منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من أسرار القرآن

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

من أسرار القرآن Empty
مُساهمةموضوع: من أسرار القرآن   من أسرار القرآن Emptyالإثنين 23 مارس 2009 - 14:05


‏بقلم‏:‏د‏.‏ زغلـول النجـار
(294)‏ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين‏(‏ الذاريات‏:24)‏
هذه الآية الكريمة جاءت في أوائل الثلث الثاني من سورة الذاريات وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها ستون‏(60)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لاستهلالها بقسم من الله ـ تعالي ـ بالرياح التي تذرو الغبار ذروا‏.‏ ويدور المحور الرئيسي للسورة حول قضية العقيدة‏,‏ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏,‏ ومن ركائز العقيدة التي جاءت في هذه السورة المباركة‏:‏ الإيمان بالبعث والجزاء‏,‏ ولذلك بدأت بالقسم بعدد من آيات الله في الكون علي حقيقة البعث وحتمية الحشر والحساب والجزاء‏,‏ ثم تابعت بقسم آخر‏:‏ يقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ فيه‏:‏ والسماء ذات الحبك علي أن الناس في هذه الأمور مختلفون‏,‏ وغير مستقرين علي رأي واحد‏,‏ فمنهم المؤمن‏,‏ ومنهم الكافر‏,‏ وأنه لا يكفر بهذا الحق إلا منحرف صاحب هوي شيطاني خبيث‏.‏

هذا وقد سبق لنا استعراض سورة الذاريات وما جاء فيها من ركائز العقيدة والآيات الكونية‏,‏ ونركز هنا علي ومضة الإعجاز العلمي والتاريخي في واقعة زيارة الملائكة لبيت نبي الله إبراهيم ـ عليه السلام ـ ليبشروه بغلام عليم‏,‏ وهو قد بلغ من الكبر عتيا فأصبح شيخا طاعنا في السن‏,‏ وكذلك كانت امرأته عجوزا عاقرا‏.‏

وفي استعراض القرآن الكريم لسيرة أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ جاء ذكر هذه الواقعة في كل من سورة هود‏(69‏ ــ‏76)‏ وسورة الحجر‏(51‏ ـ‏58)‏ وسورة الذاريات‏(24‏ ـ‏34)‏ وفي كل من هذه المواضع الثلاثة من كتاب الله عرضت الواقعة من زاوية خاصة تتناسب مع سياق السورة‏,‏ ونخص بالذكر هنا ما جاء عنها في سورة الذاريات حيث يعرض ربنا ـ تبارك وتعالي ـ تلك الواقعة موجها الخطاب إلي خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قائلا له‏:‏

هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين‏*‏ إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون‏*‏ فراغ إلي أهله فجاء بعجل سمين‏*‏ فقربه إليهم قال ألا تأكلون‏*‏ فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلام عليم‏*‏ فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم‏*‏ قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم
‏(‏الذاريات‏:24‏ ـ‏30).‏

من أوجه الإعجاز العلمي والتاريخي في هذه الواقعة
أولا‏:‏ من أوجه الإعجاز العلمي‏:‏
القطع بوجود الملائكة‏:‏ وقد شكك في وجودهم الملاحدة والمتشككون والكافرون‏,‏ والملائكة أجسام نورانية لا يراها الإنسان‏,‏ وهم من عباد الله المكرمين‏,‏ وهم السفرة الكرام البررة‏,‏ وهم أهل الملأ الأعلي‏,‏ وهم خلق مفطورون علي طاعة الله‏,‏ فلا نوازع عندهم ولا شهوات‏,‏ وهم لا يأكلون ولا يشربون‏,‏ ولا يتغوطون‏.‏ وقد ذكرهم الله ـ تعالي ـ في محكم كتابه مؤكدا أنهم خلقوا قبل خلق الإنسان‏,‏ وأنهم متفاوتون في الخلق‏,‏ وفي الدرجات‏,‏ وفي عدد الأجنحة التي خص الله ـ تعالي ـ بها كلا منهم‏,‏ وهم خلق كثير لايعلم عددهم إلا الله ـ سبحانه وتعالي ـ الذي أعطاهم القدرة علي التشكل‏,‏ فقد جاءت الملائكة كلا من أنبياء الله إبراهيم ولوط ومحمد ـ صلي الله وسلم وبارك عليهم أجمعين ـ في صورة الرجل‏,‏ كذلك جاء جبريل ـ عليه السلام ـ للسيدة مريم ـ عليها رضوان الله ـ فتمثل لها بشرا سويا‏.‏

والإيمان بالملائكة من صميم عقيدة المسلم‏,‏ وإن كانوا من الغيب المطلق الذي لا سبيل للإنسان إليه إلا عن طريق وحي السماء المنزل علي أنبياء الله ورسله‏.‏ وعلي الرغم من تشكك بعض الملاحدة في وجود الملائكة‏,‏ فإن جميع الملاحظات العلمية تؤكد اليوم حقيقة الغيب‏,‏ وانقسام الوجود إلي عالمين هما‏:‏ عالم الشهادة المنظور‏:‏ ويشمل كل ما يراه الإنسان بعينيه المجردتين أو بالاستعانة بالعدسات المكبرة‏,‏ أو يدركه بواسطة وسائل للإدراك غير المباشر مثل أجهزة الرادار وغيرها‏,‏ وعالم الغيب غير المنظور‏:‏ والغيب غيبان‏:‏

(1)‏ ـ غيب مرحلي‏(‏ أي مؤقت‏):‏ يكتشفه الإنسان علي مراحل متتالية مع اتساع دائرة علومه وبحوثه وكشوفه‏,‏ وهو الذي تجري كل المعارف العلمية واءه من أجل اكتشافه‏.‏

(2)‏ ـ غيب مطلق‏:‏ وهو الذي لا سبيل للإنسان في معرفة شيء منه إلا عن طريق وحي السماء‏,‏ لأن الله ـ تعالي ـ قد استأثر بعلمه‏,‏ أو اختص نفرا من خلقه بطرف منه‏.‏ ومن الغيوب المطلقة‏:‏ كل من الذات الإلهية‏,‏ الملائكة‏,‏ الجن‏,‏ الروح ـ الساعة الآخرة من الدنيا‏,‏ حياة البرزخ‏,‏ البعث‏,‏ الحشر‏,‏ الصراط‏,‏ الميزان‏,‏ الحساب‏,‏ الجنة‏,‏ النار‏,‏ وغيرها مما لا نعلم من خلق الله‏.‏

وقد ثبت أن المواد المرئية أي المدركة بواسطة الضوء‏(LuminousMatter)‏ لا تشكل سوي‏(0,4‏ ـ‏%)‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ بينما تشكل المواد الخفية‏(NonluminousMatter)‏ حوالي‏(3,7%)‏ وتمثل الطاقة الخفية‏(DarkEnergy)‏ حوالي‏(73%)‏ من مادة الجزء المدرك من الكون‏,‏ والباقي هو من أمور الغيب المطلق‏.‏ فنحن نري الشمس‏,‏ ولكننا لا ندرك من ضوئها إلي النزر اليسير‏.‏

وذلك لأن ضوء الشمس عبارة عن سلسلة متصلة من أمواج الطيف الكهرومغناطيسي التي لا تختلف فيما بينها إلا في تردداتها وأطوال موجاتها التي تمتد من جزء من تريليون جزء من المتر‏(‏ بالنسبة إلي أشعة جاما‏)‏ إلي عدة كيلو مترات بالنسبة لموجات الراديو‏(‏ الموجات غير السلكية‏).‏ وتميز عين الإنسان من موجات أشعة الشمس سبعة أطياف فقط تعرف باسم الضوء المرئي وتشمل الأحمر‏,‏ البرتقالي‏,‏ الأصفر‏,‏ الأخضر‏,‏ الأزرق‏,‏ النيلي‏,‏ والبنفسجي‏,‏ والتي يمتد طولها الموجي بين واحد من مائة من الميكرون‏,‏ ومائة ميكرون‏(‏ والميكرون يساوي جزءا من مليون جزء من المتر‏).‏ ونضم إلي هذا الحيز كل من الأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء‏.‏ وإن كانت عين الإنسان لا تستطيع رؤية أي منهما‏,‏ ولا أي من موجات أشعة الشمس الأخري‏.‏

وحسابات الجاذبية بين مجرات السماء تؤكد أن نسبة المدرك من الكون لا تكاد تتعدي‏(0,4%)‏ من مجموع المادة والطاقة الموجودة فعلا فيه‏,‏ ويطلق علي الباقي أسم المادة الداكنة أو المظلمة‏(NonlumlnousOrDarkMatter)‏ أو اسم المادة الخفية أو مادة الظل‏(ShadowMatter)‏ والتي أمكن التكهن بوجودها علي أساس من حسابات الكتل الناقصة‏(TheMissingMasses)‏ وحسابات معدلات انحناء الضوء من حولها‏(GravitationalLensing).‏

فإذا كان الإنسان لا يري أكثر من‏(0,4%)‏ من مادة الجزء المدرك من الكون المحيط به‏,‏ فإذا أخبره الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ عن وجود خلق غيبي اسمهم الملائكة‏,‏ وأعطي شيئا من أخبارهم وصفاتهم في محكم كتابه‏,‏ وعلي لسان خاتم أنبيائه ورسله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وأوجب علينا الإيمان بهم‏,‏ فليس أمام الإنسان إلا التسليم بوجودهم وبالأدوار التي كلفهم الله ـ تعالي ـ بها‏,‏ ولذلك أكد ربنا ـ تبارك تعالي ـ وجود الملائكة‏,‏ وقدرتهم علي التشكل بهيئة الإنسان موجها الخطاب إلي خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ قائلا له‏:‏ هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين‏*‏ إذ دخلوا عليه‏....‏

(2)‏ في الإشارة إلي أن الملائكة لا يأكلون‏:‏
الملائكة خلق من نور‏,‏ فعن أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ خلقت الملائكة من نور‏,‏ وخلق الجان من مارج من نار‏,‏ وخلق آدم مما وصف لكم‏(‏ صحيح مسلم‏).‏

والخلق الذي من نور لا يحتاج إلي ما نحتاج إليه نحن ـ بني آدم ـ من طعام وشراب‏,‏ وعلي ذلك فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يتغوطون‏,‏ ولا يتناسلون‏,‏ ولا ينامون‏,‏ وقد أعطاهم الله ـ سبحانه وتعالي ـ القدرة علي التشكل‏,‏ فلما جاءوا إبراهيم ـ عليه السلام ـ في هيئة الرجال‏,‏ وقدم لهم الطعام فلم تمتد أيديهم إليه‏,‏ خاف إبراهيم‏,‏ لأنه كان من عادة العرب أن من لا يأكل طعامك فقد أضمر لك شرا‏,‏ فأخبروه بأنهم رسل ربه من الملائكة ـ والملائكة لا يأكلون ـ كما بشروه بغلام عليم وفي ذلك قال ـ تعالي ـ

(3)‏ في قدرة الله ـ تعالي ـ علي جعل عجوز عقيم تلد‏:‏
يتكون الجهاز التناسلي في أنثي الإنسان من كل من المبيضين‏,‏ وأنبوب الرحم‏,‏ والرحم‏,‏ والمهبل‏,‏ والأعضاء الخارجية‏,‏ والغدد الدهليزية العظمي‏,‏ وغدد الثديين‏.‏

ويتم تخلق النطف الأنثوية والأنثي لا تزال جنينا في بطن أمها‏,‏ ويبلغ عددها قرابة المليونين‏,‏ ويتناقص هذا العدد عند البلوغ إلي ما بين ثلاثمائة ألف وأربعمائة ألف خلية ابتدائية للنطف الأنثوية‏,‏ ثم تبدأ هذه الخلايا في الانقسام الانتصافي علي مرتين لتكون أرومة البييضة‏(Ootid)‏ التي تنمو إلي البييضة‏(Ovum).‏ والبييضة الناضجة تحمل نصف عدد الصبغيات المحدد لنوع الإنسان‏,‏ وكل من المبيضين ينتج بييضة ناضجة واحدة كل شهرين بالتبادل من بداية سن البلوغ وحتي سن لايأس‏.‏ وتنتج أنثي الإنسان طوال فترة خصوبتها ما بين ثلاثمائة وخمسمائة بييضة ناضجة‏,‏ ولا يتم إخصاب إلا آحاد منها إن أراد الله ـ تعالي ـ ذلك‏,‏ فعند الوصول إلي سن البلوغ تفرز الأنثي بييضة واحدة في منتصف دورتها الشهرية‏,‏ تندفع إلي قناة المبيض كي تتحرك في اتجاه الرحم‏.‏ فإذا تواجدت الحيامن في هذه اللحظة فإن أحدها فقط قد يتمكن من اختراق جدار البييضة في محاولة لإخصابها‏.‏

وبإتمام عملية الإخصاب تتكون النطفة الأمشاج‏(‏ أي المختلطة‏)‏ التي تعرف باسم اللقيحة‏(Zygote)‏ والتي يتكامل فيها عدد الصبغيات إلي‏(46)‏ صبغيا‏,‏ وهو العدد المحدد لنوع الإنسان‏,‏ وتتعلق اللقيحة بجدار الرحم‏,‏ متغذية علي دم الأم فتبدأ دورة الجنين في الإنسان من مرحلة العلقة إلي الحميل الكامل‏.‏ وفي مقابل كل بييضة يفرزها المبيض فإن الخصية تفرز بليون حيوان منوي‏(‏ حيمن‏)‏ علي أقل تقدير‏.‏ وتحتاج هذه الحيامن إلي زمن يقدر بست ساعات إلي أربع وعشرين ساعة لتقطع رحلتها من المهبل إلي الرحم‏,‏ فلا يصل منها إلي الرحم أكثر من خمسمائة حيمن‏,‏ يقدر الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ لواحد منها ـ له صفات وراثية محددة ـ يعطيه القدرة علي اختراق جدار البييضة ليتم إخصابها مكونا النطفة الأمشاج‏(‏ اللقيحة‏)‏ التي تبدأ في الانقسام حتي تكون التويتة التي تلتصق بجدار الرحم لتكمل مشوار الحمل بإذن الله‏.‏

ولا يصل إلي مرحلة الإنجاب من هذه الأجنة إلا أقل القليل‏,‏ لأن أي خلل يحدث أثناء هذه الرحلة الشاقة لكل من البييضة والحيامن إلي مختلف مراحل الجنين ثم الحميل قد يعوق عملية الإنجاب‏,‏ ويؤدي إلي فشلها بالكامل‏.‏ والخالق الذي قدر ذلك كله هو وحده الذي يتحكم في عملية الإنجاب‏,‏ ولذلك قال ـ عز من قائل‏:‏ ـ لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور‏*‏ أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير‏.(‏ الشوري‏:49‏ ـ‏50).‏

وما دام الأمر كله بيد الله ـ تعالي ـ فهل يعجزه أن يهب غلاما عليما؟ لعجوز عاقر كزوج ابراهيم ـ عليه السلام ـ الذي كان قد بلغ من العمر أرذله والجواب بالقطع لا‏!!‏ ولذلك جاء جواب الملائكة قاطعا‏:‏ قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم‏(‏ الذاريات‏:30).‏

ثانيا‏:‏ من أوجه الإعجاز التاريخي‏:‏
لقد جاء ذكر هذه الواقعة في بعض كتب الأولين ويذكر أن الذي ظهر لإبراهيم ـ عليه السلام ـ هو الله ـ سبحانه وتعالي ـ والإنسان لا يستطيع أن يري الله ـ تعالي ـ طالما كانت الروح محبوسة في جسد الإنسان الطيني في الحياة الدنيا‏.‏ كما يذكر أن إبراهيم سجد لهم‏,‏ والسجود لا ينبغي لغير الله ـ تعالي ـ وذكر أن الرجال الثلاثة أكلوا‏,‏ والملائكة لا يأكلون ولا يشربون‏.‏

تتضح ومضة الإعجاز في وصف القرآن الكريم لها بهذه الدقة التاريخية والعلمية البالغة‏,‏ فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خير الأنام ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين ـ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

من أسرار القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسرار القرآن   من أسرار القرآن Emptyالإثنين 13 أبريل 2009 - 12:22

من أسرار القرآن
‏بقلم‏:‏د‏.‏ زغلـول النجـار
(296)‏ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين‏*,(‏ النحل‏:123)‏
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في خواتيم سورة النحل وهي سورة مكية وآياتها مائة وثمان وعشرون‏(128)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي النحل‏,‏ ويدور محورها الرئيسي حول قضية العقيدة شأنها في ذلك شأن كل السور المكية‏.‏

هذا وقد سبق لنا استعراض سورة النحل وماجاء فيها من ركائز العقيدة والاشارات الكونية ونركز هنا علي ومضة الاعجاز التاريخي في ثناء الله تعالي علي عبده ونبيه إبراهيم عليه السلام مؤكدا كلا من وحدة رسالة السماء والأخوة بين الأنبياء حيث يقول وقوله الحق‏:‏ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين‏*‏ شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلي صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين‏*‏ ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين‏*‏

(‏النحل‏:120‏ ـ‏123).‏
من أوجه الإعجاز التاريخي في النص الكريم
جاء ذكر نبي الله إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم تسعا وستين‏(69)‏ مرة‏,‏ وذلك للتأكيد علي حقيقته التاريخية‏,‏ ويثني ربنا تبارك وتعالي علي هذه الشخصية التاريخية بأن إبراهيم عليه السلام كان أمة بمفرده‏,‏ لأنه كان إماما يقتدي به وكان مثالا للإنسان الذي يحترم عقله فيوظفه توظيفا راجحا في التعرف علي خالقه من خلال التأمل في بديع صنعه في الكون‏,‏ وكان نموذجا للإنسانية كلها في التعرف علي الله سبحانه وتعالي وطاعته وشكره‏,‏ والإنابة إليه من خلال النظر في الكون من حوله علي الرغم من إغراق أهله وقومه في الشرك بالله وعبادة الأصنام والأوثان والنجوم والكواكب‏,‏ فخالفهم إبراهيم في ذلك إلي عبادة الله تعالي وحده‏,‏ فكان إماما للتوحيد الخالص يقتدي به في هذا المنهج الاستقرائي للكون من أجل معرفة خالقه‏,‏ ومن هنا قال ربنا تبارك وتعالي‏:‏ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا‏..‏ لأن لفظ‏(‏ الأمة‏)‏ هنا هو تعبير عن معلم الناس الخير الذي يتركز في أعلي مراتبه في أمر الدين‏,‏ وبذلك كان إبراهيم أمة وحده لأنه كان الموحد الوحيد لله تعالي وسط قومه المشركين فدعاهم إلي توحيد الخالق سبحانه وتعالي‏,‏ فما آمن معه إلا أقل القليل‏.‏

وكان إبراهيم عليه السلام في ذلك نموذجا للهداية والطاعة والشكر والإنابة والخشية لله تعالي‏,‏ لأن‏(‏ القانت‏)‏ هو الخاشع المطيع و‏(‏الحنيف‏)‏ هو المائل قصدا عن الشرك بالله تعالي إلي التوحيد الخالص لله الخالق البارئ المصور‏,‏ ولهذا قال ربنا تبارك وتعالي في وصف هذا الموقف الإبراهيمي الكريم‏:‏ إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين

(‏النحل‏:120).‏
ومن هنا فلا يجوز أن يتمحك أو يتمسح به المشركون في كل زمان ومكان كما هو حادث في أيامنا هذه تحت عنوان مايسمي زورا باسم العقيدة الإبراهيمية‏(TheAbrahamicFaith)‏ والذين يحاولون الانضواء تحتها هم من عتاة المشركين‏..!!‏ ولذلك وصف الله تعالي عبده إبراهيم بقوله وقوله الحق‏:‏ شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلي صراط مستقيم‏(‏ النحل‏:121).‏

ومن معاني ذلك أن إبراهيم كان شاكرا لأنعم الله بالقول والعمل لا كهؤلاء المشركين الذين يحاولون نسبة أنفسهم إلي إبراهيم وهم يجحدون نعمة الله قولا ويكفرونها عملا بالإصرار علي الشرك بالله تعالي‏,‏ وهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد‏.‏

وانطلاقا من نجاح إبراهيم عليه السلام في التعرف علي خالقه من خلال التأمل في بديع صنع هذا الخالق العظيم في الكون فإن الله تعالي اجتباه‏,‏ أي اختاره‏,‏ وهداه إلي صراط مستقيم‏,‏ وهو صراط التوحيد الخالص القويم الذي نادي به الإسلام من لدن أبينا آدم عليه السلام إلي قيام الساعة‏,‏ واصطفاه للنبوة وجعلها في ذريته إلي خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏,‏ وكلهم قد بعث بالإسلام العظيم علي الرغم من تمحك عدد من أصحاب المعتقدات المعاصرين بادعاء الانتساب إلي ابراهيم عليه السلام وتمسحهم به وهم أبعد مايكونون عن ملته‏.‏

وتقديرا للدور الرائد الذي قام به إبراهيم عليه السلام بعدم اتباع والده وقومه في عبادة كل من الأصنام وأجرام السماء فإن الله سبحانه وتعالي قد أكرمه في الدنيا بأن جعله إماما للهدي ناطقا بالحق وداعيا إليه كما أكرمه بعدد من المعجزات التي أجراها علي يديه ونجاه من النار التي حاول قومه احراقه بها ورفع ذكره في الدنيا وجعله في الآخرة من الصالحين‏,‏ ورزقه علي الكبر الذرية الصالحة التي جعل فيها عددا من الأنبياء كان منهم ذبيح الله إسماعيل عليه السلام الذي ختمت النبوات في نسله ببعثة الرسول الخاتم صلي الله عليه وسلم وكان منهم اسحاق عليه السلام الذي كان من نسله كل من يعقوب‏,‏ يوسف‏,‏ شعيب‏,‏ أيوب‏,‏ موسي‏,‏ هارون‏,‏ ذو الكفل‏,‏ داود‏,‏ سليمان‏,‏ إلياس‏,‏ اليسع‏,‏ يونس‏,‏ زكريا‏,‏ يحيي‏,‏ وعيسي ابن مريم عليهم جميعا من الله السلام‏,‏ وأكرم الله تعالي عبده ونبيه إبراهيم بأن بوأ له مكان البيت وشرفه هو وابنه اسماعيل برفعه من قواعده كما أكرمه بالأذان بالحج وهي الدعوة المستجابة منذ أربعة آلاف سنة الي اليوم وإلي أن يشاء الله‏,‏ وأكرمه باستجابة دعوته لمكة المكرمة بأن جعلها بلدا آمنا ورزق أهلها من الطيبات ولذلك قال تعالي‏:‏ وآتيناه في

الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين‏(‏ النحل‏:122).‏
وتأكيدا علي وحدة رسالة السماء وعلي الأخوة بين الأنبياء جاء التوجيه الإلهي الي خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين بالنص التالي ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وماكان من المشركين‏(‏ النحل‏:123).‏

فانطلاقا من الإيمان بالإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي‏(‏ لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد كان التأكيد علي أن هداية الله سبحانه وتعالي لخلقه جميعا لابد وأن تكون واحدة علمها لأبينا آدم عليه السلام لحظة خلقه ثم أنزلها علي سلسلة طويلة من أنبيائه‏,‏ وأكملها وأتم نعمته علي خلقه جميعا في بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين‏,‏

ولذلك تعهد بحفظ هذه الرسالة الخاتمة فحفظها في القرآن الكريم وفي سنة خاتم النبين وحفظها في نفس لغتها العربية التي أوحيت بها حتي لا تتعرض لشيء من التحريف والتبديل والتغيير الذي تعرضت له جميع الرسالات السابقة التي فقدت صلتها تماما بلغات وحيها‏,‏ وتعهد ربنا تبارك وتعالي بهذا الحفظ تعهدا مطلقا إلي ماشاء الله حتي يبقي القرآن الكريم شاهدا علي الخلق أجمعين إلي يوم الدين ويبقي حجة الله البالغة علي جميع خلقه‏.‏ ويبقي هذا الأمر من الله تعالي إلي خاتم أنبيائه ورسله صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ـ تأكيدا علي أن هداية الله تعالي لجميع خلقه واحدة من لدن أبينا آدم عليه السلام إلي أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام إلي خاتم الأنبياء والمرسلين صلي الله عليه وسلم‏,‏ وكل

خروج عن هذا الوحي السماوي الذي اكتمل في القرآن الكريم‏,‏ وفي سنة خاتم الأنبياء والمرسلين هو خروج عن منهج الله الذي لايرتضي من عباده دينا سواه‏.‏

وفي هذا الأمر الإلهي إلي خاتم الأنبياء والمرسلين باتباع ملة إبراهيم أي شريعته السمحة القائمة علي أساس من الإيمان بالإله الواحد الأحد‏(‏ بغير شريك ولا شبيه ولا منازع ولا صاحبة ولا ولد‏)‏ وتنزيهه سبحانه وتعالي عن جميع صفات خلقه وعن كل وصف لا يليق بجلاله وإخلاص العبادة له دون سواه‏,‏ واتباع أوامره واجتناب نواهيه‏,‏ وهذا هو الإسلام الذي عبر ربنا تبارك وتعالي عنه في العديد من آيات القرآن الكريم‏(‏ ومنها النص الذي نحن بصدده‏)‏ بوصف الصراط المستقيم‏,‏

وهو الطريق المستقيم الواصل بين العبد وربه وهو الهداية الربانية للخلق أجمعين في القضايا التي يعلم الله تعالي بعلمه المحيط عجز الخلق فرادي ومجتمعين عن الوصول إلي تصور صحيح لأي منها وذلك من مثل قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات التي تشكل ركائز الدين والتي تعين الانسان علي فهم كل من ذاته ورسالته في هذه الحياة‏:‏ عبدا لله الخالق مطالبا بعبادته بما أمر ومستخلفا في الأرض مطالبا بعمارتها وبإقامة شرع الله وعدله فيها‏,‏ ومن هنا كانت ضرورة الدين

وكانت ضرورة أن يكون الدين بيانا ربانيا خالصا لا يداخله أدني قدر من التصورات البشرية‏.‏ ومن هنا أيضا كان فشل كل حياة دنيوية لا ت

قوم علي أساس من هذه الهداية الربانية لأنها لا يمكن أن تكون حياة سوية حتي لو تمكن صاحبها من تحقيق قدر من النجاحات المادية لأن الحياة الدنيوية مهما طالت فإن نهايتها الموت وحياة القبر وحسابه ثم هول البعث والحشر والحساب والجزاء‏,‏ ثم الخلود إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ والخلود في الجنة يكون للذين اهتدوا إلي دين الله الحق فأقاموه في كل من قلوبهم وعقولهم ومجتمعاتهم أمرا واقعا في حياتهم ودعوا الناس إليه بالكلمة الطيبة والحجة البالغة أي‏:‏ بالحكمة والموعظة الحسنة‏,‏

كما أمر ربنا تبارك وتعالي‏,‏ والخلود في النار يكون للذين عرفوا الحق ثم حادوا باختيارهم عنه فضلوا وأضلوا أو للذين لم يحاولوا معرفة الحق أبدا فلم يعبدوا الله تعالي بما أمر‏,‏ بل عاثوا في الأرض فسادا وظلما واضطهادا لخلق الله‏,‏ ولم يقوموا بشيء من واجبات الاستخلاف في الأرض يمكن أن يشفع لهم في يوم الحساب عند رب العلمين‏.‏

وفي مقابل هذا المقام الكريم لنبي الله إبراهيم في القرآن المجيد نجد أن صورته في كتب الأولين مغايرة لذلك مغايرة كاملة‏.‏

فقد تحدثت هذه الكتب عن رحلة إبراهيم إلي مصر‏,‏ حيث ادعت عليه أنه أمر زوجته أن تكذب بالقول بأنها أخته لكي ينجو من القتل‏,‏ ويتربح من ورائها‏(‏ ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك‏)‏ وتروي الكتب قصتها مع فرعون مصر‏.‏ ثم تروي انفصال إبراهيم عن لوط وذهابه إلي موقع بلدة الخليل الحالية‏,‏ وذهاب لوط إلي سدوم‏,‏ جنوب البحر الميت من غور الأردن‏.‏

ثم تروي خبرا عن أسر لوط وإنقاذ إبراهيم له من الأسر‏,‏ وتكرر الادعاء بأن الله تعالي أعطي عهدا لإبراهيم يجعل به الأرض من نهر مصر إلي نهر الفرات ملكا أبديا لنسله من بعده‏(‏ وواضح أن هذا كذب‏.‏

ثم تتطرق بعض الكتب القديمة لقصة هاجر وإسماعيل‏,‏ ولعهد الختان‏,‏ ومرة ثالثة للعهد المفتري علي الله تعالي بإعطاء أرض الكنعانيين‏(‏ الفلسطينيين‏)‏ لنسل إبراهيم عليه السلام‏,‏ كما تعرض تلك الكتب لمعجزة حمل سارة وهي عجوز عقيم ولصلاة إبراهيم من أجل سدوم‏,‏ ولخراب كل من سدوم وعمورة‏,‏ ولقصة مفتراة علي نبي الله لوط وبنتيه بما لايليق بأحط الناس قدرا في هذه الحياة فضلا عن نبي من أنبياء الله‏!!!‏

وبعد ذلك جاء ذكر كل من لقاء إبراهيم مع أبي مالك‏,‏ وميلاد اسحاق‏,‏ وطرد كل من هاجر وإسماعيل من أرض فلسطين‏,‏ وماسمي باسم ميثاق بئر السبع‏,‏ وامتحان إبراهيم‏,‏ وأبناء ناحور‏,‏ وموت سارة‏,‏ ثم ماكان من أمر اسحاق ورفقه إلي موت إبراهيم‏.‏

وفي كل هذا القصص لانجد درسا واحدا يستفاد به من سيرة هذا النبي الصالح‏,‏ ولا عبرة تستخلص‏,‏ فضلا عن ركاكة الأسلوب‏,‏ والتكرار المخل والممل‏,‏ من هنا لايمكن لعاقل أن يتقبل الادعاء الباطل الذي أثاره نفر من أعداء الله بأن القصص القرآني منقول عن الكتب القديمة‏,‏ وذلك لأن الفرق بين كلام الله وكلام البشر أوضح من الشمس في رابعة النهار‏,‏ والتشابه مرده إلي أن أصل القصة واحد‏,‏ رواها الناس فأساءوا وأخطأوا‏,‏ وسجلها رب العالمين في محكم كتابه فجاء بالحق اليقين‏...‏

ومن أصدق من الله قيلا‏(‏ النساء‏:122).‏
فالحمد لله علي نعمة الاسلام والحمد لله علي نعمة القرآن والحمد لله علي بعثة خير الأنام‏,‏ وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه‏,‏ ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

من أسرار القرآن Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسرار القرآن   من أسرار القرآن Emptyالأحد 26 أبريل 2009 - 22:33

من أسرار القرآن
بقلم‏:‏د‏.‏ زغلـول النجـار ‏(298)‏وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون‏*(‏ العنكبوت‏:16)‏


هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أواخر الربع الأول من سورة العنكبوت‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها تسع وستون‏(69)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود التشبيه فيها للجوء المشركين إلي أولياء من دون الله بلجوء العنكبوت إلي بيته‏,‏ وهو أهون البيوت علي الإطلاق من الناحيتين المادية والمعنوية‏.‏ وهذا هو المقام الوحيد الذي جاء فيه ذكر للعنكبوت في كتاب الله‏.‏

ويدور المحور الرئيسي لسورة العنكبوت حول قضية الإيمان بالله‏,‏ وتكاليف ذلك الإيمان‏,‏ مما قد يتعرض له المؤمنون بسبب تمسكهم بدين الله‏,‏ ودعوتهم إليه‏,‏ وهو نتيجة حتمية للصراع بين الباطل وأهله ـ من جهة ـ والحق وجنده ـ من جهة أخري ـ وهي من سنن الوجود في حياتنا الدنيا‏.‏

هذا‏,‏ وقد سبق لنا استعراض سورة العنكبوت وما جاء فيها من ركائز العقيدة‏,‏ والقصص‏,‏ والإشارات الكونية‏,‏ ونركز هنا علي أحد المواقف المهمة في سيرة عبدالله ونبيه إبراهيم ـ علي نبينا وعليه من الله السلام ـ والذي عرضته سورة العنكبوت بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏

وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عندالله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما علي الرسول إلا البلاغ المبين
‏(‏العنكبوت‏16‏ ـ‏18).‏

أولا ـ من أوجه الإعجاز التاريخي في النص الكريم‏:‏

عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم علي شريعة الحق‏(‏ أخرجه الحاكم في المستدرك‏).‏

وعنه كذلك أنه قال‏:‏ إن رجالا صالحين من قوم نوح هلكوا فوسوس الشيطان إلي قومهم أن انصبوا إلي مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا‏,‏ فلم تعبد‏,‏ حتي إذا هلك أولئك‏,‏ وتنسخ العلم عبدت‏'(‏ صحيح البخاري‏).‏

وكانت هذه أول وثنية في تاريخ البشرية‏,‏ فبعث الله ـ تعالي ـ عبده ونبيه نوحا ـ عليه السلام ـ يدعو قومه إلي توحيد الله ـ سبحانه وتعالي ـ بجعل العبادة له وحده لأنه ليس لهم من إله غيره‏,‏ فما آمن معه إلا القليل‏,‏ وعلي الرغم من ذلك استمر نوح في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاما‏,‏ فما زادتهم دعوته لهم إلا إصرارا علي رفض دعوته وايذائه‏,‏ واتهامه بالجنون‏,‏ وتهديده بالزجر والوعيد‏,‏ فلما يئس من هدايتهم دعا نوح ربه أن يهلك قومه المشركين‏,‏ فأمره الله ـ تعالي ـ أن يعد سفينة لنجاته ونجاة من آمن معه‏,‏ لأن الله ـ تعالي ـ أخبره بأنه سوف يغرق هؤلاء المجرمين لطوفان عظيم‏,‏ وأن علامة بداية ذلك الطوفان هي ثورة بركان معروف في ديار قوم نوح‏,‏ وثار البركان وتفجرت الأرض بعيون الماء‏,‏ وهطلت السماء بأمطار غزيرة جدا‏,‏ وجاء الطوفان ليغرق مشركي قوم نوح ونجي الله ـ تعالي ـ نوحا والذين آمنوا معه فعمروا الأرض علي التوحيد الخالص لله ـ تعالي ـ‏.‏

ثم جاء الشيطان ليختال ذراريهم فأشركوا بالله‏,‏ وعبدوا الأصنام والأوثان وغير ذلك مما سولته لهم أنفسهم‏,‏ فأرسل الله ـ تعالي شأنه ـ عددا من الأنبياء لهداية هؤلاء الضالين‏,‏ وكان ممن وصلنا خبره من هؤلاء الأنبياء كل من هود ـ عليه السلام ـ الذي أرسله ربنا ـ تبارك وتعالي ـ إلي قوم عاد‏,‏ وصالح ـ عليه السلام ـ الذي أرسل إلي قوم ثمود‏,‏ وظلت البشرية تنتقل من التوحيد لله إلي عبادة الأصنام والأوثان والنجوم والكوكب‏,‏ فبعث الله ـ سبحانه وتعالي ـ نبيه وخليله إبراهيم ـ عليه السلام ـ يدعو قومه الضالين إلي عبادة الله ـ تعالي ـ وحده‏,‏ فعاداه قومه وحاربوه حتي هجرهم إلي أرض فلسطين‏.‏

وتأتي هذه الآيات في سورة العنكبوت مؤكدة تلك الوقائع التاريخية بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان إبراهيم لقومه‏:‏ وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما علي الرسول إلا البلاغ المبين‏(‏ العنكبوت‏18).‏

وجاءت هذه الآية الكريمة بعد آيتين كريمتين أخريين‏,‏ نصح فيهما إبراهيم ـ عليه السلام ـقومه بعبادة الله ـ تعالي ـ وحده وتقواه‏,‏ والشكر له‏,‏ مستنكرا إفك عبادة الأصنام‏,‏ ومؤكدا أن الرزق من الله ـ سبحانه وتعالي ـ وحده‏,‏ وأن الخلق جميعا راجعون إلي بارئهم‏.‏ وجاءت هذه الآيات الثلاث بعد ذكر قصة نوح ـ عليه السلام ـ مع قومه إلي لحظة إغراقهم بالطوفان ونجاة نوح ومن كان معه‏,‏ ومن هنا فإن الإشارة إلي تكذيب الأمم من قبل قوم نبي الله إبراهيم هو من جوانب الإعجاز التاريخي في كتاب الله‏.‏

