حقيقة كان الكثيرون ممن لم يشاركوا ربما لانشغالهم أو للحيلولة دون المشاركة لأسباب مختلفة كان هؤلاء يريدون أن يتعرفوا على محرك ثورة الشعب المصري الأخيرة وكيف نجح هذا الشاب ورفاقه من تحريك الشباب المصري وتحويل سلبيتهم عبر شبكة النت بمجرد الضياع والتوهان بين براثن مواقع الشات وغيرها إلى إيجابية تحرير أمة بالكامل ليس مجرد تظاهر فتحرك الدم الساكن من سنوات طويلة ربما كان له ملامح فردية لكننا افتقدنا بالفعل العمل الجماعي
وكانت حركة وائل غنيم ورفاقه المعروفة حاليا في مصر بثورة الشباب 25 يناير
وشاهدت وائل غنيم وتلقائيته وعقليته وكذلك مصداقيته وتبرأه من الاتجاهات السياسية الفاسدة والتي أثبتت فشلها في إقناع الشباب المصري بمجرد المشاركة في الحياة السياسية فعزف الجميع عن المشاركة حتى وصلت نسبة المشاركة الانتخابية في معظم الانتخابات إلى 5% أو 10% ممن يحق لهم المشاركة فكانت تلك الحركة التي شارك فيها ما لا يقل عن خمسة ملايين في مختلف محافظات مصر بالإضافة عن الآخرين الذين تمنوا المشاركة وحيل بينهم وبينها
لقد تضاءلت مذيعة العاشرة مساء والتي أذهلت الكثيرين من متابعيها بحواراتها أمام تلقائية وصدق ووطنية وائل والتي شكك فيها الإعلام المصري الرسمي وظهر رغم دموعه شامخا صاحب عزة وكرامة رافضا الانتفاع أو التفكير في الانتفاع من تلك الحركة نافيا عن نفسه الزعامة والقيادة واضعا مصلحة هذا الوطن في المرتبة الأولى بغض النظر عن فكره السياسي أو الأيدولوجي كما يسميه السياسيون
إننا بالفعل كما يقول وائل نبحث عن كرامة المواطن المصري المهان داخل مصر قبل أن يهان خارجها وقالها وائل الآن أفتخر أمام العالم وأنا أقول (( أنا مصري ))
نبحث عن حرية المواطن المصري ليعيش ويعمل ويتحرك لا يبحث عن سلطة أو قوة لكن في الوقت نفسه لا تضيق علي حياتي ولا تمنعني حريتي ولا تكسر علي بابي
إننا نبحث عن حرية العمل حرية الإبداع حرية العيش حرية العبادة حرية الرأي حرية يالها من كلمة جميلة جميلة نتمنى أن لا تكون مجرد كلمة
نبحث عن وطن نتنفس فيه هواء نظيفا بعد أن اختنقنا بالفساد من كل اتجاه فرغم أننا نرضى بالقليل إلا أن أهل الفساد يقاسموننا في القليل فالرشوى والمحسوبية سيطرت على كل القطاعات الحكومية والرسمية
نعم نريد الإصلاح وليس الترقيع ونحمد الله أنها جاءت من شباب يتراوح عمرهم بين العشرين والأربعين بما يضمن أن يعيش هذا الوطن بهذه الإنطلاقة لخمسين عاما على الأقل
لقد أسعدتني دموع وائل غنيم وهي عندي دموع قائد حزن لفقد جنوده بعد أن طمأنهم بالنصر وهو لم يفرط فيهم ولم يسعى لقتلهم بل قتلهم مجرمون منظمون يتزعمهم مجرم معه السلطة والقوة وهو الآن قيد المحاكمة والتي نتمنى أن تكون عادلة وكلنا رأي في الشارع وفي القنوات التليفزيونية ما حدث وكيف سقط الشهداء بأيدي الشرطة للأسف وبأيدي إخوانهم ويالها من جريمة
شاهدنا كيف فتحت السجون بتعليمات عليا لتفسد على شباب مصر ثورتهم وكيف تصرف الشعب بإيجابية قمنا بها كلنا الثمانين مليون مصري فوقفنا تحت بيوتنا وأمسكنا بهم بل وصادرنا أسلحتهم وقتلنا من اعتدى علينا إن قاوم واعتدى بالسلاح
يالها من فترة لم تنتهي بعد لكن الفجر أذن والكل الآن يتوضأ ويسعى لإقامة الصلاة ولتشرق شمس جديدة لا لفرض قيود جديدة من هذا أو ذاك
إننا نريد الحرية
نريد الأمن
نريد السلام
نريد نهضة أمتنا وحياتها وتبليغ دعوتنا والتي أمامها الفرصة الكاملة لتبليغها إلى العالم كله
شكرا وائل ورحم الله الشهداء وغفر لنا وأنعم علينا بالأمن والهدوء والسلامة وعلى جميع بلادنا يارب العالمين
_________________
أبـوروان
موضوع: شاهدت وائل غنيم للمرة الأولى في أول حديث تليفويوني في العاشرة مساء 
الإثنين 7 فبراير 2011 - 14:41
