◄أضاع هيبة مصر إعلاميا.. وأهدر الملايين على تطوير وهمى.. وعقد صفقات إعلامية فاشلة.. وتجاهل دور القنوات الخاصة
كانت مفاجأة العام الجديد فى التغيير الوزارى المحدود، بالإضافة إلى تغيير خمسة محافظين، والمفاجأة تمثلت فى أن التغيير لم يشمل بعض الوزراء الذين لم يثبتوا جدارة فى عملهم، وفى مقدمتهم وزير الإعلام أنس الفقى، الذى شهدت فترته الوزارية أخطاء عديدة، ليس أقلها التخبط الإعلامى الذى شهدته وسائل الإعلام المصرية أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة، مما جعل الإعلام المصرى أقل بكثير فى هيبته وتأثيره بالمقارنة مع الفضائيات الأخرى، ومن حرب غزة إلى ما حدث فى أزمة الجزائر الأخيرة، بدا التليفزيون المصرى وكأنه لم يستفد من درس غزة، وتحول إلى «مناحة» تخاطب الداخل المصرى دون الانتباه إلى الخارج وما بين غزة والجزائر، انصرف وزير الإعلام عن مهمته الرئيسية فى البناء، إلى كيفية تصريف عرض المسلسلات على شاشة التليفزيون المصرى فى شهر رمضان الماضى، مما جعل البعض يتندر عليه بالقول إنه وزير للتليفزيون، وليس وزيرا للإعلام ولأن التغيير تم، وخلا من اسم أنس الفقى، نقدم هذه الوجبة من الأخطاء التى تؤكد أن خروجه من الوزارة كان أمرا طبيعيا.. أما لماذا لم يحدث ذلك؟ فهذا هو السؤال المعلق بلا إجابة.
موضوعات متعلقة:::
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
◄هزيمة فى حرب غزة
مع الأيام الأولى لعام 2009 عاش المواطن المصرى مرارة الهزيمة وانحنى رأسه أمام مواطنى الدول العربية عندما وجد عددا كبيرا من القنوات العربية بزعامة قناة الجزيرة القطرية تجمع على أن مصر تتحالف مع إسرائيل فى حربها على غزة، أما الترسانة الإعلامية المصرية والتى تكلف الدولة سنويا ما يقرب من 600 مليون جنيه، وفى الوقت الذى احتدت فيه المعركة تفرغ رئيسى قطاع الأخبار وقناة الأخبار للحرب الشخصية وتفرغ الفقى لعقد الصفقات الإعلانية، والمفارقة أنه كافأ قناة الجزيرة على تطاولها على مصر ومنحها حق إذاعة مباراة مصر والجزائر فى القاهرة حصريا بينما حرم الفضائيات المصرية من إذاعتها.
◄غضب العاملين بماسبيرو
المعركة هذه المرة ليست مع عدو، وإنما مع العاملين فى ماسبيرو أنفسهم، ولأول مرة فى تاريخ مصر يثور موظفو وزارة سيادية على وزيرهم مباشرة ويطلقون الهتافات المناهضة له من بينها «يا وزير يا وزير دى نحتاية مش تطوير»، والمدهش أن هذا الضغط الذى استمر ما يقرب من أسبوع نجح، حيث اضطر الوزير إلى أن ينزل من مكتبه، بعد أن فشلت وساطة مصطفى بكرى فى فض الاعتصام، ليوزع الفقى الوعود يمينا ويسارا بإصلاح الأحوال الوظيفية والمالية لكل المتضررين من أعمال التطوير، ويبرر بأنه لم يكن على علم بما كان يحدث، وبعد ذلك تم استبعاد سوزان حسن رئيس التليفزيون السابق، ومن معها من فريق التطوير بعيدا عن ماسبيرو بتهمة أنهم أضروا بالمصلحة العامة، والأغرب أن كل الوعود التى أعلنها قبل 8 أشهر لم يتحقق منها أى شىء.
◄إهدار 006 مليون جنيه على التطوير
600 مليون جنيه تقريبا حصيلة ما تم إنفاقه على ما أطلق عليه الفقى تطوير التليفزيون.
100 مليون جنيه منها أنفقت على عمل الهوية البصرية للتليفزيون وتعنى الشكل والبروموهات التى صممتها الشركة الألمانية، كما أن هناك 50 مليون جنيه تكلفة إطلاق قناة نايل كوميدى، ثم ما أنفق على برامجها التى تعد أفضل نموذج لسوء التخطيط وإهدار المال العام فى ماسبيرو.
أضف إلى ذلك حوالى 150 مليون جنيه تم إنفاقها على برامج التطوير من ديكورات وفورمات وأجور عاملين من الخارج، إضافة إلى حوالى 100 مليون جنيه تم إنفاقها على تطوير 3 استديوهات فقط هى استديو 10 و8 و4، واخيرا 130 مليون جنيه لتطوير الإذاعة رغم أنه لم يتم تطوير سوى استديو واحد فقط من الأنالوج إلى الديجيتال.
◄حرب التصريحات مع زكريا عزمى
أنس الفقى دخل فى جولة من التحدى مع أحد الشخصيات ذات الثقل السياسى ولكن اختياره التحدى مع زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية أكد على تواضع الذكاء السياسى لدى أنس الفقى، فبعد سؤال عزمى كعضو برلمانى حول إهدار المال العام فى ماسبيرو وإنفاق الملايين على برامج خادشة للحياء، قال الفقى وقتها فى تصريحات للتليفزيون المصرى، قبل افتتاح مهرجان الإعلام، «إننا نحتاج ضِـعف المسلسلات التى تم إنتاجها خلال شهر رمضان، وأقول لكل اللى بيهاجمونى إننا نحتاج لزيادة الإنتاج الدرامى والبرامجى كما وكيفاً خلال الفترة المقبلة، المسلسلات والبرامج كانت على مستوى جيد».
◄صفقات طارق نور مع الوزير
أهم حلقات مسلسل هزائم انس الفقى فى2009 كانت بعنوان طارق نور، الذى احتكر سرا بدون أى مناقصة أو ممارسة علنية إعلانات ماسبيرو بكامل قطاعاته بعد أن تولت صوت القاهرة دور الوكيل الإعلانى لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو دور صورى، فهى لم تكن أكثر من بوابة عبور لطارق نور للاستيلاء بمفرده على كعكة إعلانات رمضان حيث كان يحصل على دقيقة الإعلان بأقل من 5 آلاف جنيه ليبيعها بأكثر من 28 ألف جنيه، ليس هذا فحسب إنما كان يحصل على 90 دقيقة إعلانية مجانية شهريا مقابل عرض الإعلانات الحكومية الخدمية، بينما يحصل هو من الوزارات على ثمن هذه الدقائق بنفس سعر الدقائق التجارية، ولم يكتف نور بهذا، بل أطلق قناة فضائية فى رمضان فقط لم تحقق نسبة مشاهده سوى 9 % من مشاهدى الفضائيات، وكانت تكاليفها على حساب التليفزيون المصرى الذى أنتج برامجها وإيجار القمر الصناعى أصبح دينا مؤجلا تحول إلى تخليص حق فى معاملات نور مع ماسبيرو.
وفى محاولة من طارق للصعود بقناته كان يضع إعلانات القاهرة والناس مع إعلانات التليفزيون المصرى فى باقة إعلانية واحدة وخفض طارق من ثمن السبوت الإعلانى على شاشة التليفزيون المصرى لصالح رفع سعر الاسبوت الإعلانى لصالح قناته.
◄انقلاب الفضائيات ضد وزير الإعلام
المفترض أن وزير إعلام الدولة ليس له أى علاقة بالقنوات الفضائية، فهى تابعة لوزارة الاستثمار، كما أنه يمثل هيبة الدولة وبالتالى فهو أكبر من الدخول فى أى صراعات مهما كان السبب، فهو بمثابة القاضى بين الفضائيات، ويمثل الدولة فى دعم ومساعدة هذه الفضائيات، لكننا رأينا وزير إعلام مصر يتعامل مع الفضائيات الخاصة بطريقة لا تعبر إلا عن رغبته فى الانتقام من الفضائيات بداية من معركته معهم فى مسلسلات وإعلانات رمضان والتى هزم فيها هزيمة كبيرة ثم أراد أن ينتقم منهم بحرمانهم من مباريات كرة القدم للمنتخب أو الدورى المصرى حتى قررت الفضائيات عمل تحالف ضد الوزير بإعلان رفع دعوى قضائية تطالب بسحب صلاحية منح البث من وزارة الإعلام، ونقلها إلى وزارة الاتصالات أو الاستثمار والقضية قبلت شكلا وموضوعا مما قد يصدر معه حكم قضائى بهذه الحيثيات فعلا بعد تكوينهم جبهة إعلامية عرفت بتحالف الفضائيات المصرية، واتفقوا على بعض الإجراءات لتحسين صورة مصر بالخارج فى تصرف يعد إحراجا سياسيا وإعلاميا لوزير الإعلام الذى فشل فيما تسعى إليه الفضائيات.
◄تجاهل معركة فاروق حسنى فى اليونسكو
لم تكن ملاحظة عابرة أو مجرد كلام فى الهواء، فقد كان هناك شعور عام بأن التليفزيون المصرى وآلته الإعلامية فى واد آخر بينما كانت مصر كلها تتابع معركة فاروق حسنى فى اليونسكو، ساد شعور لدى الجميع بأن هناك تجاهلا واضحا من جانب التليفزيون المصرى بقنواته لوزير الثقافة المصرى وأن وزارة الإعلام لم تقم بالدور المنوط بها فى مثل تلك المواقف، ورغم اعتياد الجميع على وجود التليفزيون المصرى فى واد آخر غير الذى تدور فيه الأحداث، فالسبب هذه المرة يعود إلى حالة الاحتقان القائمة بين الوزيرين -وزير الإعلام ووزير الثقافة- والتى تعود جذورها إلى تلك الفترة التى كان أنس الفقى يشغل فيها منصب رئيس هيئة قصور الثقافة ويعمل تحت قيادة الوزير فاروق حسنى.
◄التخبط فى مواجهة أنفلونزا الخنازير
كان الإعلام هو السلاح الأهم فى معركة الدولة ضد انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير عن طريق توعية المواطنين وتعريفهم بالمرض وكيفية الوقاية منه، ولكن الأدوات الإعلامية المطلوبة فى التعامل مع هذه الأزمة، وهى القنوات التعليمية والقنوات المحلية، لم تكن على أجندة اهتمامات الفقى منذ توليه وزارة الإعلام، بل إنه كان ينوى إلغاء الإعلام الإقليمى الذى تكهنت بنيته التحتية والهندسية، وكذلك إلغاء بعض القنوات التعليمية وإحالة الباقية إلى وزارة التعليم التى رفضت هى الأخرى توليها ولما ظهرت أهمية هذه القنوات فجأة أصبحت هذه القنوات الفرس الرابح لدى الفقى لاستكمال الشو الإعلامى الذى بدأه لنفسه والحصول على حوالى 100 مليون جنيه من احتياطى الموازنة التى تخصص للأزمات
◄خسارة معركة الريادة فى أحداث الجزائر
لم تكن الاحداث التى أعقبت مباراة مصر والجزائر الشهيرة هى مجرد نتيجة لمباراة، وإنما كانت معركة حاسمة أثبتت أن مصر لم تعد تتمتع بالريادة الإعلامية المعهودة لها، بل تأكد أن مصر بكل ترسانتها الإعلامية لم تكن مسموعة للإعلام العربى والعالمى، بل انساقت بالأساس إلى حرب إعلامية رخيصة استدرجتها إليها جريدة الشروق الجزائرية الصفراء ترتب عليها ممارسات من قبل بعض مشجعى المنتخب الجزائرى مثل حرق العلم المصرى ولم يقم الإعلام الرسمى بدوره المنوط به، وترك بعض القنوات الخارجية المغرضة تروج أفكاراً سيئة ومغلوطة ضد مصر، فى مقابل تفرغ وزير الإعلام لافتعال صراع مع الفضائيات المصرية بدلا من التنسيق معها لتكوين جبهة موحدة من الإعلام المصرى لمواجهة هذه الحرب الإعلامية.
◄إهدار 500 مليون على شراء وإنتاج مسلسلات وبرامج
معركة الدراما الرمضانية من المعارك الذى قرر أنس الفقى ان يخوضها ضد القنوات الفضائية بعشوائية بالغة وسياسة خالية من أى تخطيط، بل فتح النار على الجميع بشعاره الشهير «مفيش حاجة حصرى كله على التلفزيون المصرى» لتعود قناة الحياة وترد عليه «لأ فيه حاجات حصرى على تلفزيون الحياة المصرى» ودخل فى معركة بلا أى دوافع أو مكاسب مع الفضائيات الخاصة أراد أن يكسبها بشراء ما يقرب من 30 مسلسلا دفعة واحدة بخلاف البرامج بأكثر من 350 مليون جنيه، فضلا عن حوالى 200 مليون جنيه تم إنفاقها لإنتاج مجموعة مسلسلات التليفزيون المصرى نفسه رفض عرضها واصفا إياها أنها غير صالحة للعرض لأنها بلا نجوم ويبلغ متوسط إنتاج المسلسل الواحد من 17 إلى 20 مليون جنيه متوسط إنتاج المسلسل الواحد وحتى الآن لم يتم تسويق هذه المسلسلات.