منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القيادة - قائد بالفطرة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: القيادة - قائد بالفطرة   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالسبت 5 أبريل 2008 - 5:02

المسلم فرد في عقد مع إخوانه , يعقدهم لا إله إلا الله وتربطهم الديانة , ووحدة الهدف والمصير ..
والمسلم الصالح كائن اجتماعي للغاية .. يستفيد من علاقاته الاجتماعية بكل من هم حوله وينصحهم ويدعوهم إلى الله سبحانه ويدلهم على الخير .
ونحاول معك – أخى القارئ الكريم – أن نوضح بإيجاز مجموعة من السبل والوسائل والمفاهيم الهامة التي تجعلك مسلماً اجتماعياً .. وكيف تستفيد من علاقاتك بمن هم حولك فتصبح ولاشك .. قائداً بالفطرة .

أولاً : الإسلام يوجهنا لحسن العلاقات بالناس وحسن عشرتهم .

قال الله تعالى : {{فهل عسيتم إن توليتهم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}} , وقال النبي صلى الله عليه وسلم : 'المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ' رواه الترمذي وقال صلى الله عليه وسلم : 'لا يدخل الجنة قاطع' متفق عليه .

ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : خالطوا الناس وزايلوهم وصافحوهم .. , وقال النووي رحمه الله : اعلم أن الاختلاط بالناس وحضور جمعهم وجماعاتهم ومشاهد الخير ومجالس الذكر معهم وعيادة المريض وحضور الجنائز ومواساة محتاجهم وإرشاد جاهلهم وغير ذلك من مصالحهم هو المختار الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من مصالحهم هو المختار الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ..

ثانياً : المجتمع في حاجة للمسلم الاجتماعي :

لقد انتشرت الفردية والوحدوية في المعيشة والحياة , لاسيما مع اغتراب الإسلام وقيمه , وصار الجار لا يهتم بجاره والصاحب لا يبالي بصاحبه , بل والولد قلما تشتد الصلات الاجتماعية بينهم إلا من رحم الله ..

والمجتمع الآن في حاجة ماسة للداعية المسلم الاجتماعي الذي يربط بين أفراده بالمحبة والمودة والإخوة وحسن العشرة وطيب الصحبة ..

المجتمع بحاجة إلى الداعية الذي يلتف الناس حوله , فيقضي لهم حاجاتهم ويحل لهم مشكلاتهم ويضمد لهم جراحاتهم ..

ولما سئلت عائشة رضي الله عنها : هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعداً ؟؟ قالت : نعم بعدما حطمه الناس ' .

لقد حطمه الناس من كثرة مجهوده معهم وتعبه ومشقته في دعوتهم ولحل مشكلاتهم وتعليمهم وتأديبهم , والدعوة في سبيل الله والجهاد والصبر والاحتمال ..

ثالثاً : توجيهات عملية :

- اجعل دافعك للعلاقة مع الناس هو ابتغاء وجه الله سبحانه وفقط .

- استعن بالله في كل علاقة تبدأها مع أي أحد .

- احذر علاقات المصلحة فإنها منقطعة وغير دائمة .

- احرص على بشاشة اللقاء والتبسم في أوله والجدية في أثنائه .

- بادر بالكلام وبالسؤال المفتوح .

- انظر إلى الآخرين أثناء حديثك ولا تنظر إلى أعلى أو إلى أسفل .

- احرص على احترام الآخر الذي تحدثه وتتناقش معه .

- احرص على الدعابة والتعليق اللطيف أثناء الحوار بحيث لا تجرح أحداً أو تسخر من أحد .

- حاول أن تنتسب إلى جهة ما [تجارية , اجتماعية , سياسية , دينية , رياضية] فالانتساب مفتاح جدي للولوج عن طريقه إلى أبواب الآخرين دون تكلف .

- حاول أن تتميز في مجال ما أو جانب ما يهتم به الناس فإن التميز جواز مرور أيضاً إلى قلوب الناس .

- اهتم بتهنئة الناس في مناسباتهم ومشاركتهم في أحزانهم , وابتكر في ذلك ما تراه من طرق مناسبة .

- اهتم بزيارة المريض واختر لذلك الحديث المناسب والوقت المناسب .

- تحدث دائماً بصوت مسموع وبكلام مفهوم .

- أجب دعوة من دعاك ولا تعرض عنه ولا تتحجج له .

- حاول التعرف بجارك وفتح الحديث معه والتبسط له وعرض الخدمات عليه .

- ابدأ بدعوة من تعرفت عليه إلى زيارتك أولاً قبل أن تذهب لزيارته .

- تكلف خدمة الناس وأعرض عليهم ما تستطيعه من مساعدتهم .
رابعًا : استثمار العلاقات :

لو أمعن كل واحد منا النظر في شبكة علاقاته لوجدها متشعبة الطراف كثيرة الفراد، والمسلم الاجتماعي النانجح هو الذي يستمثر هذه الشبكة الاستثمار الأمثل في سبيل ما يهدف إليه .

وهذه مجموعة من التوجيهات العملية لاستثمار العلاقات .

أ ـ إشعار الآخرين بالاهتمام :

ولذلك عدة رسائل منها :

تفقدهم بالزيارة من حين لحين، والسؤال عنهم، وإيصال السلام إليهم .

السؤال عن غائبهم .

تكلف الذهاب للسلام عليهم في أعمالهم وتعريفهم ألا قصد لك إلا السؤال عنهم .

تذكهرم بالهدايا عند سفرك عنهم .

إكراهم رسولهم ومن جاء من جهتهم .

ب ـ صناعة الجو العائلي :

ويقصد به محاولة إيجاد جوًا نفسًا أخويًا يشبه الجو العائلي لمجموعة الأفراد الذين ترطبهم به علاقة وخصوصًا أهل الحي والجيرة وأهل الجيزة، ولذكل عدة وسائل أيضًا منها :

ـ العزائم والولائم الدورية والتي كون في كل شهر [مثلاً] في بيت من بيوت الحي ثم تنتقل في الشهر التالي إلى بيت آخر وهكذا .

ـ الإفطار الجماعي في مسجد الحي أو في بيت من بيوته .

ـ صندوق التكافل الاجتماعي ورعاية الفقراء، والمصابين الخاص بالحي .

ـ استثمار المشكلات الاجتماعية للتواصل وصل الخلافات وإثبات الدور المؤثر للمسلم الاجتماعي .

جـ ـ استثمار العلاقات الطبيعية :

ويقصد بها تلك العلاقات التي لا تكلف فيها وهي التي تكون مع الأهل والأقارب والأرحام والجيران وزملاء الدراسة ورفقاء العمل وغيرهم، إن هذه الصلة تزيد من المودة والمحبة وتوفر جوًا من التفاهم والانسجام وتقي من التكلف المذموم .

إن الانشغال بالدينا والجري وراء زخارفها والتعامل المادي والحرص على جمع المال والاعتقاد بأن لا مصلحة عاجلة من التواصل مع بعض الناس نسيان أهمية التواصل وأجره عند الله تعالى .. كل ذلك أدى غلى القطيعة بين الناس .. ولا منجا من ذلك إلا بالنظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته .

قال صلى الله عليه وسلم : [ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها] رواه مسلم.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : 'مروا الأقارب أن يتزاوروا' .

خامسًا : طرق سريعة الأثر !!

أ ـ الكرم : وهو الجود في العطاء والإنفاق وحسن الضيافة والبذل في الشدائد والرخاء .

والكرم أصل مؤثر جدًا في تحسين العلاقات بالناس وتوثيقها وتقريب الناس من بعضهم، وإزالة حقد قلوبهم وغلهم وجمع الناس حول الكريم .

والدعاة إلى الله يجب أن يتحملوا بالكرم لينجحوا في دعوتهم وأعمالهم .

ب ـ الهدية : قال النبي صلى الله عليه وسلم [تهادوا تحابوا] رواه البخاري .

وللهدية بالغ الأثر في فتح الصدور والقلوب وإنشاء المودة والمحبة والتآخي .

جـ ـ الأدب والرحمة: وكلاهما موجه فأما الأدب مع الكبير فتوقيره وإنزاله منزلته وإزالة عثرته وأما مع الحرمة مع الصغيرة فالتلطف معه ومحادثته على قدر غفلته وإكرامه .

د ـ طلاقة الوجه والإقبال وحسن البشاشة والتحبب وكظم الغيظ وعدم إنفاذه .

هـ ـ الاهتمام بشؤون الناس مهما صغرت وقلت، فإن شؤونهم في أعينهم عظيمة .

و ـ المسارعة في خدمة الناس وبذلك الوقت والجهد في ذلك .

مراجع :

1 ـ العلاقات الاجتماعية د. سيد عسكر .

2 ـ صفة العظماء د. علي الحمادي .

3 ـ صناعة الحياة : محمد الراشد .


عدل سابقا من قبل PLCMan في الخميس 10 يوليو 2008 - 15:40 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: القيادة - كيف يستقطب القائد أتباعه   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالسبت 5 أبريل 2008 - 5:05

ليس هناك من يتبع شخصا آخر بلا دافع لذلك ، انظر إلى أي موقف يتبع فيه الرجال أو النساء قائدا وسوف تكتشف أسبابا وراء اتباعهم له ، هناك وسيلة ما أو مجموعة من الوسائل قام باستخدامها هذا القائد ليحوز على ولاء هذه المجموعة من البشرله وجعلهم يسيرون وراءه .

والواقع يشهد أن هناك وسائل كثيرة ومتعددة استخدمها القادة عبر التاريخ للوصول إلى استقطاب أتباعهم وكسب ولائهم إلا أننا سنهتم بشرح وتحليل ثلاثة من أهم هذه الوسائل التي تستطيع بها استقطاب الأتباع من حولك وهذه الثلاثة وسائل هي:

1) اهتم بالآخرين وعاملهم بما تحب أن يعاملوك

2) الترويج لرؤيتك

3) تحمل مسؤولية أفعالك واعترف بأخطائك

وسيتركز حديثنا اليوم عن الوسيلة الأولى ونستتبعها بشرح بقية الوسائل في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى .

اهتم بالآخرين وعاملهم بما تحب أن يعاملوك به

يقول جون ديوي أحد أكثر الفلاسفة الأمريكيين المتبحرين " إن أعمق الدوافع في الطبيعة البشرية هي الرغبة في أن تكون مهما "

ويقول بيل كوهين " يحتاج كل إنسان إلى الشعور بأهميته من صغار السن حتى كبار السن وإنه لواحد من أهم المتطلبات الإنسانية بعد مطلب البقاء ، وهو السبب الحقيقي وراء غضبة الصغار ووقاحة الكبار في الغالب " ويقول ويليام جيمس " إن الطبيعة الأساسية في النفس البشرية هي النزوع إلى التقدير " ويقول ديل كارنيجي: "وهذا التعطش البشري للتقدير يتسم بالقوة، والشخص الفريد الذي يستطيع حقًا أن يرضي هذا التعطش القلبي، هو الذي يستطيع أن يجعل الناس في قبضة يده، حتى إن الحانوتي ليحزن عليه إذا مات".

إذا فمهمتك كقائد أن تشعر الآخرين انك تهتم بهم وأن تهتم بهم حقا لأن أهم سمة للقائد هي حرصه على أتباعه بل إن أتباعه لن يتبعوه إلا إذاوثقوا فيه ولن يثقوا في إلا إذا استشعروا أنه حريص عليهم وأنه مهتم بهم ولذا فانظر إلى ما قاله بيتر فاركسون "العلاقات التي تقوم على الثقة هي التي تعتمد على استعدادنا للاهتمام بمصالح الآخرين وليس بمصالحنا وحدنا" ولقد صدق الشاعر الروماني القديم والمشهور بوبليلياس سيرس حين قال: (إننا نهتم بغيرنا؛ حينما يهتم بنا).

نعم فلن يهتم بك الآخرون حتى تهتم بهم ولذا فخذها قاعدة أساسية في حياتك كلها ( لكي تكون مهما كن مهتما ) وبدون اهتمام بالآخرين فلا تنتظر قيادة وانتظر حياة مليئة بالمتاعب ، كما يقول عالم النفس الشهير (الفريد أدلر) في كتابه "المعنى الحقيقي للحياة": ( إن الشخص الذي لا يهتم بأخيه؛ هو الشخص الذي يواجه أعتى المصاعب في الحياة، ويؤذي الآخرين أيما إيذاء، ومن بين مثل هؤلاء أشخاص؛ تأتي كل حالات الفشل البشرية ).

ولقد كان رسول الله صلى عليه وسلم شديد الاهتمام بالصحابة والقارئ للسنة؛ يرى كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعود من مرض من أصحابه، ويتبع جنازة من مات منهم، وإذا افتقد أحدهم في صلاة الصبح سأل عنه، ومن كان منهم في حاجة إلى المال ساعده بماله، وحث الصحابة على مساعدته، وهكذا كان حريصًا على المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ وعلى إفشاء روح الحب والتعاون والاحترام فيما بينهم.

وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحة كل قائد أن يهتم بأمر أتباعه فقال : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " بل وحث أفراد الأمة أن يهتم بعضهم ببعض فقال : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى " وقال صلى الله عليه وسلم : ليس منا من بات ولا يهمه أمر المسلمين "

ولقد أخرجت مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم قادة تشربوا هذا المعنى وتشبعوا به : أن القائد الحقيقي هو القائد الذي يهتم برعيته ويستشعر بمسؤوليته تجاههم ولذا فليس من العجيب أن تسمع تلك المواقف التي يعجب منها التاريخ وتعجز أي أمة أن تأتي بمثيل لها؛ فها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وهو خليفة للمسلمين ، لا ينسى امرأة عجوزا يذهب ليحلب لها شاتها وينظف لها بيتها وبعده فعلها عمر رضي الله عنه . بل انظر إلى عمر رضي الله عنه بلغ اهتمامه بأمر المسلمين وشعوره بالمسؤولية تجاههم أنه قال ذات يوم " لو عثرت بغلة في العراق لسئل عنها عمر " فما أروع هذا الشعور الجبار الذي يجعل أمير المؤمنين يضع في حسبانه تعثر بغلة في بلد تبعد عنه آلاف الكيلومترات !!

أشعرهم بإسهاماتهم

من الأمور المهمة عليك أيضا كقائد أن تشعر كل واحد من أتباعك بأهمية دوره وأنه يقدم خدمات كبيرة وأن دوره لا يستغنى عنه فكما نحن متفقون أن كل إنسان يحب أن يشعر بأهميته ويحرص على أن أن يكون شيئا مذكورا وبالتالي فهو يريد أن يشعر بحجم دوره وأنه يشارك بجزء كبير في خطة العمل وهذا هو دورك كقائد أن تشعر أي شخص أن دوره هو أهم دور في المؤسسة وأن العمل يعتمد عليه وعلى أدائه بدرجة كبيرة وانظر كم سيؤثر ذلك في ارتفاع روح الشخص المعنوية وكيف ستسهل قيادته بعد ذلك . ولقد قابلت مرة رجلا ممن شاركوا في حرب أكتوبر 1973 فحكى لي أن وظيفته أنه كان يقوم بشحن بطاريات الدبابات وأنه لم يكن بداية سعيدا بهذا الدور لأنه يريد أن ينزل إلى ميدان المعركة ويقتل الأعداء ويحقق البطولات ومع ذلك يقول لي " إلا أن قائدي كان دائما يقول لي لو علم الأعداء مكانك لقتلوك أول واحد فينا لأن دورك هو أهم دور إذ لولاك ما تحركت الدبابات ولهزمنا " وهكذا استطاع قائده إشعاره بأهمية العمل الذي يقوم به وتحفيزه على أدائه بكفاءة عالية واقتناع تام .

و الذي ينظر إلى القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ليجد كيف كان الإسلام حريصا على أن يستشعر كل واحد من أتباعه بأهمية دوره في الإسلام انظر إلى قول الله تعالى " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " ولك أن تتأمل في ما تحدثه هذه الآية من أثر عظيم في نفس أي مؤمن يقرؤها ويستشعر أنه مسئول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تبليغ هذا الدين والدعوة إليه . وانظر كيف يمن الله تعالى على رسوله بأن أيده بالأنصار قال تعالى " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " قال القرطبي في تفسيره :" المؤمنين" قال النعمان بن بشير: نزلت في الأنصار." ولك أن تتأمل وقع هذه الآية في نفوس الأنصار حين يسمعونها ويرون كيف قد أيد الله رسوله صلى الله عليه وسلم بهم .

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يشعر صحابته بأهمية دورهم وعظم شأنهم في الأمة فمثلا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرحم أمتي بأمتي أبو بكر, وأشدهم في دين الله عمر, وأصدقهم حياء عثمان, وأقضاهم علي بن أبي طالب, وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب, وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل, وأفرضهم زيد بن ثابت, ألا وإن لكل أمة أمينًا, وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )).

بل انظر لموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته مع الصديق رضي الله عنه وتأمل في تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لدور أبي بكر في الإسلام فقال صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته " أيها الناس : دعوا ابا بكر فوالله ما من أحد كانت له يد إلا كافئناه بها إلا ابا بكر لم استطع مكافئتة فتركت مكافئتة لله عز وجل "

فمن اليوم اقتد بنبيك صلى الله عليه وسلم واحرص على أن تُشعر كل واحد من أتباعك بأهمية دوره واهتم بجميع أتباعك اهتماما صادقا تكن قد قطعت شوطا كبيرا في استقطاب الناس من حولك .



أهم المراجع :

1) كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس ديل كارنيجي

2) فن القيادة بيل كوهين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: القيادة - قيادة الأسود لا قيادة الأرانب   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالسبت 5 أبريل 2008 - 5:09

قيادة الأسود لا قيادة الأرانب


يقول نابليون: جيش من الأرانب يقوده أسد, خير من جيش من الأسود يقوده أرنب..!


والأفضل من ذلك هو: جيش من الأسود يقوده أسد.


وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل من أتباعه قادة, ولذلك استمر الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم, لأنه كان هناك قادة من بعده يحملون هم هذا الدين, ويستشعرون بالمسؤولية تجاه نشره, وقادرين على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب .


والناظر في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام, يجد كيف كان يتعامل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه على أنهم أسود, بمعنى أنهم قادة لهم رأي, ولهم مواقف, ويشاركون في صنع القرار, وكمثال على ذلك؛ في غزوة بدر حينما نزل النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل في مكان معين, جاءه رجل لم يكن قائدا في الجيش ولكن جندي, هو الحباب بن المنذر رضي الله عنه، قال: "يا رسول الله أهذا منزل أنزلكه الله (أي إذا كان وحي فلا يد لنا فيه ولا اعتراض) أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟"


قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة) قال: "فما هذا بمنزل".


فقام النبي صلى الله عليه وسلم, وغيّر مكان الجيش الذي اختاره هو, وغير الخطة كلها بناءاً على اقتراح وجيه جاءه من جندي في الجيش .


وانظر إلى ما رواه الإمام أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمان يحتكمان فقال لعمرو: (اقض بينهما يا عمرو) فقال : أنت أولى بذلك مني يا رسول الله قال: وإن كان قال : فإذا قضيت بينهما فما لي ؟ قال: (إن أنت قضيت بينهما فأصبت القضاء فلك عشر حسنات وإن أنت اجتهدت فأخطأت فلك حسنة) فانظر كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا أن يجتهد الصحابة, وينظروا في القضايا, ويحكموا بين الناس, كما هو واضح في هذا المثال مع الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه .


والحقيقة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع كل شخصية من صحابته بما يناسبها, ولذا سنجد أن الصحابة من جهة القيادة كانوا أصنافا ثلاثة:


1) فبعض الصحابة كانت فيهم موهبة القيادة من قبل إسلامهم, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على استغلالها وتنميتها وصقلها, كأمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .


2) بينما كان هناك بعض الصحابة لم تتوافر القدرات القيادية, وكبروا على ذلك ثم أسلموا, فلم يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم قادة بل وجههم إلى ما يحسنون مثل الدعوة او العلم أو غير ذلك, مثل أبي ذر رضي الله عنه حيث قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يا أبا ذر إني لأراك ضعيفا وإني لأحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين)


3) وأما الصنف الثالث فهم شباب الصحابة الذبن نشأوا في الإسلام, فسنجد أن أغلبهم صار من القادة في المستقبل حين انتشرت الفتوحات, وتوزعوا في البلاد المختلفة, وصار أكثرهم زعماء فيها مثل : الحسن والحسين وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم ، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أن الأصل أن البيئة التي صنعها النبي صلى الله عليه وسلم هي بيئة تصنيع قادة, وهي مدرسة متكاملة لازالت تخرج قادة متميزين جيلا بعد جيل على مر العصور, ولم يحدث في تاريخ الإسلام في أي عصر من العصور أن فشل في إخراج قادة يحملون همه, ويستشعرون بالمسؤولية تجاهه, ويضحون بالغالي والنفيس لنصرته .


أزمة عصرية:


ولعلها تكون مشكلة منتشرة في زماننا اليوم ألا وهي تربية الأتباع تربية عبيد لا تربية قادة ، في المؤسسات تجدها في أغلب الأحيان تمارس نظاما إداريا مركزيا لا يهتم بالأتباع ذوي الكفاءات العالية, بل قد تجد المديرين في المراكز العليا يخافون ويبتعدون عن تعيين ذوي الكفاءة العالية حتى لا يأخذوا مكانهم في المستقبل ، وتجدهم كذلك غير حريصين على تطوير موظفيهم تطويرا حقيقيا يؤهلهم ليخلفوهم من بعدهم في المراكز القيادية ، ولذا فهؤلاء القادة لا يعجبهم إلا أن يسير وراءهم مجموعة من الرعاع الذين لا يفقهون شيئا ولا يعرفون إلا جملة : وافق أو نافق أو فارق .


وبالطبع فوجود مثل هذه القوانين الخفية والأسس الدسيسة في المؤسسات اليوم ، يعتبر من أكبر أسباب فشلها ، وانطباعها بطابع السلبية وتعطل كفاتها الإنتاجية, ولا شك أن عدم وجود أتباع مخلصين واعين يعبرون عن آرائهم بشجاعة, ويستفسرون من قيادتهم عن أسباب قراراتهم, ويقومون بواجب النصح لقادتهم يعتبر كارثة محققة لأي مؤسسة ، إن عدم وجود أمثال هؤلاء واستبدالهم بمجموعة من الرعاع الذين لا يحسنون إلا النباح والصياح لقيادتهم " عاش عهدكم المجيد " يهوي بكثير من الدول والشركات والمؤسسات إلى الهاوية .


وقد انتقد القرآن الكريم أهل مصر الذين اتبعوا فرعون دون تفكير ، فعاقبهم الله بذلك قال تعالى " فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما فاسقين فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين "


ومن الأمثلة الخيالية التي تضرب على ذلك : أنه في يوم من الأيام كان هناك موكب استعراضي ضخم لأحد هؤلاء القادة وأثناء سيره في موكبه الضخم والجماهير الغفيرة تهتف له وتتبعه وتسير خلفه ، إذا برجل من وسط هذه الجماهير الغفيرة يصيح ويقول : انتبهوا أيها الناس أنتم تسيرون إلى الهاوية آخر هذا الطريق حفرة عظيمة لا تنتبهون إليها وستسقطون فيها فتهلككم جميعا فانتبهوا وحيدوا عن هذا الطريق " توقف الناس حوله وبدأوا يتساءلون فيما بينهم : كيف يكون ذلك وهل هناك حفرة حقا ؟ وإذا بقائدهم يشق طريقه بثقة إلى الأمام مرفوع الرأس في فخر وكبرياء ولا يستطيع أحد أن يكلمه أو يشير إليه أو يحذره ثم قالوا : لا شك طالما أنه بهذه الثقة أنه يعرف طريقه جيدا ويسير في الاتجاه الصحيح انظروا إليه وقد بدت علامات الثقة عليه ، اتبعوه ولا تقلقوا " وانطلقوا وراءه في حماسة أما القائد فبعد مدة بدت علامات القلق تبدو عليه إذ بدأت تتضح له علامات الخطأ وأنه يسير في طريق الهاوية فالتفت وراءه يسأل نفسه " هل من الممكن أن أكون ماشيا في الطريق الخاطئ ؟ لا شك أني أسير في الطريق الصحيح ، فكل هذه الجموع تتبعني ولا يمكن أن أكون قد انحرفت عن الطريق الصحيح " وهكذا انطلق هذا القائد بهم إلى الهاوية


التعامل الصحيح بين القادة والأتباع :


من هنا وجب على القادة أن يحترموا آراء أتباعهم ويحرصوا على استشارتهم, وعلى الأتباع أن يتبعوا قائدهم طاعة واعية لا طاعة عمياء, ويحرصوا على التأكد من صحة وجهة نظر القائد وتوافقها مع القيم والمبادئ الصحيحة, كما عليهم أن يقوموا بتصحيح مسار القائد إن أخطأ أو غفل أو سها, كما كان عمر رضي الله عنه يطلب من أتباعه فيقول لهم : "إن أحسنت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني" فقام له رجل وقال : سنقومك بسيوفنا هذه يا عمر, فقال له عمر : "الحمدلله الذي جعل في أمة عمر من يقوم اعوجاجه بالسيف "


كذلك على الأتباع أن يكونوا إيجابيين ومبادرين ,ويعمدوا إلى اتخاذ الإجراءات الصحيحة وعدم انتظار الأوامر فقط, وعليهم أن يفهموا أن قيادتهم بشر, وأي إنسان قد يصيب وقد يخطئ, وأي إنسان لا يحيط علما بجميع الأمور ، لذا فقد يلتفت أي جندي بسيط إلى شئ يفوت كبار القواد ولذا فعلى الأتباع تقديم النصيحة والمشورة دائما إلى قوادهم, وعلى القادة أن يحترموا آراء أتباعهم وينصتوا إليها ويأخذوها بمحمل الجد ، بل وعليهم تشجيع أتباعهم على إبداء آرائهم وعرض أفكارهم ، ومن أعظم الأمثلة التي تعلمنا كيف يجب ان يكون التابع إيجابيا ومبادرا ومقدما آرائه إلى قيادته مثال الهدهد مع سيدنا سليمان عليه السلام, فسيدنا سليمان عليه السلام كان ملكا نبيا, وكانت جنوده من الجن والإنس والطير, ومع كل هذا لم يمنع ذلك الهدهد أن يكون إيجابيا مبادرا, وأن يلفت قائده إلى شئ لم يحط به علما, فجاء الهدهد إلى سيدنا سليمان وحدثه بمنتهى الشجاعة والثقة وقال له " أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين, إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون " (سورة النمل)


ولا ينبغي أن تكتفي القيادة باحترام واستشارة أتباعها فقط؛ بل عليها أن تصطفي من أتباعها من يصلح أن يكون أهلا للقيادة فتصنع منهم قادة ، ليخلفوهم بعد ذلك ، وهذا ما سنتحدث عنه المرة المقبلة إن شاء الله .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: القيادة - اصنع من بعض أتباعك قادة يخلفونك   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالسبت 5 أبريل 2008 - 5:11

القائد الناجح هو الذي يحيط نفسه بقادة :

القيادة مستويات ودرجات, ففي المؤسسات مثلا هناك رئيس مجلس إدارة الشركة وهي محاطة بمجموعة من القادة الأساسين الذين هم نواب القائد ومساعدوه فهذه هي القيادات العليا للشركة، وبعد ذلك تأتي القيادات الوسطى وغالبا ما يكونون رؤساء الأقسام, فمثلا هناك رئيس قسم الإنتاج ورئيس قسم التسويق ورئيس قسم المالية ورئيس قسم الموارد البشرية, وبعد ذلك هناك مجموعة من القيادات الأقل درجة في كل قسم, فمثلا في قسم الإنتاج هناك رئيس قسم الصيانة ورئيس قسم المنتجات ورئيس قسم إصلاح المعدات, وفي الدولة الإسلامية مثلا هناك الخليفة كعمر بن الخطاب رضي الله عنه, ثم هناك الوالي على أحد البلاد كمعاوية بن أبي سفيان كان واليا على الشام وتحته سعيد بن عامر كان واليا على المدن وهكذا، فكل هؤلاء كانوا قادة ولكنهم درجات .

ودور القيادة العليا أن تخرج وتوجد مثل هذه القيادات الوسطى وتتعامل معهم بالطريقة التي تساعد على نموهم وعلى صقل موهبتهم وعلى أخذهم مساحات واقعية أكبر وأن تتجنب الوسائل التي تقتل القادة وتجعلهم يدفنون تحت الأرض, ومن أبرز الوسائل التي تساعد على نمو القيادات الوسطى وتشجعهم على العمل:

1) التأكد من اقتناعهم واعطاؤهم فرصة أكبر للحوار وإبداء الرأي والنقاش، بل حتى الاعتراض وتعديل المسار, وكما يقول المفكر الفرنسي فولتير " قد اختلف معك في الرأي ولكني أدفع عمري لتقول رأيك "( صناعة القائد ص90) فمثل هذه الشخصيات تحب أن تشارك برأيها لأن طبيعتها قيادية؛ طبيعتها تستشعر المسؤولية تجاه العمل وتريد تحقيق الأهداف في الواقع، ولذا فاستشارتها والأخذ برأيها يحفزها وينميها.

ولذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على استشارة أصحابه وكان أكثر من يستشيرهم هم من يعدهم ليخلفوه من بعده كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما .

2) إعطاؤهم مكانة خاصة لا تمنح لغيرهم, كمناصب معينة أو المشاركة في دائرة خاصة باتخاذ القرار أو خصهم ببعض القضايا والأسرار

فمثل هذه الشخصيات دائما تبحث عن مساحة للعمل وتريد أن تثبت كفاءتها وأهليتها للقيادة وتريد أن تستشعر تأثيرها في العمل وفي الواقع ،ولذا عليك أن تفتح لها مثل هذه المساحات وتعطيها الفرصة لتثبت وجودها وتشعر بأهميتها في العمل

كما عليك كقائد أعلى أن تشعر هذا الشخص بمكانته وأهميته في العمل واعتماد جزء كبير من العمل عليه .

3)منحهم حرية كبيرة في التصرف وتوفير صلاحيات واسعة لهم ، لأداء عملهم مع التوجيه والإرشاد والمتابعة:

فهذا الذي يصنع القائد ، عندما يأخذ مساحة واسعة ويستشعر بالمسؤولية تجاهها وتكون له أهداف معينة يريد أن يصل إليها وينجزها ويتابع في مدى تحقيقه لأهدافه ، فالقائد يتابع بالأهداف لا بالأعمال اليومية ، ومن أوضح الأمثلة لذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم لمصعب بن عمير إلى المدينة بعد بيعة العقبة الأولى والتي كانت في موسم الحج في العام الثاني عشر من البعثة ، وكان مصعب ذاهبا لأداء مهمة بهدف محدد ألا وهي نشر الإسلام في المدينة وتأهيلها لقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أقل من عام ينجح مصعب في مهمته ويعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موسم الحج في العام التالي ليبشره بانتشار الإسلام في المدينة وتتم بالفعل في موسم الحج لهذا العام 13من البعثة بيعة العقبة الثانية يحضرها ثلاث وسبعون رجلا من الأنصار وامرأتان .

