لماذا لا يزور الموت أوطانًا سوانا؟"
شطر بيت من شعر همس بي يحاكي دمعي المرتعد في عيني يا لله في غزة المجيدة, الأرض تسكر من دماء الأبرياء وتغص من دموع الثكالى المكلمين أشلاء أطفالنا...!!!
هل هذه حقيقة؟
ينهمر الدمع حارًّا غزيرًا, وكأنّه يهرب كي لا يرى ما لا يطيق رؤيته.
يقفز من صدري نداء للراحلين.
أيّها الزهرات "لا تتركوا الأرض الحزينة للضباع".
تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً - لحظةَ القَطْف, لحظةَ القَصْف, لحظة إعدامها في الخميلهْ!
أفيق من صدمتي على صوت الفاسقة جولدا مائير قبل سنين بعيدة يقول برنة شيطان: "أحيانًا يجافيني النوم عندما يخطر ببالي أن طفلًا فلسطينيًّا قد وُلِد».
وهذا تفسير الجريمة ولا أدري لماذا نسينا؟
لماذا نسينا من انتزع من تربتنا الخمرية العذراء بذور الحياة؟
من اغتصب من دوحة الزيتون أزهارنا بكل القسوة والفجور؟
وتجيب الأسئلة: "هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ. فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلا وَرَضِيعًا, بَقَرًا وَغَنَمًا, جَمَلاً وَحِمَارًا" [سفر صموئيل الأول, إصحاح 2:15-3].
أفيق على الحقيقة القاتلة، لقد نسينا جميعًا أنّهم اليهود، خدعتنا بشرتهم الصفراء وعيونهم الملونة
ونسينا أنّهم اليهود.
وتسرقني ثانية الأشلاء الطائرة
فلا صوت يعلو فوق صوت المجزرة
باسم رب الجنود يقول القتلة: "5 وقال لأولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا لا تشفق أعينكم ولا تعفوا 6 الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء، اقتلوا للهلاك ولا تقربوا من إنسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي فابتدئوا بالرجال الشيوخ الذين أمام البيت 7 وقال لهم نجسوا البيت واملئوا الدور قتلى اخرجوا فخرجوا وقتلوا في المدينة". [سفر حزقيال, إصحاح 3:9-6].
أتذكر ما قاله هنري برجسون: "لقد وُجدت وتوجد جماعات إنسانية من غير علوم وفنون وفلسفات، ولكن لم توجد قط جماعة بغير ديانة".
وهذه حقيقة ديانة اليهود كما يقول إفكهم الممهور بإمضاءات المحرفين:
هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!" [مزمور 8:137-9].
وتزكم أنفي راحة الموت في ارتجافة الرياحِ
تفر من ضراوة المجازر
فلا يبقى حولي سوى صوت الفسقة
هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "15 كل من وجد يطعن وكل من انحاش يسقط بالسيف 16 وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم". [سفر إشعياء - إصحاح 13- 15].
هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "تجازى السامرة؛ لأنّها تمردت على إلهها. بالسيف يسقطون. تحطم أطفالهم، والحوامل تشق". [سفر هوشع إصحاح 13 : 16].
هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "حِينَئِذٍ ضَرَبَ مَنَحِيمُ تَفْصَحَ وَكُلَّ مَا بِهَا وَتُخُومَهَا مِنْ تِرْصَةَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْتَحُوا لَهُ. ضَرَبَهَا وَشَقَّ جَمِيعَ حَوَامِلِهَا". [سفر الملوك الثاني، إصحاح 16:15].
وبين سفر وسفر من كتابهم الذي دنس كل طهر عرفته البشرية, يطل علينا رأس صاروح لقيط
ينهش التاريخ.... ينهش الوجدان.... ينهش الأوطان، رأس ينهش الأقوات والآمال والأفراح، حتى حرارة الأحزانْ.
هَكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: "فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. كِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ". [سفر العدد 15:31-18].
"قَالَ يَشُوعُ لِلشَّعْبِ: اهْتِفُوا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ وَهَبَكُمُ الْمَدِينَةَ. وَاجْعَلُوا الْمَدِينَةَ وَكُلَّ مَا فِيهَا مُحَرَّماً لِلرَّبِّ، . . . . فَانْدَفَعَ الشَّعْبُ نَحْوَ الْمَدِينَةِ كُلٌّ إِلَى وِجْهَتِهِ، وَاسْتَوْلَوْا عَلَيْهَا. وَدَمَّرُوا الْمَدِينَةَ وَقَضَوْا بِحَدِّ السَّيْفِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِيهَا مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَأَطْفَالٍ وَشُيُوخٍ حَتَّى الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْحَمِيرِ". [سفر يشوع: 6 : 16].
يا أمتي..
استرشد اليهود بدينهم فهل تذكرين أنّه كان لك دين؟!!
يا أمتي..
من أحالنا مسخًا قميئًا، ونعلًا وطيئًا لكل طاغية.
يا أمتي..
على خدنا لكل كف علامة
ونحن في ابتسام وبلاهة
مستعرضين عرينًا
من كل أثواب فريق الكرة
يا أمتي...
أما تألمين لطفلة سُفِكَ دمها فترحل عن الحياة, ولم ترى فيك سوى أمة من العبيد
ولا تحزني يا صغيرتي النازفة
إنهم لم يسمعوا بك, لم يشعروا بك
ربما لم يسألوا عن قاتليك,
أتدرين لما؟
ليس الفضول من طبائع الكلاب
إنّهم حتى لم يلقوا إلى أمك ما يكفى من المال لشراء نعش أو كفن,
أتدرين لما؟
لأن حجارتك الطاهرة كانت سترجم خزيهم يا صغيرتي النازفة
عِندما ترحلين عن سَاحةِ القَومِ, لا تلقي السَّلامْ.
لأنهم الآن يتقاتَلون فوقَ صِحَافِ الطعام
بعد أن أشعَلوا النارَ في العشِّ..
والقشِّ..
والسُّنبلهْ.!
وراحوا يذبحونكِ..
بحثًا عن كرامات فريق الكره!
وغدًا تَغْتَدي مُدُنُ الألفِ عامْ!
مدنًا.. للخِيام!
مدنًا ترتقي دَرَجَ المقصلهْ!