[center]- قطعت جهيزة قول كل خطيب
أصله أن قوما اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيين قتل أحدهما من الآخر قتيلا ويسألون أن يرضوا بالدية فبينما هم في ذلك إ جاءت أمة يقال لها ( جهيزة ) فقالت : إن القاتل قد ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله فقال عند ذلك : قطعت جهيزة قول كل خطيب أي قد استغنوا عن الخطب
يضرب لمن يقطع على الناس ما هم فيه بحماقة يأتي بها ..
14- القول ما قالت حذام :
حذام امرأة رجل يسمى لجيم بن صعب وكانت صادقة النظر شديدة الذكاء ترى الرأي فلا تخطئ وتظن فيأتي الأمر كما توقعت فكان زوجها يثق في صدق نظرها وقوة ادراكها ويقول فيها :
إذا قالت حذام فصدقوها ** فإن القول ما قالت حذام
وهكذا يثق الناس في البصير المجرب فإذا اختلف الناس فيما يأتون من الأمر أو يدعون لجأوا إلى الخبير يسألونه مطمئنين إلى صدق رأيه وحسن توجيهه كما كان لجيم يصنع إذا قالت أمراته حذام رأيها في أمر وإذا اختلف الناس في مرض فقال الطبيب رأيه فهو في هذا الأمر حذام وإذا اختلف الناس في توجيه الأحداث فقال السياسي رأيه فهو الحجة في ذلك الأمر وهو فيه حذام .وإذا أشكل أمر في شئون التربة والتعليم فقال المربي رأيه فرأيه القاطع في هذا الشأن لأنه الخبير به المدرك له وكان فيه كما كانت حذام ..
والمراد من المثل :أنه يدل على صاحب القول السديد والرأي الرشيد
15- لا عطر بعد عروس
وعروس هذا كان زوجا ( لأسماء بنت عبدالله ) وكأن أيضا في قومها ومن أبناء عمومتها فلما مات زوجها رجلا من غير قومها يقال له نوفل وكان دميما ولما أردا هذا الزوج أن يرتحل إلى قومه ومعه زوجته .. استأذنت منه أن تقف على قبر ابن عمها وترثيه فأذن لها فأخذت ترثيه وتبكيه معرضة بزوجها الجديد ودمامته فغضب الرجل وواصل الارتحال بها وقد عرف ما تكن له ولاحظ الرجل أن المرأة غير معتنية به وبنفسها كما تصنع الزوجات حتى أوعية عطرها طرحتها جانبا ولم تلمسها فصاح بها زوجها قائلا :
لماذا لا تتعطرين ؟ وأوعية عطورك لا تلمسينها فقال الزوجة في آسف .
لا عطر بعد عروس آي ليس هناك ما يدعو إلى التعطر والزينة بعد أن فقدت من كنت أتعطر وأتزين له ..
والمراد من المثل لا عطر بعد عروس هو الاستصغار لكل امرئ دون صاحب الحب والوفاء والمودة ..
16- لا في العير ولا في النفير ..
• كان أبو سفيان بن حرب قد أقبل من الشام يقود قافلة تجارية وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر إلى المدينة فعلم بمقدمه فخرج مع أصحابه المسلمين ليعترضوا قافلة المشركين انتقاما منهم ..
ولكن أبا سفيان تخوفا من المسلمين غير طريق القافلة بعيدا عن منطقة ( بدر ) حتى لا يلتقي بالمسلمين ثم أرسل إلى قريش يستنجد بهم ومن ثم استطاع أبو سفيان النجاة بالقافلة ولما دخل مكة علم أن قريش قد خرجت بكل قوتها لملاقاة المسلمين فأرسل إليهم أن يعودوا فأبوا العودة إلا بعد تأديب المسلمين ولكن ( بني زهرة ) حين عرفوا بنجاة العير ( القافلة ) عادوا إلى مكة فصادفهم أبو سفيان وهو راجعون فقال لهم :
يا بني زهرة لا في العير ولا في النفير أي لا في العير ( القافلة ) ولا في النفير ( أي النفرة إلى الحرب )
والمراد بالمثل : هوان قدر الرجل وتصغير شأنه ..
17- لا ناقة له فيها ولا جمل
• نزلت يوما امرأة تسمى ( البسوس ) بناقتها إلى جوار ( جساس بن مروة ) وكان من سادة قومه . وبعد عدة أيام من إقامة البسوس دخلت ناقتها في إبل ( كليب بن وائل ) فرماها بسهم فقتلها .
وكليب بن وائل كان سيد قومه في الجاهلية وكان متجبرا قاسيا يأمر فلا يعصى ولما علم جساس بما صنع كليب ثار جساس لقتل ناقة امرأة نزلت في حماه فتربص لكليب وقتله فثارت الحرب بين قوم كليب وقوم جساس وكان من قوم جساس رجل شجاع عاقل وماهر في الحرب يسمى ( الحارث بن عباد ) رفض مساعدة قومه في الحرب حيث لم يعجبه أن يقتل كليب وهو سيد قومه في ناقة وقال لن أشارك في حرب ( لا ناقتي فيها ولا جملي )
فصار المثل يضرب في براءة الإنسان من تهمه لا شأن لها بها أو دعى إلى عمل لا يجني من ورائه نفعا ..
18- من أشبه أباه فما ظلم
• أي لم يضع الشبه في غير موضعه لأنه ليس أحد أولى به منه بإن يشبهه ويجوز أن يراد فما ظلم الأب أي لم يظلم حين وضع حيث أدى إليه الشبه وكلا القولين حسن وكتب الشيخ علي أبو الحسن علي الأديب البارع وقد وفد إليه ابنه الربيع البارع مرحبا بولده بل بولدي الظريف الربيع الوارد في الخريف ..
19- ما أشبه الليلة بالبارحة
• أول من قاله الشاعر طرفة بن العبد حين كتب عمرو بن هند بقتله إلى عامله بالبحرين وأوهمه بأنه كتب إليه بأن يصله فقال طرفة يلوم أصحابه في خذلانهم لهم :
كل خليل كنت خاللته *** لا ترك الله له واضحة
كلهم أروغ من ثعلب ** ما أشبه الليلة بالبارحة ..
20- اليوم خمر وغدا أمر
أي يشغلنا اليوم خمر وغدا يشغلنا أمر يعني أمر الحرب والأخذ بالثأر وهذا المثل لامرئ القيس بن حجر الكندي الشاعر ومعناه اليوم خفض ودعة وغدا جد واجتهاد وكان أبو امرئ القيس حجر طرد امرأ القيس للشعر والغزل وكانت الملوك تأنف من قول الشعر فلحق امرؤ القيس بدمون من أرض اليمن فلم يزل بها حتى قتل أبوه فجاءه الأعور العجلي فاخبره بقتل أبيه . فقال امرؤ القيس : ضيعني صغيرا وحملني دمه كبيرا ، لا صحو اليوم ، ولا شرب غدا ، اليوم خمرا وغدا أمر ، فذهب قوله مثلا ..
21- هذه بتلك والبادئ أظلم
أول من قاله قتيبة بن مسلم وفي حديثه أن رجلا من بني سلول قدم على قتيبة بكتاب عامله على الري وهو المعلى بن عمرو المحاربي فرآه على الباب قدامة بن جعدة بن هبيرة المخزومي وكان صديقا لقتيبة فدخل عليه وقال له : ببابك ألأم العرب سلولي ، رسول محاربي إلى باهلي ، فتبسم قتيبة تبسما فيع غيظ ، وكان قدامة بن جعدة يتهم بشرب الخمر وكان الأقيشر ينادمه فقال قتيبة : أدعوا لي سرادس بن جذام الأسدي ، فدعى له ، فقال له : أنشدني ما قاله الأقيشر في قدامة بن جعدة بن هبيرة وهما بالحيرة فقال :
رب ندمان كريم سيد ** ما جد الجدين من فرعي مضر
قد سقيت الكأس حتى هرما ** لم يخالط صفوها منه كدر
قلت قم صل فصلى قاعدا ** تتشغشاه سمادير السكر
قرن الظهر مع العصر كما ** تقرن الحقة بالحق الذكر
ترك الفجر فما يقرؤها ** وقرا الكوثر من بين السور
فتغير وجه قدامة وخجل فقال له قتيبة : ( هذه بتلك والبادئ أظلم )
يضرب في حسن المجازاة ..
وقيل إن أول من قاله الفرزدق الشاعر وكان هجا جريرا فرد عليه فقال هذه المقولة ..
21- الوحدة خير من جليس السوء
قال الأحنف بن قيس أتيت المدينة فبينما أنا بها إذ رأيت الناس يسرعون إلى رجل فمررت معهم فإذا أبو ذر الغفاري فجلست إليه فقال لي : من أنت ؟ قلت : الأحنف ، قال : أحنف العراق ؟ قلت : نعم ، قال لي : يا أحنف الوحدة خير من جليس السوء أليس كذلك ؟ قالت نعم قال والجليس الصالح خير من الوحدة أكذاك ؟ قلت : نعم قال : وتكلم بخير خير من أن تسكت أكذاك ؟ قلت : نعم قال : والسكوت عن الشر خير من التكلم به أكذلك ؟ قلت : نعم قال خذ هذا العطاء ما لم يمكن ثمنا لدينك فإذا كان ثمينا لدينك فإياك وإياه وقال الشاعر :
وحدة العاقل خير ** من جلس السوء عنده
وجليس الصدق خير ** من جلوس المرء وحده [/center]