احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: الجماهير الجزائرية ضحية صحافتها التي نشرت «معلقات» عن تعرض الجزائريين لـ «الإساءة في القاهرة» الثلاثاء 17 نوفمبر 2009 - 22:21 | |
| > «النهار»: كلنا أمل في الثأر لموتانا في السودان.. وعازمون علي دحر المصريين والنيل منهم > «المساء»: أنصار المنتخب المصري ممَّن جندهم البلطجي سمير زاهر اعتدوا علي حافلة المنتخب بمختلف المقذوفات
الصحافة الجزائرية تقود مواطنيها إلي الهاوية، وتلقي بهم عن عمد فريسة للتعصب والرغبة في الانتقام، ورغم أن سياسة التهييج والتحريض تتعبها صحف الجزائر منذ انتهاء الجولة الخامسة وتأجيل حسم المنتخب المتأهل إلي الجولة الأخيرة، إلا أن الأمر وصل مداه بعد انتهاء مباراة السبت الماضي بهزيمة الخضر والاحتكام لمباراة فاصلة في السودان.
من يقرأ الصحف ومواقع الإنترنت الجزائرية يتصور وكأن لاعبي ومشجعي الجزائر في المحرقة المصرية، تم التنكيل بهم وتغاضت الشرطة المصرية عن حمايتهم، بل تواطأت مع الجزارين المصريين الذين كانوا يختبئون في ثوب الجماهير.
ورغم أنه لم يتم الإعلان رسمياً عن أي حالة وفاة أو حتي إصابة خطيرة أو اعتداء علي لاعب أو مشجع جزائري إلا أن هذا لم يمنع صحيفة مثل «النهار» الجزائرية من الخروج بمانشيت مثير علي لسان المشجعين الجزائريين الذين نقلت عنهم القول: «الحمد لله لأننا خسرنا وإلا كانوا صفونا جميعاً».
وقالت الصحيفة في نص الخبر الذي كتبته راضية حجاب: أكد جميع المناصرين الجزائريين الذين كتبت لهم حياة جديدة السبت الماضي بعد نجاتهم من مجزرة استاد القاهرة أن ما وقع هناك كان بتواطؤ مع الحكومة المصرية وجميع الشعب المصري كونهم لم يتدخلوا لإنقاذهم بالرغم من أنهم يدعون أنهم «أشقاؤنا» تزامن وصولنا إلي مطار هواري بومدين الدولي في حدود الـ 30،11 وقدوم أول طائرة مصرية تقل المناصرين الجزائريين الذين نفذوا بجلدهم من بين أيدي المتعصبين المصريين الذين سيسوا كرة القدم وخرجوا بالمباراة عن منحاها الطبيعي بعد أن جعلوا من جميع الجزائريين أعداء لهم، وهدفاً لابد من تصفيته، ومع هذا كانت المعنويات مرتفعة، وفي جو مشحون بالدموع والغضب تعالت التكبيرات والتسابيح علي أمل الثأر لموتانا مباشرة من السودان يوم الأربعاء المقبل، عازمون علي الانتقال إلي هناك لدحر المصريين والنيل منهم.
وأضافت الصحيفة: في مشهد دراماتيكي أبطاله وجوه باردة ومخربشة جراء الضرب والتنكيل وملابس مليئة بالدماء، وعيون حمراء جراء الدموع الكثيرة التي ذرفت حزناً علي ما لاقوه من عذاب في مصر، وبلسان غاضب يروي قصصاً قريبة لما نشاهده في الأفلام السينمائية حول الإرهاب والتقتيل والتنكيل والتعذيب: التقينا بعض العائدين من أم الدنيا التي تحولت- حسبهم- إلي أم الجحيم بسبب تصرفات شعبها اللا إنسانية والتي ترجم من خلالها كرههم للجزائريين.
محمد من السوريكار: ما حدث وما ارتكب في حقنا كان مجزرة حقيقية، لقد رجمونا ونكلوا بنا ولم يفرقوا في اعتدائهم بين النساء والرجال، واحتجزونا في الملعب حتي إخراج آخر مناصر مصري، ثم أركبونا الحافلات المخصصة لنقلنا إلي الفنادق ومنها إلي المطار، وبقينا محتجزين 5 ساعات كاملة وسط الأحياء الشعبية المصرية المتاخمة للعاصمة، جميع المصريين شاركوا في الاعتداء علينا، حتي رجال الأمن والشرطة واستفزونا وحرضوا شبابهم الثائر ضدنا، ثم انسحبوا وتركونا نواجه مصيرنا لوحدنا.
جريدة «المساء» الجزائرية بدورها لم تترك فرصة المشاركة في الحملة وقالت في تقرير تحت عنوان «دماء تسفك علي قارعة طرق القاهرة.. والشرطة المصرية تتفرج»: «بعض أنصار المنتخب المصري ممن جندهم البلطجي سمير زاهر - رئيس الاتحاد المصري- كانوا قد اعتدوا يوم الخميس علي حافلة المنتخب الجزائري علي مستوي طريق المطار، فأصابوا ثلاثة لاعبين بالحجارة ومختلف المقذوفات، وقد تدخلت الفيفا يومها من خلال مراسلة طالبت فيها السلطات المصرية بضرورة توفير الحماية للمنتخب الجزائري وأنصاره قبل وبعد المباراة، واشترطت في ذلك تقديم ضمانات مكتوبة، وهو ما تم فعلاً غير أن السلطات الرياضية المصرية تخلت في نهاية المباراة عن كل الالتزامات فأهملت بذلك أمن المنتخب الجزائري وأنصاره، ووضعت كل هؤلاء في مواجهة الخطر، من خلال مكيدة أخري، كانت أكثر قساوة وتمت علي مرأي البوليس المصري الذي لم يتدخل لوقف النزيف وتوفير الحماية للجزائريين الذين استبيح دمهم وعرضهم علي قارعة الطريق، لا لشيء سوي لكونهم جاءوا للعب مباراة في كرة القدم والتفرج عليها».
وتحت عنوان «أدخلوا مصر غير آمنين» قال موقع «النهار أون لاين» بقلم كاتبه ياسين عبدالباقي: «فيما كان ينتظر من المسئولين المصريين بعد الذي جري من اعتداء وحشي، خلال الأيام الماضية استهدف في البداية حافلة المنتخب الوطني لدي وصوله إلي مطار القاهرة وصولاً إلي افتراس كل من يحمل الجنسية الجزائرية أمس وأمس الأول تقديم توضيحات وتفسيرات لما جري، باستثناء ما قاله وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط علي لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية في مصر، يوم الخميس الماضي عقب الاعتداء علي لاعبي الخضر من أن العلاقات المصرية- الجزائرية أكبر وأعمق بكثير من أن تهزها أو تنال منها منافسة رياضية من أي نوع».
وإذا كان أبوالغيط يقول هذا الكلام بعد إصابة لاموشيه بجروح بليغة لا تقل خطورة عن إصابة زملائه حليش وصايفي وبلحاج وبعد انتهاك حرمة وشرف جزائريات من طرف مصريين أقرب للكلاب أكثر ممن هم بشر، فمتي ننتظر منه أو من غيره من المسئولين المصريين توضيحاً لما جري، علي الأقل من باب تبرئة الذمة، أم أن ذلك لن يكون إلا إذا تمت إبادة جميع الجزائريين في مصر؟!
أما جريدة «الخبر» الجزائرية فنشرت تقريراً طويلاً لها يقول: «عشنا الحجيم في القاهرة.. الشرطة تواطأت مع المصريين للاعتداء علينا.. استباحوا حرمات نسائنا.. ولكن سننتقم لدماء شهدائنا بالخرطوم» هي عبارات تداولها مختلف أنصار المنتخب الوطني بعد عودتهم صبيحة أمس، إلي أرض الوطن، حيث رووا لـ «الخبر» تفاصيل جد مرعبة عن جحيم القاهرة ليلة السبت الماضي:
«صبيحة الأحد الماضي في حدود الساعة الثانية عشرة والنصف حطت بمطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة أولي الطائرات القادمة من القاهرة والتي حملت علي منتها كثيراً من أنصار الخضر الذين حضروا مقابلة أمسية السبت ووسط حالة الهتاف المتعالي الموصول بدعوات الشكر بعد النجاة من «وحشية المصريين» التقينا الشاب سليم بلعيدي المقيم بمدينة البليدة والذي سرد علينا بدايات وصول الأنصار الجزائريين إلي ملعب القاهرة ويقول: لم نشهد استفزازات كما شهدناه علي بوابة الملعب، حيث سخرت قوات الأمن المصرية 18 جهاز سكانير بغية تفتيش ومراقبة الجزائريين، قبل أن يقاطعه أحد زملائه المدعو «محمد.ب» ويقول: علي الجانب الآخر لم يشهد أنصار المنتخب المصري أي متاعب في الدخول ولا مراقبة ولا تفتيشاً. كما سمح لهم بإدخال الألعاب النارية، مضيفاً بنبرة يعلوها كثير من التأثر: وعلاش يا صاحبي، إحنا رانا يهود، ولا أعداء الله يعملوا فينا هذا.
وأضافت الخبر: رغم انتصار المنتخب المصري ونيله حظوة لعب «مقابلة فاصلة» إلا أن معاناة الجزائريين تواصلت إلي ما بعد نهاية المباراة، حيث يحكي «نبيل. ف» أن أنصار الخضر ظلوا محتجزين بأحد أروقة ملعب القاهرة لمدة أربع ساعات كاملة، حيث قامت الشرطة المصرية بضمان آمن وخروج الأنصار المصريين أولاً. مضيفاً: كان يوجد بيننا بعض كبار السن وأطفال صغار وكذا امرأة حامل لاحظت أنها كانت تصرخ بصوت عال متأثرة بالألم ولكن لم تجد أحداً يستجيب لنداءاتها».
ودخول رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة علي طريق الشحن والتهويل قائلاً: إن منتخب بلاده نجا من كمين منظم ومخطط في القاهرة اشتمل علي اعتداءات عديدة طالت اللاعبين قبل وبعد المباراة.
وقال روراوة في تصريح للإذاعة الجزائرية: إن اللاعبين تعرضوا للرشق بالحجارة وهم في طريقهم للعودة إلي الفندق بعد المباراة، بعدما بقوا ساعتين في الملعب، مشيراً إلي أن مندوب الاتحاد الدولي للعبة كان مع اللاعبين الجزائريين في الحافلة وسجل كل ما حدث.
وتمني روراوة أن ينال المصريون جزاء ما ارتكبوه وفق القانون، مندداً بما وصفه بـ «البلد» الذي يستقبل ضيوفه بالحجارة من أجل قتلهم.
| |
|