منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأحد 13 يوليو 2008 - 16:01

للشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين ، الخضيري ، المعروف بـ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة الكتاب

وصلى الله على سيدنا محمد وآل وصحبه وسلم‏.‏

قال الشيخ الإمام العالم العلامة الحبر البحر الفهامة المحقق المدقق الحجة الحافظ المجتهد شيخ الإسلام والمسلمين وارث علوم سيد المرسلين جلال الدين أوحد المجتهدين أبو الفضل عبد الرحمن ابن سيدنا الشيخ المرحوم كمال الدين عالم المسلمين أبو المناقب أبو بكر السيوطي الشافعي‏:‏ وجعله أجل الكتب قدراً وأغزرها علماً وأعذبها نظماً وأبلغها في الخطاب قرآناً عربياً غير ذي عوج ولا مخلوق ولا شبهة فيه ولا ارتياب‏.‏

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرباب الذي عنت لقيومته الوجود وخضعت لعظمته الرقاب‏.‏

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله المبعوث من أكرم الشعوب وأشرف الشعاب إلى خير أمة بأفضل كتاب صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الأنجاب صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم المآب‏.‏

وبعد‏:‏ فإن العلم بحر زخار لا يدرك من قرار وطود شامخ لا يسلك إلى قننه ولا يصار من أراه السبيل إلى استقصائه لم يبلغ إلى ذلك وصولاً ومن رام الوصول إلى إحصائه لم يجد إلى ذلك سبيلاً كيف وقد قال تعالى مخاطباً لخلقه ‏{‏وما أوتيتم من العلم إلا قليلا‏}‏ وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها ودائرة شمسها ومطلعها أودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شيء وأبان ثم أوقفني شيخنا شيخ مشايخ الإسلام قاضي القضاة خلاصة الأنام حامل لواء المذهب المطلبي علم الدين البلقيني رحمه الله تعالى على كتاب في ذلك لأخيه قاضي القضاة جلال الدين سماه مواقع العلوم من مواقع النجوم فرأيته تأليفاً لطيفاً ومجموعاً ظريفاً ذا ترتيب وتقرير وتنويع وتحبير‏.‏

قال في خطبته‏:‏ قد اشتهرت عن الإمام الشافعي رضي الله عنه مخاطبة لبعض خلفاء بني العباس فيها ذكر بعض أنواع القرآن يحصل منها لمقصدنا الاقتباس وقد صنف في علوم الحديث جماعة في القديم والحديث وتلك الأنواع في سنده دون متنه أوفي مسنديه وأهل فنه وأنواع القرآن شاملة وعلومه كاملة فأردت أن أذكر في هذا التصنيف ما وصل إلى علمي مما حواه القرآن الشريف من أنواع علمه المنيف‏.‏

وينحصر في أمور‏:‏ الأول‏:‏ مواطن النزول وأوقاته ووقائعه وفي ذلك اثنا عشر نوعاً‏:‏ المكي المدني السفري الحضري الليلي النهاري الصيفي الشتائي الراشي أسباب النزول أول ما نزل آخر ما نزل‏.‏

الأمر الثاني‏:‏ السند وهو ستة أنواع‏:‏ المتوتر الآحاد الشاذ قراءات النبي صلى الله عليه وسلم الرواة الحفاظ‏.‏

الأمر الثالث‏:‏ الأداء وهوستة أنواع‏:‏ الوقف الابتداء الإمالة المد تخفيف الهمزة الإدغام‏.‏

الأمر الرابع‏:‏ الألفاظ وهوسبعة أنواع‏:‏ الغريب المعرب المجاز المشترك المترادف الاستعارة الأمر الخامس‏:‏ المعاني المتعلقة بالأحكام وهوأربعة عشر نوعاً‏:‏ العام الباقي على علومه العام المخصوص العام الذي أريد به الخصوص ما خص فيه الكتاب السنة ما خصت فيه السنة الكتاب المجمل المبين المؤول المفهوم المطلق المقيد الناسخ المنسوخ نوع من التناسخ والمنسوخ وهوما عمل به من الأحكام مدة معينة والعامل به واحد من المكلفين‏.‏

الأمر السادس‏:‏ المعاني المتعلقة بالألفاظ وهوخمسة أنواع‏:‏ الفصل الإيجاب الإطناب القصر‏.‏

وبذلك تكملت الأنواع خمسين ومن الأنواع ما لا يدخل تحت الحصر‏:‏ الأسماء الكنى الألقاب المبهمات‏.‏

فهذا نهاية ما حصر من الأنواع‏.‏

هذا آخر ما ذكره القاضي جلال الدين في الخطبة‏.‏

ثم تكلم في كل نوع منها بكلام مختصر يحتاج إلى تحرير وتتمات وزوائد مهمات فصنفت في ذلك كتاباً سميته التحبير في علوم التفسير ضمنته ما ذكره البلقيني من الأنواع مع زيادة مثلها وأضفت إليه فوائد سمحت القريحة بنقلها وقلت في خطبته‏:‏ أما بعد‏:‏ فإن العلوم وإن كثر عددها وانتشر في الخافقين مددها فغايتها بحر قعره لا يدرك ونهايتها طود شامخ لا يستطاع إلى ذروته أن يسلك ولهذا يفتح لعالم بعد آخر من الأبواب ما لم يتطرق إليه من المتقدمين الأسباب وإن مما أهمل المتقدمون في تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام عمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى فعمل في كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم فنقحه وهذبه وقسم أنواعه ورتبه ولم يسبق إلى هذه المرتبة فإنه جعله نيفاً وخمسين نوعاً منقسمة إلى ستة أقسام وتكلم في كل نوع منها بالمتين من الكلام لكن كما قال الإمام أبو السعادات ابن الأثير في مقدمة نهايته‏:‏ كل مبتدئ بشيء لم يسبق إليه ومبتدع أمر لم يتقدم فيه عليه فإنه يكون قليلاً ثم يكثر وصغيراً ثم يكبر فظهر لي استخراج أنواع لم يسبق إليها وزيادات مهمات لم يستوف الكلام عليها فجردت الهمة إلى وضع كتاب في هذا العلم ثاني اثنين واحداً في جمع الشتيت منه كألف أوكألفين ومصيراً فني التفسير والحديث في استكمال التقاسم ألفين وإذ برز وزهر كمامه وفاح وطلع بدر كماله ولاح وآذن فجره بالصباح ونادى داعية بالفلاح سميته بالتحبير في علوم التفسير‏.


عدل سابقا من قبل PLCMan في الأحد 13 يوليو 2008 - 16:03 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: فهرس الكتاب ( الموضوعات )   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأحد 13 يوليو 2008 - 16:02

وهذه فهرست الأنواع بعد المقدمة‏.‏

النوع الأول والثاني‏:‏ المكي والمدني‏.‏

والثالث والرابع‏:‏ الحضري والسفري‏.‏

الخامس والسادس‏:‏ النهاري والليلي‏.‏

السابع والثامن‏:‏ الصيفي والشتائي‏.‏

التاسع والعاشر‏:‏ الفراشي والنومي‏.‏

الحادي عشر‏:‏ أسباب النزول‏.‏

الثاني عشر‏:‏ أول ما نزل‏.‏

الثالث عشر‏:‏ آخر ما نزل‏.‏

الرابع عشر‏:‏ ما عرف وقت نزوله‏.‏

الخامس عشر‏:‏ ما أنزل فيه ولم ينزل على أحد من الأنبياء‏.‏

السادس عشر‏:‏ ما أنزل منه على الأنبياء‏.‏

السابع عشر‏:‏ ما تكرر نزوله‏.‏

الثامن عشر‏:‏ ما نزل مفرقاً‏.‏

التاسع عشر‏:‏ ما نزل جمعاً‏.‏

العشرون‏:‏ كيفية إنزاله وهذه كلها متعلقة بالنزول‏.‏

الحادي والعشرون‏:‏ المتواتر‏.‏

الثاني والعشرون‏:‏ الآحاد‏.‏

الثالث والعشرون‏:‏ الشاذ‏.‏

الرابع والعشرون‏:‏ قراءات النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

الخامس والسادس والعشرون‏:‏ الرواة والحفاظ‏.‏

السابع والعشرون‏:‏ كيفية التحمل‏.‏

الثامن والعشرون‏:‏ العالي والنازل‏.‏

التاسع والعشرون‏:‏ المسلسل وهذه متعلقة بالسند‏.‏

الثلاثون‏:‏ الابتداء‏.‏

الحادي والثلاثون‏:‏ الوقف‏.‏

الثاني والثلاثون‏:‏ الإمالة‏.‏

الثالث والثلاثون‏:‏ المد‏.‏

الرابع والثلاثون‏:‏ تخفيف الهمزة‏.‏

الخامس والثلاثون‏:‏ الإدغام‏.‏

السادس والثلاثون‏:‏ الإخفاء‏.‏

السابع والثلاثون‏:‏ الإقلاب‏.‏

الثامن والثلاثون‏:‏ مخارج الحروف وهذه متعلقة بالأداء‏.‏

التاسع والثلاثون‏:‏ الغريب‏.‏

الأربعون‏:‏ المعرب‏.‏

الحادي والأربعون‏:‏ المجاز‏.‏

الثاني والأربعون‏:‏ المشترك‏.‏

الثالث والأربعون‏:‏ المترادف‏.‏

الرابع والخامس والأربعون‏:‏ المحكم والمتشابه‏.‏

السادس والأربعون‏:‏ المشكل‏.‏

السابع والثامن والأربعون‏:‏ المجمل والمبين‏.‏

التاسع والأربعون‏:‏ الاستعارة‏.‏

الخمسون‏:‏ التشبيه‏.‏

الحادي والثاني والخمسون‏:‏ الكناية والتعريض‏.‏

الثالث والخمسون‏:‏ العام الباقي على عمومه‏.‏

الرابع والخمسون‏:‏ العام المخصوص‏.‏

الخامس والخمسون‏:‏ العام الذي أريد به الخصوص‏.‏

السادس والخمسون‏:‏ ما خص فيه الكتاب والسنة‏.‏

السابع والخمسون‏:‏ ما خصت فيه السنة الكتاب‏.‏

الثامن والخمسون‏:‏ المؤول‏.‏

التاسع والخمسون‏:‏ المفهوم‏.‏

الستون والحادي والستون‏:‏ المطلق والمقيد‏.‏

الثاني والثالث والستون‏:‏ الناسخ والمنسوخ‏.‏

الرابع والستون‏:‏ ما عمل به واحد ثم نسخ‏.‏

الخامس والستون‏:‏ ما كان واجباً على واحد‏.‏

السادس والسابع والثامن والستون‏:‏ الإيجاز والإطناب والمساواة‏.‏

التاسع والستون‏:‏ الأشباه‏.‏

السبعون والحادي والسبعون‏:‏ الفصل والوصل‏.‏

الثاني والسبعون‏:‏ القصر‏.‏

الثالث والسبعون‏:‏ الاحتباك‏.‏

الرابع والسبعون‏:‏ القول بالموجب‏.‏

الخامس والسادس والسابع والسبعون‏:‏ المطابقة والمناسبة والمجانسة‏.‏

الثامن والتاسع والسبعون‏:‏ التورية والاستخدام‏.‏

الثمانون‏:‏ اللف والنشر‏.‏

الحادي والثمانون‏:‏ الالتفات‏.‏

الثاني والثمانون‏:‏ الفواصل والغايات‏.‏

الثالث والرابع والخامس والثمانون‏:‏ أفضل القرآن وفاضله ومفضوله‏.‏

السادس والثمانون‏:‏ مفردات القرآن‏.‏

السابع والثمانون‏:‏ الأمثال‏.‏

الثامن والتاسع والثمانون‏:‏ آداب القارئ والمقرئ‏.‏

التسعون‏:‏ آداب المفسر‏.‏

الحادي والتسعون‏:‏ من يقبل تفسيره ومن يرد‏.‏

الثاني والتسعون‏:‏ غرائب التفسير‏.‏

الثالث والتسعون‏:‏ معرفة المفسرين‏.‏

الرابع والتسعون‏:‏ كتابة القرآن‏.‏

الخامس والتسعون‏:‏ تسمية السور‏.‏

السادس والتسعون‏:‏ ترتيب الآي والسور‏.‏

السابع والثامن والتاسع والتسعون‏:‏ الأسماء والكنى والألقاب‏.‏

المائة‏:‏ المبهمات‏.‏

الأول بعد المائة‏:‏ أسماء من نزل فيهم القرآن‏.‏

الثاني بعد المائة‏:‏ التاريخ‏.‏

وهذا آخر ما ذكرته في خطبة التحبير وقد تم هذا الكتاب ولله الحمد من سنة اثنين وسبعين وكتبه من هو في طبقة أشياخي من أولي التحقيق‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأحد 13 يوليو 2008 - 16:04

ثم خطر لي بعد ذلك أن أؤلف كتاباً مبسوطاً ومجموعاً مضبوطاً أسلك فيه طريق الإحصاء وأمشي فيه على منهاج الاستقصاء هذا كله وأنا أظن أني متفرد بذلك غير مسبوق بالخوض في هذه المسالك فبينا أنا أجيل في ذلك فكري أقدم رجلاً وأؤخر أخرى إذ بلغني أن الشيخ الإمام بدر الدين بن عبد الله الزركشي أحد متأخري أصحابنا الشافعيين ألف كتاباً في ذلك حافلاً يسمى البرهان في علوم القرآن فتطلبته حتى وقفت عليه فوجدته قال في خطبته‏:‏ لما كانت علوم القرآن لا تحصى ومعانيه لا تستقصى وجبت العناية بالقدر الممكن ومما فات المتقدمين وضع كتاب يشتمل على أنواع علومه كما وضع الناس ذلك بالنسبة إلى علم الحديث فاستخرت الله تعالى وله الحمد في وضع كتاب في ذلك جامع ولما تكلم الناس في فنونه وخاضوا في نكته وعيونه وضمنته من المعاني الأنيقة والحكم الرشيقة ما بهر القلوب عجباً ليكون مفتاحاً لأبوابه عنواناً في كتابه معيناً للمفسر على حقائقه مطلعاً على بعض أسراره ودقائقه وسميته البرهان في علوم القرآن‏.‏

وهذه فهرست أنواعه‏:‏ النوع الأول‏:‏ معرفة سبب النزول‏.‏

الثاني‏:‏ معرفة المناسبات بين الآيات‏.‏

الثالث‏:‏ معرفة الفواصل‏.‏

الرابع‏:‏ معرفة الوجوه والنظائر‏.‏

الخامس‏:‏ علم المتشابه‏.‏

السادس‏:‏ علم المبهمات‏.‏

السابع‏:‏ في أسرار الفواتح‏.‏

الثامن‏:‏ في خواتم السور‏.‏

التاسع‏:‏ في معرفة المكي والمدني‏.‏

العاشر‏:‏ في معرفة أول ما نزل‏.‏

الحادي عشر‏:‏ معرفة على كم لغة نزل‏.‏

الثاني عشر‏:‏ في كيفية إنزاله‏.‏

الثالث عشر‏:‏ في بيان جمعه ومن حفظه من الصحابة‏.‏

الرابع عشر‏:‏ معرفة تقسيمه‏.‏

الخامس عشر‏:‏ معرفة أسمائه‏.‏

السادس عشر‏:‏ معرفة ما وقع فيه من غير لغة الحجاز‏.‏

السابع عشر‏:‏ معرفة ما فيه من غير لغة العرب‏.‏

الثامن عشر‏:‏ معرفة غريبه‏.‏

التاسع عشر‏:‏ معرفة التصريف‏.‏

العشرون‏:‏ معرفة الأحكام‏.‏

الحادي والعشرون‏:‏ معرفة كون اللفظ أوالتركيب أحسن وأفصح‏.‏

الثاني والعشرون‏:‏ معرفة اختلاف الألفاظ بزيادة أونقص‏.‏

الثالث والعشرون‏:‏ معرفة توجيه القرآن‏.‏

الرابع والعشرون‏:‏ معرفة الوقف‏.‏

الخامس والعشرون‏:‏ علم رسوم الخط‏.‏

السادس والعشرون‏:‏ معرفة فضائله‏.‏

السابع والعشرون‏:‏ معرفة خواصه‏.‏

الثامن والعشرون‏:‏ هل في القرآن شيء أفضل من شيء‏.‏

التاسع والعشرون‏:‏ في آداب تلاوته‏.‏

الثلاثون‏:‏ في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل والخطب استعمال بعض آيات القرآن‏.‏

الحادي والثلاثون‏:‏ معرفة الأمثال الكامنة فيه‏.‏

الثاني والثلاثون‏:‏ معرفة أحكامه‏.‏

الثالث والثلاثون‏:‏ معرفة جدله‏.‏

الرابع والثلاثون‏:‏ معرفة ناسخه ومنسوخه‏.‏

الخامس والثلاثون‏:‏ معرفة موهم المختلف‏.‏

السادس والثلاثون‏:‏ معرفة المحكم من المتشابه‏.‏

السابع والثلاثون‏:‏ في حكم الآيات المتشابهات الواردة في الصفات‏.‏

الثامن والثلاثون‏:‏ معرفة إعجازه‏.‏

التاسع والثلاثون‏:‏ معرفة وجوب متواتره‏.‏

الأربعون‏:‏ في بيان معاضدة السنة والكتاب‏.‏

الحادي والأربعون‏:‏ معرفة تفسيره‏.‏

الثاني والأربعون‏:‏ معرفة وجوه المخاطبات‏.‏

الثالث والأربعون‏:‏ بيان حقيقته ومجازه‏.‏

الرابع والأربعون‏:‏ في الكنايات والتعريض‏.‏

الخامس والأربعون‏:‏ في أقسام معنى الكلام‏.‏

السادس والأربعون‏:‏ في ذكر ما تيسر من أساليب القرآن‏.‏

السابع والأربعون‏:‏ في معرفة الأدوات‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأحد 13 يوليو 2008 - 16:05

واعلم انه ما من نوع من هذه الأنواع إلا ولوأراد الإنسان استقصاؤه لا ستفرغ عمره ثم لم يحكم أمره ولكن اقتصرنا من كل نوع على أصوله والرمز إلى بعض فصوله فإن الصناعة طويلة والعمر قصير وماذا عسى أن يبلغ لسان التقصير‏.‏

هذا آخر كلام الزركشي في خطبته‏:‏ ولما وقفت على هذا الكتاب ازددت به سروراً وحمدت الله كثيراً وقوي العزم على إبراز ما أضمرته وشددت الحزم في إنشاء التصنيف الذي قصدته فوضعت هذا الكتاب العلي الشأن الجلي البرهان الكثير الفوائد والإتقان ورتبت أنواعه ترتيباً أنسب من ترتيب البرهان وأدمجت بعض الأنواع في بعض وفصلت ماحقه أن يبان وزدته على ما فيه من الفوائد والفرائد والقواعد وسترى في كل نوع منه إن شاء الله تعالى ما يصلح أن يكون بالتصنيف مفرداً وستروى من مناهله العذبة رياً لا ظمأ بعده أبداً وقد جعلته مقدمة للتفسير الكبير الذي شرعت فيه وسميته بمجمع البحرين ومطلع البدرين الجامع لتحرير الرواية وتقرير الدراية ومن الله أستمد التوفيق والهداية والمعونة والرعاية إنه قريب مجيب وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإله أنيب‏.‏

وهذه فهرست أنواعه‏.‏

النوع الأول‏:‏ معرفة المكي والمدني‏.‏

الثاني‏:‏ معرفة الحضري والسفري‏.‏

الثالث‏:‏ النهاري والليلي‏.‏

الرابع‏:‏ الصيفي والشتائي‏.‏

الخامس‏:‏ الفراشي والنومي‏.‏

السادس‏:‏ الأرضي والسماوي‏.‏

السابع‏:‏ أول ما نزل‏.‏

الثامن‏:‏ آخر ما نزل‏.‏

التاسع‏:‏ أسباب النزول‏.‏

العاشر‏:‏ ما نزل على لسان بعض الصحابة‏.‏

الحادي عشر‏:‏ ما تكرر نزوله‏.‏

الثاني عشر‏:‏ ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه‏.‏

الثالث عشر‏:‏ معرفة ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً‏.‏

الرابع عشر‏:‏ ما نزل مشيعاً وما نزل مفرداً‏.‏

الخامس عشر‏:‏ ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

السادس عشر‏:‏ في كيفية إنزاله‏.‏

السابع عشر‏:‏ في معرفة أسمائه وأسماء سوره‏.‏

الثامن عشر‏:‏ في جمعه وترتيبه‏.‏

التاسع عشر‏:‏ في عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه‏.‏

العشرون‏:‏ في حفاظه ورواته‏.‏

الحادي والعشرون‏:‏ في العالي والنازل‏.‏

الثاني والعشرون‏:‏ معرفة المتواتر‏.‏

الثالث والعشرون‏:‏ في المشهور‏.‏

الرابع والعشرون‏:‏ في الآحاد‏.‏

الخامس والعشرون‏:‏ في الشاذ‏.‏

السادس والعشرون‏:‏ الموضوع‏.‏

السابع والعشرون‏:‏ المدرج‏.‏

الثامن والعشرون‏:‏ في معرفة الوقف والابتداء‏.‏

التاسع والعشرون‏:‏ في بيان الموصول لفظاً المفصول معنى‏.‏

الثلاثون‏:‏ في الإمالة والفتح وما بينهما‏.‏

الحادي والثلاثون‏:‏ في الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب‏.‏

الثاني والثلاثون‏:‏ في المد والقصر‏.‏

الثالث والثلاثون‏:‏ في تخفيف الهمزة‏.‏

الرابع والثلاثون‏:‏ في كيفية تحمله‏.‏

الخامس والثلاثون‏:‏ في آداب تلاوته‏.‏

السادس والثلاثون‏:‏ في معرفة غريبه‏.‏

السابع والثلاثون‏:‏ فيما وقع فيه بغير لغة الحجاز‏.‏

الثامن والثلاثون‏:‏ فيما وقع فيه بغير لغة العرب‏.‏

التاسع والثلاثون‏:‏ في معرفة الوجوه والنظائر‏.‏

الأربعون‏:‏ في معرفة معاني الأدوات التي يحتاج إليها المفسر‏.‏

الحادي والأربعون‏:‏ في معرفة إعرابه‏.‏

الثاني والأربعون‏:‏ في قواعد مهمة يحتاج المفسر إلى معرفتها‏.‏

الثالث والأربعون‏:‏ في المحكم والمتشابه‏.‏

الرابع والأربعون‏:‏ في مقدمه ومؤخره‏.‏

الخامس والأربعون‏:‏ في خاصه وعامه‏.‏

السادس والأربعون‏:‏ في مجمله ومبينه‏.‏

السابع والأربعون‏:‏ في ناسخه ومنسوخه‏.‏

الثامن والأربعون‏:‏ في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض‏.‏

التاسع والأربعون‏:‏ في مطلقه ومقيده‏.‏

الخمسون‏:‏ في منطوقه ومفهومه‏.‏

الحادي والخمسون‏:‏ في وجوه مخاطباته‏.‏

الثاني والخمسون‏:‏ في حقيقته ومجازه‏.‏

الثالث والخمسون‏:‏ في تشبيهه واستعاراته‏.‏

الرابع والخمسون‏:‏ في كناياته وتعريضه‏.‏

الخامس والخمسون‏:‏ في الحصر والاختصاص‏.‏

السادس والخمسون‏:‏ في الإيجاز والإطناب‏.‏

السابع والخمسون‏:‏ في الخبر والإنشاء‏.‏

الثامن والخمسون‏:‏ في بدائع القرآن‏.‏

التاسع والخمسون‏:‏ في فواصل الآي‏.‏

الستون‏:‏ في فواتح السور‏.‏

الحادي والستون‏:‏ في خواتم السور‏.‏

الثاني والستون‏:‏ في مناسبة الآيات والسور‏.‏

الثالث والستون‏:‏ في الآيات المتشبهات‏.‏

الرابع والستون‏:‏ في إعجاز القرآن‏.‏

الخامس والستون‏:‏ في العلوم المستنبطة من القرآن‏.‏

السادس والستون‏:‏ في أمثاله‏.‏

السابع والستون‏.‏

في أقسامه‏.‏

الثامن والستون‏:‏ في جدله‏.‏

التاسع والستون‏:‏ في الأسماء والكنى والألقاب‏.‏

السبعون‏:‏ في مبهماته‏.‏

الحادي والسبعون‏:‏ في أسماء من نزل فيهم القرآن‏.‏

الثاني والسبعون‏:‏ في فضائل القرآن‏.‏

الثالث والسبعون‏:‏ في أفضل القرآن وفاضله‏.‏

الرابع والسبعون‏:‏ في مفردات القرآن‏.‏

الخامس والسبعون‏:‏ في خواصه‏.‏

السادس والسبعون‏:‏ في رسوم الخط وآداب كتابته‏.‏

السابع والسبعون‏:‏ في معرفة تأويله وتفسيره وبيان شرفه والحاجة إليه‏.‏

الثامن والسبعون‏:‏ في شروط المفسر وآدابه‏.‏

التاسع والسبعون‏:‏ في غرائب التفسير‏.‏

الثمانون‏:‏ في طبقات المفسرين‏.‏

فهذه ثمانون نوعاً على سبيل الإدماج ولونوعت باعتبار ما أدمجته في ضمنها لزادت على الثلاثمائة وغالب هذه الأنواع فيها تصانيف مفردة وقفت على كثير منها‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأحد 13 يوليو 2008 - 16:06

ومن المصنفات في مثل هذا النمط وليس في الحقيقة مثله ولا قريباً منه وإنما هي طائفة يسيرة ونبذة قصيرة‏:‏ فنون الأفنان في علوم القرآن لابن الجوزي وجمال القراء للشيخ علم الدين السخاوي‏.‏

والمرشد الوجيز في علوم تتعلق بالقرآن العزيز لأبي شامة‏.‏

والبرهان في مشكلات القرآن لأبي المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيدلة‏.‏

وكلها بالنسبة إلى نوع من هذا الكتاب كحبة رمل في جنب عالج ونقطة قطر في حيال بحر زاخر‏.‏

وهذه أسماء الكتب التي نظرتها على هذا الكتاب ولخصته منها‏.‏

فمن الكتب النقلية‏:‏ تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردوية وأبي الشيخ وابن حبان والفرياني وعبد الرزاق وابن المنذر وسعيد ابن منصور وهوجزء من سننه والحاكم وهوجزء من مستدركه وتفسير الحافظ عماد الدين بن كثير وفضائل القرآن لأبي عبيد وفضائل القرآن لابن الضريس وفضائل القرآن لابن أبي شيبة المصاحف لابن أبي داود المصاحف لابن أشتة الرد على من خلف مصحف عثمان لابن أبي بكر الأنباري أخلاق حملة القرآن للآجري التبيان في آداب حملة القرآن للنووي شرح البخاري لابن حجر‏.‏

ومن جوامع الحديث والمسانيد ما لا يحصى‏.‏

ومن كتب القراءات وتعلقات الأداء جمال القراء للسخاوي النشر والتقريب لأبن الجزري والكامل للهذلي الإرشاد في القراءات العشر للواسطي الشواذ لابن غلبون الوقف والابتداء لأبن الأنباري وللسجاوندي وللنحاس وللداني وللعماني ولابن النكراوي قرة العين الفتح والإمالة وبين اللفظين لابن القاصح‏.‏

ومن كتب اللغات والغريب والعربية والإعراب‏:‏ مفردات القرآن للراغب غريب القرآن لابن قتيبة وللعزيزي الوجوه والنظائر للنيسابوري ولابن عبد الصمد الواحد والجمع في القرآن ولأبي حسن الأخفش الأوسط الزاهر لابن الأنباري شرح التسهيل والارتشاف لأبي حيان المغنى لابن هشام الجني الداني في حروف المعاني لابن أم قاسم إعراب القرآن لأبي البقاء وللسمين وللسفاقسي ولمنتخب الدين المحتسب في توجيه الشواذ لابن جني الخصائص له الخاطريات له ذا القد له أمالي ابن الحاجب المعرب للجواليقي مشكل القرآن لابن قتيبة اللغات التي نزل بها القرآن لأبي القاسم محمد بن عبد الله ومن كتب الأحكام وتعلقاتها‏:‏ أحكام القرآن لإسماعيل القاضي ولبكر بن العلاء ولأبي بكر الرازي وللكيا الهراسي ولابن العربي ولابن الغرس ولابن خويز منداد‏.‏

الناسخ والمنسوخ لمكى ولابن الحصار وللسعيدي ولأبي جعفر النحاس ولابن العربي ولأبي داود السجستاني ولأبي عبيد القاسم بن رسلان ولأبي منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي‏.‏

الإمام في أدلة الأحكام للشيخ عز الدين بن عبد السلام‏.‏

ومن الكتب المتعلقة بالإعجاز وفنون البلاغة‏:‏ إعجاز القرآن للخطابي وللرماني ولابن سراقة والقاضي أبي بكر الباقلاني ولعبد القاهر الجرجاني وللإمام فخر الدين ولابن أبي الأصبع واسمه البرهان وللزملكاني واسمه البرهان أيضاً ومختصره له واسمه المجيد‏.‏

مجاز القرآن لابن عبد السلام‏.‏

الإيجاز في المجاز لابن القيم نهاية التأميل في أسرار التنزيل للزملكاني‏.‏

التبيان في البيان له المنهج المفيد في أحكام التوكيد له‏.‏

بدائع القرآن لابن أبي الأصبع التحبير له الخواطر السوانحفي أسرار الفواتح له أسرار التنزيل للشرف البارزي الأقصى القريب للتنوحي‏.‏

