الفقيد العزيز

أشاطر الشعب المصرى الأحزان لوفاة المغفور له بإذن الله المربى الفاضل والعلم الجليل الأستاذ " تعليم " الذى وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض دام قرابة ربع قرن من الزمان وطوال هذه السنوات خضع المريض لعلاج مكثف وللعديد من العمليات الجراحية فى محاولات متكررة لإنقاذه وانتشاله من محنته القاسية وكانت تصريحات الأطباء المعالجين تؤكد دوماً أن المريض يستجيب للعلاج وأنه تيعافى سريعاً وفى طريقه إلى كمال الشفاء وتمام الصحة والحيوية فكل شيء على ما يرام وليس هناك ما يدعو إلى القلق بينما المسكين فى الواقع يعانى ويأن ويتعرض لمضاعفات خطيرة وإغماءات متلاحقة ونزيف متكرر حتى ساءت حالته ودخل فى غيبوبة طويلة انتهت بلاحتضار والوفاة وسط ذهول وصدمة كل المحبين والمخلصين للراحل الكريم.
وعن أسباب الوفاة فقد نفت كل التقارير الطبية الصادرة بهذا الخصوص ما تردد من أن المريض قد مات كمداً وقهراً بعد أن نهبته الدروس الخصوصية وخطفت منه كل مهامه واختصاصاته وتركته وحيداً منبوذاً .
وأفادت هذه التقارير أن الأسباب الحقيقة للوفاة إنما ترجع إلى أخطاء التشخيص وفوضى العلاج الذى تم بمعرفة أطباء غير متخصصين تناوبوا الإشراف على الحالة فضلوا الطريق وافتقدوا البصيرة والرؤية السليمة للامور معتقدين وهماً أنهم يحسنون صنعا فتفاقم الداء واستفحل المرض حتى أودى بحياة المريض .
رحم الله الفقيد العزيز وللأسرة المصرية خالص الصبر والسلوان ولا أراكم الله مكروهاً فى عزيز لديكم
وقد تم تشييع الجنازة من ديوان عام وزارة التربية والتعليم بالقاهرة
والعزاء بالسرادقات المقامة بمختلف المديريات والإدارات التعليمية وجميع مدارس الجمهورية
بقلم جلال محمود
مدير سابق بالتريبة والتعليم