في الحقيقة أراقب الأحداث وأعيشها قبل الثورة وخلالها وحتى الآن وأحاول أن استخلص أين مراكز الخطورة الحقيقية على بلادنا حاليا وكيف يتم جرنا جميعا إلى صدام (( محتمل )) إن استمر الحال على ما هو عليه وقد خلصت إلى أن أكبر أسباب المشاكل التي تعيشها بلادنا حاليا هو الدور الأمني الذي يلعبه حاليا جهاز الشرطة (( المتخاذل )) والذي يبدو وكأنه باع القضية وباع البلد وما فيها
فعلى سبيل المثال في مثل الأحوال التي نحن فيها كنت في قمة السعادة عندما رأيت عربة دورية للشرطة ليلة نزول الشرطة للعمل وكان معي بنتاي ولحظت أيضا في أعينهما سعادة بالغة بذلك وعاد الاطمئنان قليلا حتى أن ابنتي قطفت زهرة وأهدتها إلى ضابط شرطة في أحد الميادين بتلقائية وهو ما حدث من الكثيرين ، حتى ابنتي الكبرى عندما اشترت هدية لعيد الأم اشترت هدية مماثلة وأهدتها لضابط الشرطة الواقف على باب المدرسة في جو مرح بينها وبين زميلاتها في المدرسة الابتدائية
غير أن هذا لم يستمر كثيرا ولم تقم الشرطة بأكثر من الظهور في الشارع ثم الانسحاب مع الضوء الأخير !! مجرد صورة فقط دون دور حقيقي !!
وبالنظر مثلا إلى الحي الذي أسكن فيه وهو في مدينة صناعية جديدة فالحي بأكمله ليس له إلا 4 مداخل فقط رغم اتساع مساحته ولا يمكن أن تدخل أو تخرج منه سيارة إلا من خلال تلك المداخل وبالتالي فتأمينه أمر سهل جدا بالنسبة للشرطة غير أن ما يحدث على أرض الواقع يقول أنه لا دور نهائيا للشرطة وبالتالي فانتشرت سرقات السيارات والشقق في أوقات حظر التجول وهذه جرائم تلبس لا يلزم فيها أمر قضائي بالضبط بل يمكن للشرطة إلقاء القبض مباشرة على كل مترجل أو راكب سيارة يخرق حظر التجول وتفتيشه واستجوابه ورؤية أوراقه على الأقل وهذا بالتأكيد سوف يعيد للشرطة جزءا من مكانتها بين الناس وفي قلوبهم غير أنهم لا يريدون هذا !!!
إن ما يحدث كل يوم في بقعة من بقاع بلادنا يقودنا إلى نتيجة واحدة هو أن جهاز الشرطة هو أكبر معاقل الفساد في البلاد وهو أكبر خطر على الثورة وليس الخطر في الاتجاهات السياسية بل الخطورة فيمن يريد أن يشعل الدنيا نارا
فلو تواجدت الشرطة لما جرؤ أحد على اقتحام مخازن الآثار
ولو تواجدت الشرطة لما جرؤ أحد على هدم ضريح أو كنيسة أو غيرها
ولو تواجدت الشرطة لما تمكن سارق من السير بسيارة مسروقة أو التجول بمسروقات وقت حظر التجول
وولو تواجدت الشرطة (( بدورها )) لما نزل المشجعون إلى الملعب في هذا المنظر الهمجي في استاد القاهرة
ولكن كيف الحل وكيف يكون التعامل مع جهاز نعلم جميعا أنه رغم انكساره فما زال قويا وما زال يمثل واحدا من أكبر مراكز القوى في البلاد
إن القيادات التي تم الإطاحة بها لن تستسلم بسهولة ولن تترك الساحة ببساطة وكل ما يدور الآن هو من بعض ما لديهم ولديهم أتباع وذيول كثيرة وهذه هي الطريقة التي تعلموا أن يعملوا بها ولولا الإيمان الداخلي لعناصر الشرطة العاملة بأنه لا أمان لأي شئ في الجهاز فهم لا يضمنون أي شئ
إن المجتمع في حاجة للجهاز الشرطي كما أن الشرطة بحاجة للشعب ولن ينصلح الحال من وجهة نظري إلا بسياسات عسكرية حادة جدا مع الجهاز الشرطي فحتى الآ تنحصر المحاسبة في القادة الذي أمروا بقتل المتظاهرين ونحن مع هذا قلبا وقالبا
لكن ما هو الحال اليوم بالنسبة لمئات بل آلاف الجرائم التي ترتكب بسبب سلبية الشرطة وكلها جرائم يمكن منعها أو على الأقل تحديدها
إن الأمر يتطلب سرعة اتخاذ إجراءات رادعة قبل أن تضعنا الشرطة في موقف العراك الشخصي بين أبناء الوطن الواحد
صرخة أوجهها لإخواني لعلها تجد في النهاية من يقوم بالتحرك من أجلها سواء من أبناء الشرطة بالعودة إلى صفوف الشعب والحفاظ عليه أو الدخول في صف العداء مع الشعب وعندها نسأل الله السلامة
_________________
أبـوروان