منهاج البلغاء لحازم‏.‏

العمدة لابن رشيق‏.‏

الصناعتين للعسكري‏.‏

المصباح لبدر الدين بن مالك‏.‏

التبيان للطيي‏.‏

الكنايات للجرجاني‏.‏

الإغريض في الفرق بين الكناية والتعريض للشيخ تقي الدين السبكي له‏.‏

الاقتناص في الفرقبين الحصر والاختصاص‏.‏

عروس الأفراح لولده بهاء الدين‏.‏

روض الأفهام في أقسام الاستفهام للشيخ شمس الدين بن الصائغ‏.‏

نشر العبير في إقامة الظاهر مقام للضمير له المقدمة في سر الألفاظ له‏.‏

أحكام الرأي في أحكام الآي له‏.‏

مناسبات ترتيب السور لأبي جعفر بن الزبير فواصل الآيات للطوقي‏.‏

المثل السائر لابن الأثير‏.‏

الفلك الدائر على المثل السائر‏.‏

كنز البراعة لابن الأثير‏.‏

شرح بديع قدامة للموفق عبد اللطيف‏.‏

ومن الكتب فيما سوى ذلك من الأنواع‏:‏ البرهان في متشابه القرآن للكرماني‏.‏

درة التنزيل وغرة التأويل في المتشابه لأبي عبد الله الرازي‏.‏

كشف المعاني في المتشابه‏.‏

المثاني للقاضي بدر الدين بن جماعة‏.‏

أمثال القرآن للماوردي‏.‏

أقسام القرآن لابن القيم‏.‏

جواهر القرآن للغزالي‏.‏

التعريف والإعلام فيما وقع في القرآن من الِأسماء والأعلام للسهيلي‏.‏

الذيل عليه لابن عساكر‏.‏

التبيان في مبهمات القرآن للقاضي بدر الدين بن جماعة‏.‏

أسماء من نزل فيهم القرآن لإسماعيل الضرير‏.‏

ذات الرشد في عدد الآي وشرحها للموصلي‏.‏

شرح آيات الصفات لابن اللبان‏.‏

الدر النظيم في منافع القرآن العظيم لليافعي‏.‏

ومن كتب الرسم‏:‏ المقنع للداني شرح الرائية للسخاوي‏.‏

شرحها لابن جبارة‏.‏

ومن الكتب الجامعة‏:‏ بدائع الفوائد لابن القيم‏.‏

كنز الفوائد للشيخ عز الدين بن عبد السلام‏.‏

الغرر والدرر للشريف المرتضى‏.‏

تذكرة البدر بن الصاحب‏.‏

جامع الفنون لابن شبيب الحنبلي‏.‏

النفيس لابن الجوزي‏.‏

البستان لأبي الليث السمرقندي‏.‏

ومن تفاسير غير المحدثين‏:‏ الكشاف وحاشيته للطيبي‏.‏

تفسير الإمام فخر الدين‏.‏

تفسير الأصبهاني والحوفي وأبي حيان وابن عطية والقشيري والمرسي وابن الجوزي وابن عقيل وابن رزين والواحدي والكواشي والماوردي وسليم الرازي وإمام الحرمين وابن برجان وابن بريزة وابن المنير‏.‏

أمالي الرافعي على الفاتحة‏.‏

مقدمة تفسير ابن النقيب‏.‏

الغرائب والعجائب للكرماني‏.‏

قواعد في التفسير لابن تيمية‏.‏

وهذا أوان الشروع في المقصود بعون الملك المعبود‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأحد 13 يوليو 2008 - 16:09

النوع الأول أفرده بالتصنيف جماعة منهم مكي والعز الديريني

ومن فوائد معرفة ذلك العلم بالمتأخر فيكون ناسخاً أومخصصاً على رأي من يرى تأخير المخصص‏.‏

قال أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب النيسابوري في كتاب التنبيه على فضل علوم القرآن‏:‏ من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته وترتيب ما نزل بمكة والمدينة وما نزل بمكة وحكمه مدني وما نزل بالمدينة وحكمه مكي وما نزل بمكة في أهل المدينة وما نزل بالمدينة في أهل مكة وما يشبه نزول المكي في المدني وما يشبه نزول المدني في المكي وما نزل بالجحفة وما نزل ببيت أهل المقدس وما نزل بالطائف وما نزل بالحديبية وما نزل ليلاً وما نزل نهاراً وما نزل مشيعاً وما نزل مفرداً والآيات المدنيات في السور المكية والآيات المكيات في السور المدنية وما حمل من مكة إلى المدينة وما حمل من المدينة إلى مكة وما حمل من المدينة إلى أرض الحبشة وما نزل مجملاً وما نزل مفسراً وما اختلفوا فيه فقال بعضهم مدني وبعضهم مكي‏.‏

فهذه خمسة وعشرون وجهاً من لم يعرفها ويميز بينها لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى انتهى‏.‏

قلت‏:‏ وقد أشبعت الكلام على هذه الأوجه‏.‏

فمنها ما أفردته بنوع ومنها ما تكلمت عليه في ضمن بعض الأنواع‏.‏

وقال ابن العربي في كتابه الناسخ والمنسوخ‏:‏ الذي علمناه على الجملة من القرآن أن منه مكياً ومدنياً وسفرياً وحضرياً وليلياً ونهارياً وسمائياً وأرضياً وما نزل بين السماء والأرض وما نزل تحت الأرض في الغار‏.‏

وقال ابن النقيب في مقدمة تفسيره‏:‏ المنزل من القرآن على أربعة أقسام‏:‏ مكي ومدني وما بعضه مكي وبعضه مدني وما ليس بمكي ولا مدني‏.‏

اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة‏:‏ أشهرها أن المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أوعام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار‏.‏

أخرج عثمان بن سعيد الرازي بسنده إلى يحيى بن سلام قال‏:‏ ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهومن المكي‏.‏

وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهومن المدني‏.‏

وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحاً‏.‏

الثاني‏:‏ أن المكي ما نزل بمكة ولوبعد الهجرة والمدني ما نزل بالمدينة وعلى هذا نثبت الواسطة فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني‏.‏

وقد أخرج الطبراني في الكبير من طريق الوليد بن مسلم عن عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن في ثلاثة أمكنة‏:‏ مكة والمدينة والشام قال الوليد‏:‏ يعني بيت المقدس‏.‏

وقال الشيخ عماد الدين بن كثير‏:‏ بل تفسيره بتبوك أحسن‏.‏

قلت‏:‏ ويدخل في مكة ضواحيها كالمنزل بمنى وعرفات والحديبية وفي المدينة ضواحيها كالمنزل ببدر وأحد وسلع‏.‏

الثالث‏:‏ أن المكي ما وقع خطاباً لأهل مكة والمدني ما وقع خطاباً لأهل المدينة وحمل على هذا قول ابن مسعود الآني‏.‏

قال القاضي أبو بكر في الانتصار‏:‏ إنما يرجع في معرفة المكي والمدني لحفظ الصحابة والتابعين ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قول لأنه لم يؤمر به ولم يجعل الله علم ذلك من فرائض الأمة وإن وجب في بعضه على أهل العلم معرفة تاريخ الناسخ والمنسوخ فقد يعرف ذلك بغير نص الرسول انتهى‏.‏

وقد أخرج البخاري عن ابن مسعود أنه قال‏:‏ والذي لا إله غيره ما نزلت آية من كتاب الله تعالى إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت‏.‏

وقال أيوب‏:‏ سأل رجل عكرمة عن آية في القرآن فقال‏:‏ نزلت في سفح ذلك الجبل وأشار إلى سلع‏.‏

أخرجه أبو نعيم في الحلية وقد ورد عن ابن عباس وغيره عدا المكي والمدني وأنا أسوق ما وقع لي من ذلك ثم أعقبه بتحرير ما اختلف فيه‏.‏

قال ابن سعد في الطبقات‏:‏ أنبأنا الواقدي حدثني قدامة بن موسى عن أبي سلمة الحضرمي سمعت ابن عباس قال‏:‏ سألت أبيّ بن كعب عما نزل في القرآن بالمدينة فقال‏:‏ نزل بها سبع وعشرون سورة وسائرها بمكة‏.‏

وقال أبو جعفر النحاس في كتابه الناسخ والمنسوخ‏:‏ حدثني يموت بن المزرع حدثنا أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني أنبأنا أبو عبيدة معمر بن المثنى ثنا يونس بن حبيب سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول‏:‏ سألت مجاهداً عن تلخيص آي القرآن المدني من المكي فقال‏:‏ سألت ابن عباس عن ذلك فقال‏:‏ سورة الأنعام نزلت بمكة جملة واحدة فهي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة ‏{‏قل تعالوا أتل‏}‏ إلى تمام الآيات الثلاث وما تقدم من السور مدنيات‏.‏

ونزلت بمكة سورة الأعراف ويونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل سوى ثلاث آيات من آخرها فإنهن نزلن بيم مكة والمدينة في منصرفه من أحد‏.‏

وسورة بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج سوى ثلاث آيات ‏{‏هذان خصمان‏}‏ إلى تمام لآيات الثلاث فإنهن نزلن بالمدينة‏.‏

وسورة المؤمنين والفرقان وسورة الشعراء سوى خمس آيات من آخرها نزلن بالمدينة‏.‏

والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخرها وسورة النمل والقصص والعنكبوت والروم ونقمان سوى ثلاث آيات منها نزلن بالمدينة ‏{‏ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام‏}‏ إلى تمام الآيات‏.‏

وسورة السجدة سوى ثلاث آيات ‏{‏أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً‏}‏ إلى تمام الآيات الثلاث‏.‏

وسورة سبأ وفاطر ويس والصافات وص والزمر سوى ثلاث آيات نزلن بالمدينة في وحشي قاتل حمزة ‏{‏يا عبادي الذين أسرفوا‏}‏ إلى تمام الآيات الثلاث‏.‏

والحواميم السبع وق والذاريات والطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والصف والتغابن إلا آيات من آخرها نزلن بالمدينة والملك ون والحاقة وسأل وسورة نوح والجن والمزمل إلا آيتين ‏{‏إن ربك يعلم أنك تقوم‏}‏ والمدثر إلى آخر القرآن إلا إذا زلزلت وإذا جاء نصر الله وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فإنهن مدنيات‏.‏

ونزل بالمدينة سورة الأنفال وبراءة والنور والأحزاب وسورة محمد والفتح والحجرات والحديد وما بعدها إلى التحريم‏.‏

هكذا أخرجه بطوله وإسناده جيد رجاله كلهم ثقات من علماء العربية المشهورين‏.‏

وقال البيهقي في دلائل النبوة‏:‏ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو محمد بن زياد العدل‏.‏

حدثنا محمد بن إسحاق حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي حدثنا علي بن الحسين بن واقد عن أبيه حدثني يزيد النحوي عن عكرمة والحسين بن أبي الحسن قالا‏:‏ أنزل الله من القرآن بمكة‏:‏ اقرأ باسم ربك ون والمدثر وتبت يدا أبي لهب وإذا الشمس كورت وسبح اسم ربك الأعلى والليل إذا يغشى والفجر والضحى وألم نشرح والعصر والعاديات والكوثر وألهاكم التكاثر وأرأيت وقل يا أيها الكافرون وأصحاب الفيل والفلق وقل أعوذ برب الناس وقل هو الله أحد والنجم وعبس وإنا نزلناه والشمس وضحاها والسماء ذات البروج والتين والزيتون ولإيلاف قريش والقارعة ولا أقسم بيوم القيامة والهمزة والمرسلات وق ولا أقسم بهذا البلد والسماء والطارق واقتربت الساعة وص والجن ويس والفرقان والملائكة وطه والواقعة وطسم وطس وطسم وبني إسرائيل والتاسعة وهود ويوسف وأصحاب الحجر والأنعام والصافات ولقمان وسبأ والزمر وحم المؤمن وحم الدخان وحم السجدة وحمعسق وحم الزخرف والجاثية والأحقاف والذاريات والغاشية وأصحاب الكهف والنحل ونوح وإبراهيم والأنبياء والمؤمنون وألم السجدة والطور وتبارك والحاقة وسأل وعم يتساءلون والنازعات وإذا السماء انشقت وإذا السماء انفطرت والروم والعنكبوت‏.‏

وما نزل بالمدينة‏:‏ ويل للمطففين والبقرة وآل عمران والأنفال والأحزاب والمائدة والممتحنة والنساء وإذا زلزلت والحديد ومحمد والرعد والرحمن وهل أتى على الإنسان والطلاق ولم يكن والحشر وإذا جاء نصر الله والنور والحج والمنافقون والمجادلة والحجرات ويا أيها النبي لم تحرم والصف والجمعة والغابن والفتح وبراءة‏.‏

قال البيهقي‏:‏ والتاسعة يريد بها سورة ابن أحمد بن سبدان أخبرنا أحمد بن عبيد الصفار وحدثنا محمد بن الفضل حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي حدثنا خصيف عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال‏:‏ إن أول ما أنزل الله على نبيه من القرآن اقرأ باسم ربك‏.‏

فذكر معنى هذا الحديث وذكر السور التي سقطت من الرواية الأولى في ذكر ما نزل بمكة وقال‏:‏ والحديث شاهد في تفسير مقاتل وغيره مع المرسل الصحيح الذي تقدم وقال ابن الضريس في فضائل القرآن‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي أنبأنا عمر بن هارون حدثنا عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه ابن عباس قال‏:‏ كانت إذا نزلت فاتحة سورة بمكة كتبت بمكة ثم يزيد الله فيها ما شاء‏.‏

وكان أول ما أنزل من القرآن اقرأ باسم ربك ثم ن ثم يا أيها المزمل ثم يا أيها المدثر ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثم والليل إذا يغشى ثم والفجر ثم والضحى ثم ألم نشرح ثم والعصر ثم والعاديات ثم إنا أعطيناك ثم ألهاكم التكاثر ثم أرأيت الذي يكذب ثم قل يا أيها الكافرون ثم ألم تر كيف فعل ربك ثم قل أعوذ برب الفلق ثم قل أعوذ برب الناس ثم قل هو الله أحد ثم والنجم ثم عبس ثم إنا أنزلناه في ليلة القدر ثم والشمس وضحاها ثم والسماء ذات البروج ثم والتين ثم لإيلاف قريش ثم القارعة ثم لا أقسم بيوم القيامة ثم ويل لكل همزة ثم والمرسلات ثم ق ثم لا أقسم بهذا البلد ثم والسماء والطارق ثم اقتربت الساعة ثم ص ثم الأعراف ثم قل أوحى ثم يس ثم الفرقان ثم الملائكة ثم كهيعص ثم طه ثم الواقعة ثم طسم الشعراء ثم طس ثم القصص ثم بني إسرائيل ثم يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم حم المؤمن ثم حم السجدة ثم حمعسق ثم حم الزخرف ثم الدخان ثم الجاثية ثم الأحقاف ثم الذاريات ثم الغاشية ثم الكهف ثم النحل ثم إنا أرسلنا نوحاً ثم سورة الأنبياء ثم المؤمنين ثم تنزيل السجدة ثم الطور ثم تبارك الملك ثم الحاقة ثم عم يتساءلون ثم النازعات ثم إذا السماء انفطرت ثم إذا السماء انشقت ثم الروم ثم العنكبوت ثم ويل للمطففين فهذا ما أنزل الله بمكة‏.‏

ثم أنزل بالمدينة سورة البقرة ثم الأنفال ثم آل عمران ثم الأحزاب ثم الممتحنة ثم النساء ثم إذا زلزلت ثم الحديد ثم القتال ثم الرعد ثم الرحمن ثم الإنسان ثم الطلاق ثم لم يكن ثم الحشر ثم إذا جاء نصر الله ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم التحريم ثم الجمعة ثم التغابن ثم الصف ثم الفتح ثم المائدة ثم براءة‏.‏

وقال أبو عبيد في فضائل القرآن‏:‏ حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة قال‏:‏ نزلت بالمدينة سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والحج والنور والأحزاب والذين كفروا والفتح والحديد والمجادلة والحشر والممتحنة والحواريين يريد الصف والتغابن ويا أيها النبي إذا طلقتم النساء ويا أيها النبي لم تحرم والفجر والليل وإنا أنزلناه في ليلة القدر ولم يكن وإذا زلزلت وإذا جاء نصر الله وسائر ذلك بمكة‏.‏

وقال أبو بكر الأنباري‏:‏ حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي نبأنا حجاج بن منهال نبأنا همام عن قتادة قال‏:‏ نزل في المدينة من القرآن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والأحزاب ومحمد والفتح والحجات والحديد والرحمن والمجادلة والحشر والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والطلاق ويا أيها النبي لم تحرم إلى رأس العشر وإذا زلزلت وإذا جاء نصر الله وسائر القرآن نزل بمكة‏.‏

قال أبو الحسن بن الحصار في كتابه الناسخ والمنسوخ‏:‏ المدني باتفاق عشرون سورة والمختلف فيها اثنتا عشر سورة وما عدا ذلك مكي باتفاق‏.‏

ثم يا سائلي عن كتاب الله مجتهداً وعن ترتيب ما يتلى من السور وكيف جاء بها المختار من مضر صلى الإله على المختار من مضر وما تقدم منها قبل هجرته وما تأخر في بدووفي حضر ليعلم النسخ والتخصيص مجتهد يؤيد الحكم بالتاريخ والنظر تعارض النقل في أم الكتاب وقد تؤولت الحجر تنبيها لمعتبر أم القرآن وفي أم القرى نزلت ما كان للخمس قبل الحمد من أثر وبعد هجرة خير الناس قد نزلت عشرون من سور القرآن في عشر فأربع من طوال السبع أولها وخامس الخمس في الأنفال ذي العبر وتوبة الله إن عدت فسادسة وسورة النور والأحزاب الغر في غرر ثم الحديد ويتلوها مجادلة والحشر ثم امتحان الله للبشر وسورة فضح الله النفاق بها وسورة الجمع تذكاراً لمدكر وللطلاق وللتحريم حكمهما والنصر والفتح تنبيها على العمر وسورة للحواريين قد علمت ثم التغابن والتطفيف ذوالنذر وليلة القدر قد خصت بملتنا ولم يكن بعدها الزلزال فاعتبر وقل هو الله من أوصاف خالقنا وعوذتان ترد الباس بالقدر وذا الذي اختلفت فيه الرواة له وربما استثنيت آي من السور وما سوى ذاك مكي تنزله فلا تكن من خلاف الناس في صر فليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر فصل في تحرير السور المختلف فيها سورة الفاتحة الأكثرون على أنها مكية بل ورد أنها أول ما نزل كما سيأتي في النوع الثاني‏.‏

وسورة الحجر مكية باتفاق وقد امتن على رسوله فيها بها فدل على تقدم نزول الفاتحة عليها إذ يبعد أن يمتن عليهما لم ينزل بعد وبأنه لا خلاف أن فرض الصلاة كان بمكة ولم يحفظ أنه كان في الإسلام صلاة بغير الفاتحة ذكره ابن عطية وغيره‏.‏

وقد روى الواحدي والثعلبي من طريق العلاء بن المسيب عن الفضل بن عمروعن علي ابن أبي طالب قال‏:‏ نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش‏.‏

واشتهر عن مجاهد القول بأنها مدنية أخرجه الفرياني في تفسيره وأبو عبيد في الفضائل بسند صحيح عنه‏.‏

قال الحسين بن الفضل‏:‏ هذه هفوة من مجاهد لأن العلماء على خلاف قوله‏.‏

وقد نقل ابن عطية القول بذلك عن الزهري وعطاء وسوادة بن زياد وعبد الله بن عبيد بن عمير وورد عن أبي هريرة بإسناد جيد‏.‏

قال الطبراني في الأوسط‏:‏ حدثنا عبيد بن غنام أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة أنبأنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة‏:‏ أن إبليس رن حين أنزلت فاتحة الكتاب وأنزلت بالمدينة ويحتمل أن الجملة الأخيرة مدرجة من قول مجاهد وذهب بعضهم إلى أنها أنزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة مبالغة في تشريفها‏.‏

وفيها قول رابع أنها نزلت نصفين نصفها بمكة ونصفها بالمدينة حكاه أبو ليث السمرقندي‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأحد 13 يوليو 2008 - 16:10

سورة النساء زعم النحاس أنها مكية مستنداً إلى أن قوله‏:‏ ‏{‏إن الله يأمركم‏}‏ الآية نزلت بمكة اتفاقاً في شأن مفتاح الكعبة وذلك مستند واه لأنه لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكية خصوصاً أن الأرجح أن ما نزل بعد الهجرة مدني ومن راجع أسباب نزول آياتها عرف الرد عليه‏.‏

ومما يرد عليه أيضاً ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت‏:‏ ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده ودخولها عليه كان بعد الهجرة اتفاقاً‏.‏

وقيل نزلت عند الهجرة‏.‏

سورة يونس المشهور أنها مكية‏.‏

وعن ابن عباس روايتان‏:‏ فتقدم في الآثار السابقة عنها أنها مكية‏.‏

وأخرجه ابن مردويه من طريق العوفي عنه ومن طريق ابن جريج عن عطاء عنه ومن طريق خصيف عن مجاهد عن ابن الزبير‏.‏

وأخرج من طريق عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس أنها مدنية ويؤيد المشهور ما أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ لما بعث الله محمداً رسولاً أنكرت العرب ذلك أومن أنكر ذلك منهم فقالوا‏:‏ الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏أكان للناس عجباً‏}‏ الآية‏.‏

سورة الرعد تقدم من طريق مجاهد عن ابن عباس وعن علي بن أبي طلحة أنها مكية وفي بقية الآثار أنها مدنية‏.‏

وأخرج ابن مردويه الثاني من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طريق ابن جريج عن عثمان بن عطاء عن ابن عباس ومن طريق مجاهد عن ابن الزبير‏.‏

وأخرج أبو الشيخ مثله عن قتادة‏.‏

وأخرج الأول عن سعيد بن جبير‏.‏

وقال سعيد بن منصور في سننه‏:‏ حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر قال‏:‏ سألت سعيد ابن جبير عن قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن عنده علم الكتاب‏}‏ أهوعبد الله بن سلام فقال‏:‏ كيف وهذه السورة مكية ويؤيد القول بأنها مدنية ما أخرجه الطبراني وغيره عن أنس أن قوله‏:‏ ‏{‏الله يعلم ما تحمل كل أنثى‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏وهو شديد المحال‏}‏ نزل في قصة أربد بن قيس وعامر بن الطفيل حين قدما المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يجمع به بين الاختلاف أنها مكية إلا آيات منها‏.‏

سورة الحج تقدم من طريق مجاهد عن ابن عباس أنها مكية إلا آيات التي استثناها وفي الآثار الباقية أنها مدنية‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طريق ابن جريج عن عطاء إن ابن عباس ومن طريق مجاهد عن ابن الزبير أنها مدنية‏.‏

قال ابن الغرس في أحكام القرآن‏:‏ وقيل إنها مكية إلا ‏{‏هذان خصمان‏}‏ الآيات وقيل إلا عشر آيات‏.‏

وقيل مدنية إلا أربع آيات ‏{‏وما أرسلنا من قبلك من رسول‏}‏ إلى ‏}‏عقيم‏}‏ قال قتادة وغيره‏:‏ وقيل كلها مدنية قاله الضحاك وغيره وقيل هي مختلطة فيها مدني ومكي وهوقول الجمهور انتهى‏.‏

ويؤيد ما نسبه إلى الجمهور أنه ورد في آيات كثيرة منها أنه نزل بالمدينة كما حررناه في أسباب النزول‏.‏

سورة الفرقان قال ابن الغرس‏:‏ الجمهور على أنها مكية‏.‏

وقال الضحاك‏:‏ مدنية‏.‏

سورة يس حكى أبو سليمان الدمشقي قولاً أنها مدنية‏.‏

قال‏:‏ وليس بالمشهور‏.‏

سورة ص حكى الجعبري قولاً أنها مدنية خلاف حكاية جماعة الإجماع على أنها مكية‏.‏

سورة محمد حكى النسفي قولاً غريباً أنها مكية‏.‏

سورة الحجرات حكى قول شاذ أنها مكية‏.‏

سورة الرحمن الجمهور على أنها مكية وهوالصواب ويدل ما رواه الترمذي والحاكم عن جابر قال لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه سورة الرحمن حتى فرغ قال‏:‏ ما لي أراكم سكوتاً للجن كانوا أحسن منكم رداً ما قرأت عليهم من مرة فبأي آلاء ربكما تكذبان إلا قالوا‏:‏ ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد قال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط الشيخين وقصة الجن كانت بمكة وأصرح منه في الدلالة ما أخرجه أحمد في مسنده بسند جيد عن أسماء بنت أبي بكر قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويصلي نحوالركن قبل أن يصدع بما يؤمر والمشركون يسمعون فبأي آلاء ربكما تكذبان‏.‏

وفي هذا دليل على تقدم نزولها على سورة الحجر‏.‏

سورة الحديد قال ابن الغرس‏:‏ الجمهور على أنها مدنية‏.‏

وقال قوم إنها مكية‏.‏

ولا خلاف أن فيها قرآناً مدنياً لكن يشبه صدرها أن يكون مكياً‏.‏

قلت‏:‏ الأمر كما قال ففي مسند البزار وغيره عن عمر أنه دخل على أخته قبل أن يسلم فإذا صحيفة فيها أول سورة الحديد فقرأها وكان سبب إسلامه‏.‏

وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال‏:‏ لم يكن شيء بين إسلامه وبين أن نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلا أربع سنين ‏{‏ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد‏}‏ الآية‏.‏

سورة الصف المختار أنها مدنية ونسبه ابن الغرس إلى الجمهور ورجحه ويدل له ما أخرجه الحاكم وغيره عن عبد الله بن سلام قال‏:‏ قعدنا نفراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا فقلنا‏:‏ لونعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه فأنزل الله سبحانه‏:‏ ‏{‏سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون‏}‏ حتى ختمها قال عبد الله‏:‏ فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها‏.‏

سورة الجمعة الصحيح أنها مدنية لما روى البخاري عن أبي هريرة قال كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل عليه في سورة الجمعة‏:‏ ‏{‏وآخرين منهم لما يلحقوا بهم‏}‏ قلت‏:‏ من هم يا رسول الله الحديث‏.‏

ومعلوم أن إسلام أبي هريرة بعد الهجرة بمدة‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏قل يا أيها الذين هادوا‏}‏ خطاب لليهود وكانوا بالمدينة وآخر السورة نزل فيمن انقض منهم حال الخطبة لما قدمت العير كما في الأحاديث الصحيحة فثبت أنها مدنية كلها‏.‏

سورة التغابن قيل مدنية وقيل مكية إلا آخرها‏.‏

سورة الملك فيها قول غريب أنها مدنية‏.‏

سورة الإنسان قيل مدنية وقيل مكية إلا آية واحدة‏:‏ ‏{‏ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً‏}‏‏.‏

سورة المطففين قال ابن الغرس‏:‏ قيل إنها مكية لذكر الأساطير فيها‏.‏

وقيل مدنية لان أهل المدينة كانوا أشد الناس فساداً في الكيل‏.‏

وقيل نزلت بمكة إلا قصة التطفيف‏.‏

وقال قوم‏:‏ نزلت بين مكة والمدينة انتهى‏.‏

قلت‏:‏ أخرج النسائي وغيره بسند صحيح عن ابن عباس قال‏:‏ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً فأنزل الله‏:‏ ‏{‏ويل للمطففين‏}‏ فأحسنوا الكيل سورة الأعلى الجمهور على أنها مكية‏.‏

قال ابن الغرس‏:‏ وقيل إنها مدنية لذكر صلاة العيد وزكاة الفطر فيها‏.‏

قلت‏:‏ ويرده ما أخرجه البخاري عن البراء بن عازب قال‏:‏ أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب ابن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن‏.‏

ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به فما جاء حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سورة مثلها‏.‏

سورة الفجر فيها قولان حكاهما ابن الغرس‏.‏

قال ابن الغرس‏:‏ قال أبو حيان‏:‏ والجمهور أنها مكية‏.‏

سورة البلد حكى ابن الغرس فيها أيضاً قولين‏.‏

وقوله بهذا البلد يرد القول بأنها مدنية‏.‏

سورة الليل الأشهر أنها مكية‏.‏

وقيل مدنية لما ورد في سبب نزولها من قصة النخلة كما أخرجناه في سبب النزول‏.‏

وقيل فيها مكي ومدني‏.‏

سورة القدر فيها قولان والأكثر أنها مكية‏.‏

ويستدل لكونها مدنية بما أخرجه الترمذي والحاكم عن الحسن بن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أرى بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت‏:‏ ‏{‏إنا أعطيناك الكوثر‏}‏ ونزلت ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ الحديث قال المزي‏:‏ وهوحديث منكر‏.‏

سورة لم يكن قال ابن الغرس‏:‏ الأشهر أنها مكية‏.‏

قلت‏:‏ ويدل لمقابله ما أخرجه أحمد عن أبي حية البدري قال لما نزلت‏:‏ ‏{‏لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب‏}‏ إلى آخرها قال لي جبريل‏:‏ يا رسول الله إن ربك يأمرك أن تقرئها أبياً الحديث‏.‏

وقد جزم ابن كثير أنها مدنية واستدل به‏.‏

سورة الزلزلة فيها قولان‏.‏

ويستدل لكونها مدنية بما أخرجه ابن أبي حاتم عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره‏}‏ الآية‏.‏

قلت‏:‏ يا رسول الله إني لراء عملي الحديث وأبو سعيد لم يكن إلا بالمدينة ولم يبلغ إلا بعد أحد‏.‏

سورة والعاديات فيها قولان‏.‏

ويستدل لكونها مدنية بما أخرجه الحاكم وغيره عن ابن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلاً فلبثت شهراً لا يأتيه منها خير فنزلت والعاديات الحديث‏.‏

سورة ألهاكم الأشهر أنها مكية‏.‏

ويدل لكونها مدنية وهوالمختار ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن بريدة أنها نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار تفاخروا‏.‏

الحديث‏.‏

وأخرج عن قتادة أنها نزلت في اليهود‏.‏

وأخرج البخاري عن أبيّ بن كعب قال‏:‏ كنا نرى هذا من القرآن‏:‏ يعني لوكان لابن آدم واد من ذهب حتى نزلت ألهاكم التكاثر‏.‏

وأخرج الترمذي عن علي قال‏:‏ ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت وعذاب القبر لم يذكر إلا بالمدينة كما في الصحيح في قصة اليهودية‏.‏

سورة أرأيت فيها قولان حكاهما ابن الغرس‏.‏

سورة الكوثر الصواب أنها مدنية ورجحه النووي في شرح مسلم لما أخرجه مسلم عن أنس قال‏:‏ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة فرفع رأسه مبتسماً فقال‏:‏ أنزلت على آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر حتى ختمها الحديث‏.‏

سورة الإخلاص فيها قولان لحديثين في سبب نزولهما متعارضين وجمع بعضهم بينهما بتكرر نزولها ثم ظهر إلى ترجيح أنها مدنية كما بينته في أسباب النزول‏.‏

المعوذتان المختار أنهما مدنيتان لأنهما نزلتا في قصة سحر لبيد بن الأعصم كما أخرجه البيهقي في الدلائل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
Eng.Ayman_Egypt
نقيب
نقيب
Eng.Ayman_Egypt


عدد الرسائل : 116
الموقع : http://www.rasoulallah.net
العمل/الترفيه : Production Manager
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالإثنين 14 يوليو 2008 - 2:45

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " 15801512
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.rasoulallah.net
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 5:19


فصل في السور التي نزلت بمكة وبها آيات مدنية


قال البيهقي في الدلائل في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها وكذا قال ابن الحصار‏:‏ كل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة‏.‏

قال‏:‏ إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل‏.‏

وقال ابن حجر في شرح البخاري‏:‏ قد اعتنى بعض الأئمة ببيان ما نزل من الآيات بالمدينة في السور المكية‏.‏

قال‏:‏ وأما عكس ذلك فهونزول شيء من سورة بمكة تأخر نزول تلك السورة إلى المدينة فلم أره إلا نادراً‏.‏

قلت‏:‏ وها أنا ذا أذكر ما وقفت على استثنائه من النوعين مستوعباً ما رأيته من ذلك على الاصطلاح الأول دون الثاني وأشير إلى أدلة الاستثناء لأجل قول ابن الحصار السابق ولا أذكر الأدلة بلفظها اختصاراً وإحالة على كتابنا أسباب النزول‏.‏

الفاتحة تقدم قول أن نصفها نزل بالمدينة والظاهر أنها لنصف الثاني ولا دليل لهذا القول‏.‏

البقرة استثنى منها آيتان ‏{‏فاعفوا واصفحوا‏}‏ ‏{‏ليس عليك هداهم‏}‏‏.‏

الأنعام قال ابن الحصار‏:‏ استثنى منها تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصاً مع ما قد ورد أنها نزلت جملة‏.‏

قلت‏:‏ قد صح النقل عن ابن عباس باستثناء ‏{‏قل تعالوا‏}‏ الآيات الثلاث كما تقدم والبواقي ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏ لما أخرجه ابن أبي حاتم أنها نزلت في مالك بن الصيف‏.‏

قوله‏:‏ ‏{‏ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً‏}‏ الآيتين نزلتا في مسيلمة‏.‏

وقوله ‏{‏الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق‏}‏ وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال‏:‏ نزلت الأنعام كلها بمكة‏.‏

إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهوالذي قال‏:‏ ما أنزل الله على بشر من شيء‏.‏

وقال الفرياني‏:‏ حدثنا سفيان عن ليث بن بشر قال‏:‏ الأنعام مكية إلا ‏{‏قل تعالوا أتل‏}‏ والآية التي بعدها‏.‏

الأعراف أخرج أبو الشيخ ابن حبان عن قتادة قال‏:‏ الأعراف مكية إلا آية ‏{‏واسألهم عن القرية‏}‏ وقال غيره‏:‏ من المدني ‏{‏وإذ أخذ ربك من بني آدم‏}‏ مدني الأنفال استثنى منها ‏{‏وإذ يمكر بك الذين كفروا‏}‏ الآية‏.‏

قال مقاتل‏:‏ نزلت بمكة‏.‏

قلت‏:‏ يرده ما صح عن ابن عباس أن هذه الآية بعينها نزلت بالمدينة كما أخرجناه في أسباب النزول واستثنى بعضهم قوله‏:‏ ‏{‏يا أيها النبي حسبك الله‏}‏ الآية وصححه ابن العربي وغيره‏.‏

قلت‏:‏ يؤيده ما أخرجه البزار عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر‏.‏

براءة قال ابن الغرس‏:‏ مدنية إلا آيتين ‏{‏لقد جاءكم رسول‏}‏ إلى آخرها‏.‏

قلت‏:‏ غريب كيف وقد ورد أنها آخر ما نزل‏.‏

واستثنى بعضهم ‏{‏ما كان للنبي‏}‏ الآية لما ورد أنها نزلت في قوله عليه الصلاة والسلام لأبي طالب لأستغفرن لك ما لم أنه عنك‏.‏

يونس استثنى منها ‏{‏فإن كنت في شك‏}‏ الآيتين‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏ومنهم من يؤمن به‏}‏ الآية قيل نزلت في اليهود وقيل من أولها إلى رأس أربعين مكي والباقي مدني حكاها ابن الغرس والسخاوي في جمال القراء‏.‏

هود استثنى منها ثلاث آيات ‏{‏فلعلك تارك‏}‏ ‏{‏أفمن كان على بينة من ربه‏}‏ ‏{‏وأقم الصلاة طرفي النهار‏}‏ قلت‏:‏ دليل الثالثة ما صح عن عدة طرق أنها نزلت بالمدينة في حق أبي اليسر‏.‏

يوسف استثنى منها ثلاث آيات من أولها حكاه أبو حيان وهو واه جداً لا يلتفت إليه‏.‏

الرعد أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال‏:‏ سورة الرعد مدنية إلا آية قوله‏:‏ ‏{‏ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة‏}‏ وعلى القول بأنها مكية يستثنى قوله‏:‏ ‏{‏الله يعلم‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏شديد المحال‏}‏‏.‏

كما تقدم والآية آخرها‏.‏

فقد أخرج أبن مردويه عن جندب قال‏:‏ جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد قال‏:‏ أنشدكم بالله أي قوم تعلمون أني الذي أنزلت فيه ‏{‏ومن عنده علم الكتاب‏}‏ قالوا‏:‏ اللهم نعم‏.‏

إبراهيم أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال‏:‏ سورة إبراهيم مكية غير آيتين مدنيتين ‏{‏ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً‏}‏ إلى ‏{‏فبئس القرار‏}‏‏.‏

الحجر استثنى بعضهم منها ‏{‏ولقد آتيناك سبعاً‏}‏ الآية‏.‏

قلت‏:‏ وينبغي استثناء قوله‏:‏ ‏{‏ولقد علمنا المستقدمين‏}‏ الآية لما أخرجه الترمذي وغيره في سبب نزولها وأنها في صفوف الصلاة‏.‏

النحل تقدم عن ابن عباس أنه استثنى آخرها وسيأتي في السفر ما يؤيده‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي قال‏:‏ نزلت النحل كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات ‏{‏وإن عاقبتم‏}‏ إلى آخرها‏.‏

وأخرج عن قتادة قال‏:‏ سورة النحل من قوله ‏{‏والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا‏}‏ إلى آخرها مدني وما قبلها إلى آخر السورة مكي‏.‏

وسيأتي في أوله ما نزل عن جابر بن زيد أن النحل نزل منها بمكة أربعون وباقيها بالمدينة ويرد ذلك ما أخرجه أحمد عن عثمان بن أبي العاص في نزول ‏{‏إن الله يأمر بالعدل والإحسان‏}‏ وسيأتي في نوع الترتيب‏.‏

الإسراء استثنى منها ‏{‏ويسألونك عن الروح‏}‏ الآية لما أخرج البخاري عن ابن مسعود أنها نزلت بالمدينة في جواب سؤال اليهود عن الروح‏.‏

واستثنى منها أيضاً ‏{‏وإن كادوا ليفتنونك‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏إن الباطل كان زهوقاً‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏قل لئن اجتمعت الإنس والجن‏}‏ الآية وقوله‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا‏}‏ الآية وقوله‏:‏ ‏{‏إن الذين أوتوا العلم من قبله‏}‏ لما أخرجناه في أسباب النزول‏.‏

الكهف استثنى من أولها إلى ‏{‏جزراً‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏واصبر نفسك‏}‏ الآية ‏{‏وإن الذين آمنوا‏}‏ إلى آخر السورة‏.‏

مريم استثنى منها آية السجدة وقوله‏:‏ ‏{‏وإن منكم إلا واردها‏}‏ طه استثنى منها ‏{‏فاصبر على ما يقولون‏}‏ الآية‏.‏

قلت‏:‏ ينبغي أن يستثني آية أخرى‏.‏

فقد أخرج البزار وأبو يعلي عن أبي رافع قال أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيف فأرسلني إلى رجل من اليهود أن أسلفني دقيقاً إلى هلال رجب فقال‏:‏ لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته‏.‏

فقال‏:‏ أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية ‏{‏لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم‏}‏ الأنبياء استثنى منها ‏{‏أفلا يرون أنا نأتي الأرض‏}‏ الآية‏.‏

الحج تقدم ما يستثنى منها‏.‏

المؤمنون استثنى منها ‏{‏حتى إذا أخذنا مترفيهم‏}‏ إلى قوله ‏{‏مبلسون‏}‏‏.‏

الفرقان استثنى منها ‏{‏والذين لا يدعون‏}‏ إلى ‏{‏رحيماً‏}‏‏.‏

الشعراء استثنى ابن عباس منها ‏{‏والشعراء‏}‏ إلى آخرها كما تقدم‏.‏

زاد غيره‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل‏}‏ حكاه ابن الغرس‏.‏

القصص استثنى منها ‏{‏الذين آتيناهم الكتاب‏}‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏الجاهلين‏}‏ فقد أخرج الطبراني عن ابن عباس أنها نزلت هي وآخر الحديد في أصحاب النجاشي الذين قدموا وشهدوا وقعة أحد‏.‏

وقوله‏:‏ ‏{‏إن الذي فرض عليك القرآن‏}‏ الآية لما سيأتي‏.‏

العنكبوت استثنى من أولها إلى ‏{‏وليعلمن المنافقين‏}‏ لما أخرجه ابن جرير في سبب نزولها‏.‏

قلت‏:‏ ويضم إليه ‏{‏وكأين من دابة‏}‏ الآية لما أخرجه ابن أبي حاتم في سبب نزولها‏.‏

لقمان استثنى منها ابن عباس ‏{‏ولو أنما في الأرض‏}‏ الآيات الثلاث كما تقدم‏.‏

السجدة استثنى منها ابن عباس ‏{‏أفمن كان مؤمناً‏}‏ الآيات الثلاث كما تقدم وزاد غيره ‏{‏تتجافى جنوبهم‏}‏ ويدل له ما أخرجه البزار عن بلال قال‏:‏ كنا نجلس في المسجد وناس من الصحابة يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت‏.‏

سبأ استثنى منها ‏{‏ويرى الذين أوتوا العلم‏}‏ الآية‏.‏

وروى الترمذي عن فروة بن نسيك المرادي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي الحديث وفيه ز أنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل‏:‏ يا رسول الله وما سبأ الحديث‏.‏

قال ابن الحصار‏:‏ هذا يدل على أن هذه القصة مدنية لأن مهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع‏.‏

قال‏:‏ ويحتمل أن يكون قوله وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرته‏.‏

يس استثنى منها ‏{‏إنا نحيي الموتى‏}‏ الآية لما أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي سعيد قال‏:‏ كانت بنوسلمة في ناحية المدينة فأرادوا النقلة إلى قريب المسجد فنزلت هذه الآية‏.‏

قال النبي صلى الله عليه وسلم إن آثاركم تكتب فلم ينتقلوا واستثنى بعضهم ‏{‏وإذا قيل لهم أنفقوا‏}‏ الآية قيل نزلت في المنافقين‏.‏

الزمر استثنى منها ‏{‏قل يا عبادي‏}‏ الآيات الثلاث كما تقدم عن ابن عباس‏.‏

وأخرج الطبراني من وجه آخر عنه أنها نزلت في وحشي قاتل حمزة‏.‏

وزاد بعضهم ‏{‏قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم‏}‏ الآية وذكره السخاوي في جمال القراء‏.‏

وزاد غيره ‏{‏الله نزل أحسن الحديث‏}‏ الآية وحكاه ابن الجزري‏.‏

غافر استثنى منها ‏{‏إن الذين يجادلون‏}‏ إلى قوله ‏{‏لا يعلمون‏}‏‏.‏

فقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية وغيره أنها نزلت في اليهود لما ذكروا الدجال وأوضحته في أسباب النزول‏.‏

شورى استثنى منها ‏{‏أم يقولون افترى‏}‏ إلى قوله ‏{‏بصير‏}‏ قلت‏:‏ بدلالة ما أخرجه الطبراني والحاكم في سبب نزولها فإنها نزلت في الأنصار‏.‏

وقوله ‏{‏ولو بسط‏}‏ الآية نزلت في أصحاب الصفة واستثنى بعضهم ‏{‏والذين إذا أصابهم البغي‏}‏ إلى قوله ‏{‏من سبيل‏}‏ حكاه ابن الغرس‏.‏

الزخرف استثنى منها ‏{‏واسأل من أرسلنا‏}‏ الآية‏.‏

قيل نزلت بالمدينة وقيل في السماء‏.‏

الجاثية استثنى منها ‏{‏قل للذين آمنوا‏}‏‏.‏

الآية حكاه في جمال القراء عن قتادة‏.‏

الأحقاف استثنى منها ‏{‏قل أرايتم إن كان من عند الله‏}‏ الآية فقد أخرج الطبراني بسند صحيح عن عوف بن مالك الأشجعي أنها نزلت بالمدينة في قصة إسلام عبد الله بن سلام وله طرق أخر لكن أخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال‏:‏ أنزلت هذه الآية بمكة وإنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة وإنما كانت خصومة خاصم بها محمداً صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج عن الشعبي قال‏:‏ ليس بعبد الله بن سلام وهذه الآية مكية‏.‏

واستثنى بعضهم ‏{‏ووصينا الإنسان‏}‏ الآيات الأربع‏.‏

وقوله ‏{‏فاصبر كما صبر أولوالعزم‏}‏ الآية‏.‏

حكاه في جمال القراء‏.‏

ق استثنى منها ‏{‏ولقد خلقنا السموات‏}‏ إلى ‏{‏لغوب‏}‏ فقد أخرج الحاكم وغيره أنها نزلت في اليهود‏.‏

النجم استثنى منها ‏{‏الذين يجتنبون‏}‏ إلى أبقى وقيل ‏{‏أفرأيت الذي تولى‏}‏ الآيات التسع‏.‏

القمر استثنى منها ‏{‏سيهزم الجمع‏}‏ الآية وهومردود لما سيأتي في النوع الثاني عشر‏.‏

وقيل ‏{‏إن المتقين‏}‏ الآيتين‏.‏

الرحمن استثنى منها ‏{‏يسأله‏}‏ الآية حكاه في جمال القراء‏.‏

الواقعة استثنى منها ‏{‏ثلة من الأولين وثلة من الآخرين‏}‏ وقوله ‏{‏فلا أقسم بواقع النجوم‏}‏ إلى ‏{‏يكذبون‏}‏ لما أخرجه مسلم في سبب نزولها‏.‏

الحديد يستثنى منها على القول بأنها مكية آخرها‏.‏

المجادلة استثنى منها ‏{‏ما يكون من نجوى ثلاثة‏}‏ الآية حكاه ابن الغرس وغيره‏.‏

التغابن يستثنى منها على أنها مكية آخرها لما أخرجه الترمذي والحاكم في سبب نزولها‏.‏

التحريم تقدم عن قتادة أن المدني منها إلى رأس العشر والباقي مكي‏.‏

تبارك أخرج جبيرة في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ ‏{‏فاصبر‏}‏ إلى ‏{‏الصالحين‏}‏ فإنه مدني حكاه السخاوي في جمال القراء‏.‏

المزمل استثنى منها ‏{‏واصبر على ما يقولون‏}‏ الآيتين حكاه الأصبهاني وقوله ‏{‏إن ربك يعلم‏}‏ إلى آخر السورة حكاه ابن الغرس‏.‏

ويرده ما أخرجه الحاكم عن عائشة أنه نزل بعد نزول صدر السورة بسنة وذلك حين فرض قيام الليل في أول الإسلام قبل فرض الصلوات الخمس‏.‏

الإنسان استثنى منها ‏{‏فاصبر لحكم ربك‏}‏‏.‏

المرسلات استثنى منها ‏{‏وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون‏}‏ حكاه ابن الغرس‏.‏

المطففين قيل مكية إلا ست آيات من أولها البلد قيل مدنية إلا أربع آيات من أولها‏.‏

الليل قيل مكية إلا أولها‏.‏

أرأيت قيل نزل ثلاث آيات من أولها بمكة والباقي بالمدينة‏.‏

ضوابط أخرج الحاكم في مستدركه والبيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من طريق الأعمش عن إبراهيم بن علقمة بن عبد الله قال‏:‏ ما كان يا أيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة وما كان يا أيها الناس فبمكة وأخرجه أبو عبيد في الفضائل عن علقمة مرسلاً‏.‏

وأخرج عن ميمون بن مهران قال‏:‏ ما كان في القرآن يا أيها الناس أويا بني آدم فإنه مكي وما كان يا أيها الذين آمنوا فإنه مدني‏.‏

قال ابن عطية وابن الغرس وغيرهما‏:‏ هوفي يا أيها الذين آمنوا صحيح وأما يا أيها الناس فقد يأتي في المدني‏.‏

وقال ابن الحصار‏:‏ وقد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث واعتمدوه على ضعفه وقد اتفق الناس على أن النساء مدنية وأولها يا أيها الناس وعلى أن الحج مكية وفيها ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا‏}‏ وقال غيره‏:‏ هذا القول إن أخذ على إطلاقه فيه نظر فإن سورة البقرة مدنية وفيها يا أيها الناس اعبدوا ربكم ‏{‏يا أيها الناس كلوا مما في الأرض‏}‏ وسورة النساء مدنية وأولها‏:‏ يا أيها الناس‏.‏

وقال مكي‏:‏ هذا إنما هوفي الأكثر وليس بعام وفي كثير من السور المكية يا أيها الذين آمنوا‏.‏

وقال غيره‏:‏ الأقرب حمله على أنه خطاب المقصود به أوجمل المقصود به أهل مكة أوالمدينة‏.‏

وقال القاضي‏:‏ إن كان الرجوع في هذا إلى النقل فمسلم وإن كان السبب فيه حصول المؤمنين بالمدينة على الكثرة دون مكة فضعيف إذ يجوز خطاب المؤمنين بصفتهم وباسمهم وجنسهم ويؤمر غير المؤمنين بالعبادة كما يؤمر المؤمنين بالاستمرار عليها والازدياد منها نقله الإمام فخر الدين في تفسيره‏.‏

وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه قال‏:‏ كل شيء نزل من القرآن فيه ذكر الأمم والقرون فإنما نزل بمكة وما كان من الفرائض والسني فإنما نزل بالمدينة‏.‏

وقال الجعبري‏:‏ لمعرفة المكي والمدني طريقان‏:‏ سماعي وقياسي‏.‏

فالسماعي ما وصل إلينا نزوله بأحدهما والقياسي كل سورة فيها يا أيها الناس فقط أوكلا أوأولها حرف تهج سوى الزهراوين والرعد وفيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة فهي مكية وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية وكل سورة فيها فريضة أوحد فهي مدنية اه‏.‏

وقال مكي‏:‏ كل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية‏.‏

وزاد غيره‏:‏ سوى العنكبوت‏.‏

وفي كامل الهذلي‏:‏ كل سورة فيها سجدة فهي مكية‏.‏

وقال الديريني رحمه الله‏:‏ وما نزلت كلا بيثرب فاعلمن ولم تأت في القرآن في نصفه الأعلى وحكمة ذلك أن نصفه الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة فتكررت فيه على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم بخلاف النصف الأول وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذاتهم وضعفهم ذكره العماني‏.‏

فائدة أخرج الطبراني عن ابن مسعود قال‏:‏ نزل المفصل بمكة فمكثنا حججاً نقرؤه ولا ينزل غيره‏.‏

تنبيه قد تبين بما ذكرناه من الأوجه التي ذكرها ابن حبيب المكي والمدني وما اختلف فيه وترتيب نزول ذلك والآيات المدنيات في السور المكية والآيات المكيات في السور المدنية‏.‏

وبقي أوجه تتعلق بهذا النوع فنذكرها وأمثلتها‏.‏

مثال ما نزل بمكة وحكمه مدني ‏{‏يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى‏}‏ الآية نزلت بمكة يوم الفتح وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة‏.‏

وقوله ‏{‏اليوم أكملت لكم دينكم‏}‏ كذلك‏.‏

قلت‏:‏ وكذا قوله ‏{‏إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها‏}‏ في آيات أخر‏.‏

ومثال ما نزل بالمدينة وحكمه مكي‏:‏ سورة الممتحنة فإنها نزلت بالمدينة مخاطبة لأهل مكة‏.‏

وقوله في النحل ‏{‏والذين هاجروا‏}‏ إلى آخرها نزل بالمدينة مخاطباً به أهل مكة‏.‏

وصدر براءة نزل بالمدينة خطاباً لمشركي أهل مكة‏.‏

ومثال ما يشبه تنزيل المدني في السور المكية قوله في النجم ‏{‏الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم‏}‏ فإن الفواحش كل ذنب فيه حد والكبائر كل ذنب عاقبته النار واللمم ما بين الحد من الذنوب ولم يكن بمكة حد ولا نحوه‏.‏

ومثال ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية قوله ‏{‏والعاديات ضبحاً‏}‏ وقوله في الأنفال ‏{‏وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق‏}‏ الآية‏.‏

ومثال ما حمل من مكة إلى المدينة سورة يوسف والإخلاص‏.‏

قلت‏:‏ وسبح لما تقدم في حديث البخاري‏.‏

ومثال ما حمل من المدينة إلى مكة ‏{‏يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه‏}‏ وآية الربا وصدر براءة وقوله تعالى ‏{‏إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم‏}‏ الآيات‏.‏

ومثال ما حمل إلى الحبشة ‏{‏قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء‏}‏ الآيات‏.‏

قلت‏:‏ صح حملها إلى الروم وينبغي أن يمثل لما حمل إلى الحبشة بسورة مريم فقد صح أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النجاشي‏.‏

وأخرجه أحمد في مسنده‏.‏

وأما ما أنزل بالجحفة والطائف وبيت المقدس والحديبية فسيأتي في النوع الذي يلي هذا ويضم إليه ما نزل بمنى وعرفات وعسفان وتبوك وبدر وأحد وحراء وحمراء الأسد‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 5:22

النوع الثاني معرفة الحضري والسفري


أمثلة الحضري كثيرة‏.‏

وأما السفري فله أمثلة تتبعها‏.‏

منها ‏{‏واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى‏}‏ نزلت بمكة عام حجة الوداع‏.‏

فأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال‏:‏ لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر‏:‏ هذا مقام أبينا إبراهيم الخليل قال‏:‏ نعم قال‏:‏ أفلا نتخذه مصلى فنزلت‏:‏ وأخرج ابن مردويه من طريق عمروبن ميمون عن عمر بن الخطاب أنه مر بمقام إبراهيم فقال‏:‏ يا رسول الله أليس نقوم مقام خليل ربنا قال‏:‏ بلى قال‏:‏ أفلا نتخذه مصلى فلم يلبث إلا يسيراً حتى نزلت‏.‏

وقال ابن الحصار‏:‏ نزلت إما في عمرة القضاء أوفي غزوة الفتح أوفي حجة الوداع‏.‏

ومنها ‏{‏وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها‏}‏ الآية روى ابن جرير عن الزهري أنها نزلت في عمرة الحديبية‏.‏

وعن السدي أنها نزلت في حجة الوداع‏.‏

ومنها ‏{‏وأتموا الحج والعمرة لله‏}‏ فأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مضمخ بالزعفران عليه جبة فقال‏:‏ كيف تأمرني في عمرتي فنزلت فقال‏:‏ أين السائل عن العمرة ألق عنك ثيابك ثم اغتسل الحديث‏.‏

ومنها ‏{‏فمن كان منكم مريضاً أو به أذى من رأسه‏}‏ الآية نزلت بالحديبية كما أخرجه أحمد بن كعب بن عجرة الذي نزلت فيه والواحدي عن ابن عباس‏.‏

ومنها ‏{‏آمن الرسول‏}‏ الآية قيل نزلت يوم فتح مكة ولم أقف له على دليل‏.‏

ومنها ‏{‏واتقوا يوماً ترجعون فيه‏}‏ الآية نزلت بمنى عام حجة الوداع فيما أخرجه البيهقي في الدلائل‏.‏

ومنها ‏{‏الذين استجابوا لله والرسول‏}‏ الآية‏.‏

أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن عباس أنها نزلت بحمراء الأسد‏.‏

ومنها‏:‏ آية التيمم في النساء‏.‏

أخرج ابن مردويه عن الأسلع بن شريك أنها نزلت في بعض أسفار النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ومنها ‏{‏إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها‏}‏ نزلت يوم الفتح في جوف الكعبة كما أخرجه سنيد في تفسيره عن ابن جريج وأخرجه ابن مردويه عن ابن عباس‏.‏

ومنها ‏{‏وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة‏}‏ الآية نزلت بعسفان بين الظهر والعصر كما أخرجه أحمد عن أبي عياش الزرقي‏.‏

ومنها ‏{‏يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة‏}‏ أخرج البزار وغيره عن حذيفة أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له ومنها‏:‏ أول المائدة أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أسماء بنت يزيد أنها نزلت بمنى‏.‏

وأخرج في الدلائل عن أن عمروعن عمها أنها نزلت في مسير له‏.‏

وأخرج أبو عبيدة عن محمد بن كعب قال‏:‏ نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة‏.‏

ومنها ‏{‏اليوم أكملت لكم دينكم‏}‏ في الصحيح عن عمر أنها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة عام حجة الوداع‏.‏

وله طرق كثيرة لكن أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري أنها نزلت يوم غدير خم‏.‏

وأخرج مثله من حديث أبي هريرة وفيه أنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة مرجعه من حجة الوداع وكلاهما لا يصح‏.‏

ومنها‏:‏ آية التيمم فيها في الصحيح عن عائشة أنها نزلت بالبيداء وهم داخلون المدينة‏.‏

وفي لفظ‏:‏ البيداء أوبذات الجيش‏.‏

قال ابن عبد البرفي التمهيد‏:‏ يقال إنه كان في غزوة بني المصطلق‏.‏

وجزم به في الاستذكار وسبقه إلى ذلك ابن سعد وابن حبان‏.‏

وغزوة بني المصطلق هي غزوة المريسيع‏.‏

واستبعد ذلك بعض المتأخرين قال‏:‏ لأن المريسيع من ناحية مكة بين قديد والساحل وهذه القصة من ناحية خيبر لقول عائشة بالبيداء أوبذات الجيش وهما بين المدينة وخيبر كما جزم به النووي لكن جزم ابن التين بأن البيداء هي ذوالحليفة‏.‏

وقال أبو عبيد البكري‏:‏ البيداء هو الشرف الذي قدام ذي الحليفة من طريق مكة‏.‏

قال‏:‏ وذات الجيش من المدينة على بريد‏.‏

ومنها ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم‏}‏ الآية‏.‏

أخرج ابن جرير عن قتادة قال‏:‏ ذكر لنا أنها نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوببطن نخل في الغزوة السابعة حين أراد بنوثعلبة وبنومحارب أن يفتكوا به فأطلعه الله على ذلك‏.‏

ومنها ‏{‏والله يعصمك من الناس‏}‏ في صحيح ابن حبان عن أبي هريرة أنها نزلت في السفر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر أنها نزلت في ذات الرقاع بأعلى نخل في غزوة بني أنمار‏.‏

ومنها‏:‏ أول الأنفال نزلت ببدر عقب الواقعة كما أخرجه أحمد عن سعد بن أبي وقاص‏.‏

ومنها ‏{‏إذ تستغيثون ربكم‏}‏ الآية نزلت ببدر أيضاً كما أخرجه الترمذي عن عمر‏.‏

ومنها ‏{‏الذين يكنزون الذهب‏}‏ الآية نزلت في بعض أسفاره كما أخرجه أحمد بن ثوبان‏.‏

ومنها قوله {ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب‏}‏ نزلت في غزوة تبوك كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عمر‏.‏

ومنها ‏{‏ما كان للنبي والذين آمنوا‏}‏ الآية‏.‏

أخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أنها نزلت لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم معتمراً وهبط من سنية عسفان فزار قبر أمه واستأذن في الاستفغار لها‏.‏

ومنها‏:‏ خاتمة النحل‏.‏

أخرج البيهقي في الدلائل والبزار عن أبي هريرة أنها نزلت بأحد والنبي صلى الله عليه وسلم واقف على حمزة حين استشهد وأخرج الترمذي والحاكم عن أبيّ بن كعب أنها نزلت يوم فتح مكة‏.‏

ومنها‏:‏ ‏{‏وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها‏}‏ أخرج أبو الشيخ والبيهقي في الدلائل من طريق شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غتم نزلت في تبوك‏.‏

ومنها‏:‏ أول الحج‏.‏

أخرج الترمذي والحاكم عن عمران بن حصين قال‏:‏ لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ‏{‏يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم‏}‏ إلى قوله ‏{‏ولكن عذاب الله شديد‏}‏ أنزلت عليه هذه وهوفي سفر الحديث‏.‏

وعند ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنها نزلت في مسيره في غزوة بني المصطلق‏.‏

ومنها ‏{‏هذان خصمان‏}‏ الآيات قال القاضي جلال الدين البلقيني‏:‏ الظاهر أنها نزلت يوم بدر وقت المبارزة لما فيه من الإشارة بهذان‏.‏

ومنها ‏{‏أذن للذين يقاتلون‏}‏ الآية‏.‏

أخرج الترمذي عن ابن عباس قال‏:‏ لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر‏:‏ أخرجوا نبيهم ليهلكن فنزلت‏.‏

قال ابن الحصار‏:‏ واستنبط بعضهم من هذا الحديث أنها أنزلت في سفر الهجرة‏.‏

ومنها ‏{‏ألم تر إلى ربك كيف مد الظل‏}‏ الآية قال ابن حبيب‏:‏ نزلت بالطائف ولم أقف له على مستند‏.‏

ومنها ‏{‏إن الذي فرض عليك القرآن‏}‏ نزلت بالجحفة في سفر الهجرة كما أخرجه ابن أبي حاتم عن الضحاك‏.‏

ومنها‏:‏ أول الروم روى الترمذي عن أبي سعيد قال‏:‏ لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين فنزلت ‏{‏ألم غلبت الروم‏}‏ إلى قوله ‏{‏بنصر الله‏}‏ قال الترمذي‏:‏ غلبت يعني الفتح‏.‏

ومنها ‏{‏واسأل من أرسلنا قبلك من رسلنا‏}‏ الآية قال ابن حبيب‏:‏ نزلت ببيت المقدس ليلة الإسراء‏.‏

ومنها ‏{‏وكأين من قرية هي أشد قوة‏}‏ الآية‏.‏

قال السخاوي في جمال القراء‏:‏ قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما توجه مهاجراً إلى المدينة وقف فنظر إلى مكة وبكى فنزلت‏.‏

ومنها‏:‏ سورة الفتح‏.‏

أخرج الحاكم وغيره عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا‏:‏ نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها‏.‏

وفي المستدرك أيضاً من حديث مجمع بن جارية أن أولها نزل بكراع الغميم‏.‏

ومنها ‏{‏يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى‏}‏ الآية‏.‏

أخرج الواحدي عن ابن أبي ملكية أنها نزلت بمكة يوم الفتح لما رقى بلال على ظهر الكعبة وأذن فقال بعض الناس‏:‏ أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة‏.‏

ومنها ‏{‏سيهزم الجمع‏}‏ الآية قيل إنها نزلت يوم بدر حكاه ابن الغرس وهومردود لما سيأتي في النوع الثاني عشر ثم رأيت عن ابن عباس ما يؤيده‏.‏

ومنها‏:‏ قال النسفي‏:‏ قوله ‏{‏ثلة من الأولين‏}‏ وقوله ‏{‏أفبهذا الحديث أنتم مدهنون‏}‏ نزلتا في سفره صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ولم أقف له على مستند‏.‏

ومنها ‏{‏وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون‏}‏ أخرج ابن أبي حاتم من طريق يعقوب عن مجاهد عن أبي حرزة قال‏:‏ نزلت في رجل من الأنصار في غزوة تبوك لما نزلوا الحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملوا من مائها شيئاً ثم ارتحل ثم نزل منزلاً آخر وليس معهم ماء فشكوا ذلك فدعا فأرسل الله سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها فقال رجل من المنافقين‏:‏ إنما مطرنا بنوء كذا فنزلت‏:‏ ومنها آية الامتحان ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن‏}‏ الآية‏.‏

أخرج ابن جرير عن الزهري أنها نزلت بأسفل الحديبية ومنها‏:‏ سورة المنافقين‏.‏

أخرج الترمذي عن زيد ابن أرقم نزلت ليلاً في غزوة تبوك‏.‏

وأخرج عن سفيان أنها في غزوة بني المصطلق وبه جزم ابن إسحاق وغيره‏.‏

ومنها‏:‏ سورة المرسلات‏:‏ أخرج الشيخان عن ابن مسعود قال بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزلت عليه المرسلات الحديث‏.‏

ومنها‏:‏ سورة المطففين أوبعضها حكى النسفي وغيره أنها نزلت في سفر الهجرة قبل دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة‏.‏

ومنها‏:‏ أول سورة اقرأ نزل بغار حراء كما في الصحيحين ومنها‏:‏ سورة الكوثر‏.‏

أخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير أنها نزلت يوم الحديبية وفيه نظر‏.‏

ومنها‏:‏ سورة النصر‏.‏

أخرج البزار والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال‏:‏ أنزلت هذه السورة ‏{‏إذا جاء نصر الله والفتح‏}‏ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسط أيام التشريق فعرف أنه الوداع فأمر بناقته القصواء فرحلت ثم قام فخطب الناس فذكر خطبته المشهورة‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 5:24

النوع الثالث معرفة النهاري والليلي


أمثلة النهاري كثيرة قال ابن حبيب‏:‏ نزل أكثر القرآن نهاراً‏.‏

وأما الليلي فتتبعت له أمثلة‏.‏

منها‏:‏ آية تحويل القبلة ففي الصحيحين من حديث ابن عمر بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آت فقال‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة‏.‏

وروى مسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحوبيت المقدس فنزلت ‏{‏قد نرى تقلب وجهك في السماء‏}‏ الآية فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى‏:‏ ألا إن القبلة قد حولت فمالوا كلهم نحوالقبلة لكن الصحيحين عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل بيت المقدس ستة عشر أوسبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت ز إن أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال‏:‏ أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت‏.‏

فهذا يقضي أنها نزلت نهاراً بين الظهر والعصر‏.‏

قال القاضي جلال الدين‏:‏ والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل لأن قضية أهل وقال ابن حجر‏:‏ الأقوى أن نزولها كان نهاراً‏.‏

والجواب عن حديث ابن عمر أن الخبر وصل وقت العصر إلى من هوداخل المدينة وهم بنوحارثة ووصل وقت الصبح إلى من هوخارج المدينة وهم بنوعمروبن عوف أهل قباء وقوله قد أنزل عليه الليلة مجاز من إطلاق الليلة على بعض اليوم الماضي والذي يليه‏.‏

قلت‏:‏ ويؤيد هذا ما أخرجه النسائي عن أبي سعيد بن المعلي قال‏:‏ مررنا يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت لقد حدث أمر فلست فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏{‏قد نرى تقلب وجهك في السماء‏}‏ حتى فرغ منها ثم نزل فصلى الظهر‏.‏

ومنها‏:‏ أواخر آل عمران‏.‏

أخرج ابن حبان في صحيحه وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن عائشة أن بلالاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح فوجده يبكي فقال‏:‏ يا رسول الله ما يبكيك قال‏:‏ وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل عليّ هذه الليلة ‏{‏إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب‏}‏ ثم قال‏:‏ ويل لمن قرأها ولم يتفكر‏.‏

ومنها ‏{‏والله يعصمك من الناس‏}‏ أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فأخرج رأسه من القبة فقال‏:‏ أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله وأخرج الطبراني عن عصمة بن مالك الخطمي قال‏:‏ كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت فترك الحراس‏.‏

ومنها‏:‏ سورة الأنعام‏.‏

أخرج الطبراني وأبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح‏.‏

ومنها‏:‏ آية الثلاثة الذين خلفوا ففي الصحيحين من حديث كعب فأنزل اله توبتنا حتى بقي الثلث الأخير من الليل‏.‏

ومنها‏:‏ سورة مريم‏.‏

روى الطبراني عن أبي مريم الغساني قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ ولدت لي الليلة جارية فقال‏:‏ والليلة نزلت عليّ سورة مريم سمها مريم‏.‏

ومنها‏:‏ أول الحج ذكره بن حبيب ومحمد بن بركات السعدي في كتابه الناسخ والمنسوخ وجزم به السخاوي في جمال القراء وقد يستدل له بما أخرجه ابن مردويه عن عمران بن حصين أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم وقد نعس بعض القوم وتفرق بعضهم فرفع بها صوته الحديث‏.‏

ومنها‏:‏ آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب‏.‏

قال القاضي جلال الدين‏:‏ والظاهر أنها ‏{‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك‏}‏ الآية ففي البخاري عن عائشة خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر فقال‏:‏ يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين قالت‏:‏ فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى وفي يده عرق فقلت‏:‏ يا رسول الله خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر كذا وكذا فأوحى الله إليه وإن العرق في يده ما وضعه فقال‏:‏ إنه قد أذن لكن أن تخرجي لحاجتكن قال القاضي جلال الدين‏:‏ وإنما قلنا إن ذلك كان ليلاً لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلاً كما في الصحيح عن عائشة في حديث الإفك‏.‏

ومنها‏:‏ أول الفتح ففي البخاري من حديث عمر لقد نزلت عليّ الليلة سورة هي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس فقرأ ‏{‏إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً‏}‏ الحديث‏.‏

ومنها‏:‏ سورة المنافقين كما أخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم‏.‏

ومنها‏:‏ سورة والمرسلات‏.‏

قال السخاوي في جمال القراء‏:‏ روى عن ابن مسعود أنها نزلت ليلة الجن بحراء‏.‏

قلت‏:‏ هذا أثر لا يعرف‏.‏

ثم رأيت في صحيح الإسماعيلي وهومستخرجه على البخاري أنها نزلت ليلة عرفة بغار منى وهوفي الصحيحين بدون قوله ليلة عرفة والمراد بها‏:‏ ليلة التاسع من ذي الحجة فإنها التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيتها بمنى‏.‏

ومنها‏:‏ المعوذتان فقد قال ابن أشتة في المصاحف‏:‏ أنبأنا محمد بن يعقوب نبأنا أبو داود نبأنا عثمان بن أبي شيبة نبأنا جرير عن قيس عن عقبة بن عامر الجهني قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزلت عليّ الليلة آيات لم ير مثلهن‏:‏ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس

فرع ومنه ما نزل بين الليل والنهار في وقت الصبح وذلك آيات‏.‏

منها‏:‏ آية التيمم في المائدة ففي الصحيح عن عائشة‏:‏ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة‏}‏ إلى قوله ‏{‏لعلكم تشكرون‏}‏ ومنها ‏{‏ليس لك من الأمر شيء‏}‏ ففي الصحيح أنها نزلت وهوفي الركعة الأخيرة من صلاة الصبح حين أراد أن يقنت يدعوعلى أبي سفيان ومن ذكر معه‏.‏

تنبيه فإن قلت‏:‏ فما تصنع بحديث جابر مرفوعاً أصدق الرؤيا ما كان نهاراً لأن الله خصني بالوحي نهاراً أخرجه الحاكم في تاريخه‏.‏

قلت‏:‏ هذا الحديث منكر لا يحتج به‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 5:26

النوع الرابع الصيفي والشتائي


قال الواحدي‏:‏ أنزل الله في الكلالة آيتين‏:‏ إحداهما في الشتاء وهي التي في أول النساء والأخرى في الصيف وهي التي في آخرها‏.‏

وفي صحيح مسلم عن عمر ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بأصبعه في صدري وقال‏:‏ يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وفي المستدرك عن أبي هريرة أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله ما الكلالة قال‏:‏ أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف ‏{‏يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة‏}‏ وقد تقدم أن ذلك في سفر حجة الوداع فيعد من الصيفي ما نزل فيها كأول المائدة‏.‏

وقوله ‏{‏اليوم أكملت لكم دينكم‏}‏ ‏{‏واتقوا يوماً ترجعون‏}‏ وآية الدين وسورة النصر‏.‏

ومنه‏:‏ الآيات النازلة في غزوة تبوك فقد كانت في شدة الحر أخرجه البيهقي في الدلائل من طريق إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بنم حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال‏:‏ يا أيها الناس إني أريد الروم فأعلمهم وذلك في زمان البأس وشدة الحر وجدب البلاد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس‏:‏ هل لك في بنات بني الأصفر قال‏:‏ يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحداً أشد عجباً بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فأذن لي فأنزل الله ‏{‏ومنهم من يقول ائذن لي‏}‏ الآية

وقال رجل من المنافقين‏:‏ لا تنفروا في الحر فأنزل الله ‏{‏قل نار جهنم أشد حراً‏}‏

ومن أمثلة الشتائي‏:‏ قوله ‏{‏إن الذين جاءوا بالإفك‏}‏ إلى قوله ‏{‏ورزق كريم‏}‏ ففي الصحيح عن عائشة أنها نزلت في يوم شات والآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب فقد كانت في البرد ففي حديث حذيفة تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلاً فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب قلت‏:‏ يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد الحديث وفيه‏:‏ فأنزل الله ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود‏}‏ إلى آخرها أخرجه البيهقي في الدلائل‏.‏


النوع الخامس الفراشي والنومي


ومن أمثلة الفراشي‏:‏ قوله ‏{‏والله يعصمك من الناس‏}‏ كما تقدم وآية الثلاثة الذين خلفوا ففي الصحيح أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وهوصلى الله عليه وسلم عند أم سلمة واستشكل الجمع بين هذا‏.‏

وقوله صلى الله عليه وسلم في حق عائشة ما نزل عليّ الوحي في فراش امرأة غيرها قال القاضي جلال الدين‏:‏ ولعل هذا كان فقبل القصة التي نزل الوحي فيها في فراش أم سلمة‏.‏

قلت‏:‏ ظفرت بما يؤخذ منه جواب أحسن من هذا فروى أبو يعلى في مسنده عن عائشة قالت أعطيت تسعاً الحديث وفيه وإن كان الوحي لينزل عليه وهوفي أهله فينصرفون عنه وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه وعلى هذا لا معارضة بين الحديثين كمالا يخفى‏.‏

وأما النومي‏:‏ ففي أمثلته سورة الكوثر لما روى مسلم عن أنس قال‏:‏ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا‏:‏ ما أضحك رسول الله فقال‏:‏ أنزل علي آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ‏{‏إنا أعطيناك الكوثر فصلّ لربك وانحر

إن شانئك هو الأبتر‏}‏ وقال الإمام الرافعي في أماليه‏:‏ فهم فاهمون من الحديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة‏.‏

وقالوا‏:‏ من الوحي ما كان يأتيه في النوم لأن رؤيا الأنبياء وحي‏.‏

قال‏:‏ وهذا صحيح لكن الأشبه أن يقال‏:‏ إن القرآن كله نزل في اليقظة وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة أوعرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم وفسرها لهم‏.‏

قال‏:‏ وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي ويقال لها برجاء الوحي اه‏.‏

قلت‏:‏ الذي قاله الرافعي في غاية الاتجاه وهوالذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه‏.‏

والتأويل الأخير أصح من الأول لأن قوله أنزل على آنفاً يدفع كونها نزلت قبل ذلك بل نقول نزلت تلك الحالة ليس الإغفاء إغفاء نوم بل الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي فقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا‏.‏


النوع السادس الأرضي والسمائي

تقدم قول ابن العربي‏:‏ إن من القرآن سمائياً وأرضياً وما نزل بين السماء والأرض وما نزل تحت الأرض في الغار‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبو بكر الفهري قال‏:‏ أنبأنا التميمي أنبأنا هبة الله المفسر قال‏:‏ نزل القرآن بين مكة والمدينة إلا ست آيات نزلت لا في الأرض ولا في السماء‏:‏ ثلاث في سور الصافات ‏{‏وما منا إلا له مقام معلوم‏}‏ الآيات الثلاث‏.‏

وواحدة في الزخرف ‏{‏واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا‏}‏ الآية‏.‏

والآيتان من آخر سورة البقرة نزلتا ليلة المعراج‏.‏

قال ابن العربي‏:‏ ولعله أراد في الفضاء بين السماء والأرض‏.‏

قال‏:‏ وأما ما نزل تحت الأرض في الغار فسورة المرسلات كما في الصحيح عن ابن مسعود‏.‏

قلت‏:‏ أما الآيات المتقدمة فلم أقف على مستند لما ذكره فيها إلا آخر البقرة فيمكن أن يستدل بما أخرجه مسلم عن ابن مسعود لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلك انتهى إلى سدرة المنتهى الحديث وفيه فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً‏:‏ أعطى الصلوات الخمس وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك من أمته بالله شيئاً المقحمات‏.‏

وفي الكامل للهذلي‏:‏ نزلت ‏{‏آمن الرسول‏}‏ إلى آخرها بقاب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالثلاثاء 22 يوليو 2008 - 5:27

النوع السابع معرفة أول ما نزل


اختلف في أول ما نزل من القرآن على أقوال‏:‏ أحدها وهوالصحيح ‏{‏اقرأ باسم ربك‏}‏ روى الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت أوما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها فتزوده لمثلها حتى فجأه الحق وهوفي غار حراء فجاءه الملك فيه فقال‏:‏ اقرأ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ فأخذني فغطني حتى بلغ من ي الجهد ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ فقلت‏:‏ ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال‏:‏ اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى بلغ ما لم يعلم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره الحديث‏.‏

وأخرج الحاكم في المستدرك والبيهقي في الدلائل وصححاه عن عائشة قالت‏:‏ أول سورة نزلت من القرآن ‏{‏اقرأ باسم ربك‏}‏ وأخرج الطبراني في الكبير بسند على شرط الصحيح عن أبي رجاء العطاردي قال‏:‏ كان أبو موسى يقرئنا فيجلسنا حلقاً عليه ثوبان أبيضان فإذا تلا هذه السورة ‏{‏اقرأ باسم ربك الذي خلق‏}‏ قال‏:‏ هذه أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم

وقال سعيد بن منصور في سننه‏:‏ حدثنا سفيان عن عمروبن دينار عن عبيد بن عمير قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له اقرأ قال‏:‏ وما أقرأ فوالله ما أنا بقارئ فقال‏:‏ اقرأ باسم ربك الذي خلق فكان يقول‏:‏ هو اول ما انزل وقال أبو عبيد في فضائله‏:‏ حدثنا عبد الرحمن بن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال‏:‏ إن أول ما نزل من القرآن‏:‏ اقرأ باسم ربك ونون والقلم‏.‏

واخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف عن عبيد بن عمير قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بنمط فقال اقرأ قال‏:‏ ما أنا بقارئ قال‏:‏ اقرأ باسم ربك فيرون أنها أول سورة أنزلت من السماء‏.‏

وأخرج عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بحراء إذ أتى ملك بنمط من ديباج فيه مكتوب اقرأ باسم ربك الذي خلق إلى ما لم يعلم‏.‏

القول الثاني‏:‏ يا أيها المدثر‏.‏

روى الشيخان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال‏:‏ سألت جابر بن عبد الله‏:‏ أيّ القرآن أنزل قبل قال‏:‏ يا أيها المدثر قلت‏:‏ أواقرأ باسم ربك قال‏:‏ أحدثكم ما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وشمالي ثم نظرت إلى السماء فإذا هو‏:‏ يعني جبريل فأخذتني رجفة فأتيت خديجة فأمرتهم فدثروني فأنزل الله ‏{‏يا أيها المدثر قم فأنذر‏}‏ وأجاب الأول عن هذا الحديث بأجوبة‏.‏

أحدها‏:‏ أن السؤال كان عن نزول سورة كاملة فبين أن سورة المدثر نزلت بكمالها قبل نزول تمام السورة اقرأ فإنها أول ما نزل منها صدرها ويؤيد هذا ما في الصحيحين أيضاً عن أبي سلمة عن جابر‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه بينما أنا أمشي سمعت صوتاً من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله ‏{‏يا أيها المدثر‏}‏ فقوله الملك الذي جاءني بحراء يدل على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي نزل فيها اقرأ باسم ربك‏.‏

ثانيها‏:‏ أن مراد جابر بالأولية أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي لا أولية مطلقة‏.‏

ثالثها‏:‏ أن المراد أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار وعبر بعضهم عن هذا بقوله‏:‏ أول ما نزل للنبوة اقرأ باسم ربك وأول ما نزل للرسالة يا أيها المدثر‏.‏

رابعها‏:‏ إن المراد أول ما نزل بسبب متقدم وهوما وقع من التدثر الناشئ عن الرعب وأما اقرأ ابتداء فنزلت بغير سبب متقدم ذكره ابن حجر‏.‏

خامسها‏:‏ أن جابر استخرج ذلك باجتهاده وليس هومن روايته فيتقدم عليه ما روته القول الثالث‏:‏ سورة الفاتحة‏.‏

قال في الكشاف‏:‏ ذهب ابن عباس ومجاهد إلى أن أول سورة نزلت اقرأ وأكثر المفسرين إلى أن أول سورة نزلت فاتحة الكتاب‏.‏

وقال ابن حجر والذي ذهب إليه أكثر الأئمة هو الأول‏.‏

وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم يقل به إلا عدد أقل من القليل بالنسبة إلى من قال بالأول وحجته ما أخرجه البيهقي في الدلائل والواحدي من طريق يونس بن بكير عن يونس بن عمروعن أبيه عن أبي ميسرة عمروبن شرحبيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لخديجة‏:‏ إني إذا خاوت وحدي سمعت نداء فقد والله خشيت أن يكون هذا أمراً فقالت‏:‏ معاذ الله ما كان الله ليفعل بك فوالله إنك لتؤدي الأمانة وتصل الرحم وتصدق الحديث فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثه له وقالت‏:‏ اذهب مع محمد إلى ورقة فانطلقا فقصا عليه فقال‏:‏ إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي يا محمد يا محمد فأنطلق هارباً في الأفق فقال‏:‏ لا تفعل إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول ثم ائتني فأخبرني فلما خلا ناداه يا محمد قل بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

‏{‏الحمد لله رب العالمين‏}‏ حتى بلغ ‏{‏ولا الضالين‏}‏ الحديث‏.‏

هذا مرسل رجاله ثقات‏.‏

وقال البيهقي‏:‏ إن كان محفوظاً فيحتمل أن يكون خبراً عن نزولها بعد ما نزلت عليه اقرأ والمدثر‏.‏

القول الرابع‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره قولاً زائداً‏.‏

وأخرج الواحدي بإسناده عن عكرمة والحسن قالا‏:‏ أول ما نزل من القرآن بسم الله الرحمن الرحيم وأول سورة اقرأ باسم ربك‏.‏

وأخرج ابن جرير وغيره من طريق الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ أول ما نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ يا محمد استعذ ثم قل بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

وعندي أن هذا لا يعد قولاً برأسه فإنه من ضرورة نزول السورة نزول البسملة معها فهي أول آية نزلت على الإطلاق‏.‏

وورد في أول ما نزل حديث آخر روى الشيخان عن عائشة قالت‏:‏ إن أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام‏.‏

وقد استشكل هذا بأن أول ما نزل اقرأ وليس فيها ذكر الجنة والنار‏.‏

وأجيب بأن من مقدرة‏:‏ أي أول ما نزل والمراد سورة المدثر فإنه أول ما نزل بعد فترة الوحي وفي آخرها ذكر الجنة والنار فلعل آخرها قبل نزول بقية اقرأ‏.‏

فرع أخرج الواحدي من طريق الحسين بن واقد قال‏:‏ سمعت علي بن الحسين يقول‏:‏ أول سورة نزلت بمكة اقرأ باسم ربك وآخر سورة نزلت بها المؤمنون ويقال العنكبوت‏.‏

وأول سورة نزلت بالمدينة ويل للمطففين وآخر سورة نزلت بها براءة وأول سورة أعلنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة النجم‏.‏

وفي شرح البخاري لابن حجر‏:‏ اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة نزلت بالمدينة وفي دعوى الاتفاق نظر لقول علي بن الحسين المذكور‏.‏

وفي تفسير النسفي عن الواقدي أن أول سورة نزلت بالمدينة سورة القدر‏.‏

وقال أبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض في جزئه المشهور‏:‏ حدثنا أبو العباس عبيد الله بن محمد بن أعين البغدادي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا أمية الأزدي عن جابر بن زيد قال‏:‏ أول ما أنزل الله م القرآن بمكة اقرأ باسم ربك ثم ن والقلم ثم يا أيها المزمل ثم يا أيها المدثر ثم الفاتحة ثم تبت يدا أبي لهب ثم إذا الشمس كورت ثم سبح اسم ربك الأعلى ثم والليل إذا يغشى ثم والفجر ثم والضحى ثم ألم نشرح ثم والعصر ثم والعاديات ثم الكوثر ثم ألهاكم ثم أرأيت الذي يكذب ثم الكافرون ثم ألم تر كيف ثم قل أعوذ برب الفلق ثم قل أعوذ برب الناس ثم قل هو الله أحد ثم والنجم ثم عبس ثم إنا أنزلناه ثم والشمس وضحاها ثم البروج ثم والتين ثم لئيلاف ثم القارعة ثم القيامة ثم ويل لكل همزة ثم والمرسلات ثم ق ثم البلد ثم الطارق ثم اقتربت الساعة ثم ص ثم الأعراف ثم الجن ثم يس ثم الفرقان ثم الملائكة ثم كهيعص ثم طه ثك الواقعة ثم الشعراء ثم طس سليمان ثم طسم القصص ثم بني إسرائيل ثم التاسعة يعني يونس ثم هود ثم يوسف ثم الحجر ثم الأنعام ثم الصافات ثم لقمان ثم سبأ ثم الزمر ثم الغاشية ثم الكهف ثم حمعسق ثم تنزيل السجدة ثم الأنبياء ثم النحل أربعين وبقيتها بالمدينة ثم إنا أرسلنا نوحاً ثم الطور ثم المؤمنون ثم تبارك ثم الحاقة ثم سأل ثم عم يتساءلون ثم والنازعات ثم إذا السماء انفطرت ثم إذا السماء انشقت ثم الروم ثم العنكبوت ثم ويل للمطففين فذاك ما أنزل بمكة‏.‏

وأنزل بالمدينة سورة البقرة ثم آل عمران ثم الأنفال ثم الأحزاب ثم المائدة ثم الممتحنة ثم إذا جاء نصر الله ثم النور ثم الحج ثم المنافقون ثم المجادلة ثم الحجرات ثم التحريم ثم الجمعة ثم التغابن ثم سبح الحواريين ثم الفتح ثم التوبة ثم خاتمة القرآن‏.‏

قلت‏:‏ هذا سياق غريب وفي هذا الترتيب نظر‏.‏

وجابر بن زيد من علماء التابعين بالقرآن‏.‏

وقد اعتمد البرهان الجعبري على هذا الأثر في قصيدته التي سماها‏:‏ تقريب المأمول في ترتيب النزول فقال‏:‏ مكيها ست ثمانون اعتلت نظمت على رفق النزول لمن تلا اقرأ ونون مزمل مدثر والحمد تبت كورت الأعلى علا ليل وفجر والضحى شرع وعص ر العاديات وكوثر ألهاكم تلا أرأيت قل بالفيل مع فلق كذا ناس وقل هونجمها عبس جلا قدر وشمس والبروج وتينها لئيلاف قارعة قيامة أقبلا ويل لكل المرسلات وق مع بلد وطارقها مع اقتربت كلا ص وأعراف وجن ثم يس وفرقان وفاطر اعتلا كاف وطه ثلة الشعر ونم ل قص الأسر يونس هود ولا مع غافر فصلت مع زخرف ودخان جاثية وأحقاف تلا ذرووغاشية وكهف ثم شو رى والخليل والأنبياء نحل حلا ومضاجع نور وطور والفلا ح الملك واعية وسال وعم لا غرق مع وانفطرت وكدح ثم رو م العنكبوت وطففت فتكملا وبطيبة عشرون ثم ثمان ال طولى وعمران وأنفال جلا الأحزاب مائدة امتحان والنسا مع زلزلت ثم الحديد تأملا ومحمد والرعد والرحمن الإنس ان الطلاق ولم يكن حشر ملا نصر ونوح ثم حج والمنا فق مع مجادلة وحجرات ولا تحريمها مع جمعة وتغابن صف وفتح توبة ختمت أولاً أما الذي قد جاءنا سفريه عرفي أكملت لكم قد كملا لكن إذا قمتم فحبشي بدا واسأل من أرسلنا الشامي قبلا إن الذي فرض انتمى جحيفيها وهوالذي كف الحديبي انجلا نزلت في القتال بالمدينة ‏{‏وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم‏}‏ وفي الإكليل للحاكم‏:‏ إن أول ما نزل في القتال ‏{‏إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم‏}‏ أول ما نزل في شأن القتل آية الإسراء ‏{‏ومن قتل مظلوماً‏}‏ الآية أخرجه ابن جرير عن الضحاك‏.‏

أول ما نزل في الخمر‏:‏ روى الطيالسي في مسنده عن ابن عمر قال نزل في الخمر ثلاث آيات فأول شيء ‏{‏يسألونك عن الخمر والميسر‏}‏ الآية فقيل حرمت الخمر فقالوا‏:‏ يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله فسكت عنهم ثم نزلت هذه الآية ‏{‏لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى‏}‏ فقيل حرمت الخمر فقالوا‏:‏ يا رسول الله لا نشربها قرب الصلاة فسكت عنهم ثم نزلت ‏{‏يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر‏}‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ حرمت الخمر‏.‏

أول آية نزلت في الأطعمة بمكة آية الأنعام ‏{‏قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً‏}‏ ثم آية النحل ‏{‏فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً‏}‏ إلى آخرها‏.‏

وبالمدينة آية البقرة ‏{‏إنما حرم عليكم الميتة‏}‏ الآية ثم المائدة ‏{‏حرمت عليكم الميتة‏}‏ الآية قاله ابن الحصار‏.‏

وروى البخاري عن ابن مسعود قال‏:‏ أول سورة نزلت فيها سورة سجدة النجم‏.‏

وقال الفرياني‏:‏ حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ‏{‏لقد نصركم الله في مواطن كثيرة‏}‏ قال‏:‏ هي أول ما أنزل الله من سورة براءة‏.‏

وقال أيضاً‏:‏ حدثنا إسرائيل أنبأنا سعيد عن مسروق عن أبي الضحى قال‏:‏ أول ما نزل من براءة ‏{‏انفروا خفافاً وثقالاً‏}‏ ثم نزل أولها ثم نزل آخرها‏.‏

وأخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف عن أبي مالك قال‏:‏ كان أول براءة ‏{‏انفروا خفافاً وثقالاً‏}‏ سنوات ثم أنزلت براءة أول السورة فألفت بها أربعون آية‏.‏

وأخرج أيضاً من طريق داود عن عامر في قوله ‏{‏انفروا خفافاً وثقالاً‏}‏ قال‏:‏ هي أول آية نزلت في براءة في غزوة تبوك فلما رجع من تبوك نزلت براءة إلا ثماناً وثلاثين آية من أولها‏.‏

وأخرج من طريق سفيان وغيره عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال‏:‏ أول ما نزل من آل عمران ‏{‏هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين‏}‏ ثم أنزلت بقيتها يوم أحد‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأربعاء 30 يوليو 2008 - 15:51

النوع الثامن معرفة آخر ما نزل


فيه اختلاف فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال‏:‏ آخر آية نزلت ‏{‏يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة‏}‏ وآخر سورة نزلت براءة‏.‏

وأخرج البخاري عن ابن عباس قال‏:‏ آخر آية نزلت آية الربا‏.‏

وروى البيهقي عن عمر مثله والمراد بها قوله تعالى ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا‏}‏ وعند أحمد وابن ماجة عن عمر‏:‏ من آخر ما نزل آية الربا‏.‏

وعند ابن مردويه عن ابن سعيد الخدري قال‏:‏ خطبنا عمر فقال‏:‏ إن من آخر القرآن نزولاً آية الربا‏.‏

وأخرج النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ آخر شيء نزل من القرآن ‏{‏واتقوا يوماً ترجعون فيه‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن مردويه نحوه من طريق سعيد ابن جبير عن ابن عباس بلفظ‏:‏ آخر آية نزلت‏.‏

وأخرجه ابن جرير من طريق العوفي والضحاك عن ابن عباس‏.‏

وقال‏:‏ الفرياني في تفسيره‏:‏ حدثنا سفيان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال‏:‏ آخر آية نزلت ‏{‏واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله‏}‏ الآية وكان بين نزولها وبين موت النبي صلى الله عليه وسلم أحد وثمانون يوماً‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال‏:‏ آخر ما نزل من القرآن كله ‏{‏واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله‏}‏ الآية وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية تسع ليالي ثم مات ليلة الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول‏.‏

وأخرج ابن جرير مثله عن ابن جريج‏.‏

وأخرج من طريق عطية عن أبي سعيد قال‏:‏ آخر آية نزلت ‏{‏واتقوا يوماً ترجعون‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج أبو عبيد في الفضائل عن ابن شهاب قال‏:‏ آخر القرآن عهداً بالعرش آية الربا وآية الدين‏.‏

وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه بلغه أن أحدث القرآن عهداً بالعرش آية الدين‏.‏

مرسل صحيح الإسناد‏.‏

قلت‏:‏ ولا منافاة عندي بين هذه الروايات في آية الربا ‏{‏واتقوا يوماً‏}‏ وآية الدين لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر ذلك وذلك صحيح‏.‏

وقول البراء‏:‏ آخر ما نزل ‏{‏ يستفتونك‏}‏ أي في شأن الفرائض‏.‏

وقال ابن حجر في شرح البخاري طريق لا جمع بين القولين في آية الربا ‏{‏واتقوا يوماً‏}‏ أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا إذ هي معطوفة عليهن ويجمع بين ذلك وبين قول البراء بأن الآيتين نزلتا جميعاً فيصدق أن كلاً منهما آخر بالنسبة لما عداهما ويحتمل أن تكون الآخرية في آية النساء مقيدة بما يتعلق بالمواريث بخلاف آية البقرة ويحتمل عكسه‏.‏

الأول أرجح لما في آية البقرة من الإشارة إلى معنى الوفاة المستلزمة لخاتمة النزول‏.‏

وفي المستدرك عن أبيّ بن كعب قال‏:‏ آخر آية نزلت ‏{‏لقد جاءكم رسول من أنفسكم‏}‏ إلى آخر السورة‏.‏

وروى عبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن مردويه عن أبيّ أنهم جمعوا القرآن في خلافة أبي بكر وكان رجال يكتبون فلما انتهوا إلى هذه الآية من سورة براءة ‏{‏ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون‏}‏ ظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فقال لهم أبيّ بن كعب‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأني بعدها آيتين ‏{‏لقد جاءكم رسول من أنفسكم‏}‏ إلى قوله ‏{‏وهو رب العرش العظيم‏}‏ وقال‏:‏ هذا آخر ما نزل من القرآن قال‏:‏ فختم بما فتح به بالله الذي لا إله إلا هو وهو قوله ‏{‏وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون‏}‏ وأخرج ابن مردويه عن أبيّ أيضاً قال‏:‏ آخر القرآن عهداً بالله هاتان الآيتان ‏{‏لقد جاءكم رسول من أنفسكم‏}‏ وأخرجه ابن الأنباري بلفظ‏:‏ أقرب القرآن بالسماء عهداً‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في تفسيره من طريق عليّ بن زيد عن يوسف المكي عن ابن عباس قال‏:‏ آخر آية نزلت لقد جاءكم رسول من أنفسكم‏.‏

وأخرج مسلم عن ابن عباس قال‏:‏ آخر سورة نزلت إذا جاء نصر الله والفتح‏.‏

وأخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت‏:‏ آخر سورة نزلت بالمائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه الحديث‏.‏

وأخرجا أيضاً عن عبد الله بن عمروقال‏:‏ آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح‏.‏

قلت‏:‏ يعني إذا جاء نصر الله‏.‏

وفي حديث عثمان المشهور‏:‏ براءة من آخر القرآن نزولاً‏.‏

قال البيهقي‏:‏ يجمع بين هذه الاختلافات إن صحت بأن كل واحد أجاب بما عنده‏.‏

وقال القاضي أبو بكر في الانتصار‏:‏ هذه الأقوال ليس فيها شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكل قاله بضرب من الاجتهاد وغلبة الظن‏.‏

ويحتمل أن كلاً منهم أخبر عن آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الذي مات فيه أوقبل مرضه بقليل وغيره سمع منه بعد ذلك وإن لم يسمعه هو ويحتمل أيضاً أن تنزل هذه الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صلى الله عليه وسلم مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها بعد رسم فيظن أنه آخر ما نزل في الترتيب اه‏.‏

ومن غريب ما ورد في ذلك‏:‏ ما أخرجه ابن جرير عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذا الآية ‏{‏فمن كان يرجو لقاء ربه‏}‏ الآية وقال‏:‏ إنها آخر آية نزلت من القرآن‏.‏

قال ابن كثير‏:‏ هذا أثر مشكل ولعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية تنسخها ولا تغير حكمها بل هي مثبتة محكمة‏.‏

قلت‏:‏ ومثله ما أخرجه البخاري وغيره عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت هذا الآية ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم هي آخر ما ا نزل وما نسخها شيء‏.‏

وعند أحمد والنسائي عنه‏:‏ لقد نزلت في آخر ما نزل ما نسخها شيء‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة قالت‏:‏ آخر آية نزلت هذه الآية فاستجاب لهم ربهم إني لا أضيع عمل عامل إلى آخرها‏.‏

قلت‏:‏ وذلك أنها قالت‏:‏ يا رسول الله أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء فنزلت ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ونزلت إن المسلمين والمسلمات ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولاً أوآخر ما نزل بعد ما كان ينزل في الرجال خاصة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده وعبادته لا شريك له وأقام الصلاة وآتى الزكاة فارقها والله عنه راض قال أنس‏:‏ وتصديق ذلك في كتاب الله في آخر ما نزل ‏{‏فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة‏}‏ الآية

قلت‏:‏ يعني في آخر سورة نزلت‏.‏

وفي البرهان لإمام الحرمين‏:‏ إن قوله تعالى ‏{‏قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً‏}‏ الآية من آخر ما نزل وتعقبه ابن الحصار بأن السورة مكية باتفاق ولم يرد بتأخير هذه الآية عن نزول السورة بل هي في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة اه‏.‏

تنبيه من المشكل على ما تقدم قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم فإنها نزلت بعرفة عام حجة الوداع وظاهرها إكمال الفرائض والأحكام قبلها وقد صرح بذلك جماعة منهم السدى فقال‏:‏ لم ينزل بعدها حلال ولا حرام مع أنه ورد في آية الربا والدين والكلالة أنها نزلت بعد ذلك‏.‏

وقد استشكل ذلك ابن جرير وقال‏:‏ الأولى أن يتأول على أنه أكمل لهم دينهم بإقرارهم بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجة المسلمون لا يخالطهم المشركون ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال‏:‏ كان المشركون والمسلمون يحجون جميعاً فلما نزلت براءة لفى المشركون عن البيت وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأربعاء 30 يوليو 2008 - 15:53

النوع التاسع معرفة سبب النزول


أفرده بالتصنيف جماعة أقدمهم عليّ بن المديني شيخ البخارى ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز وقد اختصره الجعبري فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئاً وألف فيه شيخ الإسلام أبو الفضل ابن حجر متاباً مات عنه مسودة فلم نقف عليه كاملاً وقد ألفت فيه كتاباً حافلاً موجزاً محرراً لم يؤلف مثله في هذا النوع سميته لباب النقول في أسباب النزول قال الجعبري‏:‏ نزول القرآن على قسمين‏:‏ قسم نزل ابتداء وقسم نزل عقب واقعة أوسؤال‏.‏

وفي هذا النوع مسائل‏:‏ الأولى‏:‏ زعم زاعم أنه لا طائل تحت هذا الفن لجريانه مجرى التاريخ وأخطأ في ذلك بل له فوائد‏.‏

منها‏:‏ معرفة وجه الحكمة الباعثة على تشريع الحكم‏.‏

ومنها‏:‏ تخصيص الحكم به عند من يرى أن العبرة بخصوص السبب‏.‏

ومنها‏:‏ أن اللفظ قد يكون عاماً ويقوم الدليل على تخصيصه فإذا عرف السبب قصر التخصيص على ماعدا صورته فإن دخول صورة السبب قطعي وأخرجها بالاجتهاد ممنوع كما حكى الإجماع عليه القاضي أبو بكر في التقريب والالتفات إلى قال الواحدي‏:‏ لا يمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها‏.‏

وقال ابن دقيق العيد‏:‏ بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن‏.‏

وقال ابن تيمية‏:‏ معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب‏.‏

وقد أشكل على مروان بن الحكم معنى قوله تعالى {لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا} الآية وقال‏:‏ لئن كان كل امرئ فرح بما أوتي وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً لنعذبن أجمعون حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فكتموه إياه وأخبروه بغيره وأروه أنهم أخبروه بما سألهم عنه واستحمدوا بذلك إليه‏.‏

أخرجه الشيخان‏.‏

وحكى عن عثمان بن مظعون وعمروبن معدي كرب أنهما كانا يقولان الخمر مباحة ويحتجان بقوله تعالى ‏{‏ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح في ما طعموا‏}‏ الآية ولوعلما سبب نزولها لم يقولا ذلك وهوأن ناساً قالوا لما حرمت الخمر‏:‏ كيف بمن قتلوا في سبيل الله وماتوا وكانوا يشربون الخمر وهي رجس فنزلت‏.‏

أخره أحمد والنسائي وغيرهما‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر فقد أشكل معنى هذا الشرط على بعض الأئمة حتى قال الظاهرية بأن الآيسة لا عدة عليها إذا لم ترتب وقد بين ذلك سبب النزول وهوأنه لما نزلت الآية التي في سورة البقرة في عدد النساء قالوا‏:‏ قد بقي عدد من عدد النساء لم يذكرن الصغار والكبار فنزلت‏.‏

أخرجه الحاكم عن أبيّ فعلم بذلك أن الآية خطاب لمن لم يعلم ما حكمهن في العدة وارتاب هل عليهن عدة أولا وهل عدتهن كاللاتي في سورة البقرة أولا فمعنى إن ارتبتم إن أشكل عليكم حكمهن وجهلتم كيف يعتدون فهذا حكمهن‏.‏

ومن ذلك قوله تعالى فأينما تولوا فثم وجه الله فإنا لوتركنا ومدلول اللفظ لاقتضى أن المصلي لا يجب عليه استقبال القبلة سفراً ولا حضراً وهوخلاف الإجماع فلما عرف سبب نزولها على أنها في نافلة السفر أوفيمن صلى بالاجتهاد وبان له الخطأ على اختلاف الروايات في ذلك‏.‏

ومن ذلك قوله ‏{‏إن الصفا والمروة من شعائر الله‏}‏ الآية فإن ظاهر لفظها لا يقتضي أن السعي فرض وقد ذهب بعضهم إلى عدم فرضيته تمسكاً بذلك وقد ردت عائشة على عروة في فهمه ذلك بسبب نزولها وهوأن الصحابة تأثموا من السعي بينهما لأنه من عمل الجاهلية فنزلت‏.‏

ومنها‏:‏ دفع توهم الحصر‏.‏

قال الشافعي ما معناه في قوله تعالى ‏{‏قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرماً‏}‏ الآية أن الكفار لما حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله وكانوا على المضادة والمحادة فجاءت الآية مناقضة لغرضهم فكأنه قال‏:‏ لا حلال إلا ما حرمتموه ولا حرام إلا ما أحللتموه نازلاً منزلة من يقول‏:‏ لا تأكل اليوم حلاوة فتقول لا آكل اليوم إلا حلاوة والغرض المضادة لا النفي والإثبات على الحقيقة فكأنه تعالى قال‏:‏ لا حرام إلا ما أحللتموه من الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به ولم يقصد حلّ ما وراءه إذ القصد إثبات التحريم لا إثبات الحلّ‏.‏

قال إمام الحرمين‏:‏ وهذا في غاية الحسن ولولا سبق الشافعي إلى ذلك لما كنا نستجيز مخالفة مالك في حصر المحرمات فيما ذكرته الآي‏.‏

ومنها‏:‏ معرفة اسم النازل فيه الآية وتعيين المبهم فيها ولقد قال مروان في عبد الرحمن بن أبي بكر‏:‏ إنه الذي أنزل فيه والذي قال لوالديه أفّ لكما حتى ردت عليه عائشة وبينت له سبب نزولها‏.‏

المسئلة الثانية‏:‏ اختلف أهل الأصول هل العبرة بعموم اللفظ أوبخصوص السبب والأصح عندنا الأول وقد نزلت آيات في أسباب واتفقوا على تعدينها إلى غير أسبابها كنزول آية الظهار في سلمة بن صخر وآية اللعان في شأن هلال بن أمية وحد القذف في رماة عائشة ثم تعدى إلى غيرهم‏.‏

ومن لم يعتبر عموم اللفظ قال‏:‏ خرجت هذه الآية ونحوها لدليل آخر كما قصرت آيات على أسبابها اتفاقاً لدليل قام على ذلك‏.‏

قال الزمخشري في سورة الهمزة‏:‏ يجوز أن يكون السبب خاصاً والوعيد عماً ليتناول كل من باشر ذلك القبيح وليكون ذلك جارياً مجرى التعريض‏.‏

قلت‏:‏ ومن الأدلة على اعتبار عموم اللفظ احتجاج الصحابة وغيرهم في وقائع بعموم آيات نزلت على أسباب خاصة شائعاً ذائعاً بينهم‏.‏

قال ابنه جرير‏:‏ حدثني محمد بن أبي معشر أخبرنا أبو معشر نجيح سمعت سعيد المقبري يذكر محمد بن كعب القرظي فقال سعيد‏:‏ إن في بعض كتب الله‏:‏ إن لله عباداً ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر لبسول لباس منسوك الضأن من اللبن يجترون الدنيا بالدين فقال محمد بن كعب‏:‏ هذا في كتاب الله ‏{‏ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا‏}‏ الآية فقال سعيد‏:‏ قد عرفت فيمن أنزلت فقال محمد بن كعب‏:‏ إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون عامة بعد‏.‏

فإن قلت‏:‏ فهذا ابن عباس لم يعتبر عموم قوله ‏{‏لا تحسبن الذين يفرحون‏}‏ الآية بل قصرها على ما أنزلت فيه من قصة أهل الكتاب‏.‏

قلت‏:‏ أجيب على ذلك بأنه لا يخفى عليه أن اللفظ أعلم من السبب لكنه بين أن المراد باللفظ خاص ونظيره تفسير النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى ولم يلبسوا أيمانهم بظلم بالشرك من قوله ‏{‏إن الشرك لظلم عظيم‏}‏ مع فهم الصحابة العموم في كل ظلم‏.‏

وقد ورد عن ابن عباس ما يدل على اعتبار العموم فإنه قال به في آية السرقة مع أنها نزلت في امرأة سرقت‏.‏

قال ابن أبي حاتم حدثنا عليّ بن الحسين نبأنا محمد بن أبي حماد حدثنا أبو ثميلة بن عبد المؤمن عن نجدة الحنفي قال‏:‏ سألت ابن عباس عن قوله ‏{‏والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما‏}‏ خاص أوعام قال‏:‏ بل عام‏.‏

وقال ابن تيمية‏:‏ قد يجيء كثيراً من هذا الباب قولهم هذه الآية نزلت في كذا لا سيما إن كان المذكور شخصاً كقولهم‏:‏ إن آية الظهار نزلت في امرأة ثابت بن قيس وإن آية الكلالة نزلت في جابر بن عبد الله وإن قوله ‏{‏وأن احكم بينهم‏}‏ نزلت في بني قريظة والنضير ونظائر ذلك مما يذكرون أنه نزل في قوم من المشركين بمكة أوفي قوم من اليهود والنصارى أوفي قوم من المؤمنين فالذين قالوا ذلك لم يقصدوا أن حكم الآية يختص بأولئك الأعيان دون غيرهم فإن هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل على الإطلاق والناس وإن تنازعوا في اللفظ العام الوارد على سبب هل يختص بسببه فلم يقل أحد إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين وإنما غاية ما يقال أنها تختص بنوع ذلك الشخص فتعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ والآية التي لها سبب معين إن كانت أمراً أونهياً فهي متناولة لذلك الشخص ولغيره ممن كان بمنزلته وإن كانت خبراً بمدح أوذم فهي متناولة لذلك الشخص ولمن كان بمنزلته اه‏.‏

تنبيه قد علمت مما ذكر أن فرض المسئلة في لفظ له عموم أما آية نزلت في معين ولا عموم للفظها فإنها تقصر عليه قطعاً كقوله تعالى ‏{‏وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى‏}‏ فإنها نزلت في أبي بكر الصديق بالإجماع وقد استدل بها الإمام فخر الدين الرازي مع قوله ‏{‏إن أكرمكم عند الله أتقاكم‏}‏ على أنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووهم من ظن أن الآية عامة في كل من عمل عمله إجراء له على القاعدة وهذا غلط فإن هذه الآية ليس فيها صيغة عموم إذ الألف واللام إنما تفيد العموم إذا كانت موصولة أومعرفة في جمع زاد قوم‏:‏ أومفرد بشرط أن لا يكون هناك عهد واللام في الأتقى ليست موصولة لأنها لا توصل بأفعل التفضيل إجماعاً فبطل القول بالعموم وتعين القطع بالخصوص والقصر على من نزلت فيه رضي الله عنه‏.‏

المسئلة الثالثة‏:‏ تقدم أن صورة السبب قطعية الدخول في العام وقد تنزل الآيات على الأسباب الخاصة وتوضع مع ما يناسبها من الآي العامة رعاية لنظم القرآن وحسن السياق فيكون ذلك الخاص قريباً من صورة السبب في كونه قطعي الدخول في العام كما اختار السبكي أنه رتبة متوسطة دون السبب وفوق التجرد‏.‏

مثاله‏:‏ قوله تعالى ‏{‏ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت‏}‏ إلى آخره فإنها إشارة إلى كعب بن الأشرف ونحوه من علماء اليهود لما قدموا مكة وشاهدوا قتلى بدر حرضوا المشركين على الأخذ بثأرهم ومحاربة النبي صلى الله عليه وسلم فسألوهم من أهدى سبيلاً محمد وأصحابه أم نحن فقالوا‏:‏ أنتم مع علمهم بما في كتابهم من نعت النبي صلى الله عليه وسلم المنطبق عليه وأخذ المواثيق عليهم أن لا يكتموه فكان ذلك أمانة لازمة لهم ولم يؤدوها حيث قالوا للكفار أنتم أهدى سبيلاً حسداً للنبي صلى الله عليه وسلم فقد تضمنت هذه الآية مع هذا القول المتوعد عليه المفيد للأمر بمقابلة المشتمل على أداء الأمانة التي هي ببيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم بإفادة أنه الموصوف في كتابهم وذلك مناسب لقوله ‏{‏إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها‏}‏ فهذا عام في كل أمانة وذاك خاص بأمانة هي صفة النبي صلى الله عليه وسلم بالطريق السابق والعام تال للخاص في الرسم متراخ عنه في النزول والمناسبة تقتضي دخول ما دل عليه الخاص والعام ولذا قال ابن العربي في تفسيره وجه النظم أنه أخبر عن كتمان أهل الكتاب صفة محمد صلى الله عليه وسلم وقولهم إن المشركين أهدى سبيلاً فكان ذلك خيانة منهم فانجر الكلام إلى ذكر جميع الأمانات انتهى‏.‏

قال بعضهم‏:‏ ولا يرد تأخر نزول آية الأمانات عن التي قبلها بنحوست سنين لأن الزمان إنما يشترط في سبب النزول لا في المناسبة لأن المقصود منها وضع آية في موضع يناسبها والآيات كانت تنزل على أسبابها ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضعها في المواضع التي علم من الله أنها مواضعها‏.‏

المسئلة الرابعة‏:‏ قال الواحدي‏:‏ لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ووقفوا على الأسباب وبحثوا عن علمها‏.‏

وقد قال محمد ابن سيرين‏:‏ سألت عبيدة عن آية من القرآن فقال‏:‏ اتق الله وقل سداداً ذهب الذين يعلمون فيما أنزل الله من القرآن‏.‏

وقال غيره‏:‏ معرفة سبب النزول أمر يحصل للصحابة بقرائن نحتق بالقضايا وربما لم يجزم بعضهم فقال‏:‏ أحسب هذه الآية نزلت في كذا كما أخرجه الأئمة الستة عن عبد الله بن الزبير قال خاصم الزبير رجلاً من الأنصار في شراج الحرة فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ اسق يازبير ثم أرسل الماء إلى جارك فقال الأنصاري‏:‏ يا رسول الله أن كان ابن عمتك فتلون وجهه الحديث‏.‏

قال الزبير‏:‏ فما أحسب هذه الآيات إلا نزلت في ذلك ‏{‏فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم‏}‏ وقال الحاكم في علوم الحديث‏:‏ إذا أخبر الصحابي الذي شهد الوحي والتنزبل عن آية من القرآن أنها نزلت في كذا فإنه حديث مسند ومشى على هذا ابن الصلاح وغيره ومثلوه بما أخرجه مسلم عن جابر قال‏:‏ كانت اليهود تقول‏:‏ من أتى امرأة من دبرها في قبلها جاء الولد أحول فأنزل الله ‏{‏نساؤكم حرث لكم‏}‏ وقال ابن تيمية‏:‏ قولهم نزلت هذه الآية في كذا يراد به تارة سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب كما تقول عني بهذا الآية كذا وقد تنازع العلماء في قول الصحابي نزلت هذه الآية في كذا هل يجري مجرى المسند كما لوذكر السبب الذي أنزلت لأجله أويجري مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند فالبخاري يدخله في المسند وغيره لا يدخله فيه وأكثر المسانيد على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره بخلاف ما إذا ذكر سبباً نزلت عقبه فإنهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند اه‏.‏

وقال الزركشي في البرهان‏:‏ قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها فهومن جنس الاستدلال على الحكم بالآية لا من جنس النقل لما وقع‏.‏

تلت‏:‏ والذي يتحرر في سبب النزول أنه ما نزلت الآية أيام وقوعه ليخرج ما ذكره الواحدي في تفسيره في سورة الفيل من أن سببها قصة قدوم الحبشة به فإن ذلك ليس من أسباب النزول في شيء بل هومن باب الإخبار عن الوقائع الماضية كذكر قصة قوم نوح وعاد وثمود وبناء البيت ونحوذلك وكذلك ذكره في قوله ‏{‏واتخذ الله إبراهيم خليلاً ‏}‏ سبب اتخاذه خليلاً فليس ذلك من أسباب نزول القرآن كما لا يخفى‏.‏

تنبيه ما تقدم أنه من قبيل المسند من الصحابي إذا وقع من تابعي فهومرفوع أيضاً لكنه مرسل فقد يقبل إذا صح المسند إليه وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة ز سعيد بن جبير أواعتضد بمرسل آخر ونحوذلك‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: تابع كتاب الإتقان في علوم القرءان   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالأربعاء 30 يوليو 2008 - 15:58

تابع النوع التاسع معرفة سبب النزول

المسئلة الخامسة‏:‏ كثيراً ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسباباً متعددة‏.‏

وطريق الاعتماد في ذلك أن ينظر إلى العبارة الواقعة فإن عبر أحدهم بقوله نزلت في كذا والآخر نزلت في كذا وذكر أمراً آخر فقد تقدم أن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول فلا منافاة بين قولهما إذا كان اللفظ يتناولهما كما سيأتي تحقيقه في النوع الثامن والسبعين‏.‏

وإن عبر واحد بقوله نزلت في كذاوصرح الآخر بذكر سبب خلافه فهوالمعتمد وذاك استنباط‏.‏

مثاله‏:‏ ما أخرجه البخاري عن ابن عمر قال‏:‏ أنزلت ‏{‏نساؤكم حرث لكم‏}‏ في إتيان النساء في أدبارهن وتقدم عن جابر التصريح بذكر سبب خلافه فالمعتمد حديث جابر لأنه نقل وقول ابن عمر استنباط منه وقد وهمه فيه ابن عباس وذكر مثل حديث جار كما أخرجه أبو داود والحاكم

وإن ذكر واحد سبباً وآخر سبباً غيره فإن كان إسناد أحدهما صحيحاً دون الآخر فالصحيح المعتمد‏.‏

مثاله‏:‏ ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن جندب اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلة أوليلتين فأتته امرأة فقالت‏:‏ يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك فأنزل الله ‏{‏والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى‏}‏‏.‏

وأخرج الطبراني وابن أبي شيبة عن حفص عن ميسرة عن أمه عن أمها وكانت خادم رسول الله صلى اله عليه وسلم أن جروا دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فدخل تحت السرير فمات فمكث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أيام لا ينزل عليه الوحي فقال‏:‏ يا خولة ما حدث في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل لا يأتيني فقلت في نفسي‏:‏ لوهيأت البيت وكنسته فأهويت بالمكنسة تحت السرير فأخرجت جرواً فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ترعد لحيته وكان إذا نزل عليه أخذته الرعدة فأنزل الله والضحى إلى قوله ‏{‏فترضى‏}‏ وقال ابن حجر في شرح البخاري‏:‏ قصة إبطاء جبريل بسبب الجرومشهورة لكن كونها سبب نزول الآية غريب وفي إسناده من لا يعرف فالمعتمد ما في الصحيح‏.‏

ومن أمثلته أيضاً‏:‏ ما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة أمره الله أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها بضعة عشر شهراً وكان يحب قبلة إبراهيم فكان يدعوالله وينظر إلى السماء فأنزل الله فولوا وجوهكم شطره فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله‏.‏

وأخرج الحاكم وغيره عن ابن عمر قال‏:‏ نزلت فأينما تولوا فثم وجه الله أن يصلي حيثما توجهت بك راحلتك في التطوّع‏.‏

وأخرج الترمذي وضعفه من حديث عامر بن ربيعة قال‏:‏ كنا في سفر في ليلة مظلمة فلم ندر أين القبلة فصلى كل رجل منا على حياله فلما أصبحنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت‏.‏

وأخرج الدار قطني نحوه من حديث جابر بسند ضعيف أيضاً‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد قال‏:‏ لما نزلت ادعوني أستجيب لكم قالوا‏:‏ إلى أين فنزلت‏.‏

مرسل‏.‏

وأخرج عن قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أخاً لكم قد مات فصلوا عليه فقالوا‏:‏ إنه كان لا يصلي إلى القبلة فنزلت معضل غريب جداً‏.‏

فهذه خمسة أسباب مختلفة وأضعفها الأخير لإعضاله ثم قبله لإرساله ثم ما قبله لضعف رواته‏.‏

والثاني صحيح لكنه قال‏:‏ قد أنزلت في كذا ولم يصرح بالسبب‏.‏

والأول صحيح الإسناد وصرح فيه بذكر السبب فهوالمعتمد‏.‏

ومن أمثلته أيضاً‏:‏ ما أخرجه ابن مردويه وابن أبي حاتم من طريق إسحاق عن محمد ابن أبي محمد عن عكرمة أوسعيد عن ابن عباس قال‏:‏ خرج أمية بن خلف وأبو جهل بن هشام ورجال من قريش فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ يا محمد تعال فتمسح بآلهتنا وندخل معك في دينك وكان يحب إسلام قومه فرق لهم فأنزل الله وإن كادوا ليفتنوك عن الذي أوحينا إليك الآيات‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق العوفي عن ابن عباس أن ثقيفاً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أجلنا سنة حتى يهدي آلهتنا فإذا قبضنا الذي يهدي لها أحرزناه ثم أسلمنا فهمّ أن يؤجلهم فنزلت هذا يقتضي نزولها بالمدينة وإسناده ضعيف‏.‏

والأول يقتضي نزولها بمكة وإسناده حسن وله شاهد عند أبي الشيخ عن سعيد بن جبير يرتقي به إلى درجة الصحيح فهوالمعتمد‏.‏

الحال الرابع‏:‏ أن يستوي الإسنادان في الصحة فيرجع أحدهما بكون راويه حاضر القصة أونحوذلك من وجوه الترجيحات‏.‏

مثاله‏:‏ ما أخرجه البخاري عن ابن مسعود قال‏:‏ كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهو يتوكأ على عسيب فمرّ بنفر من اليهود فقال بعضهم‏:‏ لوسألتموه فقالوا‏:‏ حدثنا عن الروح فقام ساعة ورفع رأسه فعرفت أنه يوحى إليه حتى صعد الوحي ثم قال قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال‏:‏ قالت قريش لليهود‏:‏ أعطونا شيئاً نسأل هذا الرجل فقالوا‏:‏ اسألوا عن الروح فسألوه فأنزل الله ‏{‏ويسألونك عن الروح‏}‏ الآية فهذا يقتضي أنها نزلت بمكة والأول خلافه وقد رجح بأن ما رواه البخاري أصح من غيره وبأن ابن مسعود كان حاضر القصة‏.‏

الحال الخامس‏:‏ أن يمكن نزولها عقيب السببين أوالأسباب المذكورة بأن لا تكون معلومة التباعد كما في الآيات السابقة فيحمل على ذلك‏.‏

ومثاله‏:‏ ما أخرجه البخاري من طريق عكرمة عن ابن عباس أن هلال ابن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سمحاء فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ البينة أوحد في ظهرك فقال‏:‏ يا رسول الله إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلاً ينطلق يلتمس البينة فأنزل عليه والذين يرمون أزواجهم حتى بلغ إن كان من الصادقين ‏.‏

وأخرج الشيخان عن سهل بن سعد قال جاء عويمر إلى عاصم بن عدي فقال‏:‏ اسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً يقتله أيقتل به أم كيف يصنع فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاب السائل فأخبر عاصم عويمراً فقال‏:‏ والله لآتين رسول اله صلى الله عليه وسلم فلأسألنه فأتاه فقال‏:‏ أنه قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآن الحديث جمع بينهما بأن أول من وقع له ذلك هلال وصادف مجيء عويمر أيضاً فنزلت في شأنهما معاً وإلى هذا جنح النووي وسبقه الخطيب فقال‏:‏ لعلهما اتفق لهما ذلك في وقت واحد‏.‏

وأخرج البزار عن حذيفة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لورأيت مع أم رومان رجلاً ما كنت فاعلاً به قال‏:‏ شراً قال‏:‏ فأنت يا عمر قال‏:‏ كنت أقول‏:‏ لعن الله الأعجز وإنه لخبيث فنزلت قال ابن حجر‏:‏ لا مانع من تعدد الأسباب‏.‏

الحال السادس‏:‏ أن لا يمكن ذلك فيحمل على تعدد النزول وتكرره‏.‏

مثاله‏:‏ ما أخرجه الشيخان عن المسيب قال لما حضر أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أمية فقال‏:‏ أي عم قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبد الله‏:‏ يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال‏:‏ هوعلى ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت ‏{‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه عن علي قال‏:‏ سمعت رجلاً يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت‏:‏ تستغفر لأبويك وهما مشركان فقال‏:‏ استغفر إبراهيم لأبيه وهومشرك فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت‏.‏

وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال‏:‏ خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً إلى المقابر فجلس إلى قبر منها فناجاه طويلاً ثم بكى فقال‏:‏ إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي وإني استأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي ‏{‏ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‏}‏ فجمع بين هذه الأحاديث بتعدد النزول‏.‏

ومن أمثلته أيضاً‏:‏ ما أخرجه البيهقي والبزار عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على مزة حين استشهد وقد مثل به فقال‏:‏ لأمثلن بسبعين منهم مكانك فنزل جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بخواتيم سورة النحل وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به إلى آخر السورة وأخرج الترمذي والحاكم عن أبيّ بن كعب قال‏:‏ لما كان يوم أحد أصيب من الأنصار أربعة وستون ومن المهاجرين ستة منهم حمزة فمثلوا بهم فقالت الأنصار‏:‏ لئن أصبنا منهم يوماً مثل هذا لنربين عليهم فلما كان يوم فتح مكة أنزل الله ‏{‏وإن عاقبتم‏}‏ الآية‏.‏

فظاهره تأخير نزولها إلى الفتح وفي الحديث الذي قبله نزولها بأحد‏.‏

قال ابن الحصار‏:‏ ويجمع أنها نزلت أولاً بمكة قبل الهجرة مع السورة لأنها مكية ثم ثانياً بأحد ثم ثالثاً يوم الفتح تذكيراً من الله لعباده‏.‏

وجعل ابن كثير من هذا القسم آية الروح‏.‏

تنبيه قد يكون في إحدى القصتين‏:‏ فتلافيهم الراوي فيقول فنزل‏.‏

مثاله‏:‏ ما أخرجه الترمذي وصححه عن ابن عباس قال مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه فأنزل الله ‏{‏وما قدروا الله حق قدره‏}‏ الآية‏.‏

والحديث في الصحيح بلفظ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهوالصواب فإن الآية مكية‏.‏

ومن أمثلته أيضاً‏:‏ ما أخرجه البخاري عن أنس قال سمع عبد الله بن سلام بمقم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال‏:‏ إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي‏:‏ ما أول أشراط الساعة وما أول طعام أهل الجنة وما ينزع الولد إلى أبيه أوإلى أمه قال‏:‏ أخبرني بهن جبريل آنفاً قال‏:‏ جبريل قال‏:‏ نعم قال‏:‏ ذاك عدواليهود من الملائكة فقرأ هذه الآية من كان عدواً لجبريل فإنه نزله على قلبك قال ابن حجر في شرح البخاري‏:‏ ظاهر السياق أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ الآية رداً على اليهود ولا يستلزم ذلك نزولها حينئذٍ‏.‏

قال‏:‏ وهذا هو المعتمد فقد صح في سبب نزول الآية قصة غير قصة ابن سلام‏.‏

تنبيه عكس ما تقدم أن يذكر سبب واحد في نزول الآيات المتفرقة ولا إشكال في ذلك فقد ينزل في الوقعة الواحدة آيات عديدة في سور شتى‏.‏


مثاله‏:‏ ما أخرجه الترمذي والحاكم عن أم سلمة أنها قالت يا رسول الله لا أسمع الله ذكر النساء في الهجرة بشيء فأنزل الله فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع إلى آخر الآية‏.‏

وأخرج الحاكم عنها أيضاً قالت قلت يا رسول الله تذكر الرجال ولا تذكر النساء فأنزلت إن المسلمين والمسلمات وأنزلت إني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أوأنثى‏.‏

وأخرج أيضاً عنها أنها قالت تغزوالرجال ولا تغزوالنساء وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وأنزل إن المسلمين والمسلمات ‏.‏

ومن أمثلته أيضاً‏:‏ ما أخرجه البخاري من حديث زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه هل يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فجاء ابن أم مكتوم وقال‏:‏ يا رسول الله لوأستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل الله غير أولي الضرر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن ثابت أيضاً قال كنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإني لواضع القلم على أذني إذا أمر بالقتال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر ما ينزل عليه إذا جاء أعمى فقال‏:‏ كيف لي يا رسول الله وأنا أعمى فأنزلت ليس على الضعفاء‏.‏

ومن أمثلته‏:‏ ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في ظل حجرة فقال‏:‏ إنه سيأتيكم إنسان ينظر بعيني شيطان فطلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ علام تشتمني أنت وأصحابك فانطلق الرجل فجاء أصحابه فحلفوا بالله ما قالوا حتى تجاوز عنهم فأنزل الله ‏{‏يحلفون بالله ما قالوا‏}‏ الآية‏.‏

وأخرجه الحاكم وأحمد بهذا اللفظ وأقره فأنزل الله ‏{‏يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم‏}‏ الآية‏.‏

تنبيه تأمل ما ذكرته لك في هذه المسئلة واشدد به يديك فإني حررته واستخرجته بفكري من استقراء صنيع الأئمة ومتفرقات كلامهم ولم أسبق إليه‏.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالجمعة 8 أغسطس 2008 - 15:16



النوع العاشر فيما نزل من القرآن على لسان بعض الصحابة

هو في الحقيقة نوع من أسباب النزول والأصل في موافقات عمر وقد أفردها بالتصنيف جماعة وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه قال ابن عمر‏:‏ وما نزل بالناس أمر قط فقالوا وقال إلا نزل القرآن على نحوما قال عمر‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن مجاهد قال‏:‏ كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن‏.‏

وأخرج البخاري وغيره عن انس قال‏:‏ قال عمر‏:‏ وافقت ربي في ثلاث‏:‏ قلت يا رسول الله لواتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلوأمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب واجتمع على رسول الله صلى الله عليه وسلم نساؤه في الغيرة فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن فنزلت كذلك‏.‏

وأخرج مسلم عن ابن عمر عن عمر قال‏:‏ وافقت ربي في ثلاث‏:‏ في الحجاب وفي أسرى بدر وفي مقام إبراهيم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس قال‏:‏ قال عمر‏:‏ وافقت ربي أووافقني ربي في أربع‏:‏ نزلت هذه الآية ‏{‏ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين‏}‏ الآية فلما نزلت قلت أنا‏:‏ فتبارك الله أحسن الخالقين فنزلت فتبارك الله أحسن الخالقين‏.‏

وأخرج عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن يهودياً لفي عمر بن الخطاب فقال‏:‏ إن جبريل الذي يذكر صاحبكم عدولنا فقال عمر‏:‏ من كان عدوالله وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل فإن الله عدوللكافرين قال‏:‏ فنزلت على لسان عمر‏.‏

وأخرج سنيد في تفسيره عن سعيد بن جبير أن سعد بن معاذ لما سمع ما قيل في أمر عائشة قال‏:‏ سبحانك هذا بهتان عظيم فنزلت كذلك‏.‏

وأخرج ابن أخي ميمي في فوائده عن سعيد بن المسيب قال‏:‏ كان رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا سمعا شيئاً من ذلك قالا‏:‏ سبحانك هذا بهتان عظيم‏:‏ زيد بن حارثة وأبو أيوب فنزلت كذلك‏.‏


وأخرج أبي حاتم عن عكرمة قال‏:‏ لما أبطأ على النساء الخير في أحد خرجن يستخبرن فإذا رجلان مقبلان على بعير فقالت امرأة‏:‏ ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ حيّ قالت‏:‏ فلا أبالي يتخذ الله من عباده الشهداء فنزل القرآن على ما قالت ويتخذ منكم شهداء وقال ابن سعد في الطبقات‏:‏ أخبرنا الواقدي حدثني إبراهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال‏:‏ حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد فقطعت يده اليمنى فأخذ اللواء بيده اليسرى وهويقول وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أوقتل انقلبتم على أعقابكم ثم قطعت يده اليسرى فحنى على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهويقول ‏{‏وما محمد إلا رسول‏}‏ الآية ثم قتل فسقط اللواء‏.‏

قال محمد لن شرحبيل‏:‏ وما نزلت هذه الآية وما محمد إلا رسول يومئذ حتى نزلت بعد ذلك‏.‏

تذنيب‏:‏ يقرب من هذا ما ورد في القرآن على لسان غير الله كالنبي عليه الصلاة والسلام وجبريل والملائكة غير مصرح بإضافته إليهم ولا محكي بالقول كقوله ‏{‏قد جاءكم بصائر من ربكم‏}‏الآية فإن هذا وارد على لسانه صلى الله عليه وسلم لقوله آخرها وما أنا عليكم بحفيظ وقوله ‏{‏فغير اله أبتغي حكماً‏}‏ الآية فإنه وارد أيضاً على لسانه‏.‏

وقوله ‏{‏ما نتنزل إلا بأمر ربك‏}‏الآية وارد على لسان جبريل‏.‏

وقوله ‏{‏ما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون‏}‏ وارد على لسان الملائكة وكذا إياك نعبد وإياك نستعين وارد على ألسنة العباد إلا أنه يمكن هنا تقدير القول‏:‏ أي قولوا وكذا الآيتان الأولتان يصح أن يقدر فيهما قل بخلاف الثالثة والرابعة‏.‏


النوع الحادي عشر ما تكرر نزوله


صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله‏.‏

وقال ابن الحصار‏:‏ قد يتكرر نزول الآية تذكيراً وموعظة وذكر من ذلك خواتيم سورة النحر وأول سورة الروم‏.‏

وذكر ابن كثير منه آية الروح‏.‏

وذكر قوم منه الفاتحة‏.‏

وذكر بعضهم منه قوله ‏{‏ما كان للنبي والذين آمنوا‏}‏ الآية وقال الزركشي في البرهان‏:‏ قد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه وتذكيراً عند حدوث سببه وخوف نسيانه‏.‏

ثم ذكر منه آية الروح‏.‏

وقوله ‏{‏أقم الصلاة طرفي النهار‏}‏ الآية قال‏:‏ فإن سورة الإسراء وهود مكيتان وسبب نزولهما يدل على أنهما نزلتا بالمدينة ولهذا أشكل ذلك على بعضهم ولا إشكال لأنها نزلت مرة بعد مرة‏.‏

قال‏:‏ وكذلك ما ورد في سورة الإخلاص من أنها جواب للمشركين بمكة وجواب لأهل الكتاب بالمدينة‏.‏

وكذلك قوله تقتضي نزول آية وقد نزل قبل ذلك ما يتضمنها فيوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم تلك الآية بعينها تذكيراً لهم‏.‏

تنبيه قد يجعل من ذلك الأحرف التي تقرأ على وجهين فأكثر ويدل له ما أخرجه مسلم من حديث أبيّ إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمتي فأرسل إليّ أن أقرأه على حرفين فرددت إليه أن هوّن على أمتي فأرسل إليّ أقرأه على سبعة أحرف فهذا الحديث يدل على أن القرآن لم ينزل من أول وهلة بل مرة بعد أخرى‏.‏

وفي جمال القراء للسخاوي بعد أن حكى القول بنزول الفاتحة مرتين‏:‏ فإن قيل ما فائدة نزولها مرة ثانية قلت‏:‏ يجوز أن تكون نزلت أول مرة على حرف واحد ونزلت الثانية ببقية وجوهها نحو‏:‏ ملك ومالك والسراط والصراط ونحوذلك اه‏.‏

تنبيه أنكر بعضهم كون شيء من القرآن تكرر نزوله كذا رأيته في كتاب الكفيل بمعاني التنزيل‏.‏

وعلله بأن تحصيل ما هوحاصل لا فائدة فيه وهومردود مما تقدم من فوائده وبأنه يلزم منه أن يكون كل ما نزل بمكة نزل بالمدينة مرة أخرى فإن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة‏.‏

ورد بمنع الملازمة بأنه لا معنى للإنزال إلا أن جبريل كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرآن لم يكن نزل به من قبل فيقرئه إياه‏.‏

ورد بمنع اشتراط قوله لم يكن نزل به من قبل ثم قال‏:‏ ولعلهم يعنون بنزولها مرتين أن جبريل نزل حين حولت القبلة فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة ركن في الصلاة كما كانت بمكة فظن ذلك نزولاً لها مرة أخرى أوأقرأه فيها قراءة أخرى لم يقرئها له بمكة فظن ذلك إنزالاً اه‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالجمعة 8 أغسطس 2008 - 15:18



النوع الثاني عشر ما تأخر حكمه عن نزوله


وما تأخر نزوله عن حكمه قال الزركشي في البرهان‏:‏ قد يكون النزول سابقاً على الحكم كقوله‏:‏ ‏{‏قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى‏}‏ فقد روى البيهقي وغيره عن ابن عمر أنها نزلت في زكاة الفطر‏.‏

وأخرج البزار نحوه مرفوعاً‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ لا ادري ما وجه التأويل لأن السورة مكية ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة ولا صوم

وأجاب البغوي بأنه يجوز أن يكون النزول سابقاً على الحكم كما قال لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد فالسورة مكية وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة حتى قال عليه الصلاة والسلام أحلت لي ساعة من نهار وكذلك نزلت بمكة سيهزم الجمع ويولون الدبر قال عمر بن الخطاب‏:‏ فقلت أي جمع فلما كان يوم بدر وانهزمت قريش نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم مصلتاً بالسيف يقول سيهزم الجمع ويولون الدبر فكانت ليوم بدر‏.‏

أخرجه الطبراني في الأوسط‏.‏

وكذلك قوله ‏{‏جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب‏}‏ قال قتادة‏:‏ وعده الله وهويومئذ بمكة أنه سيهزم جنداً من المشركين فجاء تأويلها يوم بدر‏.‏

أخرجه ابن أبي حاتم‏.‏

ومثله أيضاً قوله تعالى قل جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود ما أخرجه الشيخان من حديثه أيضاً قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصباً فجعل يطعنها بعود كان في يده ويقول‏:‏ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً وما يبدىء الباطل وما يعيد وقال ابن الحصار‏:‏ قد ذكر الله الزكاة في السور المكيات كثيراً تصريحاً وتعريضاً بأن الله سينجز وعده لرسوله ويقيم دينه ويظهر حتى يفرض الصلاة والزكاة وسائر الشرائع ولم تؤخذ الزكاة إلا بالمدينة بلا خلاف وأورد من ذلك قوله تعالى وآتوا حقه يوم حصاده وقوله في سورة المزمل وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ومن ذلك قوله فيها وآخرون يقاتلون في سبيل الله ومن ذلك قوله تعالى ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً فقد قالت عائشة وابن عمر وعكرمة وجماعة إنها نزلت في المؤذنين والآية مكية ولم يشرع الأذان إلا بالمدينة‏.‏

ومن أمثلة ما تأخر نزوله عن حكمه‏:‏ آية الوضوء ففي صحيح البخاري عن عائشة قالت سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل فثنى رأسه في حجري راقداً وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال‏:‏ حبست الناس في قلادة ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} إلى قوله ‏{‏لعلكم تشكرون‏}‏ فالآية مدنية إجماعاً وفرض الوضوء كان بمكة مع فرض الصلاة‏.‏

قال ابن عبد البر‏:‏ معلوم عند جميع أهل المغازي أنه صلى الله عليه وسلم لم يصلّ منذ فرضت عليه الصلاة إلا بوضوء ولا يدفع ذلك إلا جاهل أومعاند‏.‏

قال‏:‏ والحكمة في نزول آية الوضوء مع تقدم العمل به ليكون فرضه متلواً بالتنزيل‏.‏

وقال غيره‏:‏ يحتمل أن يكون أول الآية نزل مقدماً مع فرض الوضوء ثم نزل بقيتها وهوذكر التيمم في هذا القصة‏.‏

قلت‏:‏ يرده الإجماع على أن الآية مدنية‏.‏

ومن أمثلته أيضاً‏:‏ آية الجمعة فإنها مدنية والجمعة فرضت بمكة‏.‏

وقول ابن الغرس‏:‏ إن إقامة الجمعة لم تكن بمكة قط يرده ما أخرجه بن ماجة عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال‏:‏ كنت قائد أبي حين ذهب بصره فكنت إذا خرجت به إلى الجمعة فسمع لأذان يستغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فقلت‏:‏ يا أبتاه ارأيت صلاتك على أسعد بن زرارة كلما سمعت النداء بالجمعة لم هذا قال‏:‏ أي بنيّ كان أول من صلى بنا الجمعة قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة‏.‏

ومن أمثلته قوله تعالى ‏{‏إنما الصدقات للفقراء‏}‏ الآية فإنها نزلت سنة تسع وقد فرضت الزكاة قبلها في اوائل الهجرة‏.‏

قال ابن الحصار‏:‏ فقد يكون مصرفها قبل ذلك معلوماً ولم يكن فيه قرآن متلو كما كان الوضوء معلوماً قبل نزول الآية ثم نزلت تلاوة القرآن تأكيداً به‏.‏


النوع الثالث عشر ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً


الأول غالب القرآن‏.‏

ومن أمثلته في السور القصار‏:‏ اقرأ أول ما نزل منها إلى قوله ‏{‏ما لم يعلم‏}‏ والضحى أول ما نزل منها إلى قوله ‏{‏فترضى‏}‏ كما في حديث الطبراني‏.‏

ومن أمثلة الثاني‏:‏ سورة الفاتحة والإخلاص والكوثر وتبتولم يكن والنصر والمعوذتان نزلتا معاً ومنه في السور الطوال المرسلات‏.‏

ففي المستدرك عن ابن مسعود قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه المرسلات عرفاً فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها فلا أدري بأيها ختم فبأي حديث بعده يؤمنون أو ‏{‏وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون‏}‏ ومنه سورة الصف لحديثها السابق في النوع الأول‏.‏

ومنه سورة الأنعام فقد أخرج أبو عبيد والطبراني عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة حولها سبعون ألف ملك‏.‏

وأخرج الطبراني من طريق يوسف بن عطية الصفار وهومتروك عن ابن عوف عن نافع عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت عليّ سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك‏.‏

وأخرج عن مجاهد قال‏:‏ نزلت الأنعام كلها جملة واحدة معها خمسمائة ملك‏.‏

وأخرج عن عطاء قال‏:‏ أنزلت الأنعام جميعاً ومعها سبعون ألف ملك‏.‏

فهذه شواهد يقوي بعضها بعضاً‏.‏

وقال ابن الصلاح في فتاويه‏:‏ الحديث الوارد أنها نزلت جملة رويناه من طريق أبيّ بن كعب وفي إسناده ضعف ولم نر له إسناداً صحيحاً وقد روى ما يخالفه فروى أنها لم تنزل جملة واحدة بل نزلت آيات منها بالمدينة اختلفوا في عددها فقيل ثلاث وقيل ست وقيل غير ذلك والله أعلم‏.‏


النوع الرابع عشر ما نزل مشيعاً وما نزل مفرداً


قال ابن حبيب وأنبعه ابن النقيب‏:‏ من القرآن ما نزل مشيعاً وهوسورة الأنعام شيعها سبعون ألف ملك وفاتحة الكتاب نزلت ومعها ثمانون ألف ملك وآية الكرسي نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك وسورة يونس نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا نزلت ومعها عشرون ألف ملك وسائر القرآن نزل به جبريل مفرداً بلا تشييع‏.‏

قلت‏:‏ أما سورة الأنعام فقد تقدم حديثها بطرقه‏.‏

ومن طرقه أيضاً ما أخرجه البيهقي في الشعب والطبراني بسند ضعيف عن أنس مرفوعاً نزلت سورة الأنعام ومعها موكب من الملائكة يسد ما بين الخافقين لهم زجل بالتقديس والتسبيح والأرض ترتج‏.‏

وأخرج الحاكم والبيهقي من حديث جابر قال لما نزلت سورة الأنعام سبح رسول اله صلى الله عليه وسلم ثم قال‏:‏ لقد شيع هذه السورة من الملائكة ما سد الأفق قال الحاكم‏:‏ صحيح على شرط مسلم لكن قال الذهبي‏:‏ فيه انقطاع وأظنه موضوعاً‏.‏

وأما الفاتحة وسورة يس واسأل من أرسلنا فلم أقف على حدث فيها بذلك ولا أثر‏.‏

وأما آية الكرسي فقد ورد فيها وفي جميع آيات البقرة حديث‏.‏

أخرج حمد في مسنده عن معقل بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً واستخرجت الله لا إله إلا هو الحي القيوم من تحت العرش فوصلت بها‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور في سننه عن الضحاك بن مزاحم قال‏:‏ خواتيم سورة البقرة جاء بها جبريل ومعه من الملائكة ما شاء الله‏.‏

وبقي سور أخرى‏:‏ منها سورة الكهف‏.‏

قال ابن الضريس في فضائله‏:‏ أخبرنا يزيد بن عبد العزيز الطيالسي حدثنا إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن رافع قال‏:‏ بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بسورة ملء عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف‏.‏

تنبيه لينظر في التوفيق بين ما مضى وبين ما أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح عن سعيد بن جبير قال‏:‏ ما جاء جبريل بالقرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث إليه الملك بعث ملائكة يحرسونه من بين يديه ومن خلفه أن يتشبه الشيطان على صورة الملك‏.‏

فائدة قال ابن الضريس‏:‏ أخبرنا محمود بن غيلان عن يزيد بن هارون أخبرني الوليد‏:‏ يعني ابن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال‏:‏ أربع آيات نزلت من كنز العرش لم ينزل منه شيء غيرهن‏:‏ آلم ذلك الكتاب وآية الكرسي وخاتمة سورة البقرة والكوثر‏.‏

قلت‏:‏ أما الفاتحة فقد أخرج البيهقي في الشعب من حديث أنس مرفوعاً إن الله أعطاني فيما من به عليّ‏:‏ إني أعطيتك فاتحة الكتاب وهي من كنوز عرشي‏.‏

وأخرج الحاكم عن معقل بن يسار مرفوعاً أعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش‏.‏

وأخرج ابن راهويه في مسنده عن عليّ أنه سئل عن فاتحة الكتاب فقال‏:‏ حدثنا نبي الله صلى الله عليه وسلم أنها نزلت من كنز العرش‏.‏

وأما آخر البقرة فأخرج الدرامي في مسنده عن أيفع الكلاعي قال‏:‏ قال رجل يا رسول الله أي آية تحب أن تصيبك وأمتك قال‏:‏ آخر سورة البقرة فإنها من كنز الرحمة من تحت عرش الله‏.‏

وأخرج أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر مرفوعاً اقرءوا هاتين الآيتين فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش‏.‏

وأخرج من حديث حذيفة أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبليّ‏.‏

وأخرج من حديث أبي ذر أعطيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطهن نبي قبلي‏.‏

وله طرق كثيرة عن عمر وعليّ وابن مسعود وغيرهم‏.‏

وأما آية الكرسي فتقدمت في حديث معقل ابن يسار السابق‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ آية الكرسي ضحك وقال‏:‏ إنها من كنز الرحمن تحت العرش‏.‏

وأخرج أبو عبيدة عن عليّ قال‏:‏ آية الكرسي أعطيها نبيكم من كنز تحت العرش ولم يعطها أحد قبل نبيكم‏.‏

وأما سورة الكوثر فلم أقف فيها على حديث وقول أبي أمامة في ذلك يجري مجرى المرفوع‏.‏

وقد أخرجه أبو الشيخ ابن حبان والديلمي وغيرهما من طريق محمد بن عبد الملك بن الدقيقي عن يزيد بن هارون بإسناده السابق عن أبي أمامة مرفوعاً‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالجمعة 8 أغسطس 2008 - 15:19




النوع الخامس عشر ما أنزل منه على بعض الأنبياء


وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي من الثاني‏:‏ الفاتحة وآية الكرسي وخاتمة البقرة كما تقدم في الأحاديث قريباً‏.‏

وروى مسلم عن ابن عباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم ملك فقال‏:‏ أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك‏:‏ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة‏.‏

وأخرج الطبراني عن عقبة بن عامر قال‏:‏ ترددوا في الآيتين من آخر سورة البقرة آمن الرسول إلى خاتمتها فإن الله اصطفى بها محمداً‏.‏

وأخرج أبو عبيد في فضائله عن كعب قال‏:‏ إن محمداً صلى الله عليه وسلم أعطى أربع آيات لم يعطهن موسى وإن موسى أعطى آية لم يعطها محمد‏.‏

قال‏:‏ والآيات التي أعطيهن محمد لله ما في السموات وما في الأرض حتى ختم البقرة فتلك ثلاث آيات وآية الكرسي‏.‏

والآية التي أعطيها موسى‏:‏ اللهم لا تولج الشيطان في قلوبنا وخلصنا منه من أجل أن لك الملكوت والأبد والسلطان والملك والحمد والأرض والسماء والدهر الداهر أبداً أبداً آمين آمين‏.‏

وأخرج البيهقي في الشعب عن ابن عباس قال‏:‏ السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى موسى منها اثنتين‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن عباس مرفوعاً أعطيت أمتي شيئاً لم يعطه أحد من الأمم ومن أمثلة الأول‏:‏ ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس قال‏:‏ لما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ كلها في صحف إبراهيم وموسى فلما نزلت والنجم إذا هوى فبلغ وإبراهيم الذي وفى قال‏:‏ وفى ‏{‏ألا تزر وازرة وزر أخرى‏}‏ إلى قوله ‏{‏هذا نذير من النذر الأولى‏}‏ وقال سعيد بن منصور‏:‏ حدثنا خالد ابن عبد الله بن عطاء بن السائب عن عكرمة قال ابن عباس‏:‏ قال هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى‏.‏

وأخرجه ابن أبي حاتم بلفظ نسخ من صحف إبراهيم وموسى‏.‏

وأخرج عن السدى قال‏:‏ إن هذه السورة في صحف إبراهيم وموسى مثل ما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الفرياني‏:‏ أنبأنا سفيان عن أبيه عن عكرمة إن هذا لفي الصحف الأولى قال‏:‏ هؤلاء الآيات‏.‏

وأخرج الحاكم من طريق القاسم عن أبي أمامة قال‏:‏ أنزل الله على إبراهيم مما أنزل على محمد ‏{‏التائبون العابدون‏}‏ إلى قوله ‏{‏وبشر المؤمنين‏}‏ و ‏{‏قد أفلح المؤمنون‏}‏ إلى قوله ‏{‏فيها خالدون‏}‏ ‏{‏وإن المسلمين والمسلمات‏}‏ الآية‏.‏

والتي في سأل ‏{‏الذين هم على صلاتهم دائمون‏}‏ إلى قوله ‏{‏قائمون‏}‏ فلم يف بهذا السهام إلا إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وسلم‏.‏

وأخرج البخاري ‏(‏عن عبد الله بن عمروبن العاص قال‏:‏ إنه يعني النبي صلى الله عليه وسلم لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وحرزاً للأمين الحديث‏)‏‏.‏

وأخرج ابن الضريس وغيره عن كعب قال‏:‏ فتحت التوراة ب ‏{‏الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون‏}‏ وختم ب ‏{‏الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً‏}‏ إلى قوله ‏{‏وكبره تكبيراً‏}‏ وأخرج أيضاً عنه قال‏:‏ فاتحة هود ‏{‏فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون‏}‏‏.‏

وأخرج من وجه آخر عنه قال‏:‏ أول ما أنزل في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم إلى آخرها‏.‏

وأخرج أبو عبيد عنه قال‏:‏ أول ما أنزل الله في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

قل تعالوا أتل الآيات‏.‏

قال بعضهم‏:‏ يعني أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التي كتبها الله لموسى في التوراة أول ما كتب وهي توحيد الله والنهي عن الشرك واليمين الكاذبة والعقوق والقتل والزنى والسرقة والزور ومد العين إلى ما في يد الغير والأمر بتعظيم السبت‏.‏

وأخرج الدار قطني من حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأعلمنك آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

وروى البيهقي عن ابن عباس قال‏:‏ أغفل الناس آية من كتاب الله لم تنزل على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يكون سليمان بن داود‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم وأخرج الحاكم عن أبي ميسرة أن هذه الآية مكتوبة في التوراة بسبعمائة آية يسبح له ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم أول سورة الجمعة‏.‏

فائدة يدخل في هذا النوع ما أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ البرهان الذي أرى يوسف ثلاث آيات من كتاب الله وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون وقوله ‏{‏وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن‏}‏ الآية وقوله ‏{‏أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت‏}‏ زاد غيره آية أخرى ولا تقربوا الزنى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم أيضاً عن ابن عباس في قوله ‏{‏لولا أن رأى برهان ربه‏}‏ قال‏:‏ رأى آية من كتاب الله نهته مثلت له في جدار الحائط‏.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالجمعة 8 أغسطس 2008 - 15:24


النوع السادس عشر في كيفية إنزاله

فيه مسائل‏.‏

الأولى‏:‏ قال الله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقال إنا أنزلناه في ليلة القدر اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال‏:‏ أحدها وهوالأصح الأشهر‏:‏ أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجماً في عشرين سنة أوثلاثة وعشرين أوخمسة وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة‏.‏

أخرج الحاكم والبيهقي وغيرهما من طريق منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم وكان الله ينزله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض‏.‏

وأخرج الحاكم والبيهقي أيضاً والنسائي أيضاً من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ثم أنزل بعد ذلك بعشرين سنة ثم قرأ ‏{‏ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً‏}‏‏.‏ ‏{‏وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا‏}‏‏.‏

وأخرجه ابن أبي حاتم من هذا الوجه وفي آخره‏:‏ فكان المشركون إذا أحدثوا شيئاً أحدث الله لهم جواباً‏.‏

وأخرج الحاكم وابن أبي شيبة من طريق حسان بن حريث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم أسانيدها كلها صحيحة‏.‏

وأخرج الطبراني من وجه آخر عن ابن عباس قال‏:‏ أنزل القرآن في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا ليلة واحدة ثم أنزل نجوماً‏.‏

إسناده لا بأس به‏.‏

وأخرج الطبراني والبزار من وجه آخر عنه قال‏:‏ أنزل القرآن جملة واحدة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا ونزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد وأعمالهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في فضائل القرآن من وجه آخر عنه‏:‏ دفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة واحدة فوضعه في بيت العزة ثم جعل ينزله تنزيلاً وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق السدي عن محمد عن ابن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس‏:‏ أنه سأل عطية بن الأسود فقال‏:‏ أوقع في قلبي الشك قوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وقوله ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ وهذا أنزل في شوال وفي ذي العقدة وذي الحجة وفي المحرم وصفر وشهر ربيع فقال ابن عباس‏:‏ إنه أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام‏.‏

قال أبو شامة‏:‏ قوله رسلاً‏:‏ أي رفقاً وعلى مواقع النجوم‏:‏ أي على مثل مساقطها‏.‏

يريد أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ثم أنزل القول الثاني‏:‏ أنه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر وثلاث وعشرين أوخمس وعشرين في كل ليلة ما يقدر الله إنزاله في كل السنة ثم أنزل بعد ذلك منجماً في جميع السنة‏.‏

وهذا القول ذكره الإمام فخر الدين الرازي بحثاً فقال‏:‏ يحتمل أنه كان ينزل في كل ليلة قدر ما يحتاج الناس إلى إنزاله إلى مثلها من اللوح إلى السماء الدنيا ثم توقف هل هذا أولى أوالأول‏.‏

قال ابن كثير‏:‏ وهذا الذي جعله احتمالاً نقله القرطبي عن مقاتل ابن حيان وحكى الإجماع على أنه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا‏.‏

قلت‏:‏ وممن قال بقول مقاتل الحليمي والماوردي ويوافقه قول ابن شهاب آخر القرآن عهداً بالعرش آية الدين‏.‏

القول الثالث‏:‏ أنه ابتدأ إنزاله في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك منجماً في أوقات مختلفة من سائر الأوقات وبه قال الشعبي‏.‏

قال ابن حجر في شرح البخاري‏:‏ والأول هو الصحيح المعتمد‏.‏

قال‏:‏ وقد حكى الماوردي قولاً رابعاً أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة وأن الحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة وأن جبريل نجمه على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة وهذا أيضاً غريب‏.‏

والمعتمد أن جبريل كان يعارضه في رمضان بما ينزل به في طول السنة‏.‏

وقال أبو شامة‏:‏ كأن صاحب هذا القول أراد الجمع بين القولين الأول والثاني‏.‏

قلت‏:‏ هذا الذي حكاه الماوردي أخرجه ابن أبي حاتم من طريق الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ نزل القرآن جملة واحدة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة‏.‏

تنبيهات‏:‏ الأول قيل السر في إنزاله جملة إلى السماء تفخيم أمره وأمر من نزل عليه وذلك بإعلام سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم قد قريناه إليهم لننزله عليهم ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجماً بحسب الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله ولكن الله باين بينه وبينها فجعل له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله تشريفاً للمنزل عليه‏.‏

ذكر ذلك أبو شامة في المرشد الوجيز‏.‏

وقال الحكيم الترمذي‏:‏ أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا تسليماً منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا ووضعت النبوة في قبل محمد وجاء جبريل بالرسالة ثم الوحي كأنه أراد تعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله إلى الأمة‏.‏

وقال السخاوي في جمال القراء‏:‏ في نزوله إلى السماء جملة تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ولهذا المعنى أمر سبعين ألفاً من الملائكة أن تشيع سورة الأنعام وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل بإملائه على السفرة الكرام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له‏.‏

قال‏:‏ وفيه أيضاً التسوية بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام في إنزاله كتابه جملة والتفضيل لمحمد في إنزاله عليه منجماً ليحفظه‏.‏

