ذهب مهندس يبلغ من العمر بضع وخمسين عاما إلى أحد مكاتب السجل المدني لوجود بعض المشاكل في استخراج البطاقة الشخصية لأحد أبنائه لأخطاء في الاسم مما استوجب عليه الذهاب مرات عديدة والدوران على أكثر من مكتب في محاولات باءت كلها بالفشل في إصلاح الأخطاء وفي هذه الزيارة الأخيرة وقف أما شباك أحد الموظفين في انتظار الفرج وكان الطابور طويلا والمكان مزدحما لا يكاد يوجد فيه متنفس وبينه وبين شباك الموظف صف طويل لا تبدو له نهاية قريبة
ولاحظ وهو يقف في الصف أن هناك امرأة - بالكاد تسند نفسها - قد حاولت أن تتكلم مع أكثر من شخص بسرية وتذلل وفي كل مرة تتكلم مع الشخص يرى هو على وجهها علامات الحسرة حتى وصلت إلى مرحلة اليأس وجلست في أحد أركان المكان المزدحم ودموعها المتحجرة تكاد تهرب من عينيها الممسكتين عليها بشدة
فذهب إليها بكل هدوء تاركا مكانه في الصف وما أدراك ما صعوبة العودة إليه وسألها هل من مساعدة يمكن أن أقدمها لك ؟ فقالت والكلمات تخرج منها بصعوبة نعم يا بني فمطلوب مني أوراق ليس معي ثمنها وأنا امرأة فقيرة أقوم على أيتام وقد سألت الناس فلم يجبني أحد فسألها كم المبلغ فقالت 12 جنيه فأعطاها 20 جنيها وقال لها اذهبي واقضي حاجتك وادعي لي
وما هي إلا لحظات حتى وجد امرأة أخرى يبدو عليها علامات السلطة تقول بصوت عال له : انت واقف ليه كده ؟ فاستغرب وقال : أنا ؟ قالت نعم قال : عندي مشكلة كذا قالت له هات الأوراق ووقعتها وقالت له كدة مشكلتك خلصت أنا رئيسة مكتب السجل المدني هنا ثم انصرفت بعد ذلك إلى مكتبها
فسبحان الله في تيسير أموره على كل ميسر لأمور غيره