وقعت مصر اتفاقية مع الاتحاد السوفيتى تقضى بتزويد مصر بالأسلحة المتقدمة لردع إسرائيل، فكان مبرر المشاركة الإسرائيلية فى العدوان على مصر، أما المبرر الثانى فقد دفع باشتراك فرنسا فى العدوان وهو قيام مصر بدعم الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى وإمدادها بالمساعدات العسكرية والتدريبات، ثم بقى المبرر الثالث الذى دفع بريطانيا للمشاركة فى العدوان ليصير عدوانا ثلاثيا وهو قيام عبدالناصر بتأميم قناة السويس فى يوم ٢٦ يوليو عام ١٩٥٧.
الأمر الذى يعنى حرمان إنجلترا من التربح من القناة، التى كانت تديرها قبل التأميم وبذلك اكتملت الأطراف الثلاثة للعدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦ (إنجلترا وفرنسا وإسرائيل) وقد نفذت الدول الثلاث الهجوم على مصر فى يوم ٢٩ أكتوبر عام ١٩٥٦، فاحتلت القوات الإنجليزية والفرنسية مدينة بورسعيد، ولكنها عجزت عن التقدم نحو الإسماعيلية بسبب شدة المقاومة المصرية.
وقامت الحكومة المصرية بسحب قواتها من سيناء لرد العدوان عن مدن القناة، فانتهزت القوات الإسرائيلية الفرصة وتوغلت فى سيناء. غير أن هذا العدوان قد باء بالفشل لجملة أسباب وهى أن المقاومة السرية المسلحة أثناء العدوان قد عملت وفق تنظيم محكم، تحت إشراف الرئيس جمال عبدالناصر،
وكان من نتائج العمليات العسكرية متضافرة مع عمليات المقاومة الشعبية أن أسفرت عن أسر الضابط أنطونى مورهاوس ابن عمة الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا واغتيال الميجور جون وليامز، رئيس مخابرات القوات البريطانية فى بورسعيد «وقد قام بهذه العملية السيد عسران»، علاوة على عملية مهاجمة معسكر الدبابات البريطانى بالصواريخ- وهى عملية مشتركة مع مجموعة الصاعقة، تولى قيادتها الملازم إبراهيم الرفاعى، وعملية مهاجمة مقر كتيبة بريطانية فى مبنى مدرسة الوصفية نهارا،
وكان من قادة الجيش فى هذه المقاومة عبدالفتاح أبوالفضل كمال الدين حسين ومحمد كمال الدين رفعت، وكان العدوان الثلاثى قد فشل لأكثر من سبب منها فدائية واستبسال المقاومة الشعبية وتلاحم الجيش والشعب وفق خطة محددة ومحكمة، فضلا عن معارضة الولايات المتحدة الأمريكية للعدوان الثلاثى. وتأييد الاتحاد السوفيتى لمصر وتهديده بالتدخل العسكرى لوقف العدوان.
وتنديد الأمم المتحدة بالعدوان ومطالبتها الدول المعتدية بسحب قواتها فكان انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد فى (مثل هذا اليوم ٢٣ ديسمبر ١٩٥٦)، ولذلك تحتفل محافظة بورسعيد فى ذلك اليوم من كل عام بعيد جلاء قوات العدوان.