هجرة النبي صلى الله عليه وسلم

إن الحمد لله نحمده تعالى ونشكره ونتوب إليه ونستغفره ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدالله ورسوله ونصلى ونسلم على إمام المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وبعد

فإننا سنتعرض لبعض الدروس المستفادة من الهجرة النبوية وسوف ننظر إليها نظرة مادية ( كما هو عالمنا الحالي ) حتى تتحقق لنا بعض الاستفادة :

أول الدروس هو عد الهجرة للمجهول فالنبي صلى الله عليه وسلم هاجر وحدد التوقيت بعد أن قام بإعداد دار الهجرة مسبقا حيث أصبحت ملاذا للمسلمين إضافة إلى أهلها فصارت الأغلبية من المسلمين فكانت الهجرة من دار استضعاف إلى دار قوة ونشر دعوة

ثانيا تحديد الطريق جيدا واختيار الرفيق والدليل وإعداد البدائل في حالة وجود أي معوقات واستخدام التمويه في حالة التهديد وقد ظهر هذا جليا في تحديد طريق الرحلة وكذلك اختيار الصديق أبا بكر رفيقا في الرحلة كذلك استخدام طرق فرعية في مناطق التهديد إلى غير ذلك من وسائل التمويه

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم 2110

ثالثا إعداد الزاد للرحلة واستمراره وكذلك الراحلة أو وسيلة السفر بما يضمن تمام الرحلة

رابعا أختيار التوقيت المناسب للقيام بالرحلة فلا هو بالمتأخر حتى يصيبه الخطر ولا بالمتقدم فلا يصيبه خطر الوصول إلى أرض مجهولة غير ممهدة

خامسا الاعتماد والتوكل على الله قبل وبعد وأثناء نفاذ الأسباب وموقف الغار أكبر دليل على ذلك

سادسا وضع أسس التعايش بشكل واضح بين الأجناس والشرائع المختلفة بما يضمن حرية العيش والعقيدة دون ظلم أو محاباة لطرف على حساب طرف وظهر هذا في وثيقة التعايش التي عقدها النبي بين المسلمين واليهود ومشركي المدينة وغيرهم والتي لم تترك أي شئ بداية من البيع والنصرة ومن أدق الأمور إلى أعظمها

سابعا عدم استغلال السلطة في نهب الممتلكات وكيف كان موقف النبي من شراء أرض بيته

ثامنا الاهتمام بالنواحي الإنسانية والتي تقوم على المودة والتآخي والإيثار بين عناصر المجتمع وكيف ضرب الأنصار أروع الأمثلة في هذا مع المهاجرين وقاسموهم كل شئ بداف الحب والإسلام

تاسعا إعطاء الفرصة للمجتمع لينمو ويطور نفسة قبل المواجهات الخارجية فكانت أول غزوة للمسلمين في العام الثاني للهجرة فكان ما سبقها هو تمهيد وإعداد للمجتمع على الرغم من أن حياة العرب في ذلك الوقت كانت قائمة على الغزو بالدرجة الأولى والهجوم أو الدفاع عن الأرض والمال والعرض

أرجو أن يحاول كل منا عند الشروع في أي مشروع أو سفر أو التخطيط لأي عمل أن يضع تلك الأمور نصب عينيه ويستفيد منها في حياته فنبينا لم يكن أبدا ( درويشا ) يحتمي وراء خيط عنكبوت أو بيضة حمامة إنما كان يعمل قدر جهده ثم يتوكل على الله والله لم يخذله أبدا ولن يخذل كذلك من عمل عمله

اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا

_________________
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم 61862110

أبـوروان

» هدي النبي – صلى الله عليه وسلم - في الزينة
» خطبة له صلي الله عليه وسلم في الترغيب في التقرب إلى الله في رمضان والبر بالوالدين، والإكثار من الصلاة على رسول الله صلي الله عليه وسلم
» فؤائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
» دموع في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم
» [ لباسه وسلاحه ودوابه ] صلى الله عليه وسلم