اسمه : حيان بن خلف بن حسين بن حيان الأموي ، أبو مروان ( 377- 469 هـ )
مولده :
ولد بقرطبة سنة 377 هـ = 987 م
تعليمه :
نشأ في بيت علم وأدب ، ودرس على أبيه خلف بن حسين ،وعلى غيره من علماء العصر ،فاخذ النحو عن أبي عمر أبي الحباب ،وتلقى الأدب عن أبي العلاء صاعد البغدادي ،وسمع الحديث عن أبي جعفر عمر بن نابل . وما زال يتلقى العلم عن هؤلاء وغيرهم حتى نضجت ثقافته ، ويبدو أنه كان يؤثر الأدب والتاريخ على غيرهما من فروع الثقافة .
وقد تقلد ابن حيان بعض المناصب الإدارية والفنية ، فكان صاحب الشرطة أو صاحب المدينة في قرطبة حيناً ، كما عمل في ديوان الإنشاء لبعض رؤسائها حيناً آخر ، ولكن نشاطه الأكبر كان منصرفاً إلى كتابة التاريخ .
ولم يكن تأليف التاريخ كل نشاط ابن حيان الفني ، فقد أثرت عنه رسائل وفصول تشهد بعلو كعبه في النثر الخالص . كذلك روي أن له شعراً ، ولكن هذا الشعر لا يشبه نثره في القوة بل لا يدانيه في المنزلة . ومن هنا لم يعد ابن حيان من الشعراء وإنما عد من كبار المؤرخين والناثرين .
محطات :
- أدرك ابن حيان جزءاً من عصر ملوك الطوائف ، وكانوا يعرفون قدره ويقدرون مكانته ، ولا أدل على ذلك مما رواه ابن سعيد في هذه القصة حيث قال عنه : وحلف عبالملك بن جمهور أن يسفك دمه ، فأحضره أبوه أبو الوليد ، وقال : والله لأن طرأ على ابن حيان أمر لا آخذن أحداً فيه سواك ، أتريد أن يضرب بنا المثل في سائر البلدان بأننا قتلنا شيخ الأدب والمؤرخين ببلدان تحت كنفنا ، مع أن ملوك البلاد القاصية تداريه وتهاديه ؟!
ما قاله النقاد :
مؤرخ بحاث من أهل قرطبة ، كان صاحب لواء التاريخ بالأندلس ، أفصح الناس بالتكلم فيه ، وأحسنهم تنسيقاً له ، هذا ما قاله عنه : الزركلي .
ولعل أصدق ما قيل في طريقة ابن حيان وأسلوبه قول المؤرخ الهولندي ( دوزي ) : إنه يسوق التاريخ مساق من يبدي رأيه وحكمة فيما يعرض من القضايا ، ويبحث عن أسباب الأشياء ويناقشها عن علم وفهم وذكاء ..... ويمتاز ابن حيان إلى ذلك بأسلوب ناصع صاف لا يهبط إلى الركاكة التي تثير السخط ، ولا يقع كذلك في التصنع والإسراف في قعاقع الألفاظ . وهو برغم التزامه بهذه السهولة ، لا يهمل جانب الجمال في أسلوبه ، ويبعث في كلامه دائماً حماساً وغنى وطابعاً غالباً من الجد .... ونخرج من هذا كله بأننا لا نجد بين مؤرخي العرب إلا القليلين الذين نستطيع أن نقارنهم به ولن نجد بينهم من نقدهم عليه .
يقول عن كتابه المقتبس (ميغـِل كـروث اِرْنـانـْدِث) :ولكن قد بقيت من المقتبس فحسب الأجزاء : الثاني والثالث والخامس والسادس ، وبعض هذه الأجزاء غير كاملة . ويلجأ ابن حيان بشكل مُطـّرد إلى مصادر أخرى مكتوبة ووثائق عندما لا يقدر أن يعرف بشكل شخصي أو بواسطة شهود عيان شيئا ما ؛ ومن هنا تأتي قيمة ابن حيان ، وهي قيمة قدّرها مؤلفون آخرون أعادوا استخدام معلوماته . هذا يمكن أن يسمح لنا باستخدام المؤرخين اللاحقين عندما يعزون إلى ابن حيان معلومات متضمنة في الأجزاء أو القطع المفقودة من تاريخه ؛ فإذا كانوا صادقين حينما أخذوا منه ما يمكن البرهنة عليه في الأجزاء الباقية ، فلا يوجد من ثم ما يدعو للشك في المعلومات الواردة في الأجزاء الأخرى المفقودة .
مؤلفاته :
- المقتبس في تاريخ الأندلس
- المتين
- تراجم الصحابة
وفاته :
توفي سنة 469 هـ = 1076 م