احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: سينية ابن زيدون .. طبائع النفوس ... الجمعة 15 أغسطس 2008 - 1:22 | |
| سينية ابن زيدون .. طبائع النفوس ...
هذه قصيدة من محاسن شعر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي < 394 – 463 >. المشهور بابن زيدون – رحمه الله – يشكو فيها بعض أهل زمانه، ويعتب عليهم سلوكهم نحوه، ويصف فيها بعض طبائع النفوس البشرية ... أرسل بها من سجنه إلى أحد أصدقائه .. أبي حفص ابن برد الأصغر ...
ما عَلى ظَنِّيَ باسُ يَجرَحُ الدَهرُ وَياسو رُبَّما أَشرَفَ بِالمَر ءِ عَلى الآمالِ ياسُ وَلَقَد يُنجيكَ إِغفا لٌ وَيُرديكَ احتِراسُ وَالمَحاذيرُ سِهامٌ وَالمَقاديرُ قِياسُ(1) وَلَكَم أَجدى قُعودٌ وَلَكم أَكدى التِماسُ وَكَذا الدَهرُ إِذا ما عَزَّ ناسٌ ذَلَّ ناسُ وَبَنو الأَيّامِ أَخيا فٌ سَراةٌ وَخِساسُ نَلبَسُ الدُنيا وَلَكِن مُتعَةٌ ذاكَ اللِباسُ
****
يا أَبا حَفصٍ وَما ساواكَ في فَهمٍ إِياسُ مِن سَنا رَأيِكَ لي في غَسَقِ الخَطبِ اِقتِباسُ وَوِدادي لَكَ نَصٌّ لَم يُخالِفهُ قِياسُ أَنَا حَيرانٌ وَلِلأَمـ ر وُضوحٌ وَاِلتِباسُ ما تَرى في مَعشَرٍ حا لوا عَنِ العَهدِ وَخاسوا وَرَأَوني سامِرِيّاً يُتَّقى مِنهُ الِمساسُ أََذْؤُبٌ هامَت بِلَحمي فَاِنتِهاشٌ وَاِنتِهاسُ كُلُّهُم يَسأَلُ عَن حالي وَلِلذِئبِ اِعتِساسُ
****
إِن قَسا الدَهرُ فَلِلماءِ مِنَ الصَخرِ انبِجاسُ وَلَئِن أَمسَيتُ محبو سا فَلِلغَيثِ اِحتِباسُ يَلبَدُ الوَردُ السَبَنتى وَلَهُ بَعدُ اِفتِراسُ فَتَأَمَّل كَيفَ يَغشى مُقلَةَ المَجدِ النُعاسُ وَيُفَتُّ المِسكُ في التُربِ فَيوطا وَيُداسُ
****
لا يَكُن عَهدُكَ وَرداً إِنَّ عَهدي لَكَ آسُ وَأَدِر ذِكرِيَ كَأساً ما اِمتَطَت كَفَّكَ كاسُ وَاِغتَنِم صَفوَ اللَيالي إِنَّما العَيشُ اِختِلاسُ وَعَسى أَن يَسمَحَ الدَهرُ فَقَد طالَ الشِماسُ
راجعتها على < ديوان ابن زيدون ورسائله > شرح وتحقيق : علي عبد العظيم، 273 – 277.
( 1 ) قياس : جمع قوس. | |
|
احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: رد: سينية ابن زيدون .. طبائع النفوس ... الإثنين 9 مارس 2009 - 8:03 | |
| أضحى التنائي بديلا عن تدانينا ابن زيدون
أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،" "وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا" "حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،" "حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا" "بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛" "وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،" "فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،" "هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ" "رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ" "بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،" "وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا" "شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،" "يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ" "سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛" "وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية" " ًقِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما" "كُنْتُمْ لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛" "أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا! وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً" "مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به" "مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا" "إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟ وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا" "مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً" "مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ" "مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ" "مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،" "تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،" "بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،" "زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،" "وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟ يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا" "وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،" "مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،" "في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛" "وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،" "فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا يا جنّة َ الخلدِ أُبدِنْنا، بسدرَتِها" "والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،" "وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ" "في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،" "حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ" "عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً" "مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تَلْقِينَا أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ" "شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ" "سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،" "لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،" "فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا" "سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،" "فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا" "وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،" "بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،" "فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ" "بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا لكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ" "صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا | |
|
احمـــــــــد بشـــير فريق أول
عدد الرسائل : 4007 العمر : 73 العمل/الترفيه : مدير جودة تاريخ التسجيل : 04/03/2008
| موضوع: رد: سينية ابن زيدون .. طبائع النفوس ... الإثنين 9 مارس 2009 - 8:23 | |
| هَذا الصَباحُ عَلى سُراكِ رَقيبا ابن زيدون
هَذا الصَباحُ عَلى سُراكِ رَقيبا فَصِلي بِفَرعِكِ لَيلَكِ الغِربيبا وَلَدَيكِ أَمثالَ النُجومِ قَلائِدٌ أَلِفَت سَماءَكِ لَبَّةً وَتَريبا لِيَنُب عَنِ الجَوزاءَ قُرطُكِ كُلَّما جَنَحَت تَحُثُّ جَناحَها تَغريبا وَإِذا الوِشاحُ تَعَرَّضَت أَثناؤُهُ طَلَعَت ثُرَيّا لَم تَكُن لِتَغيبا وَلَطالَما أَبدَيتِ إِذ حَيَّيتِنا كَفّاً هِيَ الكَفُّ الخَضيبُ خَضيبا أَظَنينَةً دَعوى البَراءَةِ شَأنُها أَنتِ العَدُوُّ فَلِم دُعيتِ حَبيبا ما بالُ خَدَّكِ لا يَزالُ مُضَرَّجاً بِدَمٍ وَلَحظُكِ لا يَزالُ مُريبا لَو شِئتِ ما عَذَّبتِ مُهجَةَ عاشِقٍ مُستَعذِبٍ في حُبِّكِ التَعذيبا وَلَزُرتِهِ بَل عُدتِهِ إِنَّ الهَوى مَرَضٌ يَكونُ لَهُ الوِصالُ طَبيبا ما الهَجرُ إِلّا البَينُ لَولا أَنَّهُ لَم يَشحُ فاهُ بِهِ الغُرابُ نَعيبا وَلَقَد قَضى فيكِ التَجَلُّدُ نَحبَهُ فَثَوى وَأَعقَبَ زَفرَةً وَنَحيبا وَأَرى دُموعَ العَينِ لَيسَ لِفَيضِها غَيضٌ إِذا ما القَلبُ كانَ قَليبا ما لي وَلِلأَيّامِ لَجَّ مَعَ الصِبا عُدوانُها فَكَسا العِذارَ مَشيبا مَحَقَت هِلالَ السِنِّ قَبلَ تَمامِهِ وَذَوى بِها غُصنُ الشَبابِ رَطيبا لَأَلَمَّ بي ما لَو أَلَمَّ بِشاهِقٍ لَانهالَ جانِبُهُ فَصارَ كَثيبا فَلَئِن تَسُمني الحادِثاتُ فَقَد أَرى لِلجَفنِ في العَضبِ الطَريرِ نُدوبا وَلَئِن عَجِبتُ لِأَن أُضامَ وَجَهوَرٌ نِعمَ النَصيرُ لَقَد رَأَيتُ عَجيبا مَن لا تُعَدّي النائِباتُ لِجارِهِ زَحفاً وَلا تَمشي الضَراءَ دَبيبا مَلِكٌ أَطاعَ اللَهَ مِنهُ مُوَفَّقٌ ما زالَ أَوّاباً إِلَيهِ مُنيبا يَأتي رِضاهُ مُعادِياً وَمُوالِياً وَيَكونُ فيهِ مُعاقِباً وَمُثيبا مُتَمَرِّسٌ بِالدَهرِ يَقعُدُ صَرفُهُ إِن قامَ في نادي الخُطوبِ خَطيبا لا يوسَمُ الرَأيُ الفَطيرُ بِهِ وَلا يَعتادُ إِرسالَ الكَلامِ قَضيبا تَأبى ضَرائِبُهُ الضُروبَ نَفاسَةً مِن أَن تَقيسَ بِهِ النُفوسُ ضَريبا بَسّامُ ثَغرِ البِشرِ إِن عَقَدَ الحُبا فَرَأَيتَ وَضّاحاً هُناكَ مَهيبا مَلَأَ النَواظِرَ صامِتاً وَلَرُبَّما مَلَأَ المَسامِعَ سائِلاً وَمُجيبا عِقدٌ تَأَلَّفَ في نِظامِ رِياسَةٍ نَسَقَ اللَآلِئَ مُنجِباً وَنَجيبا يَغشى التَجارِبَ كَهلُهُم مُستَغنِياً بِقَريحَةٍ هِيَ حَسبُهُ تَجريبا وَإِذا دَعَوتَ وَليدَهُم لِعَظيمَةٍ لَبّاكَ رَقراقَ السَماحِ أَديبا هِمَمٌ تُنافِسُها النُجومُ وَقَد تَلا في سُؤدَدٍ مِنها العَقيبُ عَقيبا وَمَحاسِنٌ تَندى رَقائِقُ ذِكرِها فَتَكادُ توهِمُكَ المَديحَ نَسيبا كَالآسِ أَخضَرَ نَضرَةً وَالوَردِ أَحمَرَ بَهجَةً وَالمِسكِ أَذفَرَ طيبا وَإِذا تَفَنَّنَ في اللِسانِ ثَناؤُهُ فَافتَنَّ لَم يَكُنِ المُرادُ غَريبا غالى بِما فيهِ فَغَيرُ مُواقِعٍ سَرَفاً وَلا مُتَوَقِّعٍ تَكذيبا كانَ الوُشاةُ وَقَد مُنيتُ بِإِفكِهِم أَسباطَ يَعقوبٍ وَكُنتُ الذيبا وَإِذا المُنى بِقَبولِكَ الغَضَّ الجَنى هُزَّت ذَوائِبُها فَلا تَثريبا أَنا سَيفُكَ الصَدِئُ الَّذي مَهما تَشَأ تُعِدِ الصِقالَ إِلَيهِ وَالتَذريبا كَم ضاقَ بي مِن مَذهَبٍ في مَطلَبٍ فَثَنَيتَهُ فُسُحَ المَجالِ رَحيبا وَزَها جَنابُ الشُكرِ حينَ مَطَرتَهُ بِسَحائِبِ النُعمى فَرُدَّ خَصيبا | |
|