aliali مقدم
عدد الرسائل : 300 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: قصيدة (( أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع )) للشاعر معروف الرصافي الإثنين 12 يوليو 2010 - 15:39 | |
| قصيدة (( أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع )) للشاعر معروف الرصافي
أطلَّ صباح العيد في الشرق يسمع ****** ضجيجاً به الافراح تمضي وترجعُ صباح به تُبدى المسرة َ شمسها ****** وليس لها إلا التوهم مطلعُ صباح به يختال بالوشى ذو الغنى ****** ويعوزُ ذا الإعدامِ طمر مرقَّع صباح به يكسو الغنيُّ وليده ****** ثياباً لها يبكى اليتيمِ المضَّيع صباح به تغدو الحلائل بالحُلى ****** وترفضُّ من عين الأرامل أدمع الاليت يوم العيد لا كان انه ****** يجدد للمحزون حزنا فيجزع يرينا سروراً بين حزن وانما ****** به الحزن جد والسرور تصنُّع فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم ****** نحوس بها وجه المسرة اسفع قد ابيضَّ وجهُ العيد لكنَّ بؤسهم ****** رمى نكتاً سوداً به فهو ابقع خرجتُ بعيد النحر صبحاً فلاح ****** لي مسارحُ للأضداد فيهنَّ مرتع خرجت وقرص الشمس قد ذرّ شارقا ****** ترى النور سيالاً به يتدفع هي الشمس خَوْدٌ قد أطلَّت ****** مصيخة على افق العلى تتطلع كأن تفاريق الأشعة حولها ****** على الافق مرخاة ً ذوائب اربع ولما بدت حمراء أيقنت أنها ****** بها خجل مما تراه وتسمع فرحت وراحت ترسل النور ساطعاً ****** وسرت وسارت في العُلى تترفَّع بحيث تسير الناس كل لوجهة ****** فهذا على رسلٍ وذلك مسرع وبعضٌ له أنفٌ أشمٌ من الغنى ****** وبعض له أنف من الفقر أجدع وفي الحيّ مذمار لمشجي نعيره ****** غدا الطبل في دردابه يتقعقع فجئت وجوف الطبل يرغو وحوله ****** شباب وولدان عليه تجمعوا ترى ميعة الاطراب والطبل هادرٌ ****** تفيض وفي أسماعهم تتميع فقد كانت الافراح تفتح بابها ****** لمن كان حول الطبل والطبل يقرع وقعت اجيل الطرف فيهم فراعني ****** هناك صبى بينهم مُترعرع صبى صبيح الوجه أسمر شاحب ****** نحيف المباني أدعج العين أنزع يزين حجاجيه اتساعُ جبينه ****** وفي عينيه برق الفطانة يلمع عليه دريسٌ يعصر اليتم ردنه ****** فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقِع يليح بوجهٍ للكآبة فوقهُ ****** غبارٌ به هبت من اليتم زعزع على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً ****** كأن لم يكن للطبل ثمَّة مَقرع كأن هدير الطبل يقرع سمعه ****** فلم يلف رجعاً للجواب فيرجع يرد ابتسام الواقفين بحسرة ****** تكاد لها احشاؤه تتقطع ويرسل من عينيه نظرة مجهش ****** وما هو بالباكي ولا العين تدمع له رجفة تنتابه وهو واقف ****** على جانب والطقس بالبرد يلسع يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد ****** على البرد من برد به يتلفع فكان ابتسام القوم كالثلج قارساً ****** لدى حسرات منه كالجمر تلذع فلما شجاني حاله وافزّني ****** وقفت وكلِّي مجزع وتوجع ورحت أعاطيه الحنان بنظرة ِ ****** كما راح يرنو العابد المتخشع وافتح طرفي مشبعاً بتعطف ****** فيرتد طرفي وهو بالحزن مُشبَع هناك على مهل تقدمت نحوه ****** وقلت بلطف قول من يتضرع أيابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي ****** عراك فلم تفرح فهل انت موجع فهبَّ أمامي من رقاد وُجومه ****** كما هبَّ مرعوبُ الجنان المهجِّع وأعرض عني بعد نظرة يائس ****** وراح ولم ينبسْ الى حيث يهرع فعقَّبتهُ مستطلعاً طلعَ أمره ****** على البعد اقفو الاثر منه واتبع وبيناه ماشٍ حيث قد رحت خلفهُ ****** أدبُّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع لمحت على بعد إشارة صاحب ****** ينادي أن أرجع وهو بالثوب مُلمع فاومأت أن ذكرتهُ موعداً لنا ****** وقلت له اذهب وانتظر فسأرجع وعدت فابصرت الصبي معرجاً ****** ليدخل داراً بابها متضعضع فلما اتيت الدار بعد دخوله ****** وقمت حيالَ الباب والباب مُرجَع دنوت إلى باب الدُّوَيرة مطرقاً ****** وأصغيت لا عن ريبة أتسمَّع فحرْت وعيني ترمق الباب خلْسة ****** وللنفس في كشف الحقيقة مطمَع سمعت بكاء ذا نشيج مردّد ****** تكاد له صمُّ الصفا تتصدّع أأرجع ادراجى ولم اكُ عارفاً ****** جلية هذا الامر ام كيف اصنع فمرّت عجوز في الطريق ****** وخلفها فتاة يغشِّيها إزار وبُرقع تعرضتها مستوقفاً وسألنها ****** عن الإسم، قالت إنني أنا بوزع فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي ****** حنانيك ما هذا الحنين المرَّجع فقالت وانت انة ً عن تنهدً ****** وفي الوجه منها للتعجب موضع أيا ابني ما يعنيك من نوح أيم ****** لها من رزايا الدهر قلب مفجَّع فقلت لها اني امرؤ لا يهمني ****** سوى من له قلب كقلبي مروّع واني وان جارت على َّ مواطني ****** فؤادي على قطَّانهن مُوَزَّع أبوزع مني عمرك الله بالذي سألت ****** فقد كادت حشاي تمزّع فقالت أعن هذي التي طال نحبها ****** سألت فعندي شرح ما تتوقع ألا إنها سَلْمى تعيسة ُ معشر ****** من الصيد أقوت دراهم فهي بلقع وصارعهم بالموت حتى أبادهم ****** من الدهر عجَّار شديد مُصَرِّع فلم يبق الا زوجها وشقيقها ****** خليلٌ واما الآخرون فودّعوا ولم يلبث المقدور ان غال زوجها ****** سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مرضع فربي ابنها سعداً وقام بأمره ****** أخوها إلى أن كاد يقوى ويضلع فاذهب عنه الخالَ دهرٌ غشمشمٌ ****** بما يوجع الايتام مغرى ً ومولع جرت تنهٌ منها خاله انطوى ****** بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع فزجَّ به في السجن بعد تجرُّم ****** عليه بجرمٍ ما له فيه مصنع عزاه الى ايقاعه موقعاً به ****** وما هو يا ابن القوم للجرم موقع ولكن غدر الحاقدين رمى به ****** إلى السجن فهو اليوم في السجن مودع فحَقَّ لسلمى أن تنوح فإنها ****** من العيش سما ناقعاً تتجرع فلا غَرو من أم اليتيم إذا غدت ****** ضحى العيد يبكيها اليتيم المضيَّع فعُدْتُ وقلبي جازع متوجع ****** وقلت وعيني ثرَّة الدمع تهمع الاليت يوم العيد لا كان انه ****** يجدد للمحزون حزناً فيجزع وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي ****** وقد ضمه والصحب ناد ومجمع فأطلعتهم طِلْعَ اليتيم فأفَّفوا ****** وخبَّرتهم حال السجين فرجّعوا فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق بكم ****** واتركوا الترجيع فالأمر أفظع ألسنا الألى كانت قديماً بلادُنا ****** بأرجائها نور العدالة يسطع فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا ****** ونعنوا لحكم الجائرين ونخضع شربنا حميم الذل ملء بطوننا ****** ولا نحن نشْكوهُ ولا نحن نَيجع فلو أن عير الحيّ يشرب مثلَنا ****** هواناً لامسى قالساً يتهوع نهوضاً الى العز الصراح بعزمة ****** تخرُّ لمرماها الطُّغاة وتركع الا فاكتبوا صك النهوض الى العلى ****** فإني على موتي به لموقِّع
| |
|