منذ اليوم الأول للثورة ونحن حريصون على عدم اصطناع أي مواجهة بين الثورة وبين الجيش وكل الحكماء والخبراء يخشون الوقوع في هذا المطب الذي لن يأتي بأي حال في مصلحة البلاد ولا في مصلحة الثورة
لسنا نطالب بالقليل بل نطالب بكل مطالب الثورة ولكن من ينفذ ومن يقاضي ومن يحكم ومن يقرر ومن يحقق ؟؟؟
إن كنا في بداية الثورة قد علانا الفخر بأن الشعب كله قد خرج للثورة بدافع وطني ولم تخرجه قيادات ولم يكن للثورة قيادات بل إن من خرجوا قد خرجوا بأنفسهم وليسوا مدفوعين من تيار كذا أو تيار كذا
ومن هذا المنطلق رحب الجميع بالجيش حاميا للثورة وسمعنا قصائد شعر ومدح في المؤسسة العسكرية وألبسناها جميعا ثوب البطولة حيث تبنت مطالب الثورة وضمنت تنفيذ تلك المطالب وتعهدت بتنفيذها
وبدأ القوات المسلحة وضع برنامج وآليات لتنفيذ عملية نقل السلطة وبناء المؤسسات السياسية في البلاد ومحاكمة رموز النظام السابق وفق ما يتوفر لديها من أدلة رغم التحفظ على بطء الإجراءات في بعض الأحيان
والآن يحاول البعض الوقيعة بين القوات المسلحة وبين الثورة ونسأل سؤالا واحدا لمصلحة من ؟؟؟
يا شباب الثورة هلى الوقيعة بينكم وبين الجيش ستدعم الثورة وتعجل بخطوات الإصلاح ومحاكمة رموز الفساد في البلاد ؟؟ والجواب واضح ولا يحتمل إجابتان بل هي إجابة واحدة وهي لا
فالمصلحة العامة للبلاد وللثورة تقتضي الحفاظ على دعم القوات المسلحة للثورة وحتى تسليم السلطة لتعود لدورها في تأمين البلاد خارجيا وفقط
إن ما يحاوله البعض من ركوب الموجة والزج بحماس الشباب في مواجهة مع الجيش لن تأتي أبدا بخير كانت المبررات
يا شباب الثورة الذين يصرون على المواجهة مع القوات المسلحة إن الأمور أبدا لم تكن (( كن فيكون )) وليت الأمور ببساطة كما يتخيل البعض
وأتساءل ماذا لو اتهمنا أحد الرموز وحاكمناه وبرأه القضاء بالأدلة والبراهين فهل هذا إصلاح ؟؟
إن المطلوب أدلة وبراهين للمحاسبة وللأسف الشديد فنحن نتعامل مع عصابة شديدة الدهاء ومحترفة للمكر والاحتيال ولا نريد أن نسمح لهم بالوقيعة بيننا وبين الجيش مطلقا
إن الجيش بجنوده وضباطه وقياداته مختلف كليا وجزئيا عن الشرطة وعن الأمن المركزي وعن أمن الدولة ولا أقول أنهم ملائكة بل أقول أنهم مختلفون فالجيش تربى على أن عدوه إسرائيل وليس المتظاهرين فلماذا نناصب الجيش العداء
إن كنا نطالب بالحرية فلنتظاهر ثم ننهي التظاهر في وقته بكل تحضر واحترام للحريات ثم نعود لنتظاهر ونتحاور ونرفع مطالبنا ونحن أقوى القوى في البلاد لكنني أؤكد على أن الجيش ليس عدوا لنا
إننا من الجيش وبالجيش وللجيش والجيش ملك لنا ولا يمكن أن نسمح أبدا بدفعنا لندخل نفقا مظلما يعلم الله وحده منتهاه
لقد عايشنا سقوط جهاز الشرطة الفاسد وما استتبعه من أحداث في بلادنا فماذا لو سقطت هيبة الجيش هل تظنون بهذا أننا نبني وطنا ؟؟؟
لا والله لو سقط الجيش فلا وطن وسوف يكون عار على الثورة أنها هدمت أكبر قوة محترمة أو أكبر قوة لم تفقد احترامها حتى الآن في البلاد
_________________
أبـوروان