لست أدري لماذا كل هذا الرعب والخوف لدى الليبراليين من الإسلاميين ؟
هل جربتموهم من قبل ليكون لديكم خبرة مسبقة عن سياساتهم ؟
إن كنتم تشكون في أخلاقياتهم فهم لا يملكون غير الدين والأخلاق وأنتم تشهدون بذلك ؟
إن كنتم تشكون في وطنيتهم فأنتم تشهدون أنهم كانوا كبش الفداء الدائم للنظام السابق ؟
إن كنتم تشكون في عقولهم فلماذا لم تشك الشعوب العربية في ذلك في تونس ومصر والمغرب ومن قبلهم الجزائر والآتي قريب أكثر وأكثر ؟
إن كنتم تشكون في أنهم سيجروننا إلى حروب وخراب فلديكم الفرصة لخلعهم إن خالفوا الإرادة الشعبية ؟
إن قلتم أنهم أكثر تنظيما وترتيبا فهذا ما نريده لوطننا وهو جهة منظمة تقود البلاد ولديها من الأمانة والأخلاق ما يضمن لنا ذلك ؟
إن قلتم أنهم سيحرمون علينا متع حياتنا فأي من تلك المتع سمنعونكم منها ؟ هل تقصدون الخمر أم الزنا أم المخدرات ؟ وأي منكم يرضى بها ؟
إن قلتم سيقطعون يد السارق ؟ فلماذا تقلقون وهل أنتم سارقون ؟ أم أنكم تريدون السرقة وتخافون على أيديكم ؟
إن قلتم أنهم سيغلقون علينا منافذ الحرية والفكر المنفتح ؟ فبالله عليكم أخبروني عن أحد آخر لديه هذه السعة والقدرة الرهيبة على الحوار غيرهم ؟ إن النظام السابق لم يعط أحد الفرصة ليحاوره ويجادله واستغل القوة والبطش في تكبيل كل الحريات وكم زعم أنه نظام الحرية وأهل الثقافة والفنون ؟
كفاكم وهما وصدقوا بأننا كلنا أبناء وطن واحد نأكل ونشرب من طينة واحدة ونهر واحد وتجمع أجسادنا قبور واحدة
لقد راجعت برامج الأحزاب كلها ووجدت أنها كلها تقريبا إلا القليل تقول أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للتشريع وهل قالت الأحزاب الإسلامية غير هذا ؟
تقولون بأن الإخوان ليس انتماؤهم لمصر وأن السلفيين ينتمون للسعودية وغيرها فهل يمكن أن نقول عليكم أن ولاءكم للغرب ؟ فإن قلتم نعم فأقول وأيهما أحق أن ننتمي لعروبتنا وإسلامنا أم أن ننتمي إلى الغرب الذي احتل بلادنا لمئات السنين وأضاع من شبابنا وثرواتنا ما تعرفونه أكثر مني ؟
أفيقوا يرحمنا الله جميعا وإن لم يعجبنا عمل الأحزاب الإسلامية أو خرجت عن إطار البرنامج الانتخابي المعلن وعن أسس المجتمع المصري العربي المسلم سحبنا منهم الثقة ومنحناها لمن يعمل لمصلحة بلادنا في المرة المقبلة وكم من مرات عديدة مرت علينا ونحن صمت كالجبال فهل عندما نتكلم نسعى لتكميم الأفواه من جديد
دعوا الشعب يقول كلمته ويجني آثار اختياره وسوف يتعلم من التجربة وسوف يكون الاختيار دافعا لمن لم يوفق ليرى ماذا ينقصه ولماذا لم يقتنع الناس برأيه
سئمنا ومللنا من نظام القطب الواحد والمعارضة الكاريكاتيرية ونريد بحق حرية وديمقراطية ووحدة كما نتمنى جميعا واليوم إن كنت في صف المعارضة فغدا ستأتي في صف الأغلبية وغدا سيقف من هم اليوم أغلبية في صفوف المعارضة وتلك هي لعبة الديمقراطية التي بدأنا للتو أولى خطواتها
_________________
أبـوروان