العلمانية ....
العلمانية .. كلمها نسمعها ..ولكن سمعناها كثيرا مؤخراً ..يقولون دولة علمانيه .. والعلمانيه يحميها الجيش كما في تركيا ..فهل هي فكر ضار نقاومه .. أم فكر صالح نتبناه .. فما هي العلمانية ؟
كتاب- أقطاب العلمانية فى العالم العربى والإسلامى- تناول هذا المصطلح بالتفسير والتوضيح ..وتناول مريدي هذا الفكر ..بل أقطابه فى عالمنا ...
مؤلف الكتاب طارق منينه " ابن الشاطئ " مصرى مقيم بهولندا
فى صفحات الكتاب الأولى يقول الكاتب :
العلمانيه هى الترجمه العربية لكلمة " secularite ,secularism " فى اللغات الأوربية , وهى ترجمة مضلله لأنها توحى بأن لها صلة بالعلم بينما هى فى لغاتها الأصلية لا صلة لها بالعلم , بل المقصود بها فى تللك اللغات هو إقامه الحياه بعيداً عن الدين أو الفصل الكامل بين الدين والحياه ."مذاهب فكرية معاصرة محمد قطب ص 445
تقول دائرة المعارف البريطانية فى تعريف كلمة "secularism" هى حركة إجتماعية تهدف إلى الناس عن الإهتمام بالآخره إلى الإهتمام بالحياه الدنيا وحدها ذلك كان لدى الناس فى العصور الوسطى رغبة شديدة فى العزوف عن الدنيا والتأمل فى الله واليوم الآخر ...ومن أجل مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ secularism تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية , وبإمكانية تحقيق طموحاتها فى هذه الحياه القريبة , وظل الإتجاه إلى secularism يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله بإعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية .
فما يسمى secularism والمترجمة فى العربية بالعلمانية هى حركة مضادة للدين , وليس للمسيحية فقط , هذه الحركة سيطرت فى الغرب على الحياة كلها فتم عزل الدين عن الحياة كلها وصبغت علومها بصبغتها , فصارت علوم الإنسان والإجتماع والنفس والإقتصاد والسياسة والفن مضادة للدين ومناقضة لمبادئه.
هذا حدث فى الغرب ...هيمنت الفلسفة العلمانية على الحياه كلها .
أما فى العالم العربى والإسلامى , فالعلمانيون يتبنون العلمانية لكن هل هى العلمانية التى يتبناها الغرب أم هى شئ آخر وضع له هذا المصطلح...؟! نترك للعلمانيين العرب الإجابة !!
الأمر الذى نريد التأكيد عليه هنا هو أننا لن نستدعى من أقوال المفكرين والعلماء المسلمين فى هذا الشأن إلا بعد أن يكون العلمانيون قد استعرضوا أقوالهم وحكم بعضهم على بعض , وفسر بعضهم مذاهب بعض , ووضع بعضهم بعضاً موضع النقض .
بيد أننا فضلنا ان نضع فى هذه المقدمه مجموعة مهمة من الأسئلة " المثارة " التي تخص موضوع كتابنا , بحيث يجد القارئ الإجابة عليها بين دفتى هذا الكتاب ..
وهذه هى الأسئلة التى تخص العلمانية التى يتبناها العلمانيون العرب
1- هل مقاصد الاسلام الكلية هى مقاصد العلمانية الكلية
2- هل تناقض المرجعية العلمانية أو تنقض ! المرجعية الاسلامية ؟
3- هل تريد العلمانية إقامه مجتمع مدنى داخل الأطر والثوابت الاسلاميه , أم أنها تستعير أطر وأيديوبوجيات مغايرة ومناقضة وهادمة لهذه الأطر والثوابت ؟
4- هل العلمانية هى أنتهاج النهج العهلمى بدون رفض العقيدة الإسلامية , وبدون نبذ الدين والوحى ؟
5- هل ممثلو الإتجاه العلمانى لا يستبعدون الدين ولا يعادونه وأنهم فقط يحرصون على الفهم فهم لاتراث والدين معاً , كما فى كتاب التفكير فى زمن التكفير انصر حامد أبو زيد ص 22 ؟
6- ما هو الغرض الرئيسى والحقيقى , والهدف الأعلى المنشود للحضور العلماني فى العالم العربى والإسلامى ؟
7- وهل قال العلمانيون شيئاً فى هذا الشان ؟
8- وهل هم صرحاء فى مواقفهم من الإسلام والعقيدة ؟
9- وهل احتلوا مواقع فى عالم الفكر والتوجيه والتأثير فى عالمنا العربى والإسلامى ؟
10- هل يجب أن يتعامل المسلمون مع العلمانية على أنها ضد الدين وضد الشريعة وضد مبادئ الإسلامية ؟
11- هل فى العلمانية فقهاء مسلمون و علماء مجتهدون أو مفكرون مسلمون ؟
12- هل يطرح بعض العلمانيون أيديولوجياتهم من خلال الإسلام بغية السيطرة علية من الداخل وتغيير معالمه ببطئ ؟
13- هل هناك خطر حقيقى على الإسلام من العلمانيين والعلمانية ؟
نكتفى بهذه التساؤلات الآن .. لنتدبرها ..ونكمل فى الحلقة القادم ن شاء الله ..
المصدر ..أقطاب العلمانية فى العالم العربى والإسلامى ..جزء 1
طارق منينه " ابن الشاطئ "