فصل في السور التي نزلت بمكة وبها آيات مدنية
قال البيهقي في الدلائل في بعض السور التي نزلت بمكة آيات نزلت بالمدينة فألحقت بها وكذا قال ابن الحصار: كل نوع من المكي والمدني منه آيات مستثناة.
قال: إلا أن من الناس من اعتمد في الاستثناء على الاجتهاد دون النقل.
وقال ابن حجر في شرح البخاري: قد اعتنى بعض الأئمة ببيان ما نزل من الآيات بالمدينة في السور المكية.
قال: وأما عكس ذلك فهونزول شيء من سورة بمكة تأخر نزول تلك السورة إلى المدينة فلم أره إلا نادراً.
قلت: وها أنا ذا أذكر ما وقفت على استثنائه من النوعين مستوعباً ما رأيته من ذلك على الاصطلاح الأول دون الثاني وأشير إلى أدلة الاستثناء لأجل قول ابن الحصار السابق ولا أذكر الأدلة بلفظها اختصاراً وإحالة على كتابنا أسباب النزول.
الفاتحة تقدم قول أن نصفها نزل بالمدينة والظاهر أنها لنصف الثاني ولا دليل لهذا القول.
البقرة استثنى منها آيتان {فاعفوا واصفحوا} {ليس عليك هداهم}.
الأنعام قال ابن الحصار: استثنى منها تسع آيات ولا يصح به نقل خصوصاً مع ما قد ورد أنها نزلت جملة.
قلت: قد صح النقل عن ابن عباس باستثناء {قل تعالوا} الآيات الثلاث كما تقدم والبواقي {وما قدروا الله حق قدره} لما أخرجه ابن أبي حاتم أنها نزلت في مالك بن الصيف.
قوله: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً} الآيتين نزلتا في مسيلمة.
وقوله {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه} وقوله: {والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق} وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي قال: نزلت الأنعام كلها بمكة.
إلا آيتين نزلتا بالمدينة في رجل من اليهود وهوالذي قال: ما أنزل الله على بشر من شيء.
وقال الفرياني: حدثنا سفيان عن ليث بن بشر قال: الأنعام مكية إلا {قل تعالوا أتل} والآية التي بعدها.
الأعراف أخرج أبو الشيخ ابن حبان عن قتادة قال: الأعراف مكية إلا آية {واسألهم عن القرية} وقال غيره: من المدني {وإذ أخذ ربك من بني آدم} مدني الأنفال استثنى منها {وإذ يمكر بك الذين كفروا} الآية.
قال مقاتل: نزلت بمكة.
قلت: يرده ما صح عن ابن عباس أن هذه الآية بعينها نزلت بالمدينة كما أخرجناه في أسباب النزول واستثنى بعضهم قوله: {يا أيها النبي حسبك الله} الآية وصححه ابن العربي وغيره.
قلت: يؤيده ما أخرجه البزار عن ابن عباس أنها نزلت لما أسلم عمر.
براءة قال ابن الغرس: مدنية إلا آيتين {لقد جاءكم رسول} إلى آخرها.
قلت: غريب كيف وقد ورد أنها آخر ما نزل.
واستثنى بعضهم {ما كان للنبي} الآية لما ورد أنها نزلت في قوله عليه الصلاة والسلام لأبي طالب لأستغفرن لك ما لم أنه عنك.
يونس استثنى منها {فإن كنت في شك} الآيتين.
وقوله: {ومنهم من يؤمن به} الآية قيل نزلت في اليهود وقيل من أولها إلى رأس أربعين مكي والباقي مدني حكاها ابن الغرس والسخاوي في جمال القراء.
هود استثنى منها ثلاث آيات {فلعلك تارك} {أفمن كان على بينة من ربه} {وأقم الصلاة طرفي النهار} قلت: دليل الثالثة ما صح عن عدة طرق أنها نزلت بالمدينة في حق أبي اليسر.
يوسف استثنى منها ثلاث آيات من أولها حكاه أبو حيان وهو واه جداً لا يلتفت إليه.
الرعد أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال: سورة الرعد مدنية إلا آية قوله: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} وعلى القول بأنها مكية يستثنى قوله: {الله يعلم} إلى قوله: {شديد المحال}.
كما تقدم والآية آخرها.
فقد أخرج أبن مردويه عن جندب قال: جاء عبد الله بن سلام حتى أخذ بعضادتي باب المسجد قال: أنشدكم بالله أي قوم تعلمون أني الذي أنزلت فيه {ومن عنده علم الكتاب} قالوا: اللهم نعم.
إبراهيم أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال: سورة إبراهيم مكية غير آيتين مدنيتين {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً} إلى {فبئس القرار}.
الحجر استثنى بعضهم منها {ولقد آتيناك سبعاً} الآية.
قلت: وينبغي استثناء قوله: {ولقد علمنا المستقدمين} الآية لما أخرجه الترمذي وغيره في سبب نزولها وأنها في صفوف الصلاة.
النحل تقدم عن ابن عباس أنه استثنى آخرها وسيأتي في السفر ما يؤيده.
وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي قال: نزلت النحل كلها بمكة إلا هؤلاء الآيات {وإن عاقبتم} إلى آخرها.
وأخرج عن قتادة قال: سورة النحل من قوله {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا} إلى آخرها مدني وما قبلها إلى آخر السورة مكي.
وسيأتي في أوله ما نزل عن جابر بن زيد أن النحل نزل منها بمكة أربعون وباقيها بالمدينة ويرد ذلك ما أخرجه أحمد عن عثمان بن أبي العاص في نزول {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} وسيأتي في نوع الترتيب.
الإسراء استثنى منها {ويسألونك عن الروح} الآية لما أخرج البخاري عن ابن مسعود أنها نزلت بالمدينة في جواب سؤال اليهود عن الروح.
واستثنى منها أيضاً {وإن كادوا ليفتنونك} إلى قوله: {إن الباطل كان زهوقاً} وقوله: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن} الآية وقوله: {وما جعلنا الرؤيا} الآية وقوله: {إن الذين أوتوا العلم من قبله} لما أخرجناه في أسباب النزول.
الكهف استثنى من أولها إلى {جزراً} وقوله: {واصبر نفسك} الآية {وإن الذين آمنوا} إلى آخر السورة.
مريم استثنى منها آية السجدة وقوله: {وإن منكم إلا واردها} طه استثنى منها {فاصبر على ما يقولون} الآية.
قلت: ينبغي أن يستثني آية أخرى.
فقد أخرج البزار وأبو يعلي عن أبي رافع قال أضاف النبي صلى الله عليه وسلم ضيف فأرسلني إلى رجل من اليهود أن أسلفني دقيقاً إلى هلال رجب فقال: لا إلا برهن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته.
فقال: أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض فلم أخرج من عنده حتى نزلت هذه الآية {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم} الأنبياء استثنى منها {أفلا يرون أنا نأتي الأرض} الآية.
الحج تقدم ما يستثنى منها.
المؤمنون استثنى منها {حتى إذا أخذنا مترفيهم} إلى قوله {مبلسون}.
الفرقان استثنى منها {والذين لا يدعون} إلى {رحيماً}.
الشعراء استثنى ابن عباس منها {والشعراء} إلى آخرها كما تقدم.
زاد غيره.
وقوله: {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} حكاه ابن الغرس.
القصص استثنى منها {الذين آتيناهم الكتاب} إلى قوله: {الجاهلين} فقد أخرج الطبراني عن ابن عباس أنها نزلت هي وآخر الحديد في أصحاب النجاشي الذين قدموا وشهدوا وقعة أحد.
وقوله: {إن الذي فرض عليك القرآن} الآية لما سيأتي.
العنكبوت استثنى من أولها إلى {وليعلمن المنافقين} لما أخرجه ابن جرير في سبب نزولها.
قلت: ويضم إليه {وكأين من دابة} الآية لما أخرجه ابن أبي حاتم في سبب نزولها.
لقمان استثنى منها ابن عباس {ولو أنما في الأرض} الآيات الثلاث كما تقدم.
السجدة استثنى منها ابن عباس {أفمن كان مؤمناً} الآيات الثلاث كما تقدم وزاد غيره {تتجافى جنوبهم} ويدل له ما أخرجه البزار عن بلال قال: كنا نجلس في المسجد وناس من الصحابة يصلون بعد المغرب إلى العشاء فنزلت.
سبأ استثنى منها {ويرى الذين أوتوا العلم} الآية.
وروى الترمذي عن فروة بن نسيك المرادي قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي الحديث وفيه ز أنزل في سبأ ما أنزل فقال رجل: يا رسول الله وما سبأ الحديث.
قال ابن الحصار: هذا يدل على أن هذه القصة مدنية لأن مهاجرة فروة بعد إسلام ثقيف سنة تسع.
قال: ويحتمل أن يكون قوله وأنزل حكاية عما تقدم نزوله قبل هجرته.
يس استثنى منها {إنا نحيي الموتى} الآية لما أخرجه الترمذي والحاكم عن أبي سعيد قال: كانت بنوسلمة في ناحية المدينة فأرادوا النقلة إلى قريب المسجد فنزلت هذه الآية.
قال النبي صلى الله عليه وسلم إن آثاركم تكتب فلم ينتقلوا واستثنى بعضهم {وإذا قيل لهم أنفقوا} الآية قيل نزلت في المنافقين.
الزمر استثنى منها {قل يا عبادي} الآيات الثلاث كما تقدم عن ابن عباس.
وأخرج الطبراني من وجه آخر عنه أنها نزلت في وحشي قاتل حمزة.
وزاد بعضهم {قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم} الآية وذكره السخاوي في جمال القراء.
وزاد غيره {الله نزل أحسن الحديث} الآية وحكاه ابن الجزري.
غافر استثنى منها {إن الذين يجادلون} إلى قوله {لا يعلمون}.
فقد أخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية وغيره أنها نزلت في اليهود لما ذكروا الدجال وأوضحته في أسباب النزول.
شورى استثنى منها {أم يقولون افترى} إلى قوله {بصير} قلت: بدلالة ما أخرجه الطبراني والحاكم في سبب نزولها فإنها نزلت في الأنصار.
وقوله {ولو بسط} الآية نزلت في أصحاب الصفة واستثنى بعضهم {والذين إذا أصابهم البغي} إلى قوله {من سبيل} حكاه ابن الغرس.
الزخرف استثنى منها {واسأل من أرسلنا} الآية.
قيل نزلت بالمدينة وقيل في السماء.
الجاثية استثنى منها {قل للذين آمنوا}.
الآية حكاه في جمال القراء عن قتادة.
الأحقاف استثنى منها {قل أرايتم إن كان من عند الله} الآية فقد أخرج الطبراني بسند صحيح عن عوف بن مالك الأشجعي أنها نزلت بالمدينة في قصة إسلام عبد الله بن سلام وله طرق أخر لكن أخرج ابن أبي حاتم عن مسروق قال: أنزلت هذه الآية بمكة وإنما كان إسلام ابن سلام بالمدينة وإنما كانت خصومة خاصم بها محمداً صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عن الشعبي قال: ليس بعبد الله بن سلام وهذه الآية مكية.
واستثنى بعضهم {ووصينا الإنسان} الآيات الأربع.
وقوله {فاصبر كما صبر أولوالعزم} الآية.
حكاه في جمال القراء.
ق استثنى منها {ولقد خلقنا السموات} إلى {لغوب} فقد أخرج الحاكم وغيره أنها نزلت في اليهود.
النجم استثنى منها {الذين يجتنبون} إلى أبقى وقيل {أفرأيت الذي تولى} الآيات التسع.
القمر استثنى منها {سيهزم الجمع} الآية وهومردود لما سيأتي في النوع الثاني عشر.
وقيل {إن المتقين} الآيتين.
الرحمن استثنى منها {يسأله} الآية حكاه في جمال القراء.
الواقعة استثنى منها {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} وقوله {فلا أقسم بواقع النجوم} إلى {يكذبون} لما أخرجه مسلم في سبب نزولها.
الحديد يستثنى منها على القول بأنها مكية آخرها.
المجادلة استثنى منها {ما يكون من نجوى ثلاثة} الآية حكاه ابن الغرس وغيره.
التغابن يستثنى منها على أنها مكية آخرها لما أخرجه الترمذي والحاكم في سبب نزولها.
التحريم تقدم عن قتادة أن المدني منها إلى رأس العشر والباقي مكي.
تبارك أخرج جبيرة في تفسيره عن الضحاك عن ابن عباس قال: {فاصبر} إلى {الصالحين} فإنه مدني حكاه السخاوي في جمال القراء.
المزمل استثنى منها {واصبر على ما يقولون} الآيتين حكاه الأصبهاني وقوله {إن ربك يعلم} إلى آخر السورة حكاه ابن الغرس.
ويرده ما أخرجه الحاكم عن عائشة أنه نزل بعد نزول صدر السورة بسنة وذلك حين فرض قيام الليل في أول الإسلام قبل فرض الصلوات الخمس.
الإنسان استثنى منها {فاصبر لحكم ربك}.
المرسلات استثنى منها {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} حكاه ابن الغرس.
المطففين قيل مكية إلا ست آيات من أولها البلد قيل مدنية إلا أربع آيات من أولها.
الليل قيل مكية إلا أولها.
أرأيت قيل نزل ثلاث آيات من أولها بمكة والباقي بالمدينة.
ضوابط أخرج الحاكم في مستدركه والبيهقي في الدلائل والبزار في مسنده من طريق الأعمش عن إبراهيم بن علقمة بن عبد الله قال: ما كان يا أيها الذين آمنوا أنزل بالمدينة وما كان يا أيها الناس فبمكة وأخرجه أبو عبيد في الفضائل عن علقمة مرسلاً.
وأخرج عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن يا أيها الناس أويا بني آدم فإنه مكي وما كان يا أيها الذين آمنوا فإنه مدني.
قال ابن عطية وابن الغرس وغيرهما: هوفي يا أيها الذين آمنوا صحيح وأما يا أيها الناس فقد يأتي في المدني.
وقال ابن الحصار: وقد اعتنى المتشاغلون بالنسخ بهذا الحديث واعتمدوه على ضعفه وقد اتفق الناس على أن النساء مدنية وأولها يا أيها الناس وعلى أن الحج مكية وفيها {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا} وقال غيره: هذا القول إن أخذ على إطلاقه فيه نظر فإن سورة البقرة مدنية وفيها يا أيها الناس اعبدوا ربكم {يا أيها الناس كلوا مما في الأرض} وسورة النساء مدنية وأولها: يا أيها الناس.
وقال مكي: هذا إنما هوفي الأكثر وليس بعام وفي كثير من السور المكية يا أيها الذين آمنوا.
وقال غيره: الأقرب حمله على أنه خطاب المقصود به أوجمل المقصود به أهل مكة أوالمدينة.
وقال القاضي: إن كان الرجوع في هذا إلى النقل فمسلم وإن كان السبب فيه حصول المؤمنين بالمدينة على الكثرة دون مكة فضعيف إذ يجوز خطاب المؤمنين بصفتهم وباسمهم وجنسهم ويؤمر غير المؤمنين بالعبادة كما يؤمر المؤمنين بالاستمرار عليها والازدياد منها نقله الإمام فخر الدين في تفسيره.
وأخرج البيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كل شيء نزل من القرآن فيه ذكر الأمم والقرون فإنما نزل بمكة وما كان من الفرائض والسني فإنما نزل بالمدينة.
وقال الجعبري: لمعرفة المكي والمدني طريقان: سماعي وقياسي.
فالسماعي ما وصل إلينا نزوله بأحدهما والقياسي كل سورة فيها يا أيها الناس فقط أوكلا أوأولها حرف تهج سوى الزهراوين والرعد وفيها قصة آدم وإبليس سوى البقرة فهي مكية وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم الخالية مكية وكل سورة فيها فريضة أوحد فهي مدنية اه.
وقال مكي: كل سورة فيها ذكر المنافقين فمدنية.
وزاد غيره: سوى العنكبوت.
وفي كامل الهذلي: كل سورة فيها سجدة فهي مكية.
وقال الديريني رحمه الله: وما نزلت كلا بيثرب فاعلمن ولم تأت في القرآن في نصفه الأعلى وحكمة ذلك أن نصفه الأخير نزل أكثره بمكة وأكثرها جبابرة فتكررت فيه على وجه التهديد والتعنيف لهم والإنكار عليهم بخلاف النصف الأول وما نزل منه في اليهود لم يحتج إلى إيرادها فيه لذاتهم وضعفهم ذكره العماني.
فائدة أخرج الطبراني عن ابن مسعود قال: نزل المفصل بمكة فمكثنا حججاً نقرؤه ولا ينزل غيره.
تنبيه قد تبين بما ذكرناه من الأوجه التي ذكرها ابن حبيب المكي والمدني وما اختلف فيه وترتيب نزول ذلك والآيات المدنيات في السور المكية والآيات المكيات في السور المدنية.
وبقي أوجه تتعلق بهذا النوع فنذكرها وأمثلتها.
مثال ما نزل بمكة وحكمه مدني {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى} الآية نزلت بمكة يوم الفتح وهي مدنية لأنها نزلت بعد الهجرة.
وقوله {اليوم أكملت لكم دينكم} كذلك.
قلت: وكذا قوله {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} في آيات أخر.
ومثال ما نزل بالمدينة وحكمه مكي: سورة الممتحنة فإنها نزلت بالمدينة مخاطبة لأهل مكة.
وقوله في النحل {والذين هاجروا} إلى آخرها نزل بالمدينة مخاطباً به أهل مكة.
وصدر براءة نزل بالمدينة خطاباً لمشركي أهل مكة.
ومثال ما يشبه تنزيل المدني في السور المكية قوله في النجم {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} فإن الفواحش كل ذنب فيه حد والكبائر كل ذنب عاقبته النار واللمم ما بين الحد من الذنوب ولم يكن بمكة حد ولا نحوه.
ومثال ما يشبه تنزيل مكة في السور المدنية قوله {والعاديات ضبحاً} وقوله في الأنفال {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق} الآية.
ومثال ما حمل من مكة إلى المدينة سورة يوسف والإخلاص.
قلت: وسبح لما تقدم في حديث البخاري.
ومثال ما حمل من المدينة إلى مكة {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه} وآية الربا وصدر براءة وقوله تعالى {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآيات.
ومثال ما حمل إلى الحبشة {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء} الآيات.
قلت: صح حملها إلى الروم وينبغي أن يمثل لما حمل إلى الحبشة بسورة مريم فقد صح أن جعفر بن أبي طالب قرأها على النجاشي.
وأخرجه أحمد في مسنده.
وأما ما أنزل بالجحفة والطائف وبيت المقدس والحديبية فسيأتي في النوع الذي يلي هذا ويضم إليه ما نزل بمنى وعرفات وعسفان وتبوك وبدر وأحد وحراء وحمراء الأسد.