قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لو تعلم أمتى ما في رمضان لتمنت أن تكون السنة كلها رمضان )والصوم ثلاث درجات
صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص
والذي يهمنا في المقام الأول هو صوم الخصوص ويسمى صوم الصالحين وهو كف الجوارح عن الآثام ويتم بالنقط الآتية
· غض البصر عن النظر إلى كل ما يشغل ويلهي عن ذكر الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس لعنه الله فمن تركها خوفا من الله عز وجل آتاه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه )· حفظ اللسان عن الكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وإلزامه السكوت وشغله بذكر الله وتلاوة القرءان ، فهذا صوم اللسان وقال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )وقال أيضا :
( كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش )· كف السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه لأن كل ما حرم قوله حرم الإصغاء إليه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم :
( المغتاب والمستمع شريكان في الإثم )· كف بقية الجوارح عن الآثام مثل كف البطن عن الشبهات من الحرام وقت الإفطار فلا معنى للصوم عن الطعام الحلال ثم الإفطار على الحرام
· ألا يستكثر الصائم من الطعام فيثقل عليه القيام بالليل وفهم القرءان ، قال تعالى :
" وكلوا واشربوا ولا تسرفوا ، إن الله لا يحب المسرفين " والمقصود من الصوم هو كسر هوى النفس حتى تقوى على العبادة والتقوى
والصوم أيضا قهر لعدو الله إبليس لأن الشهوات هي وسيلة الشيطان للإنسان وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب لذلك قال صلى الله عليه وسلم :
( إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فضيقوا مجاريه بالجوع ) فإذا جاع العبد صفا بدنه ورق قلبه وأسرعت إلى الطاعة جوارحه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الصوم :
( ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا ) أي سبعين عاما
وقال أيضا :
( الصيام والقرءان يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ويقول القرءان : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان )· أن يكون قلبك بين الخوف والرجاء إذ أنك لا تدري أيقبل الله صومك فتكون من المقربين الفائزين أو يرد عليك فتكون من الخاسرين الممقوتين ونعوذ بالله من ذلك وليكن هذا الخوف والرجاء في آخر كل عبادة تفرغ منها
للصائم فرحتان
قال صلى الله عليه وسلم :
( كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ، وللصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )وقال صلى الله عليه وسلم :
( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )إيمانا بما وعد الله له من الثواب العظيم واحتسابا بأن تكون مقبلا خاشعا لله تعالى بكل جوارحك بأن تحفظها من الخطايا
ولابد للصائم من استحضار النية في الصوم والنية محلها القلب بمعنى عدم التلفظ بها باللسان
ويستحب أن نستحضر النية بصوم شهر رمضان قبله بعدة أيام وقبله بيوم
وأما تجديد النية كل يوم فهو سنة وهو من باب التقرب إلى الله
فمن تسحر قبل الفجر فقد نوى ومن امتنع عن الطعام والشراب بالنهار بقصد الصوم فقد نوى وإن لم يتسحر
وقال كثير من الفقهاء :
أن نية صيام التطوع تجزئ من النهار إن لم يكن قد طعمولمن أكل أو شرب ناسيا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم فإنما الله أطعمه وسقاه ) وذلك سواء في صيام الفرض أو النافلة لقوله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )