منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 في رحاب آية

اذهب الى الأسفل 
+3
محمد مليطان
metwally.mustafa
gawhara
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالجمعة 17 يوليو 2009 - 23:26


{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }


تعرض الآية جانبا من عدل الله تعالى في معاملة العباد، فالله عز وجل لا يسلبهم نعمة وهبهم إياها إلا بعد أن يغيروا نواياهم ويبدلوا سلوكهم ويقلبوا أوضاعهم ويستحقوا أن يغير ما بهم مما أعطاهم إياه للابتلاء والاختبار من النعمة التي لم يقدروها ولم يشكروها.

وتشير الآية إلى جانب آخر من تكريم الله للإنسان حين جعل قدر الله به ينفذ ويجري عن طريق حركة هذا الإنسان وعمله، ويجعل التغيير القدري في حياة الناس مبنيا على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وعملهم، وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم.

ومن جانب ثالث يلقي الله عز وجل تبعة عظيمة ـ تقابل التكريم العظيم ـ على هذا الكائن.

فهو يملك أن يستبقي نعمة الله عليه، كما يملك أن يزاد عليها إذا هو عرف فشكر، كما يملك أن يزيل هذه النعمة عنه إذا هو أنكر وبطر وانحرفت نواياه فانحرفت خطاه.

والحقائق السابقة تمثل جانبا من جوانب التصور الإسلامي لحقيقة الإنسان، وعلاقة قدر الله به في هذا الوجود، وعلاقته هو بهذا الكون وما يجري فيه...ومن هذا الجانب تتبين تقدير الله للإنسان وفاعليته في هذا الكون...فيبدو عنصرا إيجابيا في صياغة هذا المصير ـ بإذن الله وقدره الذي يجري من خلال حركته وعمله ونيته وسكونه ـ وتنتفي عنه تلك السلبية الذليلة التي تفرضها عليه تلك المذاهب المادية التي تصوره عنصرا سلبيا إزاء الحتميات الجبارة...حتمية الاقتصاد...وحتمية التاريخ...وحتمية التطور ...إلى آخر الحتميات التي ليس للإنسان إزاءها حول ولا قوة، ولا يملك إلا الخضوع المطلق لها.

إنه لفارق كبير بين تصور الإسلام لحقيقة الإنسان ودوره في هذه الحياة، وبين تلك التصورات الأخرى التي لا تعرف سوى المادة البحتة وفقط...فالحمد لله على نعمة الإسلام...ونعمة الإنسانية...ونعمة التكريم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأحد 19 يوليو 2009 - 7:45


{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }



إنه لا بد للإسلام من قوة ينطلق بها في الأرض لتحرير الإنسان، وأول ما تفعله هذه القوة في حقل الدعوة: أن تؤمن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها، فلا يصدوا عنها، ولا يفتنوا كذلك بعد اعتناقها.

الأمر الثاني: أن ترهب أعداء الله ـ الظاهرين منهم الذين يعلمهم المسلمون، ومن وراءهم ممن لا يعرفونهم ـ فلا يفكروا في الاعتداء على دار الإسلام التي تحميها تلك القوة.

الأمر الثالث: أن يبلغ الرعب بهؤلاء الأعداء أن لا يفكروا في الوقوف في وجه المد الإسلامي وهو ينطلق لتحرير الإنسان كله في الأرض كلها.

الأمر الرابع: أن تحطم هذه القوة كل قوة في الأرض تتخذ لنفسها صفة الألوهية فتحكم الناس بشرائعها هي وسلطانها، ولا تعترف بأن الألوهية لله وحده...والحاكمية لله وحده.

وينبغي للمسلم وهو يعلن هذه الحقيقة الكبرى ألا يستشعر الخجل من طبيعة منهجه الرباني...ينبغي أن يذكر أن الإسلام إنما ينطلق لإعلان تحرير الإنسان بتقري ألوهية الله وحده وتحطيم ألوهية العبيد...فهو لا ينطلق لتقرير سلطان أو زعيم...ولا ينطلق بمنهج قاصر من صنع بشر كالشيوعية...ولا ينطلق لاستغلال الأسواق والخامات كالرأسمالية الغربية...إنما ينطلق بمنهج من صنع العليم الحكيم الخبير البصير.

هذه هي الحقيقة الكبيرة التي يجب أن يدركها المهزومون الذين يقفوا بالدين موقف الدفاع وهم يعتذرون عن المد والجهاد الإسلامي.

وأما عن حدود الإعداد التي كلف الله بها المسلمين فهي حدود الطاقة حتى إلى أقصاها، بحيث لا تقعد العصبة المسلمة عن سبب من أسباب القوة لا يدخل في طاقتها.

ولما كان إعداد العدة يستلزم أموالا، وكان النظام الإسلامي كله يقوم على التكافل فقد اقترنت الدعوة للجهاد بالدعوة إلى إنفاق المال في سبيل الله مع الوعد من الله جل وعلا بالوفاء بهذا المال {وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنت لا تظلمون}.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأحد 19 يوليو 2009 - 22:21


{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }


تشير الآية إلى فضل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم بجمع قلوب هؤلاء العرب، وكان تألف القلوب مع العصبية الشديدة في العرب من آيات النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزاته، لأن أحدهم كان يُلْطَم اللطمة فيقاتل عنها حتى يستقيدها‏.‏

وكانوا أشد خلق الله حمية، فألف الله بالإيمان بينهم، حتى قاتل الرجل أباه وأخاه بسبب الدين.

لقد وقعت المعجزة التي لا يقدر عليها إلا الله، والتي لا تصنعها إلا هذه العقيدة، فاستحالت هذه القلوب النافرة إلى هذه الكتلة المتراصة المتآخية الذلول بعضها لبعض، المحب بعضها لبعض، المتآلف بعضها مع بعض، بهذا المستوى الذي لم يعرفه التاريخ والذي تتمثل فيه حياة الجنة وسمتها البارزة {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين}.

