إلى كل أحبابي من أبناء وطني الغالي وبلدي الحبيب مصر أتوجه بهذه الكلمات قبل أن تعم الفوضى الشارع المصري
إن غياب الأمن ليس في مصلحة أحد وليس في مصلحة مصر كلها
هناك أخطاء في كل المجالات وصلت إلى مرحلة الكوارث في بعضها وكلنا يعترف بذلك لكن هذا لا يعني مطلقا أن نطلق العنان لتصفية الحسابات ونترك الواجب من أجل المندوب.
إن إعادة الأمن للشارع المصري وللمواطن المصري أصبح هو المطلب الرئيسي للجميع
وكما شعرنا كلنا بالفخر في الأسبوع الأول لسقوط مبارك بقيام الشعب بحماية الشارع فاليوم ومع النهاية الفعلية لجهاز أمن الدولة ولوزارة النظام السابق ممثلة في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية آن الأوان لنلتفت ولو قليلا للأمن ونقف وقفة تقييمية للأمور
وكما ذكرت مرارا وتكرارا فإن مستوى الرضا لن يتحقق لدى الجميع أبدا ولكن الرضا بالتغييرات نسبي وهناك مرحلة لابد أن تكون مرضية للأغلبية من الشعب وهي المرحلة التي يجب أن يأخذ فيها الأغلبية على أيدي الأقلية
ولكن هل وصلنا إلى هذه المرحلة ؟؟ أم أننا سنظل مستسلمين لأصحاب المنافع الخاصة وأصحاب الظنون السيئة لقيادة دفة الأمور حتى تسقط البلاد في قاع من الظلمات يعلم الله وحده كيف تخرج منه ؟؟
إنني هنا أحذر ليس كحسني مبارك ولا كمحمود وجدي ولا كأحمد شفيق أو غيرهم من الذين كانوا يحذرون ربما لمصالح يرونها ويفسرها البعض بأنها لمصلحة النظام السابق
إنما أحذر كمواطن مصري يخرج أبناؤه إلى المدرسة في الصباح ويظل قلقا حتى يعودوا ثم يغلق الباب بأشكال وألوان من الأقفال وهو قلق عليهم ويخرج من بيته ولا يشعر بالأمن سواء على الطريق أو في الأسواق ولا يعلم كيف يحصل على حقه إن اغتصبه غاصب ؟؟
أقول لكم نقف وقفة مع أنفسنا ونوازن الأمور ونحن في حالة صعبة بالفعل أثقلت كاهل القوات المسلحة بما يفوق طاقتها التنظيمية
لقد مر الآن شهر ونصف ومازلنا نحاول البحث عن الأمن ونعلم أنه لا مجال للأمن سوى باتجاه واحد
إن أبنائنا من ضباط وجنود الشرطة الذين أنفقت البلاد عليهم الملايين والمليارات لتدريبهم وتأهيلهم ومقابل خدماتهم للشعب هم من سيقومون بهذا إن آجلا أو عاجلا ولا سبيل آخر لذلك ولا يمكن أن نستأجر جهاز شرطي آخر للقيام بذلك
كما أن التجارب السابقة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن جهاز الشرطة إن تم حله تحول إلى كابوس رهيب يقضي على أمن الشعب بدلا من الحفاظ عليه
كما أنه لا يمكن لعاقل أن ينكر أن الاعتداءات العشوائية التي حدثت في الأيام الماضية لم تكن لتحدث في وجود الشرطة حتى وهي ظالمة وهذا لا يعني أن نرضى بظلمها لكن نطالب بإصلاحها وإصلاح دورها وتطوير طريقة التفكير والتدريب لها فبدلا من الاعتماد على الفكر الشرقي والذي يصنع من الشرطي حاكما وقاضيا وجلادا في نفس الوقت لماذا لا نغير طرق التدريب والتي تحترم الشرطي وتحترم المواطن ويكون جهاز البحث الجنائي من أعلى جهات البلاد تأهيلا نظرا لتعلقه بأثمن ما لدينا وهو حياة المواطن
إن البلطجية الآن يعيثون في الأرض فسادا ويستغلون أي فرصة لإرهاب الناس طمعا في سرقة أو تيسير أعمالهم المشبوهة والتي لا وازع وراءها من دين أو أخلاق وهؤلاء لن يقف في وجوههم غير الشرطة بما لديهم من مؤهلات تؤهلهم لذلك.
إنني إنادي هنا بعودة التعاون بين الشعب والشرطة لخدمة هذا الوطن حماية لأبنائنا وثورتنا والتي ضحينا فيها بفلذات أكبادنا ولا نريد أن يكون المستفيدون منها وأصحاب الحظ الأوفر هم البلطجية والقتلة واللصوص.
أفيقوا أبناء مصر من جهاز الشرطة وعودوا إلى بلادكم وعودوا لاكتساب ثقة الشعب فيكم ولن يكون هذا إلا بحسن المعاملة والحرص على احترام المواطن والجدية والحسم والحزم مع الخارجين على القانون ولا تأخذكم بمن يروع أبناءنا أي رأفة أو رحمة
أفيقوا شعب بلادي وامنحوا ثقتكم لأبناء شرطتكم وساعدوهم وامنحوهم الفرصة ليعملوا وحاسبوهم بالطريق التي يضمنها القانون وها هو المجرم الحالي والرئيس السابق للجهاز والذي أفسد الكثير من فروعه حبيسا ينتظر المحاكمة العادلة إن شاء الله
ها هي القيادة السياسية السابقة بالكامل قد ذهبت فذهب الرئيس ونائبه ووزارته وجهازه الأمني ومجلساه الشعب والشورى
ها هي القيادة الأمنية الغير عادلة والغير محبوبة والمدعوة بالحبيب العادلي تحاكم وها هو وجدي يذهب وجهاز أمن الدولة يترنح
ها هي التعديلات الدستورية أمامنا وكل السيناريوهات مطروحة للقبول أو الرفض وها هي الفرصة لتمارسوا حريتكم التي بحثتم عنها سنوات فلا تدعو أحد يكمم أفواهكم مرة أخرى واذهبوا 40 مليونا إلى صناديق الاستفتاء وقولوا كلمتكم دون ضغط ودون توجيه كل يقول بما يراه من مصلحة الوطن
ها هي رموز الفساد في المجتمع والتي نعلمها جميعا رهن المحاكمة والبقية تأتي إن شاء الله
أفيقوا أبناء بلدي حتى لا يضيع منا وطننا ونبحث عنه بعد فوات الأوان
_________________
أبـوروان
موضوع: قبل أن تعم الفوضى الشارع المصري 
الأحد 6 مارس 2011 - 10:20
