السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بالفعل اخى / احمد .... اوافقك الرأى يَقُول تَعَالَى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)
إن الله تَعَالَى آمِرًا رَسُوله مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَدْعُو الْخَلْق إِلَى اللَّه بِالْحِكْمَةِ . قَالَ اِبْن جَرِير وَهُوَ مَا أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّة وَالْمَوْعِظَة الْحَسَنَة أَيْ بِمَا فِيهِ مِنْ الزَّوَاجِر وَالْوَقَائِع بِالنَّاسِ ذَكَّرَهُمْ بِهَا لِيَحْذَرُوا بَأْس اللَّه تَعَالَى وَقَوْله " وَجَادِلْهُمْ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن " أَيْ مَنْ اِحْتَاجَ مِنْهُمْ إِلَى مُنَاظَرَة وَجِدَال فَلْيَكُنْ بِالْوَجْهِ الْحَسَن بِرِفْقٍ وَلِين وَحُسْن خِطَاب كَقَوْلِهِ تَعَالَى " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْل الْكِتَاب إِلَّا بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَن إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ " الْآيَة فَأَمَرَهُ تَعَالَى بِلِينِ الْجَانِب كَمَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام حِين بَعَثَهُمَا إِلَى فِرْعَوْن فِي قَوْله " فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّر أَوْ يَخْشَى " وَقَوْله " إِنَّ رَبّك هُوَ أَعْلَم بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيله " الْآيَة . أَيْ قَدَّمَ عِلْم الشَّقِيّ مِنْهُمْ وَالسَّعِيد وَكَتَبَ ذَلِكَ عِنْده وَفَرَغَ مِنْهُ فَادْعُهُمْ إِلَى اللَّه وَلَا تُذْهِب نَفْسك عَلَى مَنْ ضَلَّ مِنْهُمْ حَسَرَات فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَيْك هُدَاهُمْ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِير عَلَيْك الْبَلَاغ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب " إِنَّك لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْت " " لَيْسَ عَلَيْك هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّه يَهْدِي مَنْ يَشَاء " .تفسير ابن كثير
ففعلا اسلوب الداعى من اهم الأسس فى الدعوة ولذلك يجب ان يكون من يعمل بالدعوة له صفات خاصه واضحه من الأيات السابقه
وساحكى لك قصه حثت امام عينى بالفعل ونحن فى فترة الجيش
كان معنا فى السريه اخ مسيحى وكان منطوى جدا ووجدت احد زملائنا ويسمى عبد الخالق يتقرب منه ويصادقه واخذ مرة تلو الأخرى يحدثه عن الإسلام وعن السيدة مريم وسيدنا عيسى وقصه السيدة العذراء كما وردت فى سورة مريم ففوجئ زميلنا المسلم بالأخ المسيحى يسأله عن قول الله تعالى ( ياخت هارون ماكان ابوك امرأ سوء وماكانت امك بغيا) وقال له ان هارون كان اخوا سيدنا موسى فكيف يكون اخ للسيدة مريم وهذا فى زمن وهذا فى زمن اخر فاحمر وجه زميلى عبدالخالق ولم يستطع الرد وعندها تدخلت فى الحديث على قدر فهمى المتواضع واخبرته ان كلمة اخت فى هذه الأيه ليست بمعنى الأخوة فى الدم من اب وام ولكنها اخوة فى الطهر والعفاف والتقوى . (كما كنت افهمها )فاقتنع زملينا المسيحى واخذت عبد الخالق جانبا وقلت له كيف تدعو فرد الى الإسلام وانت جاهل به ليس كل من يحفظ ايه من القران داعى ولكن لابد من العلم والمعرفه والدراسه وهناك كليات مخصصه للدعوه يتخرج منها الدعاه
ومن الممكن ان سائق هذة الروايه عن الفتيات هدفه ايضا ان يوصل الينا طريقه الدعوة بالحكمه والموعظه الحسنه اذا قارنا بين موقف خطيب المسجد والأخ الفاهم الواعى وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد"
كل الشكر لك اخى احمد واسف على الإطاله
_________________