وفي توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد روابط الأخوة ويعمقها فعن مجاهد رضي الله عنه قال‏:‏ إذا لقي الرجل أخاه فصافحه، تحاتت الذنوب بينهما كما ينثر الريح الورق‏.‏

فقال رجل‏:‏ إن هذا من العمل اليسير‏.‏

فقال‏:‏ ألم تسمع الله قال: ‏{‏لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم‏}.

إن هذا الدين عجيب فعلا ، فإنه حين يخالط القلوب تستحيل إلى جبال من الألفة التي تربط بينها برباط وثيق عميق رفيق، فإذا نظرة العين؛ ونطق الجارحة؛ وخفقة القلب ترانيم من التعارف والتعاطف، والولاء والتناصر، والسماحة والهوادة، لا يعرف سرها إلا من ألف بين هذه القلوب؛ ولا تعرف مذاقها إلا هذه القلوب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالإثنين 20 يوليو 2009 - 22:46


{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }


أصل الشراء بين الخلق أن يعوضوا عما خرج من أيديهم ما كان أنفع لهم أو مثل ما خرج عنهم في النفع؛ فاشترى الله سبحانه من العباد إتلاف أنفسهم وأموالهم في طاعته، وإهلاكها في مرضاته، وأعطاهم سبحانه الجنة عوضا عنها إذا فعلوا ذلك‏.‏

وهو عوض عظيم لا يدانيه المعوض ولا يقاس به، فأجرى ذلك على مجاز ما يتعارفونه في البيع والشراء فمن العبد تسليم النفس والمال، ومن الله الثواب والنوال فسمي هذا شراء‏.‏

وروى الحسن قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن فوق كل بِرٍّ بِرٌّ حتى يبذل العبد دمه فإذا فعل ذلك فلا بر فوق ذلك‏).‏‏

إنه نص رهيب... إنه يكشف عن حقيقة العلاقة التي تربط المؤمنين بالله، وعن حقيقة البيعة التي أعطوها ـ بإسلامهم ـ طوال الحياة، فمن بايع هذه البيعة ووفى بها فهو المؤمن الحق الذي ينطبق عليه وصف المؤمن وتتمثل فيه حقيقة الإيمان، وإلا فهي دعوى تحتاج إلى التصديق والتحقيق.

حقيقة هذه البيعة أن الله سبحانه قد استخلص لنفسه أنفس المؤمنين وأموالهم فلم يعد لهم منها شيئا...لم يعد لهم أن يستبقوا منها بقية لا ينفقونها في سيبل الله.

فمن بايع على هذا...من أمضى الصفقة...من ارتضى الثمن ..فهو المؤمن فالمؤمنون هم الذين اشترى الله منهم فباعوا.

ومن رحمة الله أن جعل للصفقة ثمنا ، وإلا فهو واهب الأنفس والأموال وهو مالك الأنفس والأموال، ولكن الله تعالى كرم الإنسان فجعله مريدا، وكرمه فجعل له أن يعقد العقود ويمضيها حتى مع الله.

وإنها لبيعة رهيبة ولكنها في عنق كل مؤمن قادر عليها لا تسقط عنه إلا بسقوط إيمانه، وعجيب أمر هؤلاء الذين يدعون الإيمان في مشارق الأرض ومغاربها ـ وهم قاعدون ـ لا يجاهدون لتقرير ألوهية الله في الأرض كلها ، ولا يسعون لنصرة هذا الدين.

إنه لفرق كبير بيننا وبين هؤلاء الذين كانت هذه الكلمات تطرق قلوبهم فتتحول من فورها إلى واقع من واقع حياتهم ولم تكن مجرد معان يتملونها بأذهانهم، بل كانوا يتلقونها إلى العمل المباشر، لتحويلها إلى حركة منظورة ، هكذا أدركها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا هو عبدالله بن رواحة في بيعة العقبة الثانية يسأل عن حقيقة هذه البيعة فيقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اشترط لربك ولنفسك ما شئت‏.‏

فقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ (أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم)‏ قالوا :فإذا فعلنا ذلك فما لنا‏؟‏ قال‏:‏(الجنة)‏ قالوا‏:‏ ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل‏.‏

{ومن أوفى بعهده من الله؟! فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 21 يوليو 2009 - 15:33


{ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ - وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ }


من رحمة الله على عبادة أن شرع لهم منهاجا ودستورا للتعامل مع كل كبيرة وصغيرة في هذه الحياة، فنجد أن الله تعالى شرع منهاجا للحرب كما شرع منهاجا للسلم، ينظم هذا المنهاج طبيعة العلاقة بين المسلمين وغيرهم من الطوائف الأخرى من المشركين أو أهل الكتاب أو المعاهدين.

ونجد هذه الآية منهاجا ينظم علاقة المسلمين بالمشركين المعاهدين لهم، يتميز هذا المنهج بالحسم الصريح لطبيعة هذه العلاقة: فإما دخول فيما دخل فيه المسلمون وتوبة عما مضى من الشرك والاعتداء وعندئذ يصفح الإسلام والمسلمون عن كل ما لقوا من هؤلاء المشركين المعتدين، وتقوم الوشيجة على أساس العقيدة، ويصبح المسلمون الجدد إخوانا للمسلمين القدامى، ويسقط ذلك الماضي كله بمساءاته من الواقع ومن القلوب.

وإما نكث لما يبايعون عليه من الإيمان بعد الدخول فيه وطعن في دين المسلمين فهم إذن أئمة الكفر لا أيمان لهم ولا عهود وعندئذ يكون القتال لهم، لعلهم أن يثوبوا إلى الهدى.

إن قوة المعسكر المسلم وغلبته في الجهاد قد ترد قلوبا كثيرة إلى الصواب وتريهم الحق الغالب فيعرفونه ويعلمون أنه إنما غلب لأنه الحق ولأن وراءه قوة الله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق فيما أبلغهم من أن الله غالب هو ورسله، فيقودهم هذا كله إلى التوبة والهدى، لا قهرا ولكن اقتناعا بالقلب بعد رؤية واضحة للحق الغالب كما وقع وكما يقع في الكثير من الأحايين.

وصدق الله تعالى إذ يقول {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالخميس 23 يوليو 2009 - 11:52


{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }



تلفت الآية الكريمة أنظار المسلمين إلى نعمة من أجل نعم الله تعالى عليهم، هذه النعمة هي نعمة هذا النبي الخاتم وهذا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم.

والمتأمل في الآية يجد أن الله تعالى لم يقل: جاءكم رسول منكم .

ولكن قال: (من أنفسكم) وهي أشد حساسية وأعمق صلة وأدل على نوع الوشيجة التي تربطهم به، فهو بضعة من أنفسهم تتصل بها صلة النفس بالنفس .

ثم تأتي الآية لتشير إلى طبيعة هذا النبي الكريم من حرصه على المؤمنين ورأفته بهم ورحمته لهم.

ويكفيك أن تتأمل سيرة هذا الرسول الأمين لتعلم هذا وتوقن به حق اليقين، وانظر إلى هذا النبي يوم أن لجأ إلى الطائف يبحث عن جهة تؤمنه وتحميه حتى يبلغ دعوة الله تعالى، واستقبله أهل الطائف بالحجارة والضرب والإيذاء الشديد، ويهتم رسول الله ويتألم لهذا، وفي هذه اللحظة يرسل الله تعالى إليه ملك الجبال ليكون تحت إمرته يفعل ما يريد، فماذا فعل رسول الله مع ملك الجبال؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (‏جاء جبريل فقال لي‏:‏ يا محمد إن ربك يُقرئك السلام، وهذا ملك الجبال قد أرسله الله إليك وأمره أن لا يفعل شيئا إلا بأمرك‏.‏

فقال له ملك الجبال‏:‏ إن الله أمرني أن لا أفعل شيئا إلا بأمرك، إن شئت دمدمت عليهم الجبال، وإن شئت رميتهم بالحصباء، وإن شئت خسفت بهم الأرض‏.‏

قال‏:‏ يا ملك الجبال فإني آتي بهم لعله أن يخرج منهم ذرية يقولون‏:‏ لا إله إلا الله‏.‏

فقال ملك الجبال عليه السلام‏:‏ أنت كما سماك ربك رءوف رحيم‏).

إنها حقيقة هذا النبي...وحقيقة هذا الدين....وحقيقة هذا الكتاب..اليسر والرأفة والرحمة، وصدق الله تعالى إذ يقول: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} فاللهم صلِّ على هذا النبي المصطفى والرسول المجتبى واجمعنا به في جنة الخلد واسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا..آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالجمعة 24 يوليو 2009 - 5:00


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ - قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }



إن هذه العقيدة لا تحتمل لها في القلب شريكا... فإما تجرد لها... وإما انسلاخ منها. وليس المطلوب أن ينقطع المسلم عن الأهل والعشيرة والزوج والولد والمال والعمل والمتاع واللذة، ولا أن يترهبن ويزهد في طيبات الحياة ... كلا؛ إنما تريد هذه العقيدة أن يخلص لها القلب ويخلص لها الحب وأن تكون هي المسيطرة والحاكمة، وهي المحركة والدافعة... فإذا تم لها هذا فلا حرج أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة على أن يكون مستعدا لنبذها كلها في اللحظة التي تتعارض فيها مع متطلبات العقيدة.

ولا يكتفي السياق هنا بتقرير المبدأ، بل يأخذ في استعراض ألوان الوشائج والمطامع واللذائذ ليضعها كلها في كفة، ويضع العقيدة ومقتضياتها في كفة أخرى... الأهل والعشيرة والمال والتجارة والمسكن..كلها في كفة، وفي الكفة الأخرى حب الله والرسول وحب الجهاد في سبيل الله ...الجهاد بكل مقتضياته ومشقاته وتعبه ونصبه... وما يتبعه من تضييق وحرمان... وما يتبعه من ألم وتضحية... وما يتبعه من جراح واستشهاد.

ألا إنها لشاقة ...ألا وإنها لكبيرة....ولكن هي ذاك وإلا {فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.

ومفرق الطرق هو أن تسيطر العقيدة أو يسيطر المتاع... أن تكون الكلمة الأولى للعقيدة أو لعرض من أعراض هذه الدنيا... فإذا اطمأن المسلم إلى أن قلبه خالص لعقيدته فلا عليه بعد هذا أن يستمتع بالأبناء والإخوة...وبالزوج والعشيرة...ولا عليه أن يتخذ الأموال والمتاجر والمساكن...ولا عليه أن يستمتع بزينة الله والطيبات من الرزق ـ في غير سرف ولا مخيلة ـ بل إن المتاع بها حينئذ لمستحب باعتبارها لونا من ألوان الشكر لله الذي أنعم بها ليتمتع بها عباده وهم يذكرون أنه الرازق المنعم الوهاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالسبت 25 يوليو 2009 - 0:43


{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }



إن أهل الكتاب هؤلاء لا يقفون عند حد الانحراف عن دين الحق...وعبادة أرباب من دون الله...وعدم الإيمان بالله واليوم الآخر، إنما هم كذلك يعلنون الحرب على دين الحق ويريدون إطفاء نور الله في الأرض المتمثل في هذا الدين وفي الدعوة التي تنطلق به في الأرض وفي المنهج الذي يصوغ على وفقه حياة البشر.

فهم محاربون لنور الله سواء بما يطلقونه من أكاذيب ودسائس وفتن، أو بما يحرضون به أشياعهم وأتباعهم على حرب هذا الدين وأهله، والوقوف سدا في وجهه، وكما كان يحدث هذا في الماضي... فهو يحدث في الحاضر...وسيستمر في الحدوث إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله في الأرض.

وهذا التقرير ـ وإن كان يراد به استجاشة قلوب المؤمنين إذ ذاك ـ هو كذلك يصور طبيعة الموقف الدائم لأهل الكتاب من نور الله المتمثل في دينه وكتابه وشرعه.

ولكن الله عز وجل يطمئن المؤمنين بوعد حق بأن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، فسنة الله عز وجل لا تتبدل في إتمام نوره بإظهار دينه ولو كره الكافرون، وهو وعد تطمئن له قلوب الذين آمنوا فيدفعهم هذا إلى المضي في الطريق والصبر على المشقة واللأواء...وعلى الكيد والحرب من الكافرين.

كما أن الخطاب فيه وعيد وتحذير للكافرين...فأين هم من نور الله وقدرته...فإن أحدهم لا يقوى على حجب نور الشمس فضلا عن نور الله خالق هذا الكون والمتصرف فيه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأحد 26 يوليو 2009 - 3:24


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }




يوجه الله تعالى في هذه الآية عتابا للمتخلفين وتهديدا بعاقبة التثاقل عن الجهاد في سبيل الله.

إن النفرة للجهاد في سبيل الله انطلاق من قيد الأرض، وارتفاع على ثقلة اللحم والدم...وثقلة الدعة والراحة والاستقرار... وثقلة الذات الفانية والأجل المحدود والهدف القريب، وتحقيق للمعنى العلوي في الإنسان، وتغليب لعنصر الشوق المجنح في كيانه على عنصر القيد والضرورة، وتطلع إلى الخلود الممتد، وخلاص من الفناء المحدود.

وما يحجم ذو عقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله، إلا وفي هذه العقيدة دخل، وفي إيمان صاحبها بها وهن، لذلك يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من شعب النفاق).

فالنفاق هو فساد في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال ـ هو الذي يقعد بمن يزعم أنه على عقيدة عن الجهاد في سبيل الله خشية الموت أو الفقر ، والآجال بيد الله والرزق من عند الله وما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأحد 26 يوليو 2009 - 15:20


{ وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ }



تتعرض الآية لصفة من صفات المنافقين الفاضحة لهم والكاشفة لنواياهم الخبيثة، فالمنافقون يدَّعون الإيمان ويدَّعون حب هذا الدين والرغبة في التضحية من أجله ويزعمون أنهم يريدون الجهاد والقتال في سبيل الله تعالى، فيأتي القرآن من عند الله تعالى ـ الذي يعلم السر وأخفى ـ ليفضح هؤلاء المنافقين، ويوعي الصف المسلم بحقيقتهم، ويشير إلى أمر عقلي بدهي أن هؤلاء القوم لو أرادوا الجهاد لتأهبوا له وأعدوا ما يستلزمه من عدة وعتاد‏، ولكن واقع هؤلاء المنافقين خلاف ذلك, فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلف‏ والقعود.

وتأتي المنة من الله تعالى على الصف المسلم بتطهيره من أمثال هؤلاء، وذلك بتثبيطهم وتخذيلهم وحبسهم عن الخروج للجهاد في سبيل الله لما يعلم من سوء نوايهم وخطورتهم على الصف المسلم وقت الشدة والمواجهة، فكان أن أوقع الله في قلوبهم القعود عن الخروج في سبيل الله.

والمتأمل في سياق القرآن يجده منفرا كل من نهج نهج هؤلاء المنافقين وفر من الجهاد معتذرا بأعذار واهية، يأتي القرآن ليضع هذا الصنف من الناس مع أولي الضرر والعميان والزَّمْنَى والنساء والصبيان الذين لا يستطيعون الغزو ولا ينبعثون للجهاد، فهذا مكانهم اللائق بذوي الهمم الساقطة والقلوب المرتابة والنفوس الخاوية من اليقين.‏

فانظر أخي المسلم إلى موقفك من حب الله ورسوله...وحب الجهاد في سبيله...وهل أعددت له العدة حقا؟! واحذر أن تكون من القاعدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالإثنين 27 يوليو 2009 - 15:28


{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }



تشير الآيات إلى صفات عدة يجب أن تتصف بها الفئة المؤمنة ويتصف بها كل فرد منها، هذه الصفات سبب في رحمة الله لهذه الأمة كما هي سبب في عزها وكرامتها، وقد أشار الله تعالى إلى هذه الصفات بقوله: {بعضهم أولياء بعض} فطبيعة المؤمن هي طبيعة الأمة المؤمنة، طبيعة الوحدة...وطبيعة التكافل...وطبيعة التضامن، ولكنه التضامن في تحقيق الخير ودفع الشر، وقد جاء في الصحيح‏:‏ ‏(‏مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر‏).

{يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} فتحقيق الخير ودفع الشر يحتاج إلى الولاية والتضامن والتعاون ومن هنا تقف الأمة المؤمنة صفا واحدا، لا تدخل بينهم عوامل الفرقة، وحيثما وجدت الفرقة في الجماعة المؤمنة فثمة ولا بد عنصر غريب عن طبيعتها وعن عقيدتها هو الذي يدخل بالفرقة.

{ويقيمون الصلاة} فهي الصلة التي تربطهم بربهم.

{ويؤتون الزكاة} باعتبارها الفريضة التي تربط الجماعة المسلمة، وتحقق الصورة المادية والروحية للولاية والتضامن.

{ويطيعون الله ورسوله} فلا يكون لهم هوى غير أمر الله ورسوله، ولا يكون لهم دستور إلا شريعة الله ورسوله، ولا يكون لهم الخيرة إذا قضى الله ورسوله، وبذلك يوحدون نهجهم ويوحدون هدفهم ويوحدون طريقتهم فلا تتفرق بهم السبل عن الطريق الواحد المستقيم.

وإذا أقامت الفئة المؤمنة هذه الصفات في واقعها حينئذ يستحقون رحمة الله، والرحمة لا تكون في الآخرة وحدها إنما تكون قبل ذلك في هذه الأرض وتشمل هذه الرحمة الفرد الذي ينهض بأعباء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة كما تشمل الجماعة المكونة من أمثال هذا الفرد الذي يؤمن بالله ويثق به وبقدرته وأنه {عزيز حكيم} قادر على إعزاز الفئة المؤمنة ليكون بعضها أولياء بعض في النهوض بهذه التكاليف، حكيم في تقدير النصر والعزة لها لتصلح في الأرض وتحرس كلمة الله بين العباد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 28 يوليو 2009 - 15:11


{ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ - كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ - اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }



يخاطب الله تعالى في هذه الآية المؤمنين خطابا عقليا ويتوجه إليهم بالسؤال: كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله؟! وهم لا يعاهدونكم إلا في حال عجزهم عن التغلب عليكم، ولو ظهروا عليكم وغلبوكم لفعلوا بكم الأفاعيل في غير مراعاة لعهد قائم بينكم وبينهم؛ وفي غير ذمة يرعونها لكم؛ أو في غير تحرج ولا تذمم من فعل يأتونه معكم؛ فهم لا يرعون عهدا، ولا يقفون كذلك عند حد في التنكيل بكم لو أنهم قدروا عليكم مهما يكن بينكم وبينهم من عهود قائمة، فليس الذي يمنعهم من أي فعل شائن معكم أن تكون بينكم وبينهم عهود، إنما يمنعهم أنهم لا يقدرون عليكم ولا يغلبونكم، ولكن طالما أنتم أقوياء فإنهم يسعون لإرضائكم بأفواههم بالقول اللين والتظاهر بالوفاء بالعهد، يتظاهرون بهذا وقلوبهم تنغل عليكم بالحقد وتأبى أن تقيم على العهد فما بهم من وفاء لكم ولا ود.

وهذا هو السبب الأصيل لهذا الحقد الدفين عليكم؛ وإضمار عدم الوفاء بعهودكم؛ والانطلاق في التنكيل بكم، إنه الفسوق عن دين الله؛ والخروج عن هداه؛ فلقد آثروا عن آيات الله التي جاءتهم ثمنا قليلا من عرض هذه الحياة الدنيا يستمسكون به ويخافون فوته وقد كانوا يخافون أن يضيع الإسلام عليهم شيئا من مصالحهم أو أن يكلفهم شيئا من أموالهم فصدوا عن سبيل الله بسبب شرائهم هذا الثمن القليل بآيات الله، صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم، إنهم ساء ما كانوا يعملون.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأربعاء 29 يوليو 2009 - 21:05


{ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }



بعد أن تناولت الآيات السابقة على هذه الآية الحديث حول أهل الكتاب وانحرافاتهم ، وكان من أظهر تلك التحريفات تحريفهم حول المسيح وادّعائهم أنه شريك مع الله وأنّ ذلك موجود في كتابهم رد الله سبحانه عليهم بأنّ ذلك مستحيل في حق المسيح لأن الله سبحانه لا يُعطي النبوة لرجل كاذب يدّعي لنفسه الربوبية فإنه: ((مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يؤتيه اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ )) بين الناس ، والرسالة ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ اعبدوني دونه سبحانه، أو اعبدوني معه ، فإنّ عبادة الشريك عبادة لمن دون الله ، ولأن الشرك معناه عدم عبادة الله إطلاقاً إذ الله لا شريك له، فمن له شريك ليس هو بإله، وَلَكِن اللازم على الرسول أن يقول للناس كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ أي منسوبين إلى الرب ترشدون الناس إلى التوحيد وتعبدون إلها واحدا بسبب مَا كُنتُم تُعَلِّمُونَ الناس الْكِتَابَ الذي أخذتموه من نبيّكم وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ، لكونكم علماء معلّمين مدرّسين يجب أن تكونوا ربّانيّين منسوبين إلى الرب فقط لا إلى غيره من الأنداد والشركاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالجمعة 31 يوليو 2009 - 1:23


{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }



يأمر الله تعالى عباده بأن يتمسّكوا ((بِحَبْلِ اللّهِ)) وحبل الله: دينه وقرآنه ، فمن يتمسك بالإيمان يصعد به في الدنيا إلى المراتب الراقية وفي الآخرة إلى جنات خالدة.

((وَلاَ تَفَرَّقُواْ)) فيتمسك البعض بحبل الله والبعض بحبل الشيطان، وهذا تأكيد لقوله ((جميعا)) ثم أمرنا أن نتذكّر نِعْمتهَ علينا قبل الإسلام كيف كان يعادي بعضهم بعضا فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبهم وجعلها قريبة بعضها إلى بعضكم حيث أدخل الإيمان فيها فخرج ما كان فيها من الضغن والحسد والعداوة فَأَصْبَحوا بسبب نعمة الأُلفة التي وهبها الله عليهم إِخْوَانًا في الإيمان له ما لأخيه وعليه ما عليه، وإن هذه النعمة قد أزالت رواسب الجاهلية القبلية والقطرية من القلوب وما أشبههما بعد أن كنتم أيها المسلمون على طرف حفرة من النار، نار الدنيا وهي العقوبات والاضطرابات، ونار الآخرة التي أوقدت للكفار ((فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا)) بالإسلام الذي نظّم دنياكم وآخرتكم حتى لا تقعوا فيها لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ إلى الحق وإلى طريق مستقيم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالسبت 1 أغسطس 2009 - 0:00


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }


في سياق الكلام عن أحوال أهل الكتاب وبيان أنهم مختلفون مع المسلمين في العقيدة والعمل يأتي دور المسلم الذي لا ينبغي له أن يتخذ صديقاً من الكفار بطانة، وهي خاصة الرجل الذي يسرّ إليه بأمره ويستبطن خبره، من بطانة الثوب الذي يلي البدن لقربه منه.

و"مِن" للتبيين، كأنه قال: بطانة من المشركين، فقد كان المسلمون يواصلون رجالاً من أهل الكتاب لسابق صداقة أو قرابة أو جوار أو نحوها فنُهوا عن ذلك.

ثم بيّن سبحانه سبب ذلك ، فإنهم "لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً" أي لا يقصرون في فساد أمركم ولا يتركون جهدهم في مضرتكم وأحبّوا مشقتكم وتعبكم ، وهذه كلها من صفات الأعداء، وتظهر العداوة من فلتات كلامهم حيث تدل على عداوتهم الكامنة وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ من الحقد لكم والعداوة أَكْبَرُ مما يظهر من ألسنتهم ، هذا مع ما قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ من الآيَاتِ والحجج التي بها تميّزون بها الصديق من العدو إن كان لكم عقل وإدراك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأحد 2 أغسطس 2009 - 0:54


{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }



يقول تعالى مخاطبا عباده المؤمنين لما أصيبوا يوم أحد وقتل منهم سبعون ، أن هذا قد جرى على الأمم الذين كانوا من قبلكم من أتباع الأنبياء ثم كانت العاقبة لهم، والدائرة على الكافرين، وواقع الذين من قبلكم خير دليل، فأين البلاد التي كانت فيها تلك الأمم المنقرضة؟

لقد كان في تلك الأمم طرائق: طريق الحق وطريق الباطل ، طريق الخير وطريق الشر، وهكذا، إلا أن المكذبين لم يربحوا إلى أن ماتوا ودفنوا ولم يبق لهم ذكر طيب في الدنيا ولم تدم لهم النعمة التي من أجلها عملوا ما عملوا وإنما انتقلوا إلى عذاب الله سبحانه ليكون في ذلك عبرة لكم فلا تكونوا من الكذبين بل من المؤمنين المصدقين .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالإثنين 3 أغسطس 2009 - 3:52


{ وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ }



يبين الله سبحانه أن من فوائد تداول الأيام بين الناس أنه يمحص الذين آمنوا ويخلصهم من المنافقين فيتبين المؤمن من المنافق ، أو يخلصهم من الذنوب ، فإن بالأهوال تذاب الذنوب، وبالشدائد تكفر الخطايا ، فالمؤمن لا يدخل الجنة بمجرد إظهار الشهادتين، وإنما عليه أن يجاهد ويعمل ، فتداول الأيام يوجب جهاد المؤمنين وصبرهم حتى يتأهلوا لدخول الجنة أما الكافرين فيمحقهم الله وينقصون شيئا فشيئا حتى يهلكوا جميعا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 4 أغسطس 2009 - 6:22


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }



ينهى الله عباده المؤمنين عن مشابهة الكفار في اعتقادهم الفاسد الدال عليه قولهم في الذين ماتوا في الأسفار والحروب لو تركوا ذلك لما أصابهم ما أصابهم وفي هذا ردّ لإرجاف المنافقين الذين كانوا يلقون تبعة قتل المؤمنين في أُحُد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أخرجهم فقُتلوا، فقد حسبوا أن الموت والقتل لا يكونان إلا بتقدير وقضاء وليس يفيد في ذلك البقاء، وعلى كلٍّ فليس الموت والقتل مما يكون سببهما السفر والغزو كما زعمه الكفار بل هناك أسباب خفيّة تدير هذين الأمرين الى جنب الأسباب الظاهرة، فليس كل سفر وغزو موجباً للموت كما ليس كل إقامة موجباً للبقاء، والكفار إنما قالوا ذلك يريدون تثبيط الناس عن الجهاد لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ الاعتقاد حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِم لما حصلت لهم من الخيبة حيث رأوا رجوع إخوانهم من السفر والجهاد بالربح والظفر، ومن الطبيعي أن يحزن ويخسر الشخص الجامد لما ناله الشخص المتحرك من الخير والتقدم، فالحياة والموت من الله ، فارغبوا في الطاعة والجهاد، واحذروا من المخالفة والفرار، فإن الله سبحانه يعلم أعمالكم ويبصر صُنعكم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأربعاء 5 أغسطس 2009 - 3:44


(وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)


بعد أن قام الله عز وجل بتنظيم العلاقات الأسرية ، وأرسى نظامها، بدأ بتنظيم العلاقات الإنسانية العامة بما فيها الأقربون وغيرهم، وذلك بعد أن بين ما يجب على الإنسان تجاه الخالق، حيث أمر الله العباد بأن يعبدوه حق العبادة ، ولا يجعلوا له ندا أو شريكا من حجر أو جماد أو نبات أو ملائكة أو بشر ،فإنه هو الإله الواحد الذي شريك له، قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: " أتدري ما حق الله على العباد؟" قال: الله ورسوله أعلم ، قال : "أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا " ثم قال: أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ أن لا يعذبهم ".

ثم أوصى بالإحسان إلى الوالدين، فإن الله سبحانه جعلهما سببا لخروجك من العدم إلى الوجود، وكثيرا ما يقرن الله سبحانه بين عبادته والإحسان إلى الوالدين في القرآن الكريم، تأكيدا للزوم الإحسان إليهما.

ثم أوصى بالإحسان إلى ذي القربى، وهدا تعميم بعد تخصيص ، ثم أوصى باليتامى ، ثم المساكين ، ثم الجار ذي القربى وهو الذي بينك وبينه قرابة وهذا له حقان : حق الجوار ، وحق القرابة .

ثم الجار الجنب وهو الذي ليس بينك وبينه قرابة ، ثم الصاحب بالجَنب وهو صاحبك الذي يرافقك، سواء كان في عمل أو دكان أو مدرسة أو سفر أو حضر أو غيرهما .

ثم ابن السبيل وهو المسافر المنقطع عن بلده سواء كان ثريا أم لا .

ثم أوصى بملك الأيمان من العبيد والإماء ، وقد أطلق سبحانه الإحسان الى هؤلاء ليشمل صنوف الحفاوة والإكرام، وقد كان تأكيد الإسلام بالإحسان الى هؤلاء تمشياً مع روحه العام في توثيق صلة البشر بعضهم مع بعض، وجمعهم في رباط الود والحب والوئام.

ثم أخذ سبحانه ببيان الصفات التي تفسد هذا الود والحب والوئام وأنه مبغض لها، ألا وهي كل مختال متبختر متكبر، والفخور الذي يفخر بمناقبه كبراً واعتزازاً وتطاولاً، وكثيراً ما يتطاول ويتكبر فلا يحسن إلى الأصناف المذكورة في الآية الكريمة، ألا فأنعم به من شرع حكيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالخميس 6 أغسطس 2009 - 2:51


{ وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا }



يحث الله تعالى المجتمع المسلم على التآلف والمحبة فيما بينهم، من خلال المعاملة الحسنة بينهم ورفع الحواجز النفسية فيما بينهم. وذلك بالتعارف وإفشاء السلام في المجتمع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) فإذا سلم عليك المسلم فرد عليه بأفضل مما سلم. أو رد عليه بمثل ما سلم فالزيادة مندوبة، والرد بالمثل مفروض، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال : "وعليك السلام ورحمة الله " ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال: "وعليك" فقال له رجل: يا نبي الله بأبي أنت وأمي، أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي ؟ فقال إنك لم تدع لنا شيئا. قال الله تعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) فرددنا عليك.

فإذا أردنا أن يسود الود وتنتشر المحبة في مجتمعنا فلنفش السلام على أفراد هذا المجتمع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالجمعة 7 أغسطس 2009 - 0:51


{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }



يرجع السياق هنا إلى ما تقدّم من لزوم الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوله (كُنتُم) أيها المسلمون خير أمة ، و"كان" لمجرد الربط، لا بمعنى الماضي ، وإنما كان المسلمون خير أمة لخصال ثلاث بها تترقى الأمم الى الأوج هي : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإن المجتمع إذا خلا عن هذين الواجبين أخذ يهوي نحو السفل لما جُبل عليه من الفساد والفوضى والشغب، فإذا تحلّى المجتمع بهذين الأمرين أخذ يتقدّم نحو مدارج الإنسانية والحضارة الحقيقية حتى يصل الى قمة البشرية .

والأمر الثالث: الإيمان بالله إيماناً صحيحاً لا كإيمان أهل الكتاب والمشركين، والإيمان الصحيح بالله رأس الفضائل فإنه محفّز شديد نحو جميع أنواع الخير ومنفّر قوي عن جميع أصناف البشر.

ولو آمن أهل الكتاب إيماناً صحيحاً لكان إيمانهم خيرا لهم في دينهم ودنياهم حتى تنظم على ضوء الإسلام فتخلو من الجهل والمرض والفقر والرذيلة ويكونون في الآخرة سعداء ينجون من عذاب الله، ثم بيّن سبحانه أن ليس كل الذين كانوا من أهل الكتاب بقوا على طريقتهم فإن منهم المؤمنون بالله وبالنبي وبما جاء به كالنجاشي وابن سلام وغيرهما وأكثرهم فاسقون خارجون عن طاعة الله باتباع أهوائهم المضلّة وطرائقهم الزائفة، فالخيرية إذن إنما لهذه الأمة دون غيرها من الأمم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالسبت 8 أغسطس 2009 - 3:42



{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَب وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَه حُسْنُ الْمَآبِ }



يخبر الله تعالى عما زين للناس في هذه الحياة الدنيا من أنواع الملاذ ، لأن حب الإنسان للمشتهيات والملذات سبب لهم أن تتزيّن الدنيا في نفوسهم فيطلبون اللذائذ ولو في المحرّمات ، فبدأ بالنساء لأن الفتنة بهن أشد ثم ثنى بحب البنين، فإن حب الأولاد يسبّب إطاعتهم والتحفّظ عليهم ولو بذهاب الدين .

ومن الزينة كذلك حب الأموال الكثيرة المجمعة أو المضاعفة البالغة حدا واسعا ،من الذهب والفضة، والخيل الأصيلة المعلمة المميزة ببعض العلامات ، والأنعام من الإبل البقر والغنم والزرع ، فإن هذه كلها محببة للناس ، لكن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا وزينتها الفانية الزائلة ، لا تنفع في الدار الآخرة إلا إذا بذلت في سبيل الله .

ثم يختم عز وجل الآية: بأن المرجع الحسن في الآخرة منوط بالله سبحانه فاللازم أن يتزهّد الإنسان في الملذات ولا يتناول المحرّم منها رجاء ثواب الله ونعيمه المقيم الذي لا زوال له ولا اضمحلال، فلا تسبّب هذه المشتهيات والملذات عدول الإنسان عن الحق إلى الباطل وعن الرشاد إلى الضلال.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأحد 9 أغسطس 2009 - 0:09


{ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }



يخبر الله جل ثناؤه عباده أنه عليم بهم، وبما استقر في قلوبهم من بواعث، وبما أنفقوا، فلا خوف من الظلم في جزائهم؛ لأنه سيوفيهم أجورهم، فلن يظلم أحدا من خلقه يوم القيامة، ولن ينقص ثواب عمله وزن ذرة بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة ، فيا له من كرم ، ويا له من فيض ، لا يقعد عنه إلا جاهل خسران.

روي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (يؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف وينادى على رؤوس الخلائق هذا فلان بن فلان من كان له عليه حق فليأت إلى حقه ثم يقول آت هؤلاء حقوقهم، فيقول يا رب من أين لي وقد ذهبت الدنيا عني فيقول الله تعالى للملائكة انظروا إلى أعماله الصالحة فأعطوهم منها فإن بقي مثقال ذرة من حسنة قالت الملائكة يا رب قد أعطى لكل ذي حق حقه وبقي مثقال ذرة من حسنة فيقول الله تعالى للملائكة ضعفوها لعبدي وأدخلوه بفضل رحمتي الجنة.

وإن كان عبدا شقيا قالت الملائكة إلهنا فنيت حسناته وبقيت سيئاته وبقي طالبون كثير فيقول تعالى خذوا من سيئاتهم فأضيفوها إلى سيئاته ثم صكوا له صكا إلى النار) نسأله سبحانه رضاه والجنة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالأحد 9 أغسطس 2009 - 23:06


{ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }


تعالج هذه الآية خلقا ذميما في بعض الناس الذين يدعون بالخير فيريدون تعجيل الإجابة، ثم يحملهم أحيانا سوء الخلق على الدعاء بالشر، ولكن الله تبارك وتعالى لسعة رحمته بالناس لا يعاجلهم بالعقوبة كاستعجالهم بطلب الخير؛ لأن الله عز وجل لو فعل ذلك بالناس لقضي إليهم أجلهم؛ يعني بالموت .

وقد نزلت هذه الآية _كما قال مجاهد_ : في الرجل يدعو على نفسه أو ماله أو ولده إذا غضب: اللهم أهلكه، اللهم لا تبارك له فيه وَالْعَنْهُ أو نحو هذا؛ فلو استجاب الله ذلك منه، كما يستجيب الخير لقضي إليهم أجلهم .

وقد ورد في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه أن رجلا من الأنصار لعن بعيره، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) .

فهذا القول من النبي ـ صلى الله عليه وسلم يدل دلالة واضحة على أن الرجل لو دعا على نفسه أو ماله أو ولده بشيء ربما يصادف ساعة إجابة فيستجاب له كما يستجاب له في الخير فيهلك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
gawhara
لواء
لواء



عدد الرسائل : 1601
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 04/12/2008

في رحاب آية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: في رحاب آية   في رحاب آية - صفحة 2 Emptyالإثنين 10 أغسطس 2009 - 23:43


{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ . فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }



ما أغرب حال الإنسان، وما أكثر ما ينكر نعم الله عليه رغم أنها فوق الحصر، ورغم أن هذه النعم أمامه في كل لحظة، وتحيط به في كل مكان، في البر، وفي البحر.

وتعرض لنا هذه الآية حال الإنسان _مؤمنا كان أو كافرا_ حينما يحيق به خطر داهم يعجز عن دفعه أو الفرار منه ويوقن معه بالهلاك المحقق، فساعتها يشعر الإنسان بحاجته إلى قوة عليا مسيطرة, أقوى منه، وأقوى من الخطر الداهم الذي يحيط به، قوة تنجيه مما هو فيه، وحينئذ يلجأ الإنسان إلى مولاه وخالقه ، فيدعوه بإخلاص وصدق ، مظهرا ضعفه ومسكنته بين يديه لكي يخلصه من هذا الكرب العظيم، بل يعاهد الله عز وجل أنه لو أنجاه فإنه سيسير على صراطه المستقيم ولن يعصيه أبدا.

وتصور لنا الآية الكريمة ذلك بأناس ركبوا في سفينة، فأرسل الله عليهم ريحًا طيبة ففرحوا بها واطمأنوا إلى سهولة السير في البحر؛ ثم ما لبث أن تحول الوضع من ريح طيبة هادئة إلى ريح عاصفة شديدة ليس فيها نفع بل الغالب عليها الاختبار والامتحان من الله عز وجل لهم؛ وليت الأمر اقتصر على هذه الريح بل جاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم قد أحيط بهم فماذا يصنعون وإلى من يتوجهون؟

على الفور توجهوا لله رب العالمين وأخذوا على أنفسهم العهود والمواثيق { لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}.

فاستجاب الله لدعائهم وكشف عنهم ما هم فيه من البلاء ثم سرعان ما تحول الأمر، فبعد أن أنجاهم إلى البر عادوا إلى البغي والعصيان ونسوا ما كانوا من كرب: { فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}.

وهذا هو حال من ينكر نعم الله عليه فالله عز وجل يرد عليهم بقوله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} أي تمتعوا متاع الحياة الدنيا ثم يوم القيامة تنالون عقابكم، وينبئكم ربكم بما كنتم تعملون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رحاب آية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 10انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7, 8, 9, 10  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» فى رحاب حديث(اين المتحابون)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى التلاوة وعلوم القرءان-
انتقل الى: