[center]تعالوا نعرف بعضاً عن زهدها رضوان الله عليها
و بداية لقد نشأت عائشه رضى الله عنها فى بيت ابيها الصديق ابو بكر رضى الله عنه فتعلمت الزهد منه ابتداءاً ...
وكيف لا وهو الرجل الذى جعل ماله كله لله ولم يتعلق قلبه لحظه واحده بحطام الدنيا الزائل .
ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الزاهدين بلغت عنده درجة الكمال فى الزهد لأنها كانت ترى الزهد فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم فى كل لحظه ورات بعينها كيف ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم زهرة الحياه الدنيا واختار ما عند الله عز وجل فلقد عرضت الدنيا وما قبلها من مفاتيح وخزائن على النبى صلى الله عليه وسلم فابى ان يقبلها وكره ما ابغض خالقه فان الله زوى الدنيا عن الصالحين اختيارا وبسطها لاعدائه اغتراراً فلا يظن المغرور بها المقتدر عليها انه اكرم بها ؟
ولا ينسى ما صنع الله عز وجل بحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم الذى شد على بطنه الحجر .
فعن ابى هريره رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو كان لى مثل أُحد ذهبا لسرنى ان لا تمر على ثلاث ليالى و ما عندى منه شيئ الا شيئ ارصده لدين ,مختصر منهاج القاصدين (ص237-238)
وعن عائشه رضى الله عنها قالت : توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما فى بيتى من شئ يأكله ذو كبد الا شطر شعير فى رف لى فأكلت منه حتى طال على فكلته ففنى ,البخارى ( 6451).
والحديث معناه ان بيت عائشه رضى الله عنها لم يكن به الا شطر شعير عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وكانت امنا الطاهره عائشه رضوان الله عليها تأكل من هذا الشطر فلما طالت الايام وكان لا ينفض كالته (اى مثلما نقول فى ايامنا هذه وزنته) لإستعجابها من كثره مكوثه فلما كالته ووزنته فنى اى لم يبق طويلا .
وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال : نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر فى جنبه ( اى ترك اثراً فى جنبه الشريف ) فقلنا : يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءاً فقال صلى الله عليه وسلم : ما لى وما للدنيا ؟؟ ما انا فى الدنيا الا كراكب استظل تحت شجره ثم راح وتركها ,صحيح اخرجه الترمذى (2377).
ولما تعايشت عائشه الطاهره النقيه التقيه رضوان الله عليها بقبلها وجوارحها مع زهد ابيها وبعده زهد زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم كانت حياتها كلها صفحه ناصعه من الزهد فى متاع الدنيا وزينتها واصبح قلبها لا يتطلع الا الى رضوان الله عز وجل وجنته
فعن عروة عن عائشه رضى الله عنها قال : رايتها تقسم سبعين الفا وهى ترقع درعها . الزهد للامام احمد ( ص 205- 206 )
وعن عروه قال( كانت عائشه رضى الله عنها لاتمسك شيئاً مما جاءها من رزق الله تعالى الا تصدقت به ) السمط الثمين ( ص88)
وعن محمد بن المنكدر عن ام ذره وكانت تغشى عائشه رضى الله عنها قالت : بعث اليها ابن الزبير بمال فى غرارتين قالت : اراه ثمانين أو مائه الف ، فدعت بطبق وهى صائمه يومئذ فجلست تقسمه بين الناس فأمست وما عندها من ذلك درهم فلما امست قالت : يا جاريه هلمى فطورى ,فجاءتها بخبز وزيت ,فقالت لها ام ذره : اما استطعتى مما قسمتى اليوم ان تشترى لنا بدرهم لحماً نفطر عليه ؟؟ فقالت ( رضى الله عنها ) : لا تعنفينى لو كنت أذكرتينى لفعلت . راوه ابن سعد فى الطبقات ( 8/46) ورجالة ثقات
وفى روايه لمسلم من حديث عائشه قالت : جاءتنى مسكينه تحمل ابنتين لها فاطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحده منهما تمره ورفعت الى فيها تمره لتاكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمره التى كانت تريد ان تأكلها بينهما فاعجبنى شأنها فذكرت الذى صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله قد اوجب لها بها الجنه او اعتقها بها من النار. مسلم (2630)
فيالها من صفحه غاليه من زهدها تعجز الكلمات عن وصفها بل وتتوارى منها خجلاً وحياءاً لأن الكلمات كلها لو اجتمعت فلن نستطيع ان نعبر بها عن عظمه تلك الصفحه التى سطرتها امنا عائشه رضى الله عنها على جبين التاريخ بسطور من نور
الى هذا الحد انتهى النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله عليه وسلم محمود المصرى حفظه الله .[/center]