وقال أبو شامة‏:‏ فإن قلت‏:‏ فقوله تعالى ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ من جملة القرآن الذي نزل جملة أم لا فإن لم يكن منه فما نزل جملة وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة قلت‏:‏ وجهان‏.‏

أحدهما‏:‏ أن يكون معنى الكلام أنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر وقضيناه وقدرناه في الأزل‏.‏

والثاني أن لفظه لفظ الماضي ومعناه الاستقبال‏:‏ أي ننزله جملة في ليلة القدر انتهى‏.‏

الثاني‏:‏ قال أبو شامة أيضاً‏:‏ الظاهر أن نزوله جملة إلى سماء الدنيا قبل ظهور نبوته صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال‏:‏ ويحتمل أن يكون بعدها‏.‏

قلت‏:‏ الظاهر هو الثاني وسياق الآثار السابقة عن ابن عباس صريح فيه‏.‏

وقال ابن حجر في شرح البخاري‏:‏ قد خرج أحمد والبيهقي في الشعب عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزلت التوراة لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عشر خلت منه والزبور لثمان عشرة خلت منه والقرآن لأربع وعشرين خلت منه وفي رواية وصحف إبراهيم لأول ليلة قال‏:‏ وهذا الحديث مطابق لقوله تعالى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ولقوله ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ فيحتمل أن يكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة فأنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض أول اقرأ باسم ربك قلت‏:‏ لكن يشكل على هذا ما اشتهر من أنه صلى الله عليه وسلم بعث في شهر ربيع‏.‏

ويجاب عن هذا بما ذكروه أنه نبي أولاً بالرؤيا في شهر مولده ثم كانت مدتها ستة أشهر ثم أوحى إليه في اليقظة‏.‏

ذكره البيهقي وغيره‏:‏ نعم يشكل على الحديث السابق ما أخرجه ابن أبي شيبة في فضائل القرآن عن أبي قلابة قال‏:‏ أنزلت الكتب كاملة ليلة أربع وعشرين من رمضان‏.‏

الثالث‏:‏ قال أبو شامة أيضاً‏:‏ فإن قيل ما السر في نزوله منجماً وهلا أنزل كسائر الكتب جملة قلنا‏:‏ هذا سؤال قد تولى الله جوابه فقال تعالى وقال الذين كفروا لولا أنزل الله عليه القرآن جملة واحدة يعنون كما أنزل على من قبله من الرسل فأجابهم تعالى بقوله ‏{‏كذلك‏}‏ أي أنزلناه كذلك مفرقاً ‏{‏لنثبت به فؤادك‏}‏ أي لنقوي به قلبك فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى بالقلب وأشد عناية بالمرسل إليه ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه وتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة لقياه جبريل‏.‏

وقيل معنى لنثبت به فؤادك‏:‏ أي لتحفظه فإنه عليه الصلاة والسلام كان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ففرق عليه ليثبت عنده حفظه بخلاف غيره من الأنبياء فإنه كان كاتباً قارئاً فيمكنه حفظ الجميع

وقال ابن فورك‏:‏ قيل أنزلت التوراة جملة لأنها نزلت على نبي يكتب ويقرأ وهوموسى وأنزل الله القرآن مفرقاً لأنه أنزل غير مكتوب على نبي أميّ‏.‏

وقال غيره‏:‏ إنما لم ينزل جملة واحدة لأن منه الناسخ والمنسوخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقاً‏.‏

ومنه ما هوجواب لسؤال ومنه ما هوإنكار على قول قيل أوفعل فعل وقد تقدم ذلك في قول ابن عباس‏:‏ ونزله جبريل بجواب كلام العباد وأعمالهم وفسر به قوله ‏{‏ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق‏}‏ أخرجه عنه ابن أبي حاتم‏.‏

فالحاصل أن الآية تضمنت حكمتين لإنزاله مفرقاً‏.‏

تذنيب‏:‏ ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة هومشهور في كلام العلماء على ألسنتهم حتى كاد أن يكون إجماعاً‏.‏

وقد رأيت بعض فضلاء العصر أنكر ذلك وقال‏:‏ إنه لا دليل عليه بل الصواب أنها نزلت مفرقة كالقرآن‏.‏

وأقول‏:‏ الصواب الأول‏.‏

ومن الأدلة على ذلك آية الفرقان السابقة‏.‏

( يتبع )

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالجمعة 8 أغسطس 2008 - 15:27


تابع : النوع السادس عشر في كيفية إنزاله

أخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ قالت اليهود‏:‏ يا أبا القاسم لولا أنزل هذا القرآن جملة واحدة كما أنزلت التوراة على موسى فنزلت‏.‏

وأخرجه من وجه آخر عنه بلفظ‏:‏ قال المشركون‏.‏

وأخرج نحوه عن قتادة والسدى‏.‏

فإن قلت‏:‏ ليس في القرآن التصريح بذلك وإنما هوعلى تقدير ثبوته قول الكفار‏.‏

قلت‏:‏ سكوته تعالى عن الرد عليهم في ذلك وعدوله إلى بيان حكمته دليل على صحته ولوكانت الكتب كلها نزلت مفرقة لكان يكفي في الرد عليهم أن يقول‏:‏ إن ذلك سنة الله في الكتب التي أنزلها على الرسل السابقة كما أجاب بمثل ذلك قولهم ‏{‏وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق‏}‏ فقال ‏{‏وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق‏}‏ وقولهم ‏{‏أبعث الله بشراً رسولاً‏}‏ فقال ‏{‏وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم‏}‏ وقولهم كيف يكون رسولاً ولا هم له إلا النساء فقال ‏{‏ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية‏}‏ إلى غير ذلك‏.‏

ومن الأدلة على ذلك أيضاً قوله تعالى في إنزاله التوراة على موسى يوم الصعقة {وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلاً لكل شيء فخذها بقوة‏}‏ ‏{‏وألقى الألواح‏}‏ ‏{‏ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة‏}‏ ‏{‏وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة‏}‏ فهذه الآيات كلها دالة على إتيانه في التوراة جملة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أعطى موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد فيها تبيان لكل شيء وموعظة فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفاً على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده فتحطمت فرفع الله منها ستة أسباع وأبقى منها سبعاً‏.‏

وأخرج من طريق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده رفعه قال‏:‏ الألواح التي أنزلت على موسى كانت من سدر الجنة كان طول اللوح اثني عشر ذراعاً‏.‏

وأخرج النسائي وغيره عن ابن عباس في حديث النتوق قال‏:‏ أخذ موسى الألواح بعد ما سكن عنه الغضب فأمرهم بالذي أمر الله أن يبلغهم من الوظائف فثقلت عليهم وأبوا أن يقروا بها حتى نتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأقروا بها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ثابت بن الحجاج قال‏:‏ جاءتهم التوراة جملة واحدة فكبر عليهم فأبوا أن يأخذوه حتى ظلل الله عليهم الجبل فأخذوه عند ذلك‏.‏

فهذه آثار صحيحة صريحة في إنزال التوراة جملة‏.‏

ويؤخذ من الأثر الأخير منها حكمة أخرى لإنزال القرآن مفرقاً فإنه ادعى إلى قبوله إذا نزل على التدريج بخلاف ما لونزل جملة واحدة فإنه كان ينفر من قبوله كثير من الناس لكثرة ما فيه من الفرائض والمناهي‏.‏

ويوضح ذلك ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت‏:‏ إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولونزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبداً ولونزل لا تزنوا لقالوا لا ندع الزنى أبداً ثم رأيت هذه الحكمة مصرحاً بها في الناسخ والمنسوخ لمكي‏.‏

فرع الذي استقرئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها أن القرآن كان ينزل بحسب الحاجة خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة وصح نزول عشر آيات من أول المؤمنين جملة وصح نزول ‏{‏غير أولي الضرر‏}‏ وحدها وهي بعض آية‏.‏

وكذا قوله ‏{‏وإن خفتم عيلة‏}‏ إلى آخر الآية نزلت بعد نزول أول الآية كما حررناه في أسباب النزول وذلك بعض آية‏.‏

وأخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف عن عكرمة في قوله ‏{‏بمواقع النجوم‏}‏ قال‏:‏ أنزل الله القرآن نجوماً ثلاث آيات وأربع آيات وخمس آيات‏.‏

وقال النكزاوي في كتاب الوقف‏:‏ كان القرآن ينزل مفرقاً الآية والآيتين والثلاث والأربع وأكثر من ذلك‏.‏

وما أخرجه ابن عساكر من طريق أبي نضرة قال‏:‏ كان أبوسعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات خمس آيات‏.‏

وما أخرجه البيهقي في الشعب من طريق أبي خلدة عن عمر قال‏:‏ تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن جبريل كان ينزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم خمساً خمساً‏.‏

ومن طريق ضعيف عن علي قال‏:‏ أنزل القرآن خمساً خمساً إلا سورة الأنعام ومن حفظ خمساً خمساً لم ينسه‏.‏

فالجواب أن معناه إن صح إلقاؤه إلى النبي صلى الله عليه وسلم هذا القدر حتى يحفظه ثم يلقي إليه الباقي لا إنزاله بهذا القدر خاصة‏.‏

ويوضح ذلك ما أخرجه البيهقي أيضاً عن خالد بن دينار قال‏:‏ قال لنا أبو العالية‏:‏ تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه من جبريل خمساً خمساً‏.‏

المسئلة الثانية‏:‏ في كيفية الإنزال والوحي‏.‏

قال الأصفهاني أوائل تفسيره‏:‏ اتفق أهل السنة والجماعة على أن كلام الله منزل واختلفوا في معنى الإنزال‏.‏

فمنهم من قال‏:‏ إظهار القراءة‏.‏

ومنهم من قال‏:‏ إن الله تعالى ألهم كلامه جبريل وهو في السماء وهو عال من المكان وعلمه قراءته ثم جبريل أداه في الأرض وهويهبط في المكان‏.‏

وفي التنزيل طريقان‏.‏

أحدهما‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم انخلع من صورة البشرية إلى صورة الملكية وأخذه من جبريل‏.‏

والثاني‏:‏ أن الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذه الرسول منه والأول اصعب الحالين انتهى‏.‏

وقال الطيبي‏:‏ لعل نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم أن يتلقفه الملك من الله تعالى تلقفاً روحانياً أويحفظه من اللوح المحفوظ فينزل به إلى الرسول فيلقيه عليه‏.‏

وقال القطب الرازي في حواشي الكشاف‏:‏ والإنزال لغة بمعنى الإيواء وبمعنى تحريك الشيء من العلوإلى أسفل وكلاهما يتحققان في الكلام فهومستعمل فيه في معنى مجازي فمن قال‏:‏ القرآن معنى قائم بذات الله تعالى فإنزاله أن يوجد الكلمات والحروف الدالة على ذلك المعنى ويثبتها في اللوح المحفوظ‏.‏

ومن قال‏:‏ القرآن هو الألفاظ فإنزاله مجرد إثباته في اللوح المحفوظ وهذا المعنى مناسب لكونه منقولاً عن المعنيين اللغويين‏.‏

ويمكن أن يكون المراد بإنزاله إثباته في السماء الدنيا بعد الإثبات في اللوح المحفوظ وهذا مناسب للمعنى الثاني‏.‏

والمراد بإنزال الكتب على الرسل أن يتلقفها الملك من الله تلقفاً روحانياً أويحفظها من اللوح المحفوظ وينزل بها فيلقيها عليهم اه‏.‏

وقال غيره‏:‏ في المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أقوال‏.‏

أحدها‏:‏ أنه اللفظ والمعنى وأن جبريل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به‏.‏

وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللوح المحفوظ كل حرف منها بقدر جبل قاف وأن تحت كل حرف منها معاني لا يحيط بها إلا الله‏.‏

والثاني‏:‏ أن جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة وأنه صلى الله عليه وسلم علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة العرب وتمسك قائل هذا بظاهر قوله تعالى نزل به الروح الأمين على قلبك‏.‏

والثالث‏:‏ أن جبريل ألقى غليه المعنى وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب وأن أهل السماء يقرءونه بالعربية ثم إنه نزل به كذلك بعد ذلك‏.‏

وقال البيهقي في معنى في قوله تعالى ‏{‏إنا أنزلناه في ليلة القدر‏}‏ يريد والله أعلم‏:‏ إنا أسمعنا الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع فيكون الملك منتقلاً من علوإلى أسفل‏.‏

قال أبو شامة‏:‏ هذا المعنى مطرد في جميع ألفاظ الإنزال المضافة إلى القرآن أوإلى شيء منه يحتاج إليه أهل أسنة المقتعدون قدم القرآن وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى‏.‏

قلت‏:‏ ويؤيد ا جبريل تلقفه سماعاً من الله تعالى ما أخرجه الطبراني من حديث النواس بن سمعان مرفوعاً إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله فإذا سمع بذلك أهل السماء صعقوا وخروا سجداً فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل فينتهي به حيث أمر‏.‏

وأخرج ابن مردويه من حديث ابن مسعود رفعه إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصلة كصلصلة السلسلة على الصفوان فيفزعون ويرون أنه من أمر السرعة وأصل الحديث في الصحيح‏.‏

وفي تفسير عليّ بن سهل النيسابوري‏:‏ قال جماعة من العلماء‏:‏ نزل القرآن جملة في ليلة القدر من اللوح الحفوظ إلى بيت يقال له بيت العزة فحفظه جبريل وغشى على أهل السموات من هيبة كلام الله فمر بهم جبريل وقد أفاقوا وقالوا‏:‏ ماذا قال ربكم قالوا‏:‏ الحق‏:‏ يعني القرآن وهومعنى وله حتى إذا فزّع عن قلوبهم فأتى به جبريل إلى بيت العزة على السفرة الكتبة يعني الملائكة وهومعنى قوله تعالى ‏{‏بأيدي سفرة كرام بررة‏}‏ وقال الجويني‏:‏ كلام الله المنزل قسمان‏:‏ قسم قال الله لجبريل‏:‏ قل للنبي الذي أنت مرسل إليه إن الله يقول افعل كذا وكذا وأمر بكذا ففهم جبريل ما قاله ربه ثم نزل على ذلك النبي وقال له ما قاله ربه ولم تلك العبارة تلك العبارة كما يقول الملك لمن يثق به قل لفلان يقول لك الملك اجتهد في الخدمة واجمع جندك للقتال فإن قال الرسول يقول الملك لا تتهاون في خدمتي ولا تترك الجند تتفرق وحثهم على المقاتلة لا ينسب إلى كذب ولا تقصير في أداء الرسالة‏.‏

وقسم آخر قال الله لجبريل‏:‏ اقرأ على النبي هذا الكتاب فنزل جبريل بكلمة من الله من غير تغيير كما يكتب الملك كتاباً ويسلمه إلى أمين ويقول اقرأه على فلان فهولا يغير منه كلمة ولاحرفاً انتهى‏.‏

قلت‏:‏ القرآن هو القسم الثاني والقسم الأول هو السنة كما ورد أن جبريل كان ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن ومن هنا جاز رواية السنة بالمعنى لأن جبريل أداه بالمعنى ولم تجز القراءة بالمعنى لأن جبريل أداه باللفظ ولم يبح له إيحاءه بالمعنى‏.‏

والسر في ذلك أن المقصود منه التعبد بلفظه والإعجاز به فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه وإن تحت كل حرف منه معاني لا يحاط بها كثرة فلا يقدر أحد أن يأتي بدله بما يشتمل عليه والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزل إليهم على قسمين‏:‏ قسم يروونه بلفظه الموحى به وقسم يروونه بالمعنى‏.‏

ولوجعل كله مما يروى باللفظ لشق أوبالمعنى لم يؤمن التبديل والتحريف فتأمل‏.‏

وقد رأيت عن السلف ما يعضد كلام الجويني‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عقيل عن الزهري سئل عن الوحي فقال‏:‏ الوحي ما يوحى إلى نبي من الأنبياء فيثبته فيقلبه فيتكلم به ويكتبه وهوكلام الله‏.‏

ومنه ما لا يتكلم به ولا يكتبه لأحد ولا يأمر بكتابته ولكنه يحدث به الناس حديثاً ويبين لهم أن الله أمره أن يبينه للناس ويبلغهم إياه‏.‏


( يتبع )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالجمعة 8 أغسطس 2008 - 15:29



تابع : النوع السادس عشر في كيفية إنزاله


فصل وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات‏.‏

إحداها‏:‏ أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس كما في الصحيح‏.‏

وفي مسند أحمد عن عبد الله بن عمر سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل تحس بالوحي فقال‏:‏ أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلىّ إلا ظننت أن نفسي تقبض‏.‏

قال الخطابي‏:‏ والمراد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يثبته أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد‏.‏

وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك‏.‏

والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكاناً لغيره‏.‏

وقيل هو صوت خفق أجنحة الملك‏.‏

والحكمة في تقدمه أن يفرغ سمعه للوحي فلا يبقى فيه مكاناً لغيره‏.‏

وفي الصحيح أن هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه‏.‏

وقيل إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أوتهديد‏.‏

الثانية‏:‏ أن ينفث في روعه الكلام نفثاً كما قال صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي أخرجه الحاكم‏.‏

وهذا قد يرجع إلى الحالة الأولى والتي بعدها بأن يأتيه في إحدى الكيفيتين وينفث في روعه‏.‏

والثالثة‏:‏ أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه كما في الصحيح وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول‏.‏

زاد أبو عوانه في صحيحه وهوأهونه عليّ‏.‏

الرابعة‏:‏ أن يأتيه الملك في النوم وعدّ قوم من هذا سورة الكوثر وقد تقدم ما فيه‏.‏

الخامسة‏:‏ أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء أوفي النوم كما في حديث معاذ أتاني ربي فقال‏:‏ فيم يختصم الملأ الأعلى الحديث وليس في القرآن من هذا النوع شيء فيما أعلم‏.‏

نعم يمكن أن يعد منه آخر سورة البقرة لما تقدم وبعض سورة الضحى وألم نشرح فقد أخرج ابن أبي حاتم من حديث عدي بن ثابت قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت ربي مسئلة وددت أني لم اكن سألته قلت‏:‏ أي رب اتخذت إبراهيم خليلاً وكلمت موسى تكليماً فقال‏:‏ يا محمد ألم أجدك يتيماً فآويت وضالاً فهديت وعائلاً فأغنيت وشرحت لك صدرك وحططت عنك وزرك ورفعت لك ذكرك فلا اذكر إلا ذكرت معي‏.‏

فائدة أخرج الإمام أحمد في تاريخه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي قال‏:‏ أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم النبوة وهوابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ والحكمة في توكيل إسرافيل به أنه الموكل بالصور الذي فيه هلاك الخلق وقيام الساعة ونبوته صلى الله عليه وسلم مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحي كما وكل بذي القرنين ريافيل الذي يطوي الأرض وبخالد بن سنان مالك خازن النار‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن سابط قال‏:‏ في أم الكتاب كل شيء هوكائن إلى يوم القيامة فوكل ثلاثة بحفظه إلى يوم القيامة من الملائكة فوكل جبريل بالكتب والوحي إلى الأنبياء وبالنصر عند الحروب وبالهلكات إذا أراد الله أن يهلك قوماً ووكل ميكائيل بالقطر والنبات ووكل ملك الموت بقبض الأنفس فإذا كان يوم القيامة عارضوا بين حفظهم وبين ما كان في أم الكتاب فيجدونه سواء‏.‏

وأخرج أيضاً عن عطاء بن السائب قال‏:‏ أول ما يحاسب جبريل لأنه كان أمين الله على رسله‏.‏

فائدة ثانية أخرج الحاكم والبيهقي عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنزل القرآن بالتفخيم كهيئته عذراً نذراً و الصدفين و ‏{‏ألا له الخلق والأمر‏}‏ وأشباه هذا‏.‏

قلت‏:‏ أخرجه ابن الأنباري في كتاب الوقف والابتداء فبين أن المرفوع منه أنزل القرآن بالتفخيم فقط وأن الباقي مدرج من كلام عمار بن عبد الملك أحد رواة الحديث‏.‏

فائدة أخرى أخرج ابن سعد عن عائشة قالت‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه ويتبرد وجهه‏:‏ أي يتغير لونه بالجريذة ويجد برداً في ثناياه ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان‏.‏

المسئلة الثالثة‏:‏ في الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها‏.‏

قلت‏:‏ ورد حديث نزل القرآن على سبة أحرف من رواية جمع من الصحابة‏:‏ أبيّ بن كعب وأنس وحذيفة بن اليمان وزيد بن أرقم وسمرة بن جندب وسلمان ابن صرد وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعمروبن أبي سلمة وعمروبن العاص ومعاذ بن جبل وهشام بن حكيم وأبي بكرة وأبي جهم وأبي سعيد الخدري وأبي طلحة الأنصاري وأبي هريرة وأبي أيوب فهؤلاء أحد وعشرون صحابياً وقد نص أبو عبيد على تواتره‏.‏

وأخرج أبويعلى في مسنده أن عثمان قال على المنبر‏:‏ أذكر الله رجلاً سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف لما قام فقاموا حتى لم يحصدوا فشهدوا بذلك فقال‏:‏ وأنا أشهد معهم وسأسوق من رواتهم ما يحتاج إليه‏.‏

فأقول‏:‏ اختلف في معنى هذا الحديث على نحو أربعين قولاً‏.‏

أحدها‏:‏ أنه من المشكل الذي لا يدري معناه لأن الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء وعلى الكلمة وعلى المعنى وعلى الجهة قال ابن سعدان النحوي‏.‏

الثاني‏:‏ أنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد بل المراد التيسير والتسهيل والسعة ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد كما يطلق السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين ولا يراد العدد المعين وإلى هذا جنح عياض ومن تبعه‏.‏

ويرده ما في حديث ابن عباس في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف وفي حديث أبيّ عند مسلم إن ربي أرسل إليّ أن أقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن أقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي أن أقرأه على سبعة أحرف‏.‏

وفي لفظ عنه عند النسائي إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل‏:‏ اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل‏:‏ استزده حتى بلغ سبعة أحرف‏.‏

وفي حديث أبي بكرة اقرأه فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهت العدة فهذا يدل على إرادة حقيقية‏.‏

العدد وانحصاره‏.‏

الثالث‏:‏ أن النمراد بها سبع قراءات وتعقب بأنه لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه إلا القليل مثل‏:‏ ‏{‏عبد الطاغوت‏}‏ و‏{‏لا تقل لهما أف‏}‏ وأجيب بأن المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أووجهين أوثلاثة أوأكثر إلى سبعة‏.‏

ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر وهذا يصلح أن يكون قولاً رابعاً‏.‏

الخامس‏:‏ أن المراد بها الأوجه التي يقع بها التغاير ذكره ابن قتيبة قال‏:‏ فأولها ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل‏:‏ ولا يضار كاتب بالفتح والرفع وثانيهما‏:‏ ما يتغير بالفعل مثل بعد وباعد بلفظ الطلب والماضي وثالثها‏:‏ ما يتغير باللفظ مثل ننشرها ورابعها‏:‏ ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج مثل طلح منضود وطلع وخامسها‏:‏ ما يتغير بالتقديم والتأخير مثل وجاءت سكرة الموت بالحق وسكرة الحق بالموت وسادسها‏:‏ ما يتغير بزيادة أونقصان مثل الذكر والأنثى ‏{‏وما خلق الذكر والأنثى‏}‏ وسابعها‏:‏ ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى مثل كالعهن المنقوش وكالصوف المنفوش‏.‏

وتعقب هذا قاسم بن ثابت بأن الرخصة وقعت وأكثرهم يومئذ لا يكتب ولا يعرف الرسم وإنما كانوا يعرفون الحروف ومخارجها‏.‏

وأجيب بأنه لا يلزم من ذلك توهين ما قاله ابن قتيبة لاحتمال أن يكون الانحصار المذكور في ذلك وقع اتفاقاً وإنما اطلع عليه بالاستقراء‏.‏

وقال أبو الفضل الرازي في اللوائح‏:‏ الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه في الاختلاف‏.‏

الأول‏:‏ اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث‏.‏

والثاني‏:‏ اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر‏.‏

الثالث‏:‏ وجوه الإعراب‏.‏

الرابع‏:‏ النقص والزيادة‏.‏

الخامس‏:‏ التقديم والتأخير‏.‏

السادس‏:‏ الإبدال‏.‏

السابع‏:‏ اختلاف اللغات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار ونحوذلك وهذا هو القول السادس‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ المراد بها كيفية النطق بالتلاوة من إدغام وإظهار وتفخيم وترقيق وإمالة وإشباع ومد وقصر وتشديد وتخفيف وتليين وتحقيق وهذا هو القول السابع‏.‏

وقال ابن الجزري‏:‏ قد تتبع تصحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه لا يخرج عنها وذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحوالبخل بأربعة ويحسب بوجهين أومتغير في المعنى فقط نحو فتلقى آدم من ربه كلمات وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة نحوتبلووتتلو وعكس ذلك نحوالصراط والسراط أوبتغيرهما نحوفامضوا فاسعوا وإما في التقديم والتأخير نحوفيقتلون ويقتلون أوفي الزيادة والنقصان نحوأوصى ووصى فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها‏.‏

قال‏:‏ وأما نحواختلاف الإظهار والإدغام والروم والإشمال والتخفيف والتسهيل والنقل والإبدال فهذا ليس من الاختلاف الذي يتنوع في اللفظ والمعنى لأن هذه الصفات المتنوعة في أدائه لا تخرجه عن أن يكون لفظاً واحداً انتهى‏.‏

وهذا هو القول الثامن‏.‏

قلت‏:‏ ومن أمثلة التقديم والتأخير قراءة الجمهور و ‏{‏كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار‏}‏ وقرأ ابن مسعود على قلب كل متكبر‏.‏

التاسع‏:‏ أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة نحوأقبل وتعالى وعلم وعجل وأسرع وإلى هذا ذهب سفيان بن عيينة وابن جرير وابن وهب وخلائق ونسبه ابن عبد البر لأكثر العلماء ويدل له ما أخرجه أحمد والطبراني من حديث أبي بكرة أن جبريل قال‏:‏ يا محمد اقرأ القرآن على حرف قال ميكائيل‏:‏ استزده حتى بلغ سبعة أحرف قال‏:‏ كل شاف كاف ما لم تخلط آية عذاب برحمة أورحمة بعذاب نحوقولك تعال وأقبل وهلم واذهب وأسرع وعجل هذا اللفظ رواية أحمد وإسناده جيد‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني أيضاً عن ابن مسعود نحوه‏.‏

وعند أبي داود عن أبيّ قلت‏:‏ سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً ما لم تخلط آية عذاب برحمة أورحمة بعذاب‏.‏

وعند أحمد من حديث أبي هريرة أنزل القرآن على سبعة أحرف عليماً حكيماً غفوراً رحيماً وعنده أيضاً من حديث عمر بأن القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة عذاباً وعذاباً مغفرة أسانيدها جياد‏.

( يتبع )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالجمعة 8 أغسطس 2008 - 15:31


تابع : النوع السادس عشر في كيفية إنزاله

قال ابن عبد البر‏:‏ إنما أراد بهذا ضرب المثل للحروف التي نزل القرآن عليها أنها معان متفق مفهومها مختلف مسموعها لا يكون في شيء منها معنى وضده ولا وجه يخالف معنى وجه خلافاً ينفيه ويضاده كالرحمة التي هي خلاف العذاب وضده‏.‏

ثم أسند عن أبيّ بن كعب أنه كان يقرأ‏:‏ كلما أضاءوا لهم مشوا فيه مروا فيه سمعوا فيه‏.‏

وكان ابن مسعود يقرأ‏:‏ للذين آمنوا انظرونا أمهلونا أخرونا‏.‏

قال الطحاوي‏:‏ وإنما كان ذلك رخصة لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الكتابة والحفظ وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون‏.‏

وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبد الله أن ابن مسعود اقرأ رجلاً‏:‏ إن شجرة الزقوم طعام الأثيم فقال الرجل‏:‏ طعام اليتيم فردها عليه فلم يستقم بها لسانه فقال‏:‏ أتستطيع أن تقول طعام الفاجر قال نعم قال‏:‏ ما فعل‏.‏

القول العاشر‏:‏ أن المراد سبع لغات وإلى هذا ذهب أبو عبيد وثعلب والزهري وآخرون واختاره ابن عطية وصححه البيهقي في الشعب‏.‏

وتعقب بأن لغات العرب أكثر من سبعة‏.‏

وأجيب بأن المراد أفصحها فجاء عن أبي صالح عن ابن عباس قال‏:‏ نزل القرآن على سبع لغات منها خمس بلغة العجز من الهوازن‏.‏

قال‏:‏ والعجز سعد بن بكر وجشم بن بكر ونصر بن معاوية وثقيف وهؤلاء كلهم من هوازن ويقال لهم عليا هوازن‏.‏

ولهذا قال أبو عمرو بن العلاء‏:‏ أفصح العرب علياً هوازن وسفلي تميم‏:‏ يعني بني دارم‏.‏

وأخرج أبو عبيد من وجه آخر عن ابن عباس قال‏:‏ نزل القرآن بلغة الكعبين‏:‏ كعب قريش وكعب خزاعة قيل‏:‏ وكيف ذاك قال‏:‏ لأن الدار واحدة‏:‏ يعني أن خزاعة كانوا جيران قريش فسهلت عليهم لغتهم‏.‏

وقال أبوحاتم السجستاني‏:‏ نزل بلغة قريش وهزيل وتميم والأزد وربيعة وهوازن وسعد بن بكر

واستنكر ذلك ابن قتيبة وقال‏:‏ لم ينزل القرآن إلا بلغة قريش ورده بقوله تعالى ‏{‏وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه‏}‏ فعلى هذا تكون اللغات السبع في بطون قريش وبذلك جزم أبو علي الأهوازي‏.‏

وقال أبو عبيد‏:‏ ليس المراد أن كل كلمة تقرأ على سبع لغات بل اللغات السبع مفرقة فيه فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وغيرهم‏.‏

قال‏:‏ وبعض اللغات أسعد به من بعض وأكثر نصيباً‏.‏

وقيل‏:‏ نزل بلغة مضر خاصة لقول عمر‏:‏ نزل القرآن بلغة مضر‏.‏

وعين بعضهم فيما حكاه ابن عبد البر السبع من مضر أنهم هذيل وكنانة وقيس وضبة وتيم الرباب وأسد بن خزيمة وقريش فهذه قبائل مضر تستوعب سبع لغات‏.‏

ونقل أبو شامة عن بعض الشيوخ أنه قال‏:‏ أنزل القرآن أولاً بلسان قريش ومن جاورهم من العرب الفصحاء ثم أبيح للعرب أن يقرءوه بلغاتهم التي جرت عادتهم باستعمالها عن اختلافهم في الألفاظ والإعراب ولم يكلف أحداً منهم الانتقال عن لغته إلى لغة أخرى للمشقة ولما كان فيهم من الحمية ولطلب تسهيل فهم المراد‏.‏

وزاد غيره أن الإباحة المذكورة لم تقع بالتشهي بأن يغير كل أحد الكلمة بمرادفها في لغته بل المرعي في ذلك السماع من النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

واستشكل بعضهم هذا بأنه يلزم عليه أن جبريل كان يلفظ باللفظ الواحد سبع مرات‏.‏

وأجيب بأنه يلزم هذا لواجتمعت الأحرف السبعة في لفظ واحد ونحن قلنا‏:‏ كان جبريل يأتي في كل عرضة بحرف إلى أن تمت سبعة وبعد هذا كله رد القول بأن عمر بن الخطاب وهشام ابن حكيم كلاهما قرشي من لغة واحدة وقد اختلفت قراءتهما ومحال أن ينكر عليه عمر لغته فدل على أن المراد بالأحرف السبعة غير اللغات‏.‏

القول الحادي عشر‏:‏ أن المراد سبعة أصناف والأحاديث السابقة ترده والقائلون به اختلفوا في تعيين السبعة فقيل أمر ونهي وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال‏.‏

واحتجوا بما أخرجه الحاكم والبيهقي عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان الكتاب الأول ينزل من باب وواحد وعلى حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب عن سبعة أحرف‏:‏ زجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال الحديث‏.‏

وقد أجاب عنه قوم بأنه ليس المراد بالأحرف السبعة التي تقدم ذكرها في الأحاديث الأخرى لأن سياق تلك الأحاديث يأبى حملها على هذا بل في ظاهره في أن المراد أن الكلمة تقرأ على وجهين وثلاثة إلى سبعة تيسيراً وتهويناً والشيء الواحد لا يكون حلالاً حراماً في آية واحدة‏.‏

قال البيهقي‏:‏ المراد بالسبعة الأحرف هنا‏:‏ الأنواع التي نزل عليها والمراد بها في تلك الأحاديث

اللغات التي يقرأ بها‏.‏

وقال غيره‏:‏ من أول السبعة الأحرف بهذا فهو فاسد لأنه محال أن يكون الحرف منها حراماً لا ما سواه وحلالاً ما سواه ولأنه لا يجوز أن يكون القرآن يقرأ على أنه حلال كله أوحرام كله أو أمثال كله‏.‏

وقال ابن عطية‏:‏ هذا القول ضعيف لأن الإجماع على أن التوسعة لم تقع في تحريم حلال ولا تحليل حرام ولا في تغيير شيء من المعاني المذكورة‏.‏

وقال الماوردي‏:‏ هذا القول خطأ لأنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى جواز القراءة بكل واحد من الحروف وإبدال حرف بحرف وقد أجمع المسلمون على تحريم إبدال آية أمثال بآية أحكام‏.‏

وقال أبو علي الأهوازي أبو العلاء والهمذاني‏:‏ قوله في الحديث زاجر وأمر إلى الخ استئناف كلام آخر‏:‏ أي هو زاجر‏:‏ أي القرآن ولم يرد به تفسير الأحرف السبعة وإنما توهم ذلك من جهة الاتفاق في العدد‏.‏

ويؤيده أن في بعض طرقه زجراً وأمراً بالنصب‏:‏ أي نزل على هذه الصفة في الأبواب السبعة

وقال أبو شامة‏:‏ يحتمل أن يكون التفسير المذكور للأبواب لا للأحرف‏:‏ أي هي سبعة أبواب من أبواب الكلام وأقسامه‏:‏ أي أنزله الله على هذه الأصناف لم يقتصر منها على صنف واحد كغيره من الكتب‏.‏

وقيل المراد بها المطلق والمقيد والعام والخاص والنص والمؤول والناسخ والمنسوخ والمجمل والمفسر والاستثناء وأقسامه حكاه شيدلة عن الفقهاء‏.‏

وهذا هو القول الثاني عشر‏.‏

وقيل المراد بها الحذف والصلة والتقديم والتأخير والاستعارة والتكرار والكناية والحقيقة والمجاز والمجمل والمفسر والظاهر والغريب حكاه عن أهل اللغة‏.‏

وهذا هو القول الثلاث عشر‏.‏

وقيل المراد بها التذكير والتأنيث والشرط والجزاء والتصريف والإعراب والأقسام وجوابها والجمع والإفراد والتصغير والتعظيم واختلاف الأدوات حكاه عن النحاة‏.‏

وهذا هو الرابع عشر‏.‏

وقيل المراد بها سبعة أنواع من المعاملات‏:‏ الزهد والقناعة مع اليقين والجزم والخدمة مع الحياء والكرم والفتوة مع الفقر والمجاهدة والمراقبة مع الخوف والرجاء والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر والصبر مع المحاسبة والمحبة والشوق مع المشاهدة حكاه عن الصوفية‏.‏

وهذا هو الخامس عشر‏.‏

القول السادس عشر‏:‏ أن المراد بها سبعة علوم‏:‏ علم الإنشاء والإيجاد وعلم التوحيد والتنزيه وعلم صفات الذات وعلم صفات الفعل وعلم جميع القرآن قبلها وإن كان قد حضرها من لم يجمع غيرها الجمع الكثير‏.‏

الثامن‏:‏ أن المراد بجمعه السمع والطاعة له والعمل بموجبه‏.‏

وقد أخرج أحمد في الزهد من طريق أبي الزاهرية أن رجلاً أتى أبا الدرداء فقال‏:‏ إن ابني جمع القرآن فقال‏:‏ الهم غفراً إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع‏.‏

قال ابن حجر‏:‏ وفي غالب هذه الاحتمالات تكلف ولا سيما الأخير‏.‏

قال‏:‏ وقد ظهر لي احتمال آخر وهوأن المراد بإثبات ذلك للخزرج دون الأوس فقط فلا ينفي ذلك عن غير القبيلتين من المهاجرين لأنه قال ذلك في معرض المفاخرة بين الأوس والخزرج كما أخرجه ابن جرير من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال‏:‏ افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس‏:‏ منا أربعة‏:‏ من اهتز له العرش سعد بن معاذ ومن عدلت شهادته شهادة رجلين خزيمة بن أبي ثابت ومن غسلته الملائكة حنظلة بن أبي عامر ومن حمته الدبر عاصم بن أبي ثابت‏:‏ أي ابن أبي الأفلح فقال الخزرج‏:‏ منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم فذكرهم‏.‏

قال‏:‏ والذي يظهر من كثير من الأحاديث أن أبا بكر كان يحفظ القرآن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الصحيح أنه بنى مسجداً بفناء داره فكان يقرأ فيه القرآن‏.‏

وهومحمول على ما كان نزل منه إذ ذاك‏.‏

قال‏:‏ وهذا مما لا يرتاب فيه مع شدة حرص أبي بكر على تلقي القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وفراغ باله له وهما بمكة وكثرة ملازمة كل منهما للآخر حتى قالت عائشة‏:‏ إنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيهم بكرة وعشياً‏.‏

وقد صح حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وقد قدمه صلى الله عليه وسلم في مرضه إماماً للمهاجرين والأنصار فدل على أنه كان أقرأهم اه‏.‏

وسبقه إلى نحوذلك ابن كثير‏.‏

قلت‏:‏ لكن أخرج ابن أشتة في المصاحف بسند صحيح عن محمد بن سيرين قال‏:‏ مات أبو بكر ولم يجمع القرآن وقتل عمر ولم يجمع القرآن‏.‏

قال ابن أشتة‏:‏ قال بعضهم‏:‏ يعني لم يقرأ جميع القرآن حفظاً‏.‏

وقال بعضهم‏:‏ هوجمع المصاحف‏.‏

قال ابن حجر‏:‏ وقد ورد عن عليّ أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

أخرجه ابن أبي داود‏.‏

وأخرج النسائي بسند صحيح عن عبد الله بن عمر وقال جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ اقرأه في شهر الحديث‏.‏

وأخرج ابن أبي داود بسند حسن بن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من الأنصار‏:‏ معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبيّ بن كعب وأبوالدرداء وأبوأيوب الأنصاري‏.‏

وأخرج البيهقي في المدخل عن ابن سيرين قال‏:‏ جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لا يختلف فيهم‏:‏ معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وأبوزيد واختلفوا في رجلين من ثلاثة‏:‏ أبي الدرداء وعثمان وقيل عثمان وتميم الداري‏.‏

وأخرج هووابن أبي داود عن الشعبي قال‏:‏ جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ستة‏:‏ أبيّ ومعاذ وأبوالدرداء وسعيد بن عبيد وأبوزيد ومجمع بن جارية وقد أخذه إلا سورتين أوثلاثة‏.‏

وقد ذكر أبو عبيد في كتاب القراءات‏:‏ القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة وطلحة وسعد تعرب بسبعة أوجه حتى يكون المعنى واحداً وإن اختلف اللفظ فيها‏.‏

الثلاثون أمهات الهجاء الألف والباء والجيم والدال والراء والسين والعين لأن عليها تدور جوامع كلام العرب‏.‏

الحادي والثلاثون‏:‏ أنها في أسماء الرب مثل الغفور الرحيم السميع البصير العليم الحكيم‏.‏

الثاني والثلاثون‏:‏ هي آية في صفات الذات وآية تفسيرها في آية أخرى وآية بيانها في السنة الصحيحة وآية في قصة الأنبياء والرسل وآية في خلق الأشياء وآية في وصف الجنة وآية في وصف النار‏.‏

الثالث والثلاثون‏:‏ في وصف الصانع وآية في إثبات الوحدانية له وآية في إثبات صفاته‏:‏ وآية في إثبات رسله وآية في إثبات كتبه وآية في إثبات الإسلام وآية في نفي الكفر‏.‏

الرابع والثلاثون‏:‏ سبع جهات من صفات الذات لله التي لا يقع عليها التكييف‏.‏

الخامس والثلاثون‏:‏ الإيمان بالله ومجانبة الشرك وإثبات الأوامر ومجانبة الزواجر والثبات على الإيمان وتحريم ما حرم الله وطاعة رسوله‏.‏

قال ابن حبان‏:‏ فهذه خمسة وثلاثون قولاً لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف وهي أقاويل يشبه بعضها بعضاً وكلها محتملة ويحتمل غيرها‏.‏

وقال المرسي‏:‏ هذه الوجوه أكثرها متداخلة ولا أدري مستندها ولا عمن نقلت ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر مع أن كلها موجودة في القرآن فلا أدري معنى التخصص‏.‏

ومنها الأشياء لا أفهم معناها على الحقيقة وأكثرها معارضة حديث عمر وهشام بن حكيم الذي في الصحيح فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه وإنما اختلفا في قراءة حروفه وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبعة وهوجهل قبيح‏.‏

تنبيه اختلف هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة فذهب جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى غير ذلك وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك‏.‏

وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين إلى أنها مشتملة على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على جبريل متضمنة لها لم تترك حرفاً منها‏.‏

قال ابن الجزري‏:‏ وهذا هو الذي يظهر صوابه‏.‏

ويجاب عن الأول بما ذكره ابن جرير أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة وإنما كان جائزاً لهم ومرخصاً لهم فيه فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجمعوا على حرف واحد اجتمعوا على ذلك إجماعاً شائعاً وهم معصومون من الضلالة ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام ولاشك أن القرآن نسخ منه العرضة الأخيرة بالفعل المبني للمجهول فاتفق رأي الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقر في العرضة الأخيرة وتركوا ما سوى ذلك‏.‏

وأخرج ابن أشتة في المصاحف وابن أبي شيبة في فضائله من طريق ابن سيرين عن عبيدة السلماني قال‏:‏ القراءة التي عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم‏.‏

وأخرج ابن أشتة عن ابن سيرين قال‏:‏ كان جبريل يعارض النبي صلى الله عليه وسلم كل سنة في شهر رمضان مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين قيكون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة‏.‏

وقال البغوي في شرح السنة‏:‏ يقال إن زيد ابن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي وكتبها الرسول صلى الله عليه وسلم وقرأها عليه وكان يقرئ الناس بها حتى مات ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر وجمعه وولاه عثمان كتب المصاحف‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالسبت 30 أغسطس 2008 - 14:35




النوع السابع عشر في معرفة أسمائه وأسماء سوره


قال الجاحظ‏:‏ سمى الله كتابه اسماً مخالفاً لما سمى العرب كلامهم على الجمل والتفصيل سمى جملته قرآناً كما سموا ديواناً وبعضه سورة كقصيدة وبعضها آية كالبيت وآخرها فاصلة كقافية

وقال أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيدلة بضم عين عزيزي في كتاب البرهان اعلم أن الله سمى القرآن بخمسة وخمسين اسماً سماه كتاباً ومبيناً في قوله‏:‏ ‏{‏حم والكتاب المبين‏}‏

وقرآناً وكريماً في قوله‏:‏ ‏{‏إنه لقرآن كريم‏}‏‏.‏

وكلاماً‏:‏ ‏{‏حتى يسمع كلام الله‏}‏‏.‏

ونوراً‏:‏ ‏{‏وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً‏}‏‏.‏

وهدى ورحمة‏:‏ ‏{‏هدى ورحمة للمؤمنين‏}‏‏.‏

وفرقاناً‏:‏ ‏{‏نزل الفرقان على عبده‏}‏‏.‏

وشفاء‏:‏ ‏{‏وننزل من القرآن ما هو شفاء‏}‏‏.‏

وموعظة‏:‏ ‏{‏قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور‏}‏‏.‏

وذكراً ومباركاً‏:‏ ‏{‏وهذا ذكر مبارك أنزلناه‏}‏‏.‏

وعلياً‏:‏ ‏{‏وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم‏}‏‏.‏

وحكمة‏:‏ ‏{‏حكمة بالغة‏}‏‏.‏

وحكيم‏:‏ ‏{‏تلك آيات الكتاب الحكيم‏}‏‏.‏

ومهيمناً‏:‏ ‏{‏مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه‏}‏‏.‏

وحبلاً‏:‏ ‏{‏واعتصموا بحبل الله‏}‏‏.‏

وصراطاً مستقيماً‏:‏ ‏{‏وأن هذا صراطي مستقيماً‏}‏‏.‏

وقيماً‏:‏ ‏{‏قيما لينذر بأسا‏}‏‏.‏

وقولاً وفصلاً‏:‏ ‏{‏إنه لقول فصل‏}‏‏.‏

ونبأ عظيماً‏:‏ ‏{‏عم يتساءلون عن النبأ العظيم‏}‏‏.‏

وأحسن الحديث ومثاني ومتشابهاً‏:‏ ‏{‏الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني‏}‏‏.‏

وتنزيلاً‏:‏ ‏{‏وإنه لتنزيل رب العالمين‏}‏‏.‏

وروحاً‏:‏ ‏{‏أوحينا إليك روحاً من أمرنا‏}‏‏.‏

ووحياً‏:‏ ‏{‏إنما أنذركم بالوحي‏}‏‏.‏

وعربياً‏:‏ ‏{‏قرآناً عربياً‏}‏‏.‏

وبصائر‏:‏ ‏{‏هذا بصائر‏}‏‏.‏

وبياناً‏:‏ ‏{‏هذا بيان للناس‏}‏‏.‏

وعلماً‏:‏ ‏{‏من بعد ما جاءك من العلم‏}‏‏.‏

وحقاً‏:‏ ‏{‏إن هذا لهو القصص الحق‏}‏‏.‏

وهادياً‏:‏ ‏{‏إن هذا القرآن يهدي‏}‏‏.‏

وعجباً‏:‏ ‏{‏قرآناً عجباً‏}‏‏.‏

وتذكرة‏:‏ ‏{‏وإنه لتذكرة‏}‏‏.‏

والعروة الوثقى‏:‏ ‏{‏استمسك بالعروة الوثقى‏}‏‏.‏

وصدقاً‏:‏ ‏{‏والذي جاء بالصدق‏}‏‏.‏

وعدلاً‏:‏ ‏{‏وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً‏}‏‏.‏

وأمراً‏:‏ ‏{‏ذلك أمر الله أنزله إليكم‏}‏

ومنادياً‏:‏ ‏{‏ينادي للإيمان‏}‏‏.‏

وبشرى‏:‏ ‏{‏هدى وبشرى‏}‏‏.‏

ومجيداً‏:‏ ‏{‏بل هو قرآن مجيد‏}‏‏.‏

وزبوراً‏:‏ ‏{‏ولقد كتبنا في الزبور‏}‏‏.‏

وبشيراً ونذيراً‏:‏ ‏{‏كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون بشيراً ونذيراً‏}‏‏.‏

وعزيزاً‏:‏ ‏{‏وإنه لكتاب عزيز‏}‏‏.‏

وبالغاً‏:‏ ‏{‏هذا بلاغ للناس‏}‏‏.‏

وقصصاً‏:‏ ‏{‏أحسن القصص‏}‏‏.‏

وسماه أربعة أسماء في آية واحدة‏:‏ ‏{‏في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة‏}‏انتهى‏.‏

فأما تسميته كتاباً‏:‏ فلجمعه أنواع العلوم والقصص والأخبار على أبلغ وجه والكتاب لغة‏:‏ الجمع

والمبين‏:‏ لأنه أبان‏:‏ أي اظهر الحق من الباطل‏.‏

وأما القرآن فاختلف فيه فقال جماعة‏:‏ هواسم علم غير مشتق خاص بكلام الله فهوغير مهموز وبه قرأ ابن كثير وهومروى عن الشافعي‏.‏

أخرج البيهقي والخطيب وغيرهما عنه أنه كان يهمز قراءة ولا يهمز القرآن ويقول‏:‏ القرآن اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قراءة ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل‏.‏

وقال قوم منه الأشعري‏:‏ هومشتق من قرنت الشيء بالشيء‏:‏ إذا ضممت أحدهما إلى الآخر وسمى به القرآن السور والآيات والحروف فيه‏.‏

وقال الفراء‏:‏ هومشتق من القرائن لأن الآيات منه يصدق بعضها بعضاً ويشابه بعضها بعضاً وهي قرائن وعلى القولين بلا همز أيضاً ونونه أصلية‏.‏

وقال الزجاج‏:‏ هذا القول سهو والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف ونقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها‏.‏

واختلف القائلون بأنه مهموز فقال قول منهم اللحياني‏:‏ هومصدر لقرأت كالرجحان والغفران سمى به الكتاب المقروء من باب تسمية المفعول بالمصدر‏.‏

وقال آخرون منهم الزجاج‏:‏ هووصف على فعلان مشتق من القرء بمعنى الجمع ومنه قرأت الماء في الحوض‏:‏ أي جمعته‏.‏

قال أبو عبيدة‏:‏ وسمى بذلك لأنه جمع السور بعضها إلى بعض‏.‏

وقال الراغب‏:‏ لا يقال لكل جمع قرآن ولا لجمع كل كلام قرآن‏.‏

قال‏:‏ وإنما سمي قرآناً لكونه جمع ثمرات الكتب السالفة المنزلة‏.‏

وقيل لأنه جمع أنواع العلوم كلها‏.‏

وحكى قطرب قولاً‏:‏ إنه سمى قرآناً لأن القارئ يظهره ويبينه من فيه أخذاً من قول العرب ما قرأت الناقة سلاقط‏:‏ أي ما رمت بولد‏:‏ أي ما أسقطت ولداً‏:‏ أي ما حملت قط والقرآن يلقطه القارئ من فيه ويلقيه فسمي قرآناً‏.‏

قلت‏:‏ والمختار عندي في هذه المسئلة ما نص عليه الشافعي‏.‏

وأما الكلام فمشتق من الكلم بمعنى التأثير لأنه يؤثر في ذهن السامع فائدة لم تكن عنده‏.‏

وأما النور فلأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام‏.‏

وأما الهدى فلأن فيه الدلالة على الحق وهومن باب إطلاق المصدر على الفاعل مبالغة‏.‏

وأما الفرقان فلأنه فرق بين الحق والباطل وجهه بذلك مجاهد كما أخرجه ابن أبي حاتم‏.‏

وأما الشفاء فلأنه يشفي من الأمراض القلبية كالكفر والجهل والغل والبدنية أيضاً‏.‏

وأما الذكر فلما فيه من المواعظ وأخبار الأمم الماضية والذكر أيضاً الشرف قال تعالى ‏{‏وإنه لذكر لك ولقومك‏}‏أي شرف لأنه بلغتهم‏.‏

وأما الحكمة فلأنه نزل على القانون المعتبر من وضع كل شيء في محله أولأنه مشتمل على الحكمة‏.‏

وأما الحكيم فلأنه أحكمت آياته بعجيب النظم وبديع المعاني وأحكمت عن تطرق التبديل والتحريف والاختلاف والتباين‏.‏

وأما المهيمن فلأنه شاهد على جميع الكتب والأمم السالفة‏.‏

وأما الحبل فلأنه من تمسك به وصل إلى الجنة أوالهدى والحبل السبب‏.‏

وأما الصراط المستقيم فلأنه طريق إلى الجنة قويم لا عوج فيه‏.‏

وأما المثاني فلأن فيه بيان قصص الأمم الماضية فهوثان لما تقدمه وقيل لتكرار القصص والمواعظ فيه وقيل لأنه نزل مرة بالمعنى ومرة باللفظ والمعنى لقوله ‏{‏إن هذا لفي الصحف الأولى‏}‏حكاه الكرماني في عجائبه‏.‏

وأما المتشابه فلأنه يشبه بعضه بعضاً في الحسن والصدق‏.‏

وأما الروح فلأنه تحيا به القلوب والأنفس‏.‏

وأما المجيد فلشرفه‏.‏

وأما العزيز فلأنه يعز على من يروم معارضته‏.‏

وأما البلاغ فلأنه أبلغ به الناس ما أمروا به ونهوا عنه أولأن فيه بلاغة وكفاية عن غيره‏.‏

قال السلفي في بعض أجزائه‏:‏ سمعت أبا الكرم النحوي يقول‏:‏ سمعت أبا القاسم التنوخي يقول‏:‏ سمعت أبا الحسن الرماني يقول‏:‏ وسئل كل كتاب له ترجمة فما ترجمة كتاب الله فقال هذا بالغ للناس ولينذروا به‏.‏

وذكر أبو شامة وغيره في قوله تعالى ورزق ربك خيراً وأبقى إنه القرآن‏.‏

فائدة حكى المظفري في تاريخه قال‏:‏ لما جمع أبو بكر القرآن قال سموه‏:‏ فقال بعضهم‏:‏ سموه إنجيلاً فكرهوه وقال بعضهم‏:‏ سموه السفر فكرهوه من يهود فقال ابن مسعود‏:‏ رأيت بالحبشة كتاباً يدعونه المصحف فسموه به‏.‏

قلت‏:‏ أخرج ابن أشتة في كتاب المصاحف من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال‏:‏ لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق قال أبو بكر‏:‏ التمسوا له اسماً فقال بعضهم‏:‏ السفر وقال بعضهم‏:‏ المصحف فإن الحبشة يسمونه المصحف وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف ثم أورده من طريق آخر عن ابن بريدة وسيأتي في النوع الذي يلي هذا‏.‏

فائدة ثانية أخرج ابن الضريس وغيره عن كعب قال في التوراة‏:‏ يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال‏:‏ لما أخذ موسى الألواح قال‏:‏ يا رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في قلوبهم فاجعلهم أمتي قال‏:‏ تلك أمة أحمد ففي هذين الأثرين تسمية القرآن توراة وإنجيلاً ومع هذا لا يجوز الآن أن يطلق عليه ذلك وهذا كما سميت التوراة فرقاناً في قوله ‏{‏وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان} وسمى صلى الله عليه وسلم قرآناً في قوله خفف على داود القرآن‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Empty
مُساهمةموضوع: رد: علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "   علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان " Emptyالسبت 30 أغسطس 2008 - 14:42



فصل‏:‏ في أسماء السور


قال العتبي‏:‏ السورة تهمز ولا تهمز فمن همزها جعلها من أسأت‏:‏ أي أفضلت من السؤر وهوما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة من القرآن‏.‏

ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم وسهل همزها‏.‏

ومنهم من يشبهها بسورة البناء‏:‏ أي القطعة منه‏:‏ أي منزلة بعد منزلة‏.‏

وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور ومنه السوار لإحاطته بالساعد‏.‏

وقيل لارتفاعها لأنها كلام الله والسورة المنزلة الرفيعة‏.‏

قال النابغة‏:‏

ألم تر أن الله أعطاك سورة ** ترى كل ملك حولها بتذبذب

وقيل لتركيب بعضها على بعض من التسور بمعنى التصاعد والتركيب ومنه إذ تسوروا المحراب وقال الجعبري‏:‏ حد السورة قرآن يشتمل على آي ذي فاتحة وخاتمة وأقلها ثلاث آيات‏.‏

وقال غيره‏:‏ السورة الطائفة المترجمة توفيقاً‏:‏ أي المسماة باسم خاص بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك‏.‏

ومما يدل لذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة قال‏:‏ كان المشركون يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها فنزل ‏{‏إنا كفيناك المستهزئين‏}‏‏.‏

وقد كره بعضهم أن يقال سورة كذا لما رواه الطبراني والبيهقي عن أنس مرفوعاً لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا القرآن كله ولكن قولوا السورة التي تذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله وإسناده ضعيف به ادعى ابن الجوزي أنه موضوع‏.‏

وقال البيهقي‏:‏ إنما يعرف موقوفاً على ابن عمر ثم أخرجه عنه بسند صحيح وقد صح إطلاق سورة البقرة وغيرها عنه صلى الله عليه وسلم‏.‏

وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه قال‏:‏ هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة ومن ثم لم يكرهه الجمهور‏.‏




فصل قد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير وقد يكون لهما اسمان فأكثر




سورة الفاتحة


من ذلك الفاتحة‏:‏ وقد وقفت لها على نيف وعشرين اسماً وذلك يدل على شرفها فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى أحدها‏:‏ فاتحة الكتاب‏.‏

أخرج ابن جرير من طريق ابن أبي ذئب المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هي أن القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني وسميت بذلك لأنه يفتتح بها في المصاحف وفي التعليم وفي القراءة في الصلاة وقيل لأنها أول سورة أنزلت وقيل بأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ حكاه المرسي وقال‏:‏ إنه يحتاج إلى نقل‏.‏

وقيل لأن الحمد فاتحة كل كلام وقيل لأنها فاتحة كل كتاب حكاه المرسي‏.‏

ورده بأن الذي افتتح به كل كتاب هو الحمد فقط لا جميع السورة وبأن الظاهر أن المراد بالكتاب القرآن لا جنس الكتاب‏.‏

قال‏:‏ لأنه قد روى من أسمائها فاتحة القرآن فيكون المراد بالكتاب والقرآن واحداً‏.‏

ثانيها‏:‏ فاتحة القرآن كما أشار إليه المرسي‏.‏

وثالثها ورابعها‏:‏ أم الكتاب وأم القرآن وقد كره ابن سيرين أن تسمى أم الكتاب وكره الحسن أن تسمى أم القرآن ووافقهما تقي الدين بن مخلد لأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ قال تعالى وعنده أم الكتاب وإنه في أم الكتاب وآيات الحلال والحرام قال تعالى آيات محكمات هن أم الكتاب قال المرسي‏:‏ وقد روى حديث لا يصح لا يقولن أحدكم أم الكتاب وليقل فاتحة الكتاب‏.‏

قلت‏:‏ هذا لا أصل له في شيء من كتب الحديث وإنما أخرجه ابن الضريس بهذا اللفظ عن ابن سيرين فالتبس على المرسي وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسميتها بذلك‏.‏

فأخرج الدارقطني وصححه من حديث أبي هريرة مرفوعاً إذا قرأتم الحمد فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني‏.‏

واختلف لما سميت بذلك فقيل لأنها يبدأ بكتابتها في المصاحف وبقراءتها في الصلاة قبل السورة‏.‏

قال أبو عبيدة في إعجازه‏:‏ وجزم به البخاري في صحيحه واستشكل بأن ذلك يناسب تسميتها فاتحة الكتاب لا أم الكتاب‏.‏

وأجيب بأن ذلك بالنظر بأن الأم مبدأ الولد‏.‏

قال الماوردي‏:‏ سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعاً لها لأنها أمته‏:‏ أي تقدمته ولهذا يقال لراية الحرب أم لتقدمها وأتباع الجيش لها ويقال لما مضى من سني إنسان أم لتقدمها ولمكة أم القرى على سائر القرى‏.‏

وقيل أم الشيء اصله وهي أصل القرآن لانطوائها على جميع أغراض القرآن وما فيه من العلوم والحكم كما سيأتي تقريره في النوع الثالث والسبعين‏.‏

وقيل سميت بذلك لأنها افضل السور كما يقال لرئيس القوم أم القوم‏.‏

وقيل لأن حرمتها كحرمة القرآن كله‏.‏

وقيل لأن مفزع أهل الإيمان إليها كما يقال للراية أم لأن مفزع العسكر إليها‏.‏

وقيل لأنها محكمة والمحكمات أم الكتاب‏.‏

خامسها‏:‏ القرآن العظيم روى أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم القرآن هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم وسميت بذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن‏.‏

سادسها‏:‏ السبع المثاني ورد تسميتها بذلك في الحديث المذكور وأحاديث كثيرة أما تسميتها سبعاً فلأنها سبع آيات‏.‏

أخرج الدارقطني ذلك عن عليّ‏.‏

وقيل فيها سبعة آداب في كل آية أدب وفيه بعد‏.‏

وقيل لأنها خلت من سبعة أحرف الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والفاء‏.‏

قال المرسي‏:‏ وهذا أضعف مما قبله لأن الشيء إنما يسمى بشيء وجد فيه لا بشيء فقد منه‏.‏

وأما المثاني‏:‏ فيحتمل أن يكون مشتقاً من الثناء لنا فيها من الثناء على الله تعالى ويحتمل أن يكون من الثنيا لأن الله استثناها لهذه الأمة ويحتمل أن يكون من التثنية قيل لأنها تثني في كل ركعة ويقويه ما أخرجه ابن جرير بسند حسن عن عمر قال‏:‏ السبع المثاني فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة‏.‏

وقيل لأنها تثنى بصورة أخرى‏.‏

وقيل لأنها نزلت مرتين‏.‏

وقيل لأنها نزلت على قسمين ثناء ودعاء‏.‏

وقيل لأنها كلما قرأ العبد منها آية الله بالإخبار عن فعله كما في الحديث وقيل لأنها اجتمع فيها فصاحة المباني وبالغة المعاني‏.‏

وقيل غير ذلك‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
 
علوم القرءان من كتاب " الإتقان في علوم القرءان "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 7انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» خواطر الشيخ الشعراوي حول تفسير القرءان الكريم ( كتاب )
» علاج زوجة"الجبلى" على نفقة الدولة بـ2 مليون جنيه "اليوم السابع"
» لاعبو إنجلترا يتناولون "الفياجرا" قبل مواجهة "الخضر"!
» "الصحة"تضع صورة"خادشة للحياء"على عبوات السجائر
» "البُحتُرِيّ" شاعر السلاسل الذهبية "منقول"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإسلاميات :: منتدى التلاوة وعلوم القرءان-
انتقل الى: