة. فغضبت وعدتها إهانة لها. فوعدها رسول الله بتحريم مارية وحلف بهذا. وكلفها كتمان الأمر. فأخبرت به عائشة. فهذا هو الحديث الذي جاء ذكره في السورة. والله وحده أعلم بالذي كان.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالإثنين 19 أكتوبر 2009 - 11:24


{عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا }



هذا تحذير شديد اللهجة وجهه الله إلى أزواج النبي نيابة عنه (صلى الله عليه وسلم) بعد حادثة التآمر التي قمن بها والآيات من طرف خفي تعرف المؤمنات بالصفات التي ينبغي أن يتحلين به وهي: الإسلام: الذي تدل عليه الطاعة والقيام بأوامر الدين، والإيمان: الذي يعمر القلب، وينبثق منه الإسلام حين يصح ويتكامل، والقنوت: وهو الطاعة القلبية، والتوبة: وهي الندم على ما وقع من معصية والاتجاه إلى الطاعة، والعبادة: وهي أداة الاتصال بالله والتعبير عن العبودية له، والسياحة: وهي التأمل والتدبر والتفكر في إبداع الله والسياحة بالقلب في ملكوته، وهن - مع هذه الصفات - من الثيبات ومن الأبكار.

كما أن نساءه الحاضرات كان فيهن الثيب وفيهن البكر.

وهو تهديد لهن لا بد كان له ما يقتضيه من تأثير مكايداتهن في قلب رسول الله فما كان له أن يغضب من قليل! وبعد فهذه صورة من الحياة البيتية لهذا الرجل الذي كان ينهض بإنشاء أمة.

أمة تنهض بحمل أمانة العقيدة الإلهية في صورتها الأخيرة، وتنشئ في الأرض مجتمعا ربانيا، في صورة واقعية يتأسى بها الناس.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 20 أكتوبر 2009 - 0:25



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}


هذه هي الآيات تعلم المؤمنين كيف يقوا أنفسهم وأهليهم من النار إنه يبين لهم الطريق، ويطمعهم بالرجاء هذا هو الطريق. توبة نصوح. توبة تنصح القلب وتخلصه. توبة عن الذنب والمعصية، تبدأ بالندم على ما كان، وتنتهي بالعمل الصالح والطاعة. فهذه هي التوبة النصوح. التوبة التي تظل تذكر القلب بعدها وتنصحه فلا يعود إلى الذنوب. فإذا كانت هذه التوبة فهي مرجوة إذن في أن يكفر الله بها السيئات. وأن يدخلهم الجنات. في اليوم الذي يخزي الله فيه الكفار. ولا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه. وإنه لإغراء مطمع، وتكريم عظيم، أن يضم الله المؤمنين إلى النبي فيجعلهم معه صفا يتلقى الكرامة في يوم الخزي. ثم يجعل لهم نورا {يسعى بين أيديهم وبأيمانهم}. نورا يعرفون به في ذلك اليوم الهائل المائج العصيب الرهيب. ونورا يسعى بين أيديهم وبأيمانهم إلى الجنة في نهاية المطاف ! وهم في رهبة الموقف وشدته يلهمون الدعاء الصالح بين يدي الله: {يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا، واغفر لنا، إنك على كل شيء قدير}. وإلهامهم هذا الدعاء في هذا الموقف الذي يلجم الألسنة ويسقط القلوب، هو علامة الاستجابة. فالدعاء هنا نعمة يمن بها الله عليهم تضاف إلى منة الله بالتكريم وبالنور. إن المؤمن مكلف هداية أهله، وإصلاح بيته، كما هو مكلف هداية نفسه وإصلاح قلبه. إن البيت الواحد قلعة من قلاع هذه العقيدة. وواجب المؤمن أن يتجه بالدعوة أول ما يتجه إلى بيته وأهله. واجبه أن يؤمن هذه القلعة من داخلها. واجبه أن يسد الثغرات فيها قبل أن يذهب عنها بدعوته بعيدا. ولابد من الأم المسلمة. فالأب المسلم وحده لا يكفي لتأمين القلعة. لابد من أب وأم ليقوما كذلك على الأبناء والبنات. فعبثا يحاول الرجل أن ينشئ المجتمع الإسلامي بمجموعة من الرجال. لابد من النساء في هذا المجتمع فهن الحارسات على الصغار، هذا أمر ينبغي أن يدركه الدعاة إلى الإسلام، إن أول الجهد ينبغي أن يوجه إلى البيت. إلى الزوجة. إلى الأم. ثم إلى الأولاد؛ وإلى الأهل بعامة. ويجب الاهتمام البالغ بتكوين المسلمة لتنشئ البيت المسلم. وينبغي لمن يريد بناء بيت مسلم أن يبحث له أولا عن الزوجة المسلمة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالأربعاء 21 أكتوبر 2009 - 7:08


{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}



في نهاية السورة تقدم الآيات نموذجا متقابلا إذ تتحدث عن نساء كافرات في بيوت أنبياء. ونساء مؤمنات في وسط كفار، وها هو المثال الأول إمرأة نوح وامرأة لوط والمأثور في تفسير خيانتهما، أنها كانت خيانة في الدعوة، وليست خيانة الفاحشة. امرأة نوح كانت تسخر منه مع الساخرين من قومه؛ وامرأة لوط كانت تدل القوم على ضيوفه وهي تعلم شأنهم مع ضيوفه، إن مبدأ التبعة الفردية يراد إبرازه هنا، بعد الأمر بوقاية النفس والأهل من النار. كما يراد أن يقال لأزواج النبي وأزواج المؤمنين كذلك إن عليهن أنفسهن بعد كل شيء فهن مسئولات عن ذواتهن، ولن يعفيهن من التبعة أنهن زوجات نبي أو صالح من المسلمين ! وها هي ذي امرأة نوح. وكذلك امرأة لوط. {كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين}. {فخانتاهما}. {فلم يغنيا عنهما من الله شيئا}. {وقيل: ادخلا النار مع الداخلين}. فلا كرامة ولا شفاعة في أمر الكفر والإيمان. وأمر الخيانة في العقيدة حتى لأزواج الأنبياء.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالخميس 22 أكتوبر 2009 - 11:09


{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}



ها هي الصورة الأخرى امرأة فرعون، التي لم يصدها طوفان الكفر الذي تعيش فيه في قصر فرعون. عن طلب النجاة وحدها. وقد تبرأت من قصر فرعون طالبة إلى ربها بيتا في الجنة. وتبرأت من صلتها بفرعون فسألت ربها النجاة منه. وتبرأت من عمله مخافة أن يلحقها من عمله شيء وهي ألصق الناس به: {ونجني من فرعون وعمله}. وتبرأت من قوم فرعون وهي تعيش بينهم: {ونجني من القوم الظالمين}. ودعاء امرأة فرعون وموقفها مثل للاستعلاء على عرض الحياة الدنيا في أزهى صورة. فقد كانت امرأة فرعون أعظم ملوك الأرض يومئذ. في قصر فرعون أمتع مكان تجد فيه امرأة ما تشتهي. ولكنها استعلت على هذا بالإيمان. ولم تعرض عن هذا العرض فحسب، بل اعتبرته شرا ودنسا وبلاء تستعيذ بالله منه. وتطلب النجاة، وهي امرأة واحدة في مملكة عريضة قوية. في وسط ضغط المجتمع، وضغط القصر، وضغط الملك، وضغط الحاشية، والمقام الملكي. في وسط هذا كله رفعت رأسها إلى السماء تطلب العون من الله من أجل ذلك استحقت أن تقدم نموذجا لكل من أراد أن يأتسي. ومن ثم استحقت هذه الإشارة في كتاب الله الخالد. الذي تتردد كلماته في جنبات الكون وتتنزل من الملأ الأعلى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالجمعة 23 أكتوبر 2009 - 1:37



{وَمَرْيَمَ ابْنةَ َ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ}



وبعد امرأة فرعون مثل آخر للإيمان في أعلى صوره إنها مريم ابنة عمران والتي كانت مثلا للتجرد لله منذ نشأتها.

ويذكر هنا تطهرها ليبرئها مما رماها به اليهود الفجرة! وعن كيفية خلق عيسى يخبرنا قائلا {فنفخنا فيه من روحنا}. فمن هذه النفخة كان عيسى عليه السلام.

{وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين}.

وإفراد امرأة فرعون بالذكر هنا مع مريم ابنة عمران يدل على المكانة العالية التي جعلتها قرينة مريم في الذكر. وهما الاثنتان نموذجان للمرأة المتطهرة المؤمنة المصدقة القانتة يضربهما الله لأزواج النبي بمناسبة الحادث الذي نزلت فيه آيات صدر السورة، ويضربهما للمؤمنات من بعد في كل جيل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالسبت 24 أكتوبر 2009 - 12:45



{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ}


سارع إلى الإسلام وسبق إليه نفر من الفقراء والموالي في أول الأمر.

فكان هذا مغمزا في نظر الكبراء المستكبرين.

وراحوا يقولون: لو كان هذا الدين خيرا ما كان هؤلاء أعرف منا به، ولا أسبق منا إليه. فنحن، في مكانتنا وسعة إدراكنا وحسن تقديرنا، أعرف بالخير من هؤلاء!

إنه الهوى يتعاظم أهل الكبر أن يذعنوا للحق.. وهو الذي يملي عليهم العناد والإعراض، واختلاق المعاذير، والادعاء بالباطل على الحق وأهله. فهم لا يسلمون أبدا أنهم مخطئون {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون: هذا إفك قديم}..

فلا بد من عيب في الحق ما داموا لم يهتدوا به، ولم يذعنوا له.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالأحد 25 أكتوبر 2009 - 12:29


{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}


هذا هو جزاء المحسنين ولكن قولة: {ربنا الله}.. ليست كلمة تقال. بل إنها ليست مجرد عقيدة في الضمير. إنما هي منهج كامل للحياة، يشمل كل نشاط فيها وكل اتجاه. {ربنا الله} فله العبادة، وإليه الاتجاه. ومنه الخشية وعليه الاعتماد. {ربنا الله} فلا حساب لأحد ولا لشيء سواه، ولا خوف ولا تطلع لمن عداه. {ربنا الله} فكل نشاط وكل تفكير وكل تقدير متجه إليه، منظور فيه إلى رضاه. {ربنا الله} فلا احتكام إلا إليه، ولا سلطان إلا لشريعته، ولا اهتداء إلا بهداه. {ثم استقاموا}. وهذه أخرى. استقامة النفس وطمأنينة القلب. استقامة المشاعر والخوالج.. واستقامة العمل والسلوك على المنهج المختار. والذين يقسم الله لهم المعرفة والاستقامة هم الصفوة المختارة. وهؤلاء {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. وفيم الخوف وفيم الحزن؟ {أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون}.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالإثنين 26 أكتوبر 2009 - 12:51


{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}



فهي وصية لجنس الإنسان كله، قائمة على أساس إنسانيته، بدون حاجة إلى أية صفة أخرى وراء كونه إنسانا. وهي وصية بالإحسان مطلقة من كل شرط ومن كل قيد. وهي وصية صادرة من خالق الإنسان.

وتتكرر في القرآن الكريم وفي حديث الرسول الوصية بالإحسان إلى الوالدين. ولا ترد وصية الوالدين بالأولاد إلا نادرة، ولمناسبة حالات معينة. ذلك أن الفطرة وحدها تتكفل برعاية الوالدين للأولاد، رعاية تلقائية مندفعة بذاتها لا تحتاج إلى مثير.

أما الجيل الناشيء فقلما يتلفت إلى الجيل المضحي الواهب الفاني. لأنه مندفع إلى الأمام، يطلب جيلا ناشئا منه يضحي له بدوره ويرعاه! وهكذا تمضي الحياة!

ويصور القرآن هنا تلك التضحية النبيلة الكريمة الواهبة التي تتقدم بها الأمومة، والتي لا يجزيها أبدا إحسان من الأولاد مهما أحسنوا القيام بوصية الله في الوالدين: {حملته أمه كرها، ووضعته كرها، وحمله وفصاله ثلاثون شهرا} إنها صورة الحمل وبخاصة في أواخر أيامه، وصورة الوضع وطلقه وآلامه..

ويتقدم علم الأجنة فإذا به يكشف لنا في عملية الحمل عن جسامة التضحية ونبلها في صورة حسية مؤثرة. ويخلص من هذه الوقفة أمام الوصية بالوالدين، واستجاشة الضمائر بصورة التضحية النبيلة ممثلة في الأم، إلى مرحلة النضج والرشد، مع استقامة الفطرة، واهتداء القلب وهي مرحلة بلوغ الأشد وبلوغ الأشد يتراوح بين الثلاثين والأربعين.

والأربعون هي غاية النضج والرشد. وفي هذه السن تتجه الفطرة المستقيمة السليمة إلى ما وراء الحياة وما بعد الحياة. وتتدبر المصير والمآل..

{رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي}. دعوة القلب الشاعر بنعمة ربه، المستعظم المستكثر لهذه النعمة التي تغمره وتغمر والديه قبله فهي قديمة العهد به، المستقل المستصغر لجهده في شكرها. يدعو ربه أن يعينه بأن يجمعه كله: {أوزعني}. لينهض بواجب الشكر..

{وأن أعمل صالحا ترضاه}. وهذه أخرى. فهو يطلب العون للتوفيق إلى عمل صالح، يبلغ من كماله وإحسانه أن يرضاه ربه. فرضى ربه هو الغاية التي يتطلع إليها..

{وأصلح لي في ذريتي}.. وهذه ثالثة. وهي رغبة القلب المؤمن في أن يتصل عمله الصالح في ذريته.. والذرية الصالحة أمل العبد الصالح.. والدعاء يمتد من الوالدين إلى الذرية ليصل الأجيال المتعاقبة في طاعة الله. وشفاعته إلى ربه.. هي التوبة والإسلام: {إني تبت إليك وإني من المسلمين}

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 27 أكتوبر 2009 - 13:10


{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ. قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ}



تلك قصة من قصص الغيب ينبئنا الله بها عما حدث مع رسوله صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء النفر من الجن قد كان الأمر تدبيرا من الله أن يصرف هؤلاء النفر من الجن إلى استماع القرآن، لا مصادفة عابرة. ويرسم النص مشهد هذا النفر. وهم يستمعون إلى هذا القرآن، ويصور لنا ما وقع في حسهم منه، من الروعة والتأثر والرهبة والخشوع {فلما حضروه قالوا: أنصتوا}. وتلقي هذه الكلمة ظلالا على الموقف كله طوال مدة الاستماع. {فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين}. وهذه كتلك تصور الأثر الذي انطبع في قلوبهم من الإنصات للقرآن. فقد استمعوا صامتين منتبهين حتى النهاية. فلما انتهت التلاوة لم يلبثوا أن سارعوا إلى قومهم، وقد حملت نفوسهم ومشاعرهم منه ما لا تطيق السكوت عليه، أو التلكؤ في إبلاغه والإنذار به. ولوا إلى قومهم مسارعين يقولون لهم: إنا سمعنا كتابا جديدا أنزل من بعد موسى، يصدق كتاب موسى في أصوله. فهم إذن كانوا يعرفون كتاب موسى، فأدركوا الصلة بين الكتابين بمجرد سماع آيات من هذا القرآن. ثم عبروا عما خالج مشاعرهم منه، وما أحست ضمائرهم فيه، فقالوا عنه: {يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم}.. ووقع الحق والهدى في هذا القرآن هائل ضخم، لا يقف له قلب غير مطموس.. ومن ثم لمس هذه القلوب لأول وهلة، فإذا هي تنطق بهذه الشهادة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالأربعاء 28 أكتوبر 2009 - 13:59



{وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ. فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}


يبدأ المشهد حكاية أو مقدمة لحكاية: {ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق} ويا له من سؤال؟ بل يا لها من قارعة للذين كانوا يكذبون ويستهزئون ويستعجلون والجواب في خزي وفي مذلة وفي ارتياع: {بلى وربنا} هكذا هم يقسمون: {وربنا} ربهم الذي كانوا لا يستجيبون لداعيه، ولا يستمعون لنبيه ولا يعترفون له بربوبية. ثم هم اليوم يقسمون به على الحق الذي أنكروه! عندئذ يبلغ السؤال غاية من الترذيل والتقريع، ويقضى الأمر، وينتهي الحوار: {قال: فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} وفي ختام السورة التي عرضت مقولات الكافرين عن الرسول وعن القرآن الكريم.. يجيء الإيقاع الأخير. توجيها للرسول أن يصبر عليهم، ولا يستعجل لهم، فقد رأى ما ينتظرهم، وهو منهم قريب: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل. ولا تستعجل لهم} توجيه يقال لمحمد وهو الذي احتمل ما احتمل، وعانى من قومه ما عانى. وخلص لله ولدعوته مجردا من كل شاغل. وبعد ذلك كله يحتاج إلى توجيه ربه: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم}. ألا إنه لطريق شاق طريق هذه الدعوة. وطريق مرير. حتى لتحتاج نفس كنفس محمد في تجردها وانقطاعها للدعوة، وفي ثباتها وصلابتها، وفي صفائها وشفافيتها. تحتاج إلى التوجيه الرباني بالصبر وعدم الاستعجال على خصوم الدعوة المتعنتين. تشجيع وتصبير وتأسية وتسلية. ثم تطمين: {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار} إنه أمد قصير. ساعة من نهار. وما كانت تلك الساعة إلا بلاغا قبل أن يحق الهلاك والعذاب الأليم: {بلاغ. فهل يهلك إلا القوم الفاسقون} لا. وما الله يريد ظلما للعباد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالخميس 29 أكتوبر 2009 - 13:26



{فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}



واللقاء المقصود في الآية هنا هو اللقاء للحرب لا مجرد اللقاء. وضرب الرقاب المأمور به عند اللقاء يجيء بعد عرض الإسلام عليهم وإبائهم له طبعا {حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق}..

فالإثخان (القتل الشديد) أولا لتحطيم قوة العدو وكسر شوكته؛ وبعد ذلك يكون الأسر. والحكمة ظاهرة، لأن إزالة القوة المعتدية المعادية للإسلام هي الهدف الأول من القتال. وبخاصة حين كانت القوة العددية للأمة المسلمة قليلة محدودة. وكانت الكثرة للمشركين. فأما الحكم في الأسرى بعد ذلك، فتحدده هذه الآية. وهي النص القرآني الوحيد المتضمن حكم الأسرى: {فإما منا بعد وإما فداء} أي إما أن يطلق سراحهم بعد ذلك بلا مقابل من مال أو من فداء لأسرى المسلمين. وإما أن يطلق مقابل فدية من مال أو عمل أو في نظير إطلاق سراح المسلمين المأسورين. وليس في الآية حالة ثالثة. كالاسترقاق أو القتل. بالنسبة لأسرى المشركين. ولكن الذي حدث فعلا أن رسول الله والخلفاء من بعده استرقوا بعض الأسرى - وهو الغالب - وقتلوا بعضهم في حالات معينة. والخلاصة التي ننتهي إليها أن هذا النص هو الوحيد المتضمن حكم الأسرى وما وقع بالفعل خارجا عنه كان لمواجهة حالات خاصة وأوضاع وقتية. فالإسترقاق مثلا كان لمواجهة أوضاع عالمية قائمة، وتقاليد في الحرب عامة. ولم يكن ممكنا أن يطبق الإسلام في جميع الحالات النص العام: {فإما منا بعد وإما فداء} في الوقت الذي يسترق أعداء الإسلام من يأسرونهم من المسلمين. ومن ثم طبقه الرسول في بعض الحالات فأطلق بعض الأسارى منا. وفادى ببعضهم أسرى المسلمين، وفادى بعضهم بالمال. وفي حالات أخرى وقع الاسترقاق لمواجهة حالات قائمة لا تعالج بغير هذا الإجراء. وذلك {حتى تضع الحرب أوزارها} أي حتى تنتهي الحرب بين الإسلام وأعدائه المناوئين له. فهي القاعدة الكلية الدائمة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالسبت 31 أكتوبر 2009 - 15:23



{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ}



إنه قرار من الله مؤكد، ووعد منه واقع أن الذين كفروا، ووقفوا في وجه الحق أن يبلغ إلى الناس؛ وصدوا الناس عنه بالقوة أو المال أو الخداع أو أية وسيلة من الوسائل، وشاقوا الرسول في حياته بإعلان الحرب عليه، والمخالفة عن طريقه، والوقوف في غير صفه. أو بعد وفاته بمحاربة دينه وشريعته ومنهجه والمتبعين لسنته والقائمين على دعوته. وذلك {من بعد ما تبين لهم الهدى}.. وعرفوا أنه الحق؛ ولكنهم اتبعوا الهوى.. قرار من الله مؤكد، ووعد من الله واقع أن هؤلاء {لن يضروا الله شيئا}.. وهم أضأل وأضعف من أن يذكروا في مجال إلحاق ضرر بالله سبحانه وتعالى. فليس هذا هو المقصود إنما المقصود أنهم لن يضروا دين الله ولا منهجه ولا القائمين على دعوته. ولن يحدثوا حدثا في نواميسه وسننه. مهما بلغت قوتهم، ومهما قدروا على إيذاء بعض المسلمين فترة من الوقت. فإن هذا بلاء وقتي يقع بإذن الله لحكمة يريدها. والعاقبة مقررة {وسيحبط أعمالهم}. فتنتهي إلى الخيبة والدمار.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالإثنين 2 نوفمبر 2009 - 6:29



{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}


هذا تحذير من الله للمؤمنين بعد أن وضع أمامهم مصير الكفار المشاقين للرسول، ليحذروا شبحه من بعيد! وهذا التحذير يشي بوجود أفراد من المسلمين كانوا يستثقلون تكاليف الجهاد الطويل ومشقته الدائمة؛ وتهن عزائمهم دونه؛ ويرغبون في السلم والمهادنة ليستريحوا من مشقة الحروب. وربما كان بعضهم ذوي قرابة في المشركين ورحم، أو ذوي مصالح وأموال؛ وكان هذا يجنح بهم إلى السلم والمهادنة. فالنفس البشرية هى هي وهذه الآية بعض العلاج لهذه الرواسب. فلننظر كيف كان القرآن يأخذ النفوس {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم. وأنتم الأعلون. والله معكم. ولن يتركم أعمالكم} أنتم الأعلون. فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم. أنتم الأعلون اعتقادا وتصورا للحياة، وأنتم الأعلون منهجا وهدفا وغاية. وأنتم الأعلون شعورا وخلقا وسلوكا.. ثم.. أنتم الأعلون قوة ومكانا ونصرة. فمعكم القوة الكبرى {الله معكم}.. فلستم وحدكم. إنكم في صحبة العلي الجبار القادر القهار.. يدافع عنكم. فما يكون أعداؤكم هؤلاء والله معكم؟ وكل ما تبذلون.. وكل ما يصيبكم من تضحيات محسوب لكم، لا يضيع منه شيء عليكم {ولن يتركم أعمالكم} ولن يقطع منها شيئا لا يصل إليكم أثره ونتيجته وجزاؤه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالثلاثاء 3 نوفمبر 2009 - 11:25



{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}


والآية ترسم صورة وصفية لواقع الجماعة المسلمة يومذاك. ولواقع الناس تجاه الدعوة إلى البذل في كل بيئة. فهي تقرر أن منهم من يبخل {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه} فما يبذله الناس إن هو إلا رصيد لهم مذخور، يجدونه يوم يحتاجون إلى رصيد، يوم يحشرون مجردين من كل ما يملكون. فلا يجدون إلا ذلك الرصيد المذخور.. فالله لا يطلب إليهم البذل، إلا وهو يريد لهم الخير،..وما هو في حاجة إلى ما ينفقون {والله الغني وأنتم الفقراء} فهو الذي أعطاكم أموالكم، وهو الذي يدخر لكم عنده ما تنفقونه منها. وهو الغني عما أعطاكم في الدنيا، الغني عن أرصدتكم المذخورة في الآخرة. وأنتم الفقراء في الدارين وفي الحالين. ففيم البخل إذن وفيم الشح؟ وكل ما في أيديكم، وكل ما ينالكم من أجر على ما تنفقون هو من عند الله، ومن فضل الله؟ ثم الكلمة الأخيرة وهي فصل الخطاب. إن اختيار الله لكم لحمل دعوته تكريم ومن وعطاء. فإذا لم تحاولوا أن تكونوا أهلا لهذا الفضل، وإذا لم تنهضوا بتكاليف هذه المكانة، وإذا لم تدركوا قيمة ما أعطيتم فيهون عليكم كل ما عداه فإن الله يسترد ما وهب، ويختار غيركم لهذه المنة ممن يقدر فضل الله {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم، ثم لا يكونوا أمثالكم}.. وإنها لنذارة رهيبة لمن ذاق حلاوة الإيمان، وأحس بكرامته على الله، وبمقامه في هذا الكون وهو يحمل هذا السر الإلهي العظيم. ويمشي في الأرض بسلطان الله في قلبه؛ ونور الله في كيانه؛ ويذهب ويجيء وعليه شارة مولاه. وما يطيق الحياة وما يطعمها إنسان عرف حقيقة الإيمان وعاش بها ثم تسلب منه، ويطرد من الكنف، وتوصد دونه الأبواب. لا بل إن الحياة لتغدو جحيما لا يطاق عند من يتصل بربه ثم يطبق دونه الحجاب. ومن ثم كان هذا الإنذار أهول ما يواجهه المؤمن وهو يتلقاه من الله.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالأربعاء 4 نوفمبر 2009 - 10:49



{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا. لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}



والسكينة حين ينزلها الله في قلب، تكون طمأنينة وراحة، ويقينا وثقة، ووقارا وثباتا، واستسلاما ورضى، ولقد كانت قلوب المؤمنين في هذا الوقت تجيش بمشاعر شتى. كان فيها الانتظار والتطلع إلى تصديق رؤيا رسول الله بدخول المسجد الحرام؛ ثم مواجهة موقف قريش وقبول الرسول للرجوع عن البيت في هذا العام، بعد الإحرام، وبعد إشعار الهدي وتقليده. كان هذا أمرا شاقا على نفوسهم ما في ذلك ريب.. وكان المؤمنون ضيقي الصدور بشروط قريش الأخرى.. وكانت حميتهم لدينهم وحماستهم للقاء المشركين بالغة، يبدو هذا في بيعتهم الإجماعية؛ ثم انتهى الأمر إلى المصالحة والمهادنة والرجوع. فلم يكن هينا على نفوسهم أن تنتهي الأمور إلى ما انتهت اليه. يبدو هذا في تباطؤهم في النحر والحلق، حتى قالها رسول الله ثلاثا.. ولم ينحروا ويحلقوا أو يقصروا إلا حين رأو رسول الله يفعل هذا بنفسه. وحين يسترجع الإنسان هذه الصور يدرك معنى قوله تعالى {هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين} ويحس برد السكينة وسلامها في تلك القلوب. ولما كان الله يعلم من قلوب المؤمنين يومئذ، أن ما جاش فيها جاش عن الإيمان، والحمية الإيمانية لا لأنفسهم، ولا لجاهلية فيهم فقد تفضل عليهم بهذه السكينة {ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم} ومن ثم يلوح بأن النصر والغلب لم يكن عسيرا ولا بعيدا، بل كان هينا يسيرا على الله لو اقتضت حكمته يومئذ أن يكون الأمر كما أراده المؤمنون، فإن لله جنودا لا تحصى ولا تغلب، تدرك النصر وتحقق الغلب وقتما يشاء {ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما} فهي حكمته وهو علمه، تسير الأمور وفقهما كما يريد.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 5 Emptyالخميس 5 نوفمبر 2009 - 10:15



{بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا}



إنه حديث القرآن عن النفاق والمنافقين فهكذا يقفهم القرآن عرايا مكشوفين، وجها لوجه أمام ما أضمروا من نية، وما ظنوا بالله من السوء. وقد ظنوا أن الرسول ومن معه من المؤمنين ذاهبون إلى حتفهم، فلا يرجعون إلى أهليهم بالمدينة.. ولم يحسبوا حسابا لرعاية الله وحمايته للصادقين المتجردين من عباده. لقد ظنوا ظنهم.. وكان هذا هو ظن السوء بالله، الناشئ من أن قلوبهم بور. وهو تعبير عجيب موح. فالأرض البور ميتة جرداء. وكذلك قلوبهم. وهكذا يظن الناس دائما بالجماعة المؤمنة عندما يبدوا أن كفة الباطل هي الراجحة، وأن قوى الأرض الظاهرة في جانب أهل الشر والضلال؛ وأن المؤمنين قلة في العدد، أو قلة في العدة، أو قلة في المكان والجاه والمال. هكذا يظن الأعراب وأشباههم في كل زمان أن المؤمنين لا ينقلبون إلى أهليهم أبدا إذا هم واجهوا الباطل المنتفش بقوته الظاهرة. ومن ثم يتجنبون المؤمنين حبا للسلامة؛ ويتوقعون في كل لحظة أن يستأصلوا وأن تنتهي دعوتهم فيأخذون هم بالأحوط ويبعدون عن طريقهم المحفوفة بالمهالك! ولكن الله يخيب ظن السوء هذا؛ ويبدل المواقف والأحوال بمعرفته هو، وبتدبيره هو وحسب ميزان القوى الحقيقة. الميزان الذي يمسكه الله بيده القوية، فيخفض به قوما ويرفع به آخرين، من حيث لا يعلم المنافقون الظانون بالله ظن السوء في كل مكان وفي كل حين!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رحاب آية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 5 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» فى رحاب حديث(اين المتحابون)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى التلاوة وعلوم القرءان-
انتقل الى: