منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالإثنين 9 فبراير 2009 - 0:59

[center]الفيل والتنين «4»
من أول السطر
إبراهيم عيسي


تحكي النكتة عن مسئول مصري رفيع المستوي زار الصين فاستقبله الرئيس الصيني الذي أخذ يروي متفاخراً إنجازات الصين فقال له المسئول المصري إن دولته كانت يمكن أن تفعل ذلك لولا عدد السكان فأسرَّها الرئيس الصيني في نفسه، حيث إن عدد سكان الصين قارب علي المليار ونصف المليار نسمة فليس هناك عدد سكان في الأرض أكثر منها، ومع ذلك تقدمت وتفوقت علي العالم كله
لكن الرئيس الصيني - احتراماً لضيفه - لم يعلق واستمر يروي إنجازات الصناعة الصينية فعاجله المسئول المصري بأن دولته كانت يمكن أن تفعل ذلك لولا عدد السكان، أمسك الرئيس الصيني أعصابه وتماسك خشية الانفلات وكرر الكلام عن منجزات الصين العلمية فأصر المسئول المصري علي نفس جملته «أن دولته كانت يمكن أن تفعل ذلك لولا عدد السكان»، هنا لم يتمالك الرئيس الصيني نفسه وسأله: هُوَّ عدد سكان مصر كام؟ فرد المسئول المصري تمانين مليون نسمة، فابتسم الرئيس الصيني وقال له : بس.. يا راجل ومجبتهمش معاك ليه!!

بعد أن شرحنا كيفية تطور وتحول الهند والصين من «طور» الدول النامية التعسة والمفلسة والفقيرة إلي «دور» الدول الكبري والعظمي اقتصادياً وصناعياً في أقل من عشرين عاماً، مازلنا نسأل : لماذا لم تتحول مصر مبارك إلي كيان اقتصادي وصناعي عالمي وهائل مثل هاتين الدولتين، خصوصاً أن حجة الرئيس التي يرددها عن زيادة السكان تتبخر تماماً أمام الزيادة السكانية الرهيبة للهند والصين، طبعاً حجج نظام مبارك لا تتوقف ولا تتعطل، فالحاصل أن هذا الحكم المستمر منذ 28عاماً علي عرش مصر لم يعد متميزاً في شيء إلا في التحجج، ولم ينجح هذا النظام في شيء إلا في الفشل!

المهم أن الهند والصين (الفيل والتنين) نجحتا في الانتقال الرائع ومصر لم تبرح مكانها في الدول النامية النائمة؛ لأنه قد غاب عنا ما حضر في نيودلهي وبكين، التخطيط والنزاهة!

نعم هذا هو العمود الفقري لأي نجاح اقتصادي لأي دولة في العالم، التخطيط الذي هو وضع خطط علمية ومدروسة ومحترمة وهذا التخطيط قد يقوم به نظام مستبد وديكتاتوري لا يعرف الديمقراطية ولا يعرف ربنا حتي مثل نظام بكين، لكنه يعرف احترام التخطيط والخطط، يعتمد علي الخبراء وأصحاب الكفاءة والعلماء ذوي الدراية، لا يجمع حوله وداخله الأفاقين والمنافقين الذين يرفعون شعار أحلامك أوامر يا أفندم، نظام مستبد وديكتاتوري لكنه علمي ومنهجي لا يتعامل مع الرئيس الحكيم الذي يفهم كل شيء في الزراعة والصناعة والتجارة وبناء الكباري وخطط مباريات المنتخب، نظام مستبد لكنه لا يعبد الرئيس ولا يقدس سيادته ومن ثم فهو يرفع من قيمة العقل والمنطق والعلم وليس لديه جوقة من المحبظاتية من ترزية القوانين والخطط حسب الكيف ورقبتي ياريس، الصين تعيش تحت حكم ديكتاتوري وحزب واحد محتكر للسلطة لكنه ليس حزب العشوائية والفهلوة وشيل ده من ده يرتاح ده عن ده، حزب محتكر للسلطة ولكنه ليس محتكرً للحقيقة ولا للفهم ولا للعلم ثم ليس فيه رجال أعمال ومليارديرات خطتهم الوحيدة هي نفخ ثرواتهم، حزب مستبد لكنه علي الأقل لا يضع رجل أعمال متهماً بالاحتكار مسئولاً عن الخطة والموازنة، إذن يمكن أن يلتزم بالتخطيط حزب ديكتاتوري ولكنه يملك عقيدة وطنية لتطوير بلده وليس لإثراء أعضائه كما أنه لا يقوم علي تقديس رئيسه ولا تأليه زعيمه (ليس غريباً أن هذا التفوق يظهر بعد رحيل الزعيم الصيني المؤله ماوتسي تونج) والتخطيط كذلك قد يصدر عن حكومة منتخبة ديمقراطياً مثل حكومة الهند التي تملك عقلاً وطنياً ووعياً قومياً ومسئولية تجاه مجتمعها وشعبها فتخطط لبلدها مستعينة برجال العلم والخبرة والكفاءة وبدقة وبالتزام وأمانة لأنها تعرف أن الشعب سوف يسائلها ويحاسبها وأنها لن تبقي للأبد في الحكم وأنها جزء من هذا الوطن وليست هي الوطن وغيرها خونة وعملاء، التخطيط هو بداية وأساس أي تطور وتقدم اقتصادي وتنموي سواء جاء عن حكومة ديمقراطية كالهند أو ديكتاتورية كالصين.

نأتي للحتمية الثانية لأي تطور وهو النزاهة، طهارة اليد شرط نجاح تنفيذ أي خطط، وهذه النزاهة قد تتحقق كما في الصين عبر توفر شفافية داخلية في حزب محتكر وسلطوي ولديه قدرات عالية علي المحاسبة والرقابة علي مسئوليه ولا يتهاونون في أي فساد أو إفساد إلي حد تنفيذ عقوبات الإعدام في المرتشين والفسدة ثم هو حزب محتكر للسلطة لكن يتم داخله تداول للسلطة وصعود وإبعاد لقياداته ومن ثم يحقق هذا التداول الشفافية الواجبة والرقابة الذاتية ومسئولية المحاسبة، وليس هو الحزب الذي يركن إلي قيادات مستقرة في مقاعدها لا تغير ولا تتغير وتأبي المحاسبة وتتحصن بمقاعدها فتفسد وتُفسد كما شاءت وساءت، وقد تتحقق النزاهة عبر نظام ديمقراطي كالهند يملك برلماناً محترما وفاعلا بلا موافقين ومصفقين وانتقال لجدول الأعمال، برلمان قادر علي محاكمة وزراء وسحب ثقة من حكام وصحافة حرة نابهة ومتعددة الرؤي والمصالح ومجتمع مفتوح ورأي عام قادر علي مراقبة ومحاسبة حكومته والعصف بها إن أراد!

عند الفيل والتنين في الهند والصين تخطيط ونزاهة وفي مصر رمز الجمل تخبيط وتخليط.. ونزيهة!

قارن إذن بيننا وبينهم وتحسر وتحسبن.. حسبي الله ونعم الوكيل!
،

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأربعاء 11 فبراير 2009 - 9:36

[center]العملاء
09/02/2009
من أول السطر
إبراهيم عيسي

حصل الرئيس أنور السادات - رحمه الله - علي البراءة من تهمة المشاركة في اغتيال أمين عثمان رغم أن جميع المتهمين والشهود اعترفوا بأنه كان يدربهم علي استخدام السلاح والاغتيال، أمين عثمان كان سياسيًا مصريًا مشهورًا بالعلاقة المتينة والصداقة الوثيقة مع الاحتلال الإنجليزي، والمتهمون بقتله كانوا أبطالاً في نظر المجتمع المصري لأن أمين عثمان كان عميلاً للإنجليز في نظر نفس المجتمع، وأصدق شهادة معالي دولة رئيس الوزراء مصطفي باشا النحاس التي أدلي بها أمام المحكمة مشيدًا بوطنية وإخلاص أمين عثمان، إلا أن تصرفات وسلوكيات وممارسات أمين عثمان تجاه ومع إنجلترا تنطبق عليها ما ينطبق الآن علي العشرات من المسئولين والسياسيين في الوطن تجاه إسرائيل وأمريكا، فهل معني ذلك أن نتهمهم (كما فعل الرئيس السادات) بالعمالة ونحل دمهم؟ هذه تهمة خسيسة وحِلُّ الدم فكرة شنعاء ومجرمة، ولا يجب أن يتورط اي إنسان شريف في إلقاء تهمة مثل تلك علي شخص مختلف معه في الرأي أو يحل دم خصمه في السياسة، لكن هذا قطعًا لا ينفي وجود عملاء في حياتنا، عملاء علي طريقة اتهام أمين عثمان وليس علي طريقة الجواسيس المتورطين، هناك ما يمكن تسميته بالعمالة السياسية لكن ليست مهمتنا إلصاق هذه التهمة بأحد فلا هذا كلام محترم ولا تلك خصومة شريفة ولا هذه منازلة فرسان كما أنها محكمة تفتيش للضمائر وشق للقلوب ندعو الله أن يبرئ أقلامنا منها، لقد باتت هذه تهمة سهلة بل وصلت إلي حد العصف المتبادل بين السياسيين وأخشي أن تصريحات الرئيس مبارك نفسه في خطبه عن قوي المقاومة التي نفهم منها أنه يتهمها بالعمالة لإيران قد تجرئ آخرين علي اتهام مسئولين مصريين وعرب بالعمالة لأمريكا، وهكذا تصبح الاتهامات مطلقة والضرب متبادلا وكل طرف تأخذه الخصومة حتي التورط والتوريط، وكل هذا ولا شك يصب في صالح سحب قدرات العرب في مواجهة العدو الواحد والوحيد وهو إسرائيل، وإسرائيل وحدها التي تملك جرأة أن تعلن عن عملاء لها في الأرض العربية من جيش أنطوان لحد في جنوب لبنان (أخشي أن البعض عندنا كان يفضل وجود عميل إسرائيلي مسيطر علي جنوب لبنان بدلا من وجود حزب الله المقاوم والمعادي لإسرائيل!!) وكذلك عملاء إسرائيل من الفلسطينيين في رام الله وغزة الذين حصلت إسرائيل علي ضمانات من ياسر عرفات - رحمه الله - بالعفو عنهم وعدم مطاردتهم أو اعتقالهم ضمن اتفاقية أوسلو كأحد شروطها لإقامة سلطة عرفات في رام الله، وحتي الآن تدور تطاحنات حول العملاء الذين تورطوا في معاونة العدو الإسرائيلي في عدوانه علي غزة مؤخرًا، وقد تلقيت صورًا لعملية تصفية عميل فلسطيني لإسرائيل عقب كشفه في حرب غزة وشعرت بالفزع من هذه الممارسة الشعبية الجماعية لقتل شخص دون أن تكون هناك محاكمة عادلة وقانونية له، لكن الأمر يعبر عن هذا الغضب الهائل والمريع من وجود خونة وعملاء علي أرض معركة ضد عدو، وقد عدت لمقال قديم عن كيفية تجنيد إسرائيل للعملاء وقد كتبه أحد زعماء حماس الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي (قبل أن يستشهد اغتيالا عن طريق إرشاد عميل عنه) وكان الرنتيسي محللاً بارعًا وأمينًا لهذه الظاهرة التي تجعل علي نفس الأرض ومن نفس الشعب مئات الآلاف من الشهداء الأبطال أحياءً وأمواتًا وعشرات من العملاء سياسيًا ومخابراتيًا، كتب الرنتيسي يقول: (لقد تم احتلال قطاع غزة والضفة الغربية من قبل العدو الصهيوني عام 1967، ومدة زمنية كهذه كانت كفيلة بأن تؤدي إلي إسقاط عدد من أبناء الشعب الفلسطيني ـ وإن كان يعد نسبيًا ضئيلاً ـ في أوحال العمالة، من أصحاب النفوس المريضة، والعقول المتواضعة الضعيفة، وأسري الشهوات، ولا غرابة في ذلك في ظل احتلال يقوم عليه شياطين الإنس من اليهود الصهاينة الذين لا يعرفون حدًا لوسائلهم اللاأخلاقية واللاإنسانية، فالغاية عندهم تبرر الوسيلة)، ثم يمضي رحمه الله في شرح وسائل التجنيد قائلاً: (فمن هؤلاء العملاء من تم إسقاطه وهو طفل صغير، ومنهم من سقط وهو يبحث عن لقمة العيش، ومنهم من تم ابتزازه من خلال منعه من السفر بينما يكون في حالة اضطرار كأن يكون علي وشك إنهاء دراسته في الخارج، ومنهم من وقع في حبائل شبكات العملاء وأوكارهم دفعته إلي ذلك نزوة شيطانية لم يستطع مقاومتها، ومنهم من سقط أثناء التعذيب في أقبية التحقيق عندما وضع تحت ضغط نفسي وجسدي هائل مما دفعه إلي القبول بالتعاون مع أعداء الله ليفر من آلام التعذيب إلي جحيم العمالة) لكن المشكلة ليست في هؤلاء العملاء رغم الدم المدفوع ثمنًا لعمالتهم ولكن المشكلة في العمالة التي لا يمكن أن تتهم بها أصحابها فما بالك بأن تحاكمهم.. هذا كله علمه عند ربي وحسابه - أرجوكم - عند ربي كذلك!![/center
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالإثنين 23 فبراير 2009 - 9:36

يخرجوا بره
من أول السطر

إبراهيم عيسي

حصل ثلاثة من الشباب المصري علي منحة للسفر والتدريب في الولايات المتحدة الأمريكية، وحين وصلوا هناك اكتشفوا المفاجأة الرائعة لقد كانت المنحة عبارة عن العمل كمساعدين عدة شهور في مكتب سيناتور بمجلس النواب الأمريكي، كانت فرصة مهمة لهؤلاء الشبان لمعرفة كيف تدار أهم مؤسسة لحكم أمريكا فضلا عن الاقتراب من مركز صناعة القرار في الكونجرس بكل تفاصيله واكتساب خبرات في التعامل مع السياسة التشريعية تلك التي تحدد مستقبل أشياء كثيرة في العالم، الشباب مصري جدا حيث لم يشاهدوا يومًا مجلس الشعب من الداخل وكل ما يعرفونه عن البرلمان المصري أنه يصفق طوال الوقت، دخل الشباب وتداخل في مكتب السيناتور الذي كان للمصادفة رئيسًا للجنة مهمة داخل مجلس النواب، وفجأة ظهر مصريون آخرون في الكونجرس، وفد مصري رفيع المستوي عريض المنكبين في زيارة خاصة للولايات المتحدة مهمته إجراء مباحثات مع هذه اللجنة ورئيسها في الكونجرس، وفي يوم الاجتماع وبمجرد دخول الوفد ورؤية شباب يبدو مصريًا ضمن طاقم مساعدي السيناتور، سألوا: من هؤلاء؟ فأجاب السيناتور بمنتهي الفخر: إنهم مصريون يعملون معي في مكتبي، فإذا بالعفاريت تتنطط في وشوش الوفد الحكومي وطالبوا السيناتور باستبعاد الشباب المصري من الاجتماع فورا، انذهل السيناتور وكبرت في دماغه أنهم لن يخرجوا وهم هنا زملائي ومساعدون لي ولن أسمح بخروجهم، فرد أعضاء الوفد بأن هذا الاجتماع سري وغير مسموح لمواطنين مصريين بلا صفة رسمية حضوره، قال لهم السيناتور هذا في بلدكم أما هنا فلا، تطورت الأزمة وكان حلها علي الطريقة المصرية تماما فقد سحب عضو في الوفد الرسمي شابًا من المصريين إلي خارج المكتب وأفهمه أن حضوره مع زملائه للاجتماع: سوف يصنع لكم أزمات حال عودتكم لمصر وبالراحة ومن غير شوشرة يا ابني لمصلحتك إنت وزملاؤك تستأذنوا من الراجل الأمريكاني المجنون ده وتمشوا، وقد كان!

أحكي هذه الحكاية ولديَّ شهودها لأؤكد أننا لا نعرف ماذا يقول مسئولونا للأمريكان ولا نعرف حقيقة ما يدور بين الحكومة المصرية والبيت الأبيض أو حتي البيت الأسود، فكل شيء مخفي وسري وتحتي جدا، خذ عندك ما الذي جري بين وفد رئيس المخابرات ووزير الخارجية حين سافر الأسبوع قبل الماضي لواشنطن؟! وكيف رأينا بعده قرارات من الرئيس كان رجاله يقسمون بالله ثلاثًا وبالطلاق بائنا أنها لن تصدر؟! الرئيس مبارك اجتمع بالأمريكان كام مائة أو ألف مرة خلال 28عامًا، فهل عرفنا ماذا قال لهم وماذا قالوا له وإيه اللي حصل؟! ولا أي حاجة ولا كلمة ولا وثيقة ولا محضر اجتماع ولا نصوص مقابلات ثم لا أحد مشغول بمعرفة ذلك ولا طلبه ولا سأله، مصر كلها متسلمة ببابها ومفتاحها وقفلها للرئيس يفعل ما يشاء فيها وبها، ويتخذ القرارات التي يريدها في الوقت الذي يريده وبالشكل الذي يريده، فالرئيس يفعل ما يريد، وليس علينا إلا أن نريد ما يفعل، لذلك نترك الرئيس حرًا تمامًا في علاقته بالخارج وفي قراراته بالداخل، لا نعرف لماذا أقال وزيرًا ولماذا عين آخر ولماذا غضب علي شخص ولماذا رضي عن ثان ولا نعرف كيف يتفاوض الرئيس مع الخارج بنفسه أو بمندوبيه بلا مراجعة من جهة ولا مناقشة من برلمان ولا حد يقدر يقول بم !

فلا تشغل بالك بتفاصيل ما جري في واشنطن، إلا أن نتيجة التفاصيل باتت معروفة.. الرئيس مسافر، ولكن لماذا يريد الرئيس السفر إلي واشنطن وزيارة البيت الأبيض، ما الذي ينقص مصر ويحتاجه الرئيس إلي هذه الدرجة وموجود ِفي واشنطن؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالإثنين 23 فبراير 2009 - 9:41

إبراهيم عيسى يكتب : لو فعلها
إبراهيم عيسى يكتب : لو فعلها

لا أظن أن الرئيس مبارك يمكن أن يفعلها رغم أنها ستكون شيئًا مهمًا ومدويًا لو فعلها، طبيعة الرئيس مبارك مختلفة جذريًا عن روح الرئيس أنور السادات - رحمه الله - فالأخير كان محبًا للخيال السياسي الذي يجعله يحلق بفكرة أو بنظرية أو بموقف أو بقرار بعيدًا عن السائد والمتوقع وكسرًا للمألوف والتقليدي، فكان - رحمه الله - يملك قدرة علي الخيال وعلي المغامرة وعلي المبادرة، طبعًا يمكن أن تختلف معه في الموقف وفي القرار ولكن لا يمكن أن تسحب منه الاعتراف بقوة إبداعه وخياله السياسي وبشجاعة اتخاذ القرار الصادم والمربك والمغير والدراماتيكي الذي يضرب في الصميم ويقلع من الجذور، قرار حرب أكتوبر كان جزءًا أصيلاً من قدرة الرئيس السادات علي المبادرة والمغامرة السياسية بكل المقاييس، اتخاذ قرار الحرب ثم رسائله لأمريكا أثناء الحرب ثم اتفاقاته مع هنري كيسنجر - وزير خارجية أمريكا وقتها - ثم قرار زيارة القدس وطرح مبادرة السلام في الكنيست كانت نموذجًا دقيقًا وكاملاً لهذه الروح وتلك القدرة علي زلزلة الواقع العالمي بحدث يغير من قواعد اللعبة ويعيد تشكيلها تمامًا، شخصيًا أنا أحيي روعة قرار أكتوبر وأحترم خيال قرار زيارة القدس
، لكن بقدر إجلالي لعظمة قرار الحرب بقدر اختلافي مع سلام مع عدو محتل غاصب وصهيوني وتوسعي وأراه سلامًا فرديًا خلعت به مصر من قيادة المواجهة مع العدو حتي وصلنا إلي درجة أن إيهود أولمرت - رئيس وزراء إسرائيل - السفاح والفاشل والتافه يتصور أن نظام مصر بجلالة قدره موظف عند إسرائيل بتعبير المفاوض الإسرائيلي «عاموس جلعاد» الذي نقلته عنه الصحافة الإسرائيلية فضلاً عن أن إيهود أولمرت يهين مصر ويبتذل وساطتها دون أن يرد عليه أحد عندنا ليسكته أو يخرسه ولم نسمع وزير خارجيتنا الذي أطرب قلوبنا وهو يزعم أنه أدب وزراء خارجية عرب بقوله «أنا مصر.. أنا مصر»، وكانت المرة الأولي التي نعرف أنه مصر شخصيًا وليس وزير خارجية مصر، الرجل صمت علي أولمرت كما هو منتظر ومتوقع فلم تصدر له الأوامر بأن يكون مصر الآن ويرد علي هذه الإهانات المقذعة التي يبدو أنها تقع علي قلب نظامنا بردًا وسلامًا!

نرجع من مبادرة الرئيس السادات التي انتهت بنا إلي أن سيناء رجعت لينا، بينما رحنا إحنا، ونسأل عن المبادرة التي تحتاجها المنطقة العربية الآن من الرئيس مبارك لو امتلك خصال سلفه وأستاذه السادات، نعم مبادرة السفر إلي طهران! لماذا لا يفعلها الرئيس مبارك فيحدث تغييرًا جذريًا في الساحة الدولية، رئيس مصر الكبيرة يركب طائرته ويتوجه إلي طهران ضاربًا كل الحساسيات وكاسرًا الحاجز النفسي وطارحًا في قلب طهران رؤية دول الموالاة (أو الاعتدال حسب التسمية التي تفضلها) وفاضحًا أو كاشفًا عن أخطاء وخطايا سياسة النظام الإيراني من وجهة نظره في قلب طهران، مخترقًا حالة العداء المعلنة ومحطمًا الجليد الناري الذي يربط بين سياسة طهران من جهة وسياسة القاهرة والرياض، إيران ليست عدوًا وإن بدت خصمًا سياسيًا واضحًا لمصر الآن وهي بلد مسلم وتربطها بنا وبالدول العربية علاقات جوار ودين وحضارة إسلامية، وهي دولة مهمة استراتيجيًا ومؤثرة إقليميًا ولمصر الرسمية ملاحظات وتحفظات علي مواقفها، عظيم، اذهب وواجه، اذهب وغيّر، اذهب واقتحم، اذهب وتواصل وتوصل، لماذا لا يفعل مبارك مع دولة مسلمة لم ترفع في يوم من الأيام مسدسًا ولو مسدس مياه في وجه مصري ولم تضرب مصر إيران ولو ببمب عيد، ما فعله السادات مع إسرائيل التي هي عدونا وبيننا دم ودماء وثأر وأرض مغتصبة وفلسطين المحتلة؟ الأهم والأنبل أن تكون مبادرة مبارك التاريخية إلي طهران لتصفية الحساب والخلاف وبناء قواعد ثقة ووضوح صورة وكسب ود ومحبة الشعب الإيراني بعيدًا عن ضباب الإعلام الإيراني المحفز والمحرض كما شأن الإعلام المصري الحكومي المهووس بالعداوة والاستعداء، ستعود مصر بهذه المبادرة إلي مجد الصورة السياسية المحركة والمغيرة والصانعة للتاريخ، خصوصًا أن واشنطن بعد أسابيع أو شهور سوف تجلس مع الإيرانيين علي مائدة واحدة، فهل نحن أشد بأسًا ورفضًا وعداءً لطهران من أمريكا؟

أشياء كثيرة جدًا ستحدث لو امتلك مبارك هنا روح السادات!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالخميس 12 مارس 2009 - 16:09

من أول السطر

إبراهيم عيسي

ما الذي جد حتي يتصالح الحكام العرب الآن؟!

وأساسًا كان إيه اللي حصل كي يتخاصم الحكام العرب؟!

هذا ألطف ما في الديكتاتورية العربية من صفات، أنها عربية.. وعربية جدًّا..! حكام عرب كانوا منذ شهرين مقطعين بعضهم تصريحات واتهامات ومش طايقين يبصوا في وش بعض، الآن جلسوا في قعدة عرب مع تبادل حار للابتسامات وتناول للقهوة وتذوق للخرفان المشوية!

الشعوب التي كانت تتابع هذا التصايح السياسي بالتخوين المتبادل منذ أسابيع بين وسائل الإعلام المحسوبة والمملوكة لكل رئيس عربي، عليها أن تنسي مشاهد الخصومة والملاعنة السياسية التي جرت علي مر العام الماضي ولتتذكر الشعوب شيئًا واحدًا هو حكمة حكامهم، فسوف نقرأ بعد أربع وعشرين ساعة من الاجتماع التصالحي المصالحي في الرياض بين الرئيسين المصري والسوري والملك السعودي مقالات ومطولات عن حكمة كل منهم، كلٌّ في صحف بلاده، فسوف تكتب الصحف الدمشقية عن حكمة الرئيس الأسد التي أثبتت أنها الأعمق والأكثر ثباتًا بدليل عودة العرب إلي الحضن السوري، وسوف يدبج الإعلام المصري مقالات وبرامج في عظمة وروعة حكمة الرئيس مبارك التي نجحت في لَمِّ الشمل، وهو ما يثبت أنه زعيم الأمة ثاقب النظر عميق الرؤية، أما الصحف السعودية فسوف تفيض وتستفيض بالإشادة بالدور الريادي والعروبي للملك عبدالله وكيف أنه وراء كل خير ومجد للعرب وللدول العربية، كل هذا سوف نقرأه وأكثر دون أن نعرف ما الذي جد وتغير حتي تغير الحكام العرب المتخاصمون وتصالحوا علي حين غِرَّة من الدهر؟!

ثم لا يوجد أي سبب للصلح لأنه لا يجب أن يكون هناك أي سبب للخصومة، فقد تختلف الحكومتان المصرية والسورية وقد تتناقض مواقف وقرارات مبارك وبشار، ولكن لا يمكن أن يصير هذا مبررًا لأن يتجنب مبارك لقاء الأسد وأن يشن الإعلام المصري هجومًا جارحًا علي النظام السوري، ولا أن يرمي الساسة السوريون حكام مصر بتهم التخوين والعمالة.

هذا كله تعبير عن نظم حكم يديرها فراعنة وسلاطين، لا مؤسسات ديمقراطية محترمة، هذه الخصومات تكشف عن أن رؤساء الدول يتعاملون بشكل شخصي فردي، وأن الحكام العرب يمارسون سياستهم وخلافاتهم كأن شعوبهم عبيد لهم في عزبة أو ضيعة!

ولم يختلف هذا المنهج الفردي الفرعوني السلطاني في أي عهدٍ كان، في عصر الأسد الأب وفي عهد الرئيس السادات، كما صار في عهد الرئيس مبارك والأسد الابن، لا شيء تغير، فهما خير خَلفٍ لخير سلف في ذات منهج الحكم الذي يدمج الرئيس بالبلد والحاكم بالوطن، فإذا اختلف مبارك مع الأسد بات مفروضًا أن يلعن السياسيون المصريون مواقف سوريا وأن يهاجم الشعب المصري رئيس سوريا وإلا صار كل «موافق أو متفهم أو حتي محايد» مع مواقف سوريا خائنًا لمصر (هكذا مرة واحدة) أو عميلاً للنظام السوري!

عموما ورغم أن صلح الحكام كما أي صلح هو خير، لكن معرفة سببه خير أكبر ورغم الخوف من أن يتخاصموا بعد أسبوع إلا أنني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الربط بين هذه الروح التصالحية السمحة التي ظهرت فجأة مع النظام السوري وبين زيارات محمومة - (وقد تعتبرها حميمة) - لمسئولين ونواب كونجرس أمريكان إلي سوريا خلال الأسبوعين الماضيين، بعد زيارة جون كيري - المرشح الأسبق للرئاسة الأمريكية ورئيس إحدي لجان مجلس الشيوخ - لسوريا مصاحبًا وفدًا برلمانيًّا ظهر وزير خارجية السعودية في دمشق، وخلال زيارة مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية لدمشق ظهر وزير خارجية سوريا في الرياض، وأكاد أشم رائحة المطبخ الأمريكي فيما يجري من سماحة وحب وغرام وهيام عربي مفاجئ بالصلح والمصالحة ووحدة الصف، وكلنا نعرف أن المطبخ الأمريكي يشتهر بالوجبات السريعة، بعضها ذات حجم عائلي وبعضها يشمل هدايا للأطفال!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالخميس 12 مارس 2009 - 16:14

وما أدراك ما الإيباك؟
من أول السطر

إبراهيم عيسي

لقد كتبت أكثر من مرة حتي الإلحاح أن الرئيس مبارك هو مرشح الرئاسة في انتخابات 2011 الرئاسية، فإذا كان الوضع كذلك (وأظنه كذلك) فالسؤال:

هل جمال مبارك شخصية مهمة إلي هذه الدرجة حتي نتتبع خطواته وسفرياته ونستغرق أنفسنا وناسنا في تفسير وتحليل تصرفاته وتصاريفه؟

الإجابة نعم، كما كان عدي وقصي صدام حسين مهمين وكما كان بشار وباسل الأسد مهمين وكما أن سيف الإسلام والساعدي القذافي مهمين وكما أن نجل علي عبدالله صالح مهم وشقيق عبدالعزيز بوتفليقة مهم وصهر زين العابدين بن علي مهم.. كل هؤلاء مهمون لأنهم أبناء وأقارب الرئيس في الوطن العربي حيث تحولت الرئاسات إلي ملكيات جمهورية والأبناء يتملكون نفوذًا هائلاً وواسعًا في بلد استبدادي قائم علي عبودية الرئيس في مجتمعات عربية لا حول لها ولا قوة ولا انتخابات فيها ولا ديمقراطية، من هنا يتحول الابن إلي مشروع ولي عهد ملكي، وكما يتتبع الناس تصرفات وتصاريف ولاة العهد فإن الجمهوريات العربية صارت أسيرة لرؤسائها وأولادهم ومشغولة بهم، والانشغال نوعان، الأول انشغال بنفاقهم والتودد إليهم والتقرب منهم والالتصاق بمقاعدهم والتزلف إليهم طمعًا في نفوذ أو مناصب أو وزارة، وكل برغوت علي قد دمه، لكنهم جميعًا يمضون أوقاتهم في التنافس علي التقرب من أولاد الرئيس، الانشغال الثاني هو الإلحاح علي مقاومة نفوذ أبناء الرؤساء لأن أوطاننا ليست دينارًا ولا عقارًا يورثه الأب للابن (مع تحياتي للغث الذي نسمعه عن أن انتخاب ابن الرئيس لا يعتبر توريثًا، فهذا تدليس من أجل رضا ابن الرئيس!!) لهذا كان سفر جمال مبارك لواشنطن قضية جديرة بالبحث والتقصي، ونعرف كما يعرف جمال مبارك أن شئون مصر يتم تدبيرها في مصر وليس في واشنطن، لكنه يعرف كما نعرف نحن أن واشنطن لاعب مهم ورئيسي ومركزي في مستقبل الحكم في مصر، وأوراق لعبة الحكم ليست في يد أمريكا ولكنها قادرة علي إفساد اللعبة ويمكنها كذلك تنغيص حياة الفائز في اللعبة إن أرادت، فيخسر حين يظن أنه يكسب، من هنا فإن الأملين اللذين ذهب بهما جمال مبارك إلي واشنطن كانا استمرار رضا الإدارة الأمريكية علي نظام الرئيس مبارك واقتناعها بقدراته علي إنجاح سياستها في المنطقة، ثم الثاني اعتماد وتعميد اسمه خليفة لوالده (إن جد جديد، فمن جد وجد!) الأمل الأول كانت استجابته مقبولة ومشروطة بإجراء قصر العروبة إصلاحات تحسين الصورة وتخفيف القبضة وتنعيم القمع، أما الأمل الثاني فهو الذي وجد فيه جمال مبارك عنتًا وعنادًا جعله يلجأ إلي قناة الإيباك ليبحر بها بزورقه، أما الإيباك فكل المهتمين بالشأن الأمريكي يعرفونها، فهي اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة، AIPAC (American Israel Public Affairs Committee)، وهي منظمة أمريكية يهودية تأسست عام 1951 بغرض التأثير في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بحيث تتفق هذه السياسة مع المصالح الإسرائيلية والصهيونية.

وتضم اليوم، وفق المعلومات الصادرة عنها، 85 ألف عضو يعملون فيها بدوامٍ كامل، وتعتمد إيباك علي شبكةٍ تضمّ أكثر من 70 منظّمة، وتضم ممثّلين عن الحزبين الأمريكيين الكبيرين والنقابات ومنظّمات العمل.

وكما يشير مسئولو المنظّمة، فإنّ أكثر من ألفي مقابلة تجري كلّ عامٍ مع أعضاء الكونجرس، وهي بالطبع مقابلاتٌ شخصيّة وليست مجرّد اتّصالاتٍ هاتفيّة. وإذا علمنا أنّ هنالك 100 سيناتور و435 نائباً في مبني الكونجرس الأمريكي فإنّ كلّ برلمانيّ أمريكيّ يقابل مندوبين عن اللوبي المؤيد لإسرائيل أربع مرّاتٍ في السنة.

هذه المنظمة هي العمود الفقري إذن للنفوذ الإسرائيلي في أمريكا وهي التي سمع مندوبوها في لقاءات جمال مبارك كلامًا واضحًا ومباشرًا وناصحًا أثار اهتمامهم لدرجة أنهم بدأوا يبحثون خلف حقيقة هذا الكلام ويجمعون معلومات لتفحيصه، كما أنهم طرحوه بقوة علي دوائر مقربة من البيت الأبيض وطلبوا معلومات دقيقة حوله من دوائرهم في القاهرة، خلاصة ما سمعوه أن نظام الرئيس مبارك هو الصديق الوحيد لإسرائيل في مصر، وأن خصوم جمال مبارك المحتملين هم من أصدقاء حركة حماس (ولهم علاقات حميمة بها!!)، وظن مندوبو الإيباك أن المقصود هم الإخوان المسلمون، لكن المدهش أن قصد الكلام لم يكن الإخوان، لقد سمعوا اتهامًا بتأييد حماس موجهًا إلي ثلاث شخصيات مصرية، محسوب أحدهم علي التيار الليبرالي والآخران للغرابة محسوبان علي الدولة.. ولهذا فإن كل الأسئلة القادمة بدءًا من هذا الأسبوع لشخصيات المعارضة أو للشخصيات ذات الجماهيرية والشعبية في الشارع المصري ستكون: ما موقفك من إسرائيل؟ ما علاقتك بحركة حماس؟ ما رأيك في حزب الله؟ هذه الأسئلة اعتقد مروجو مشروع التوريث أنها مسوغات الفوز بالانتخابات القادمة، فاستعدوا للأجوبة!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالإثنين 23 مارس 2009 - 14:32

طن و..زن!
من أول السطر

إبراهيم عيسي

نظر لهم وابتسم ساخرًا وقال: إنتوا عايزنا نزرع قمح فتقوم أمريكا تحتلنا!

كانت الجملة خطيرة وغريبة وسريعة لدرجة أن شيئًا من السكوت والبهوت سيطر علي الجلسة لعدة ثوانٍ حتي فاق الناس فتكلموا في أي كلام للغلوشة والتشويش، كانت الجلسة اجتماعًا غير رسمي علي هامش مقابلة شخصية مصرية كبيرة ومهمة لعدد من المسئولين السودانيين في العاصمة الخرطوم في منتصف الثمانينيات، نقل لي القصة سياسي سوداني مِمَّن حضروا المقابلة، حيث كان وقتها اسمًا مؤثرًا في حكومة السودان، بدا مندهشًا حتي الآن مما قاله المسئول المصري منذ حوالي خمسة وعشرين عامًا حين طلب منه هذا السياسي السوداني أن تنطلق مصر في زراعة القمح حتي تكتفي ذاتيًّا ولا تحتاج إلي أمريكا لتطعم نفسها، وأضاف كذلك أنه يمكن لمصر أن تحقق الحلم القديم بأن تزرع بأيدٍ مصرية أرض السودان قمحًا، لكن المسئول المصري فاجأه وقال قولته النصل: إنتوا عايزنا نزرع قمح فتقوم أمريكا تحتلنا، المهم أنني عدت وألححت:

قال كده والله

رد علي استغرابي بأن أقسم أنه قال كده والله!

اندهشت ليس مما قاله - «رغم أنه يدهش» - ولكن لأنه قاله.. وبهذه العلانية حتي لو كان الكلام في جلسة مع مجموعة من المسئولين في دولة شقيقة، لكن هذا التصريح الذي بدا صريحًا وحميمًا ولا يقال ببساطة إلا في لحظات غير منضبطة سياسيًّا يعكس كيف تنظر مصر لاستقلال قرارها السياسي؟ وتكشف عن هذا الحرص المصري الرسمي الذي يبدو عجيبًا علي إرضاء واسترضاء الولايات المتحدة الأمريكية إلي درجة أن تضع حكومة مصر وطنها وشعبها تحت رحمة استيراد قمح من أمريكا بل تخاف مصر - حسب تصريح المسئول الكبير - من أن تحتلنا أمريكا لو عرفت أو شمّت اننا سنستغني عن قمحها أو بالأحري سنصبح أحرارًا من الاحتياج لها!

الحقيقة أن الموضوع محيِّر ومقلق؛ فالواضح أن النظام المصري في حالة هلع تجاه أمريكا هذه الأيام، حيث إن هذا النظام الذي كان مستعدًا لتجويع شعبه من القمح والخبز مقابل أن ترضي عنه أمريكا يمكن أن يفعل أي شيء آخر لإرضائها، ولك أن تفتح صحف كل صباح لتتابع هذا العدد من المسئولين المصريين الذين يزورون بغزارة الولايات المتحدة الآن.. كل يوم، بل كل ساعة هناك مسئول أو شخصيات محسوبة علي النظام تزور واشنطن وتلتقي مسئولين هناك ونوابًا وغيرهم، فيه إيه؟

ما هذه اللهفة الحكومية علي أمريكا لدرجة الابتذال السياسي، فمع هذا الحج الرسمي هناك حرب اغتيال معنوية وتشويه سفيه لكل الشخصيات المصرية التي تملك قدرة علي مخاطبة نفس الجهات الأمريكية وكأن النظام لا يطيق الآن أي زن أو طنين آخر غير زنه وطنه في الأذن الأمريكية، ليه بقي؟ إشمعني؟!

أعرف أن النظام محرج من تخفيض المعونة الأمريكية ومن شروطها ومن توجيه بعضها لدعم أنشطة لا تروق للنظام، لكن كل هذا سيتم احتواؤه، فتخفيض المعونة لن يؤثر في الثلاثين رجل أعمال الذين توزع عليهم مئات الملايين من فلوس المعونة من سكان أمانة السياسات، كما أن المبلغ المخصص للمجتمع المدني محلولة مشكلته، كذلك فالجمعيات التي شكَّلها رجال الحزب الوطني تحت أسماء الديمقراطية والذي منه تسد عين الشمس وستوزع الفلوس علي حبايب الحبايب، فلماذا يبدو النظام إذن حريصًا وملهوفًا علي إقناع أمريكا بأنه كويس وابن حلال وأنا أحسن من غيري، ما الذي جد؟! ألم يقنعوا أنفسهم أن أمريكا لا تمانع في جلب النجل لمقعد الأب؟ ألم يتغنوا بأن أوباما أول ما تكلم أشاد بحكمة الرئيس؟ ألم يرتاحوا لارتياح واشنطن للدور المصري الحكيم في حرب غزة ومواجهة إيران وسوريا؟

فيه إيه؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالجمعة 27 مارس 2009 - 9:49

إغاثة الأمة بكشف الغمة
من أول السطر

إبراهيم عيسي

المشكلة ليست في الأزمة المالية بحجمها وضخامتها وبلاويها الواقعة والمتوقعة، لكن المشكلة في القدرة علي مواجهتها والكفاءة في الاستعداد لها والتعامل معها وتحديد الأولويات.. هل هي الشعب والمجتمع أم رجال الحكم والمال والأعمال؟، هنا مكمن الخطر، لتعرف - لاقدر الله - ممكن نروح إلي فين، تعال للمؤرخ العظيم المقريزي وكتابه «إغاثة الأمة بكشف الغمة» والذي تناول فيه تاريخ المجاعات التي نزلت بمصر من أقدم الأزمنة إلي سنة تأليف الكتاب عام 1405م.. هذه المجاعات جعلت الناس - حسب وصف المقريزي - مضطرين إلي أكل الكلاب والقطط؛ حتي قلت الكلاب؛ فبيع كلب ليؤكل بخمسة دنانير!! وتزايد الحال حتي أكل الناس بعضهم بعضًا.. ويروي المقريزي: «وتَحرَّز الناس» أي «أخذوا حذرهم »؛ فكانت طوائف تجلس بأعلي بيوتهم ومعهم سلب وحبال فيها كلاليب فإذا مر بهم أحد ألقوها عليه؛ ونشلوه في أسرع وقت وشرحوا لحمه وأكلوه.... ووصل الأمر لدرجة من الفظاعة والبشاعة لايتصورها عقل ولايتقبلها منطق..فقد أكل الناس أطفالهم.. وعلي حد تعبير المقريزي «فكان الأب يأكل ابنه مشويا ومطبوخا، والمرأة تأكل ولدها».

وكان الرجل يدخل إلي بيت جاره «فيجد القدر علي النار، فينظرها حتي تتهيأ فإذا هي لحم طفل».

شوف هنا كيف تعامل حكامنا مع المجاعات!.. مما قاله المقريزي مثلا أنه في عهد الحاكم بأمر الله نظير هذا الضغط الشعبي الهائل لم يملك الحاكم بأمر الله إلا أن يركب حماره ويخرج إلي الناس قائلا: «أنا ماضٍِ إلي جامع راشدة(اسم قبيلة نزلت في هذا المكان أثناء الفتح الإسلامي لمصر) فأقسم بالله لئن عدت فوجدت في الطريق موضعا يطؤه حماري خاليا من الغلة لأضربن رقبة كل من يقال لي إن عنده شيئا منها ولأحرقن داره وأنهبن ماله».

وباختصار والمعني واضح أعلن الحاكم أنه ذاهب إلي الجامع المسمي راشدة وأنه يريد أن يعود فلا يجد مكانًا من الأرض إلا وعليه الغلال والحبوب التي يحتفظ بها الناس ويدخرونها في بيوتهم..ومن يخالف ذلك فيخبئ شيئًا من ذلك في بيته فسوف يكون مصيره الذبح وحرق داره ونهب ماله..

وبعد أن عاد الحاكم-آخر النهار-ماذا وجد؟

وجد أن الغلال والحبوب قد حُمِلت من البيوت وأُلقيت في الطرقات بشكل منظم.. فأمر الحاكم بأن يأخذ كل واحد من الناس بقدر ما يحتاج في اليوم علي أن يكون الدفع مؤجلاً.. تخيل هذا الاستبداد الحازم يأتي بنتيجة مبهرة مع مجموع رجال الأعمال وكبار التجار ومحتكري السلع، في قلب أزمة مثل هذه هناك طريقة العدل وهناك طريقة الحزم وهناك طريقة الحاكم بأمر الله، الذي هو نموذج للحاكم المصري منذ الفراعنة وحتي الآن، حيث يفعل ما يشاء وبلا حساب.

وفي عهد المستنصر بالله استدعي والي القاهرة في مجاعة كبري وتوعده؛ وأقسم له بالله جلت قدرته أنه إن لم يظهر الخبز في الأسواق وينخفض السعر؛ ضرب رقبته؛ وانتهب ماله.

فخرج من بين يديه؛ وأخرج من السجن قومًا محكومًا عليهم بالإعدام و ألبسهم ملابس تجار القاهرة، وجمع تجار الغلة الحقيقيين وأمر بإحضار واحد من المساجين حتي إذا مثل بين يديه قال له: «ويلك! أما كفاك أنك خنت السلطان؛ واستوليت علي مال الديوان واحتكرت الغلال، اضرب رقبته !» اقتلوه فقتلوه، واستدعي ثانيًا وثالثًا وعند الرابع قام التجار والطحانون والخبازون وقالوا: «أيها الأمير كفاية ونحن نخرج الغلة، وندير الطواحين، ونعمر الأسواق بالخبز، ونرخص الأسعار علي الناس».

يبدو فعلا أن هناك صنفا من الرأسمالية في تلك الأزمات لا ينفع معها إلا سياسة «ح تتلموا ولا نلمكم يا ولاد الـ..»!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالإثنين 20 أبريل 2009 - 10:10

سبع للسماء وسبع للأرض
17/04/2009
من أول السطر

إبراهيم عيسي

سبع صفات رفعت الدولة الإسلامية للسماء وسبع أخري رمت بها إلي القاع، فعلي مدي ثلاثين عامًا فقط من وفاة النبي - صلي الله عليه وآله وسلم - وحتي اغتيال إمام المتقين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه نستطيع أن نقول إننا كنا نملك الحاكم المسلم، لا نقصد بذلك الحاكم المتدين الصوَّام القوَّام بل نقصد الحاكم الديمقراطي الذي لا يملك سلطات مطلقة والذي يحاسبه المواطنون بما فيه أنهم يثورون ضده كما حدث مع عثمان بن عفان رضي الله عنه. ما معالم الحاكم الديمقراطي طبقًا لتاريخ الثلاثين عاما زمن الخلافة الإسلامية؟ يسردها العالم الجليل الشيخ محمد الغزالي في كتابه «الإسلام والاستبداد السياسي» ويعددها في سبع صفات هي التي جعلت أمة محمد دولة عظمي:

أولاً: كان الحاكم يُختَار من صميم الأمة، ترشحه كفايته وثقة الجمهور به فحسب.

ثانيًا: كان جمهور المسلمين يعرف أنه مصدر السلطة، وأن الحاكم أجير عنده لعمل معين، وقواعد الإسلام توجب علي الحاكم أن يستشير، وتوجب علي كل فرد في الأمة أن ينصح، ويعلن ما يري أنه الحق، وعلي الحاكم أن يقرع الحجة بالحجة، وأن يؤيد وجهة نظره بالعقل، لا بالسوط.

ثالثًا: كان الحاكم من الناحية الشخصية رجلا عابدًا، بل إن فضل عبادته هو ما يجعله في نظر الناس أهلا لإمامتهم وولاية أمورهم، وكان من الناحية العامة فقيهًا في الإسلام، خبيرًا بروحه وقوانينه، وأظن أن الشيخ الغزالي كان يشير هنا إلي الحاكم باعتباره عالمًا إخصائيا، والمقصود هنا أن يكون الحاكم مثقفًا ملمًا بشئون قوانين ودستور البلاد، بما أن هذا الوقت كان الدستور هو القرآن وكانت فترة تكوين التفسير القانوني للنص القرآني.

نعود إلي رابعًا كما يشرحها الشيخ الغزالي، حيث كان المال العام ملكًا للأمة لا يري للحاكم فيه أكثر من راتبه المقرر له، وبيت المال مرصود من قبل ومن بعد لمصالح المسلمين فقط.

خامسًا: كان سواد الناس يرون الحاكم مسئولا عن إطعام الجائع وإسعاف الضعيف فلم يُعرف علي عهد الدولة الإسلامية الأولي ضياع أو عيلة، فإن من حق كل محتاج أن يجد ضروراته، والدولة مسئولة عن ذلك.

سادسًا: الفوارق بين الأجناس لا وزن لها أبدًا، فالرومي والحبشي والفارسي والعربي سواء تجمعهم أُخوَّة الدين، ويتفاضلون بأعمالهم وحدها، والنزعات القبلية دِيسَتْ في الرغام.

سابعًا: المساواة في الحقوق والواجبات والمغارم والمغانم مقررة، يخضع لها الرجل الغامض في قومه، والنابه بينهم، وشارات السيادة المفتعلة لم يكن لها وجود.. هذه هي التقاليد التي اصطبغ بها الحكم إبان دولة الخلافة الراشدة، وهي مستمدة كما رأيت من شرائع الإسلام وأهداف رسالته العظمي. لكن ماذا جري بعدها؟.. روي مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم - أي قوم أنتم»؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمرنا الله تعالي فقال صلي الله عليه وسلم: «بل تتنافسون وتتحاسدون - ثم تتدابرون وتتباغضون - ثم تنطلقون إلي مساكين المهاجرين فتحملون بعضهم علي رقاب بعض». منذ معاوية بن أبي سفيان وحتي يومنا هذا يحكمنا نظام حكم واحد بمنهج لم يتغير أبدًا، سواء كان خلافة أم ملكية أم سلطنة أم جمهورية هي نفس السمات والصفات والتي يشرحها كذلك شيخنا الغزالي ويعددها في سبع هي التي جابتنا الأرض وهي:

أولاً: تحولت الخلافة الراشدة إلي ملك عضوض، واحتكرت زعامة المسلمين أسر معينة.

ثانيًا: ضعف إحساس الأمة بأنها مصدر السلطة، وأن أميرها نائب عنها أو أجير لديها، وأصبح الحاكم الفرد هو السيد المطلق النفوذ، والناس أتباع إشارته.

ثالثًا: تولي الخلافة رجال ميتو الضمائر وشباب سفهاء، جريئون علي معصية الله واقتراف الإثم، وليس لثقافتهم الإسلامية قيمة.

رابعًا: اتسع نطاق المصروفات الخاصة للحاكم وبطانته ومتملقيه، وتحمَّل هذه المغارم بيت مال المسلمين، وأثر هذا الإسراف الحرام في حاجات الفقراء ومصالح الأمة.

خامسًا: عادت عصبية الجاهلية التي هدمها الإسلام، فانقسم العرب إلي قبائل متفاخرة، ووقعت الضغائن بين العرب والفرس وغيرهم من الأجناس التي دخلت في الإسلام قبلا، وكان الحكم المستبد يثير هذه النزعات الضالة، ضاربا بعضها بالبعض ومنتصرًا بإحداها علي الأخري.

سادسًا: هانت قيم الخلق والتقوي، بعد ما تولي رئاسة الدولة غلمان ماجنون، وبعدما لُعن السابقون الأولون علي المنابر.

سابعًا: ابتذلت حقوق الأفراد وحرياتهم علي أيدي الولاة المناصرين للملك العضوض، فاسترخص القتل والسجن! حتي ليروي الترمذي عن هشام بن حسان قال: «أحصي ما قتل الحجاج صبرا فوجد مائة ألف وعشرين ألفًا»..

نكمل غدًا بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأربعاء 29 أبريل 2009 - 13:42

إبراهيم عيسى يكتب: العلة والمعلول
23/04/2009
آخر ما تسأل عنه الآن في مصر هو العقل والمنطق، كل شيء (أقول كل شيء) في واقعنا الحالي تديره حالة من الجهل أو التجاهل ثم العصبية والهوس العاطفي، ما ينطبق علي السياسة يمشي علي الدين، وما تبغبغ به الصحافة يهرتل به التليفزيون، مصر في وضع عبثي يفرضه استبداد سياسي في الحكم يخنق الحرية وتطرف ديني في الشارع والمؤسسة الدينية يخلق الجهل، وفي المسافة الفاصلة بين هذا وذاك سمح رجال الحكم والحزب الحاكم لأنفسهم بأن يحتكروا الوطنية وتحديد مصلحة البلد والوعي بما يضره ويفيده ولم يكتفوا بذلك بل قرروا - في ابتذال رخيص - أن يبخوا علي خصومهم تهم العمالة والخيانة باعتبار أن أي واحد مش معاهم يبقي ضدهم وضد الوطن لأنهم هم الوطن شخصيا، وعلي الناحية الأخري يقف مجموعة من الشيوخ ونجوم التطرف الديني الذين يحتكرون الدين والإسلام وينطقون باسم الله باعتبارهم مندوبين عنه ومنزلين من لدن خبير حكيم وسمحوا لأنفسهم أن يوزعوا تهم الكفر والإلحاد والردة علي غيرهم ممن يخالف فتاويهم وعماهم الديني ويطاردون أصحاب الرأي ومجتهدي الدين بالتكفير والمصادرة سواء تكفير عالم أو شاعر، مصادرة فكرة أو مجلة، وتحصنت مصر كلها وراء أسوار الجهل والتعصب والوطنية الزائفة والدين المنقوص، وصار كل العالم من أمريكا إلي إيران، من سوريا إلي قطر، من الغرب والشرق، من حزب الله وحماس إلي محطة الجزيرة، من منظمات حقوق الإنسان إلي أعضاء البرلمان الأوروبي أعداء يتآمرون علي مصر، كما صار الغرب كله يخصص جهده وحياته لمحاربة إسلام مصر وقيم مصر ودين مصر، وهكذا المصريون بحكمهم الرشيد وحاكمهم الحكيم وشيوخهم الأفاضل وقنواتهم التليفزيونية الأشاوس يدافعون عن مصر في مواجهة هؤلاء الأعداء!

السؤال الآن فعلا: علي إيه ده كله؟

ماهذا الشيء العظيم الرهيب الفظيع الذي تعمله مصر حتي يكون كل هؤلاء أعداءها؟!.. ما الخطر المصري الرهيب الذي يجعل نصف العالم تقريبا يتآمر علي مصر؟ ويجعل كل منظمات وهيئات وفنون وثقافة العالم تتآمر كي تطعن في دين المصريين وتحاول أن تحولهم عن القيم العظيمة التي يتمتع بها شعب مصر؟

لا تفتح جريدة ولا تطل علي شاشة تليفزيون في مصر إلا وتجد واحدا يمسك سيفا ليهدد من يريد بمصر سوءا، وتحس معه أن طائرات تحلق في سماء البلد وإحنا مش شايفينها أو أن غزوا من الغرب أو الشرق نزل في العباسية وعند بوابة الطريق الصحراوي يستهدف أمن مصر وقيم مصر وشعب مصر دون أن نشعر بينما «الحساسون» من أهل الحكم شعروا وأحسوا.

وأنا موافق ومستعد أبصم بالعشرة علي أن مصر مستهدفة من كل كائنات الأرض وأن هناك مؤامرات تحيكها أمريكا ضد مصر، وأن هناك مؤامرات أخري تحيكها إيران ضد مصر، وأن منظمات دولية تحاول ضرب العقيدة وأن مؤسسات غربية ترمي خيوط مؤامرة علي قيم المصريين وأن الفيفا بيكره مصر ولا يريد صعودها لكأس العالم علي اعتبار أننا مقطعين كأس العالم كل

دورة مشاركة ومكسب!! وأن الاتحاد الأفريقي وعيسي حياتو بيكرهنا وبيعين لنا حكاما لإخراجنا من البطولات (بدليل أننا نحتكر تقريبا بطولة أفريقيا للأمم ودوري الأندية ) ولا يريد منح جائزة أحسن لاعب لأبوتريكة ومنحها للاعب تافه مغمور حيالله نجم من نجوم الدوري الإنجليزي!!

موافق تماما علي هذا الجنان لكن بشرط واحد أن يقول لي أحد: لماذا؟

ليه العالم كله مرقد لمصر كده وحاططها فوق أنفه وفي دماغه ومقرر يعمل في مصر كل العمايل السودا دي، مضايقة مين مصر ولاَّ معكننة علي مين ولاَّ بتنافس مين؟ دعني أكون أوضح من أن يفهمني أحد خطأ وأحدد أنني أتكلم عن مصر مبارك، مصر منذ 28 عاماً، وأسأل مخلصاً والله أحسن أكون مش واخد بالي: هل مصر تزرع كل القمح الذي تحتاجه وتنتج كل الدقيق الذي يستهلكه شعبها، لذلك ليست محتاجة للتخين؟

هل تُصِّنع جميع الأسلحة والطائرات والدبابات والمدافع التي نحتاجها أم أننا نستوردها في صفقات سرية ممنوع علينا معرفة الرئيس وقّعها مع مين ولاَّ جايبها منين؟

هل نكتشف كل يوم اكتشافا علميا ونخترع اختراعات رهيبة تغير شكل العالم وتضيف للحضارة الإنسانية.. فالحقد علينا فظيع والناس لا تطيق كل هذا العلم الذي ننتجه والعلماء الذين يمشون في شوارع مصر فوق أكتاف الضباط ويعيشون في قصور غَنَّاء من كتر احترام مصر لهم وتقديسها لمكانتهم مما يثير غيرة الدول الأوروبية والآسيوية ومن ثم قررت أن تحاربنا وتتآمر ضدنا عشان نبطل شويه هذا التقدم والتطور العلمي؟

هل نملك حق الفيتو ونستخدمه في مجلس الأمن، الأمر الذي يثير أحقاد الدول الصغيرة الكثيرة ويجعلنا في منصة الاتهام الدائم بعرقلة العدالة الدولية؟

هل لدينا أرقي الجامعات العلمية وأعظم المناهج التعليمية وأهم مدارس الكون، ومن ثم فهناك مؤامرة رهيبة ضد مصر كي تتخلف في التعليم وتتراجع عن صدارتها الدائمة في العلم والدراسة والتعليم؟

هل نعيش في بيئة نظيفة ونشرب مياها نقية ونتنفس هواء غير ملوث ولا نري دخانا ولا سحابة سوداء ولا حريق قش ولا تفسد صدور ورئات عيالنا وأطفالنا، لهذا فالعالم كله من شرقه وغربه حقد علي مصر مكانتها الرائعة في نظافة البيئة ونقاوتها وصفاء مياهها وسمائها ومن ثم حلفوا بالطلاق علي التآمر علي هذا البلد الذي يغرق في خيرات البيئة بينما يترك العالم يشم «كولة» ويتنفس هواء بالسم ويشرب ماء بالروث؟

هل تنافس مصر الصين في التصنيع والتصدير فإذا ذهبت مصر إلي سوق تغزوها بالمنتجات الهائلة التي تنتجها مصانعنا الجبارة الضخمة سارعت الصين إلي محاولة منافستنا ولما تفشل الصين وألمانيا وإيطاليا في مواجهة صادراتنا التي تملأ أسواق العالم حلفت تلك الدول برحمة موتاها أن تحارب مصر في أكل عيشها وتتآمر عليها لوقف صادرات مصر التي تغزو كل شبر فيكي يا كرة أرضية ولو حكمت تنفث الكرة الأرضية عندًا في صادرات مصر التي تسد عين الشمس ؟!

هل تفسد مصر كل خطط العالم وتستطيع بكلمة من رئيسها وموقف من حكومتها أن تعطل أي قرار دولي أو تعوق أي إعلان حرب علي أفغانستان أو العراق أو إيران أو لبنان أو نيكارجوا؟!.. هل وزن مصر الدولي والإقليمي يمكَّنُها الآن من تعطيل مشروع حائط الصواريخ بين أمريكا وروسيا وتدمير أي اتفاق في مؤتمر إيربان أو تعطيل اتفاقية كيوتو أو سحب شرعية المحكمة الجنائية الدولية أو حل مشكلة متمردي التاميل أو إنهاء التوتر بين المغرب وجبهة بوليساريو أو تقليل عدد القتلي في دارفور أو حتي إقناع فيصل القاسم بتغيير مقدمة برنامج «الاتجاه المعاكس»؟!.. مصر لا تملك إنجاح مصالحة بين طرفي الخلاف الفلسطيني، فكيف نتصور أن العالم يتآمر عليها بسبب نجاحها فيما هو أخطر وأوسع وأبعد؟

قولوا لي مصر متفوقة في إيه؟ تخوف أي حد بإيه؟

بعلمها، بمفاعلها النووي، بقمحها، بتكنولوجيا وعلوم وصناعة وصادرات شعبها؟

بلاش، دعونا نسأل عن قوة مصر بعيدا عن تاريخها العظيم والمجيد، مصر قوية في إيه كي يستهدفها العالم من أمريكا حتي إيران لإضعافها؟

قوية في الاقتصاد...هأ هأ هأ

قوية في العلوم والطب؟ أم في الدجل والشعوذة التي تنفق عليها مليارات سنويا وتبذل محاولات خارقة لإخراج الجن الذي تزوج نصف بناتنا؟

قوية في الهندسة والتكنولوجيا؟

قوية في الصحة الجسدية لشعبها المرضان بفيرس «سي» والسرطان والفشل الكلوي والكبدي؟

قوية في أقمارها الصناعية التي تُصنعها وتطلقها في الفضاء تتجسس بها علي العالم؟

قوية في ديمقراطيتها؟! (أرجوك بطني ح توجعني من الضحك ) قوية في دينها مع انتشار الرشوة في كل مصلحة حكومية وعمليات ترقيع غشاء البكارة وجرائم القتل العائلي وزنا المحارم والنصب والفهلوة ! وبدليل أننا ننفق 37مليار جنيه علي المخدرات سنويا من فرط إيماننا القوي وتمسكنا بقيم ديننا الحنيف !!

ده حتي مصر ليست قوية جنسيا بل صرنا من الشعوب التي تعيش علي الفياجرا حيث نمثل واحدا من أكثر شعوب الأرض إنفاقا علي المقويات الجنسية حتي أننا نستهلك بـ 11 مليار جنيه فياجرا سنوياً.

مرة أخري كي نفيق ونستيقظ لأن ما يراه المرء فعلا من هوس يسيطر علي الجميع يدعوه للظن بأن هناك مرضا جماعيا بالوهم أصاب وطنا بالكامل وكلنا في مصحة كبيرة جدا هي المصحة الوحيدة في العالم التي تمر في بواباتها علي جمرك وضباط جوازات سفر يتأكدون من التأشيرة! ما الذي يجعل مصر هدفا للتآمر من كل أرجاء الدنيا من الشيعي والشيوعي من الأمريكي والدنماركي، من اليهود والنصاري والمجوس والهندوس؟ علي إيه ده كله يا وطن؟ !

أنا لا أقول هذا كي أبث في أحد يأسا، ولا أكتب هذا تشفيا في وطني وبلدي، ولا نكاية في نظام سياسي فاسد ومستبد يحكمنا وهو سبب ما نحن فيه، بل أكتب وأقول وأؤكد ذلك كي نعرف العلة والمعلول ننهض ونواجه مشاكلنا الحقيقية ونستعيد جدارتنا ومكانتنا وروحنا وحضارتنا، فإذا لم نكن صرحاء مع بعض والزمان ترللي فلا خير فينا والزمان شرم برم!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأربعاء 29 أبريل 2009 - 13:48

عدونا واحد.. ووحيد
من أول السطر

إبراهيم عيسي

فضحت هيلاري كلينتون الحكومات العربية المعتدلة (أمريكياً) حين صرحت أمام مجلس الشيوخ ـ أمس الأول ـ بأن إسرائيل قد تخسر دعم دول عربية أمام تهديد إيران إذا لم تتقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين. كل شيء انكشفن وبان رغم أنه منكشف وباين منذ سنوات طويلة. ها هو حلف إسرائيلي واضح كما الشمس مع دول عربية ضد إيران، ها هو دعم عربي معلن ومعروف لإسرائيل ضد إيران، فقط الأمريكان ينصحون الصهاينة ببعض التقدم في عملية السلام مقابل هذه الخدمات العربية الجليلة وحتي يبرر الحكام العرب لشعوبهم هذا التحالف مع إسرائيل ضد بلد مسلم. صحيح أن الحكام المعتدلين ـ كتر خيرهم ـ ما قصروا أبداً، فقد اعتبروا إيران بلداً غير مسلم طالما هو شيعي وبدأوا إشعال فتنة مذهبية خمدت منذ ألف وأربعمائة عام لمجرد خدمة هدفهم في التحالف مع إسرائيل وللحفاظ علي نظمهم الحاكمة من أي ضغط أمريكي، ثم هم كذلك قرروا أن إيران عدو ووضعوها مكان إسرائيل ويحاولون عبر إعلام رسمي تابع وموظف أن يقنعوا الشعوب العربية بأن من سب آلهتكم هو طهران ومن بدل دينكم هو طهران ومن احتل أرضكم هو طهران. وفي هذا السياق الواضح الفاضح جاء خطأ حزب الله الكبير بإنشاء خلية علي أرض سيناء لإمداد غزة بالسلاح(هل تتذكر جنود عكا حين كانوا يطلبون:أين السلاح، أين السلاح؟ ثم اكتشفوا أن إمداد السلاح توقف فصرخوا: خيانة، هذا المشهد كان في فيلم سينمائي وليس في فيلم سياسي)، ورغم نبل هدف دعم المقاومة الفلسطينية المسلحة (والذي بات جريمة في العرف المصري ) وسموق الرسالة (رغم أنها صارت إرهاباً في العرف المصري والإسرائيلي ) فإن اختراق سيادة مصر علي أرضها خطأ كبير وضخم فعلاً ويستحق العقاب إن رأي قضاء (عادل )أن يعاقب، لكن الكشف عن الخلية (بعد شهور من ضبطها) جند الموضوع برمته في المجهود الحربي ضد إيران والمقاومة وبلغت حالة الهوس والانفلات العصبي في الهجوم علي حزب الله حداً كاشفاً للمدي الذي وصلت إليه الرغبة في الارتماء في الحضن الإسرائيلي، والمؤكد أن الحملات ضد إيران هي جزء من نشر الضباب حول تحالف عربي ـ إسرائيلي موجود ومتحقق بالفعل وإن كانت إسرائيل تطالب بتفعيله أكثر وأوسع وإعلانه أقوي وأعلي، بينما الحكام العرب يطالبون مقابلاً يخدمهم في تمرير تصعيد العداء العربي المفاجئ لإيران بينما الأمريكان يحرضون إسرائيل علي بعض التنازلات الهشة والتافهة في عملية السلام (وليس في السلام نفسه بل في العملية ) طالما يضمن هذا دعماً عربياً كاملاً ومخلصاً، السؤال الآن: ما موقف الشعوب؟

لنتخذ خلية حزب الله مثلاً، ففي الحقيقة إنني لا أملك ثقة أو غروراً يسمحان لي بالادعاء أن حملة البذاءات ضد حزب الله التي أدارها الإعلام المصري الرسمي وشبه الرسمي قد أدت إلي تراجع شعبية حزب الله والسيد حسن نصر الله في الشارع المصري والعربي كما يحاول أن يقطع بذلك عدد وافر من كتبة ومسئولي الحزب الوطني أو لم تؤثر في شعبية الحزب (ومن ثم المقاومة )، لكنني أملك دليلاً غير علمي صدر عن جهة غير محايدة بل هي منحازة بوضوح لا تبذل جهداً في إخفائه ضد حزب الله ولكنها جهة إعلامية محترمة ومحترفة وهي محطة «العربية» وعلي وجه التحديد موقع «العربية نت» الذي وضع سؤالاً ضمن استطلاع رأي بتاريخ 13 أبريل يقول نصه: هل تتوقع أن تهتز صورة حزب الله شعبياً، بعد كشف خليته في مصر؟! واستمر الاستطلاع مفتوحاً للجمهور حوالي أسبوع.. فكيف جاءت النتيجة؟

كان مجموع الأصوات المشاركة 27867 وانتهت تفاصيل الاستطلاع للتالي:

نعم، لأنه تحوّل للعمل ضد دول عربية 31% بعدد 8612 صوتاً.

نعم، لأن اعترافات الخلية تناقض ما يعلنه الحزب 8% بعدد 2155 صوتاً.

لا، بسبب رصيده الجماهيري بقتال إسرائيل 14% بعدد 4005 أصوات.

لا، لأنه يسعي لدعم حماس في غزة 47% بعدد 13095 صوتاً.

أي أن 61%من المشاركين رأوا أن صورة حزب الله لم تهتز بينما رأي 39% أنها اهتزت.

أعرف أن الاستطلاع ليس علمياً كي نأخذ نتيجته بثقة شديدة (رغم أن الموقع حذف الاستطلاع من أرشيفه عكس بقية الاستطلاعات الأخري )، وأعرف إمكانية التدخل من أصحاب المواقع في الاستطلاعات (رغم صعوبة ذلك ورغم أن نتيجة الاستطلاع هنا لا تخدم رؤية أصحاب الموقع )، إلا أنه يبقي مؤشراً مهماً علي أن هذه الحملات شديدة البذاءة ضد حزب الله تسعد إسرائيل لكنها لم تقنع العرب، ويؤسفني أن أعكنن علي البعض في نظمنا العربية حين يكتشفون أن شعوبهم العربية (بدليل موقع العربية ) لاتزال تري أن إسرائيل هي عدوها الوحيد!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأربعاء 29 أبريل 2009 - 13:55

صديقي الخبير
24/04/2009
إبراهيم عيسى

صديقي الخبير في الشئون الإسرائيلية أكد لي أن الشيء الوحيد القادر علي تغيير موازين القوة وإجبار إسرائيل علي القبول بحل الدولتين هو هجوم السلام، يعني إيه هجوم السلام؟ شرح الصديق الخبير نظريته بالآتي: إسرائيل مجتمع مرعوب ومهتز ولديه مرض عضال وهو الذعر من فناء إسرائيل علي أيدي العرب، وهو ما يجعل شعبها ينتخب اليمين المتطرف كلما أحس بالخطر الداهم، وللقضاء علي هذا المرض ووضع القادة الصهاينة أمام حل تاريخي يجب القيام بهجوم سلام شامل من الدول العربية يشبه زيارة السادات للقدس، ويقول العرب بمنتهي الوضوح نريد سلامًا مع إسرائيل ونتعايش معها ونعترف بها مقابل دولة فلسطينية قادرة علي الحياة، هذا الهجوم سوف يغير الوضع تمامًا ويرمي بقنبلة السلام في وجه إسرائيل لكن طول ما الدول العربية ترفض الاعتراف بإسرائيل وتأبي معادلة الأرض مقابل السلام فلا نهاية لهذه القضية.

كلام بدا لي وقتها يصدر عن خبير حقيقي امتلك التائهة وكنا في عام 1996وقد تولي نتنياهو الحكومة الإسرائيلية، الغريب أنه بعد سنوات فعلت الدول العربية ما اقترحه صديقي حتي كدت أقتنع (وهذا جائز بالمناسبة) أنه شارك في صناعة أو كتابة نص المبادرة العربية التي وقعتها جميع الدول العربية بقادتها ورؤسائها وبجميع الأنظمة العربية تقريبًا بما فيها سوريا، ولكن ماذا حدث بعد هجوم السلام العربي الشامل الكامل ؟ ولا أي حاجة، إسرائيل بكل حكوماتها شمال ويمين رمت هذه المبادرة في سلة الزبالة وكل ما يفعله الحكام العرب الآن هو التسول والتوسل لإسرائيل أن ترق وتعطف وتنظر بعين الاعتبار لهذه المبادرة المنحوسة المتعوسة! ومع ذلك فإن صديقي لايزال مصممًا علي هجوم السلام، أقول له: يا عم هجوم السلام فشل فشلاً ساحقًا، لكنه مع جماعة أنصار السلام يري أن المشكلة في أن حزب الله وحماس يعطلان تصديق إسرائيل للمبادرة العربية، ومن ثم الاستجابة لها، وهكذا أصبحت المقاومة هي المسئولة والمتهمة وبنت الكلب التي تقف أمام الرضا الإسرائيلي!

الغريب أن هذا المنطق مع احترامي لأصدقائي اللطفاء يذكرني بمنطق حكومة فيشي في فرنسا المحتلة التي تعاملت وتعاونت واعترفت بالنازية واستسلمت أمام هتلر لأنها شعرت بقوته وبأنها لا تملك قدرة علي مواجهته فمن الأفضل مسالمته بدلاً من المقاومة التي تؤدي إلي تدمير باريس وفرنسا كلها، لكن رجلاً اسمه «ديجول» رفض هذا الكلام الفارغ (لا أقول الخائن رغم أنه قالها) وأدار حرب مقاومة هائلة ضد الاحتلال النازي حتي حرر أرضه ووطنه بالمقاومة وليس بمبادرات السلام مع النازية، المشكلة الحقيقية عند أصحابنا المطبعين هو أن الذي يقود المقاومة حركات إسلامية ومن ثم يقودهم العداء للتيار الإسلامي والكراهية العميقة للإسلام السياسي إلي الرغبة الغريبة في عقد صلح وسلام وتعايش كامل مع التيار اليهودي العنصري واليهودية الصهيونية، كأننا نستبعد تيارنا الديني ونطارده ونطرده بينما نصافح ونصالح ونتعاون ونتحالف مع تيار إسرائيل الديني واليميني، ثم يتم تحميل المقاومة ذنب استمرار الاحتلال وسقوط الضحايا (أظنهم لا يستخدمون تعبير الشهداء مظنة أن يكون خدمة لحزب الله وحماس ورغبة في إلقاء مسئولية موت هؤلاء علي عاتق المقاومة، علي اعتبار أنه مين قالكم تقاوموا، مش قلنا لكم اوعوا تقاوموا لأن إسرائيل دي غشيمة ومجرمة طيب اشربوا بقي وفي رقبتكم اللي ماتوا من مدنيين، وكأنه من المفروض أن نحمل المقاومة الجزائرية ذنب مليون شهيد علي اعتبار مين قال لكم تقاوموا، ونحمل الذنب نفسه للمقاومة الشعبية في بورسعيد قبل يوليو 52 وفي 1956، علي اعتبار: ومين قال لكم تقاوموا الإنجليز أسيادكم يا كلاب)!!

من الواضح أن أنصار السلام مع إسرائيل يرون خير هذا الوطن في التخلي عن المقاومة تمامًا ورفع الراية البيضاء لإسرائيل فتقتنع إسرائيل بأن ربنا هدانا وتبنا وأنبنا وتتفاوض معنا علي السلام (تتفاوض.. واخد بالك، لا أن تنسحب بل تتفاوض ويحيينا ويحييك ربنا).

الحاصل الآن أن معظم ما أقرأه وأتابعه وأسمعه من أصدقائي أنصار السلام يؤكد لي أنهم أعداء للمقاومة أكثر من عدائهم لإسرائيل وأنهم قادرون علي التعامل والتعايش مع حركة ساش أكثر من حركة حماس ويجدون قواسم مشتركة بينهم وبين حزب الليكود أكثر من حزب الله!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالجمعة 22 مايو 2009 - 2:46

الصعود إلي الطائرة
19/05/2009
إبراهيم عيس

ماذا جري في الاجتماع المغلق بين الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة الأخير الأخيرة في شرم الشيخ ؟

الله أعلم

الرئيس مبارك طبعاً يعلم، لكن اجتماعاته غير مسجلة ولا موثقة ولا مودعة بأيٍّ من مراكز أو هيئات الدولة وليس لها محاضر ولا وثائق ولا يسأل الرئيس أحد منا (الشعب ) ومنهم (بطانة الحكم ) ماذا جري تحديداً وماذا قال وماذا سمع ؟ فضلا عن أن هذا سوف يعتمد علي ذاكرة الرئيس وليس علي تسجيل دقيق وفعلي لوقائع ونص المقابلة، كل المعلومات التي نعرفها عن اجتماعات الرئيس وما دار فيها تأتي من الرؤساء والحكام الأجانب الذين يلتقونه ويقابلونه وليس من الرئيس.

علي كده بنيامين نتنياهو قال ماذا جري ؟، نعم نتنياهو مطالب طبقا لقوانين دولته بتوثيق ما قال وما سمع وأن يعرضه علي مجلس أمن مصغر وأن يحتفظ به أرشيف وزارة الخارجية والمخابرات الإسرائيلية.

هل هناك نص إسرائيلي مسجل لهذا الاجتماع ؟

لا أعرف ولكن أعرف أن الوحدة 8200 وهي وحدة مخابرات هندسية تابعة للجيش الإسرائيلي تتباهي بأنها صاحبة اختراعات الإنترنت ومحركات البحث وجدران النار الحامية للمعلومات واختراقات الاتصالات التليفونية تستخدم رؤساء وزراء أحيانا.

وبينما تصورنا منذ 24عاما أن المخابرات الأمريكية هي التي تنصتت علي مكالمة تليفونية للرئيس مبارك عام 1985وعرفت منها أن طائرة مصرية أقلت القيادي الفلسطيني أبوالعباس قائد عملية خطف سفينة إيطالية في البحر المتوسط وهي في طريقها لميناء أشدود الإسرائيلي بعد استسلامه في ميناء بورسعيد (قتلوا علي ظهر السفينة شخصا إسرائيليا )، لكن كتابا بعنوان جواسيس ليمتد للمؤلف الأمريكي ستايسي بيرمان أكد أن الذي تجسس علي الرئيس هو الاستخبارات الإسرائيلية وليست الأمريكية، وقد رفض رونالد ريجان - الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت - الاعتذار للرئيس مبارك عن تجسسه علي مكالماته، وقال كيف أعتذر لشعب أعطيه معونة ؟ ولكن يبدو أن الرجل لم يكن ليعتذر؛ لأنه لم يفعل، بل فعلها الإسرائيليون بدليل أن إيهود باراك - وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي - قام وقتها بصفته رئيس جهاز أمان وهو الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بنشر جزء من النص المسجل !

ولعل هذه الواقعة توحي بأن النظام المصري أيامها لم يكن صديقاً طيباً ولطيفاً للصهاينة إلي حد ما نراه الآن؛ فقد استسلم أبوالعباس (وهذا طبعاً غير محمود عباس وليس كل عباس يتقاله يا عبس !) للمصريين في بورسعيد ولأنه كان من الصعب علي مبارك وقتها تسليم المناضل الفلسطيني المتهم بالإرهاب إلي إسرائيليين فآثر أن يرحل أبوالعباس سريعاً من مصر وهو ما قد حدث؛ فقد ركب طائرة مصرية بسرية شديدة وانطلقت من سماء القاهرة لكن بعد ساعة أو أكثر اعترضت طائرات أمريكية الطائرة المصرية وأجبرتها علي الهبوط في مطار بإيطاليا، طبعا عرف الإسرائيليون خطة إخراج أبوالعباس من مصر وخط سير طائرته من مكالمة للرئيس مبارك في تليفون من قصر العروبة، وكانت فضيحة دولية شعر معها النظام المصري بجرح في كرامته (الدنيا اتغيرت فعلاً) فقرر أن يواجه هذا التطاول بحركة مصرية صميمة، عندما هبطت الطائرة في مطار بروما طلب المصريون أن يصعد للطائرة وفد رسمي منهم يهبط بطاقم الطائرة ثم يتركون الطائرة للأمريكان (للإسرائيليين) كي يصعدوا لها ويقبضوا علي أبوالعباس ، وافقت أمريكا (وإسرائيل كما هو واضح) وصعد الوفد المصري ثم هبط برجاله وعندما اقتحم الأمريكان والإسرائيليون الطائرة وجدوا فيها فاروق حسني!

نعم فاروق حسني - وزير الثقافة الحالي - فقد كان ضمن الوفد المصري الذي صعد للطائرة ثم أعطي ملابسه لأبوالعباس كي يدعي أنه موظف مصري بينما ارتدي فاروق حسني ملابس أبوالعباس وجلس في الطائرة بدلا منه في انتظار الأمريكان والإسرائيليين الذين شعروا بصدمة شديدة من هذا الرد المصري الفوري علي الإهانة.

ربما لم تنس إسرائيل لفاروق حسني هذا المشهد رغم أن فاروق حسني نسي والنظام المصري كله نسي...بل ربما اعتذر!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأحد 31 مايو 2009 - 9:18

وزير للأسف الزراعة!
24/05/2009
أمين أباظة قبل أن يصبح وزيرًا للأسف للزراعة كان صاحب شركة تعمل في تصدير القطن، وتعامل مع الدولة بيعًا وشراء مستفيداً من بيع القطاع العام. ونحن نعلم وأنتم أعلم بشئون فسادكم ماذا يجري في عمليات شراء القطاع العام ؟ ثم كانت شركة أباظة تتعامل طبعا مع وزارة الزراعة والتي نعرف جميعا أنها مدرسة في تخريج بعض رموزها من الوزارة للسجن، فإذا بهذا الرجل ذات نفسه يجلس علي مقعد الوزير شخصيًا. طبعًا أول حاجة عملها أمين أباظة كانت بيع شركته (قال يعني لم تعد ملكه يا حرام) وضحي الرجل من أجل مقعد الوزارة وطبعًا الوزارة كلها عاملة فيها إنها مش واخدة بالها أن هذه الشركة لاتزال علي ذمة الوزير ولو معنويًا ولو عن طريق ملاكها الجدد من الأقارب والمعارف ومن الأسرة، ويأتي الوزير بمنتهي الرقة ويمنح العام الماضي الشركة العربية لحليج الأقطان- التي هي لا مؤاخذة شركته أو شركة من كتبها باسمهم - دعماً مما يعرف بدعم القطن و قيمته 20 مليون جنيه مصري، لكن عندما تتأمل هذه الشركة ذات نفسها تكتشف أنها كانت مملوكة للدولة بل هي أهم وأخطر شركة تملكها الدولة في مجال حلج القطن ثروة مصر التي بددها سيادته (سيادته مين، أي سيادته فيهم ما كلهم سيادته وكلهم بددوا) المهم هذه الشركة التي تملكها الدولة باعتها وهي لا كانت خسرانة ولا فاشلة ولا كانوا مصمصوها مثل غيرها، لكن باعوها لأمين باشا أباظة، باعوها وهي تضم 15 محلجاً ياراجل يا طيب، هذا غير مركزها الرئيسي وكله بمبلغ 60 مليون جنيه، ورغم أن الشركة تملك وديعة بمبلغ 45 مليون جنيه فإنها بيعت بالوديعة يعني الراجل اشتراها فعليًا بمبلغ 15 مليون جنيه، عمل إيه بقي صاحبنا الذي اشتري أهم شركة حلج قطن تملكها الدولة بأراضيها وآلاتها وخبرائها وتاريخها ودورها الوطني؟ بدأ أمين باشا أباظة- حفظه الله كما يحافظ علي أراضي «مصر -إسكندرية» الصحراوي- في تأجير أراضٍ لمدة عشرين عاماً خارج الكتل السكنية تحت فرض وزعم إقامة محالج عليها بينما بدأ بيع أرض شركة المحالج، بخ بخ يا سيادة الوزير، ما كل هذه الشطارة؟ تأخذ شركة بأرضها الواسعة الممتدة في كل محافظة فيكي يا بلد فتؤجر أرضًا أخري أرخص وأقل وتبيع الأرض التي اشتريتها برخص التراب من الدولة وهي أرضي وأرض أولادي (بصرف النظر عن أننا لا نحتكم علي قيراط أرض)، حيث زمان كانوا يقولون الأرض لمن يزرعها والآن الأرض لمن يبيعها، وفعلا تم بيع محلج العطار ببنها ثم محلج المنصورة ثم محلج السنبلاوين ثم محلج دمنهور ويتم تحضير محلج زفتي ومحلج طنطا للبيع أيضاً ويليهما محلج ميت بره ثم قويسنا. ولمجرد تقريب الصورة فإن سعر متر الأرض في محلج دمنهور لا يقل عن 10000 جنيه للمتر أي أن المحلج سعره علي أقل تقدير 100 مليون جنيه. وها هو نص الإعلان المنشور في الجرائد لبيع أرض المحلج (الشركة العربية لحليج الأقطان 28 شارع طلعت حرب- القاهرة، بيع بالمزاد بالمظاريف المغلقة مساحة 9188م2 تقريباً أرض وما عليها من مباني محلج الشركة العربية رقم «1»، التقديم بشارع عمر مكرم «أمام سوق الجملة» بدمنهور بموقع متميز علي شوارع رئيسية تصلح لجميع الأنشطة التجارية والإنتاجية والسياحية والعقارية والاستثمارية، جلسة فض المظاريف والتزايد 12 ظهر الاثنين 16/6/2008 بقاعة الاجتماعات بشركة النصر للاستيراد والتصدير 28 شارع طلعت حرب- القاهرة، التأمين 500000ج وكراسة الشروط 200ج) خلص الإعلان فما أخبار ضغط دمك؟! (آه نسيت لم يعد لديكم دم من فرط ما اتحرق!!).

يعني يا سادة يا كرام وما يحلي الكلام غير بذكر النبي عليه الصلاة والسلام فالسيد أباظة اشتري الشركة كلها علي بعضها بـ15 مليون جنيه بينما حتة أرض لمحلج واحد في دمنهور فقط سوف تأتيه بأضعاف هذا المبلغ، تفتكر هل هذا حلال أم حرام؟! حلال طبعا لبلابله الدوح وكمان للطير من كل جنس. طيب لو الدولة كانت مزنوقة في الـ15مليون بتوع أباظة كانت قالت أو مالت علي واحد فينا وكنا اتصرفنا ولمينا من بعض بدلا من مسخرة بيع شركة بهذا المبلغ وهي تملك أراضي بعشرات أضعافه إلا إذا، إلا إذا، آه في عرضك إلا إذا إيه، لا بلاش، فاللبيب بالإذا يفهم!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأحد 31 مايو 2009 - 9:23


إبراهيم عيسى يكتب : بلاد الواء الواء
29/05/2009
فهرست الصفحات
إبراهيم عيسى يكتب : بلاد الواء الواء
الصفحة 2
الصفحة 1 من 2
قبلما تقرأ هذه السطور لابد من تحذيرك من أنك في لحظة ما من هذا المقال سوف تبحث عن أقرب حائط لك وتضرب دماغك فيه.

نعم، لا تندهش ولا تستغرب.. فإذا كنت قادرًا علي تحمل كدمة أو رضة في الجبهة أو أن يراك ابنك فيصرخ لأمه: إلحقي يا ماما بابا اتجنن!!.. فأكمل المقال، أما لو أنك مطمئن للمقاول الذي بني بيتكم أو أنك تخاف من أثر ضربة دماغك في الحائط فلا داعي لإكمال المقال ويا سيدي المقالات كتير مجتش علي هذا تحديداً!!


ما رأيك في مياه الشرب التي تشربها أو التي بالأحري لا تشربها؟

بعضنا الغني والمستور يشتري مياهًا معدنية.

وبعضنا الأقل سترًا والأقصر يدًا يشتري مياهًا بالجراكن، غير معدنية لكنها ليست من الحنفية.

وأكثرنا يشرب مياه الشرب المخلوطة بالمجاري والسم الهاري الذي يختلط بالمياه القادمة من شبكات المياه ومواسيرها في مناطق مصر!

هل تريد أرقامًا ونسبًا مئوية وأسماء الكائنات السرطانية والسمية الموجودة في المياه التي كشفتها عشرات الدراسات؟

بذمتك محتاج لهذه التفاصيل، يمكن أن أقدمها لك كما كتبتها أكثر من مرة في هذا المكان نفسه لكن هناك ما هو أسهل وأريح لك وأكثر إقناعًا من الكلام التقيل والمصطلحات الرذلة، مد رجليك حتي أقرب حوض في الشقة واملأ كوبًا فارغًا بالمياه وتأمل سواده وترابه وفتافيته لتعرف عما أقول وعما تشرب!

ثم ما رأيك في مسألة المجاري في مصر؟

هل أنت راضٍ عن مستواها ومتانتها وكفاءتها أم أنك من هؤلاء الذين يتمتع نظرهم كل يوم بمجاري ضاربة في الشارع أو علي ناصية شارع قريب أو حتي تشاهدها في مشوار لك في آخر فيصل أو عند دار السلام أو في سكتك لمدينة نصر أو في أي قرية ومدينة صغيرة في مصر؟ أم أن حظك العثر جعلك من سكان منطقة انفجرت فيها ماسورة «مياه مجاري» من بين 97 ألف ماسورة انفجرت خلال العام قبل الماضي مثلاً في القاهرة وحدها؟

تخيل بعد هذا كله تأتي الحكومة ـ الذكية بنت الذكية ـ وتخفض من موازنة هذا العام الإنفاق علي مياه الشرب والصرف الصحي!

أوضاع المياه وأحوال الصرف الصحي التي لا تسر عدوًا (لأ بل تسر عدوًا طبعًا) ولا حبيبًا وتنتهي بنا إلي فجائع يومية بدلاً من أن تزيد الحكومة الإنفاق عليها لإنقاذ مصر من سم المياه وأمراضها التي تصيب بالسرطان والفشل الكلوي إذا بها تخفض الميزانية، بدلاً من إنقاذ المصريين من الغرق تحت مياه المجاري والحياة في الطفح إذا بها تنتقص من ميزانية الصرف الصحي!

هذا ما جري من حكومة رجال الأعمال ومليارديرات مصر الجديدة الذين قرروا تخفيض الاعتمادات المخصصة لقطاع مياه الشرب والصرف الصحي من 14 مليار جنيه عام 2008/2009 إلي 4 مليارات في العام المالي المقبل 2009/2010!

ماذا يعني هذا التخفيض الهائل؟

انحياز كامل ومطلق للأغنياء ومتطلباتهم واحتياجاتهم في مواجهة الفقراء ومحدودي الدخل!

كسبت مياه ري ملاعب الجولف ماء شرب الغلابة!

شلة بكوات قاعدة معاها قلم وقدامها الورق، شيل ده من ده وحط ده فوق ده، هذا القلم من يحركه ومن يقوده ومن يستطيع مواجهته؟

مجموعة رجال الأعمال في الحكم والدولة وكذلك رجال الأعمال في البرلمان والحزب الوطني ورجال الأعمال ملاك الفضائيات شبه الحكومية والصحف شبه الخاصة تضمن التواطؤ وتبادل المنافع.

من مياه الشرب والصرف الصحي تعال لتكتشف معي أن هذه الحكومة خفضت مخصصات العلاج علي نفقة الدولة إلي مليار جنيه مقارنة بـ 4.1 مليار جنيه العام الماضي، علي الرغم من وجود عجز مرحل بميزانية العلاج علي نفقة الدولة يقدر بـ 950 مليون جنيه من العام الماضي. هل أدركت معي هذا الحجم الواسع الشاسع من التخفيض؟

قولي بذمتك ودينك في شرع مين اللي بيحصل ده؟

قطعًا هذا مجرد مثال، والأمثلة أضخم وأفظع، لكن هذه خلية من جسد خرب ومنخور.

تمر كل هذه الكوارث عادي خالص ولا كأن حاجة حصلت وإنت متضايق ليه بس ووالله إنت مزودها ومثل هذا الكلام الطيب الذي تسمعه من أبناء وطنك المصكوكين علي ظهورهم والمسلوبة أموالهم وثرواتهم ومستكترين عليهم علاوة تافهة لا تسد رمقًا ولا تكفي ثمن ساندويتش فول كل يوم.

مَنْ يخفض نصيب مياه الشرب والصرف الصحي والذي يسلخ ميزانية العلاج علي نفقة الدولة بهذا العنف والصلف؟، هي طبقة الجولف الحاكمة التي لا تصل لعشرة في المائة من الشعب كما قلت وكتبت وكررت بل ربما نختصرها في خمسين عائلة تتشعب ملكياتها في الوطن لتتملك الوطن ثم تملكه عبر وريث محكوم بأفكار العولمة ومصالح الشلة (أو الشلل)، والمتأمل للمجموعة التي تحكم البلد فعليًا (وريث زائد أمين تنظيم وعدد من رؤساء لجان البرلمان زائد عدد من قيادات أمانة السياسات) يكتشف (رغم أن القصة كما قلت دومًا أيضًا ليست في حاجة إلي اكتشاف بل إلي كشف) أنهم:

1 ـ مليارديرات (ليس فيهم من يملك أقل من مليار جنيه).

2 ـ ينتمون إلي عائلات من الطبقة المتوسطة العالية ساهم الأبناء بنفوذهم السياسي في انتفاخ ثروات العائلات، بحيث إن كفاح الأب عبر سنين عمره لم يجمع له ما جمعه ابنه في صفقة أو اثنتين من تلك المخلوطة بالسياسة.

3 ـ مرتبطون بتوكيلات أجنبية أو شركاء أجانب في أعمالهم وشركاتهم.

4 ـ معظمهم لا يملك في مصر فدادين ومزارع بل في الأغلب يملكون قصوراً وفيللا في الساحل الشمالي أو الجونة وعقارات ومنتجعات ويملكون مثلها في إسبانيا أو إنجلترا أو فرنسا، لكنهم مختلفون كلية عن باشاوات عصر ما قبل الثورة الذين كانوا يملكون مئات وربما آلاف الفدادين الزراعية في مصر أي أنهم يملكون طمي هذا الوطن!

5 ـ أصحاب جنسيات متعددة ويملكون إلي جانب جواز السفر المصري جوازات أخري.

6 ـ أقدم مشتغل بالسياسة فيهم لم يتجاوز من سبع إلي عشر سنوات اشتغالاً أو انشغالاً!

7 ـ طائراتهم الخاصة موجودة وجاهزة للإقلاع من شرم الشيخ والجونة في أي وقت.

لكن كل هذا تعبير عن هوس مجموعة متحكمة بالرأسمالية المتوحشة، كما أنها تؤمن بتخلي الدولة عن مهمة الرعاية والكفالة والضمانة للمواطن كأنه إيمان بعقيدة دينية، ماشي.. لكن هذه الموازنة التي تسحق حقوق الفقراء شهدت أمرين:

الأول: زيادة ميزانية وزارة الداخلية.

الثاني: وجود 22 مليار جنيه مصري فقط لا غير تحت بند مصاريف أخري أو مصاريف غير مذكورة

نعم يا خويا!!

يعني الداخلية وفهمنا إنها هي سر بقاء النظام والحصن الحصين والأمن الأمين لهذا الحكم، دعك من زيادة مهولة لحجم الجرائم وتدافع حوادث القتل المتوحش والسرقات العلنية والخطف والسرقات الجماعية والسرقات بالإكراه واقتحام البيوت وتبادل إطلاق الرصاص في الشوارع والهجوم علي المحاكم، دعك من كل هذا فهذا لا يفرق مع الدولة وأصحابها (لا أقول مسئوليها)، فقد زادت ميزانية الداخلية (لأنها «الجهاز» المدلل عند النظام وأصحابه ولا أقول مسئوليه) لكن ما المصاريف الأخري؟

يختفي في الموازنة العامة لعام 2009 مبلغ وقدره 220654 مليون جنيه (أكثر من 22 مليارًا) هذه الأموال مكتوبة كده في الموازنة التي وافق عليها مجلس الموافقة «قصدي الشعب» تحت بند قطاعات غير مذكورة أو شئون غير مذكورة!

طبعا أنا وإنت واللي مشرفينا في الفرح ممكن يتوقعوا الأخت غير مذكورة رايحة فين ومَنْ سيذكرها؟

هذه مليارات تذهب إلي أيدي مسئولين لا نعرف عنهم ولا عنها شيئًا فيما أنفقت ولمن ولماذا وما ضمانات إنفاقها؟

أليس وارداً أن يتم نهبها وسرقتها، أو أن تروح في إنفاقات بذخ وكلام فارغ؟

أليست هذه أموال الشعب ومن حق اسمه إيه ده الشعب يعرف مصيرها؟

وهكذا كذا ولا في بلاد الواق واق، آه يحصل في بلد الواء الواء بتاعتنا حيث كلنا عيال لا نفهم، بينما هناك حزب واحد يعرف ويفهم ومِنْ ثم لا داعي لأن نفكر أو نعترض أو نتضايق ونغضب ونزعل، طبعًا نضحك، نضحك علي أنفسنا ونترك الماشي ماشي والراكب راكب ودع التاريخ يأخذ مجراه والهرتلة تأخذ مضاداً حيوياً والفساد يعلو ويعلو ويسود ويسوس، والنتيجة أن القمح فيه سوس، يا خبر إسود والتسويس التسويس، مش مهم، أنا معجون مخصوص علشانكم، الميه فيها صرف صحي، مش مهم، ألا يكفيكم أن نشرب من البحر؟!

الغريبة إن الفساد لم يعد المشكلة الجوهرية والعميقة، بل عادية الفساد هو الكارثة، أن نتعود عليه ونعتاده ولا نندهش منه ولا نتمرد ضده ولا نحاربه بل العكس ما يحدث، مصر عاملة زي اللي ضارب اسبراكس في تخشيبة الوطن مخدرة لا فالح فيها ضرب علي الوجه أو علي القفا، ولا نغز بقرن غزال أو جلد بكرباج، ولا متأثرين خالص، محلقين في السقف مع نصف ابتسامة وتغميضة من العين الشمال ولا حاسين بما يجري فينا وبنا، بيقولولك فيه في الموازنة اتنين وعشرين مليار جنيه مصاريف غير مذكورة.. مذكورة دي خالتك!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأحد 31 مايو 2009 - 10:42

إبراهيم عيسى يكتب : بلاد الواء الواء
29/05/2009
إبراهيم عيسى يكتب : بلاد الواء الواء

الصفحة 1 من 2
قبلما تقرأ هذه السطور لابد من تحذيرك من أنك في لحظة ما من هذا المقال سوف تبحث عن أقرب حائط لك وتضرب دماغك فيه.

نعم، لا تندهش ولا تستغرب.. فإذا كنت قادرًا علي تحمل كدمة أو رضة في الجبهة أو أن يراك ابنك فيصرخ لأمه: إلحقي يا ماما بابا اتجنن!!.. فأكمل المقال، أما لو أنك مطمئن للمقاول الذي بني بيتكم أو أنك تخاف من أثر ضربة دماغك في الحائط فلا داعي لإكمال المقال ويا سيدي المقالات كتير مجتش علي هذا تحديداً!!


ما رأيك في مياه الشرب التي تشربها أو التي بالأحري لا تشربها؟

بعضنا الغني والمستور يشتري مياهًا معدنية.

وبعضنا الأقل سترًا والأقصر يدًا يشتري مياهًا بالجراكن، غير معدنية لكنها ليست من الحنفية.

وأكثرنا يشرب مياه الشرب المخلوطة بالمجاري والسم الهاري الذي يختلط بالمياه القادمة من شبكات المياه ومواسيرها في مناطق مصر!

هل تريد أرقامًا ونسبًا مئوية وأسماء الكائنات السرطانية والسمية الموجودة في المياه التي كشفتها عشرات الدراسات؟

بذمتك محتاج لهذه التفاصيل، يمكن أن أقدمها لك كما كتبتها أكثر من مرة في هذا المكان نفسه لكن هناك ما هو أسهل وأريح لك وأكثر إقناعًا من الكلام التقيل والمصطلحات الرذلة، مد رجليك حتي أقرب حوض في الشقة واملأ كوبًا فارغًا بالمياه وتأمل سواده وترابه وفتافيته لتعرف عما أقول وعما تشرب!

ثم ما رأيك في مسألة المجاري في مصر؟

هل أنت راضٍ عن مستواها ومتانتها وكفاءتها أم أنك من هؤلاء الذين يتمتع نظرهم كل يوم بمجاري ضاربة في الشارع أو علي ناصية شارع قريب أو حتي تشاهدها في مشوار لك في آخر فيصل أو عند دار السلام أو في سكتك لمدينة نصر أو في أي قرية ومدينة صغيرة في مصر؟ أم أن حظك العثر جعلك من سكان منطقة انفجرت فيها ماسورة «مياه مجاري» من بين 97 ألف ماسورة انفجرت خلال العام قبل الماضي مثلاً في القاهرة وحدها؟

تخيل بعد هذا كله تأتي الحكومة ـ الذكية بنت الذكية ـ وتخفض من موازنة هذا العام الإنفاق علي مياه الشرب والصرف الصحي!

أوضاع المياه وأحوال الصرف الصحي التي لا تسر عدوًا (لأ بل تسر عدوًا طبعًا) ولا حبيبًا وتنتهي بنا إلي فجائع يومية بدلاً من أن تزيد الحكومة الإنفاق عليها لإنقاذ مصر من سم المياه وأمراضها التي تصيب بالسرطان والفشل الكلوي إذا بها تخفض الميزانية، بدلاً من إنقاذ المصريين من الغرق تحت مياه المجاري والحياة في الطفح إذا بها تنتقص من ميزانية الصرف الصحي!

هذا ما جري من حكومة رجال الأعمال ومليارديرات مصر الجديدة الذين قرروا تخفيض الاعتمادات المخصصة لقطاع مياه الشرب والصرف الصحي من 14 مليار جنيه عام 2008/2009 إلي 4 مليارات في العام المالي المقبل 2009/2010!

ماذا يعني هذا التخفيض الهائل؟

انحياز كامل ومطلق للأغنياء ومتطلباتهم واحتياجاتهم في مواجهة الفقراء ومحدودي الدخل!

كسبت مياه ري ملاعب الجولف ماء شرب الغلابة!

شلة بكوات قاعدة معاها قلم وقدامها الورق، شيل ده من ده وحط ده فوق ده، هذا القلم من يحركه ومن يقوده ومن يستطيع مواجهته؟

مجموعة رجال الأعمال في الحكم والدولة وكذلك رجال الأعمال في البرلمان والحزب الوطني ورجال الأعمال ملاك الفضائيات شبه الحكومية والصحف شبه الخاصة تضمن التواطؤ وتبادل المنافع.

من مياه الشرب والصرف الصحي تعال لتكتشف معي أن هذه الحكومة خفضت مخصصات العلاج علي نفقة الدولة إلي مليار جنيه مقارنة بـ 4.1 مليار جنيه العام الماضي، علي الرغم من وجود عجز مرحل بميزانية العلاج علي نفقة الدولة يقدر بـ 950 مليون جنيه من العام الماضي. هل أدركت معي هذا الحجم الواسع الشاسع من التخفيض؟

قولي بذمتك ودينك في شرع مين اللي بيحصل ده؟

قطعًا هذا مجرد مثال، والأمثلة أضخم وأفظع، لكن هذه خلية من جسد خرب ومنخور.

تمر كل هذه الكوارث عادي خالص ولا كأن حاجة حصلت وإنت متضايق ليه بس ووالله إنت مزودها ومثل هذا الكلام الطيب الذي تسمعه من أبناء وطنك المصكوكين علي ظهورهم والمسلوبة أموالهم وثرواتهم ومستكترين عليهم علاوة تافهة لا تسد رمقًا ولا تكفي ثمن ساندويتش فول كل يوم.

مَنْ يخفض نصيب مياه الشرب والصرف الصحي والذي يسلخ ميزانية العلاج علي نفقة الدولة بهذا العنف والصلف؟، هي طبقة الجولف الحاكمة التي لا تصل لعشرة في المائة من الشعب كما قلت وكتبت وكررت بل ربما نختصرها في خمسين عائلة تتشعب ملكياتها في الوطن لتتملك الوطن ثم تملكه عبر وريث محكوم بأفكار العولمة ومصالح الشلة (أو الشلل)، والمتأمل للمجموعة التي تحكم البلد فعليًا (وريث زائد أمين تنظيم وعدد من رؤساء لجان البرلمان زائد عدد من قيادات أمانة السياسات) يكتشف (رغم أن القصة كما قلت دومًا أيضًا ليست في حاجة إلي اكتشاف بل إلي كشف) أنهم:

1 ـ مليارديرات (ليس فيهم من يملك أقل من مليار جنيه).

2 ـ ينتمون إلي عائلات من الطبقة المتوسطة العالية ساهم الأبناء بنفوذهم السياسي في انتفاخ ثروات العائلات، بحيث إن كفاح الأب عبر سنين عمره لم يجمع له ما جمعه ابنه في صفقة أو اثنتين من تلك المخلوطة بالسياسة.

3 ـ مرتبطون بتوكيلات أجنبية أو شركاء أجانب في أعمالهم وشركاتهم.

4 ـ معظمهم لا يملك في مصر فدادين ومزارع بل في الأغلب يملكون قصوراً وفيللا في الساحل الشمالي أو الجونة وعقارات ومنتجعات ويملكون مثلها في إسبانيا أو إنجلترا أو فرنسا، لكنهم مختلفون كلية عن باشاوات عصر ما قبل الثورة الذين كانوا يملكون مئات وربما آلاف الفدادين الزراعية في مصر أي أنهم يملكون طمي هذا الوطن!

5 ـ أصحاب جنسيات متعددة ويملكون إلي جانب جواز السفر المصري جوازات أخري.

6 ـ أقدم مشتغل بالسياسة فيهم لم يتجاوز من سبع إلي عشر سنوات اشتغالاً أو انشغالاً!

7 ـ طائراتهم الخاصة موجودة وجاهزة للإقلاع من شرم الشيخ والجونة في أي وقت.

لكن كل هذا تعبير عن هوس مجموعة متحكمة بالرأسمالية المتوحشة، كما أنها تؤمن بتخلي الدولة عن مهمة الرعاية والكفالة والضمانة للمواطن كأنه إيمان بعقيدة دينية، ماشي.. لكن هذه الموازنة التي تسحق حقوق الفقراء شهدت أمرين:

الأول: زيادة ميزانية وزارة الداخلية.

الثاني: وجود 22 مليار جنيه مصري فقط لا غير تحت بند مصاريف أخري أو مصاريف غير مذكورة

نعم يا خويا!!

يعني الداخلية وفهمنا إنها هي سر بقاء النظام والحصن الحصين والأمن الأمين لهذا الحكم، دعك من زيادة مهولة لحجم الجرائم وتدافع حوادث القتل المتوحش والسرقات العلنية والخطف والسرقات الجماعية والسرقات بالإكراه واقتحام البيوت وتبادل إطلاق الرصاص في الشوارع والهجوم علي المحاكم، دعك من كل هذا فهذا لا يفرق مع الدولة وأصحابها (لا أقول مسئوليها)، فقد زادت ميزانية الداخلية (لأنها «الجهاز» المدلل عند النظام وأصحابه ولا أقول مسئوليه) لكن ما المصاريف الأخري؟

يختفي في الموازنة العامة لعام 2009 مبلغ وقدره 220654 مليون جنيه (أكثر من 22 مليارًا) هذه الأموال مكتوبة كده في الموازنة التي وافق عليها مجلس الموافقة «قصدي الشعب» تحت بند قطاعات غير مذكورة أو شئون غير مذكورة!

طبعا أنا وإنت واللي مشرفينا في الفرح ممكن يتوقعوا الأخت غير مذكورة رايحة فين ومَنْ سيذكرها؟

هذه مليارات تذهب إلي أيدي مسئولين لا نعرف عنهم ولا عنها شيئًا فيما أنفقت ولمن ولماذا وما ضمانات إنفاقها؟

أليس وارداً أن يتم نهبها وسرقتها، أو أن تروح في إنفاقات بذخ وكلام فارغ؟

أليست هذه أموال الشعب ومن حق اسمه إيه ده الشعب يعرف مصيرها؟

وهكذا كذا ولا في بلاد الواق واق، آه يحصل في بلد الواء الواء بتاعتنا حيث كلنا عيال لا نفهم، بينما هناك حزب واحد يعرف ويفهم ومِنْ ثم لا داعي لأن نفكر أو نعترض أو نتضايق ونغضب ونزعل، طبعًا نضحك، نضحك علي أنفسنا ونترك الماشي ماشي والراكب راكب ودع التاريخ يأخذ مجراه والهرتلة تأخذ مضاداً حيوياً والفساد يعلو ويعلو ويسود ويسوس، والنتيجة أن القمح فيه سوس، يا خبر إسود والتسويس التسويس، مش مهم، أنا معجون مخصوص علشانكم، الميه فيها صرف صحي، مش مهم، ألا يكفيكم أن نشرب من البحر؟!

الغريبة إن الفساد لم يعد المشكلة الجوهرية والعميقة، بل عادية الفساد هو الكارثة، أن نتعود عليه ونعتاده ولا نندهش منه ولا نتمرد ضده ولا نحاربه بل العكس ما يحدث، مصر عاملة زي اللي ضارب اسبراكس في تخشيبة الوطن مخدرة لا فالح فيها ضرب علي الوجه أو علي القفا، ولا نغز بقرن غزال أو جلد بكرباج، ولا متأثرين خالص، محلقين في السقف مع نصف ابتسامة وتغميضة من العين الشمال ولا حاسين بما يجري فينا وبنا، بيقولولك فيه في الموازنة اتنين وعشرين مليار جنيه مصاريف غير مذكورة.. مذكورة دي خالتك!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأحد 31 مايو 2009 - 10:51

آخر عهدنا بك
29/05/2009
إبراهيم عيسى يكتب

من أول السطر

فرق هائل يا جماعة بين الأخلاق.. والممارسة السياسية وتصرفات الحكم والدولة.

ممكن المسئول يكون في منتهي الأخلاق والتهذيب والتدين ويكون في الوقت نفسه فاشلاً منحرفًا في حكمه ومسئوليته، قد يتلو القرآن ويصلي الفجر حاضرًا بينما يأكل مال النبي، الراجل الأخلاق للأسف ليس هو بالضرورة الرجل الصالح للحكم وللإدارة، ليس معني ذلك أن نبحث عن واحد قليل الأدب ونقول هذا هو الأصلح، بالقطع لا، لكن ما أريد أن أؤكده أن الكفاءة للحكم ليست بتدين الرجل ولا بأخلاقه ولا بمعاملاته المهذبة وليس صحيحًا وليس أكيدًا أن الرجل الذي يقرأ القرآن ويصلي ويصوم بتقوي وإخلاص كما يبدو لنا هو رجل مؤهل للحكم وللمسئولية، دليلي علي ذلك عبد الملك بن مروان وهو الخليفة الأموي الخامس صاحب لقب «أبو الخلفاء» فقد تولي الخلافة من بعده أبناؤه الأربعة الوليد وسليمان ويزيد وهشام والثابت أن هذا الرجل كان واحدًا من أشهر الفقهاء في عصره ويضمون اسمه مع ثلاثة آخرين من أعظم فقهاء وعلماء عصره سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير و قبيصة بن ذؤيب.. وهم قبلة الناس وقتها في الفتوي والسؤال وفهم الدين ومسائل الفقه.

وكما جاء في الكتاب الأشهر والأقدم «البداية والنهاية» للمؤرخ والمفسر ابن كثير فقد كان عبد الملك قبل الخلافة من العُبَّاد الزُهَّاد الفقهاء الملازمين المسجد التالين القرآن

وقال الشعبي: ما جالست أحداً إلا وجدت لي الفضل عليه إلا عبد الملك بن مروان فإنني ما ذاكرته حديثاً إلا زادني فيه ولا شعراً إلا زادني فيه.

ثم جاءت الخلافة فكانت الصدمة والدهشة والمفاجأة والتناقض والفصام الهائل بين التقي النقي وبين الحاكم الأمير، بين العالم الفقيه وبين الخليفة المسئول.

ظهر الوجه الآخر وربما الوجه الحقيقي لعبد الملك بن مروان.

.. في «تاريخ الخلفاء» للمفسر والمؤرخ السيوطي أنه لما وصل أمر الخلافة لعبد الملك بن مروان كان المصحف في حجره فأطبقه وقال: هذا آخر العهد بك.

ماذا حدث كي يقول عبدالملك بن مروان هذه الجملة الحادة القاسية الفظة والتي لم تغفلها أي صفحة في كتب التاريخ عن الرجل وحكمه وملكه؟ هل كان عبدالملك يضحك علي مجتمعه حين قدَّم نفسه عابدًا عالمًا أم أن غواية السلطة وإغراء الحكم بمجرد ما نادي عليه وندهته النداهة انجذب إلي عالم الاستبداد؟ أم أن الرجل كان يعلم ويدرك (وهو العالم الناصح ) أن ملك بني أمية لا يمكن أن يستمر ويعيش ويستقر إلا بالقوة والاستبداد والتخلي عن قواعد العدل ومن ثم الابتعاد عن أصول الدين والقرآن؟

هل تريد تأكيدًا علي أن غواية الحكم والرغبة في البقاء علي العرش يفسد أي عالم تقي طالما غابت الرقابة والمحاسبة وتداول السلطة، وكان الحكم فرديًا بلا رقيب ولا حسيب تعالَ نشوف ماذا قال عبدالملك بن مروان بعدما تمكن من إنهاء انشقاق عبدالله بن الزبير الذي انفرد بحكم وملك الحجاز والعراق لمدة عشر سنوات، في عام 75هــ.. خطب عبد الملك علي منبر الرسول - صلي الله عليه وسلم - في المدينة بعد قتل عبد الله بن الزبير قائلاً: «والله لا يأمرني أحد بتقوي الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه»

وبسبب هذه الكلمات وصفوه في كتب التاريخ بأنه أول من نهي عن الأمر بالمعروف في الإسلام.

طبعًا ممكن حضرتك تتوقع ومن غير أي مجهود وبمنتهي البساطة أن يكون وزير هذا الملك هو السيد اللواء الحجاج بن يوسف الثقفي (بالمناسبة الحجاج كان مدرس لغة عربية!) وهو واحد من أمهر وأشهر وأسوأ الطغاة في التاريخ الإسلامي، هذا ما جناه المسلمون من فقيه ومدرس لغة عربية حكما الدولة الأموية، الفقيه عبدالملك بن مروان ومدرس اللغة العربية المتخصص في شئون النحو والصرف هو وزيره الحجاج فكانا - والحمد لله الذي لا يحمد علي مكروه سواه - أسوأ الطغاة!

وفي عام 86 هـ وحين حضرت الوفاة عبد الملك بن مروان أمر بفتح الأبواب من قصره فلما فتحت سمع غسالاً بالوادي فقال: ما هذا؟ قالوا: غسال.

فقال: يا ليتني كنت غسالاً أعيش من عمل يدي.

فلما بلغ ذلك أبا حازم الفقيه قال: الحمد لله الذي جعلهم عند موتهم يتمنون ما نحن فيه وإذا حضرنا الموت لم نتمن ما هم فيه.

ودخل عليه شيوخ بني أمية في مرضه الأخير فقالوا له: كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟!

قال: أجدني كما قال الله تعالي «ولقد جئتمونا فُرادي كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون» «الأنعام 94»

وقالوا: وكان هذا آخر كلام سُمع منه.

كان من الأول يا عم عبدالملك!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالجمعة 5 يونيو 2009 - 10:56

وعليكم السلام
كان بعض التصفيق من الجمهور تحية لبعض فقرات خطاب أوباما أمس مخجلاً ومؤسفًا وأشبه بالفرح الطفولي الساذج، الذي يبديه صبي عند الأهرامات حين يخاطبه خواجه بكلمة عربية!

عندما قال أوباما: «السلام عليكم» باللغة العربية، وعندما أشار إلي أكثر من آية قرآنية دوت حالة من التصفيق المعبرة عن الشعور الفطري بالنقص (كأنما زدنا بما قاله الرجل وكأنه اعترف بنا وبلغتنا وبديننا!!) وعندما ارتفعت بقوة دوائر التصفيق تهليلاً بإشارة أوباما إلي قيم الإسلام في المساواة، والأزهر في التعليم، ونائب الكونجرس المسلم عندما أقسم علي المصحف تدرك فورًا إلي أي حد يبدو مجتمعنا متصاغرًا وضئيلاً كأنه في حاجة إلي شهادة سير وسلوك من السيد الأمريكي لحضارتنا وديننا، وهو نفس الفرح الطفولي والتصفيق المهلل عندما تحدث أوباما عن الديمقراطية وحق الشعوب الإسلامية في الحرية السياسية وكأن بعض الحضور وجد في كلام الرجل سندًا ودعمًا وتعليمات مبطنة لنظام الحكم المصري، الحقيقة أن صيحات السعادة وتهليلات البهجة والتصفيق المفرط والهتاف باسم أوباما أثناء خروجه من المنصة كلها تشبه تمامًا منهج منتظر الزيدي الذي رمي بوش بالحذاء، فكلا التصرفين رد فعل ينم عن عواطف جياشة بالفرح أو الغضب وعن مبالغة متطرفة في الحب والكراهية وتعبير بدائي غريزي تافه عن الموقف والذات العربية أمام الرئيس الأمريكي!

المدهش في هذا الخطاب الذي ألقاه أوباما قرابة الساعة من ظهيرة أمس - الخميس - أن فيه ما يدهش فعلاً، بل يدهش جدًا، فالرئيس باراك أوباما دافع عن حروب الرئيس جورج بوش بقوة لا أظن أن بوش سيفوتها، ولعله سيتصل شاكرًا موقف أوباما وهو يخاطب العالم الإسلامي الذي يكره بوش نفسه ويعتبره بمنتهي الطيابة رمزًا لكل شر أمريكي، فأوباما لم يجد أي مشكلة في تبرير الحرب الأمريكية علي أفغانستان، واعتبر أنها حرب شرعية دفاعًا عن أمريكا، حيث تتخذ القاعدة أفغانستان - طالبان مقرًا لها، وأفرط أوباما في تذكير جمهور العالم الإسلامي الذي يخاطبه بأحداث 11سبتمبر وكأننا المذنبون فعلاً، وكأن حرب بوش -أوباما علي أفغانستان مشروعة، بينما هي حرب انتقامية قتل فيها الأمريكان ضحايا أبرياء ومدنيين أكثر من الذين أسقطهم الإرهاب في برجي نيويورك! كي تحمي أمريكا نفسها من تنظيم إرهابي قامت بحرب استباقية-انتقامية دمرت فيه بلدا (الغريب أنها لم تدمر التنظيم ولم تقتل قادته أيضا) وأزهقت أرواح آلاف الأفغان الأبرياء وأدخلت بلدًا في حرب أهلية وساهمت بزيادة جنونية في زراعة وتجارة الأفيون في العالم، هذه هي الحرب ضد دولة إسلامية، الذي جاء أوباما ليبررها للعالم الإسلامي!

ثم كان أوباما قاطعًا في أنه سيحارب الإرهاب والإرهابيين الإسلاميين بلا هوادة (وقد أفاض علينا بخلاصة علمه وفضله أن الاسلام ليس دينًا يشجع الإرهاب وقد صفقنا جدا عندما سمعنا ذلك!) لكن الحقيقة أن هذا هو نفسه كلام جورج بوش باللفظة والحرف والنقطة والفصلة حين كان يفصل بين الإسلام والإرهاب، ثم يؤكد أنه سيحارب الإرهاب والإرهابيين للأبد، عظيم.. إذن فلا اختلاف بينهما إلا أننا نحب أوباما ونكره بوش (وواضح إن ده مش شيء شويه!!)، لكن أحدًا منهما لم يحدد تعريف الإرهاب، فالمشكلة ليست في أن نرفض ونحارب الإرهاب، لكن المشكلة أن نتفق ما الإرهاب؟ فالبيت الأبيض يحتفظ بالحق المطلق في تعريف الإرهاب، مما يجعل ما نؤمن بأنه مقاومة ضد محتل إرهابًا من وجهة نظر السيد أوباما وسلفه الصالح (..) ولم يبذل أوباما جهدا في أن ينصحنا نصيحة لله (أليس الدين النصيحة!!) إن المقاومة لن تجدي ولن تنفع أبدًا في تحرير أرض أو الحصول علي حق، ونسي الرجل كيف حرر الأمريكان أنفسهم من احتلال بريطانيا!! وكيف حاربوا جيش الإمبراطورية، بل لم يقل لنا الرئيس الرابع والأربعون كيف وصل الرئيس الأول جورج واشنطن للحكم؟ أليس بعد ثورة مقاومة وبعد حرب أهلية طاحنة؟

أما دفاع أوباما عن حرب العراق فقد كان غريبًا في وضوحه، ولم يلجأ حتي لأي التباس حتي يحتار أو يحتال البعض في فهمه، بل قال إن العراق الآن أفضل بالتأكيد من أيام الديكتاتور صدام حسين، ولعل أحدًا لا يشارك هذا الحكم النهائي الذي أصدره باراك أوباما سوي جورج بوش نفسه!

ومن الباب ذاته، جاءت وعوده حول العراق مشابهة حد التطابق تقريبًا مع بوش، وهو نفس ما تدركه في كلامه عن الدولة الفلسطينية الموعودة فلا تنس أن أول رئيس أمريكي وعد بها علانية، بل حدد لها وقتا هو الرئيس بوش وبشَّرنا بإعلانها في 2008ويشاء العليم السميع أن يأتي أوباما بذات الوعد ولكن عام 2012، وكلا الوعدين مرتبط بنهاية ولاية حكم كل منهما، لكن المحصلة أن أوباما كان صريحا وشفافا جدًا في تأكيده معاناة الشعب اليهودي ورفضه التام لإنكار المحرقة (وكأننا نحن المسلمين مسئولون عنها وكأننا من أحرقناهم؟ فلماذا لا يخاطب أوروبا والغرب الذي ارتكب جريمة المحرقة بينما كان اليهود وقتها مواطنين كاملي الأهلية والمواطنة في شوارع وحواري العالم العربي!!) ولكن أوباما لم يوزع تعاطفه بالعدل بين الشعبين اليهودي والفلسطيني ونسي أن يتحدث عن احتلال فلسطين، بل وصف احتلالها بأنه تأسيس لدولة إسرائيل، عموما كل ما قاله أوباما عن الصراع العربي الفلسطيني مكرر وسقيم ومحض كلام يؤدي إلي كلام ومنه إلي كلام آخر!

لقد حاول أوباما أن يرضي جميع الأطراف، ويقول حديثًا في كل الاتجاهات، بحيث إن أي شخص يريد أي شيء سيجده في الخطاب، ولو وضعت يدك علي صدر الخطاب ينور وعلي رجله ينور وعلي بطنه ينور، كان طموح كتبة هذا الخطاب ليس هو الوضوح بقدر ما هو الغموض الواضح، وإن اللي عايز أي حاجة يلاقيها ويتشعبط في جملة أو كلمة سيجد مبغاه، والذي يخرج بأن أوباما يؤيد حكومات مستبدة سيجد تماما مايؤكد ذلك والذي يريد أن يتوهم أن أوباما طالب هذه الحكومات بالديمقراطية سيجد ذلك بمنتهي البساطة، والذي يريد أن يقول إنه متعاطف مع الشعب الفلسطيني محق، والذي يقول إنه مؤيد متطرف لإسرائيل محق، خطاب باراك أوباما جراب حاوي السيرك للكثيرين، لكن الذي بدا مهرج السيرك فعلا هو هذا المجتمع المسكين الذي يمكن أن تضحك عليه وقتما شئت بما شئت إلي ما شاء الله!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأحد 5 يوليو 2009 - 14:35

عِمَّة العم سام!
03/07/2009
إبراهيم عيسي

منذ عام 2001 حتي 2007ومركز جالوب الأمريكي الشهير يجري هذا البحث أو الاستطلاع من خلال عشرات الآلاف من المقابلات وجهًا لوجه مع المهتمين في أكثر من 35 دولة أغلب سكانها من المسلمين، وأنجز هذا الاستطلاع مسحًا كليًا لعينة تمثل أكثر من تسعين في المائة من واحد وثلاثة من عشرة مليارات مسلم في العالم (ربع سكان العالم مسلمون وثلث عدد دول العالم مسلم).

الاستطلاع حمل عنوان «كيف يفكر حقًا مليار مسلم؟» وواضح طبعًا أن أحداث سبتمبر 2001 طغت علي العقل الغربي والأمريكي وأربكت حساباته التقليدية، ولأنه عقل حاضر وعلمي وعايز يفهم كي يخطط صح، قرر البحث عن إجابات من أصحاب الشأن أنفسهم لعشرات الأسئلة من نوعية: ما أصل العداء للأمريكان في العالم الإسلامي؟! ومن هم المتطرفون؟! وهل يريد المسلمون الديمقراطية؟ وغيرها من الأسئلة. ومن المؤكد أن هذا البحث استطلاع محترم ومهم ومطلوب للفهم المتبادل، ومشكلتنا كعرب أنه ليس لدينا عقل مهتم بمثل هذه الأسئلة ولا دول مشغولة بهذه النوعية من البحوث ومن ثم فنحن لا نعرف كيف يفكر الغرب فينا حقًا؟ولدينا مجموعة من الخزعبلات والتوهمات عن تصور الغرب عنا وهي أفكار عشوائية وخبط وتخبط كعادتنا في فهم أنفسنا وغيرنا!

المهم من الذي كان مسئولاً عن هذا البحث المكلف والمؤسس؟

كانت هذه الشابة النشطة والمجتهدة «داليا مجاهد» وهي كبيرة المحللين والمدير التنفيذي لمركز «جالوب» لدراسة آراء المسلمين في العالم هي التي شاركت في تأليف الكتاب التحليلي لهذا البحث وتم نشره مؤخرًا مترجمًا في دار الشروق بعنوان «من يتحدث باسم الإسلام؟».

«داليا مجاهد» هي نفسها عضو اللجنة الاستشارية للشئون الدينية التابعة للبيت الأبيض، ومن هنا تفهم لماذا خطب أوباما خطابه للعالم الإسلامي؟ وكي أؤكد بصيرة وصحة التعبير الذي أطلقناه منذ اللحظة الأولي لخطاب هذا الرجل بأنه خطاب علاقات عامة، فإن هذا الخطاب قد جاء محاولة لتنفيذ دقيق وحرفي ومحترف لنتائج البحث والاستطلاع (لابد من احترام هذا الاحترام الذي يبديه الأمريكان للعلم وللبحث وللاستطلاعات لدرجة التصرف بناء عليها)، ما يهمني في هذا الاستطلاع هو هذا النص الحرفي (كان السؤال التالي : ما الذي يعتقده المشاركون في الاستفتاء أن في استطاعة الغرب أن يفعله لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي؟ إن أغلب الاستجابات لهذا السؤال المفتوح من مراكش إلي إندونيسيا هي: إبداء المزيد من الاحترام والاهتمام، لا تنقصوا من مكانة البلاد العربية والإسلامية، أظهروا مزيدًا من فهم الإسلام كدين ولا تحطوا من قدر ما يدعو إليه الإسلام).

هذا بالنص ما جاء في نتائج الاستطلاع كما شرحته وحللته داليا مجاهد (مع الباحث جون اسيوزيتو).

هل فهمت مقصدي؟

نعم بناء علي هذه الطلبات من المسلمين قالك البيت الأبيض تاهت ولقيناها، ده يعني اللي هما عايزينه، قوي... قوي، وفعلا كانت فكرة خطاب أوباما ثم حشوه بكل ما يمكن أن يستجيب لهذه الطلبات التي فهموها من الاستطلاع، ومن هنا جاء الخطاب علي هذا القدر من الغزل المصنوع والمصطنع الذي يلبي ما توهموا أنها احتياجات مجتمع مسلم عاطفي ينضحك عليه بكلمتين.

ما نتيجة هذه العلاقات العامة إذن؟

تعالوا نقرأ إجابة داليا مجاهد نفسها في مجلة النيوزويك الأمريكية في عددها (23-6- 2009) بعد أن سألوها:

- ما رأيك في ردود أفعال المسلمين علي هذا الخطاب؟

ردت بالنص : هناك شيء غريب.. فبعد الخطاب مباشرة، استطلعت آراء الكثيرين في القاعة، وتكلمت مع آخرين ممن تابعوا الخطاب تليفزيونيًا، ودون استثناء عّبر الجميع عن سعادتهم بالأفكار التي طرحها الرئيس. حقيقة، كاد البعض يطير من الفرح، حتي هؤلاء الناقمون علي السياسات الأمريكية كانوا متفائلين.

في اليوم التالي وما بعده، راح المحللون المسلمون يتحدثون بقراءات مختلفة عن الخطاب، ففوجئت بالكثيرين يغيرون آراءهم ومواقفهم إلي النقيض تمامًا، ويعلنون ارتيابهم وتشككهم في هذه التوجهات الجديدة للرئيس أوباما، تجاه العالم الإسلامي....... أنا حزينة بالفعل، فهذا مؤشر خطير علي مدي تعمق اليأس في نفوس الكثير من المسلمين، وعدم قدرتهم علي تصديق أنه من الممكن أن يحدث تحسن أو تغيير في العلاقات (الإسلامية - الأمريكية).

بوضوح شديد فإن الخبيرة التي استعان أوباما بها وباستطلاعها لإقناع المسلمين والعرب بأنه الرئيس الأمريكي المنتظر تعلن فشل هذا الخطاب وتحزن؛ لأن حملة العلاقات العامة لم تنجح. ويبدو أن الأخت داليا وسط حماسها ومشاغلها نسيت أن مشكلة العم سام هي في سياسته وليس في برنيطته، ولا يكفي أن يلبس أوباما عِمَّة الشيخ الأزهري ويقرأ آيتين من القرآن فيصدقه الناس، مهما سمعت داليا في تلك الظهيرة في تلك القاعة من تصفيق...صفيق!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 22 سبتمبر 2009 - 12:11

لكن حكامنا لن يفعلوا شيئا !
بعد أقل من أربعة وعشرين ساعة من لقاء الرئيس مبارك برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القاهرة صفع العالم إسرائيل بلطمة قوية على وجهها حين صدر تقرير اللجنة التى شكلتها الأمم المتحدة للتحقيق فى عدوان إسرائب على غزة فى ديسمبر 2008وقد أعلن التقرير بمنتهى الوضوح والحسم أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ، فماذا فعلت مصر وكيف تصرف النظام المصرى ؟ ولا أى حاجة ولا كأن مصر عرفت حاجة ولا كأن الأخ أبو الغيط صاحب الضمة الشهيرة لكف السيدة تسينى ليفنى قال أو نطق بشيئ هو ووزارته ، هؤلاء الذين توسطوا لأسرائيل فى حرب غزة وشاركوا فى حصار غزة ومنع السلاح والدواء عن شعبها المحاصر إذا بهم حين يصدر تقرير كاشف فاضح للصهاينة لا نسمع لهم حسا ولا نرى لهم تحركا ؟ لايوجد دليل على تراخى نظام الحكم فى مصر أمام جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى (وجود إسرائيل أساسا جريمة إغتصاب أرض وإحتلال دولة وتصفية شعب ) أكثر من تلك الأيام التى عدت وعبرت بعد صدور هذا التقرير ،
ولكن ما الذى يمكن أن تفعله مصر ؟ وما الذى يمكن أن يحققه العرب من نصر نتيجة هذا التقرير ؟
آه الكثير ، يمكن فعل وتحقيق الكثير لو كان لدى هؤلاء العرب الساكنين فى قصور الحكم والجالسين على قلوب شعوبهم شيئ من ضمير (شيئ ) أو قليل من وعى (قليل) أو بعض من إرادة ( بعض ) أولا تعالوا نلخص ماذا قال التقرير ؟
لجنة تقصى الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة التي يرأسها القاضى اليهودى الجنوب إفريقى ريتشارد جولدستون أكدت فى تقريرها الذي ضم 575 صفحة أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب فى غزوها لغزة وهذا يعنى أنه على الرغم من أن إسرائيل ليست من الدول التي وقعت على ميثاق محكمة الجنايات الدولية إلا أن ذلك لا يحول دون محاكمة مرتكبي جرائم الحرب الإسرائيليين من قبل هذه المحكمة إذا ما طلب مجلس الأمن الدولي ذلك.
ورغم أن التقرير تضمن ما يشير إلى مزاعم بارتكاب القيادة الفلسطينية في قطاع غزة لمخالفات بسبب إطلاق صواريخ «القسام» وغيرها على المستوطنات الإسرائيلية في سديروت إلا أن التقرير لم يصف مجموعات المقاومة الفلسطينية بالمجموعات الإرهابية بل بالمجموعات المحلية المسلحة وهو ما احتجت عليه إسرائيل .
تل أبيب أصيبت بالفزع حتى أن محلليها يرون أن نتائج التقرير تنطوي على خطورة كبيرة على إسرائيل وقال: «إن ضربة على ثلاث جبهات وقعت على إسرائيل في يوم واحد، فتقرير غولدستون باسم الأمم المتحدة يعرض للخطر مواجهة إسرائيل للمقاومة الفلسطينية. وهو ضربة لإسرائيل على الساحة الدولية، وعلى الساحة الإعلامية الدعائية وعلى الساحة العسكرية القضائية..».! وذكر الإعلام الإسرائيلي ان القيادة الاسرائيلية تخشى بشكل خاص من التوصية بأن يرفع مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة التقرير الى مدعي المحكمة الجنائية الدولية ما يمكن ان يؤدي الى توجيه الاتهام لمسؤولين اسرائيليين كبار ضالعين في العدوان خصوصا أن جولدستون يعتقد أن اسرائيل لن تقوم بذلك على الأرجح لذلك دعا الدول على نحو فردي لاستخدام قوانينها ذات الاختصاص العالمي لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب ولذا فإن ضباط الجيش والطيران الاسرائيلي قد يحتاجون للحذر عندما يقررون قضاء عطلاتهم في الخارج خشية مواجهة التهم بالتورط في الممارسات التي وصفها التقرير بأنها مصممة لمعاقبة واذلال وإرهاب السكان المدنيين
ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤول بارز قوله: إن الهدف هو تجنب منحدر زلق يمكن ان يقود اسرائيل الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي

مرة أخرى ما الذى يمكن أن نفعله ؟
يمكن بالتكاتف والتضامن والدأب والاخلاص أن نطارد إسرائيل حتى نصل بها للمحكمة الدولية ، يمكن أن نردع إسرائيل بالقانون الدولى وبالفضح الاعلامى والانسانى ، لكن حكامنا مشغولون بضرب إيران وخدمة الصهاينة والأمريكان ، حكامنا يكرهون حماس والتيار الاسلامى ويتحالفون مع إسرائيل ضدهم ويمدون سلطة رام الله بالسلاح لاشعال حرب بين فتح وحماس ، لهذا لن يفعل هؤلاء الحكام شيئا ضد إسرائيل بل سيحاولون خدمتها بأى شكل وبأسرع وقت ،
حكامنا لن يفعلوا شيئا لكن احتمال تركيا تعمل حاجة !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالسبت 26 سبتمبر 2009 - 13:00

عجز الإعجاز العلمي
لا أفهم ما السر الذي يدفع البعض إلي محاولة إثبات «عظمة» القرآن الكريم عن طريق علم البشر وعلوم البشرية؟ ما المبرر الذي يسوقه لنا بعض المتحمسين الطيبين وبعض المهووسين الطيبين كذلك أو غيرهم ممن يحاولون التأكيد علي إلهية القرآن وكونه الكتاب المنزل المنزه والموحي به إلي نبينا العظيم محمد - صلي الله عليه وسلم - عن طريق أنه كتاب يحمل إعجازًا في العلم وسبقًا في الطب، جمعًا لفنون الفضاء، إلمامًا بالمعادن، طرحًا للنظريات العلمية الفلكية والطبية والجيولوجية «؟!» وهذا كلام لا ينقصه الحماس، لا تعوزه المحبة ولا يفتقده الإيمان، لكنه كلام خطير رغم حسن نيته فهو يسيء إلي القرآن الكريم إساءة بالغة وينزله من مكانته المقدسة إلي حقل تجارب لعلوم البشر، تقدم الطب ووعي العلماء؛ كأن القرآن في حاجة إلي شهادة أحد أو إثبات دنيوي علمي طبي لآية تم ذكرها في القرآن الكريم أو حادثة رواها كتاب الله المعجز «...». لا أشك لحظة في تعاظم إيمان هؤلاء ممن يجرون البحوث، يكتبون الدراسات ويبذلون الجهد الجهيد من أجل أن يؤكدوا - بينما لم يطلب أحد منهم ذلك شرطًا لإيمانهم أو طلبًا لإسلامهم - ويثبتوا الصحة العلمية والطبية للقرآن الكريم وآياته، فكتاب الله ليس كتابًا في الطب ولا الهندسة ولا الذرة، فهو كتاب الله الذي يحمل أوامره، قواعده، نواهيه وسنن شرائعه. وعلينا تلقي الأمر لا الوصول إلي الحكمة من ورائه، ليس علينا أن ننتظر تجارب معمل أو نتائج وكالة ناسا للفضاء أو تقرير هيئة ثروة معدنية أو خبرة دكتور في البيولوجيا أو غيره في الأنثروبولوجي كي يحكي لنا عن أن الحديد أنزل من السماء كما جاء القرآن أو أن الحجر الأسود نزل من السماء «!!» إن الذي يملك أن ينفي. إن الذي يضع إيمانه في محك دراسات الطب أو تجارب العلم يقايض الله عز وجل بحيث تتحرك درجة إيمانه حسب توافق القرآن مع علوم الجيولوجيا والفضاء وأحدث بحوث قسم الخلايا الجذعية بكلية الطب جامعة أكسفورد. سبق أن أكد الرحمن الرحيم أنه لا تعمي العيون والأبصار لكن تعمي القلوب التي في الصدور. القلب مشاعر وعواطف وأحاسيس.. هذا مطلق الإيمان ومناط التسليم. أما أن يخضع وجود الله لتجارب أو قدسية وصحة آيات القرآن لوكالة أمريكية هندسية، فهذا أمر زلق يقودنا إلي تهلكة كاملة، علي الرغم من أن كثيرًا من الأمثلة «إن لم تكن كلها» التي يذكرها مروجو الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في معرض أحاديثهم بلا أي سند أو مرجع معلن وكلها «أثبت العلماء»، «قال الأطباء» وكمٌّ مرسل من نوع «في إحدي السنوات» و«في دراسة لعالم أجنبي» «...» وهكذا. لا نعرف مصدر، لا أسماء ولا مراجع مثل هذا الكلام إطلاقًا، فضلا عن أن كل أسانيده أو معظمها الخاص بما قبل الإسلام مجرد روايات ممزوجة بالروح التوراتية، فنحن نعلم يقينًا أنه لا توجد حقائق عن قصة الخلق أو بناء الكعبة أو إرم ذات العماد أو غيرها إلا ما جاء به القرآن الكريم في ذلك وما ورد في كتب التفسير وروايات المفسرين؛ إنما تعتمد في أسانيدها علي أساطير الأولين ومثقفي هذه العصور من اليهود، والمسيحيين والحضارات الفارسية والفرعونية والقبطية «..» ومن ثم عندما يحكي أي منا عن كيف نزل آدم من الجنة، أين كانت الجنة بالضبط، أين نزل آدم وحواء؟! أو أين عاش قابيل وهابيل؟ أو ما قصة عاد وثمود، هاروت وماروت وأصحاب الأخدود؟ كل هذه الروايات المفسرة التفصيلية مصدرها ليس القرآن ولا كتابنا المنزه المقدس؛ بل هي خلاصة التراث والأساطير الشعبية والقصص الدينية للسابقين. هذه نقطة مهمة لكن هناك الأهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالسبت 26 سبتمبر 2009 - 13:02

عجز الإعجاز العلمي "2"

الذين يبذلون جهدًا في إثبات الإعجاز العلمي أو الطبي للقرآن الكريم ينسون أن الطب والعلم يتغير ويتطور ويثبت اليوم ما نفاه في الأمس، يضيف، يحذف، يتجدد، يتقدم، فلا يمكن أن تحكم علي الديني بالدنيوي (!!). علي الثابت المقدس بالمتغير اليومي(!!). علي القرآن الإلهي بالعلم البشري (!!). كيف نجعل العلم والطب حكمًا علي قرآن ربنا؟ أما النقطة بالغة الأهمية فهي أن هذا الجهد المبذول لإثبات علم القرآن، طب القرآن وهندسة القرآن فهو يعتمد ويستند إلي علوم، طب وهندسة الغرب والأجانب. لا نري فيه فضلاً لعالم مسلم أو عربي، الفضل كله للأجانب الذين ينتسب إليهم البحث، الدراسة، الفحص، التدقيق، النظريات والعلوم الحديثة. أما الإخوة المسلمون فهم مشغولون فقط في جمع هذه الأفكار والنظريات في كتب أو محاضرات للاستعراض الديني (...)؛ بينما كذلك لا نشهد أممًا مسلمة تقدم اختراعات في الهندسة والذرة مثلا أو دولاً عربية تقدم للبشرية تقدمًا طبيًا مذهلاً. هل مثلاً من قبيل الصدفة أنه لا توجد أي دولة عربية أو مسلمة شاركت في خريطة الجينات أو الجينوم؟!. هل من قبيل الكارثة أن أيًّا من الدول العربية لم تعرف لها نشاطات في مجال السوفت وير والكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات؟ إننا نعيش علي فتات الغرب، علم وطب الأجانب، ثم في محاولة هزيلة وهزلية للتفوق عليهم أو الادعاء بذلك لتخريب نجاحهم أو التنكيد علي فوزهم العلمي والطبي بأن القرآن الكريم «قرآننا» قد أثبت ذلك من قبل، وهذا إقحام طفولي للكتاب السماوي المنزل المنزه في خصومة حضارية. هذا اقتحام للدنيا في أكثر نقاطها اهتزازًا، تغيرًا وتبدلاً للدين في أكثر نقاط أسسه ثباتًا وخلودًا(...). تبدو في منهج العلماء مخلصي النية، حسني النوايا تلك الروح التي تناظر الغرب أو الأجانب أو أبناء الديانات الأخري، تخاصمهم، تعاندهم وتعارضهم طول الوقت بقولك كيف أن عالمًا أجنبيًا حاول إثبات خطأ القرآن ففشل.. وأن طبيبًا غربيًا تحدي القرآن أو أن معهدًا مسيحيًا حاول مش عارف إيه.. كل الروايات، الحكايات «غير المثبتة ولا المسندة.. الهوائية تمامًا بلا جذور» كلها تقوم علي افتراض عالم غربي معادٍ للإسلام يحاول هدم نظرية القرآن؛ فإذا به يكتشف أن القرآن علي حق (!!) أو أن القرآن سبقهم، ذلهم، أذلهم وعرف قبلهم «وكأنه سبق وليس دينًا.. شعارهم همه ح ييجوا إيه جنب القرآن» (!!). إن هذا الاتجاه الذي يكرر ويتكرر كل موجة زمنية كلامًا عن الطب النبوي أو الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، علي رغم طيبته أحيانًا ووجاهته وطرافته، يبعد بنا تمامًا عن الهدف الحقيقي لسعي الإنسان في الأرض وأوامر الله سبحانه وتعالي لنا بالبحث، السعي في الآفاق، التعقل والتدبر ونحن مطالبون بأن نخترع ونكتشف، أن نصنع، نبني، أن نتقدم ونتطور، أن نؤسس وننشئ وأن نقدم للبشرية دواء جديدًا، سلاحًا متطورًا، كشفًا علميًا وعملية جراحية مستحدثة، صورًا للقمر والمريخ. علاجًا لظاهرة الاحتباس الحراري، لسنا مطالبين أبدًا بمعايرة الآخرين بأن علمهم الواسع ضيق، أن طبهم المتقدم قديم، أن دأبهم واعتكافهم علي العمل والعلم، أن كلياتهم، هيئاتهم العلمية، جامعاتهم، علماءهم، بحوثهم، نظرياتهم كلها فشنك أو موضة قديمة سبق للقرآن أن أوضحها وكشف عنها - طيب من حق الأجانب أن يسألونا إذن وإذا كانت كل حاجة عندكم في القرآن كده بسم الله ما شاء الله لماذا لم نشاهد لكم علماء ولم نشهد لكم طبًا ولم نعرف لكم تقدمًا؟!! ولماذا لم تكتشفوا بأنفسكم ما في آيات القرآن من علم، طب، هندسة، ذرة وتعدين، انتظرتم ليه العلماء والأطباء الصليبيين الاستعماريين أو اليهود الملاعين كي تعرفوا وتتعرفوا علي قرآنكم؟... يا جدعان اختشوا علي دمكم!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 29 سبتمبر 2009 - 23:14

إبراهيم عيسى يكتب: الأقصي لن يناديكم أيها الصم!

لقد توقف الأقصي عن أن يناديكم لنجدته وإنقاذه فالأقصي تعلَّم ألا يناديكم أيها الصم!

رغم أن المصريين لا يتوقفون عن الكلام في الدين وطلب الفتوي في كل حاجة والسؤال الملحاح عن الحرام والحلال، ورغم الطقوس والشعائر التي يحرصون عليها حتي إنهم يصنفون المؤمن التقي والمسلم العاصي بمن يربي لحيته ومن لا يربيها أو من ترتدي الحجاب أو النقاب ومن لا ترتديه، ورغم هذا الانتشار غير المسبوق لجلسات الوعظ والدروس الدينية سواء تلك التي يحضرها الرجال والشبان أو الأخري الخاصة بالستات والآنسات والتي هي في الغالب تدور حول وتتحدث عن وتركز علي قشريات ومسطحات دينية، ورغم أن المصريين ينهون مكالماتهم التليفونية بتقسيم الشهادة بين المتصل والمستقبل بأن يقول المتصل : لا إله إلا الله، فيرد المستقبل: محمد رسول الله، وكأننا في حاجة إلي إثبات دخولنا ديناً جديداً ظهر في مكة أو كأنها شفرة بين المسلمين الذين يزورون دار الأرقم بن أبي الأرقم،
رغم كل هذا فإنني لا أري ولا أشهد ولا أشعر بأي غضب ولا ضيق ولا ثورة ولا نخوة ولا رفض ولا حتي اهتمام من المصريين المسلمين بما يحدث للمسجد الأقصي، ولا أكاد أسمع أحداً من المنتقبات ولا المحجبات اللاتي تملأن مجمع المصالح بميدان التحرير أو هؤلاء الملتحين من الجماعة السلفية الذين يجلسون في مكتبة تبيع الأدوات المدرسية في شارع فيصل أي كلمة عما يحدث للمسجد الأقصي، وتمشي في الشارع أو تجلس علي قهوة أو تدخل شركة أو محلاً فتري كل هؤلاء الذين يقرأون المصاحف ويفتحون التليفزيونات علي قناتي المجد والناس، ومع ذلك فإنهم صم بكم لا يتحدثون اهتماماً أو همًّا أو غماً أو معرفة أو رفضاً أو اعتراضاً أو احتجاجاً عما يحدث في المسجد الأقصي، طبعاً تبقي مصيبة لو سألتني: وهوه إيه اللي بيحصل في المسجد الأقصي؟ فممكن تغور من وشي الساعة دي، لكن المشكلة الحقيقية أنه مع وجود هذا الكم الهائل من المتدينين أو مدعي التدين أو حاملي مظاهره وشعائره لدي المصريين، فالمصريون أبعد الناس الآن عن الشعور بالألم للمسجد الأقصي وبيت المقدس بل بالشعب الفلسطيني وفلسطين المحتلة، بل هناك مشاعر سقيمة بليدة لدي قطاع واسع وعريض (بدون ما نضحك علي نفسنا) يرفع نفس شعارات الحكومة المصرية حين الخلعان من أي مواجهة مع إسرائيل، ويبدو المصري المسلم اللي عامل فيها شيخ الإسلام نذلاً تمام النذالة في التعامل مع الشعب الفلسطيني، ولا يري أي مبرر أو دافع ليدفع حكومته ورئيسه للتضامن مع فلسطين ومحنتها والشعب الفلسطيني وكفاحه، ثم إذا تأملنا تصرفات وردود فعل المصريين المسلمين المتدينين الملتحين والمنتقبات والمحجبات ومشاهدي المحطات الدينية وطالبي الفتوي من شيوخ التليفزيونات وهؤلاء الذين يوقفون الشغل من أجل صلاة الظهر جماعة في ممر الشركة أو جامع المصلحة إزاء ما يجري للمسجد الأقصي، لن تراهم ملتاعين ولا مهتمين ولا فزعين من تدنيس المسجد الأقصي ولا متابعين محاولات هدمه وتهويده ولا مدركين تفاصيل ما جري أمس الأول مثلاً من اعتداء مجرم من يهود متطرفين علي مقدس إسلامي، لقد توقف الأقصي عن أن يناديكم لنجدته وإنقاذه فالأقصي تعلَّم ألا يناديكم أيها الصم!

لكن السؤال: منذ متي والدين صلاة وصوم وليس فيه نخوة ولا شرف ولا كرامة ولا غوث للمسلم ولا إنقاذ للحرمات؟ لماذا نري حروباً من شيوخ وجحافل متطرفين وغلاة ضد كتاب أو قصيدة أو تصريح أحمق في الدين من فنانة تافهة بينما يخرسون خالص ويضعون كمامة في أفواههم حين يعتدي الصهاينة ومتطرفو اليهود علي أقدس الأماكن الإسلامية؟!

متي كان المسلم المتدين خوافاً ورعديداً؟

متي صار المتدينون سلبيين راضين بالذلة والقهر والخنوع؟

متي صار المصري المتشح بالدين أنانياً وسلبياًّ وشيطاناً أخرس؟

هل لهذه الدرجة نجح نظام الحكم الحالي المستبد والديكتاتوري في نزع ضمير الناس بينما ما نراه من تدين ومظاهر وشعائر دين مجرد تعبير عن ضمير «بلاستيك» يربي لحية أو يرتدي نقاباً؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمـــــــــد بشـــير
فريق أول
فريق أول
احمـــــــــد بشـــير


عدد الرسائل : 4007
العمر : 74
العمل/الترفيه : مدير جودة
تاريخ التسجيل : 04/03/2008

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالسبت 17 أكتوبر 2009 - 23:34

يوم فلسطين
كان أمس يومًا لفلسطين.. يومًا عظيمًا لكل عربي

أن يصوت العالم 25 ضد 6 في المجلس الدولي لحقوق الإنسان تأييدًا لإحالة جرائم إسرائيل لمجلس الأمن ومحاكمة مجرمي الحرب في إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية فهذا انتصار للشعب الفلسطيني.

انتصار أن عرف العالم أن إسرائيل دولة مجرمة.

ونصر أن يعلن العالم تحديه لأمريكا الصهيونية وفرنسا الاستعمارية.

وانتصار أن يطالب العالم بمحاكمة قادة إسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية فهم القتلة السفاحون المجرمون.

انتصار للشعب الفلسطيني الذي ناضل ضد سلطة أبومازن وكشفها وفضحها حتي تعود وتحترم دماء الشهداء ودموع الأرامل ويتم اليتامي فعادت واحترمت!

انتصار للعرب وغضبتهم من تصرفات الخزي لحكامهم في فلسطين وغيرها، فجعلوا حكامهم يلتزمون جانب الضمير والواجب ويسعون لإعلاء قيمة الحق والعدل، وليس منافقة وموالسة وأحيانًا لحسًا لأقدام سياسة أمريكا وإسرائيل.

وانتصار للشعب المصري بروحه وضميره وإعلامه الوطني العروبي الذي أوصل رسالة لحكومته بأنه ضد تسويف وتأجيل وطرمخة سلطة رام الله علي تقرير إدانة إسرائيل، فكان موقف الحكم في مصر أمس شريفًا ومشرفًا وشرفًا حين رفض أي تأجيل لمناقشة التقرير.

انتصار للضمائر السياسية والإعلامية، للذين وقفوا ضد حرب إسرائيل النازية علي غزة ولم يبحثوا لها عن أعذار ومبررات وإلقاء اللوم علي الضحية الفلسطينية في غزة، ولم يستقبلوا قنابل وصواريخ إسرائيل علي أبناء العرب في فلسطين بكلمة يستاهلوا! ووقفوا ضد تواطؤ «البعض الكثير» مع حكامهم لحصار غزة بالتهليل لمواقفهم الهزيلة المخزية.

انتصار لكل مؤمن بالحرية والليبرالية في كل بقعة إنسانية حيث يقف الليبرالي الحر الحقيقي ضد الدولة العنصرية وإسرائيل كذلك، وضد الدولة العسكرية وإسرائيل كذلك، وضد الدولة الدينية وإسرائيل كذلك.

انتصار ضد رابطة محبي ومعجبي إسرائيل والجالية التطبيعية في مصر من الذين عميت عيونهم عن جرائم إسرائيل وعدوانيتها ووجودها الفاشي النازي الديني العنصري، وبلغت كراهيتهم للتيار الإسلامي أن «تأسلروا» غيظاً فيمن «تأسلموا».

انتصار للشعوب المحترمة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الذين زلزلتهم نتائج التقرير ولم يحْتَموا بالدبلوماسية ولا بالمصالح كي يتخلوا عن ضميرهم.

انتصار دولي حقوقي وقانوني وإنساني وإعلامي لكنه لن ينهي شيئًا أو لن ينهي الآن شيئًا، هو خطوة مهمة في الفضح والكشف والضغط وإصابة مجرمي إسرائيل بالرعب والملاحقة القضائية لهم كما فعل اليهود مع ضباط النازية بعد المحرقة النازية لليهود في أوروبا، لكن ما حدث أمس سيتكسر أمام أمريكا أوباما وانتصارها الكامل وولائها المطلق لإسرائيل الذي لن يتغير إلا بديمقراطية حقيقية في الوطن العربي وليس حكام توريث الأنجال!

لن تقوم دولة فعلية وحقيقية لفلسطين بالتسول والشحاذة العربية ولا بالمفاوضات السقيمة والطويلة؛ لأن المفاوضات تعكس نتائجها واقع موازين القوي علي الأرض، ونتنياهو لن يعطي شبرًا لحكام لا يملكون قوة ويرتعدون من كلمة حرب وحلفوا علي المصحف لشعوبهم أنهم لن يحاربوا ولا يتمتعون حتي بإجماع من شعوبهم ولا رضا من مواطنيهم والفساد يجري في عروق حكوماتهم وهم خائفون علي عروشهم من الصديق الأمريكي ومن التيار الديني ومن انتفاضة شعوبهم؛ يرضخ نتنياهو وغيره أمام الدولة الحقيقية الفعلية مجبرًا مضروبًّا ومضطرًّا محنيًّا بالهزيمة للأقوياء المحاربين الذين يؤرقون الدنيا؛ للذين يزلزلون العالم من أجل حقوقهم وأوطانهم! لقد تعرت النظم العربية أمام الدنيا كلها وبانت عورات الحكام ولم يعد صالحًا إلا ما كان محتومًا.. لكن طول ما الشعب نائم أو ميت، منافق أو موافق، فاسد أو يائس لن يحدث أي تغيير، لكن بيقظة وحركة وقوة ضمير الشعوب يمكن أن نري حكامنا أحيانًا يفعلون شيئًا صوابًا.. وممكن كمان يتوكلوا علي الله ويحلوا عن كراسي الحكم.. بحكم الشعوب!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
metwally.mustafa
فريق أول
فريق أول
metwally.mustafa


عدد الرسائل : 4226
العمر : 38
الموقع : Egypt
العمل/الترفيه : automation engineer
تاريخ التسجيل : 12/01/2009

مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية   مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية - صفحة 2 Emptyالأحد 18 أكتوبر 2009 - 10:23

مقال رائع شكرا اخى الكريم

_________________
I am so far behind, I think i am first
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقال /ابراهيم عيسي .............جريدة الدستورالمصرية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» خبر في جريدة الجمهورية فشنك.....والردفي المصري اليوم
» جزء من مقال / ابراهيم حجازي .........في الاهرام ............للأهمية اقراءوة
» يثبت الله الذين أمنوا
» فضايح وأسرار جريدة الشروق وفضايح حول الجزائريين
» موتوا . بغيظكم!! - مقالة من جريدة الجمهورية المصرية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: المنتديات العامة :: مقالات عامة-
انتقل الى: