منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
مرحبا بك عزيزي الزائر يشرفنا أن تقوم بالدخول إذا كنت من الأعضاء أو التسجيل إذا كنت زائرا ويمكنك إنشاء حسابك ببساطة ويمكنك التفعيل عن طريق البريد أو الانتظار قليلا حتى تقوم الإدارة بالتفعيل
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008)

Automatic control , PLC , Electronics , HMI , Machine technology development , Arabic & Islamic topics , Management studies and more
 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصورالتسجيلدخول

 

 بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
PLCMan
Admin
PLCMan


عدد الرسائل : 12366
العمر : 55
العمل/الترفيه : Maintenance manager
تاريخ التسجيل : 02/03/2008

بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة Empty
مُساهمةموضوع: بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة   بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة Emptyالخميس 20 يناير 2011 - 22:13



لم يكن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي يتصور في يوم من الأيام


أن صرخة شاب عاطل في مدينة سيدي بوزيد سوف تطيح بمنصب الرئاسة الذي جلس عليه ما يقرب من ربع قرن من الزمان‏..‏ الشاب الجامعي العاطل الذي لا يجد عملا كان يبيع الخضراوات علي عربة صغيرة أطاح بها أحد رجال الشرطة‏..‏ وفي لحظة حزن ويأس وقف الشاب محمد بن عزيزة وسط الشارع وأشعل النيران في نفسه‏..‏
كانت صرخة هذا الشاب هي الشرارة التي انطلقت في كل المدن التونسية تحمل غضب الشارع التونسي الذي اختزنه ثلاثة وعشرين عاما وربما أكثر‏..‏ لم تهدأ الأحداث ولم تسكت الصرخات والحناجر وأيضا لم تسكت طلقات الرصاص الحي التي تدفقت في صدور الأبرياء ليسقط الشهداء وترتفع صيحات الغضب ويجد الرئيس بن علي نفسه محاصرا في قصره فلا هو قادر علي حماية نفسه أو إسكات الجماهير الغاضبة وقد استخدم كل ما يملك من مظاهر القوة والردع ابتداء بالرصاص الحي وانتهاء بالجلادين في حزبه وبلاطه‏,‏ وأمام الشارع الثائر والشعب الرافض تسلل بن علي ليلا إلي مطار تونس لتحمله الطائرة هاربا من نفس الشعب الذي صفق له يوما وهتف باسمه وهو يحمل له الأمل في الأمن والرخاء والاستقرار‏..‏
لم يكن درس الرئيس بن علي جديدا علي أحد لقد عشنا أحداثا مشابهة في كل تفاصيلها مع رؤساء آخرين أفاقوا في اللحظات الأخيرة من سكرة المنصب وجبروت السلطان ولكنهم أفاقوا بعد فوات الأوان‏..‏
يوم الجمعة الماضي وقبل أن ينتصف الليل كان الرئيس بن علي ينسحب من قصره تاركـا خلفه كل شيء‏..‏ ترك الوطن والأرض والذكريات لينجو ببدنه مثل كل الهاربين‏..‏ في لحظة ضعف رهيبة سلم رجل الأمن القوي ومحترف السلطة كل أسلحته وأعلن استسلامه أمام غضبة شعبه الذي لم يحافظ علي ثقته ومشاعر كثيرة من الحب وهبها له هذا الشعب يوما‏..‏
لم يقرأ الرئيس بن علي التاريخ قراءة جيدة وفي دوامة المنصب ومواكب المنافقين من رجال السلطة حوله نسي الرجل دروسا كثيرة‏..‏ نسي صورة شاه إيران رجل الغرب الأول وهو يطوف باسرته وزوجته وأبنائه في أخريات أيامه وخريف عمره باحثا عن ملاذ ولكن الإدارة الأمريكية رفضت أن تستضيف رجلها وحامي مصالحها ولم يجد شاه إيران مكانا يأويه غير ضفاف نيلنا الخالد ليموت في مصر ويدفن في ترابها‏..‏
لم يقرأ الرئيس بن علي حكاية الرئيس شاوشيسكو وكيف أطاح به شعبه‏..‏ كان رئيس رومانيا الطاغية يخطب كعادته في الناس حينما خرجت صيحة من الصفوف الخلفية تصرخ يسقط شاوشيسكو وحملت أمواج البشر نفس الصيحة لتصبح براكين غضب اندفعت نحو ساحة القصر العتيق وتندفع جماهير الشعب لتضع نهاية لواحد من أكبر الطغاة في تاريخنا المعاصر‏..‏
لم يقرأ الرئيس بن علي هذه الدروس حتي أصبح وأحدا منها وحينما وقف أمام شعبه يقول له لقد فهمت الرسالة أعترف أنني فهمت الرسالة‏..‏ كان الفهم بعد فوات الأوان‏..‏
أطاح الرئيس زين العابدين بالزعيم التونسي الحبيب بورقيبه في انقلاب سلمي في عام‏1987‏ كان يومها رئيسا للوزراء وزيرا للداخلية ووقف أمام الجماهير يعلن أن الحبيب بورقيبه الزعيم التونسي والأب الشرعي للاستقلال غير قادر أمام ظروفه الصحية أن يمارس مسئوليات الحكم‏..‏ ووافق الشعب التونسي علي هذا الانقلاب الصامت في السلطة أمام حلم كبير في الاستقرار والرخاء‏..‏ ولم يبخل الشعب التونسي علي رئيسه الجديد بدورتين رئاسيتين وبالتزكية في عام‏1989‏ و‏1994‏ وفي عام‏1999‏ أجريت أول انتخابات رئاسية بين الأحزاب السياسية في تونس ليفوز الرئيس بن علي بدورة رئاسية ثالثة ثم كانت الدورة الرابعة في عام‏2004‏ ثم جاءت الخامسة بنسبة‏94%‏ في عام‏2009‏ ثم كان الحديث عن استمراره رئيسا لتونس مدي الحياة‏..‏
لقد صبر الشعب التونسي علي رئيسه ربع قرن من الزمان وأعطاه الفرصة بعد الفرصة ولكن للأسف الشديد أن الرئيس لم يقدر ثقة شعبه ولم يحاول أن يأخذ موقفا حاسما لحساب الفقراء والبسطاء والجوعي‏..‏
شهر واحد فصل ما بين عهدين‏..‏ كان العهد الأول يقف فيه الرئيس بن علي محتميا بأجهزة أمنه وحزبه ورجاله والمستفيدين به‏..‏ وكان في العهد الثاني واقفا يدافع عن ملكه وسلطانه وتاريخه في مسيرة هذا الشعب‏..‏
انطلقت مظاهرات الشارع التونسي في شهر ديسمبر الماضي وكان أغرب ما فيها أنها بدأت بين جموع الشباب العاطلين عن العمل‏..‏ مئات الآلاف من الشباب الذين تخرجوا في الجامعات ومرت عليهم سنوات طويلة دون أن يجدوا عملا وكان الملاحظ في السنوات الأخيرة أن أعداد الخريجين من الجامعات التونسية قد ارتفعت بدرجة كبيرة وبدأت مع المظاهرات سلسلة انتحارات بين الشباب في الشوارع والميادين العامة‏..‏ اتسعت دائرة الاحتجاجات بين الشباب الغاضب واستخدموا أحدث أساليب التكنولوجيا في التواصل مع بعضهم حتي ان أعدادهم تجاوزت‏560‏ ألفا علي شبكة الفيس بوك رغم الحظر الحكومي‏..‏ نزل الشعب التونسي يقف وراء أبنائه الشباب‏..‏ واتسعت دوائر الغضب‏..‏ وأعلن الرئيس بن علي أنه قرر ميزانية قدرها‏15‏ مليون دولار للمناطق الفقيرة‏..‏ وكان قرارا سيئا فماذا يفعل هذا الرقم الهزيل‏!..‏ ثم زادت حدة الغضب فقرر خمسة مليارات دولار للمناطق المهمشة التي يسكنها فقراء تونس وفي هجوم مضاد سرعان ما أطلق الرئيس التونسي السابق اتهاماته لقادة المظاهرات بأنهم مجموعة من الملثمين والإرهابيين والغوغاء الذين اعتدوا علي ممتلكات المواطنين‏..‏ ولم يستجب الشارع التونسي لكلمات رئيسه‏..‏ وهنا يمكن أن يقال أن التواصل بين بن علي وشعبه كان قد انتهي منذ زمن بعيد والرجل لا يدرك ذلك أمام حاشية القصر والمنتفعين من المسئولين في الحزب والحكومة والأقارب والأصهار وأن هناك غشاوة أحاطت بالرجل فلم يعد يري شيئا حوله مثل كل الجلادين في التاريخ‏..‏
أمام الشارع الغاضب بدأت قوات الأمن تطلق الرصاص الحي علي الشباب الثائر وسقط عشرات بل مئات من الشهداء ثم كان نزول قوات الجيش إلي الشارع وهنا أيضا ارتفعت درجة الغليان وزاد عدد الشهداء ثم كانت الصرخة الأخيرة للشعب التونسي خبز وماء‏..‏ لكن بن علي لا‏..‏
في اللحظات الأخيرة حاول الرئيس بن علي إنقاذ نفسه أمام الطوفان فأقال وزير الداخلية‏..‏ ثم أقال الحكومة كلها‏..‏ ثم أقال أهم المستشارين في قصره ولكن هذه القرارات جاءت متأخرة في كل شيء‏..‏ ان أغرب ما حدث في ثورة الشعب التونسي أنها لم تخرج من الأحزاب السياسية ولم يقم بها زعماء سياسيون رغم أن في تونس قوي سياسية إسلامية وشيوعية ويسارية وليبراليه لها تاريخ طويل في السرك السياسي ولكن لا يستطيع تيار من هذه التيارات أن يدعي أنه كان وراء ثورة الشعب التونسي‏..‏ انها ثورة الشباب الواعي‏..‏ لم يستطع الرئيس بن علي أن يتخلص من مواكب الفساد التي حاصرته في قصره‏;‏ ربما نجي بنفسه‏..‏
ولم يستطع أن يتعامل مع الموقف بقدر من الحسم والحزم والشجاعة وينزل إلي الشارع مؤيدا مطالب شعبه ويتجنب المواجهة الصعبة‏..‏ لم تنفع الرئيس المخلوع قوات الأمن التي كانت دائما مصدر حمايته وأمنه‏..‏ ولم تنفع مواكب المسئولين الذين نهبوا ثروة شعبة‏..‏
كان الوقت قد فات‏..‏ وكان الرئيس التونسي السابق يقف وحيدا في قصره يواجه قدره الذي جاء خارج كل الحسابات‏....‏ لم تنقذه تجربة طويلة في حياته كرجل أمن محنك‏..‏ ولم ينقذه جهاز أمن رادع استخدمه طوال سنوات حكمة ضد معارضيه ولم تنقذه قوي الغرب التي استخدمته زمنا طويلا كأداة لها حتي أن الرئيس ساركوزي رفض هبوط طائرته في باريس رغم كل ما قدمه بن علي لفرنسا من أدوار وهو موقف لا يختلف كثيرا عن الموقف الأمريكي مع شاه إيران فما أشبه قصة بن علي بالشاه في آخر أيامه‏..‏ أنها دروس التاريخ التي لا يقرؤها أحد‏..‏
‏<<<<‏
تحية للشعب التونسي العظيم وشبابه الرائع وثورته التي أعادت الروح لهذه الأمة ونرجو أن تكون بداية عهد جديد أكثر رخاء واستقرارا وحرية للأشقاء في تونس الخضراء‏..‏


_________________
بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة 61862110 بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة 32210 بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة No_us_10

أبـوروان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassanheha.yoo7.com
 
بعـــــــد فــــــوات الأوان :: مقالة بقلم فاروق جويدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التحكم الآلي والإلكترونيات (تأسس سنة 2008) :: المنتديات العامة :: مقالات عامة-
انتقل الى: