أجرى فريق من الخبراء دراسة في جامعة كمبريدج البريطانية، أظهرت أن من الأفضل البدء بتعليم الأطفال عند بلوغهم سن السادسة مع التركيز على اتباع منهج مبني على اللعب. نصح بعض الخبراء في مجال التربية بتغيير المدرسة البريطانية لنهجها والبدء بتعليم الأطفال عند بلوغهم سن السادسة لا قبلها. وجاء ذلك في مراجعة أولية للتعليم في بريطانيا خلال الأربعين سنة الأخيرة. وحسب الدراسة التي أجراها فريق من الخبراء في جامعة كامبريدج فإن الأطفال في سن الخامسة بحاجة إلى اتباع منهج مبني على اللعب، يماثل ما هو سائد في الروضات البريطانية حاليا. واستنتجت الدراسة أن تدريس القراءة والحساب في سن مبكرة كالخامسة ذو نتائج سلبية وقابلة لأن تقصي الأطفال لاحقا عن المدارس.
من جانب آخر، ظلت الحكومات البريطانية المتعاقبة تصر على بدء الدراسة في سن مبكرة على الرغم من الاتفاق السائد بين الكثير من بلدان العالم للبدء بالدراسة في سن السادسة أو السابعة، واتضح أن الطلاب القادمين من هذه البلدان يتفوقون في الامتحانات على الطلبة البريطانيين.
وكما هو معلوم فإنه في أكثر دول أوروبا يبدأ الأطفال بالدراسة بعد دخول نظرائهم في بريطانيا إلى المدرسة بعام أو عامين، وتقترح الدراسة نظاما مماثلا في إنجلترا والاستمرار في برنامج المرحلة الأساسية لعام إضافي آخر شرط أن يُتبَع بمرحلة واحدة للتعليم الابتدائي تأخذ الأطفال إلى سن الحادية عشرة. ويعود الفضل في إنتاج هذه الدراسة التي صدرت لمؤسسة «اسمي فيربيم» المتمركزة في جامعة كمبريدج، واحتاج إنجازها إلى ست سنوات واستند إلى 4000 دليل. مع ذلك لم تبد الحكومة أو المعارضة أي استعداد لتبنيها.
وكان فريقا من خبراء السياسة الاجتماعية بمدرسة لندن للاقتصاد، أعد تقريرا علميا سابقا أكد ضرورة إجراء عدد من التغييرات الجوهرية في أسلوب تعليم الأطفال وذلك بهدف منحهم المهارات التي يحتاجون إليها ليتمكنوا من الحصول على وظيفة في الحياة العملية. وشدد التقرير على أن التركيز في مواد شهادة الثانوية العامة يجب أن يميل لصالح إكساب الخريجين المهارات الأساسية في علوم مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات وعلوم الحاسب الآلي (الكومبيوتر) بالإضافة إلى المهارات الاجتماعية. وأدان الباحثون النظام التعليمي لتركه عددا كبيرا من الناس بلا مؤهلات أو بمؤهلات ضئيلة للغاية، حيث يرى التقرير أن بريطانيا تتفرد في اتباعها نظام تأهيلٍ قاعدته المدرسة، وهذا النظام يجعل غالبية الأطفال في عداد الفاشلين. والواقع، أن أي نظام تعليمي ـ تعتبر فيه حتى ولو أقلية من الأطفال نفسها ضمن الفاشلين ـ يُعد نظاما مشينا ومخزيا بل وغير فعال. وتوفر الدراسة مساندة أكاديمية من الوزن الثقيل لحملة الحكومة الرامية لرفع مستوى المعارف الأساسية الثلاث، القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى باقي المهارات الأساسية الأخرى. وتدعو الدراسة إلى منح المدارس حرية تدريس ما يحقق زيادة مجالات التوظيف أمام خريجيها من الطلاب علاوة على الاهتمام بدرجاتهم وصفوفهم التعليمية، وتوفير تعليم أساسه وقاعدته العمل لكل من بلغ ثلاثة عشر عاما من العمر. وحث التقرير أيضا المدارس على توسيع دائرة ما يسمى بالمهارات الأساسية لتشمل المهارات الاجتماعية التي يرى أصحاب العمل أنها جوهرية وحاسمة. وقد صرح أحد رجال الأعمال لرجال التعليم الأكاديميين قائلا: «لقد أُصبت بدهشة شديدة من ضآلة حجم معرفة الطلاب عن بعض الأشياء التي تعتبر أساسية للغاية في أي مقابلة شخصية يتم إجراؤها عند التقدم لشغل وظيفة مثل المصافحة باليد والابتسام ومواجهة عيون الآخرين عند اللقاء. ومع ذلك فإن هذه الأساسيات مهمة للغاية إذا كان الأولاد راغبين في أن يجدوا لأنفسهم فرصة في سوق العمل». وسيدعم التقرير، الذي أعده الباحثون في مدرسة لندن للاقتصاد، قسم السياسة الاجتماعية، الدعوة المطالبة بإجراء تغييرات جذرية للنظام التعليمي في مناطق العمل التي تطبّق التعليم الحكومي. وسيتم إعداد هذه المناطق لرفع مستوى المعارف الأساسية «القراءة والكتابة والحساب» في الأماكن المحرومة وذلك بربط الأعمال والشركات بمجموعات تضم من عشر إلى عشرين مدرسة. وقد دعا ديفيد بلانكيت، وزير التعليم البريطاني السابق، إلى القيام بإجراء جذري وحاسم في المناطق الخمس والعشرين الأولى، التي تستطيع أن تمزق المنهج الدراسي القومي، وتغيّر عقود المدرسين كيفما تشاء بهدف تعزيز سعيها نحو تطوير المستويات التعليمية.
نقلا عن الشرق الأوسط
_________________
لا إلــه إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين