aliali مقدم
عدد الرسائل : 300 تاريخ التسجيل : 17/04/2008
| موضوع: قصيدة (( هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات )) للشاعر معروف الرصافي الإثنين 12 يوليو 2010 - 15:23 | |
| قصيدة (( هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات )) للشاعر معروف الرصافي
هي الاخلاقُ تنبتُ كالنبات ***** اذا سقيت بماء المكرماتِ تقوم إذا تعهدها المُربي ***** على ساق الفضيلة مُثمِرات وتسمو للمكارم باتساقٍ ***** كما اتسقت أنابيبُ القناة وتنعش من صميم المجد رُوحا ***** بازهارٍ لها متضوعات ولم أر للخلائق من محلِّ ***** يُهذِّبها كحِضن الأمهات فحضْن الأمّ مدرسة تسامتْ ***** بتربية ِ البنين أو البنات واخلاقُ الوليدِ تقاس حسناً ***** باخلاق النساءِ الوالداتِ وليس ربيبُ عالية ِ المزايا ***** كمثل ربيب سافلة الصفات وليس النبت ينبت في جنانٍ ***** كمثل النبت ينبت في الفَلاة فيا صدرَ الفتاة ِ رحبت صدراً ***** فأنت مَقرُّ أسنى العاطفات نراك إذا ضممتَ الطفل لوْحا ***** يفوق جميع الواح الحياة اذا استند الوليد عليك لاحت ***** تصاوير الحنان مصورات لأخلاق الصبى بكُّ انعكاس ***** كما انعكس الخيالُ على المِراة وما ضَرَبانُ قلبك غير درس ***** لتلقين الخصال الفاضلات فأوِّل درس تهذيب السجايا ***** يكون عليك يا صدر الفتاة فكيف نظنُّ بالأبناء خيراً ***** اذا نشأوا بحضن الجاهلات وهل يُرجَى لأطفالِ كمال ***** اذا ارتضعوا ثديّ الناقصات فما للأمهات جهلن حتى ***** أتَيْن بكل طيَّاش الحصاة حَنوْنَ على الرضيع بغير علم ***** فضاع حنوّ تلك المرضعات أأمُّ المؤْمنين إليك نشكو ***** مصيبتنا بجهل المؤمنات فتلك مصيبة يا أمُّ منها ***** «نَكاد نغصُّ بالماءِ الفراتِ» تخذنا بعدك العادات ديناً ***** فأشقى المسلمون المسلمات فقد سلكوا بهنَّ سبيلَ خُسرٍ ***** وصدّوهنَّ عن سبل الحياة بحيث لزِمْن قعرَ البيت حتى ***** نزلنَ به بمنزلة الأدَاة وعدّوهن اضعف من ذباب ***** بلا جنح وأهون من شذاة وقالوا شرعة الاسلام تقضي ***** بتفضيل «الذين على اللواتي» وقالوا إن معنى العلم شيء ***** تضيق به الصدور الغانيات وقالوا الجاهلات أعفُّ نَفساً ***** عن الفحشا من المتعلمات لقد كذبوا على الاسلام كذباً ***** تزول الشمُّ منهُ مُزَلزَلات اليس العلم في الاسلام فرضاً ***** على ابنائه وعلى البنات وكانت أمنا في العلم بحراً ***** تحل لسائليها المشكلات وعلمها النبيُّ اجلَّ علمٍ ***** فكانت من اجلّ العالمات لذا قال ارجِعُوا أبداً إليها ***** بثلثيْ دينكم ذي البينات وكان العلم تلقيناً فأمْسى ***** يحصل بانتياب المدرسات وبالتقرير من كتب ضخام ***** وبالقلم الممَدِّ من الدواة ألم نر في الحسان الغيد قبلاً ***** أوانسَ كاتبات شاعرات وقد كانت نساء القوم قدماً ***** يرُحْنَ إلى الحروب مع الغزاة يكنَّ لهم على الأعداء عونا ***** ويضمِدن الجروح الداميات وكم منهن من أسِرَت وذاقت ***** عذاب الهُون في أسر العُداة فما ذا اليوم ضرّ لو التفتنا ***** الى اسلافنا بعض التفات فهم ساروا بنهج هُدى وسرنا ***** بمنهاج التفرق والشتات نرى جهل الفتاة لها عفافاً ***** كأن الجهل حصن للفتاة ونحتقر الحلائلَ لا لجرمٍ ***** فنؤذيهنَّ انواعَ الاذاة ِ ونلزمهن قعر البيت قهرا ***** ونحسبهن فيه من الهَنات لئن وأدوا البنات فقد قبرنا ***** جميع نسائنا قبل الممات حجبناهن عن طَلب المعالي ***** فعشن بجهلهنَّ مهتلكات ولو عَدمت طباع القوم لؤما ***** لما غدت النساء محجبات وتهذيب الرجال أجل شرط ***** لجعل نسائهم مُتهذبات وما ضر العفيفة كشفُ وجه ***** بدا بين الأعفّاء الأباة فِدى لخلائق الأعراب نفسي ***** وإن وُصفوا لدينا بالجُفاة فكم برزت بحيهم الغواني ***** حواسر غير ما متريبات وكم خشف بمربعهم وظبي ***** يَمرُّ مع الجداية والمهاة
| |
|