الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات وننعم بفضله وتشملنا الخيرات وعلى نبيه محمد وىله وصحبه أفضل الصلوات
وبعد فنحمد الله أننا ولدنا مسلمين وتعلمنا الإيمان منذ نعومة أظافرنا ورضعنا دلائل الإيمان وعلاماته مثلما رضعنا من أمهاتنا ثم بعد ذلك كان لنا من فضل الله وكرمه نعمة عظيمة أن أنعم علينا ببعض العلم وبعض مفاتحه فاسترشدنا بهذا العلم عليه وزاد يقيننا به وكان كل ما حولنا يؤكد أنه لا إله إلا الله فاكتملت بقلوبنا الحجة وصارت علينا كذلك حجة عندما نلتقي بربنا يوم المحجة.
نعم ولدنا مسلمين وورثنا الإيمان كما ولد غيرنا على ملل أخرى وورثها عن أبويه ونحمد الله على هذا الفضل الذي تفضل به علينا ولكن هل هذا عيب فينا نحن؟
أين العيب يامن ترى فينا العيب ؟
إننا لسنا دعاة عنصرية ولا تمييز ولسنا دعاة تفرقة بين البشر بل نحن دعاة رحمة وأنت إن كنت تظن أنما ورثناه ما هو إلا ترديد لعبارات وجدناها في كتبنا القديمة وحجج تراها أنت من وجهة نظرك واهية فأين حججك أنت وأين ما تزعمه الجديد من الحجج؟
إنك يا هذا واهم ، إن ما تقوله أنت قاله قبلك الملايين ممن ضلوا ، قاله فلاسفة اليونان قديما حتى جعلوا الآلهة مجلسا وجعلوهم كما تعلم أنت مع أنهم كانوا كما يقولون أرباب الحكمة وأهل الفلسفة فأين ذهبت بهم الحكمة والفلسفة؟
إنك ياهذا واهم فأهل فرعون بالغوا في البناء وبنوا الأهرامات ومازالت قائمة ولكن أين هم وأين حضارتهم وأين علومهم وأين قادتهم ؟
إنك ياهذا واهم ولست هنا أدفعك دفعا لتؤمن بما آمنت به وترث ما ورثته أنا عن آبائي وأجدادي ممن حملوا لنا هذا الدين ، بل أدعوك فقط للتدبر!
بالتأكيد فقد ورثت أنت أيضا ما تقوله إما من أبوين أو من معلم أو من كتاب وبالتأكيد فكل ما تقوله قد قاله قبلك الكثيرون فهناك من قالوا مثلك (( إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا ولا يهلكنا إلا الدهر )) وهناك من قالوا مثلك (( قال من يحيي العظام وهي رميم )) وهناك من قال مثلك (( إن هو إلا قول البشر )) وهناك من قال .. وهناك من قال ... ولو تعرضنا لقول كل من قال فلن يكفينا هنا المقال.
والآن مازلت أدعوك واسأل نفسي ايضا بالعقل وبالنقل أيضا بأن تعود وتتفكر وتنظر كل البراهين والدلائل ثم تقرر أين تسير دون ضغط أو إجبار
فإن أقبلت على ما أحسبه هو الخير بإذن الله فلك ما أظنه من الأجر بإذن الله وإن أدبرت وأعرضت فلا تلومن إلا نفسك ولا تتهمني بالتقصير يوم نلقي العلي القدير
نعم ورثت الإيمان وتعلمته منذ نعومة أظافري كما ورثت أنت الكفر وتعلمته منذ نعومة أظافرك وإن كنت أدعوك بالكفر فأعلم أيضا أنك إن كنت صاحب ملة تدعوني كذلك بالكفر من وجهة نظرك وبالتأكيد فواحد منا على حق والآخر على باطل ولا يمكن أن يكون كلانا على الحق طالما كان هناك خلاف
لكن هذا الخلاف علاجه ليس بيدي ولست أجبرك على اتباعي فقط أطلب منك إن رفضت سماعي أن لا تحول بيني وبين الآخرين فإن كنت حائلا بيني وبين الآخرين فليس لك عندي معذرة فسوف اقاتلك لأبلغ الناس رسالة ربي التي أحملها عن السابقين وإن تركتني أبلغ الناس فلك مني كل الأمن وإن سالمتني لك مني كل السلام ولست أبدأك أبدا بالحرب أو العداء فإنني أدافع فقط عن نفسي وديني ومالي وعرضي وأرضي ودعوتي التي أموت دونها شهيدا في سبيل الله
يا من قرأت هذه الكلمات هل ترى فيها من شئ عنصري أو يضر بالبشرية أو يدمر الكيان الإنساني ؟
إنني كتبت فقط ما ظننت أنني فهمته وما يفهمه الكثيرون غيري عن ديننا الذي ورثناه واعتنقناه عندما كبرنا وعلمنا بكل فخر واعتزاز بانتمائنا لهذا الدين الذي أعزنا الله باتباعه.
مسلم يعتز بدينه
_________________
أبـوروان