إن الثقة بالنفس ذات صلة وثيقة بالنجاح وان لم تكن السبب الأول للنجاح فاتخاذك موقفا ايجابيا ، وإيمانك بأفكارك ، واعتمادك على نفسك ، كلها أسباب رئيسية للنجاح ، ولكن هذا لا يمنع من أن الثقة بالنفس تأتى في ركاب النجاح .
وهناك قواعد أساسية لاكتساب الثقة بالنفس هي:.
القاعدة الأولي: أفضل الطرق لاكتساب الثقة بالنفس أن تنمى في نفسك الصفات التي تؤهلك للنجاح والعكس صحيح أيضا ؛ فالصفات التي تؤهل للفشل والإخفاق ينبغي أن نعمل على إضعافها حتى نتخلص منها نهائيا .
فإذا أردت أن تعمل في مجال المبيعات مثلا فكن علي ثقة بأنك تصلح لذلك وابدأ بمعرفة منتجك من مميزات وعيوب ثم دراسة حالة السوق ثم المنتج المنافس ثم احتياج المشتريين وكلما كانت الدراسة وافية وثقتك بمنتجك واقتناعك به جيدا كلما كنت ناجحا.
القاعدة الثانية: كن معتدلا، لا تعلق آمالك بالقمر، بل اصنع الأشياء التي تشجع في صنعها فعلا قبل أن تبدأ بأشياء أدق وأكبر اجعل النجاح عادة ( تعلم كيف تمشي فبل أن تبدأ في الجري) ولاشيء يجتلب النجاح كالنجاح‘ فإذا ظننت أنك لاتحذق شيئا فاختر شيئا مما يسرك ويمتعك عمله‘ وداوم عليه وسوف تري كيف يدعو نجاحك فيه إلي نجاحك فيما هو أخطر شأنا منه.
القاعدة الثالثة: تعلم كيف تعامل الناس فالناس لاتحب إلا الناجحين السعداء فلا أحد يرضيه أن يستمع إلي قصص النحس وسوء الحظ وكل شخص له مدخل في التعامل يختلف عن الأخر، إن للمظهر اللائق أثرا كبيرا في اكتساب الثقة بالنفس ، وكل منا يعلم أن "فستانا" جديدا يغير شخصية المرأة تغييرا شاملا ، وكذلك الحال مع الرجال ، ولو رفضوا التسليم بذلك ، ومنظر رجل يركب سيارة فارهة يشد الانتباه والتعامل معه أكثر من الذي يمشي علي قدميه وإن كان هناك ممن يمشي علي قدميه يساوي ألاف من هذا.
القاعدة الرابعة: اعتن بمظهرك فصوتك، ليس إلا جزءا وحسب – وإن كان جزءا حيويا – من الصورة الاجتماعية التي تبدو بها فصوتك ، وإشارتك ، وتعبيراتك وطريقة كلامك ، وطريقة جلستك ، وطريقة وقوفك كل هذا أثر فعال في ثقتك بنفسك .
يقول الأستاذ "هيرشل مانويل" : "إن الشخص الواثق بنفسه خليق بأن يكون في حالة جسمانية طيبة" والعكس صحيح أي أن الحالة الجسمانية الطيبة تبث الثقة بالنفس ، فكل أوجه النشاط الانسانى ، تقريبا ، وخاصة منها ما يفضى إلى النجاح ، تستلزم نشاطا جسمانيا ، وصحة طيبة تماما كالآلة لا يمكنك الانتفاع بها على خير وجه حتى تكون في حالة جيدة.
تختلف الثقة بالنفس باختلاف الاتجاه الذهني الذي يتخذه المرء حيال المواقف التي يتصدى لمعالجتها ، ومن ثم فالثقة بالنفس في مواجهة المواقف الصعبة تزداد متى جعل النجاح نصب عينيه وأصدقاء المرء خاصة ذوو تأثير كبير في توجيهه إلى ما فيه نجاحه ويكفى أن يبدى هؤلاء ثقتهم فيه لينجح؛ أو عدم ثقتهم فيه ليفشل ! ومن ثم فخير للرجل الذي يسعى إلى اكتساب الثقة بنفسه أن يصادق أشخاصا يثقون به، كما يثقون بأنفسهم " وخير من تتخير لصحبتك أحد رجلين: رجل ناجح واثق بنفسه، أو رجل واثق بك فإذا وجدت من اجتمعت له هذه الصفات كلها فلك أن تغبط نفسك بصداقته.
القاعدة الخامسة: تخير لصحبتك أصدقاء يثقون بك هناك كلمة تحذير في هذا الصدد: لا تسرف في الثقة ! فالإسراف في الثقة قد يعدل ضعف الثقة أو يكون شرا منه فهنالك ينقلب ما أردت أن يكون ثقة، إلى غطرسة، وكبرياء، وأنانية ولئن جلبت لك هذه الصفات الذميمة شيئا من الكسب فهو كسب فارغ أجوف لا خير فيه ، لأنك أحرزته على حساب مكانتك بين الناس .
" واحترام النفس، إذا أطلق له العنان، وأخليت له السيطرة، خليق بأن يعقب التطرف، ويشوه سلوكنا وإذا اتخذ شكل الكبرياء دفعنا إلى احتقار الناس والإقلال من شأنهم فاحترام النفس يمتاز بالمرونة ، ويستطيع أن يلائم بين نفسه وبين الظروف المتغيرة ، وأن يزودنا بحافز قوى يدفعنا إلى أرفع مراتب النجاح " هذه أمور عدة تعينك علي الثقة بالنفس والتفوق بالأعمال والحياة، لكن أساس هذا كله الإيمان بالله والأخذ بالأسباب وطاعته سبحانه وتعالي وأن التوفيق والسداد بأذنه .