الشيخ الناغى جندي
عدد الرسائل : 4 العمر : 64 تاريخ التسجيل : 26/09/2009
| موضوع: يا أمة الرجال ! للشيخ الناغى بن عبد الحميد العريان الإثنين 7 ديسمبر 2009 - 8:21 | |
| يا أمة الرجال
للشيخ : الناغى بن عبد الحميد العريان
جمهورية مصر العربية
الحمد لله الذى رفع السماء بغير عمد وبسط الأرض على ماء جمد وقسم الأرزاق فلم ينسى أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله واحدٌ أحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، بلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الله عز وجل به الغمة، وجاهد فى الله حتى آتاه اليقين . فاللهم صلى وسلم وبارك عليه فى الأولين والآخرين وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين وسلم تسليماً كثيراً . ثم أما بعد : فإن المتأمل فى حال الأمة الإسلامية اليوم يرى أنها تمر بأردى وأحط حالاتها، إذ يعبث أعداء الأمة اليوم فى أرض الإسلام والمسلمين ويعيثون فيها فساداً، يذبحون أبنائهم ويستحيون نسائهم، ويذلون رجالهم كما هو الحال اليوم فى العراق، وفلسطين، والشيشان وأفغانستان، وكثير من بلاد المسلمين وذلك على مرئ ومسمع ما يقال عنهم بأنهم قادة الدول الإسلامية، والذى أظهر الكثير منهم محآدة الله ورسوله إلا من رحم ربى سبحانه وتعالى . وقد نسوا ما كلفهم به الله عز وجل والذى تجلى فى قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ( التوبة 38 ، 39 ) لذا فوالله إن العالم أشد على الشيطان من ألف عابد كما أخذ المعصوم صلى الله عليه وسلم فإن الرجل ممن تربى على منهج مدرسة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أشد على أعداء الله من ألف بل أقول ألوف ممن ينتسبون إلى الإسلام والإسلام منهم براء، وأنتم تعلمون { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ( الرعد 11 ) ولقد ظهر هذه الأيام بعض الرجال الذين فروا بدينهم من الإضطهاد، ممن هم على منهج نبيهم صلى الله عليه وسلم وأبناء جلدتهم لعلهم أن يكونوا من الرجال الذين قال فيهم المولى تبارك وتعالى { أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } ( الفتح 29 ) فنحن بصدد أمثال هؤلاء الرجال فإن هذه الأمة لن تنهض والله إلا بالرجال . وليس بأنصاف الرجال ممن يملأون الدنيا اليوم . فربما بالرجل الواحد يصلح الله على يدية أمة كاملة كما أصلح جزيرة العرب على يد نبينا صلى الله عليه وسلم ثم أنتشر هذا الإصلاح حتى عم مشارق الأرض ومغاربها على أيدى رجال أمته .
وما أمسنا إلى أن نتعرف على بعض منهم لعلنا نتخذ منهم العبرة والأسوة الحسنة فأول من سنضرب به الأمثلة ممن حققوا القاعدة فى قوله سبحانه وتعالى : { أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ } من الأمم السابقة هذا الذى أسرع بتبليغ موسى عليه السلام بخبر فرعون وذلك فى قوله تعالى : 1- { وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ } ( القصص20 ) بداية يجب أن تعلموا إنما أتكلم عن الرجال المؤمنين حقاً لأن غير المؤمن إما أن يكون من أنصاف الرجال أو المخنثين أو العلمانيين أو الملاحدة والزنادقة، أو ممن ينتسبون إلى الإسلام ويمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية . فهذا رجل واحد لم يبال حتى لو علم فرعون بأمره أو علمت زبانيته من الحرس الخاص والعام وأمن دولته واستخباراته العامة وجميع أجهزة أمنه فإن موسى عليه السلام فى نظرهم متطرف مطلوب القبض عليه حياً أو ميتاً فى هذا الموقف أو ليبادروا بإعتقاله أو ليقتلوه غيلة ثم يعلنوا بأنه قد مات فى معركة بينه وبين الحرس، فهذا الرجل لم يكترث بكل هذه الأشياء لعلمه اليقينى بأنه لن يضره شيئاً إلا ما كتبه الله عليه فتجد أن الله عز وجل سخر هذا الرجل ليكون سبباً فى نجاة موسى عليه السلام من أن ينال منه فرعون وقومه . وعليك أخا الإسلام أن تعيش هذا المشهد حيث أنك تعرض نفسك لبطش أكبر رأس فى الدولة، فهل منا رجل اليوم يقف موقف هذا الرجل . 2- الحبيب بن إسرائيل وهو الذى ذكره لنا المولى عز وجل فى سورة يس بقوله : { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ } ( يس 21 ) . فهذا رجل لم يخف بطش قومه الذين توعدوا لرسلهم المرسلين إليهم من قبل ربهم وكانوا ثلاثة رسل أُرسل إليهم إثنين فكذبوهما فعززهم المولى بثالث فقالوا : { قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } ( يس 18) وبالرغم من ذلك نطق بكلمة الحق ولم يخف فى الله لومة لائم فهذا بحق . رجل تحتاج الأمة فى هذا الزمان لمثله . 3- يقص علينا المولى سبحانه وتعالى من سورة غافر قوله : { وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} ( غافر 28) فهذا أيضاً رجلاً ممن تحتاجه الأمة فى زمان تبدل فيه الحال فأصبح الضوء بدلاً من أن يسلط على العلماء، أصبح يسلط على الفساق والفاسقات وبدلاً من أن يُفسح فيه للرجال أصبح يفسح فيه للمخنثين، فانظر كيف يكون بإستطاعة الرجل ( بمعنى الرجل ) أن يفعل ما لا يستطيع أن يفعله أمة من أنصاف الرجال وما أكثرهم فى هذا الزمان . 4-عمربن الخطاب ( رضى الله عنه ) هذا الرجل الذى كان متمماً لأربعين رجلاً ممن أسلموا فى صدر الدعوة الإسلامية فأنزل الله قوله
تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } ( الأنفال 64 ) وما نزلت إلا بعد إسلام عمر ( رضى الله عنه ) فقد أخرج الطبراني . وغيره عن ابن عباس . وابن المنذر عن ابن جبير . وأبو الشيخ عن ابن المسيب أنها نزلت يوم أسلم عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه مكملاً أربعين مسلماً ذكوراً وإناثاً هن ست وحينئذٍ تكون مكية . وانظر ( أسد الغابة فى معرفة الصحابة لإبن الأثير جـ 3 / 642 ) ( بتصرف ) . ولننظر إلى ما قاله إبن مسعود رضى الله عنهم جميعاً . قال : " كان إسلام عمر فتحاً وكانت هجرته نصراً وكانت إمارته رحمة " ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلى فى البيت حتى أسلم عمر فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا . ( أسد الغابة جـ 3 / 648 ) . وقال عنه حذيفة رضى الله عنه : " لما أسلم عمر كان الإسلام كالرجل المقبل لا يزداد إلا قرباً . فلما قتل عمر كان الإسلام كالرجل المدبر لا يزداد إلا بعداً " ( نفس المصدر السابق ) كما ذكر ابن الأثير بسنده عن مولى لعثمان بن عفان قال : " بينا أنا مع عثمان فى مال له بالعالية ( 1 ) فى يوم صائف إذ رأى رجلاً يسوق بكرين وعلى الأرض مثل الفراش من الحر، فقال : ما على هذا لو أقام بالمدينة حتى يبرد ثم يروح . ثم دنا الرجل فقال : " أنظر من هذا ؟ فنظرت فقلت : أرى رجلاً معتماً بردائه، يسوق بكرين . ثم دنا الرجل فقال : " أنظر " . فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقلت : هذا أمير المؤمنين . فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب فإذا نفح السموم، فأعاد رأسه حتى حاذاه .
( 1 ) العالية : هى كل ما كان من جهة نجد من المدينة وما كان دون ذلك سافله فقال : ما أخرجك هذه الساعة، فقال : بكران من إبل الصدقة تخلفا، وقد مضى بإبل الصدقة، فأردت أن ألحقهما بالحمى، وخشيت أن يضيعا، فيسألنى الله عنهما . فقال عثمان : " يا أمير المؤمنين هلم إلى الماء والظل ونكفيك . فقال : " عد إلى ظلك " . فقلت : عندنا من يكفيك ! فقال : عد إلى ظلك . فمضى، فقال عثمان : " من أحب أن ينظر إلى القوى الأمين فلينظر إلى هذا ! فعاد إلينا فألقى نفسه . ( أسد الغابة جـ 3 / 667 ) .
لا يسعنى بعد هذا إلا أن أناشد رجال الأمة وعلى رأسهم قادتها هل فى الأمة اليوم من يساوى ظفر عمر ( رضى الله عنه ) وهل هناك من قادة الأمة من قال فى نفسه ولو لمرة واحدة . إنى أخاف أن يسألنى ربى عن مال المسلمين يوم القيامة . أو على الأقل عن مال أمته فحسب ؟ أو تحسس أحوال رعيته ولم يبت شبعاناً وأحد من رعيته جائع . كما كان يفعل عمر رضى الله عنه . والحديث عنه يطول ومواقفه أصول وأكثر من أن تحصى فى مجلدات ولكنى أردت توصيل ما أردت أن أصبوا إليه فكان عمر رجلاً واحداً من آلاف الرجال الذين تخرجوا من مدرسة الحبيب المعصوم صلى الله عليه وسلم . فهلا أخذنا من رجولتهم وورعهم وخوفهم من الله ومواقفهم تجاه أعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم العبرة ؟ 5- أبو طلحة الأنصارى ( رضى الله عنه ) واسمه زيد بن سهل البخارى وهو عَقبى بدرى نقيب .
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " صوت أبى طلحة فى الجيش خير من مائة " ( 1 ) ونحن لا ننسى موقفه يوم أحد وله مقام مشهود فى هذا اليوم إذ كان يقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ويرمى بين يديه يتطاول بصدره ليقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : " نحرى دون نحرك ونفسى دون نفسك يا رسول الله " وقَتَل يوم حنين عشرين رجلاً وأخذ أسلابهم ( 2 ) . كما روى عن أنس رضى الله عنه قال " أن أبا طلحة قرأ سورة براءة فأتى على هذه الآية { انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا } ( التوبة 41 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) تاريخ الإسلام للإمام الذهبى جـ 2 / 166( 2 ) أسد الغابة جـ 5 / 183
قال : أرى ربى يستنفرنى شاباً وشيخاً . جهزونى ، فقال له بنوه : " قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، ومع أبى بكر ومع عمر فنحن نغزو عنك فقال : جهزونى . فجهزوه، فركب البحر فمات فلم يجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير .( أسد الغابة جـ5/184 ) . فأى رجل هذا فأنا أستحلفك بالله أخى المسلم ألا يحق لمثل هذا الرجل أن يعدل وحده أمة من هذا الزمان ؟ سأترك لك حق التعقيب . 6-حذيفة بن اليمان ( رضى الله عنه ) ويوم الخندق .
قال ابن اسحق : حدثنى يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظى، قال قال رجل من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان : يا أبا عبد الله أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه ؟ قال : " نعم يا ابن أخى، قال : فكيف كنتم تصنعون ؟ قال : والله لقد كنا نجهد، قال : فقال : والله لو أدركناه ما كنا تركناه يمشى على الأرض ولحملناه على أعناقنا، قال : فقال حذيفة : يا ابن أخى ، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هوياً من الليل ثم ألتفت إلينا فقال : " من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع " يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة " أسأل الله تعالى أن يكون رفيقى فى الجنة " فما قام رجل من القوم من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد دعانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن لى بد من القيام حين دعانى فقال : " يا حذيفة إذهب فادخل فى القوم فانظر ماذا يصنعون ولا تُحدِثنَّ شيئاً حتى تأتينا " قال : فذهبت، فدخلت فى القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناء، فقام أبو سفيان فقال : يا معشر قريش ، لينظر أمرؤ من جليسه، قال حذيفة : فأخذت بيد الرجل الذى كان إلى جنبى، فقلت : " من أنت ؟ " قال : فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنى قريظة وبلغنا عنهم الذى نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون ؛ ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار ، ولا يستمسك لنا بناء ، فارتحلوا فإنى مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ، ثم ضربه فوثب على ثلاث، فوالله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم، ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن لا تحدث شيئاً حتى تأتينى فما شئت لقتلته بسهم. قال حذيفة : فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلى فى مرط لبعض نسائه مراجل .
قال ابن هشام : المراجل : ضرب من وشى اليمن . فلما رأنى أدخلنى إلى رجليه، وطرح علىّ طرف المرط ثم رجع وسجد وإنى لفيه، فلما سلم أخبرته الخبر . وسمعت غطفان بما فعلت قريش فانشمروا راجعين إلى بلادهم . ( سيرة النبى صلى الله عليه وسلم لابن هشام جـ 3 / 250 ، 251 ) فهذا أيضاً رجل من رجال أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعليك أخى الحبيب أن تتدارك وتعيش هذا الموقف العصيب إذ كان الصحابة الإجلاء ما لبثوا أن أنتهوا من حفر الخندق وما أدراك ما حفر الخندق فقد لقى فيه الصحابة رضوان الله عليهم الأمَرَّيْن من شدة الجوع والعطش والإعياء والخوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم يحفر مثل ما يحفرون ويذوق الجوع كما يذوقون حتى كشف أحدهم عن حجر قد ربطه على بطنه من شدة الجوع فوجدوا أن النبى صلى الله عليه وسلم قد ربط على حجرين وإن تعرضت لموقف واحد لكل صحابى لما وسعنا مجلدات حتى نعلم أن أمتنا كانت أمة الرجال الذين بذلوا الغالى والنفيس من أجل حمل هذه الدعوة المباركة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم . أفما آن لنا أن نراجع حساباتنا وأن نتعلم منهم وأن نسعى بكل ما نملك أن نبلغ حتى نصف مد أحدهم ولو تقربنا إلى الله بملئ الأرض ذهباً ؟ ما أردت إلا أن أضرب جانباً ضئيلاً جداً لأُقرب الفهم لدى من ينتسبون إلى الإسلام أو لعل من يقرأ مقالتى هذه أن تدب فيه روح الغيرة على ما آل إليه حال المسلمين من انحطاط وحب للنفس والمال والولد والجاه والمنصب وما انغمسوا فيه من الملذات والشهوات ونيسان أمر إخوانهم المستضعفين فى الأرض فلما هان عليهم أخوانهم فى الله هانوا على أعداء الإسلام فنرى ما نرى من امتهان لكثير من أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل أعدائهم فى مشارق الأرض ومغاربها .
فهلا عدنا رجالاً كأسلافنا يا أمة الرجال كتبه الفقير إلى عفو ربه . الناغى بن عبد الحميد العريان جمهورية مصر العربية _______________________________________________
| |
|