ثانياـ من جوانب الإعجاز الاعتقادي في النص الكريم‏:‏

‏(1)‏ التأكيد أن عبادة الله ـ تعالي ـ وتقواه خير من عبادة الأصنام والأوثان والنجوم والكواكب أو عبادة الأوهام أو الشيطان أو عبادة الشهوات أو الذات أو نفر من الناس أو غير ذلك من صور الشرك بالله ـ تعالي ـ والمنطق السوي يؤكد ذلك ويدعمه‏,‏ ولذلك جاء في النص الكريم علي لسان النبي الصالح إبراهيم مخاطبا قومه بقول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:.....‏اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون‏(‏ العنكبوت‏16).‏(2)‏ الجزم بأن عبادة غير الله ـ تعالي ـ من مثل عبادة الأوثان هي من الإفك‏,‏ والإفك في اللغة هو كل مصروف عن الحق إلي الباطل في مجال الاعتقاد‏,‏ من الصدق إلي الكذب في القول‏,‏ ومن الجميل في الفعل إلي القبيح‏,‏ ولذلك قال ـ تعالي ـ علي لسان نبيه إبراهيم مخاطبا المشركين من قومه قائلا لهم‏:‏

(2)‏ الجزم بأن عبادة غير الله ـ تعالي ـ من مثل عبادة الأوثان هي من الإفك‏,‏ والإفك في اللغة هو كل مصروف عن الحق إلي الباطل في مجال الاعتقاد‏,‏ من الصدق إلي الكذب في القول‏,‏ ومن الجميل في الفعل إلي القبيح‏,‏ ولذلك قال ـ تعالي ـ علي لسان نبيه إبراهيم مخاطبا المشركين من قومه قائلا لهم‏:‏

إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا‏.(‏ العنكبوت‏17).‏(3)‏ التقرير الصحيح بأن الأصنام والأوثان والنجوم والكواكب وكل ما عبد من دون الله غير ذلك لا يملكون رزقا لأحد‏,‏ ومن هنا كان من السفه عبادتهم‏,‏ والشرك في عبادة الله الواحد القهار‏,‏ ولذلك جاء قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ مخاطبا قومه قائلا لهم‏:‏

(3)‏ التقرير الصحيح بأن الأصنام والأوثان والنجوم والكواكب وكل ما عبد من دون الله غير ذلك لا يملكون رزقا لأحد‏,‏ ومن هنا كان من السفه عبادتهم‏,‏ والشرك في عبادة الله الواحد القهار‏,‏ ولذلك جاء قول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ مخاطبا قومه قائلا لهم‏:‏

.‏ إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا‏...(‏ العنكبوت‏17).‏(4)‏ الأمر بابتغاء الرزق من الله ـ تعالي ـ وحده‏,‏ وبعبادته وشكره علي عظـيم نعمه‏,‏ وجاء ذلك في توجيهات إبراهيم ـ عليه السلام ـ لقومه التي يوردها القرآن علي لسانه بقول ربنا ـ تبارك وتعالي

(4)‏ الأمر بابتغاء الرزق من الله ـ تعالي ـ وحده‏,‏ وبعبادته وشكره علي عظـيم نعمه‏,‏ وجاء ذلك في توجيهات إبراهيم ـ عليه السلام ـ لقومه التي يوردها القرآن علي لسانه بقول ربنا ـ تبارك وتعالي

....‏ فابتغوا عندالله الرزق واعبدوه واشكروا له‏..(‏ العنكبوت‏17).‏(5)‏ تأكيد حتمية الرجوع إلي الله ـ تعالي ـ‏,‏ وموت جميع المخلوقات من مختلف صور المادة والطاقة‏,‏ إلي جميع الأحياء ومنهم الإنسان خير شاهد علي ذلك‏,‏ ومن هنا جاء تحذير إبراهيم ـ عليه السلام ـ لقومه بضرورة الاستعداد لتلك الرجعة إلي خالقهم للحساب والجزاء قائلا ومؤكدا لهم بقول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:...‏ إليه ترجعون‏(‏ العنكبوت‏17).‏

(5)‏ تأكيد حتمية الرجوع إلي الله ـ تعالي ـ‏,‏ وموت جميع المخلوقات من مختلف صور المادة والطاقة‏,‏ إلي جميع الأحياء ومنهم الإنسان خير شاهد علي ذلك‏,‏ ومن هنا جاء تحذير إبراهيم ـ عليه السلام ـ لقومه بضرورة الاستعداد لتلك الرجعة إلي خالقهم للحساب والجزاء قائلا ومؤكدا لهم بقول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:...‏ إليه ترجعون‏(‏ العنكبوت‏17).‏(6)‏ تقرير حقيقة أن الإنسان فيه ميل إلي تكذيب الحق‏,‏ والخروج عليه‏,‏ ومسيرة الإنسان عبر التاريخ تؤكد ذلك وتدعمه‏,‏ ولذلك قال ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ مخاطبا قومه مؤكدا هذا الواقع لهم بقوله‏:‏ وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم‏.‏

(6)‏ تقرير حقيقة أن الإنسان فيه ميل إلي تكذيب الحق‏,‏ والخروج عليه‏,‏ ومسيرة الإنسان عبر التاريخ تؤكد ذلك وتدعمه‏,‏ ولذلك قال ربنا ـ تبارك وتعالي ـ علي لسان عبده ونبيه إبراهيم ـ عليه السلام ـ مخاطبا قومه مؤكدا هذا الواقع لهم بقوله‏:‏ وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم‏.‏
‏(‏العنكبوت‏18).‏(7)‏ تأكيد حرية الإنسان في اختيار الدين الذي يدين به نفسه لخالقه‏,‏ لأن علي أساس من هذا الاختيار سيكون خلوده في الآخرة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وجاء هذا التقرير علي لسان إبراهيم لقومه بقول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:‏

(7)‏ تأكيد حرية الإنسان في اختيار الدين الذي يدين به نفسه لخالقه‏,‏ لأن علي أساس من هذا الاختيار سيكون خلوده في الآخرة إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وجاء هذا التقرير علي لسان إبراهيم لقومه بقول ربنا ـ تبارك وتعالي‏:‏
‏....‏ وما علي الرسول إلا البلاغ المبين‏(‏ العنكبوت‏18).‏

ثالثا ـ من أوجه الإعجاز العلمي في النص الكريم‏:‏

‏(1)‏ تأكيد أن عبادة الله وتقواه خير‏,‏ والعلوم المكتسبة تشير إلي ضرورة وجود مرجعية للكون في خارجه‏,‏ وهذه المرجعية لابد أن تكون مغايرة للكون ومكوناته مغايرة كاملة‏,‏ فلا يحدها أي من حدود المكان والزمان‏,‏ ولا يشكلها أي من صور المادة والطاقة‏.‏ وهذه المرجعية هي واحدة لوحدة البناء في الكون‏,‏ وعبادتها والتزام أوامرها خير من أية عبادة أخري‏.‏(2)‏ تأكيد قيمة العلم وعلي أن كثيرا من الناس لا يعلمون فضل الإيمان بالله برغم وضوح ذلك‏,‏ وبرغم العدد الهائل من الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله ـ تعالي ـ لهداية الناس‏,‏ وبرغم ما أودعه ـ سبحانه وتعالي ـ في الجبلة الإنسانية من إيمان فطري‏,‏ وما علم أبانا آدم من علم‏,‏ ولذلك جاء علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ لقومه قوله لهم‏:‏

