القرآن والأرض المقدسة :
إنه لا توجد أمة قديماً وحديثاً حملت الى العالم لواء المكر والخبث ولا يوجد عنصر من البشر على مدار التاريخ طغى في الأرض وأفسد فيها وأوقع الفتنة مثل العنصر اليهودي. وبما أن القرآن الكريم أعظم وثيقة وأوثق مصدر تاريخي على الإطلاق، فقد قال تعالى في سورة المائدة في الآيات (20-26) (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ).
تتحدث هذه الآيات عن قصة بني إسرائيل مع نبيهم موسى عليه السلام الذي قادهم بعد أن نجاهم الله من بطش فرعون مصر وظلمه إلى حيث أمره الله أن يتوجه، ويأمرهم بدخول الأرض المقدسة. وإذا حاولنا تحليل القصة وتفسيرها نرى أن نداء موسى عليه السلام قد سبق بتذكيرهم بأنعم الله على بني إسرائيل وأنه تعالى لم يبعث في أمة من الأمم مثلما بعث لبني إسرائيل من سعة في الرزق وتنعم السادة والملوك إضافة إلى أنه جعل فيهم أنبياء ورسلاً وأنعم عليهم من خوارق العادات ففرق لهم البحر ونجاهم من فرعون وأنزل عليهم المن والسلوى.
نعم لقد جاءت هذه المقدمة حتى تكون شحنة دافعة تجعلهم يستجيبون لنداء نبيهم وأمره في دخول الأرض المقدسة بعزم الرجال واستعداد الكماة والأبطال.
وهذا برأينا سابقة قرآنية في أساليب شحن النفوس وشحذ العزائم في المجال العسكري، ولكن ماذا نقول فيمن عقيدتهم هشة وثقتم في الله ضعيفة وجبلتهم خسيسة ونفسهم خبيثة غير ما سوف تخبرنا به الآيات القرآنية من مواقف تبرز ملامح غير إنسانية وتركيبة عقيمة لصنف من البشر ليسوا أهلاً للتكريم بل للذل والخزي والمهانة