مركز البحرين لحقوق الإنسان
منع واحد من أهم الكتب التاريخية في تاريخ البحرين
وزارة الإعلام تمنع دخول كتاب يوميات بلگريف
25 مايو 2010
مذكرات بليغريف هدية لكم في نهاية المقال
أقدمت السلطات البحرينية ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام على منع استيراد وبيع كتاب يوميات المستشار البريطاني السابق لحكومة البحرين تشارلز بلگريف (1926-1957) وهو الكتاب الذي يعد واحداً من أهم الكتب التاريخية التي توثق مرحلة مهمة من تاريخ البحرين ويحتوي على معلومات تنشر لأول مرة.
وكان مركز البحرين لحقوق الإنسان قد قام في سبتمبر 2009 بترجمة مختارات من تلك اليوميات التي غطت الفترة من تاريخ وصوله إلى البحرين في عام 1926 إلى حين رحيله عن البحرين عام 1957، ثم قامت إحدى دور النشر اللبنانية بطباعته في لبنان منذ شهر تقريباً. واستوردت دار العصمة البحرينية كمية بسيطة منه -20 نسخة- إلا أن وزارة الإعلام صادرت هذه النسخ وقامت بإبلاغ صاحب الدار عن طريق السيد جمال داوود مدير قسم المطبوعات، بأن الحكومة قررت منع الكتاب ومصادرة الكمية الموجودة منه.
والكتاب المكون من أكثر من 600 صفحة، هو عبارة عن سرد تاريخي لأحداث وتفاصيل اليوميات التي كان يدونها المستشار السابق، بشكل يومي أثناء عمله كمستشار لحاكم البحرين آنذاك، ومن ثم مستشار لحكومة البحرين. ويسرد فيها تفاصيل مهمة عن مراحل تطور البلاد على جميع المستويات الإدارية، والتعليمية، والصحية، والقضائية. ويذكر فيها علاقته بالحاكم، ودوره في إدارة شئون البلاد. ويعتقد مركز البحرين لحقوق الإنسان أن قرار المنع يرجع إلى سببين رئيسيين، أولهما أن وزيرة الإعلام – ألشيخه مي آل خليفة- قامت في وقت سابق بترجمة ونشر مختارات من يوميات بلگريف بما يتوافق مع توجهات السلطة، وأخفت كل ما ينتقد السلطة الحاكمة في ذلك الوقت، وهو الشيء الذي تجنبه هذا الكتاب من خلال نقل كل الأحداث التاريخية، والسياسية، والحقوقية المهمة التي أشار إليها المستشار في يومياته. ويُعتقد بأن السبب الثاني للمنع يعود إلى بعض التفاصيل الدقيقة والشهادات التي ذكرها المستشار في مذكراته، والتي تعمل السلطة على تغيبها عن الناس، خصوصاً تلك المتعلقة بتوزيع الثروة، والسياق التاريخي للإستحواذ على الأراضي، والتمييز الطائفي الممارس، وكذلك حديثه عن الحركات السياسية المعارضة وأساليب التعامل معها. وتجدر الإشارة إلى أن غالبية هذه الأحداث التاريخية التي أشار إليها المستشار في يومياته تم أعادة كتابتها من قبل السلطة بشكل مختلف عن واقعها، وبعيداً عن النزاهة والأمانة التاريخية التي تتطلبها عملية التدوين والتوثيق. ويُعتقد أن حكومة البحرين تحتفظ بالنسخة الأصلية لهذه اليوميات، لكنها تمتنع عن نشرها. وتم تسريب اليوميات ونشرها فيما بعد في عدة مواقع الكترونية من قبل مؤسسات أو أشخاص غير معروفين. وتعتبر المختارات من الوثائق المهمة في تاريخ البحرين الحديث، والتي لم يتم نشرها من قبل وهي عينة مختارة من يومياته وليست كل اليوميات[2]التي كتبها.
ولد تشارلز دالريمبل "بلگريف" في عام 1894، واحتل منصب مستشار خاص ومستشار للشؤون المالية لحاكم البحرين الشيخ حمد بن عيسى في عام 1926. درس العربية في مدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، ووصل البحرين في مارس 1926 كمستشار لحاكم البحرين، براتب سنوي قدره 720 جنيه إسترليني. وأصبح مستشاراً للحكومة البحرينية في عام 1933، وهو المنصب الذي شغله حتى رحيله. وقد ساهم في الكثير من الإصلاحات الإدارية الحكومية، فعمل على تحديث تنظيم قطاع الصحة، والتعليم، والجمارك، والشرطة، والجهاز القضائي، والبنية التحتية للبلاد. وقد عبر مركز البحرين لحقوق الإنسان في فبراير الماضي عن قلقه جراء قيام السلطات البحرينية بمنع 25 داراً من دور النشر اللبنانية المعروفة من عرض كتبها في معرض الكتاب السنوي الذي كان من المزمع إقامته في العاصمة البحرينية المنامة في 17 مارس/آذار 2010 وهو الأمر الذي تكرر مراراً في السنوات الماضية.
وبناءاً على كل ما مضى يطالب مركز البحرين لحقوق الإنسان السلطات البحرينية بـ:
- رفع الحظر المفروض على كتاب يوميات تشارلز بلگريف لأهميته وقيمته في توثيق تاريخ البحرين.
- رفع الحظر المفروض عن بقية الكتب او دور النشر الممنوعة .
- وقف التضييق الممارس ضد دور النشر والمكتبات من استيراد الكتب التي لا تتوافق مع آراء السلطة.