أعرب ائتلاف "أسطول الحرية 2" الدولي أنه لايهتم بالتهديدات "الإسرائيلية" له، والتي وصلت حد التلويح بارتكاب عدوان أشد عنفًا من الهجوم على قافلة المساعدات في مايو من العام الماضي، مؤكدا أنه سيبحر نحو قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض عليه في الموعده المحدد الشهر المقبل.
واتهم الائتلاف، في بيان عقب اجتماع عقده في أثينا يومي السبت والأحد الماضيين بمشاركة ممثلين عن مختلف دول العالم، الحكومة "الإسرائيلية" بأنها تقوم بحملة تحريض عدائية ضد القائمين على الأسطول بمختلف توجهاتهم، وتستخدم لغة التهديد العسكري، كما فعلت مع الأسطول الأول، حين قتلت تسعة من المتضامنين الدوليين في هجوم على السفينة التركية "مافي مرمرة" في 31 مايو الماضي.
وكان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو حث أوروبا على القيام بما يمكنها لمنع مواطنيها من المشاركة في "أسطول الحرية 2"، وقال للسفراء الأوروبيين في القدس إنه "يجب إيقاف الأسطول".
لكن الائتلاف أبدى رفضه الاستجابة للتوقف عن رحلته والانصياع لتلك التهديدات، وقال: "نحن لا نخاف تهديدات إسرائيل، وسنواصل السير وفق الخطة المعدة، وسيتم الإبحار نحو قطاع غزة في منتصف الشهر المقبل".
وطالب الائتلاف الاتحاد الأوروبي، والحكومات التي يشارك رعايها لها في "أسطول الحرية 2"، والذين يشارك فيه ألف شخص من نحو 50 بلدا، أن توفر الحماية لهم من أي اعتداء "إسرائيلي"، لا سيما في ظل الحديث عن وضع سيناريوهات عدة، من بينها قتل متضامنين واستخدام زوارق "إسرائيلية" تحمل صواريخ في مهاجمة الأسطول.
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة لعدم الخضوع للترهيب "الإسرائيلي"، مشددا على أنه "يتعين على الحكومات تحمّل مسؤولية توفير الحماية لمواطنيها، فالتهديدات الإسرائيلية ضد أسطول الحرية ليست في البحر فقط، وإنما وصلت إلى المتضامنين الذين سيشاركون فيه في بلدانهم".
ومن المقرر أن يعقد ائتلاف "أسطول الحرية" اجتماعًا في العاشر من مايو، قبل انطلاق الأسطول نحو غزة، مع نواب في البرلمان الأوروبي وكذلك أعضاء في الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى.
وسيتم خلال الاجتماع المرتقب شرح أهداف الأسطول السلمية، والمتمثلة بتقديم العون والمساعدة لمليون ونصف المليون إنسان محاصرين للسنة الخامسة على التوالي، في مسعى لإنهاء الحصار المخالف لجميع القوانين والشرائع.
وكشف الائتلاف عن مشاركة مجموعة من يهود أوروبا المؤيدين للقضية الفلسطينية في "أسطول الحرية 2"، حيث سيقدمون مساعدات إنسانية للمحاصرين في قطاع غزة، إلى جانب العديد من الشخصيات السياسية والبرلمانية في العديد من دول العالم.
ومن المتوقع أن تشارك في الأسطول نحو 15 سفينة محملة بالمساعدات، وسيكون على متنها أكثر من ألف شخص بينهم صحفيون وسياسيون وعاملون في المجال الإنساني وفنانون ونشطاء حقوق الإنسان.
وتنظم الأسطول حركة "غزة الحرة" الدولية، ومقرها قبرص، ومنظمات أخرى مؤيدة لحقوق الفلسطينيين.
ومن المقرر أن يبحر الأسطول في الذكرى السنوية للاعتراض الدموي للبحرية الإسرائيلية الذي وقع العام الماضي لـ"أسطول الحرية". وفي هذا التاريخ قتلت القوات الخاصة (كوماندوز) التابعة للبحرية الإسرائيلية تسعة نشطاء مدنيين على متن السفينة التركية "مافي مرمرة" يوم 31 مايو 2010. واتهم المنظمون "الإسرائيليين" بفتح النار على النشطاء دون مبرر.[b]