4) التجاوز عن أخطائهم الصغيرة عند مقارنتها بأعمالهم وعطاياهم الكبيرة :

وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود " وكما في قصة بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ففي صحيح البخاري : بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون صبأنا وجعل خالد قتلا وأسرا قال: فدفع إلى كل رجل أسيره حتى إذا أصبح يومنا أمر خالد بن الوليد أن يقتل كل رجل منا أسيره، قال ابن عمر: فقلت والله لا أقتل أسيري ولا يقتل أحد وقتل بشر من أصحابي أسيره قال: فقدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له صنع خالد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ورفع يديه: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد.

(قولهم (صبأنا) يقصدون بذلك أنهم خرجوا من دين آبائهم ودخلوا في دين الإسلام فإن الكفرة كانوا يدعون المسلم يومئذ بالصابئين ،ولكن لما كان اللفظ غير صريح في الإسلام جوز خالد قتلهم (وجعل خالد قتلى وأسرى) أي جعل بعضهم قتلى وبعضهم أسرى ،ومع هذا الخطأ الذي وقع فيه خالد وتبرأ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعزله النبي صلى الله عليه وسلم عن القيادة).

كيف تقتل قائدا ؟

إذا أردت أن تقتل معنويات أي قائد ، وتدمر عنصر القيادة فيه فهناك ثمان طرق مختصرة لأداء هذا الغرض :

(1-اجعله في إطار روتين جامد وأجواء كئيبة .

2- علمه هزة الرأس بدون تفكير

3- علمه إذابة شخصيته بمادة النسخ الكربونية

4- اجعل أهدافه غير واقعية

5- تعامل معه كآلة

6- لا تلتفت إليه وأعجزه عن حل مشكلاته

7-انسب نجاحه إلى غيره

8- امكث في منصبك وحارب من أجله ) (صناعة القائد طارق سويدان)

إذا تأملت في هذه الثمان وسائل لأدركت حجم المصيبة التي تعاني منها الأمة الإسلامية من جراء قتل آلاف القادة من قادتها كل يوم ، مما جعلها تعاني من فقر العناصر القيادية لديها فانعكس آثار كل ذلك بأن صارت أمة الإسلام أمة تابعة لا أمة قائدة ، وكيف تصير أمة قائدة إذا خلت من القادة ؟!

مثال أخير للقائد الذي لا يخلف وراءه قادة :

هذا المثال نهديه لمن مازال مصرا على عدم إعداد جيل من القادة يخلفه من ورائه ، وعلى الرغم من بساطة القصة إلا أنها توضح أهمية صنع القادة بدرجة كبيرة ، فتأملها .

مثل القائد الذي لا يخلف وراءه قادة مثل(النمر الكبير) الذي تقدمت به السن وكان قائداً لقطيع من النمور وفي يوم من الأيام قرر أن يخرج للصيد في الغابة المجاورة، فجمع نموره وقال: علينا أيها الأصدقاء أن نخرج للصيد، وأرجو أن تصحبني النمور اليافعة، لعلهم يتعلمون مني شيئاً أو شيئين. أحست النمور الصغار بالغبطة والفرح عندما سمعوا ما قاله النمر الكبير، لأنه نادراً ما يبدي لهم اهتماماً حقيقياً بتدريبهم على الصيد، ولم يكن لهم أي دور يؤدونه عندما كانوا يخرجون معه. وفي اليوم الأول شاهد النمر الكبير قطيعا من الفيلة، فانتدب أحد النمور اليافعة ليهجم على قطيع الفيلة ويجلب لهم ما تيسر، وقد فوجئ النمر الصغير بكلام قائده حيث لم تكن لديه أدنى فكرة صيد أرنب فكيف بفيل ضخم الجثة! ولم يستطع النمر الصغير أداء المهمة، فقال النمر الكبير: يبدو أن علي أن أقوم بالمهمة بنفسي. وكذلك فعل، فاصطاد فيلاً كبيراً. وتكرر هذا المشهد عدة مرات مع نمور صغيرة أخرى، وكان الفشل نصيبهم جميعا وكان على النمر الكبير أن يقوم بالمهمة بنفسه، وفي كل مرة يؤنب النمور الصغيرة لعدم قدرتها على الصيد.. تحلقت النمور حول النمر الكبير مبدية إعجابها بمهاراته وشجاعته فتنهد النمر الكبير قائلاً: يبدو أنه ليس بينكم من يتوفر لديه الاستعداد ليحل محلي، وآسف إذا قلت إنني نمر لا يمكن الاستغناء عنه.

وتمر السنون والنمر الكبير على هذا الحال، يصطاد بنفسه، ولم يغير من أسلوبه في تعامله مع رفاقه، ولم يخطر بباله أن يعلمهم حيله وأفانينه في اصطياد الصيد.. وفي أحد الأيام، التقى النمر الكبير بصديقه الأسد، واشتكى النمر الكبير من ضعف النمور الصغيرة وقلة همتها وانعدام المبادأة لديها قائلاً: انه رغم كبر سني فإني أقوم بالصيد لجميع أتباعي، ويبدو أنه ليس ثمة نمر على شاكلتي بين النشء الجديد، عندئذ انتفض الأسد، وقال:هذا أمر غريب، إنني أجد الأشبال عندي يتعلمون بسرعة، وينفذون ما أطلبه منهم، بعضهم يحسن في عمله، وبعضهم يخطئ، ولكن لا بأس. وأصدقك القول، إنني أفكر في ترك العمل والتقاعد في السنة القادمة، وأسلم القيادة لأحد الأشبال. قال النمر الكبير: إنني أغبطك، ومن المؤكد أنني كنت سأرتاح لو عرفت جيداً معنى القيادة. نهض الأسد فودعه النمر الكبير الذي قال متألماً: إنه لعبء ثقيل حقاً أن تتصرف وكأنك القائد الذي لا يستغنى عنه.

.. إن النمر الكبير قد فشل فشلاً ذريعاً عندما تجاهل أتباعه ولم يعلمهم فنون الاصطياد ولم يدربهم على كيفية الصيد.. واعتبر أن النجاح والفشل مرتبط بشخصه فقط.. وبالتالي كان الفشل الذريع حليفه ولم يستطع أن يحدث التغيير المطلوب ولم تتعلم النمور الصغيرة أي شيء من النمر الكبير خلال رحلات الصيد المتكررة وعندما شاخ وكبرت سنه لم يجد البديل الذي يستطيع القيام بالمهام التي كان يؤديها. إن بعض القادة الإداريين ينسبون إلى ذواتهم الفردية كافة النجاحات التي تحققها المنظمة وينسون أنه لا تميز لهم دون أتباع مميزين.. فأصبح الأتباع في منظماتهم لا قيمة لهم إلا خدمة قادتهم.. بل لا يقبل هؤلاء القادة إلا من هم أقل كفاءة خشية أن يسحبوا عليهم النفوذ من داخل المنظمة ولا يريدون إلا إمعات ورعاعا لا يحسنون شيئا، وكلما أحسن الأتباع الطاعة العمياء كلما تأكد بقاؤهم حول قادتهم .

نخلص من هذا كله أن (النمر الكبير) افتقد إلى الرؤية المستقبلية، ولم يدرك أنه يحتاج إلى جيل من الأتباع المميزين (النمور الصغيرة) ستحل محله عندما يكبر سنه وأنها بحاجة إلى التأهيل والتدريب على القيادة حتى يمكن الاعتماد عليها مستقبلا ، كما أن هؤلاء الأتباع بحاجة إلى التشجيع وكما قال الأسد عن أتباعه: (بعضهم يحسن عمله، وبعضهم يخطئ ولكنهم بحاجة إلى الصبر والتحفيز) ولم يدرك (النمر الكبير) هذه الحقيقة كما أدركها الأسد، فكان الفشل حليفه في قيادته للنمور الصغيرة.

إن هذا كله يؤكد لك أيها القائد ضرورة اختيار العناصر المميزة من أتباعك لتصنع منهم قادة المستقبل ، وإلا .....فإنه الهلاك .....ولك في قصة النمر الكبير العبرة والعظة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: القيادة - تحمل مسئولية أفعالك واعترف بأخطائك   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالسبت 5 أبريل 2008 - 5:15

الحمل الثقيل :

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته " فأبرز سمة للقائد أنه مسؤول عن أتباعه ، أنه مسؤول عن الوصول للهدف المراد ،يقول ويليام كوهين " بمجرد توليك القيادة تكون أنت وحدك المسؤول عن بلوغ الهدف ." ويقول أيضا " ويمكنك تفويض القيام بمهام معينة إلى آخرين ممن تقود ولكن ليس ثمة سبيل لتفويض المسؤولية وليس هناك أيضا من فرق بين ما إذا كان أداء مرؤوسيك جيدا أو رديئا أو ما إذا كانوا ينفذون تعليماتك لهم "

ولذلك القيادة حمل ثقيل لا يصلح لها إلا أصحاب الشخصيات القوية والهمم العالية ،فحقيقة القيادة هي تولي المسؤولية ، ولك أن تتأمل حينما تكون قائدا على مجموعة من البشر فأنت المسؤول عنهم وعن جميع تصرفاتهم و لذا فلا تعجب عندما طلب أبو ذر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوليه الإمارة قال له : يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ماأحب لنفسي لا تأمرن على اثنين " بل إن الأصل في دين الإسلام عدم طلب الإمارة و القيادة لعظم شأنها و خطورة عاقبتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة " لا تطلب الإمارة، فإنك إن طلبتها فأوتيتها، وكلت إليها، وإن لم تطلبها أعنت عليها "

ولذا فتأمل في هذا المثال الذي يضربه المشير هاب أرنولد قائد القوات الجوية الأمريكية إبان الحرب العالمية الثانية في كتابه "طيار الجيش" مشيرا إلى تلقي أحد القادة الأسراب الجدد رسالة من قائد وحدته يقول له فيها "لقد أفرط في الشراب في نادي الضباط ليلة أمس [أحد الضباط ] فلا تدع هذا يحدث ثانية " و كانت المشكلة أن هذا القائد الشاب لم يذهب أبدا إلى نادي الضباط في تلك الليلة المعنية بالذكر ،ولم يبال االقائد الشاب بفحوى الرسالة ولم يقرر فعل شئ . بعد مرور عدة أيام تلقى القائد الشاب رسالة أخرى" هذا إنذار أخير ""

هذه المرة شعر القائد الشاب بالحيرة الحقيقية لأنه لم يكن في النادي في تلك الليلة أيضا ولكنه اتصل هذه المرة بنائب قائد الوحدة ليناقش الأمر معه .

كان النائب يفهم الموقف تماما فقال له "أيها الرائد إنك لم تعد مسؤولا عن نفسك فحسب بل أنت الآن مسؤول عن تصرفات جميع من في سربك وأنت شخصيا لم تفرط في الشراب في نادي الضباط و لكنه أحد أعضاء سربك وأنت مسؤول "

نتيجتان غير محببتين :

لعلك أيها القارئ قد تضيق ذرعا بهذا الكلام و تقول كيف يمكن ذلك ؟ كيف يمكن أن تكون مسؤولا عن جميع تصرفات أتباعك؟! إلا أننا دعنا نعترف بالحقيقة أن هذا شئ بالفعل ضروري و لا يكون الشخص قائدا بحق إلا حينما يتحمل المسؤولية كاملة ، وإلا نتج عن عدم تحمله المسؤولية أمران خطيران :

الأمر الأول : أن أتباعك و مرؤوسيك لن يرضوا بك قائدا لهم . و أبسط دليل على ذلك ضع نفسك مكانهم ، هل كنت ترضى أن يكون قائدك غير مسؤول عنك ؟ إذن كيف يقودك ؟ ما الذي يعطيه لشرعية القيادة إذا كان غير مسؤول عنك وعن تصرفاتك ؟! يقول ويليام كوهين " تذكر أن العقد ينص على أن القيادة مقابل المسؤولية وعندما لا تتحمل مسؤولية المجموعة التي تقودها ، فأنت بذلك تنتهك هذا العقد "

الأمر الثاني : سيتم عزلك عن القيادة من رئيسك الذي يتولى الإشراف عليك ، وأبسط دليل على ذلك أن رئيسك حينما يعينك قائدا في مكان ما يريدك أن تثبت له أنك شخص يمكن الاعتماد عليه فإذا لم تكن مسؤولا عن هذا المكان فكيف يمكن الاعتماد عليك ؟!

يقول الفريق أول بل كريتش – الذي تقاعد من خدمته بالقوات الجوية الأمريكية ويعمل الآن لكثير من الشركات الرائدة – إنه يمكن ولا بد من تعليم القادة " تحمل المسؤولية الشخصية عن إيجاد غرض مشترك وتحقيق نجاح مؤسسي "

اعترف بأخطائك :

" يشغل أندرو س. جروف منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي بشركة إنتل كوربوريشن ، هذه الشركة –التي أسس جروف معظمها بجهوده – ليست مصنفة فقط ضمن قائمة مجلة فورتشن لأكبر 500 شركة في أمريكا ولكنها أيضا واحدة من أفضل مائة شركة في أمريكا بالنسبة لظروف العمل فيها ومع ذلك فإن فورتشن تطلق على آندي جروف أنه واحد من أشد عشرة رؤساء قسوة يمكن العمل معهم في أمريكا . لكن ما الذي يقوله جروف حول تحمل المسئولية والاعتراف بالأخطاء ؟ هيا نستمع إليه يقول " كلنا نحن العاملين – في الإدارة (وفي التدريس والحكومة وتربية الابناء) رجالا ونساء كبارا وصغارا – نخشى فقدان الاحترام الذي اكتسبناه بشق النفس إذا اعترفنا بأخطائنا ولكن في الواقع إن الاعتراف بالأخطاء دليل على القوة و النضج والإنصاف "

لتعلم أيها القائد أنه كلما ازدادت ثقتك بنفسك كلما صرت أقدر و أشجع على الاعتراف بأخطائك ، وقد صدق جروف إذ ذكر أن الاعتراف بالأخطاء هو دليل على القوة و النضج و الإنصاف أكد على ذلك ديل كارنيجي حيث قال " وأي شخص يمكنه أن يحاول الدفاع عن أخطائه – وهو ما يفعله الكثيرون – ولكن مما يضيف لقيمة الشخص ويعطيه شعورا بالنبل والبهجة أن يعترف بأخطائه " نعم هذه هي الحقيقة في صورتها البسيطة التي لا تحتاج إلى تعقيد حينما تعترف بأخطائك فهذا يدل على ثقتك بنفسك وعلى احترامك للقيم والأخلاق وبالتالي تزداد ثقة الناس فيك ، ويزداد اعتمادهم عليك لأنك صريح مع نفسك أولا وصريح معهم ثانيا وبالتالي تستحق أن تكون قائدا حتى ولو أخطأت لأنه ما من أحد من البشر إلا وهو يخطئ ، ولكن المشكلة لا تكمن في الخطأ وإنما تكمن في سلوكنا مع الخطأ ؛هل سنكون صادقين مع أنفسنا و مع الآخرين ونعترف بالخطأ ونحاول إصلاحه، أم نعيش في دوامة الصراع و تعليق أخطائنا على شماعة الآخرين و نصير كالنعامة التي تدفن رأسها تحت التراب ؟! هذا هو الفارق بين القائد الحقيقي و غير القائد .



