وقد قالوا عن الامام
أ. د. منيع عبد الحليم محمود
الإمام الأكبر كان كالأنفاس الطاهرة الهادئة و النسمات الوادعة في صمته و صوته و جميع سمته , كان عظيم الصدق مع ربه و مع نفسه و كان شجاعا في اختيار طريقه و في السير على هذا الطريق .
لم تكن له شخصيتان بل شخصية واحدة اتسقت اتساقا باهرا مع نور الشريعة و الحقيقة معا و كان يذكر كلما ذكر الإخلاص و الطهر و التقى .
ذلكم هو الإمام الأكبر عبد الحليم محمود شيخ الإسلام رضي الله عنها عاش حياته مخبتا أوابا و كان يحمل كل خصائص العلماء الذين كتب لهم أن يكونوا للناس قدوة دائمة وروادا و كان إماما للمتقين.
الإمام الأكبر عبد الحليم محمود اسم عظيم لرجل عظيم رجل شرف الإسلام كواحد من أبنائه و عالم من علمائه
لقد قام شيخ الأزهر الإمام عبد الحليم محمود رضي الله عنه بجلائل الأعمال و أجل من كل شيء فيما أرى هو صموده في وجه أي ظلم و طغيان و رفضه بيع الضمير.
انه ثبت على عقيدته و إيمانه كالجبل الراسي و ألح على الحفاظ على مكانته عند الله و عند الناس, و لقد قام بإعادة اعتبار الأزهر و مكانته إلى النفوس و أزال جميع العوائق و العراقيل التي و ضعت في طريقه و فتح باب الأزهر على مصراعيه للوافدين من طلاب العلم و الدين فعاد الأزهر من جديد إلى مكانة القيادة العلمية و التربوية في العالم الإسلامي
كان عالما حكيما يدرس الوضع بدقة و إمعان و يفكر في القضايا و المشكلات تفكيرا جديا و سليما و يبحث لها عن حلول في صمت و يبدي رأيه في أوانه, لذلك استطاع أن يحفظ مكانة الأزهر و يبقى كرامته
لقد كان أمة في ذاته فإذا جلس في مكان تحول ذلك المكان إلى مسجد و مدرسة و كان الناس يؤمونه من الجهات البعيدة ليستفيدوا منه العلم و الدين و الربانية
و يعد الإمام الأكبر عبد الحليم محمود صاحب و رائد مدرسة الفكر الإسلامي و التصوف في العصر الحديث و لقب بأبي التصوف في العصر الراهن.
و الإمام الأكبر عبد الحليم محمود رضي الله عنه له عمق و غزارة الآراء الفقهية و دقة الاجتهادات مما جعله يكسب صفوف المعارضين قبل المؤيدين الى جانب اللباقة و الدراية الكاملة في عرض أي موضوع و مسألة تتعلق بأمور الدين.
فلهذا اكتسب هذا العالم الجليل احترام كل الفرق و المذاهب الإسلامية في شتى بقاع العالم و سيبقى هذا العالم و تراثه في قلوبنا على مر العصور.
ثم كان من أمر الشيخ عبد الحليم رضي الله أن أصبح هو الفضيل بن عياض و هو الإمام الغزالي و هو الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي حتى وصل به الأمر أن امتزج امتزاجا كاملا بالمدرسة الشاذلية فكان قطبها و لقب بأبي الحسن الشاذلي القرن العشرين.
و لقب أيضا بأبي العارفين فلقد كان إليه رضي الله عنه المرجع و الفتيا و ريادة الفكر الإسلامي و التصوف في العصر الحديث
و السفر الذي بين أيدينا الآن للأخ الفاضل محمد بيومي هو نبراس و ضوء يقتدى به و يهتدي منه في طريق التصوف في عصرنا الراهن نفع الله به و جزاه عن الإسلام و المسلمين خير الجزاء
--------------------------------------------------------------------------------
يقول الأستاذ أ . د/ محمد رجب البيومي : لا يفارقك و أنت في مجلس الإمام عبد الحليم محمود – إحساسك انك مع إنسان يعرف ربه و أنه بهذه المعرفة الحقيقية قد ارتفع إلى مستوى وضئ فأنت معه في مكان واحد و لكن شعورك يدعوك إلى أن ترى أنه في السماء و انك فبي الأرض هيبته تملأ مشاعرك و تواضعه يزيده لآلاء و يزيدك إجلالا للعارفين بالله فتحاول أن تسمع منه ليعطيك مفضلا مأثرة السكوت الناطق أمام وجه مضيء الملامح طاهر القسمات تنطق أساريره المؤمنة بمعان لا تعرفها الأرض لأن بوارقها الفاتنة تلوح في الأفق الأعلى كما تلوح أشعة الشمس و ضياء القمر ومن الإنسان ما يتألق و يشع و يضئ مثل محمد عبده و عبد الحليم محمود.
--------------------------------------------------------------------------------
يقول أ . د/ محمد يحي أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة عن الإمام الأكبر : في عهد المرحوم الشيخ عبد الحلم محمود رحمه الله كان الأزهر نورا للإسلام و نار على أعدائه و جمع الشيخ بين دعوة لإحياء القلوب بالتوبة و الرجوع إلى الله و دعوة لإحياء العقول بالفكر الإسلامي النقي الواعي الذي كان هو رائده و تحرك بالأزهر إلى قلب الشعب و الحياة فكانت عشرات المعاهد الأزهرية و المساجد و الجمعيات و تزعم الأزهر في عهده تطبيق الشريعة الإسلامية و رعاها و زودها بالفكر و الدراسات و الأبحاث و إخراج مشروع الدستور الإسلامي و قانون إسلامي أصيل للأسرة و كرسي الشيخ الذي فقدناه علمه و معه علم العديد رجالات الأزهر الشرفاء لحرب أعداء الإسلام فإذا الذين زعموا أنهم أصحاب الأفكار التي لا تقهر و الفلسفات التي لا يأتيها الباطل ينكشفون كمجرد عملاء مدفعي الأجر لقوى كبرى غيرهم بالشعارات و بما يقرءون و تنسى أن تفسره لهم أو تعطيهم العقول اللازمة لشرحه . و انتعشت في ذلك العهد و من جراء ذلك الجهد الأزهري الحركة الإسلامية فكانت النبات الأصيل للأزهر و رجاله كما كانت امتدادا لكفاح الشعب المصري المسلم و طلائعه من التيارات الإسلامية و على رأسهم حركة الإخوان و غيرها من حركات النضال و الإيمان و دفع الشيخ عبد الحليم محمود و معه الأزهر ثمنا غاليا جزاء هذا التحدي لأعداء الإسلام من طائفيين و علمانيين و قوى داخلية و خارجية مختلفة فكان أن تعرض الرجل في حياته لأبشع هجوم و تشويه و شتم بذئ منحط و سخرت السلطة من " وراء ستار" مجلة يسارية أسبوعية للهجوم على الرجل و من هنا بدأ الحديث عن تلقيه الأموال العربية لبناء المساجد و كأن بيوت الله جريمة و نسو مئات الكنائس التي بناها الأنبا شنودة و استحق لذلك و صف صاحب النهضة عند أبنائه و عند العلمانيين أنفسهم الذين يطبقون علمانيتهم على الإسلام وحده وهوجمت سياسة بناء المعاهد الأزهرية و أخذ وزير التعليم المزمن في تلك الفترة يتحدث عن ضرورة توحيد نظام التعليم في مصر أي إلغاء التعليم الأزهري و عندما مات الشيخ عبد الحليم محمود حرمت الجماهير من تشيع جنازته و منعت حتى الآن أحاديثه الكثيرة من وسائل الإعلام لأنها كانت مؤثرة في أحداث موجة التدين الذي يحاربونه و تحول الأزهر بعده إلى النقيض
--------------------------------------------------------------------------------
يقول أ . د/ علي حلوة الأستاذ بجامعة الأزهر : كان الإمام محل تقدير و احترام من الناس جميعا و منهم الملوك و الحكام ففي صلاة جمعة و كان يحضرها الرئيس الراحل أنور السادات و العاهل السعودي و الإمام عبد الحليم و أثناء دخول المسجد انتظر العاهل السعودي الإمام ليكون هو أول من يدخل المسجد احتراما و تقديرا له و رفض أن يدخل قبل الإمام .
--------------------------------------------------------------------------------
الأديب السعودي الكبير إبراهيم هاشم فلالي في رسالة خاصة بعث بها إلى الإمام الأكبر : سيدي الجليل فضيلة الدكتور / عبد الحليم محمود الموقر تحية طيبة مباركة أنني يا سيدي من تلامذتكم المجهولين لأنني متتبع ما تكتبونه من بحوث دينيه و أحاديث في المذياع و التلفاز و أنني من الذين يحبونكم في الله و الله ولي عظيم الثقة فيكم لأنكم أحد قيادات الإصلاح الديني و لفضيلتكم قدم راسخة في علوم الشريعة الإسلامية و دراية واسعة بالتصوف و المتصوفين و بحوثهم .
--------------------------------------------------------------------------------
د / محمد رجب بيومي : " حين انتقل الى رحمة الله عبد الحليم محمود تحدثت عنه بعض الصحف الأوربية – بما يخالف الواقع – فقد عدته متعصبا شديد التعصب ضد المسيحية لأنه أبى أن يشترك في ندوات تدعو إلى تعاون المسيحية مع الإسلام و قد كان يظنونه درويشا ساذجا ينخدع بالثناء الكاذب والمؤتمرات الظاهرية التي تبدى السطح الساكن و تحجب الغور الثائر الممتلئ بثعابين البحر ووحوش الأمواج أيكون الرجل متعصبا لأنه جهر بالحق و كشف خداع من يظنون إمام المسلمين درويشا متصوفا لا يبصر ما حوله و جاءوا ينافقونه بتقديم صورة زيتيه مكبره له في إطار مذهب جميل ليوافق على حضور المؤتمرات لقد كان الإمام حاسما حازما حين واجه الحقائق بلسان الصراحة و حين رد على هذه الدعوات المسمومة ردا صريحا لا تعوزه شجاعة الحق و جهارة الإيمان فكمم أفواها تعودت القول المعسول و الفعل الرذول . لقد اهتدى الإمام بعد عناد طويل في رحلته الفكرية إلى أن القلب موضوع اقتناع المؤمن فالمؤمن لا يتطلب تغلل العقل كي يقتنع و لكنه يتلمس ملء الهداية كي يرتوي .
و قد يأخذ عليه بعض المتسرعين و لوعة بسير المتصوفة من الأولياء و ترداده لما تركوه من خوارق و لست مع هؤلاء المؤاخذين أليس الرجل متصوفا حقيقيا يرى في التصوف راحة الضمير و أمان العاقبة و حسن الخاتمة فلماذا لا يجعل من المتصوفة الصادقين مثالا يحتذي و كانت مكانة الرجل في البلاد الإسلامية ذات حسد آكل في نفوس الأعداء إذا كان يقابل في مكان مقابلة الملوك و الرؤساء بل أكثر من مقابلة الملوك و الرؤساء لأن الجموع المحتشدة التي هرعت لاستقباله في الهند و باكستان و ماليزيا و إندونيسيا والمغرب و إيران و مكة و كانت تتدافع للقائه عن طوع راغب لم يدع إليه نظام حكومي و ذلك هو الحب الصريح .
حارب الإمام الوجودية وحارب الشيوعية ووقف وقفه صامدة حيال الحوار الإسلامي المسيحي و طالب بتطبيق شرع الله و عدم تحويل قضايا الفكر للمحاكم العسكرية ووقف ضد قانون الأحوال الشخصية الذي يخالف الشريعة – رحمه الله كان أمة وحده
و يقول الدكتور / محمد رجب بيومي : " الله حق و الموت حق " كانت هاتان الجملتان آخر ما نطق به الإمام الأكبر في حياته ثم ارتقى الى ملئه الأعلى تاركا وراءه سجل أعماله مشرق الصفحات و لعمري لكأن الله عز وجل ألهمه أن ينطق بهاتين الجملتين إلهاما صادقا لأنهما في نظر الدارس المتأمل مفتاح شخصيته الذي يكشف خباياها دون خفاء و الذي يفسر مواقفه المختلفة ما اتضح منها بارزا للعيان و ما احتاج في اتضاحه إلى علاج صبور . الله حق هذا قول كان يجد تطبيقه العملي في كل ما قام به الرجل من أعمال إذ أنه كان يسهر اليل و يكد النهار و يصالح الخصوم و ينصف المتنازعين و يسعى في جنبات الأرض يقرأ صحائف العلم و يفعل ذلك كله وفي ذهنه معنى واضح يهتف به أن الله تعالى حق فيجب أذن أن يتقيد بالحق فيما يزاول من عمل و قول لأنه يصدر عن أمر ربه و يجب إذن أن ينأى عن الباطل لأن ربه عن الباطل قد نهاه و الموت حق قول آخر كان يجد تطبيقه العملي في نفس الرجل فهو بصوفيته الشفيفة يدرك تمام الإدراك أن الحياة سفر قصير مهما تطاول و أن وراء الحياة رحلة حقيقية الى عالم الحق الخالد و أن هذه الرحلة تتطلب زادا حقيقيا من العدل و الأمانة و الإخلاص و التقوى و قد عاش الشيخ مدركا حقيقة هذه الرحلة و منتظر لها في كل لحظة تحين حتى إذا لاحت لعينيه ساعتها المرتقبة ابتسم ابتسامته الراضية و قال في لقاء العارف الواصل الموت حق و قد ابتسم في هذا الموقف ابتسامة تؤثر عن أسلافه الكبار ممن قطعوا الطريق خطوة بخطوة حتى شافهوا مشارق الأنوار . لقد كانت عينا عبد الحليم تشعان بوميض ساطع و كأنهما ترتدان آفاقا مجهولة و كان الرجل يحدق بهما إلى أبعد الأماد فتشعر أنه غائب عنك و ان كنت بجواره ثم تعلوا وجهه ابتسامة خفيفة هادئا و يلتفت اليك متحدثا و مسبحته تدور في كفة فتعلم ان الرحلة الروحية قد انقضت و أن عين العارف البصير قد قطعت المسافة بين المحجوب النائي و المشاهد المنظور . أسعد السعداء من يصادق نفسه فيناجيها و تناجيه ذلك الذي حفر البئر في صدره حتى اهتدى الى الينبوع الغزير و لذلك كان الإمام الأكبر يبحث عن أماكن الخلوات الهادئة ليقابل فيها نفسه المطمئنة و ليسعد بمراجعتها في أنس . أحب عبد الحليم الخلوة و جعل يبحث عن مظانها فإذا خرج من الخلوة و جعل يبحث عن مظانها فإذا خرج من الخلوة دعا الشاردين إلى مجالس تقواه فيفيض عليهم من روحه فمنهم من يدنو و منهم من يبتعد و منهم من يتردد بين البعد و القرب حتى إذا أدى الشيخ رسالته الروحية ترك الجموع إلى خلوته آتى لا تتسع لسواه و إذا ذاك يسبح في تأمله ليكشف ينابيع نفسه و ليفيض الله عليه من المعاني ما يؤدي دور الإمامة في الهداية و رسالة المشيخة في الفتوى
--------------------------------------------------------------------------------
عبد الحليم محمود في عيون المفكرين :
يقول عنه الأستاذ الكبير / خالد محمد خالد : بالأمس رحل عن الدنيا رجل من الأخيار. رجل اتقى الله و آمن برسوله فآتاه الله كفلين من رحمته و جعل له نورا يمشي به . كالأنفاس الطاهرة الهادئة و النسمات الوادعة في صمته و صوته و جميع سمته . كان و في السير على هذا الطريق غير ملق باله لنقد الناقدين و لوم اللائمين . لم تكن له شخصيتان بل شخصية واحدة اتسقت اتساقا باهرا مع نور الشريعة و الحقيقة معا و كان يذكر كلما ذكر الإخلاص و الطهر و التقى ذلكم هو الإمام الأكبر عبد الحليم محمود . عاش حياته متبتلا مخبتا أوابا و كان يحمل كل خصائص العلماء الذين كتب لهم أن يكونوا للناس قدوة و أمة وروادا. كان للمتقين إماما ( عبد الحليم محمود) اسم عظيم لرجل عظيم .. رجل شرف به الإسلام كواحد من أبنائه و علم من أعلامه .
--------------------------------------------------------------------------------
و يقول عنه الدكتور / محمد عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر الأسبق : كان سريع التحرك بوجدانه إلى ما ينبغي أن يكون عندما يطرأ أمر أو تزحف حادثة من أحداث الحياة و كانت حركته بوجدان صاف و فكر مدركو صفاء نفس عميق و ما ذكرت يوما أنه غضب عندما غضبت أو انفعل عندما خولف في الرأي كان يبدد الغضب و يصرف الانفعال بابتسامة رقيقة ترتسم على شفتيه معبرة عن معنى دقيق من الأخوة و الصفاء وراءاها فيض جارف من العواطف الأخوية و العبارات الشفافة الملطفة التي تبدد كل غيم و توضح كل لبس .
--------------------------------------------------------------------------------
و يقول الأستاذ / نصر عبد الغفور : فزعت مصر و روع المسلمون و جزع الشرق حين نعى الناعي الرجل العظيم إمام المسلمين الأكبر و قائد المسيرة القرآنية و زعيم علماء العصر بلا منازع و ما كان الجزع و الترويع و الفزع لموت الفقيد الكريم فالموت حق على الجميع فلقد مات الرسول الكريم صلى الله علية و سلم و لكن مظاهر الحزن و الفزع كانت للمعاني التي يمثلها الإمام الراحل في حياته كان يرحمه الله و يطيب ثراه رجلا بكل ما تحمله كلمة الرجولة من معان . كان بطلا تنحي أمامه الهامات و كان صاحب رسالة آمن بها و ناضل من أجلها حتى وافته المنية و هو أشد ما يكون حرصا على الحركة و النشاط و دقة الأداء . فكر متدفق إيمان عميق ثقة زائدة لا حدود لها يهز الرأي العام و العالم الإسلامي بكلماته القوية يخاطب الملوك و الوزراء و أهل الرأي في أنحاء العالم يطالبهم برعاية الدعوة الإسلامية و دعمها و تقويتها و لقد قاد الأزهر منذ إنشائه مئات من شيوخ الأزهر و أشهد أن عبد الحليم محمود سجل في التاريخ صفحات من أنصع و أعظم الصفحات و أنه يعد بين شيوخ الأزهر السابقين من أكثرهم علما و أشدهم تأثيرا و سيذكر له التاريخ جهده و جهاده و نضاله و سيبقى الذكر للأبد .
--------------------------------------------------------------------------------
يقول العلامة الدكتور / سيد حسين نصر عن الإمام عبد الحليم محمود الذي عرف كواحد من أهم علماء مصر على الإطلاق و هو المرجع الشرعي و شيخ الأزهر و المتصوف العالم في الطريقة الشاذلية الذي أقام مسجدا للعارف بالله ابن عطاء السكندري عند سفح هضبة المقطم و هو الذي تلقى قسطا من دراسته في الغرب كما أنه أتقن اللغة الفرنسية و أمعن في الإطلاع على فكر الغرب و ثقافته .
و يقول في موضع آخر : العلامة الفقيه الصوفي المسلم المصري الشيخ عبد الحليم محمود الذي ما تزال رسالته حية في قلوب و عقول الكثير من المصريين .
--------------------------------------------------------------------------------
يقول الأستاذ علي عبد العظيم عن الإمام عبد الحليم محمود : ما رأيت ذكاء في صفاء و لا صمتا في بيان و لا علما في تواضع و لا جلال في تسامح كما رأيته في الشيخ الإمام تخلق بالأخلاق القرآنية و تمسك بالآداب الصوفية و عاش مع الناس في حياتهم العادية و إن كان بعيدا عنهم في سبحاته الروحية يطيل الصمت إلا ذكر عن الله و يكثر التأمل و يطيل التفكير و هو مع هذا يجيد الاستماع حيث تدور من حوله المجادلات و تصطدم الآراء و تتشعب الأفكار و هو صامت فإذا تحدث جاء بالقول الفصل و الكلام الجزل و الحجة القاطعة في أوجز بيان و أحكم أسلوب فإذا لج المجادلون في المراء تركهم و ما يشاءون و عاد إلى صمته المهيب مشغولا بالذكر أو بالفكر أو بالدعاء أمتاز بعفة اللسان و التسامي و اللغو و القصد في الحديث كما امتاز بمحبة الصالحين و السعي إليهم أحياء و أضرحتهم أمواتا و دراسة أثارهم العلمية و السلوكية الباقية فهو يعيش أبدا في جوهم العبق و حياتهن النقية المشعة بالصفاء و في الأزمات يتجلى فيه مضاء العزيمة و جودة الرأي و سرعة البديهة و قوة الصبر و المصابرة و طول الأناة في أدب جم و تواضعه كبير يزينه الوقار و الجلال و تراه في تواضعه و هدوئه كالبحر الساجي فإذا عاشرته و خبرته و جدت تحت هدوئه أمواجا دافقة و تيارات صاخبة و أعناقا غائرة و جلالا مهيبا و قلما يثور إلا إذا رأى ما يمس حرمات الله أو ينال من شرعه القويم و حينئذ تصخب أمواجه و تفور تياراته و تعصف أجوائه و تتفجر فيه الزلازل و البراكين ثم لا يلبث أن يعود للهدوء و الصفاء و قد لقي من العدوات و الضغائن و الأحقاد – ممن أحسن إليهم – ما يثير أحلم الحلماء و لكنه ترفع بصوفيته عن الأحقاد و الضغائن و سما بروحانياته إلى عالم الصفاء و النقاء و مع إقبال الدنيا عليه فإنها لم تستبعده و لم تفتنه فكان سخي اليد لا تدري يمينه ما تنفق شماله فكم جاد بالأموال على الجمعيات الخيرية و على وجهات البر و على المعدمين في تستر و خفاء و قد يختلف معه الباحثين في بعض الآراء و لكنهم يجمعون جميعا على احترامه و تقديره و محبته .
--------------------------------------------------------------------------------
يقول عنه الصحفي الكبير الأستاذ / حافظ محمود : أحببت سخريته منذ اللحظة الأولى فقد كانت سخريه مهذبة تخلو من ليونة الهزل و من خشونة الغرور . كان عظيم العقيدة إلى الدرجة التي جعلته يتحول بمنصب شيخ الأزهر ‘لى داعية من دعاة الله .