في الحقيقة أتفق مع المقال في أشياء وأختلف معه في أشياء أخرى
فالحكم الشرعي بما يجب أو لا يجب هو قول أحد الأئمة وليس قول جمهور العلماء وابن القيم من العلماء والمشهود لهم ولن نزيد أو ننقص بالمدح فيه فهو أهل لما هو أكبر من ذلك.
إنما أعلق على ماورد بعد ذلك من أن كل تجديد كان محاكاة لما هو موجود أيضا وليس من مجال للاجتهاد بل هو مجرد عمل للمحاكاة وهو قول مخالف للحقيقة تماما بل إن هناك من الأدلة على وجود من يجدد للأمة (فهم دينها على رأس كل مائة) وغيرها
وإن كان المهندس الإيطالي قد أتى لنا بمثال للمحاكاة المعمارية فهناك أشياء أخرى كثيرة لا تخضع إطلاقا للمحاكاة وإنما كانت تجديدا وهذه أمور يعلمها هذا المهندس وربما لا يعلمها ناقل الخبر نفسه
وإن كان الإنسان يكتشف النظريات ويستخدمها فهذا شئ محمود وهو بهذا لا يشارك الله في الخلق بل يعرف كيف يتعامل مع هذا الخلق فتعامل الإنسان مع الآلات الكهربية ضرورة وتجديد وغيرها من المجالات التي لا يتسع المكان والوقت لذكرها فلو أغلقنا الباب أمام المجتهدين وأهل البحث بأن ما يفعلوه مجرد محاكاة فهي دعوة للعودة للوراء بكل تأكيد.
وهناك العديد من الأمثلة التي تدعم الاستعانة بأهل المعرفة والخبرات بل والمحاكاة أيضا من باب الجد والاجتهاد
أخيرا - وليس هذا اعتراضا على فتوى الشيخ ابن القيم لكن توضيح لشئ قد يفهم من السياق بشكل خاطئ - فهناك صفات يشترك فيها الخالق والمخلوق ومنها الرحمة والرأفة كما وصف ربنا نفسه وكما وصف نبيه في القرآن وهناك غيرها من الصفات التي يتصف بها ربنا ويصف بها عباده وهذا ليس اشتراكا أو إشراكا فالوصف لله وصف مطلق لكنه للعبد وصف مرتبط بواقعة أو بحادثة وهو قابل للتغير حيث أن المخلوق خاضع للتغير أم صفات الخالق فهي قائمة ودائمة
أما صفات الخلق والأمر والحكم والإلهية فهي خاصة بالخالق وحده ولا تصرف إلا له إن كان يقصد بها الإله أما إن كان يقصد بها التصرف فمثلا يوصف كبير البيت بأنه رب البيت وكبير العمل بأنه رب العمل ويوصف سيد القوم بأنه ملك ويوصف المتجبر بأنه جبار وغيرها مما أثبته ربنا في القرآن
لهذا فيجب توخي الحذر في هذه الأبواب والتي ألبست على الكثيرين دينهم فألقت بعضهم في المشبهة وألقت البعض الآخر في المعطلة هدانا الله جميعا وبين لنا معالم الهداية إليه.
_________________
أبـوروان