خواطر رمضانية

الحمد لله على نعمة الإيمان وشرف الانتساب للإسلام ونصلي ونسلم على خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وبعد

فها قد قارب الثلث الأول من رمضان أن ينقضي وقد دخل علينا ونحن مغموسون في الذنوب مقصرون في الطاعات نؤدي الفرائض على استحياء فأنار بقدومه ظلمات قلوبنا وبدأنا رويدا نخلع أنفسنا من بعض المعاصي ونلتزم بالنوافل ونكثر من الدعاء آملين أن يشملنا عفوه سبحانه وتعالى وأن نكون من ضمن عتقائه من النار

ولكن هل أصابنا الدور في العتق من النيران ؟ أم مازلنا في عداد الخاسرين ؟
هل تقبل الله توبتنا وبدأنا فعلنا الطريق الصحيح وأعطينا ظهرنا للمعاصي ؟ أم نعد الأيام للخلاص من القيد الذي كبل به إبليس ؟
هل بدأنا نشعر بلذة العبادة ؟ أم أنها الموجة التي جرفتنا مع غيرنا فلم نستطع المقاومة فصلينا مع المصلين وصمنا مع الصائمين ودعونا مع الداعين دون أن تتحرك قلوبنا ؟

بمعنى أبسط هل حققنا الإخلاص والتقوى الذين هما ثمرة الصيام ؟ أم مازلنا ندور في فلك الشكليات والكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ؟

قلبي يرتجف ! هل بعد كل هذا وبعد التعب والجهد والجوع والعطش والسهر يضرب بهذا العمل وجهي ويرد علي ؟ أم يتقبله الله سبحانه وتعالى ؟

كلما أذكر أعداد العتقاء والمقبولين كل ليلة ولا أجد نفسي بينهم أصاب بحسرة شديدة وأسعى لعلها تكون الليلة التالية ولكن ماذا لو مر رمضان ولم أكن من المقبولين ؟

هل يمهلني الله فرصة أخرى لرمضان آخر ؟ أم تكون النهاية قبل رمضان المقبل ؟

ليست هذه كلمات يأس والعياذ بالله وإنما هي وقفات محاسبة للنفس قبل فوات الأوان

فالطاعة تجلب خشوعا لله تعالى وتزيد الإنسان ورعا وتكسر فيه فتنة الشهوات وتزيده قربا من مرتبة التقوى وكلما اقتربت من حبيب ووجدت لذة في قربه أحسست بالخوف من بعدك عنه

فهل هناك لذة تعادل القرب من الله ؟

وهل هناك لذة تعادل رضا الله ؟

وهل هناك شؤم وخسران يعادل سخط الله ؟

إن النفس بدأت بعد هدوء ثورة الاستقبال تعود إلى سابق عهدها من بدايات الكسل ولا أريد أن أدع لها الفرصة لذلك وأنا بين أن أغلبها أو تغلبني ولا معين لي في ذلك سوى الله سبحانه وتعالى

وهذه الأيام هي الأخطر في الشهر وهي التي تحدد هل أصل إلى العشر الأواخر وأنا مشتاق لليلة القدر أم أصل وأنا مصاب بالملل أعد اللحظات والثواني للتخلص من هذه القيود ؟

لهذا فلابد من دفع وحفز للنفس للتجاوز تلك المرحلة والتي تعد بمثابة التسخين للاعبي الكرة فمن أحسن التسخين أحسن الأداء ومن أساء فيه فلا تنتظر من سوى الشكوى والتقلصات والإصابات

لعل الله يتقبل منا ويحسن إلينا بالنظر إلينا فمن نظر الله إليه لا يعذبه

اللهم تقبل منا

اللهم بلغنا ليلة القدر

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك