البكتيريا القاتلة آي-كولاي ما زالت مجهولة المصدر
تتعرض الحكومة الألمانية لانتقادات حادة بسبب ادارتها لمشكلة انتشار بكتيريا آي كولاي التي أدت إلى وفاة 25 شخصًا في أوروبا ووجهت ضربة قاسية إلى المزارعين الأوروبيين، فيما قرر الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء تقديم مساعدات للقطاع بقيمة 150 مليون يورو.
واعلنت السلطات الصحية في مقاطعة سكسونيا السفلى (شمال ألمانيا) وفاة امرأتين في الـ74 والـ88 من العمر بعدما ظهرت عليهما أعراض اعتلال خطير في الكليتين بسبب بكتيريا آي-كولاي المعوية. وارتفع بالتالي عدد الوفيات الاجمالي إلى 25 شخصًا هم 24 في ألمانيا وامرأة في السويد.
لكن مؤسسة روبرت كوخ لمراقبة الأمراض اعلنت للمرة الأولى عن "انحسار طفيف في عدد الحالات الجديدة" في البيانات التي جمعتها السلطات المحلية. وأوضحت: "لكن لا يمكن تأكيد استمرار هذا التراجع".
وتتوالى النتائج السلبية لابحاث العلماء الألمان الذين يحاولون رصد مصدر هذه النسخة الفتاكة والمنيعة من جرثومة آي-كولاي الذي يبقى غامضا.
فبعد سلسلة تحاليل اجريت على 40 عينة في مزرعة في شمال البلاد تنتج براعم النباتات والبذور النابتة الأثنين واتت بنتائج سلبية، تم فحص رزمة من الحبوب من المزرعة نفسها عثر عليها في ثلاجة مريض شفي مذاك، وكانت النتائج سلبية كذلك.
وقال وزير الزراعة في سكسونيا السفلى غيرت ليندمان: "من الممكن تماماً ألا نعثر على المصدر"، وذلك في صحيفة بيلد.
واثارت البلبة والتاكيدات المتناقضة احيانا لدى السلطات الالمانية غضب مفوض الصحة الاوروبي جون دالي. وقال دالي في نقاش في البرلمان الأوروبي المجتمع في جلسة عادية في ستراسبورغ "من الضروري جداً أن تمتنع السلطات المحلية عن التسرع في اصدار تحذيرات من دون اثباتات لان ذلك يؤدي الى حالات ذعر ومشاكل".
وتابع: "ينبغي اعلان الانذارات بعد التأكد من البيانات العلمية"، مكررا موقفا اعلنه بالأمس وزراء الصحة في اجتماع لهم في لوكسمبورغ.
وتابع دالي أن "الوباء محصور في هامبورغ (شمال المانيا)" و"لا سبب على الاطلاق لاتخاذ اجراءات على المستوى الاوروبي ولا سيما ازاء كافة المنتجات الزراعية".
وقد تشهد ألمانيا سيناريو مشابها لما شهدته اليابان عام 1996 حيث سجل عشرة الاف مريض وثماني وفيات واشتبه ببراعم الفجل لكن الامر لم يثبت.
واعلنت المفوضية الأوروبية اليوم عزمها تخصيص مساعدات بحوالى 150 مليون يورو لمزارعي الخضار والفاكهة في الاتحاد الأوروبي بعد انهيار مبيعاتهم بسبب انتشار بكتيريا اي-كولاي.
وصرح المفوض الأوروبي للزراعة داسيان سيولوس للصحافة "سنقترح مبلغ 150 مليون يورو" كمساعدات مالية لتغطية خسائر المزارعين بعد أن بدأ المستهلكون يبتعدون عن منتجاتهم نتيجة القلق حيال انتقال البكتيريا القاتلة عبر الخضار.
لكنه اوضح أن الرقم الدقيق رهن بتقديرات الخسائر التي سترصد في البلدان المعنية. وتراجع استهلاك خضار السلطة والخيار والطماطم والحبوب وقدر الاتحاد الزراعي الالماني الربح الفائت بحوالى 50 مليون يورو في الازمة التي اعتبرها "الاسوأ منذ تشرنوبيل" لمنتجي الخضار في البلاد.
وتبدو الخسائر اضخم لدى المنتجين الأسبان بعد أن نسبت البكتيريا الى الخيار الصادر لديهم. وتحدث هؤلاء عن خسائر بقيمة 225 مليون يورو أسبوعيًا فيما تطالب مدريد بتعويضات كاملة.