فرسول الله وهو القدوة يقوم له احدهم ويقول (( اعدل يامحمد)) فيتحمله , ويقوم اخر ويدفعه عن الصلاة على احد الموتي فلا يكترث لهذا الموقف .
وعلي يقول لاحد المجاميع ابغضكم وتبغضوني ولكن خذوا عطاءكم واذهبوا الى ثغر الري لحمايته
وابو بكر يقول : ان اسئت فقوموني , فيقوم له احدهم ويقول : لو وجدنا بك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا
وعلي المعارض للخليفة يقف معه لحماية الدولة والكيان الاسلامي ويمنع الخليفة من الخروج للقتال حرصا على سلامته وعمر تعترضه امراة لتبين له خطأ رايه في مهور النساء فيعترف قائلا : حتى النساء أفقه من عمر.
اما التعامل مع المال العام فلا تجد احرص من الاسلام وقادته على ذلك , فمحمد الرسول الحاكم يبقى قلقا طول الليل لان سبعة دراهم بقيت عنده لم ينفقها على المستحقين ويموت قائد المسلمين علي بن ابي طالب ولا يملك غير راتبه , ويطلب ابو بكر من المسلمين ان يحددوا له راتبا لانشغاله بشؤون الدولة وتركه للتجارة , ويتاخر عمر بن الخطاب عن الصلاة لانه لا يملك غير لباس واحد لم يجف من الماء , وانه جلد ابنه حتى اودى بحياته لانه شرب الخمر, ويسمي الامام علي اعطاء المال لذويه دون غيرهم سرقة والاسلام حدد راتبا لكل انسان من مرحلة الفطام حتى وصل الحال بان بعض النساء يفطمن رضيعهن لكي يحصلن على راتبه وحينما سمع عمر بذلك خصص راتبا للرضيع ايضا وعلي يقول (( ايقال لي امير المؤمنين ولا اشاركهم في مكاره الدهر او اكون اسوة لهم في جشوبة العيش ))
وكان يضع الهدايا الخاصة له في بيت المال وهذه نظرية اسلامية وليست تصرفا شخصيا
وقائد الاسلام يخرج متلثما ليوزع الاموال على المواطنين في بيوتهم وهم لا يعرفونه ,ولوكان موجودا في عصرنا لوزع الصكوك المالية هو والموظفون دون ان يعلم بهم احد .
وتوزيع المناصب في الاسلام يقوم على اساس النزاهة والكفاءة وليس على اساس المحاصصة واكرر القول اني ارى ان اباذر ليس شيوعيا , بل ان الاخوة الشيوعيين هم اسلاميون بسجيتهم وبثوريتهم , كما قال عنهم الشهيد محمد باقر الصدر انهم شباب مخلصون يريدون تغيير الواقع , اقول ان التيار الاسلامي الاصيل بحاجة الى روحكم الثورية والتي تطالب بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية وهذه سجية الاسلاميين ويبقى ابو ذر قدوة لكم ايها الشيوعيين لا ان يكون شيوعيا فابو ذر له فلسفته الخاصة عن الكون والحياة ويؤمن بالنظرية الاسلامية حول حركة التاريخ والمجتمع , وهي غير النظرية الشيوعية التي تؤمن بالعامل الواحد في حركة التاريخ .
وقد يقال اثبت الكثير من المسؤولين بسيرتهم واكتنازهم للاموال وتنافسهم على المناصب لما فيها من امتيازات بان العامل الاقتصادي هو المحرك للانسان والتاريخ ., فاقول انه محرك لمثل هؤلاء ولا يصح انتقاد النظرية الاسلامية التي يدعونها لأن الاسلام هو التطبيق وليس الادعاء الاسلام ايها الناس قد يحصره البعض بحرمة الخمر وحلق اللحية وحرمة لعب الدومينووحرمة الغناء وحرمة الاختلاء بالمراة الذي يقود الى الزنا, في حين يسكتون عن التلاعب باموال الناس او يشتركون في اكتنازها والاستئثار بها .
التلاعب باموال الناس والاستئثار بها وتشريع الامتيازات للبرلمان وغيره اشد من شرب الخمر لانه يجعل المواطنين سكارى بسبب الجوع والحرمان ,وحلق الدين بتشويه مفاهيمه اشد من حرمة حلق اللحية , والمقامرة باموال المواطنين اشد من لعب الدومينو, وهو اشد من حرمة الزناº فالاستئثار بالامتيازات حرم الكثير من الشباب والشابات من الزواج وما يترتب عليه من مخاطر جنسية يكون المترفون باموال الشعب مسؤولين عنها الاسلام معاملة ويركز على ثلاث : الاحتياط بالاموال والنفوس والاعراض والله يحاسب على اهمال حقوق الناس ويغفر لمن قصر في حقوقه العبادية