قصة مثيرة :

من الأمثلة الجيدة على تحمل القائد لمسئوليته واعترافه بأخطائه قصة الشخصية الشهيرة روبرت لي والذي قال عنه ويليام كوهين " لعل روبرت لي هو أكثر قائد محبوب في التاريخ الأمريكي فقد ظل من عرفوه أو خدموا تحت قيادته يجلون ذكره ليس إلى يوم وفاته فحسب و لكن إلى أبعد من ذلك بسنوات حتى إن أعداءه السابقين كانوا يبجلونه ويهرعون أفواجا لزيارته " كل هذا التقدير والاحترام كان لروبرت لي على الرغم من أنه خسر الحرب التي كان يقودها . فقد كان لي أحد القادة الانفصاليين في الحرب الأهلية التي كانت في أمريكا في القرن التاسع عشر وكانت أفضل فرصة أتيحت للانفصاليين لكسب الحرب هي معركة جيتيسبرج التي وقعت في يوليو 1863 حيث وجه "لي" أحد أتباعه وهو اللواء بكيت ليقود غارة على جيتيسبرج ويحكي عن هذه المعركة ديل كارنيجي فيقول :"لقد كانت غارة بيكيت ( على جينيسبرج) بلا شك هي أروع وأذكى هجمة حدثت في العالم الغربي وقدكان الجنرال لي نفسه شخصا رائعا وكان مثل نابليون في حملاته الإيطالية يكتب خطابات الحب المتوهجة في ميدان القتال بشكل يومي تقريبا .... تقدمت قوات بيكيت في خطى وئيدة عبر البساتين وحقول الذرة والمراعي وفوق الوديان وطوال الوقت كانت مدافع العدو تقذفهم محدثة فجوات كبيرة بين صفوفهم ولكنهم استمروا في طريقهم ثابتين دون أن يوقفهم شئ .

وفجأة برزت قوات الأعداء من خلف الحائط الصخري على مقابر سيميتري ريدج حيث كانوا يختفون وأخذوا يطلقون القذيفة وراء الأخرى على قوات بيكيت المندفعة وتحولت قمة التل إلى صفحة من اللهب إلى مجزرة إلى بركان ثائر وخلال دقائق كان جميع قواد لواء بيكيت قد سقطوا إلا واحدا كما سقط ربع جنوده الذين كان عددهم يصل إلى خمسة آلاف رجل "

و بعد أن بات واضحا للانفصاليين أنهم خسروا المعركة وولت قوات بيكيت راجعة إلى خطوطها كان لي هو الذي برز لملاقاة الناجين من المعركة قال لي " لقد كان خطئي وحدي وليس خطأ احد غيري لقد بذلتم ما في وسعكم ولكني أرى أنني الذي تسببت في فشلكم "

صاح الجنود الذين أنهكت المعركة قواهم وأعينهم تفيض من الجمع " كلا كلا أنك لم تفشل أيها القائد بل نحن الذين فشلنا "

يقول ويليام كوهين معلقا على قصة لي " كان روبرت لي يتحمل دائما مسؤولية أفعاله وقد أحبه رجاله لذلك وحاربوا باستبسال منقطع النظير .تذكر أن معركة جيتيسبرج وقعت في أوائل يوليو سنة 1863 في حين أن "لي" لم يستسلم حتى إبريل 1865 أي بعد ذلك بسنتين تقريبا "

وهكذا يتضح لنا من قصة "لي" أن اعتراف القائد بالخطأ مهما كان ثمن هذا الخطأ لا يقلل من نظرة أتباعه له بل على العكس تزداد ثقتهم فيه و التفافهم حوله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: القيادة - هل أنت ديكتاتور   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالسبت 5 أبريل 2008 - 5:16

ماذا نعني بالاتجاه الهرمي في القيادة كخطأ من أخطائها؟




لا نعني بذلك ـ على الإطلاق ـ انسياب خطوط السلطة من أعلى إلى أسفل، واحتفاظ القائد بحق أخذ القرارات وإصدار الأوامر، فهذا أمر لابد منه لنجاح العملية الإدارية، وإنما نعني بذلك القيادة الاستبدادية التي ينظر فيها القائد إلى أتباعه من أعلى إلى أسفل، معتقدًا أنه وحده الذي يجيد التفكير، وأن على الآخرين أن ينفذوا فقط ما يقول، وهو النمط القيادي الذي بُني على النموذج العسكري في إصدار الأوامر للجنود والأتباع دون حق المناقشة أو المراجعة وإبداء الرأي.




من علامات القائد الهرمي:




1ـ استشارة المرؤوسين على سبيل أخذ الأختام والتوقيعات:




بمعنى أن القائد الهرمي يأخذ قراره مسبقًا ثم يستشير مرءوسيه استشارة روتينية فقط، لا للاستفادة من آرائهم وإنما فقط للحصول على موافقتهم، فإذا لم تتفق آراؤهم مع القرار الذي اتخذه مسبقًا، فإنه يضرب بها عرض الحائط دون أدنى محاولة للاستفادة بها.




2ـ استخدام حجب المعرفة للسيطرة على المرؤوسين:




فالمعرفة في أي منظمة هي نوع من أنواع القوة، والقائد الهرمي غالبًا ما يستخدم هذه القوة ممثلة في حجب المعلومات للسيطرة على مرءوسيه، وهي سياسة اتبعها كل القادة الديكتاتوريين عبر التاريخ، حتى إن المحتلين غالبًا ما يحرصون على إبقاء الشعوب المحتلة في حالة جهل مستمر، كما فعل أدولف هتلر، عندما منع التعليم الجامعي في كل الدول التي احتلتها ألمانيا النازية.




3ـ التعسف في استخدام السلطة:




فالقائد الهرمي قد يتخذ قرارات كثيرة متعسفة، ولا يرجع عنها حتى لو تبين له خطؤها؛ لأنه يهدف دائمًا إلى تأكيد وتقرير أنه وحده القائد المسيطر.




4ـ وجود صف ثان ضعيف:




لأن صناعة القيادات تحتاج إلى تدريبهم على اتخاذ القرارات وتحمل المسئولية، والتعلم عن طريق ممارسة السلطة والتناوب بين الخطأ والصواب، وهو ما لا يتفق أبدًا مع القيادة الهرمية الاستبدادية.




5ـ تركيز جميع السلطات في يد القائد:




بحيث ترجع إليه وحده سلطة اتخاذ القرارات في أغلب شئون العمل فهو بعيد كل البعد عن التفويض الفعال.




6ـ الشعور الدائم بالتوتر وعدم الاسترخاء:




لأنه لا يثق في غيره، ويود أن يطمئن بنفسه ويتدخل في كل جزئية من جزئيات العمل.




لماذا يقع معظم القادة في شرك الاتجاه الهرمي؟




1ـ لأنه الأكثر شيوعًا:




فمن الناحية التاريخية فالقيادة المستبدة الهرمية كانت أكثر الأنماط التي يمارسها القادة، وعلى الرغم من أنه قد كتب الشيء الكثير عن الأنماط البديلة لها، إلا أن النمط الهرمي ما زال هو الأكثر شيوعًا.




2ـ لأنه الأسهل:




فمن الأسهل كثيرًا أن تخبر الناس ببساطة أن يفعلوا كذا وكذا من أن تحاول تجربة وسائل أخرى أكثر فعالية في أساليب القيادة.




3ـ لأنه يرتبط بالمفهوم السائد للقيادة عند أكثر الناس:




فكلمة القيادة عندهم تعني السيطرة والتسلط على الآخرين، لا توجيههم والتأثير فيهم.




ما هو البديل السليم للاتجاه الهرمي؟




هو ما يمكن أن نطلق عليه القيادة الخادمة، استمدادًا من القول المأثور: 'سيد القوم خادمهم' وهو الذي يتوافق مع النموذج النبوي الفذ في القيادة، ونوضح الآن مفهوم القيادة الخادمة في النقاط التالية:




1ـ يسمى هذا النمط بالقيادة الخادمة إشارة إلى سلوك القائد مع مرءوسيه، فهو يرى نفسه كأنه قابع في أسفل هرم مقلوب بحيث يبدو كل شخص في المؤسسة يستقر على كتفيه، فهو يقضي ساعات لا حصر لها في مساعدة الآخرين ليكونوا فعالين، بتزويدهم بالحقائق والطاقة والموارد وشبكة المعلومات وآخر الأنباء، وكل ما يحتاجونه للقيام بمهامهم على أكمل وجه، فالقائد الخادم يكون مستعدًا للتنازل والتعرض لاتساخ ملابسه جنبًا إلى جنب مع مساعديه لتحقيق أهدافه، فليس هناك عمل في مؤسسته يستنكف عن القيام به إذا كانت مصلحة المؤسسة تدعو إلى ذلك، وهذا سيد القادة محمد صلى الله عليه وسلم يشارك أصحابه في حفر الخندق، ويأخذ نصيبه معهم من الجوع والبرد والجهد الشديد، بل ويتصدى لما يعجزون عنه من الحفر، كما أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح من حديث البراء بن عازب قال:




'لما كان حين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق عرض لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول، اشتكينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء فأخذ المعول فقال: 'بسم الله' فضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: 'الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة' ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر، فقال: 'الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض'، ثم ضرب الثالثة وقال:'بسم الله' فقطع بقية الحجر، فقال: 'الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة'.




وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل بنفسه التراب يوم الخندق حتى أغمر بطنه أو اغبر بالتراب كما يروي البراء رضي الله عنه.




2ـ ويقوم هذا النموذج على أساس احترام العمال كأفراد وإعطائهم قدرًا أكبر من الشراكة في الإشراف والتوجيه، والحرص على الاستنارة بآرائهم وإقرار الصواب منها، مع الإقلال قدر الإمكان من التوجيه الصارم والتحكم المتعسف من جانب مشرفيهم. وتأمل معي الآن في هذه النماذج المشرقة لتعلم عظمة القيادة النبوية ممثلة في شخص محمد صلى الله عليه وسلم، فكم هي عدد الأوامر التي كان يلقيها النبي صلى الله عليه وسلم بصورة التشجيع والتحفيز حتى في أحلك الظروف والأزمات، من ذلك ما وصفه حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عندما قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ألا رجل يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة'.




وانظر إليه صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وهو يضرب أروع النماذج في تجرد القائد، واستماعه لمرءوسيه، وإقرار صواب آرائهم، فعندما تحرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه ليسبق المشركين إلى ماء بدر، ويحول بينهم وبين الاستيلاء عليه، فنزل عشاء أدنى ماء من مياه بدر، وهنا قام الخباب بن المنذر كخبير عسكري وقال:




يا رسول الله أرأيت هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله، ليس لنا أن نتقدم ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: 'بل هو الرأي والحرب والمكيدة' قال: يا رسول الله، إن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم 'قريش'، فننزله، ونغوّر ما وراءه من القُلُب 'الآبار' ثم نبني عليه حوضًا فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 'لقد أشرت بالرأي' فنهض رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيش حتى أتى أقرب ماء من العدو، فنزل عليه شطر الليل، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من القُلُب، وبعد أن تم نزول المسلمين على الماء اقترح سعد بن معاذ رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبني المسلمون مقرًا لقيادته، استعدادًا للطوارئ وتقديرًا للهزيمة قبل النصر، حيث قال:




يا نبي الله ألا نبني لك عريشًا تكون فيه، ونعد عند ركائبك، ثم نلقي عودنا فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا، فقد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبًا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك، يمنعك الله بهم يناصحونك ويجاهدون معك. فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له بخير، وبنى المسلمون عريشًا على تل مرتفع يقع في الشمال الشرقي لميدان القتال ويشرف على ساحة المعركة.




ـ وهكذا بمثل هذا الأسلوب القيادي الفذ تأسس للمسلمين أعظم دولة في التاريخ في مدة قصيرة لا تساوي في حساب الزمن شيئًا، فصلى الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم القائد الأعظم الذي علّم البشرية منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام كيف تكون القيادة أيها الأخ الحبيب، وما زال للحديث بقية في الحلقة القادمة إن شاء الله، نعقد لك فيها مقارنة بين القيادة الهرمية والقيادة الخادمة من حيث الأسس النفسية التي قام عليها كل منهما، ونبين لك الصور الحديثة للقيادة الخادمة، ثم نعطي لك بعض النصائح القيادية التي تعينك على اتباع هذا النمط، مع ذكر مستويات القيادة الخمسة والتي يتضح لك منها أن القيادة الخادمة هي أرقى أنماط القيادة، فإلى اللقاء هناك إن شاء الله.









أهم المراجع:




1ـ القيادة المؤثرة جمال ماضي




2ـ صناعة القائد د/ طارق سويدان. أ/ فيصل باشراحيل




3ـ أكثر عشرة أخطاء للقادة.




4ـ الرحيق المختوم المباركفوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
salah helmy
عريف
عريف



عدد الرسائل : 13
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: القيادة الحكمية   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالإثنين 14 أبريل 2008 - 0:50

شكر لك تعليق
أهم مشكلة تقابل القائد هى خوفه الدائم من الصف الثانى له ودخوله فى تنافس غير شريف معهم وليس إعدادهم للقيادة من بعده.
من أشهر قصص الجاسوسية الأجنبية قصة جاسوس تم مراقبته من دولته مدة طويلة جدا لكن دون التأكد من نوعية المعلومات التى يعطيها للعدو فى النهاية تم التحقيق معه وقالو له نحن نعرف أنك جاسوس لكن لا نعرف أنك أعطيت العدو أى معلومات فقال لهم أننى لم أعطى العدو أى معلومات لكن كان دورى يتلخص فى الاتى
الحصول على أعلى الشهادات والخبرات لكى أتمكن من تقلد أعلى المناصب وفى كل مؤسسة أقودها أقوم بإختيار أسوء وأغبى قيادات لمجموعة العمل وهم بغبائهم وقلة خبراتهم يقومون بالقضاء على الكوادر العالية فى المؤسسة مما يؤدى إلى تدمير المؤسسة وزيادة معدلات الانتحار وهكذا فى كل مؤسسة أقودها وبعد ذلك حاولت الدولة إصلاح هذه المؤسسات فوجدت الفساد منتشرا فى كل مكان بصورة رهيبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمداحمدسعد
رقيب
رقيب
محمداحمدسعد


عدد الرسائل : 25
تاريخ التسجيل : 02/07/2009

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القيادة - قائد بالفطرة   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالأربعاء 15 يوليو 2009 - 11:55

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
metwally.mustafa
فريق أول
فريق أول
metwally.mustafa


عدد الرسائل : 4226
العمر : 38
الموقع : Egypt
العمل/الترفيه : automation engineer
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

القيادة - قائد بالفطرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القيادة - قائد بالفطرة   القيادة - قائد بالفطرة Emptyالأربعاء 15 يوليو 2009 - 12:42

شكرا لك اخى الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القيادة - قائد بالفطرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القيادة
» خلاصات فى علم الإدارة
» دورة القيادة والادارة
» لمن يبحثون عن القيادة --- انظر وتعلم !!!
» أساليب القيادة الإدارية في تنمية الموارد البشرية !!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: منتديات الإدارة :: منتدى القيادة-
انتقل الى: