شجرة وثمرة

كل شجرة لها جمال خاص سواء كانت صغيرة أو كبيرة
ساق و أغصان وأوراق
بعضها يانعة وارفة وبعضها شاحبة ساقطة فعلى قدر الارتواء يزيد النماء
وتكون الشجرة أجمل حين تزهر فتسر بها العين لألوانها وتملأ النفس بهجة بعبيرها
وشعور بعبق يفيض ببهجة ودفء حين نري الثمرة
والانسان كالشجرة جميل أن نراه يرتوي ويرتوي ويكبر
ولكن البعض يرتوي ويزهر والبعض يرتوي ويثمر والبعض يظل علي حاله ساق واغصان وأوراق وآخرون لا يقربوا من الماء للارتواء !!!!!
والانسان كالشجره يرتوي بعلمه ومعرفته فعلى مر العمر عشرون سنه......اربعون سنه ......ستون سنه ....
كم قدرا من المعرفه نحملها بعقولنا ؟ وهل نعمل بقدر بمعرفتنا وعلمنا ؟!
ولنضرب مثالا من العلم والمعرفه عن الصبر ......
وجميعنا يعلم أن الصبر وهو قوة من قوى النفس التى بها صلاح شأنها وقوام أمرها

وقيل في الصبر الكثير الكثير نذكر منها لابن القيم في كتابه مدارج السالكين ولمن اراد ان يستزيد

والنفس فيها قوتان قوة الإقدام وقوة الإحجام

فحقيقة الصبر ان يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ما ينفعه
وقوة الإحجام إمساكا عما يضره ومن الناس

فيصبر على مشقة الطاعة وهي من قوه الاقدام
فنصبر علي مشقة العلم ...ونزيد في قوتنا عندما نعلم ان العلماء ورثة الانبياء قال تعالى( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال.. قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء وتنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ).......متفق عليه

فالعلم نور يملىء العقول والآفاق
ولكن هل نعمل بما تعلمنا
تزودنا في رمضان وبعضنا ازهر واثمر ........فهل ما زلنا علي العهد

هل نكون كالشجره المثمره ؟ ام نكون كالشجره المزهره ....ام اي نوع من الشجر تكون انت ؟؟؟
اجابة لا يستطيع ان يجيب عليها الا ذو النفوس البصيره ..
اما ان كانت النفس الامارة بالسوء باتباع هواها من الشهوات ........وكل ابن خطاء
او كانت النفس اللوامه التي تلوم صاحبها على ما فاتها من الخير وتندم عليه‏.....وكم منا من لم يندم على قول او فعل ....او خير لم يلحق به .
وبرحمة من الله
تدور الايام ونستقبل افضل الايام عند الله فنجدد العهد مرة اخرى ونقبل لنرتوي بشغف وحب ونقاء
حتى نشبع من الارتواء وتزهر ويفيح عبيرنا في كل مكان . ونثمر ونقطف ثمارنا يوم جمعنا .
كلنا نعرف فضل العشر الأوائل من ذي الحجة
فى البخاري وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام (يعني العشر)، قالوا: "يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟" قال -صلى الله عليه وسلم-: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء".
ولنا في استقباله الاستعداد الكبير ........
باخلاص النيه وصفاءالنفس والتوبه الصادقه والزياده في الصيام ووالاكثار من الصدقات و قيام ليل والقـــــــرآن
انها افــضــل الايام عند الله والاجر اضعـاف واضعـاف لانضيعها في الفيل والقال والصــــــــبرعلى
طاعة مسـك اللسان حتى لا ينطق الابخيــر ....

فلنعمل بما تعلمنا حتى نكون من النفوس المطمئنه .

ومعا في طريق الارتواء والاثمار