الكلام كثير عن التورتة واقتسامها وأسأل عن أي تورتة تتحدثون؟
- هل حمل المسئولية في الوقت الحالي وفي الظروف الراهنة في مصر تورتة؟
- هل المشاكل الأمنية والاقتصادية والسياسية والفساد الاجتماعي والسياسي في مصر حاليا ميراث يسعد به أحد ويقولون عنه أنه تورته؟
- وإذا كان الشعب المصري "الذي يقولون عنه جاهل سياسيا" يريد حلا معينا لمشاكله فهل يمكن منع الشارع المصري من قول كلمته أو توجيهه ليقول كلمة بعينها؟
- إننا ومنذ قامت الثورة وحتى الآن نرى فريقا من الشعب "رغم قلة عدده النسبي بالمقارنة بالأغلبية" دائما يثيرون الشكوك حول كل شئ وفي أي شئ وفي أي موقف ولو سارت الأمور نحو الهدوء أشعلوها بأي شئ ولو بمجرد سب أو شتم في وقت ليس وقته تماما!!
- كلنا لم ينكر أنه كان هناك فساد للنظام السابق وكان الفساد في النظام لكن الفساد كان أشد وأكبر في الحاكم وبالتالي سقط الحاكم أولا ولابد أن يصوغ الشعب بنفسه نظامه الجديد دون وصاية من أحد ولو سلمنا الأمر لمن فجروا الثورة فقط لزرعنا أساسا لثورة كل يوم طالما من ثار يحكم ولنتذكر أننا كشعب أيدنا الثورة ودعمناها لنبني نظاما جديدا للحكم في مصر لا يصنع ديكتاتورا جديدا.
ورغم قناعتي التامة بآراء السياسيين في ترتيب الدستور والحاكم والمجلس وغيره من الأمور إلا أن الوضع في مصر في الوقت الراهن لا يحتمل الإطالة أكثر مما كان ومازلت أتذكر كلام البرادعي وساويرس وغيرهم من السياسيين الليبراليين والذي كانوا يطالبون بمد الفترة الانتقالية مع تسليم السلطة لمجلس مدني وبالطبع يكونوا هم على رأسه وهو ما لم تقبل به غالبية الشعب فسارت الأمور بالشكل الذي سارت به.
واليوم وقد وصلنا لمرحلة متقدمة من البرنامج الزمني المقترح مسبقا من المجلس العسكري والذي وافق عليه الشعب بأغلبية مطلقة وها هي المنظمات بدأت تكتمل ولست هنا أهتم بتكوينها ونسبة تكوينها والذي يمكن أن يتغير في كل دورة طبقا لاختيارات الشعب.
والآن جاء دور الدستور والذي أعتبره شخصيا الخطوة الأهم والأكبر فالدستور كما عرفناه في العالم ليس قانون أغلبية بل هو حماية وضمان للتعايش بين أفراد الأمة وهو ضمان الحريات وضمان الحقوق المتساوية للجميع دون التعدي على الحقوق وهو التنسيق والتناغم بين أدوار مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية والرقابية بما يحترم الحقوق والواجبات وبالتالي فالأمر ليس مجرد انتصار لمذهب أو لفكر بل هو انتصار للإنسانية والحرية الإيجابية وليست الحرية الفوضوية التي يطالب بها البعض بل الحرية التي تبني وتحترم أسس وقواعد المجتمع المصري الذي نعيش فيه.
ثم تأتي الخطوة أو الحلقة الأخيرة في هذا المسلسل الأهم في حياتنا الدرامية وهي اختيار الرئيس والذي لن يكون كما يتخيله الناس بل هو اختبار ولا تتوقع له مستقبلا خارجيا كبيرا بل على العكس سيكون مقدمة للحلقات القادمة والتي ستحاول فيها الأحزاب مستقبلا اتخاذ خطوات جادة لبناء مرشح لها يصلح للرئاسة داخليا وخارجيا وكم أتمنى أن أرى قطبين كبيرين أو ثلاثة في عالم الأحزاب بثقل متوازن يضمن للحياة السياسية المصرية الاستقرار والرقابة المطلوبة.
وبعدها يمكن أن تسير الحياة التشريعية ويبدأ المجلس في صياغة القوانين في ظل الدستور وظل سلطة الرئيس المنتخب وحكومته ويقوم بدوره الرقابي ويحاسب المسئولين ويقدم الموازنة ويحاسب الميزانية.
أحلام أتمنى أن يمد الله في أعمارنا لنساعد في بنائها مهما كان من يحملون الراية فكلهم مصريين.
_________________
أبـوروان