HAFSA عقيد
عدد الرسائل : 515 العمر : 47 تاريخ التسجيل : 06/09/2010
| موضوع: المسجد الأقصى يتكلم!!!!!!! الثلاثاء 11 يناير 2011 - 0:28 | |
| المسجد الأقصى يتكلّم !! قد طال صبر المسجد الأقصى، وقرر أن يتكلم اليوم كما تكلم في الماضي بعد صمت مماثل عندما بعث شاب من دمشق رسالة على لسان المسجد الأقصى إلى صلاح الدين بعد معركة حطين قال فيها:
يا أيهـــا الملك الذي لمعـــالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامـة تسعـى من البيت المُقَدَّس
كـــل المساجد طهرت وإنا علــى شرفي أُدنسأ يها الناس: إن المسجد الأقصى يرسل إليكم رسالة جديدة فيقول:
أيها المسلمون، يُحكى أن سيدة جميلة اندفعت ذات مرة وسط حشد من الرجال وخلعت بعض ملابسها فقال لها أحدهم: ألا تخشين على نفسك أيتها الفاتنة؟ فقالت له: لو كنت أعرف أن هناك رجلاً واحداً بينكم لما تعريت! وعبر أحد الشعراء عن هذا الموقف بقوله:
ما كانت الحسناء تكشف سترها لو كان في هذي الجموع رجال هذا في القديم، وأما حديثاً، فيُحكى أن أحد ركاب حافلة أوقفها حاجز عسكري في فلسطين، فصعدت مجندة إلى الحافلة وطلبت من الركاب الرجال أن ينزلوا، فنزلوا إلا واحداً، فسألته المجندة بغضب: ألم أقل لكم أن ينزل الرجال جميعاً، فأجابها بأنه ليس رجلاً، إذ لو كان كذلك لما تجرأت امرأة أن تفعل ما فعلت. يقول المسجد الأقصى لكم، أين الرجال؟ أين الجيوش؟ أين المجاهدون في سبيل الله؟
يقول المسجد الأقصى: أسمع جعجعة ولا أرى طحناً، يقول المسجد الأقصى: أين خلافتكم أيها المسلمون؟
يقول المسجد الأقصى: إن منبري يئن تحت وطأة خطب جوفاء لا تليق به، أين محب الدين بن الزكي الذي افتتح خطبة تحريري من الصليبيين بقوله: الحمد لله الذي رد على المسلمين هذه الضالة من الأمة الضالة؟
يقول المسجد الأقصى: لا تحررني الحجارة فلدي منها الكثير، ولكني أريد حديداً يفل حديدي،
يقول المسجد الأقصى: فكوا أسري وانثروا حجارتي في كل شبر من فلسطين فلست أبالي، واجمعوا حجارة أخرى غيرها، وارفعوا القواعد من البيت على أنقاضي، وابنوا أقصاكم الجديد الذي يتسع للقريب والبعيد.
يقول المسجد الأقصى: لا تخافوا علي من زحف يهود، وخافوا علي هرولة الحكام نحو السلام المزعوم والتطبيع وفتح الحدود، فقد وُطئت يوم زارني السادات، وفجعت يوم رأيت وجه ماهر، فلولا أنكم صفعتموه بالنعال لتمنيت أن تنشق الأرض وتبلعني.
يقول المسجد الأقصى: ولست أبالي حين تقصفني طائراتكم ودباباتكم، ولو نثرت رمالي، وبلغ دخانها عنان سمائي، ولست أجزع أن تمس نار التحرير ثيابي، ولست أندم إن شوه المجاهدون زخارفي وقبابي، فلا أريد ترميماً ولا تزييناً ولا مؤتمراً، أقول لكم: تعالوا حرروني واسلخوا جلدي، واكسروا عظامي، تعالوا خلصوني من الشرك الذي اعتراني، والفسق الذي قطع أوصالي، فإني لا أطيق صبراً على فراق توحيدي وقرآني وإسلامي.
يقول المسجد الأقصى: ضقت ذرعاً ببطاقات الهوية التي تعلنون، فلست فلسطينياً ولا عربياً ولا أعجمياً، وإنما أنا مسلم شقيق المسجد الحرام من أمه وأبيه، فلا مرحباً بفلسطينيتكم، ولا مرحباً بعروبتكم ولا بأعجميتكم، وإني أحملكم أمانة أن تقولوا لهم: فلا كيل لكم عندي ولا تقربون، كفوا عن التآمر علي من قبل أن يطمس الله وجوهكم فيردها على أدبارها، أو يلعنكم كما لعن أصحاب السبت، يا أصدقاء أصحاب السبت، وكان أمر الله مفعولاً.
يقول المسجد الأقصى: لقد مللت شعاراتكم يا أحبتي، "ولن ننساك يا أقصى"! فمن لا ينساني يعمل لإنقاذي، ولو كنت على بالكم لما هادنتم ولا هنتم، ولا طأطأتم الرأس للسلطان الذي خذلني وخذلكم، وسلمني لأعدائي وسلمكم، وفي الأسر أوقعني وأوقعكم.
يقول المسجد الأقصى: ألا هبوا لتحريري، فإن الأسر أعياني، فلا الحكام تنقذني، ولا الحراس تنجدني، وإني لرب الكون أشكوكم، أريد خليفة ثاني، برُشد الأمر يأتيني، ولَجب الجيش يغشاني، فذا والله أنشده، سبيل الفك للعاني.
أجل أيها المسلمون، هذه هي المعضلة التي يواجهها المسجد الأقصى، وما لم تحل تلك المعضلة فسيبقى المسجد الأقصى أسيراً. فكما فتحه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول مرة بالجيوش التي حاصرت بيت المقدس أياماً كانت حوله كالجراد، وكما حرره صلاح الدين ثانية بعد معركة حطين، فإن تحريره الثالث لا يكون إلا بجيش عرمرم مجاهد في سبيل الله، تُعدّه دولة الخلافة الراشدة الثانية القائمة قريباً بإذن الله، ومن ينشد تحريره أو حمايته بغير هذا فقد افترى.
يقول بهاء الدين شداد واصفاً حال صلاح الدين مع القدس: "كان رحمه الله عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله إلا الجبال". وقال أيضاً: "وهو كالوالدة الثكلى، ويجول بفرسه من طلب إلى طلب - ويحث الناس على الجهاد، ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادي "يا للإسلام" وعيناه تذرفان، بالدموع وكلما نظر إلى عكا، وما حل بها من البلاء، اشتد في الزحف والقتال، ولم يطعم طعاماً البتة، وإنما شرب أقداح دواء كان يشير بها الطبيب، ولقد أخبرني بعض أطبائه أنه بقي من يوم الجمعة إلى يوم الأحد لم يتناول من الغذاء إلا شيئاً يسيراً لفرط اهتمامه".
وكان من كلامه - رحمه الله -: "كيف يطيب لي الفرح والطعام ولذة المنام وبيت المقدس بأيدي الصليبيين؟!. وأكرم الله بيت المقدس بصلاح الدين كما أكرم صلاح الدين ببيت المقدس ففتحه في 27 رجب عام 583هـ، وقام القاضي محيي الدين بن زكي الدين ليخطب أول جمعة بعد قرابة مائة عام، وكان مما قال مخاطباً صلاح الدين وجيشه: " فطوبى لكم من جيش، ظهرت على أيديكم المعجزات النبوية، والوقعات البدرية، والعزمات الصديقية، والفتوحات العمرية، والجيوش العثمانية، والفتكات العلوية. جددتم للإسلام أيام القادسية، والوقعات اليرموكية، والمنازلات الخيبرية، والهجمات الخالدية، فجزاكم الله عن نبيكم صلى الله عليه وسلم أفضل الجزاء.
أيها الناس:
لم يكن "صلاح الدين" رحمه الله ممن يبحث عن ألقاب زائفة، أو دنيا زائلة، ولكنه كان داعية حق، ورجل معركة، وصاحب عقيدة.. يقول واصفوه: "كان رحمه الله خاشع القلب، غزير الدمع، إذا سمع القرآن الكريم خشع قلبه ودمعت عينه، ناصراً للتوحيد، قامعاً لأهل البدع، لا يؤخر صلاة ساعة عن ساعة، وكان إذا سمع أن العدو داهم المسلمين خر ساجداً لله قائلاً: "إلهي، قد انقطعت أسبابي الأرضية في دينك، ولم يبق إلا الإخلاد إليك والاعتصام بحبلك والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل". كانت أمنيته أن يسود الإسلام كل بلاد الأرض قاطبة .. اسمع إليه يقول: "إنه متى ما يسَّر الله تعالى فتح بقية الساحل، قسمت البلاد، وأوصيت، وودعت وركبت هذا البحر إلى جزائره واتبعتهم فيها، حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت". _________________ | |
|