(2)‏ تأكيد قيمة العلم وعلي أن كثيرا من الناس لا يعلمون فضل الإيمان بالله برغم وضوح ذلك‏,‏ وبرغم العدد الهائل من الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله ـ تعالي ـ لهداية الناس‏,‏ وبرغم ما أودعه ـ سبحانه وتعالي ـ في الجبلة الإنسانية من إيمان فطري‏,‏ وما علم أبانا آدم من علم‏,‏ ولذلك جاء علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ لقومه قوله لهم‏:‏

.‏ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون‏(‏ العنكبوت‏16).‏(3)‏ تقرير كرامة الإنسان بالتأكيد علي أن عبادته لغير الله ـ تعالي ـ هي انحطاط بإنسانيته‏,‏ وهدر لكرامته التي كرمه بها الله‏.‏

(3)‏ تقرير كرامة الإنسان بالتأكيد علي أن عبادته لغير الله ـ تعالي ـ هي انحطاط بإنسانيته‏,‏ وهدر لكرامته التي كرمه بها الله‏.‏(4)‏ القرار المنطقي بأن كل معبود غير الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ لايملك من أمره شيئا‏,‏ ولا يملك نفعا ولا ضرا‏,‏ ولا يملك من أمر الرزق شيئا ولذلك جاء علي لسان إبراهيم لقومه ما نصه‏:‏

(4)‏ القرار المنطقي بأن كل معبود غير الخالق ـ سبحانه وتعالي ـ لايملك من أمره شيئا‏,‏ ولا يملك نفعا ولا ضرا‏,‏ ولا يملك من أمر الرزق شيئا ولذلك جاء علي لسان إبراهيم لقومه ما نصه‏:‏

....‏ إن الذين تعبدون من دون الله لايملكون لكم رزقا‏..(‏ العنكبوت‏17).‏(5)‏ تأكيد أن الرزق من الله الخالق البارئ المصور‏,‏ والعلوم المكتسبة تشير إلي تخلق كل ما يحتاجه أهل الأرض في السماء‏,‏ ومن ذلك مركبات الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وإنزال الماء الطهور من المزن‏,‏ وخلق كل ما تحتاج إليه الحياة الأرضية من عناصر في داخل النجوم‏,‏ وفي صفحة السماء‏,‏ ولا يملك ذلك كله أحد غير الله‏,‏ ولذلك جاءت نصيحة إبراهيم لقومه بقوله‏:‏

(5)‏ تأكيد أن الرزق من الله الخالق البارئ المصور‏,‏ والعلوم المكتسبة تشير إلي تخلق كل ما يحتاجه أهل الأرض في السماء‏,‏ ومن ذلك مركبات الغلاف الغازي للأرض‏,‏ وإنزال الماء الطهور من المزن‏,‏ وخلق كل ما تحتاج إليه الحياة الأرضية من عناصر في داخل النجوم‏,‏ وفي صفحة السماء‏,‏ ولا يملك ذلك كله أحد غير الله‏,‏ ولذلك جاءت نصيحة إبراهيم لقومه بقوله‏:‏

..‏ فابتغوا عندالله الرزق‏...(‏ العنكبوت‏17)‏(6)‏ الإشارة إلي وجوب عبادة الله ـ تعالي ـ وحده وإلي ضرورة الشكر له علي نعمة الخلق والصون والرزق‏,‏ ولذلك جاء علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ نصيحته لقومه بذلك قائلا لهم‏:..‏ واعبدوه واشكروا له‏.‏

(6)‏ الإشارة إلي وجوب عبادة الله ـ تعالي ـ وحده وإلي ضرورة الشكر له علي نعمة الخلق والصون والرزق‏,‏ ولذلك جاء علي لسان إبراهيم ـ عليه السلام ـ نصيحته لقومه بذلك قائلا لهم‏:..‏ واعبدوه واشكروا له‏.‏(7)‏ تأكيد حتمية الرجوع إلي الله ـ سبحانه وتعالي ـ بالبعث بعد الموت‏,‏ والحشر‏,‏ والحساب والجزاء‏,‏ ثم الخلود إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وهذه كلها من الأمور الغيبية غيبة مطلقة‏,‏ ولا سبيل للإنسان في الوصول إليها إلا عن طريق وحي السماء‏,‏ وإن كانت العلوم المكتسبة قد بدأت في التوصل إلي إمكانية البعث عن طريق الكشف عن عجب الذنب ـ‏ThePrimaryStreak‏ الذي سبق حديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عنه بأكثر من ألف وأربعمائة سنة‏.‏

(7)‏ تأكيد حتمية الرجوع إلي الله ـ سبحانه وتعالي ـ بالبعث بعد الموت‏,‏ والحشر‏,‏ والحساب والجزاء‏,‏ ثم الخلود إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا‏,‏ وهذه كلها من الأمور الغيبية غيبة مطلقة‏,‏ ولا سبيل للإنسان في الوصول إليها إلا عن طريق وحي السماء‏,‏ وإن كانت العلوم المكتسبة قد بدأت في التوصل إلي إمكانية البعث عن طريق الكشف عن عجب الذنب ـ‏ThePrimaryStreak‏ الذي سبق حديث رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ عنه بأكثر من ألف وأربعمائة سنة‏.‏

فالحمد لله علي نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله علي نعمة القرآن‏,‏ والحمد لله علي بعثة خير الأنام ـ صلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين ـ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏

_________________
من أسرار القرآن 61862110 من أسرار القرآن 32210 من أسرار القرآن No_us_10

أبـوروان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
 
من أسرار القرآن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أسرار القرآن
» النفاذ من أقطار السماوات والأرض ( أ.د . زغلول النجار )
» من أسرار القرآن
» من أسرار القرآن
» من أسرار القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: المنتديات العلمية العامة :: منتدى الإعجاز العلمي في القرءان الكريم-
انتقل الى: