عشرة أيام فقط هي ما تبقى على بداية المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية لمجلس الشعب المصري الأول في عهد ثورة 25 يناير والتي ستبدأ في محافظات ( القاهرة ، الفيوم ، الأقصر ، بورسعيد ، دمياط ، الإسكندرية ، كفر الشيخ ، أسيوط ، البحر الأحمر ).
ورغم يقيني بنجاح الثورة في تحقيق هدفها الأول المعلن من اليوم الأول وهو التخلص من مبارك ونجليه ومجلسيه ورموز نظامه وأعضاء المطبخ السياسي والدستوري في عهده إلا أن المشككين ما زالوا يحاولون التعطيل ثم يلومون على التأخير فلم يمر يوم دون تعطيل ودون مشاكل ودون اعتصامات ومظاهرات وكلها ليس لها سوى هدف واحد وهو التعطيل.
المشككون يقولون أن قانون الانتخابات خاطئ وأن نظام الانتخابات خاطئ وأن المبادئ الدستورية التي وافق عليها الشعب خاطئة و.....
وللأسف الشديد هم لا يعتبرون إلا برأيهم فهم لا يؤمنون بالحرية ولا يؤمنون بالديمقراطية إنما فقط يؤمنون بحريتهم وديمقراطيتهم التي تحقق مصالحهم السياسية والاقتصادية فقط.
إن الحرية التي نادى بها الشعب وحى بأبنائه ووقته وأمنه وماله من أجلها هي حرية الشعب كله وليست حرية فئة من فئات الشعب.
إن كان فهم البعض للحرية يدعو لتسفيه آراء أكثر من 70% من الشعب فهي بالتأكيد ليست الحرية التي طالبت بها الثورة.
إن كان فهم البعض للحرية مثل تلك الداعرة التي ملأت الدنيا بصورها العارية فهي بالتأكيد ليست الحرية التي طالبت بها الثورة.
إن كان فهم البعض للحرية أنها للاعتداء على الأمن وهدم قوة الأمن وتصغير أعضاءه فهي بالتأكيد ليست الحرية التي قامت من أجلها الثورة.
إن الحرية التي نحلم بها - ولو توفرت في عهد مبارك المخلوع لما قامت الثورة - الحرية هي حرية الرأي وحرية أن أختار من أشاء دون أن يملي علي أحد ما أفعل ، هي حرية أن أعمل كما يعمل الجميع لمصلحة هذا البلد في ظل مظلة من الأمن دون اعتداء على حرمات الإنسان وبدنه وفكره ، هي حرية أن أمشي بأمان وسلام بين أبناء بلدي ، هي حرية أن أشكو من ظلمني وكلي يقين في القاضي الذي سيحكم بيني وبينه ، هي أن أحترم حرية الآخرين ورأيهم حتى لو كان مخالفا لرأيي.
إن الحرية التي نسعى إليها هي حكم الأغلبية والرضا والتسليم والنقد البناء الذي يقوم الأخطاء وليست حرية الهدم والتعطيل والفساد والفوضى.
إن كان البعض يريدون أن يزجوا بهذا الوطن الغالي الكبير بعيدا عن المسار الصحيح ويرمون به إلى ظلمات الفوضى فإن أول الطريق إلى الاستقرار والأمن فعلا أن نختار نحن من يمثلوننا لنختار بأيدينا أجهزتنا التشريعية والتنفيذية والتي ستخطط لهذا البلد العظيم فيما هو آت وتحاسب المسئولين وتساءلهم على كل شئ.
إننا بالتأكيد وأتحدث عن غالبية المصريين وليس فقط هؤلاء القلة التي تخرج علينا كل يوم بالجديد للتعطيل فقط ولسنا نمانع في أن نخرج لنقوم مسارا معوجا أو لنقول رأيا في قضية ونوصله للمسئولين ، إنما أمانع في أن نتخذ ذلك ذريعة للإفساد ولو خرجنا وتظاهرنا كل يوم واعتصمنا لفرغنا مضمون التظاهر والاعتصام من أهميته وقوته عند المسئولين.
اختر من شئت في دائرتك الانتخابية ولكن الأهم من ذلك هو أن ترضى باختيار الأغلبية بل وتدعمه ليقوم بقيادة هذا البلد خلال الفترة القادمة واعلم أنه من الآن يتم إعداد الفيديوهات والتي يتقول ما نسمعه دائما :
- تم تزوير الانتخابات
- الأمن يمنع الناخبين
- تبديل الصناديق
- .......... إلى آخر الهموم التي عايشناها في عهد المخلوع لكننا نثق في أن لن نراها بل ولن نستمع إليها في عهدنا الجديد لأننا نثق في شعبنا أولا ثم في جيشنا ثانيا وقبل كل هذا نثق في أن ربنا لم يخذلنا في ثورتنا التي ستكون بمشيئته مثالا تاريخيا يحتذى.
اللهم أعد لمصر بلدنا الأمن والأمان ، اللهم وسائر بلاد المسلمين ، اللهم ول علينا من يصلح ويصلح
_________________
أبـوروان